المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة
الله تعالى هو الحق بذاته و ليس بعد خلقه لحقوق العباد سمّي الحق .. و أما المصالح فهي تابعة لحاجات الخلق و هو غني عن الحاجة مطلقا فكيف يوصف بأنه يخلق لحاجة .. أما لماذا يخلق مع أنه غني عن الخلق فهذا لأن صفته الخالق و هي صفة لازمة لكماله فليس إله مطلق الربوبية و الألوهية من لا يخلق أصلا أو لا يخلق خلقا يحتاجون إليه.
و من صفات الله تعالى الواجبة له بمقتضى كماله و غناه المطلق : القيوم، أي أن قيوميته بنفسه و بأمره قام كل شيء .. فكيف يكون اسمه كذلك دون أن يخلق من عدم خلقاً و يظهر أثره فيهم.
فالعلاقة بين الخالق و خلقه هي غير العلاقة بين بعضهم و هذا هو المفترض في الخالق الذي يختلف كليا عن خلقه فأظهر صفاته تعالى هي صفة الكمال المطلق التي توجب الحمد المطلق له قبل خلق الخلق و بعدهم و أظهر صفات الخلق حاجتهم إليه تعالى قبل وجودهم و بعده. و إذا كان هناك من شيء يحبه الله تعالى من العباد مع غناه عنهم طبعا فهو الحمد الواجب له بدونهم.
- أما السموات فقد سماها الله تعالى في كتابه بعد أن سواها من دخان : السموات السبع و السموات الطباق و السموات العلا و غير ذلك.
أريد تنبيهك إلى مسألة هامّة و هي : أنّك تعتبر الخلق صفة كمال ، و أنّ الإله الذي لا يخلق فهو ليس مطلق الربوبيّة و الألوهيّة ... !
هذا الكلام سيوقعك في إشكاليّة خطيرة و هي : هل كان الله غير كامل قبل أن يخلق ؟ فقد كان الله و لم يخلق شيئا ، فهل عدم خلقه دليل على عدم كماله و عدم طلاقة ربوبيّته و ألوهيّته ؟!
إن قلت بأنّه كان كاملا ؛ لأنّه كان قادرا على الخلق و لكن لم يشأ أن يخلق .. سيقول لك المعترض : وحتّى الآلهة التي لم تخلق شيئا ، هي قادرة أن تخلق لكنّها لم تشأ حتى الآن أن تخلق !
لذا أنصحك بأحد أمرين :
الأول : إمّا أن لا تعتبر الخلق صفة كمال ، وتعتبر فقط القدرة هي صفة الكمال.
الثّاني : أو تعتبر الخلق صفة كمال ، وحينها يجب أن يكون الله خالقا على الدوام . و هذا سيدفعك إلى عقيدة " قدم نوع العالم " التي تعتقد بأنّ العالم ليس له بداية !
Bookmarks