صفحة 6 من 12 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 76 إلى 90 من 177

الموضوع: فى المعجزات وخوارق العادات بين الانكار والاثبات .

  1. #76
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وممن أشار إلى ذلك من الذين ينعتهم الدكتور ب(أتباع ابن تيمية) العلامة حافظ حكمي في كتابه<معارج القبول>، حيث يقول: (أكثر شرك الأمم التي بعث الله إليها رسله وأنزل كتبه غالبهم إنما أشرك في الإلهية ولم يذكر جحود الصانع إلا عن الدهرية والثنوية وأما غيرهم ممن جحدها عنادا كفرعون ونمرود وأضرابهم فهم مقرون بالربوبية باطنا كما قدمنا وقال الله عز و جل عنهم{وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} ، وبقية المشركين يقرون بالربوبية باطنا وظاهرا كما صرح بذلك القرآن فيما قدمنا من الآيات وغيرها مع أن الشرك في الربوبية لازم لهم من جهة إشراكهم في الإلهية وكذا في الأسماء والصفات إذ أنواع التوحيد متلازمة لا ينفك نوع منها عن الآخر وهكذا أضدادها فمن ضاد نوعا من أنواع التوحيد بشيء من الشرك فقد أشرك في الباقي مثال ذلك في هذا الزمن عباد القبور إذا قال أحدهم يا شيخ فلان لذلك المقبور أغثني أو افعل لي كذا ونحو ذلك يناديه من مسافة بعيدة وهو مع ذلك تحت التراب وقد صار ترابا فدعاؤه إياه عبادة صرفها له من دون الله لأن الدعاء مخ العبادة فهذا شرك في الإلهية وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع ضر أو رد غائب أو شفاء مريض أو نحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله معتقدا أنه قادر على ذلك هذا شرك في الربوبية حيث اعتقد أنه متصرف مع الله تعالى في ملكوته ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك وهذا شرك في الأسماء والصفات حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات لا يحجبه قرب ولا بعد فاستلزم هذا الشرك في الإلهية الشرك في الربوبية والأسماء والصفات).





    -بل ذكر إمام متكلمي الأشاعرة في عصره ومقدمهم في الأصلين سيف الدين الآمدي[وقد توفي قبل ولادة ابن تيمية بعشرات السنين] في كتابه<أبكار الأفكار2/92> ما هو أبلغ من ذلك ، حيث صحح إطلاق التوحيد على مجرد(الإخبار عن التوحيد ، وإن جهل اعتقاد المخبر به)، أي:ولو لم يدع أن ما أخبر به هو ما يعتقده ، ولو لم ندر حاله ؛ أمسلم هو أو ملحد !





    -تنبيه: يكرر كثير ممن انتقدوا ابن تيمية في هذه القضية،ممن اعتمد الدكتور على بعض كلامهم في هذه المحاضرة[كالدجوي وغيره] أن ابن تيمية ينص على أنهم موحدون في الربوبية[بل يزعم بعضهم أن ابن تيمية يسميهم(موحدين)-كذا بإطلاق-!] ، وعبارات ابن تيمية المبثوثة في كتبه[وكذا عبارات بعض تلاميذه كابن القيم وابن كثير] تدور على النص على ما ذكر القرآن إقرارهم به[كأن ينص على أن مشركي العرب يقرون بخلق الله لهم وبخلقه السماوات والأرض...] ، أو يقول بأنهم يقرون بالربوبية[أي: أصل الربوبية-كما سيأتي بعض كلامه في هذا-]، أو يقول بأنهم يقرون بتوحيد الربوبية.

    فأنت تراه في هذه العبارات وما شابهها يتحفظ من القول بأنه موحدون في الربوبية ، فضلا عن نعتهم ب(الموحدين)-كذا بإطلاق-!











    6-عرف الدكتور العبادة بأنها(أقصى الذل والخضوع قلبا وقالبا). وعزاه إلى الجمهور[!] وقال بأنه لابد من هذين القيدين ، وهذا التعريف مع كونه لا يشفع لما أراد الدكتور معارضة ابن تيمية وغيره به ، فإن عليه مؤاخذات ، ومن أقرب هذه المؤاخذات: أنه يلزم من هذا التعريف أن لا تكون أعمال القلوب كالحب والبغض في الله ، وخوف الله ورجائه... = عبادة ؛ لأنه لم يتوفر فيها القيد الثاني(قالبا) !







    7-قوله بأن السجود للصنم ليس كفرا بذاته ما لم يعتقد بقلبه؛لأنه لو أكره على السجود وقلبه مطمئن بالإيمان لم يكفر.



    0وهذا استدلال غريب ، ومن أسهل ما يرد به عليه=أن ساب الله ورسوله يحكم بكفره بإجماع العلماء ولم يقل أحد بأن الحكم بتكفيره يتوقف على سؤاله:ماذا يعتقد قلبك في الله ورسوله ! ومع ذلك فإن المكره على السب لا يكفر بإجماع العلماء؛لصريح الآية{إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}.









    8-يرد الدكتور على ابن تيمية وغيره بصور تدل على أن المشركين كانوا يعتقدون النفع والضر في من يعبدونه.



    0فيقال: إنهم لا ينازعونك في هذا، والمشركون في زمان ابن تيمية وغيره يعتقدون ذلك ، وإلا فلماذا دعوهم ؟! [وأنت نفسك أقررت بذلك في كلامك الذي نقلته عنك قبل قليل]











    8-يكرر أن ابن تيمية يخالف جمهور علماء الكلام ، وأنه يكفرهم.



    0وأحسب أن هذا الفهم هو الذي جعل حكمه في المسألة مشوشا ؛ وهذه جادة الأحكام التي تكون نتاجا نفسيا ، لا علميا.



    -ثم إن ابن تيمية لم ينفرد بكلامه في أهل الكلام ، بل قد تكلم فيهم أئمة من المذاهب الثلاثة-الحنفية والمالكية والشافعية-[لا كما يطلق الدكتور أن هذه المذاهب الثلاثة مذهبها مذهب أهل الكلام] وغيرها ، فلو أخذنا المذهب الشافعي مثلا[لأنه المذهب الذي يقول الدكتور بأنه يتمذهب به] لوجدنا النقل عن رأس المذهب الإمام الشافعي في ذمهم كالمتواتر[كما أشار لذلك الحافظ الذهبي-وهو شافعي- في سير أعلام النبلاء10/29] ، ومن ذلك قول الإمام الشافعي: (لقد اطلعت من أصحاب الكلام على شيء ما ظننت مسلما يقول ذلك). رواه ابن أبي حاتم في<آداب الشافعي ومناقبه>ص182 وغيره بسند صحيح جدا ، بل حكى الفقيه الحافظ أبومحمد البغوي-وهو شافعي- في كتابه[شرح السنة1/216] الاتفاق على ذلك.



    -ثم لوسلمنا جدلا بأن ابن تيمية كفر أعيان علماء الكلام[وهذا الإطلاق لايشك من قرأ كتب ابن تيمية في غلط نسبة مثله إليه]= فإن كتب المتكلمين طافحة بتكفير ابن تيمية ، بل تكفير من سبقه من أئمة السنة والحديث ووصمهم بالتشبيه ، بل أفتى بعضهم بأن من يطلق على ابن تيمية لقب(شيخ الإسلام)=فهو أيضا كافر !! ثم إنه لا يخفى عليك أنه بفتوى بعض أهل الكلام سجن ابن تيمية وأصحابه مرارا ، حتى كان موته رحمه الله مسجونا. [وبعد هذا كله=من تظنه الأولى بدعوى المظلومية ؟!]



    - وكتب المتكلمين مليئة بتكفير من لايجوز تكفيرهم ، لاينكر ذلك إلا مكابر أو من لم يطالعها ، فهذا أبومنصور البغدادي-مثلا-[وهو من كبار أئمة متكلمي الأشاعرة،توفي سنة429،وعلى كتبه معول كثير ممن بعده من أئمة الأشاعرة] يقول في خاتمة كتابه<أصول الإيمان269>-حاكيا قول أصحابه الأشاعرة- : (وأما الشاك في كفر أهل الأهواء، فإن شك في أن قولهم هل هو فاسد أم لا ؟ =فهو كافر. وإن علم أن قولهم بدعة وضلالة،وشك في كونه كفرا = فبين أصحابنا في تكفير هذا الشاك خلاف، وقد قال أكثر المعتزلة بتكفير الشاك في كفر مخالفيهم، ونحن بتكفير الشاك في كفرهم أولى)!

    -وأما التكفير في كتب الماتريدية فأكثر من أن يحصر حتى في كتبهم الفقهية-فضلا عن كتبهم الكلامية- ، فهم يكفرون بأدنى شيء ؛ فبعضهم-مثلا- يكفرونك بقولك: (مسيجد)! بل بعضهم يكفرون من يثبت ما نص القرآن عليه ،كحكمهم بارتداد من يقول بزيادة الإيمان[مع كثرة وشهرة وصراحة الآيات التي تنص على زيادة الإيمان].



    -ثم إن الدكتور نفسه يقرر ضمنا خطأ بعض علماء الكلام ؛لأنه أقر في أول المحاضرة أنه لايجوز دعاء غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله .[ وهل كان إنكار ابن تيمية عليهم إلا لأجل هذا الفعل-الذي أنكرته أنت نفسك- وأمثاله]







    9-يقرر الدكتور في مقام الرد على ابن تيمية ومن وافقه =أن توحيد الألوهية متضمن توحيد الربوبية ، وأنه لا يوحد أحد توحيد الألوهية إلا وقد أقر الربوبية.



    0وهذا في غاية العجب؛ فإن ابن تيمية و من وافقه لم يخالفوا في هذا ،بل تقرير هذا في كتبهم كثير جدا.







    10-ادعى الدكتور التقدير في نحو قوله تعالى{ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله}لقمان25 ، وأنه المفروض عليهم ، لا حقيقة اعتقادهم ! [ثم زاد الدكتور ضغثا على إبالة=فنسب هذا القول إلى(العلماء) كذا بإطلاق!]

    0وهذا غريب منه ؛فالآيات صريحة في أنهم يعتقدون ذلك ابتداء ، بل لو كانت هذه الآيات ليست نصوصا صريحة في ذلك=لما قبل من الدكتور هذا التقدير ؛ لعدم الدليل ،ولأن الآيات في ذلك كثيرة ولم يأت التقدير في أي موضع منها ولا في السنة ، وهذا عند العلماء يصير الظاهر نصا ؛ لأن ادعاء التقدير في مثل ذلك=حكم بأن القرآن غير مبين ، وأن الله-سبحانه- يخفي التقدير في كل هذه المواضع ! وهذا لا يكون إلا ممن يريد التعمية على المخاطب وإخفاء الحقيقة عنه أو تشويهها وإلباسها عليه ، تعالى الله عن مثل ذلك. {بلسان عربي مبين} {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} {وأنزلنا إليكم نورا مبينا}.



    -ثم إن الدكتور لم يسم أحدا من العلماء إلا ابن عاشور[كرر ذكره] ، وأنا أستغرب من الدكتور كيف يحتج على ابن تيمية[في مقام اعتراضه عليه بأنه لم يسبق من متقدم] بكلام عالم معاصر ، ولو كان تفسير عالم حجة على غيره-وحاشا لله أن نقول ذلك- =لكان ابن تيمية-فضلا عن غيره- أولى من ابن عاشور ؛ لكونه أعلم منه وأسبق وأقرب إلى زمان التنزيل والسلف باتفاق أهل المعرفة.



    0فكيف إذا عرفت بعد هذا أن نسبة الدكتور ذلك القول إلى ابن عاشور من أصلها نسبة غير صحيحة ، وكلام ابن عاشور يخالف صراحة ما نسبه إليه في نفس ذلك الموضع المشار إليه-آية لقمان25- ، وفي غيرها أيضا من آيات هذا الباب[في تفسيره آيات يونس والمؤمنون والعنكبوت والزمر والزخرف وغيرها].



    0فإن ابن عاشور رحمه الله نص في عدة مواضع من تفسيره[=<التحرير والتنوير>11/155 ، 18/109 ، 25/271] على أن الاستفهام(استفهام تقريري).



    -وقال عند آية يونس(11/157) : (وإنما أخبر الله عنهم بأنهم سيعترفون بأن الرازق والخالق والمدبر هو الله؛ لأنهم لم يكونوا يعتقدون غير ذلك).



    -وقال عند نفس آية لقمان (21/179) : (...عقولهم التي تجمع بين الإقرار لله بالخلق،وبين اعتقاد إلهية غيره).

    -وقال عند آية الزمر{ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} (24/17) : (هو تمهيد لما يأتي بعده من قوله:{قل أرأيتم ما تدعون من دون الله} ؛ لأنه قصد به التوطئة إليه بما لا نزاع فيه ؛ لأنهم يعترفون بأن الله هو المتصرف في عظائم الأمور).



    -وقال عند آية الزخرف الأولى9 (25/168) : (هم يقولون:خلقهن الله...، وذلك هو المستقرى من كلامهم؛نثرا وشعرا في الجاهلية).







    - وأما قول الدكتور بأنه تعليق لم يثبت حصوله ، ثم كلامه على أداة الشرط(إن).



    0فأقول:كيف غفل عن كون الله يعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون ؟!



    0ثم كيف غفل عن وجود آيات أخرى في الباب ليس فيها أداة الشرط هذه، بل تبتدئ بالأمر={قل:...}، ثم يخبرنا سبحانه بردهم={سيقولون:...}.



    -ثم تأمل خاتمة مثل هذه الآيات[مثلا في سورة المؤمنون(84-)] بعد جوابهم ، واستعن بكتب التفسير-وخاصة التفاسير العالية المتقدمة كالطبري وابن أبي حاتم-=ليزداد لك الأمر وضوحا ، فإن كنت مستعجلا فلا أقل من أن تتأمل قوله تعالى في آية الزمر38 :{ولئن سألتهم من<خلق> السماوات والأرض ليقولن الله ، قل أفرأيتم ما<تدعون> من دون الله...}



    0ثم إن في بعض هذه الآيات ترتيب أمر آخر على جوابهم ، فإذا سمع ردهم قال لهم قولا آخر كما في نحو قوله تعالى{ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ} ثم سيجيبونك: {فَسَيَقُولُونَ اللّه}ُ ، فإذا أجابوك={فقل أفلا تتقون}.





    0ثم ماذا تفعل بنحو قوله تعالى:{فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين,فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} ؟

    هل ما زلت تشك في أن هؤلاء المشركين كانوا يؤمنون بأن الله هو الرب المدبر ، وأن بقية آلهتهم إنما هي وسائط وشفعاء{ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} ، وأنهم يخلصون حال الشدة في دعاء الله[والدعاء من توحيد الألوهية] ، ثم إذا نجاهم أشركوا فيه-أي:الدعاء- ؟!



    -وقد روى الطبري1/393 و ابن أبي حاتم وغيرهما[بإسناد يثبته ابن حجر في الفتح والسيوطي في الإتقان وغيرهما] عن حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال-عند قوله تعالى:{فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}- : (أي: لاتشركوا بالله غيره من الأنداد...،وأنتم تعلمون أنه لا رب لكم يرزقكم غيره===). [وسيأتي إن شاء الله نقل مثل هذا عن جماعة من التابعين]
    يتبع===

  2. #77
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ثم إن هذا شيء لم يتفرد به ابن تيمية-كما أوهم الدكتور سامعيه- ، بل هو مشهور متداول في كتب العلماء[وستأتي بعد قليل بعض النقول الثابتة عن بعض السلف في تفسير الطبري وغيره]، وانظر-مثلا- إلى قول المؤرخ الأندلسي صاعد بن أحمد[توفي عام462(أي:قبل ولادة ابن تيمية بنحو200 عام)] في كتابه النفيس[طبقات الأمم]ص44 : (جميع عبدة الأوثان من العرب موحدة لله تعالى[أي:مقرة بأصل الربوبية لله]،وإنما كانت عبادتهم لها[أي:الأوثان]ضربا من التدين بدين الصابئة في تعظيم الكواكب والأصنام الممثلة بها في الهياكل،لا على ما يعتقده الجهال بديانات الأمم وآراء الفرق أن عبدة الأوثان ترى أن الأوثان هي الآلهة الخالقة للعالم! ولم يعتقد قط هذا الرأي صاحب فكرة ولا واربه صاحب العقل. دليل ذلك قول الله تبارك وتعالى:{مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}). انتهى [وقد أشار إمام الماتريدية أبومنصور الماتريدي إلى نحو هذا ،وقد سبق شيء من كلامه]











    11-استدل الدكتور مرارا بقوله تعالى{وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} على كذب المشركين في دعواهم.



    0وهذا استدلال غريب ؛ فإن الآية حجة عليه-كما سبق- ، وإنما يصح فهمه= لو قيل: (إلا وهم كاذبون)! ، كما قال الله تعالى في شهادة المنافقين بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم:{إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون}.



    0وإمام المفسرين ابن جرير قد أشار في تفسيره(13/372) إلى اتفاق المفسرين على أنه إقرار منهم-وليس كذبا- ، ثم روى عدة آثار ؛ عن ابن عباس وعن بعض تلاميذه وعن غيرهم ، وكلها متفقة على إقرارهم بأصل الربوبية ، وشركهم في العبادة والتأله.



    -ومن ذلك ما رواه بإسناد جيد عن قتادة أنه قال: (إنك لست تلقى أحدا منهم إلا أنبأك أن الله ربه وهو الذي خلقه ورزقه ، و هو مشرك في عبادته). [وروى نحوه عن عكرمة ومجاهد والشعبي]

    -وروى الطبري أيضا-بإسناد صحيح- وابن أبي حاتم وغيرهما عن ابن زيد أنه قال: (ليس أحد يعبد مع الله غيره إلا وهو مؤمن بالله ويعرف أن الله ربه وأن الله خالقه ورازقه ، وهو يشرك به ، ألا ترى كيف قال إبراهيم{قال أرءيتم ما كنتم تعبدون*أنتم وآباؤكم الأقدمون*فإنهم عدو لي إلا رب العالمين}. قد عرف أنهم يعبدون رب العالمين مع ما يعبدون،قال: فليس أحد يشرك به إلا وهو يؤمن به ، ألا ترى كيف كانت العرب تلبي تقول: لبيك اللهم لبيك،لبيك لا شريك لك، إلا شريك هو لك،تملكه وما ملك ؟!).











    12-قوله بأن الله وملائكته ورسوله اكتفوا منهم بإثبات الربوبية في نحو قوله تعالى في آية الميثاق:{ألست بربكم قالوا بلى} ، ولم يسألوهم إثبات الألوهية.



    0وهذا أيضا من الفهم الخاطئ لأًقوال خصومه ، ولأصل المسألة ؛ لأن ابن تيمية وغيره يقولون بأن توحيد الربوبية مستلزم توحيد الألوهية[أي:يلزم كل من أقر بربوبية الله أن يوحده في الألوهية، وإلا عد ذلك طعنا في نفس إقراره بالربوبية-كما سبق في كلام أبي منصور الماتريدي وحافظ الحكمي- ،واعتبر متناقضا مدخولا في عقله{أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون}] ،

    ولأنهم يقولون بأن الربوبية أو الألوهية إذا أطلق أحدهما في النصوص الشرعية دون الآخر تضمن معنى الآخر[إذا اجتمعا(سياقا) افترقا(معنى)،وإذا افترقا اجتمعا] ، وذلك مثل قوله تعالى{إنما الصدقات للفقراء والمساكين...} فهنا فرق العلماء بين معنيي الفقير والمسكين ، ولكن لم يقل أحد منهم بأنه في نحو قوله تعالى: {إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} يقتصر على إيتاء الفقير دون المسكين ! بل يقولون هنا بأن المسكين يدخل في حكم الفقير ولاشك.



    -وتوجيه الاكتفاء بتوحيد الربوبية ليس منحصرا فيما ذكر،بل هناك أجوبة أخرى.



    0وقد ذكر العلامة السهسواني في كتابه<صيانة الإنسان>ص472 عند كلامه على آية الميثاق بعض الأجوبة ، فقال: (



    -(الأول)[وقد أشرنا إليه قبل قليل] أن الإقرار بتوحيد الربوبية مع لحاظ قضية بديهية وهي أن غير الرب لا يستحق العبادة =يقتضي الإقرار بتوحيد الألوهية عند من له عقل سليم وفهم مستقيم، فيكون الإقرار المذكور حجة عليهم كما احتج الله تعالى على المشركين بتوحيد الرازق، ومالك السمع والأبصار، والمحي والمميت، ومدبر الأمر، ومن له الأرض ومن فيها، ورب السموات السبع ورب العرش العظيم، ومن بيده ملكوت كل شيء، ومن خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر، ومن نزل من السماء ماء، ومن خلقهم...على وحدانية الألوهية...



    -و(الاحتمال الثاني): أن في الآية اختصاراً، والمقصود: ألست بربكم وإلهكم؟ يدل عليه أثر ابن عباس: (إن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً...) ، وأثر أبي بن كعب: (...قال: فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري ولا رب غيري ولا تشركوا بي شيئاً...).

    [وهذا كما في نصوص نجاة وفلاح المؤمن بالله،فإنه لا ينازع أحد في اشتراط الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم أيضا وإن اقتصرت هذه النصوص على الأول؛ اختصارا ، أو لأن الأول متضمن الثاني-كما سبق-]



    -و(الاحتمال الثالث): أن المراد بالرب المعبود، قال القرطبي: والرب المعبود، وعن عكرمة في تفسير قوله تعالى: {ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله} قال: يسجد بعضنا لبعض...

    وقال الله تعالى في سورة التوبة: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم، وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون}. فالمراد بالأرباب في تلك الآية هم المعبودون، بدليل قوله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون}. وكذلك فهم عدي بن حاتم رضي الله عنه وقرره النبي صلى الله عليه وسلم عليه؛ روى الإمام أحمد والترمذي...عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه...دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم...وهو يقرأ هذه الآية: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله}. قال: فقلت: إنهم لم يعبدوهم! فقال: بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم، فذلك عبادتهم إياهم). انتهى كلام السهسواني رحمه الله [وما بين المركنين مني]





    -فطريقة الدكتور التي شغل بها أكثر وقت المحاضرة ، قريبة من طريقة من يستدل على أن الإسلام ليس هو الأعمال الظاهرة[كما في حديث سؤال جبريل وغيره] بنحو قوله تعالى في سورة يونس84: {وقال موسى يا قوم إن كنتم ءامنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين}. لأن التوكل عمل قلبي !





    -ثم إن الأسماء والأوصاف المختلفة قد تطلق على ذات واحدة ، فهي في حقيقتها أسماء و أوصاف مختلفة،ولكن الذات واحدة مهما تعددت أسماؤها و أوصافها.



    0وتأمل هذه المغايرة في الأوصاف مع اتفاق الذات في نحو قوله تعالى:{قل أعوذ<برب>الناس*ملك الناس*<إله>الناس...}.



    -ثم إنه لا يخفى على أدنى مطالع لكلام العرب و لمعجمات أئمة اللغة اختلاف معنيي الرب والإله من حيث اللغة العربية ، وأن الرب عندهم=هو المالك المتصرف ، والإله عندهم=هو المعبود أو المستحق للعبادة.

    يتبع====

  3. #78
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    13-بعد أن استهزأ الدكتور بخصومه ، رد احتجاجهم بقوله تعالى{ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} بالتفريق بين{ليقربونا} و(لتقربنا) ؛فالضمير في الآية للمعبودين ، وليس لنفس الأعمال !



    0وهذا التفريق الذي تبناه الدكتور-على التسليم به جدلا- = لا تأثير له في مسألتنا البتة.



    0ثم إنه هل يقول عاقل بأنهم أرادوا من آلهتهم التقريب دون تقرب إليها بقربة تكون سببا للقرب إلى الله ؟! وهل يتصور أن أحدا يعبد من لا يظن نفعه أو ضره بذاته أو بوساطته ؟!



    0ثم إن تفسير العلماء المتداول في عامة كتب التفسير هو أن معنى الآية= إلا ليشفعوا لنا إلى الله. [ حتى أن بعض كتب التفسير التي تعنى باستيعاب أقوال المفسرين ،وتتكلف تفريع الأقوال وتوليدها-كتفسير(زاد المسير)- لم يذكروا قولا آخر] ، وقد قال الشهاب الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي: (قالوا: مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ، فهو[=الله] المعبود الحقيقي عندهم. فتأمل). انتهى









    14-تكلم في مسألة اللازم والملزوم ،مبينا لخصومه الصواب فيها ،وأن ما ذكره هو من أوليات العلم...



    0وأقول: لم يخالفه أحد فيما ذكر، فلا داعي إلى مناقشة خطأ لا وجود له.



    -واحتجاجه للازم والملزوم بقوله تعالى{إنما يخشى الله من عباده العلماء} لايصلح مثالا هنا، لأنه من باب الحصر ؛ أي:إنما توجد الخشية في العلماء، لا من باب لزوم الخشية للعالم. [وإنما يصلح مثالا للازم والملزوم لو قيل: العالم يخشى الله].









    15-احتجاجه بقوله تعالى {وفي الأرض إله}. احتجاج غريب ، وأغرب منه استدلاله بحديث (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله)، وأنه يدل على أنه إله في الأرض في ذلك الوقت وإن لم يكن في الأرض من يوحده من البشر !



    0وهذا خطأ من عدة وجوه ، ومن أسهل هذه الوجوه أن يقال: لماذا تحصر التأله ببني آدم فقط ؟! فقد يفنون ويبقى غيرهم من الخلق. {ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة} ،{سبح لله ما في السماوات وما في الأرض} ،{وإن من شيء إلا يسبح بحمده}.



    0 ثم لماذا لم تقدر هنا كما قدرت في نحو قوله تعالى{ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} ، وتقول بأن ألوهيته في السماء والأرض في ذلك الوقت أمر يضطر إليه وأنه مستحق لله ؟!

    [فالتقدير هنا أولى بلا شك؛لأنها آية واحدة لا آيات كثيرة ، ولأن سياقها يقبل التقدير خلافا لآيات سؤال المشركين]









    16-يحتج على خصومه بأمثلة من كفر بالربوبية ، وخصومه لم يدعوا بأنه لم يكفر أحد بالربوبية أو أن إقرار من أقر بالربوبية إقرار تام.



    -ولذلك يشير ابن تيمية في عدة مواضع[عند حديثه عمن أقر بأصل الربوبية] إلى عدم تمام إقرارهم بالربوبية[فضلا عن الاعتداد به حكما وشرعا].



    0قال في<در التعارض9/345>-بعدما ذكر إقرار مشركي العرب والمتكلمين بالربوبية- : (ولكن كثير من الطوائف قصر فيه، مع إثباته<لأصله> ، كالقدرية الذين يخرجون أفعال الحيوان عن قدرة الله ومشيئته وخلقه).



    0وقال في<التدمرية>3/98: (ليس في العالم من ينازع في <أصل>هذا الشرك[=الربوبية] ، ولكن غاية ما يقال: إن من الناس من جعل بعض الموجودات خلقا لغير الله، كالقدرية وغيرهم،لكن هؤلاء يقرون بأن الله خالق العباد وخالق قدرتهم،وإن قالوا: إنهم خالقوا أفعالهم).



    0وقال أيضا<مجموع الفتاوى2/38> : (توحيد الربوبية...لم ينازع في<أصله> أحد من بني آدم[يعني:المتعبدين] ، وإنما نازعوا في <بعض تفاصيله>).



    0وقال في<درء التعارض9/347>: (والمقصود أن كثيرا من أهل الشرك والضلال يضيف وجود بعض الممكنات أو حدوث بعض الحوادث إلى غير الله...،وهم مع شركهم وما يلزمهم من<نوع تعطيل> في الربوبية لايثبتون مع الله شريكا مساويا...).



    0ولذلك تجد ابن تيمية في كثير من المواضع يكتفي بذكر أعيان ما نص القرآن على إقرار المشركين به.[كأن يقول بأن المشركين يقرون بخلق الله لهم أو أن المشركين يقرون بخلق الله السماوات والأرض ونحو ذلك من أهم حقوق الرب التي نص عليها القرآن]



    -والدكتور ومن وافقه يلزمهم تجاه بعض من يدافعون عنهم من المتكلمين مثل ما ألزموا به ابن تيمية ؛ فإنهم يصرحون بأن المعتزلة مقرون بالربوبية ، ومع ذلك فإن المعتزلة عندنا وعند الأشاعرة[والدكتور يقول بأنه منهم] لا يقرون ببعض تفاصيل الربوبية؛ وهو الإقرار بخلق الله أفعال العباد. فليس لهم إذاً مندوحة عن القول بأن إقرار المعتزلة بالربوبية إنما هو إقرار بأصلها لا بجميع تفاصيلها. والله أعلم







    -ثم إن بعض مظاهر الشرك التي يعترضون بمثلها على ابن تيمية إنما هي من باب الشرك في الأسماء والصفات ، ومن يقسم التوحيد ثلاثة أقسام[ألوهية،وربوبية،وأسماء وصفات] لا يلزم بمثل هذه الأمثلة ، وإنما يسوغ الاعتراض بمثلها[على فرض صحة الاعتراض من أصله] على من يقسم التوحيد قسمين[ألوهية وربوبية] ؛ لأن الأسماء والصفات على هذا التقسيم الثنائي ليس قسما مستقلا ،وإنما هو داخل في القسم الثاني-الربوبية-[فهو على هذا قسم من توحيد الربوبية وليس قسيما له]. والله أعلم









    17-كرر الدكتور ذكر الأدلة على إنكار بعض العرب البعث ، ثم ادعى أن ابن تيمية ومن تابعه لم ينتبهوا لذلك!



    0وهذا كلام غريب جدا ؛



    -أولا: لأنه لا تعارض بين إقرار بعض المشركين بالربوبية ،وإنكار البعث.[فالجهة منفكة]

    0وقد جاء في بعض أشعارهم ما يدل على هذا الانفصام ، كما في قول لبيد بن ربيعة: ألا كل شيء ما خلا الله باطل * وكل نعيم لا محالة زائل.

    [وراجع تفسير أبي جعفر الطبري19/487 عند قوله تعالى:{وضرب لنا مثلا ونسي خلقه،قال من يحيي العظام وهي رميم} ، فقد روى أبوجعفر-وكذا ابن أبي حاتم وغيرهما- أقوالا تدور على أسماء رجال من متعبدي العرب-المشركين-(ولم يذكر الماوردي في تفسيره الجامع<النكت والعيون> غير هذه الأقوال) ، وأكثر الأقوال على أنه أبي بن خلف-وهو من متعبدي العرب بلا شك،بل في مستدرك الحاكم وصححه أنه حلف بالله وحده(والذي نفسي بيده).]



    -والداعي إلى أي عبادة-صحيحة كانت أم فاسدة- ليس محصورا في طلب الثواب الأخروي، بل هناك أسباب أخرى؛ كطلب الثواب الدنيوي أو كشف الضر الدنيوي ، أو مجرد الحب ، أو شكرا على جلب النعم ودفع النقم ، أو تقليدا للآباء ونحو ذلك.





    -وثانيا: لأن ابن تيمية نفسه جزم في الفتاوي المصرية والفتوى الحموية بأن مشركي العرب كانوا لا يؤمنون بمعاد الأبدان ولا الأرواح.

    [بل إن الشوكاني(وهو من موافقي ابن تيمية على أن شرك المشركين الذين ذكرهم الله في كتابه كان في الألوهية،كما في عدة مواضع من كتبه،وراجع-مثلا- المجلد الأول من مجموع رسائله-الفتح الرباني-ص147 و ص338) قد حكى في كتابه<فتح القدير5/481> الاتفاق على إنكارهم البعث.

    وفي هذا نظر ؛ فإن في بعض أشعار بعض مشركي العرب تصريح بالإقرار بالبعث، ومن ذلك قول زهير بن أبي سلمى في معلقته: يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر*ليوم الحساب أو يعجل فينقم / وبمثل هذا(أي:وجود من يثبت البعث من مشركي العرب) يجاب عن استشكال ذكر إخراج الحي من الميت في آيات سؤال المشركين في سورة يونس{قل من يرزقكم...} ، وهناك جواب آخر أقوى من هذا؛ وهو أن ظاهر الآية أنه الإحياء الأول-الخلق- لا إحياء البعث،ولذلك قدم في الآية على إخراج الميت من الحي. والله أعلم]





    -وثالثا: لأن أصل نقاشنا في المتعبدين من العرب[المشركين] ، لا في غير المتعبدين[الملاحدة،منكري وجود الله]، ولذلك قال ابن تيمية في<التدمرية>3/99 عند تقريره مسألة إقرار مشركي العرب بأصل الربوبية: (...فأما من أنكر الصانع،فذلك جاحد معطل للصانع كالقول الذي أظهره فرعون، والكلام الآن مع المشركين بالله المقرين بوجوده).

    0وكذا نبه على هذا في<نقض التأسيس2/454>،وتأمل قوله فيه: (...بخلاف توحيد الربوبية فإنه قد أقر به عامة <المشركين في توحيد الإلهية>).

    فهو ليس كلاما عاما في جميع أصناف الكفار ، بل هو خاص بنوع من أنواع الكفار[المتعبدين المشركين] ، وهم المعنيون في الآيات المشار إليها.



    -وانظر كلامه على منكري ربوبية الله ووجوده في<منهاج السنة3/292>[تنبيه: جاءت عبارته في هذا الموضع في المتن هكذا(أصل الشرك...) ،والصواب ما في نسخ الكتاب الأخرى-كما في الحاشية4- (أصل الكفر...).]









    18-لم يفهم الدكتور بعض كلام ابن تيمية في وصف المشركين ، وظن أن ابن تيمية ينكر وجود جاحدي وجود الله مطلقا أو ينكر وجود من يجحد بعض تفاصيل الربوبية، وعزى هذا إلى قصور قراءة ابن تيمية في تاريخ عقائد العرب! [وهذا الكلام الأخير لا يحتاج إلى تعليق ، ولا أراني محتاجا إلى نقل ثناء المؤرخين وغيرهم عليه في هذا الباب-كإمام المؤرخين الذهبي- ، بل نكتفي بتوجيهكم إلى سؤال بعض المستشرقين عن ذلك].



    0وقد سبق نقل كلام ابن تيمية وغيره في إثبات وجود هذين الصنفين ، وسأنقل هنا كلاما يصرح فيه بمطالعته كلام المؤرخين في هذا ، ويوضح إشكالا في أحد أنواع المشركين-المتعبدين-.



    -قال في<التدمرية>3/96: (قد ذكر أرباب المقالات ما جمعوا من مقالات الأولين والآخرين في الملل والنحل والآراء والديانات ، فلم ينقلوا عن أحد إثبات شريك مشارك له في خلق جميع المخلوقات،ولا مماثل له في جميع الصفات).



    -وقال أيضا<مجموع الفتاوى11/51> : (فإن جميع هؤلاء - وإن كانوا كفارا مشركين متنوعين في الشرك - فهم مقرون بالرب الحق الذي ليس له مثل في ذاته وصفاته وجميع أفعاله ؛ ولكنهم مع هذا مشركون به في ألوهيته بأن يعبدوا معه آلهة أخرى يتخذونها شفعاء أو شركاء ؛ أو في ربوبيته بأن يجعلوا غيره رب بعض الكائنات دونه مع اعترافهم بأنه رب ذلك الرب وخالق ذلك الخلق).

    -وقد كرر ابن تيمية نحو هذا الكلام عدة مواضع[انظر-مثل-:<درء التعارض9/344،347>،<مجموع الفتاوى7/75>]





    -وقال في<منهاج السنة3/330>: (والمشركون كانوا يقرون بهذا التوحيد الذي هو نفي خالقين ، لم يكن مشركو العرب تنازع فيه ولهذا قال الله لهم:{أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون}. فكانوا يعترفون بأن آلهتهم لا تخلق

    ولهذا ذكر الله تعالى هذا التقرير بعد قوله:{قل لمن الأرض ومن فيها...}...، فالذين أثبتوا فاعلا مستقلا غير الله كالفلك والآدميين وجعلوا هذه الحركات الحادثة ليست مخلوقة لله فيهم من الشرك والتعطيل ما ليس في مشركي العرب فإن مشركي العرب كانوا يقرون بالقدر وأن الله وحده خالق كل شيء.

    ولهذا قال في الآية الأخرى:{قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا}). انتهى كلامه رحمه الله [وقد أقره المؤرخ شمس الدين الذهبي على أصل كلامه هذا في<المنتقى> ص158]





    -وقد سبق نقل كلام المؤرخ صاعد بن أحمد الأندلسي في تقرير هذا الأصل ،وتصريحه بأن القول بخلافه هو من اعتقاد(الجهال بديانات الأمم وآراء الفرق)!





    -وتأمل احتجاج الله عليهم بنحو قوله تعالى:{أفمن يخلق كمن لايخلق}.



    -وكذلك تأمل حديث ابن عباس في صحيح مسلم(118) قال رضي الله عنه : (كان المشركون يقولون لبيك لا شريك لك.

    قال: فيقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: ويلكم قد قد! [أي:قفوا عند هذا]

    فيقولون: إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك).







    -والدكتور نفسه لم يذكر أي مثال واقعي على أن شرك العرب الذين خاطبهم القرآن كان شركا بأصل الربوبية[كالخالقية] ، سوى ما ذكره من أن بعض العرب كانوا يقولون بأن الإناث من خلق غير الله. وهذا يجاب عنه بما يلي:



    1/أن هذه مجرد دعوى وهو قول مرسل يحتاج إلى إثبات صحته بالطرق العلمية ، خاصة في مثل هذه القضايا الكبيرة.



    2/أن هذا القول يقابله قول من ذكرنا من المؤرخين وغيرهم بمنعهم مثل ذلك. [والمانع المطالب مقدم]



    3/أن هذا مخالف لظاهر القرآن ؛ فإن الله قد نص في كتابه على أنهم{جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا}. ، وظاهر القرآن يدل على أنهم مقرون بأن الملائكة[التي يجعلونها إناثا] مخلوقة ، في نحو قوله تعالى:{أم اتخذ مما يخلق بنات} ، وقوله تعالى:{وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا ، أشهدوا خلقهم} ، وقوله تعالى:{أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون}.





    4/لو سلمنا بوجود هذا الجنس في مشركي العرب، وسلمنا بأن دعواهم تلك حقيقية[وليست كذبا وجحودا كحال فرعون حين جحد ربوبية الله للعالم ظاهرا لا باطنا] فأين الدليل على مجادلة القرآن لهذه الفئة القليلة ؟ [خاصة إذا استحضرنا إقرار مشركي العرب بأن الله{بيده ملكوت <كل شيء>}-كمافي آية المؤمنون- ، وأن الله{يدبر الأمر}-كمافي آية يونس-(أي:كل الأمور)].

    0وهذا الجواب قد يؤخذ من قول ابن تيمية نفسه في كتابه<الرد على المنطقيين>ص142 : (...فإن مشركي العرب وغيرهم<ممن يقر> بأن الرب فاعل بمشيئة وقدرة،وأنه خالق كل شيء...،كانوا يعبدون غير الله ليقربوهم إلى الله زلفى...، و<هؤلاء> المشركون الذين بين<القرآن> كفرهم).







    5/ولو سلمنا جدلا بأن القرآن تكلم عن هذه الفئة القليلة ، فهل يقبل من أحد أن يدعي أن جميع هذه الآيات الكثيرة في مجادلة المشركين إنما كانت تخاطب هؤلاء ال(بعض) ، مع تنكب الكلام-ولو في آية واحدة- عن النوع الآخر من مشركي العرب الذين كانوا يثبتون أصل ربوبيته ولكنهم يشركون به في عبادته ؟! [مدعي مثل هذا كمنكر الشمس في رابعة النهار]















    19-جزم الدكتور بأن رسول الله يقول: (والله ما الشرك أخشى عليكم من بعدي)!





    0والدكتور هنا ينسب إلى رسول الله ما لا يعرف صحته ؛ لمجرد موافقته رأيه ! [ثم هو-هداه الله- مع ذلك يتهم ابن تيمية بعدم التحقيق ، وتحريف النصوص لتوافق هواه!]



    0فكيف إذا عرفنا أيضا أن الدكتور قد غير لفظ الحديث المروي-إن صح- وعكس معناه !! [فالحديث في مستدرك الحاكم والطبراني وغيرهما هكذا=(أمران أتخوفهما على أمتي من بعدي؛ الشرك والشهوة الخفية)].



    0ثم إن وقوع الشرك في أمته من بعده = صحت فيه أحاديث صريحة ، كما في الصحيحين: (لاتقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة) ، وفي صحيح مسلم : (لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى).



    -والدكتور له منهج غريب في الاحتجاج ؛ فتراه يحتج بالضعيف بل الموضوع ويلزم به=إذا وافق رأيه ، وينكر الصحيح بل المتواتر أو يتأوله بأضعف التأويلات=إذا خالف رأيه !











    20-ختم الدكتور محاضرته[التي نعت فيها ابن تيمية بالهوى وعدم اتباع الأدلة الواضحة ،وموافقيه بالتقليد الأعمى والكسل الفكري] بقوله : (من ارتاب= فعودوا إلى الأزهر الشريف) !



    )















    -انتهى أصل الرد مع الإضافات ، وقد قصدت الاختصار قدر المستطاع، وقد بقيت لدي ملاحظات أخرى ومناقشات منهجية للدكتور سأضيفها لاحقا متى تيسر ، أو أقحمها في بعض الردود التي كتبتها على محاضرات أخرى للدكتور.

    -وقد أعرضت عن مناقشة تهويلات الدكتور المحضة واكتفائه برد أدلة مخالفيه في قضايا كبرى بنحو قوله: هذا بعيد ، أو لا شك أنه خطأ ، أو:الأمور واضحة تماما ، أو: ماتقدرش تدافع،ماينفعش تدافع! أو قوله بأن الأدلة القرآنية التي يستدل بها على ابن تيمية(تملأ مجلدات)! أو رفع الصوت وتشديد مخارج الحروف وتقطيب الوجه ، أو تكرار الاستعاذة[مع أنني استمعت إلى محاضرة اشترط فيها أن لا يستعيذ عندما يذكر أقوال الملاحدة،وعلل ذلك بقوله:حتى لا يقال بأننا نصادر على المطلوب ونخاطب الناس بالعاطفة.(وقد التزم ذلك في المحاضرة إلا عندما ذكر قولا نسبه للسلفيين!) ، فهل أقوال الملاحدة أولى بترك الاستعاذة بل تكرارها وقرن ذلك برفع الصوت وعبوس الوجه، بله عبارات التجريح والاتهام ؟!] ، أو تكراره نسبة بعض الأقوال-التي لا يكاد يعرف لها في المتقدمين قائل- إلى(الجمهور)! ترهيبا من الأخذ بقول ابن تيمية المخالف لقول هؤلاء(الجمهور)-حسب دعواه- ! [مع أنني عهدت الدكتور يخالف الإجماع-بله قول الجمهور- في عدة مسائل ، بل يصرح أحيانا بالمخالفة كنحو قوله في بعض محاضراته في اليوتيوب: أعتبر نفسي أخالف إجماع المسلمين...!]













    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.







    /عايد بن محمد

    /abosulaiman728@hotmail.com

  4. #79
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    سأستكمل جمع الردود

  5. #80
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مشكلة عدنان ابراهيم مع صحيح البخاري .. رؤية نقدية
    السبت, 09 ذو القعدة 1434
    أحمد بن يوسف السيد

    شاهدتُ عبر الشبكة خطبةً للدكتور عدنان إبراهيم قدَّمَها تحت عنوان " مشكلتي مع البخاري" وبعد مقارنتها بسائر خطبه الأخرى





    ترسّخ لديّ بأن مشكلة عدنان إبراهيم ليست خاصة بصحيح البخاري؛ بل هي مع سائر كتب السنة، وهي مع الأقل صحة من (البخاري) أكبر وأشد؛ لأن صحيح البخاري يجمع أصح ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ و ليست هناك أي خصوصية سلبية تجعل الإشكالية خاصة بالبخاري وصحيحه , فالأمر متعلق بمشكلة حقيقية لدى الدكتور عدنان إبراهيم مع السنة وروايتها بشكل عام كما سيظهر للقارئ الكريم في تفاصيل هذه الأسطر بإذن الله .

    أدوات عدنان إبراهيم في تبرير مشكلته مع البخاري

    يُفاجأ المشاهد بأن من أول ما يذكره عدنان إبراهيم في خطبته هو الموقف السيء لذاك الرجل المثقف الذي لم يكن مختصا في العلوم الشرعية، ويتمثل الموقف -باختصار- في أن هذا الرجل تهاون في الخطأ في القرآن وحين نوقش في ذلك دافع عن نفسه قائلا (هو إيه؟ أنا غلطت في البخاري؟!(.

    وعلى قَدر الغرابة في هذا الموقف، فإن تعليق عدنان إبراهيم عليه أشد غرابة، حيث قال ما نصه عند الدقيقة 8:18 "وفي الحقيقة فهذا منطق سائد وشائع"ولا تستحق دعوى شيوع هذا المنطق أن يُرَد عليها بِقَدرِ ما ينبعث التعجب والتساؤل: لماذا يدّعي عدنان إبراهيم شيوع هذا المنطق غير الشائع؟ هل المراد بث الاستنكار والاستبشاع في أذهان المستمعين بحيث يربطون بين قول المُخالف لعدنان في موقفه من البخاري والأحاديث وبين هذه المواقف (الشائعة السائدة) ؟

    لم ينته تعليق الدكتور على الموقف، حيث واصل ذاكراً "أن المثقف غير الشرعي طوال حياته إذا سمع ذِكر البخاري سمع بسماعه ألفاظَ العصمة والقداسة والتمام، وأنه يرى الهجوم على من تسول له نفسه التشكيك أو الترديد في حرفٍ من صحيح البخاري فضلاً عن التشكيك بجملة منه! " ربما يكون هذا الفهمُ شائعا بين فئامٍ من العوام وصغار الطلبة وربما بين عدد قليل ممن لهم دراية بالعلم والحديث، غير أن هؤلاء ليسوا وحدهم المخالفين للدكتور في قضية أحاديث البخاري؛ فإن أكثر من يخالفه في هذه القضية مِن حَمَلة العلم والمختصين في علم الحديث -إن لم يكن جميعهم إلا من شذ- يعلمون أن البخاري انتُقِد في مواضع، وأنها انتقادات معتبرة وليس بشرط أن تكون راجحة، ومع ذلك يُخالفون الدكتور في موقفه من صحيح البخاري والذي يختلف عن سائر هذه الانتقادات المعتبرة.

    والمراد من الانتقاد في هذه الجزئية أن هذا القول الذي انطلق عدنان إبراهيم منه في خطبته بعد أن أوصل إلى النفوس بشاعته ليس هو الرأي الذي يمثل الثِقَل الحقيقي للمخالفين له في الموقف من البخاري ومن الأحاديث بشكلٍ عام! ولا عَجَبَ بعد ذلك أن تجد كثيراً ممن يطعن في البخاري وصحيحه وفي السنة وأحاديثها -من المثقفين والشباب- يقولون: "رواة الأحاديث بشرٌ يصيبون ويخطئون! والبخاري ليس معصوماً، وكل عمل بشري لا بد أن يعتريه نقص" سبحان الله! هل هذا قول مخالفيكم؟ إن كنتم سمعتموه من أحدهم مرة، فإن سائرهم لا يؤمن بهذا أبداً!

    ينتقل عدنان إبراهيم بعد ذلك إلى أداة أخرى لتبرير مشكلته مع البخاري: وهي وجود من انتقد صحيح البخاري من كبار الحفاظ، مع أن انتقاداتهم على الصحيح تختلف تماماً عن انتقاداته، وتختلف عن النتيجة التي وصل إليها في الموقف من صحيح البخاري.

    فالمتابع لما يطرحه عدنان يعلم أنه يرد عددا كبيراً من أحاديث الصحيحين ناسباً إياها إلى الكذب أو الدجل دون سير على قواعد علم الحديث المعتبرة - مع العلم بأن هذه القواعد ليست مقتصرة على النظر في الأسانيد كما قد يظنه البعض، بل تهتم بالمتون- وهذا هو الحد الفاصل بين الانتقاد المقبول والمردود لأحاديث الصحيحين، وهذا إجمال سيأتي تفصيله في باقي أسطر المقال إن شاء الله.

    ومن العجيب أن الدكتور في سياق ذكره للأئمة الذين انتقدوا صحيح البخاري خَلَطَ بين من يُعتبر قوله في نقد صحيح البخاري وبين من لا يُعتبر قوله في ذلك.

    فقد ذكر أن الأمة لم تُجمِع على صحة كل ما في البخاري، قال: لأن الأمة ليست فقط أهل السنة، بل فيهم الشيعة الزيدية، والشيعة الإمامية، والمعتزلة، والإباضية، وهؤلاء لا يلتزمون بصحة كل ما في البخاري!

    إن من هؤلاء الذين ذكر عدنان من يُكفر الصحابة فهل ننتظر منهم أن يأخذوا بروايات مَن دونهم مِن التابعين وتابعيهم فضلا عن أن يعترفوا بالبخاري وشيوخه؟!

    مثال آخر: ساق ابراهيم كلام الأئمة الذين انتقدوا البخاري بناء على الموازين المعتبرة في النقد والتي سيأتي ذكرها، ولكنه ذكر معهم من قام بانتقاد صحيح البخاري بناء على اختلاف التصورات العقدية وليس على الموازين المعتبرة, كالشيخ محمد زاهد الكوثري حيث ذكر عنه أنه حكم بتزييف أربعة عشر حديثاً من أحاديث الصحيحين أو أحدهما؛ لأن ظاهر هذه الأحاديث التجسيم في حق الله تعالى -على حد فهمهما لها -!

    وبما أن المعروف عن تصور الشيخ الكوثري لمسائل الأسماء والصفات أنه على خلاف اعتقاد السلف الصالح من القرون المُفضّلة؛ فمن غير المستغرَب أن يستنكر هذه الأحاديث التي كان الأخذ بها وقت السلف ميزاناً لتمييز أهل السنة عن غيرهم.

    فالمعيار الذي نقله عن الكوثري إنما هو الحكم على الأحاديث بناء على ما يعتقده المرء ولو كان باطلا! وبناء على ذلك يحق للشيعي الرافضي أن ينكر ما يراه مخالفا لمعتقده في صحيح البخاري،كالأحاديث المعتلقة بعدالة الصحابة وفضائلهم، وللناصبي أن يقول عن حديث أبي سعيد في أن عماراً تقتله الفئة الباغية: إنه موضوع مكذوب، ويصح للجهمي أن يُكذب الأحاديث التي تخالف قوله في الصفات، وهلم جرّاً فيصبح حديث رسول الله ألعوبة بين الناس!!

    حقيقة مشكلة عدنان إبراهيم مع صحيح البخاري :

    من متابعتي لكثير من طرح الدكتور عدنان ترسخ عندي أنه يحكم بالوضع والكذب على أحاديث كثيرة في البخاري دون أي اعتبار لموازين علم الحديث، ويرمي بالأحكام تعميماً ومجازفة وبكل جُرأة واستعجال!

    فالمسألة التي يُقررها ينسف كلَّ ما خالفها من الأحاديث دون تردد أو تأخر أو تلطف في العبارة! كما أشرنا في الجزء الثاني من الانتقادات عليه في موضوع النسخ، وذلك أنه حين قرر نفي النسخ في القران بدأ يتخلص من لوازم هذا التقرير من الأحاديث المثبتة له

    فقال عن حديث عائشة في صحيح مسلم "كان فيما أنزل التحريم بعشر رضعات.. " إنه موضوع! وقال بجريء العبارة في مثال من أمثلة النسخ "قصص يؤلفونها"! هكذا بالجملة دون تفصيل متعلق بقدر هذه القصص وأسانيدها وفقهها، مع أن من ضمن هذه التي سماها "القصص المؤلفة" حديثاً في البخاري!

    هذا مع أن النسخ يؤمن به كافة علماء الأمة قديما وحديثاً إلا قولاً شاذاً مخالفاً لإطباقهم، فالعبرة عند الدكتور في الرد ما خالف فهمه -هو- للشريعة، ثم بعد ذلك لا معنى لورود هذا الحديث الذي يعارض فهمه من إسناد واحد أو من عشرين إسنادا فالقضية لا معنى لها عنده.

    ولا معنى عنده لإيمان آلاف العلماء على مر القرون بهذه الأحاديث وتنزيههم إياها عن مخالفة الشريعة، فهي بكل سهولة: كذب ودجل ودسائس!! وهذا كما تقدم هو جوهر الفرق بين انتقاداته لأحاديث الصحيحين وبين انتقادات الدارقطني وأمثاله ممن انتقادهم معتبرة.

    وأضرب مثالين على إثبات ذلك من خطبتين من خُطَبِه:

    المثال الأول: تكذيبه أحاديث خروج المسيح الدجال. المثال الثاني: تكذيبه أحاديث نزول نبي الله عيسى عليه السلام (وسأشير إلى شيء من التفصيل في هذا المثال عند عنوان "عدنان إبراهيم والإحالة إلى الأشباح")

    أحاديث خروج الدجال رويت في الصحيحين من رواية عشرين صحابياً، وبعض هؤلاء الصحابة روي الحديث عنهم من أكثر من وجه وطريق.

    والنقطة المهمة هنا أن نعلم أنه قلَّ أن يوجد حديث روي في الصحيحين بهذا الكم الكبير من الأسانيد الصحاح، فمِثل هذا الحديث يُعّدُّ من أصح ما في الصحيحين، وبما أن الصحيحين هما أصحّ الكتب بعد القران، فالنتيجة أن هذا الحديث هو من أصح ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق.

    فإذا كان مثل هذا الحديث بهذه الدرجة من الصحة يقول عنه د.عدنان بلا تردد (إنه كذب) فهل يمكن الاعتماد بعد ذلك على شيء من السنة ؟ الجواب: لا بالتأكيد.

    اضطراب الموازين عند عدنان إبراهيم :

    بعض الموازين والمعايير التي يستعملها عدنان إبراهيم تكون معتبرة عنده في بعض المواضيع ثم تختفي فجأة في البعض الآخر!

    فعلم الحديث وموازينه يكون حجة في أمور، وصِفراً في أمور أُخَر ! ومعارضة الحديث بما هو أصح منه تُستعمل مرةً وتُهمَل أخرى!

    وهكذا في خطبتنا هذه حكّم ميزاناً كان يُهمله ويناقضه دائماً ! فالمتابع لخُطَب د. عدنان إبراهيم يرى بجلاء استسهاله تجهيلَ مئات العلماء من الفقهاء والمحدثين والمفسرين بعبارات شديدة جدا، وكثيرا ما يمارس هذا التجهيل بشكل تعميمي مُزعِج يُشعرك أنه هو وحده الذي أدرك المسألة التي يتحدث عنها!

    إلا أنه -وللمفارقة العجيبة- في خطبته هذه يعكس القضية بشكل غريب حيث قال ما نصه عند الدقيقة 34:46 "من قال بأن من رد حديثاً في البخاري أو مسلم فقد رد على رسول الله، ...، أقول : فهذا جاهل جهالة غليظة لأنه جهّل معظم من سنذكر، بل كل من سنذكر من العلماء الرادين لأحاديث في الصحيحين، وغير الصحيحين مما صح وهم بالعشرات" عجباً تقول عنه جاهل جهالة غليظة لأن قوله يؤدي إلى تجهيل عشرات العلماء ممن انتقدوا أحاديث في الصحيحين! إذن بماذا تصف من يقول عن معظم أهل السنة والجماعة بأنهم يدّعون التحريف في كتاب الله كما ذكرتَ ذلك في خطبة "لا نسخ في القران" ؟

    وبماذا تصف من يقول كَذَبنا على أنفسنا أربعة عشر قرناً ؟!

    الانفصال بين الألباني وعدنان إبراهيم في الموقف من البُخاري!

    أشار عدنان إبراهيم في هذه الخطبة إلى أن الألباني وافق على كلام الغماري الذي ذكر فيه "أن من أحاديث الصحيحين ما يُقطع ببطلانه" وأنه دعى إلى "عدم التهيب من الحكم عليها بالوضع".

    وعند التحقيق فليس كلامُ الألبانيِّ صريحاً في موافقة الغماري على كلمة (الوضع) بعينها، فإن الغماري ذكر في سياق كلامه أكثر من جملة، منها: أن الإجماع لم يقع على صحة كل ما في الصحيحين، وعبارة الألباني جاءت في ختام هذه الجُمَل، وهي تنطبق على الجملة المتعلقة بالإجماع ؛ فإن نص كلام الألباني في الموافقة هو : "وهذا مما لا يشك فيه كل باحث متمرس في هذا العلم، وقد كنتُ ذكرتُ نحوه في مقدمة شرح الطحاوية "انتهى.

    والذي يدل على أن موافقة الألباني لكلام الغماري ليست فيما يتعلق بالموضوعات ما يلي :

    1- قوله : وهذا لايشك فيه (كل) باحث متمرس في هذا العلم. وهذه العبارة لا يمكن أبداً أن تنطبق على ادعاء وجود موضوعات في البخاري، ودونك أيها القارئ الكريم أيَّ باحثٍ متمرس في هذا العلم - الذي هو بالطبع علم الحديث- فسَلْه: هل يخفى عليك وجود موضوعات في صحيح البخاري؟ ثم لتنظر: هل عبارة الألباني تنطبق على الإجابة بـ"نعم" عن هذا السؤال كما فهمها عدنان إبراهيم؟ أم على عدم ثبوت الإجماع على صحة (كل) حديث في الصحيحين؟ فإن كل باحث متمرس في علم الحديث لا يخفى عليه وجود بعض الأحاديث اليسيرة المنتقدة فيهما وأنها مستثناة من الإجماع المنقول على صحة ما في الصحيحين.

    2- الألباني رحمه الله ضعّف أحاديث في الصحيحين، وقد تُتُبِّعَت هذه الأحاديث وجُمعت، ووقفتُ على رسالة مُصنّفة في جمع هذه الأحاديث وكلام الألباني عليها، وليس فيها شيء حكم عليه بالوضع وإنما بالضعف، ولن يترك رحمه الله الأحاديث الموضوعة دون بيان ليتجه إلى بيان الأحاديث الضعيفة!

    3- أن الألبانيّ أحال في الكلام السابق في تعليقه على الغماري إلى مقدمة الطحاوية وعند مراجعة المقدمة لم أجد فيها أي إشارة لقضية الموضوعات في البخاري.

    4- دائما تجد لُغة الألباني في نقد البخاري خفيفة ومشيرة إلى محدودية وخفة الانتقادات عليه، انظر مثلاً قوله "واعلم أن صحيح البخاري مع جلالته وتلقي العلماء له بالقبول كما سبق ذِكره في المقدمة فإنه لم يسلم من النقد من بعض العلماء وإن كان غالبه -أي غالب هذا النقد- مجانبا للصواب" مقدمة مختصر البخاري للألباني جزء2 ص4.

    وقال : "أعود إلى أحاديث هذا الصحيح (يقصد البخاري) فأقول،...، الباحث الفقيه لا يسعه إلا أن يعترف بحقيقة علمية عبر عنها الإمام الشافعي رحمه الله فيما روي عنه من قوله "أبى الله إلا أن يتم كتابه" ولذلك أنكر العلماء (بعض الكلمات) وقعت (خطأ) من أحد الرواة في (بعض) الأحاديث الصحيحة" مختصر البخاري 2/6 وكما أن الدكتور نَقَل موافقَة الألباني للغماري؛ فمن اللطيف أن يُعلَم أن الألباني رحمه الله انتقد الغماري على تضعيفه لأحاديث صحيحة، فقال في مقدمته لمختصر البخاري 9/2 "وقريب من هؤلاء بعض المشتغلين بهذا العلم، إلا أنهم لغَلَبَة التعصب المذهبي عليهم، وتمكن الأهواء منهم فإنهم في كثير من الأحيان يُضعفون الأحاديث الصحيحة، كالشيخ الكوثري، وعبدالله الغُماري، وأخيه الشيخ أحمد" وهاهنا تنبيه مهم من الألباني يوضح الفرق بين انتقاداته على الصحيح وبين انتقادات عدنان إبراهيم، وهو تنبيه في غاية الأهمية ، وفي نظري أن جزءا كبيرا من هذا الكلام ينطبق على د.عدنان إبراهيم تماماً!

    قال الألباني "وفي مقابل هؤلاء بعض الناس ممن لهم مشاركة في بعض العلوم، أو في الدعوة إلى الإسلام – ولو بمفهومهم الخاص – يتجرؤون على رد ما لا يعجبهم من الأحاديث الصحيحة وتضعيفها ولو كانت مما تلقته الأمة بالقبول، لا اعتماداً منهم على أصول هذا العلم الشريف وقواعده المعروفة عند المحدثين، أو لشبهة عرضت لهم في بعض رواتها، فإنهم لا علم لهم بذلك، ولا يقيمون لأهل المعرفة به والاختصاص وزنا، وإنما ينطلقون في ذلك من أهوائهم، أو من ثقافاتهم البعيدة عن الإيمان الصحيح القائم على الكتاب والسنة الصحيحة، تقليدا منهم للمستشرقين أعداء الدين، ومن تشبه بهم في ذلك من المستغربين أمثال أبي رية المصري ، وعز الدين بليق اللبناني .." مقدمة مختصر صحيح البخاري2/8

    الفرق بين نقد أئمة الحديث لبعض أحاديث البخاري وبين نقد عدنان إبراهيم :

    وإذا أردتُ أن أُجمل ذِكر الفروق بين انتقادات الدكتور عدنان إبراهيم وبين انتقادات المحدثين على البخاري، فسأذكرها في ثلاث نقاط: 1- هم ينطلقون من قواعد علم الحديث في انتقاداتهم وهو لا ينطلق منها. (مع التأكيد المتكرر على أن قواعد علم الحديث لا تقتصر على النظر في الإسناد) 2- هم لا يقللون من قدر صحيح البخاري لا تصريحا ولا تلميحاً، وهو يقلل من قدره في مواضع من خُطبه وذلك بأسلوبه وعباراته المصاحبة لردِّهِ لبعض أحاديثهما مع أنه يُصرح بمدح الصحيحين في بعض المواضع وبأن البخاري أًصح كتاب بعد كتاب الله. 3- هم لم يحكموا على أي حديث في صحيح البخاري بالوضع وهو حكم بذلك في أحاديث كثيرة (وبينّا المُجمل في كلام الألباني) عدنان إبراهيم والإحالة إلى الأشباح : من الإشكالات الواضحة لدى الدكتور عدنان عندما يحكم على حديث بالوضع والكذب: أنه لا يذكر لنا كيف أُدخَل هذا الحديث في صحيح البخاري؟ من الذي وضعه؟ فقد ذكر في خطبته هذه تبرئة البخاري ومسلم من وضع الأحاديث ، قال: وهي مِن وَضْعِ مَن وَضَعَها ! عجَباً! نحن نريد هذا الذي وضعها. ألا يستطيع الدكتور إظهاره؟ أم استطاع هؤلاء الوضاعون تجاوز كل أسوار النُقاد والمحدثين وقواعدهم وتدقيقاتهم حتى أدخلوا أحاديث غير قليلة في أصح الكتب دون علم من أحد منهم! بل صدقوها وآمنوا بها عن غفلة وتلقت الأمة هذه الكذبة بالقبول؟ هنا أستعير عبارة الدكتور لأقول : إن القائل بهذا القول جاهل جهالة غليظة لأنه جهّل عشرات بل آلاف العلماء الذين تلقوا صحيح البخاري بالقبول وصدقوا هذه الأحاديث وشرحوها واستدلوا بها! ولولا خشية الإطالة لذكرتُ بالتفصيل التام مثالاً تطبيقيا على هذه النقطة، غير أني سأذكره على سبيل الإجمال، وهو حديث في البخاري (حديث أبي هريرة مرفوعاً في نزول عيسى عليه السلام) قال عنه الدكتور إنه (فِرية)! وحين نبحث عمّن افترى هذه الفرية فلن نجده أبداً؛ وذلك أن البخاري روى هذه الحديث عن ثلاثة من شيوخه، وروى مسلم نفس الحديث عن اثني عشر من شيوخه، ويرويه الإمام أحمد عن اثنين من شيوخه أو أكثر، ويرويه الترمذي عن شيخه وهو أحد شيوخ البخاري ومسلم في هذا الحديث بعينه، ورواه ابن ماجه عن شيخٍ لمسلم أيضاً، وكل هذه الأسانيد مُثبتة في كتبهم، ثم بعد ذلك روى جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم نفس موضوع الحديث منهم في صحيح مسلم -فقط- أربعة؛ فكيف؟ ومتى؟ تم وضع هذا الحديث في البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه؟ ومن الذي قام بإدخاله في كتبهم على اختلاف بلدانهم؟ وكيف لم ينتبهوا لذلك وهم أئمة النقاد؟ كم هو سهل أن يرمي المرء الكلام جزافا، ولكنه لا يتمشى مع التدقيق العلمي. لِفَهم منهجية علماء الحديث في انتقاد صحيح البخاري : أختم أسطري هذه بأهم ما فيها، وهو ما تمت الإشارة إليه سابقاً من أن انتقادات المُحدّثين المعتبرين لصحيح البخاري تُفهَم تحت المنهجية التالية :

    1- أن الأصل في كل حديث في البخاري الصحة، وأنه يكفي المعرفة بأن الحديث أخرجه البخاري ليُعمَل به. وبما أن الدكتور عدنان استدل بالألباني في خطبته على شيء من مراده فإني أبتدئ بكلامٍ للألباني تحت هذه النقطة، حيث قال مانصه : " حتى صار عرفاً عاما أن الحديث إذا أخرجه الشيخان أو أحدهما فقد جاوز القنطرة ودخل في طريق الصحة والسلامة، ولا ريب في ذلك وأنه الأصل عندنا" مقدمة الطحاوية ص 22 وقال الجُويني : " لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في كتابي البخاري ومسلم مما حكما بصحته = من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ألزمته الطلاق، ولا حنثته ، لإجماع علماء المسلمين على صحتهما " تدريب الراوي 1/142 ط. طيبة وقال النووي رحمه الله : " أجمعت الأمة على صحة هذين الكتابين ووجوب العمل بأحاديثهما " تهذيب الأسماء واللغات .

    2- أن هذه المكانة لصحيح البخاري ليست لمجرد كون جامع هذا الكتاب مِن أعلم مَن خَلَقَ اللهُ تعالى بالحديث وعِلله وفقهه، ولكن لأن الأئمةَ من أهلِ الاختصاص بالحديث وغيرهم من الفقهاء والمفسرين تلقوا كتابه هذا بالقبول لما فيه.

    3- أن انتقاد شيء من الصحيح لا بد ألاّ يكون معارضا لقواعد علم الحديث التي هي المعيار في معرفة الصحيح من الضعيف، وليس خفياً على أهل الاختصاص -كما تقدم- أن علم الحديث يهتم بنقد المتن كما يهتم بنقد السند.

    4- أن الأحاديث التي انتُقدت على صحيح البخاري عددها قليل جداً بالنسبة لأحاديث الكتاب.

    5- ليس في صحيح البخاري - جزْماً وقطعاً- أيَ حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    6- أن من استبان له من أهل العلم ضعفَ إسناد أو رواية معينة أو متنٍ أو زيادةِ كلمةٍ فيها حُكمٌ أو نحو ذلك من صحيح البخاري، وكان حكمه مبنياً على علم ودراية وعقيدةٍ صحيحة غيرَ ضاربٍ بقواعد علم الحديث عرض الحائط = فإنَّ عدَمَ أخْذِه بما استبان له ضعفه لا يكون مِن باب رد سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من باب الخلاف المُعتبَر.

    7- أن العلماء الذين نُقِل عنهم أنهم انتقدوا شيئا من صحيح البخاري ليس كل انتقادهم منصبا على المتون أو يعود عليها بالضعف، فإن بعض الانتقادات موجه إلى إسناد معين من أسانيد حديثٍ له أكثر من إسناد بعضها صحيح وبعضها فيه كلام. وبعضُ الأحيان يكون الانتقاد موجها على جزء من الحديث وليس على أصله.

    8- ليس بالضرورة أن يكون كلام من انتقد شيئا من الصحيح صحيحاً، وكما أنه يوجد من أهل العلم من انتقد البخاري، فإن من أهل العلم من أجاب عن هذه الانتقادات وبين أن الصواب في جمهورها مع البخاري، قال ابن تيمية في الفتاوى "ولهذا كان جمهور ما أُنكر على البخاري مما صحّحه، يكون قوله فيه راجحاً على قول من نازعه "مجموع الفتاوى" (1/256).

    9- لا يجوز أن يكون التضعيف لأحاديث البخاري مبنيا على اعتقاد يخالف اعتقاد أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة، كمن رد أحاديث الرؤية أو الشفاعة أو الصفات بناء على اعتقادات باطلة تتعارض مع هذه الأحاديث، كما أنه لا يجوز أن يكون مُنطَلَق التضعيف والرد لشيء من البخاري مجرد مقاومة هجوم تشكيكي من أعداء الإسلام تعود على خبر ثابت عن النبي بالإبطال. كما حصل مِن رد حديث زواج النبي من عائشة وهي ابنة تسع.

    10- استشكال المرء حديثاً لا يكفي للمبادرة بردّه، بل لا بد من النظر في موقف أهل العلم من هذا الحديث وتعاملهم معه، فإن كثيرا من هذه الاستشكالات ليست تخفى عليهم، وأجابوا عنها، ثم إن هناك قبل الرد التوقف، وإرجاء القطع بشيء في الحديث حتى يعيد العالِم المستتشكلُ النظرَ فيما استشكل ويزيد، فإن للصحيح هيبة كما قال الذهبي رحمه الله في ترجمة خالد بن مخلد القطواني في ميزان الاعتدال (1/592) بعد أن ذكر حديثاً رواه خالد هذا في صحيح البخاري :"هذا حديث غريب جداً، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدُّوه في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه، ولأنه مما ينفرد به شريك وليس بالحافظ، ولم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد" ط.الرسالة وقال الألباني في السلسلة الصحيحة 5/326: " فإن تخطئة الإمام البخاري أو أحد رواته الثقات ليس بالأمر الهيّن" وبقي في الخطبة مواضع التي تستحق الإلتفات، لعل ما ذُكر هنا يكون دليلاً على ما غاب ذكره، والحمد لله رب العالمين .

  6. #81
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تحذير الأنام من تطاول الأقزام على ثوابت الإسلام
    الاثنين, 26 شعبان 1433
    الحمد لله القائل : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23
    لقد كثر الحديث عن المدعو (عدنان ابراهيم ) وخاصة بعد إثارته لعدد من القضايا في وسائل العلام كصفحات الإنترنيت والقنوات الفضائية , والحق يقال : لقد كثر في عصرنا المبتدعون والعلمانيون والمعتزلة وغيرهم من أصحاب العقائد الفاسدة من مستشرقين ومستغربين , الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون , وأخطرهم وأعظمهم جرما من جمع خليطا من هذه العقائد الفاسدة والافكار المنحرفة , لا سيما الطعن في الصحابة الكرام , والقدح في أهل السنة وفي كتبهم , والدفاع عن أهل الضلال وعلى رأس هؤلاء اليوم (عدنان ابراهيم ) الذي قد تمخضت إنحرافاته , وتعاظم شره , وهذه مجموعة من أقواله في بعض القضايا :
    1-الطعن في الصحابة وتقسيمهم – والعياذ بالله – الى : (حقير! – ومنافق ! – ومريض قلب ! – وملعون والدين !)
    والتشكيك في عدالتهم !!..
    2-الطعن في غيرة النبي صلى الله عليه وسلم وعفة أزواجه – رضي الله عنهن –
    3-إنكار جملة من علامات الساعة الثابتة بالنصوص الصحيحة , كنزول عيسى , وظهور المهدي , وخروج الدجال !
    4- رد الأحاديث الصحيحة الثابتة حتى ولو كانت في البخاري ومسلم – علما أنه يشكك في صحتهما !- إذا خالفت هواه في حين أنه يصحح روايات هالكة , أصحابها يجمع على كذبهم إذا كانت تطعن بالصحابة , من ذلك : رد حديث سم النبي صلى الله عليه وسلم , وحديث سحره ! , في حين أثبت الخرافة القائلة مات معاوية رضي الله عنه على غير ملة الاسلام !.
    5- الطعن – خصوصا – بالصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه وكذا رمي زوجته بالزنا !, والحكم الضمني بكفره !!.
    6- التكفير الصريح للصحابي الجليل أبي سفيان رضي الله عنه .
    7- رمي أبي هريرة – رضي الله عنه – بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يروي اسرائيليات ينسبها الى النبي صلى الله عله وسلم .
    8- القول بأن عائشة – رضي الله عنها – عقلية بدائية جاهلة !, وأنها رجلة من النساء ولا يدري إن كانت من أهل الجنة أم لا ؟!.
    9- القول بحرية الأعتقاد وإنكار حد الردة , حيث قال عن نفسة على المنبر (في الحقيقة إذا أردت تصنفني فأنا سني , شيعي , ماركيسي, ملحد, فيلسوف, كافر" كلوا مع بعضو " هكذا ستراني هكذا ).
    10- الشتم واللعن لعلماء أهل السنة في القديم والحديث فيقول عنهم مثلا : (حمير, هبل , وحمقى , وأذناب للحكام )
    11- الدفاع عن الرافضي الطبرسي مؤلف كتاب : " فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الارباب " وكذلك عن المجرم ياسر الحبيب !.
    12- إنكار الإحتجاج بخبر الآحاد في مسائل العقيدة , وهي مسألة خالفت فيها المعتزلة أهل السنة والجماعة وغير ذلك مما يطول عده من الأقوال التي خالفت أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة .
    وإن من هذه الأقوال ما يوصل صاحبها الى الكفر علاوة عن البدعة والزندقة , لمخالفتها للقران الكريم , والسنة المطهرة , وإجماع الامة , وما هو معلوم من الدين بالضرورة .
    وعن هذا الرجل لم يات بجديد فكل مما أثاره من شبه , فقد سبقه اليها أهل الضلال قبل مئات السنين ورد عليها العلماء ردودا شافية كافية .
    لكن الجديد في الأمر أن يجرأ فلسطيني على أولياء الله من الصحابة فمن بعدهم , ونحن أهل فلسطين ما أحوجنا لنصرة الله – سبحانه وتعالى - , لا لحربه وهو القائل في الحديث القدسي : "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب "
    وعلى هذا فإننا نبرأ الى الله – تعالى – مما يقول (عدنان ابراهيم ) ونسأله – سبحانه – أن يرده الى جادة الحق وصراطه المستقيم .
    كذلك نحذر أهلنا من الإنسياق وراء شبهه التي يثيرها أو الغترار بها فإن هذا الرجل يكذب جهارا نهارا فيصدق عليه ما وراءه الإمام إحمد في المسند عن عمر بن الخطاب , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال :" إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان "
    وفي صحيح ابن حبان عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم اللسان " .
    نسأل الله سبحانه أن يحفظ لهذه الأمة دينها , ولبلاد الرباط أمنها وسلامتها , وأن يوفق المسلمين في كل مكان للتمسك بشريعة ربهم والسير على منهج نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم إنه ولي ذلك والقادر عليه , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

    صدرت عن الإدارة العلمية العامة بجمعية – دار الكتاب والسنة , خان يونس – فلسطين

  7. #82
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    معاوية رضي الله عنه
    الأربعاء, 02 رجب 1433

    د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه

    بسم الله الرحمن الرحيم

    في هذه الآونة هجوم غير مسبوق على معاوية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول ملوك الإسلام، والانتقاص منه رضي الله عنه بقدم تاريخ الخلاف بين المسلمين.

    كان المحبون لعلي رضي الله عنه المشايعون له يتبرءون من معاوية، والمحبون لمعاوية المشايعون له يتبرءون من علي، كما هو عادة العامة، الذين يغلب عليهم الإفراط في الحب والبغض.

    ومن بين هؤلاء ظهر قوم قصدوا إسقاط عدالة الصحابة؛ بطعنهم في واحد منهم يفتح الباب للطعن في جميعهم، وهؤلاء هم الشيعة الاثنا عشرية الإمامية، وكلامهم في الصحابة مشهور معروف، لا يتقون فيه ويعلنونه، ليس في بعضهم بل كلهم وكبارهم.

    نحن أهل السنة، عدالة الصحابة عندنا من المبادئ التي لا نتنازع عليها، فجميع من ثبتت له الصحبة، هم عدول بلا خلاف.

    هذا المبدأ الأصل يدركه الجميع، لكن معناه قد يغيب عن بعضنا..

    ما معنى عدالة الصحابة ؟.

    معناه أمران: عدالة في الرواية، والقدوة.

    فالصحابي عدل؛ أي ما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيح، فهو لا يكذب عليه.

    وهو عدل؛ أي أفعاله وأقواله يصح أن تكون معاني يقتدى بها، جلها وليس كلها، فإن الصحابي لا يخلو من الخطأ والذنب، لكن أكثر أحواله خير وبر، فهو قدوة في ذلك.

    وعند هذا المعنى نقف قليلا..

    الذين يطعنون في الصحابة، وقد نبت في السنة اليوم من يفعل ذلك، يفرضون خلو الصحابة من الزلل والخطأ، فإذا ما وجدوا خطأ منهم، رأوا أن هذا مسقطا لعدالتهم.

    هذا ميزان خاطئ، فليس من شرط العدالة: العصمة من الذنوب. وإلا لم تجد أحدا من البشر عدلا على مر التاريخ إلا النبيين، والأنبياء أيضا في قول من يجيز عليهم بعض الصغائر.

    شرط العدالة:

    أولا: التزكية من الله تعالى لهم، وهذا ما كان في حق الصحابة، لقد زكاهم كلهم، فقال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}.

    فالله زكاهم، وهو يعلم أن منهم من يذنب ويخطئ ويزل، فلم يمنع ذلك من تزكيته لهم، فهذا دليل على أن هناتهم لا تضر في عدالتهم.

    ثانيا: أن تغلب الحسنات السيئات، وهذا حال الصحابة، فإنهم هم من أقام الإسلام في الأرض، هم الأول والمقدمة، فحسناتهم عظيمة ولو قلت، وكل من بعدهم في حسناتهم، فلولاهم لما كان في الأرض إسلام وإيمان، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم لا نصيفه).

    كلا شرطي العدالة متوافر في الصحابة؛ لأجله هم عدول باتفاق أمة محمد صلى الله عليه وسلم المتبعون سنته، بخلاف الشيعة الإمامية، الذين لم يطعنوا في الصحابة فحسب، بل القرآن أيضا تكلموا فيه التحريف والنقص.

    مع هذه العدالة، فليس كلهم على مرتبة واحدة سواء، بل بينهم تفاوت، بحسب سابقتهم وحسناتهم، وقد قسمهم العلماء إلى عشر طبقات:

    في الأولى منها: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم.

    ثم في الخامسة منها: بقية العشرة المبشرين بالجنة، وبنات وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

    ثم السادسة فيها: أهل بدر. وفي السابعة: أهل بيعة الرضوان عام الحديبية.

    ثم الثامنة وفيها: من أسلم قبل فتح مكة. وفي التاسعة: الطلقاء الذين أسلموا عام الفتح.

    والعاشرة: من أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

    ومعاوية رضي الله عنه أسلم في عمرة القضاء، قبل فتح مكة، فهو في الطبقة الثامنة، أسلم وكتم إسلامه، حتى أعلنه لما فتحت مكة، ولذا بعضهم يجعله في التاسعة.

    فمن قبله لا شك أعلى منه درجة وفضلا، لكن ذلك لا يلغي فضله؛ أن تأخرت مرتبته، فإن الله تعالى يقول: { لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [الحديد : 10].

    ففرق بين السابقين ومن لحقهم في الدرجة، وحفظ لهم جميعا فضلهم ووعدهم الحسنى، فمعاوية رضي الله عنه ممن وعده الله بالحسنى بنص هذه الآية، فهذه آية تزكية له.

    وقد وردت في فضله أحاديث، ضعفها بعض أئمة الحديث، كما وضعت أحاديث في ذمه، كذبها أهل العلم بالآثار، ويكفي في فضله، أن صحبته ثابتة، امتدت إلى أربع سنين؛ منذ السنة السابعة عام عمرة القضاء حتى وفاته صلى الله عليه وسلم السنة الحادية عشرة.

    لقد قرر أهل العلم بالصحبة: أن الصحبة تثبت لمن لقي النبي مؤمنا به، ولو للحظة. فكيف بمن لقيه وهو مؤمنا مدة ثلاث سنوات، وكان كاتبه يكتب له رسائله إلى الملوك والأمم؟.

    إن شرف الجلوس إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يدانيه شيء، وإن من لقيه وهو مؤمن يناله من البركة والإيمان لجلوسه إلى النبي صلى الله عليه، ما لا يناله من يمكث طول عمره ساجدا قائما مصليا مجاهدا متصدقا.

    فإن مجالسة الأنبياء ولقياهم تطهر القلوب، وتغسل ما بها من عيوب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (طوبى لمن رآني، ورأى من رآني، ورأى من رأى من رآني).

    فبركته تنتقل منه إلى الصحابة، ومنهم إلى التابعين، ومنهم إلى تابع التابعي، فمن رأى التابعين ناله شيء من بركة النبي صلى الله عليه، فكيف بمن رآه كفاحا بلا حجاب؟.

    معاوية رآه ثلاث سنين، وكتب له، ومات وهو راض عنه، وما ورد من أحاديث عنه صلى الله عليه في ذمه، فمقام النبوة يترفع أن يصدر عنه مثل تلك الكلمات، ففيها تخصيص أحد أصحابه باللعن أو نحوه، ولم يكن هذا من هديه ولا من جنس حديثه.

    وما أفقه من قال: "غبار في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، خير من عمل عمر بن عبد العزيز عمره كله".

    فإنه نظر إلى أثر الصحبة على الصاحب، وهو سر ارتفاع مقام الصحابة على غيرهم، مع أن في غيرهم من عبادته أكثر، وصدقته أعظم، وجهاده في كل مكان.

    {محمد رسول الله والذين مع أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلط فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما}.

    إن مما يثبت الشرف والعدالة لمعاوية رضي الله عنه، شهادة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له بالخير، وهم أصدق الناس، وليس فيهم من يحابي، أو ينافق، أو يكذب، وقد عارضوه في تولية يزيد ابنه، وأعلنوا ذلك صراحة.

    فأول من حكم بعدالته، عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين ولاه الشام، وما كان عمر ليختار إلا صالحا، وقد عرف عنه الشدة في الحق، ثم تلاه عثمان فأقره على إمرته، فهذان خليفتان راشدان رضيا به، يقول الذهبي:

    "حسبك بمن يؤمره عمر، ثم عثمان على إقليم، وهو ثغر، فيضبطه، ويقوم به أتم قيام، ويرضي الناس بسخائه وحلمه، وإن كان بعضهم تألم مرة منه، وكذلك فليكن الملك، وإن كان غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا منه بكثير وأفضل وأصلح، فهذا الرجل ساد، وساس العالم بكمال عقله، وفرط حلمه، وسعة نفسه، وقوة دهائه ورأيه، وله هنات وأمور، والله الموعد". السير 3/133

    أبو الدرداء يقول: "ما رأيت أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا. يعني معاوية". السير 3/135

    يقول جابر: "صحبت معاوية، فما رأيت رجلا أثقل حلما، ولا أبطأ جهلا، ولا أبعد أناة منه".

    قال ابن عباس: "علمت بما كان معاوية يغلب الناس، كان إذا طاروا وقع، وإذا وقعوا طار".

    يقول أيضا: "ما رأيت رجلا كان أخلق للملك من معاوية". 3/153

    عن علاقته بعلي رضي الله فقد دخلها الخلاف، وكان الحق من نصيب علي، وعلي خير منه وأعلى مقاما باتفاق أهل السنة، ومعاوية لم يكن يرى لنفسه فضلا عليه، جاءه أبو مسلم الخولاني، فقال: "أنت تنازع عليا أم أنت مثله؟.

    فقال: لا والله، إني لأعلم أنه أفضل مني، وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما، وأنا ابن عمه، والطالب بدمه، فائتوه، فقولوا له، فليدفع إلي قتلة عثمان، وأسلم له، فأتوا عليا، فكلموه، فلم يدفعهم إليه". السير 3/140

    وقد عدل الحسن البصري حين سئل عن علي وعثمان، فقال: "كانت لهذا سابقة، ولهذا سابقة، ولهذا قرابة، ولهذا قرابة، وابتلي هذا، وعوفي هذا. فسأله عن علي ومعاوية، فقال: كان لهذا قرابة، ولهذا قرابة. ولهذا سابقة، وليس لهذا سابقة. وابتليا جميعا". 3/142

  8. #83
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    نبذة عن مكانة الصحيحين ومنزلتهما
    الاثنين, 24 رجب 1434
    د. خالد الردادي

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده...وبعد:

    فمن المسلَّمات عند المسلمين؛ أن للصحيحين منزلة سامية عظيمة، وأنهما أصح الكتب بعد كتاب الله -عز وجل-، وقد تكاثرت وتضافرت نصوص العلماء في بيان هذا المعنى وتقريره.
    قال ابن الصلاح -رحمه الله-: "جميع ما حكم مسلم بصحته من هذا الكتاب فهو مقطوع بصحته، والعلم النظري حاصل بصحته في نفس الأمر، وهكذا ما حكم البخاري بصحته في كتابه؛ وذلك لأن الأمة تلقت ذلك بالقبول سوى من لا يُعتد بخلافه ووفاقه في الإجماع، والذي نختاره أن تلقي الأمة للخبر المنحط عن درجة التواتر بالقبول يوجب العلم النظري بصدقه، خلافًا لبعض محققي الأصوليين حيث نفى ذلك؛ بِناء على أنه لا يفيد في حق كل واحد منهم إلا الظن، وإنما قَبِله لأنه يجب عليه العمل بالظن، والظن قد يخطىء. وهذا مندفع؛ لأن ظن من هو معصوم من الخطأ لا يخطئ، والأمة في إجماعها معصومة من الخطأ"(1).
    وقال النووي -رحمه الله-:
    "اتفق العلماء -رحمهم الله- على أنّ أصح الكتب بعد القرآن"الصحيحان" البخاري ومسلم،وتلقتهما الأمة بالقبول"(2).
    وقال ابن تيمية-رحمه الله-:
    " وَأَمَّا كُتُبُ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفَةُ : مِثْلَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ ،فَلَيْسَ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ كِتَابٌ أَصَحُّ مِنْ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ بَعْدَ الْقُرْآن "(3).
    وقال أيضاً:" وَالْبُخَارِيُّ أَحْذَقُ وَأَخْبَرُ بِهَذَا الْفَنِّ مِنْ مُسْلِمٍ ; وَلِهَذَا لَا يَتَّفِقَانِ عَلَى حَدِيثٍ إلَّا يَكُونُ صَحِيحًا لَا رَيْبَ فِيهِ قَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى صِحَّتِهِ ،ثُمَّ يَنْفَرِدُ مُسْلِمٌ فِيهِ بِأَلْفَاظِ يُعْرِضُ عَنْهَا الْبُخَارِيُّ ،وَيَقُولُ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ :إنَّهَا ضَعِيفَةٌ ثُمَّ قَدْ يَكُونُ الصَّوَابُ مَعَ مَنْ ضَعَّفَهَا : كَمِثْلِ صَلَاةِ الْكُسُوفِ بِثَلَاثِ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعٍ وَقَدْ يَكُونُ الصَّوَابُ مَعَ مُسْلِمٍ وَهَذَا أَكْثَرُ.."(4).
    وقال العيني: "اتفق علماء الشرق والغرب، على أنه ليس بعد كتاب الله تعالى أصح من صحيحي البخاري ومسلم"(5).
    وقال الدهلوي -رحمه الله-:" أما الصحيحان: فقد اتفق المحدثون على أن جميع ما فيهما من المتصل المرفوع صحيح بالقطع، وأنهما متواتران إلى مصنفيهما، وأن كل من يهون أمرهما فهو مبتدع غير سبيل المؤمنين "(6).
    وقال الشوكاني -رحمه الله-:" واعلم أن ما كان من الأحاديث في الصحيحين أو أحدهما جاز الاحتجاج به من دون بحث لأنهما التزما الصحة وتلقت ما فيهما الأمة بالقبول "(7).
    وقال الشيخ أحمد شاكر-رحمه الله-:
    " الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين،وممن اهتدى بهديهم وتبعهم على بصيرة من الأمور:أن أحاديث"الصحيحين"صحيحة كلها،ليس في واحد منها مطعن أو ضعف . وإنما انتقد الدارقطني وغيره من الحفاظ بعض الأحاديث ،على معنى أن ما نتقدوه لم يبلغ في الصحة الدرجة العليا التي التزمها كل واحد منهما في كتابه .وأما صحة الحديث في نفسه فلم يخالف أحد فيها,فلا يهولنك إرجاف المرجفين، وزعم الزاعمين أن في"الصحيحين"أحاديث غير صحيحة، وتتبع الأحاديث التي تكلموا فيها،وانتقدها على القواعد الدقيقة التي سار عليها أئمة أهل العلم،واحكم عن بينة، والله الهادي إلى سواء السبيل "(8).
    ومما يدل على قدر "صحيح الإمام البخاري" ومكانته قوله هو نفسه :" صنَّفت كتابي الصحاح لست عشرة سنة ، خرَّجته من ستمائة ألف حديث ، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى "(9).
    وروى الفَرْبَرِي عن البُخَارِيّ قال : " ما أدخلت في الصحيح حديثا إلا بعد أن استخرت الله تعالى وتيقنت صحته "(10).
    وأما عن الدقة فقد روى الإسماعيلي عن البُخَارِيّ قوله :" لم أخرِّج في هذا الكتاب إلا صحيحا وتركت من الصحيح أكثر "(11).
    وقال محمد بن يوسف نبأنا محمد بن أبي حاتم قال : سئل محمد بن إسماعيل عن خبر حديث فقال :" يا أبا فلان تراني أدلِّس ؟ تركت أنا عشرة آلاف حديث لرجل لي فيه نظر ، وتركت مثله أو أكثر منه لغيري له فيه نظر "(12).
    وعن إبراهيم بن معقل النسفي أنه قال : سمعت محمد بن إسماعيل يقول :" ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول "(13).
    وقال الذهبي -رحمه الله-:"وأمّا جامعه الصحيح فأجل كُتب الْإِسلَام وأفضلها بعد كتاب اللَّه تعالى"(14).
    وقال ابن الأهدل، والحافظ أبو نصر الوائلي السُّجزي، وإمام الحرمين الجويني بألفاظ متقاربة :
    "أجمع أهل العلم الفقهاء وغيرهم على أن رجلا لو حلف بالطلاق أن جميع ما في صحيح البُخَارِيّ مما رُوِيَ عن رسول الله قد صح عنه وأن رسول الله قاله لا شك فيه ، أنه لا يحنث والمرأة بحالها في حِبالته لذا فإن صحيح البُخَارِيّ كان عند الناس - من المحققين العلماء - كالذهب الإبريز في نقاء أحاديثه متنا وسندا ، فعرف العلماء المحققون من علماء الحديث الشريف له ولمؤلفه مكانته ، إلى حَدِّ أن الحديث لو أورده البُخَارِيّ من غير سند كان محل قبول"(15).
    وقال الإمام مسلم -رحمه الله- في مقدمة "صحيحه":
    " وَاعْلَمْ وَفَّقَكَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الْوَاجِبَ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ عَرَفَ التَّمْيِيزَ بَيْنَ صَحِيحِ الرِّوَايَاتِ وَسَقِيمِهَا وَثِقَاتِ النَّاقِلِينَ لَهَا مِنْ الْمُتَّهَمِينَ ؛أَنْ لَا يَرْوِيَ مِنْهَا إِلَّا مَا عَرَفَ صِحَّةَ مَخَارِجِهِ وَالسِّتَارَةَ فِي نَاقِلِيهِ، وَأَنْ يَتَّقِيَ مِنْهَا مَا كَانَ مِنْهَا عَنْ أَهْلِ التُّهَمِ وَالْمُعَانِدِينَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ "(16).
    فهذه الحقيقة التي أثبتها الإمام مسلم في "مقدمة صحيحه" وأرشد إليها هي المنهج الذي سلكه في تأليف "صحيحه"، فقد بذل وسعه وشغل وقته في جمعه وترتيبه،وإليك البيان:
    قال محمد الماسرجسي: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:
    " صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة "(17).
    وقال ابن الشرقي سمعت مسلماً يقول:
    " ما وضعت في كتابي هذا المسند إلا بحجة ،وما أسقطت منه شيئا إلا بحجة "(18).
    وقد مكث في تأليف هذا الكتاب المبارك خمسة عشرة سنة قضاها في التحري والتثبت والعناية التامة بهذا المصدر الأساس لمعرفة الحديث الصحيح، جمعاً وترتيباً ،وساعده في كتابته بعض تلاميذه طوال هذه المدة.
    قال أحمد بن سلمة -تلميذ الإمام مسلم-:
    " كتبت مع مسلم -رحمه الله- في صحيحه خمس عشرة سنة وهو اثنا عشر ألف حديث "(19).
    ولم يكتف الإمام مسلم -رحمه الله- بما بذله من جهود عظيمة في تأليفه بل أخذ في عرضه على جهابذة المحدثين واستشارتهم فيه:
    فعن مكي بن عبدان- أحد حفاظ نيسابور- قال:
    سمعت مسلما يقول: " عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي ،فكل ما أشار أن له علّة تركته ، وكل ما قال إنه صحيح وليس له علّة خرجته "(20).
    وهذا منه -رحمه الله- غاية في الاحتياط والتثبت من جهة،وفي التواضع وقصد الصواب من جهة أخرى، ونتيجة لهذه العناية التامة التي تجلَّت في تلك الأدلة انشرح صدر الإمام مسلم لهذا النتاج القيم وارتاحت نفسه لذلك فأخذ يرغب الناس فيه ويؤكد أنّ كتابه عمدة يعوَّل عليه في معرفة الصحيح :
    فعن مكي بن عبدان قال: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:
    " لو أنّ أهل الحديث يكتبون مائتي سنة الحديث فمدارهم على هذا المسند" - يعني صحيحه- "( 21).

    واعلم -وفقك الله- أنه لم يقدم على نقد أحاديث الصحيحين أو أحدها سوى أئمة نقّاد حفاظ جبال في علم العلل وسبر الروايات والرواة، مع شهادة القاصي والداني لهم بالإمامة في هذا الشأن ، ومع براعتهم في النقد ودقتهم لم يتحصل لهم سوى أحاديث معللة يسيرة في الصحيحين ، ومع هذا لم يسلّم جماعة من أئمة هذا الشأن لهم ذلك وقالوا بأنّ أكثر الانتقادات فيها ماهو غير مسلم والإيراد عليه غير وارد، وما لا جواب عنه منها نزر يسير لا يعد شيئاً في جنب الآلاف من الأحاديث الصحيحة التي اشتمل عليها "الصحيحان".

    وبعد :
    فهذا نزر يسير وباقة عاطرة من أقوال الأئمة الأعلام في شأن الصحيحين، بما يُفيد الإجماع على مكانتهما عند الأمة، وجلالة قدرهما عند العلماء كافة، وعند أهل الحديث خاصة، بحيث أصبحا هما الفيصل عندهم في بيان حجة الرواية وقُوَّتِها، فإذا ذُكِرَ الحديث في كليهما أو أحدهما، أخذوه بالقبول؛ لذا جعلوا شرط البُخَارِيّ أو شرط البُخَارِيّ ومُسْلِم حجة للروايات في غيرهما، بِها ترفع مكانتها، وينفى الشك عنها، فكان مجرد شرطهما أو شرط أحدهما، شهادة إثبات وتشريف، وإعلاء مكانة ومَنْزِلَةٍ.
    وقد تبيّنَ لكل ذي عالم متبحر ، أو متسلِّق متسوِّر ، وزنَهما بين أمة الإسلام ، ومقامهما بين الأئمة الأعلام ، وأظن بعد هذا كله ، والاستفاضة بالبيان ، لا يعترض معترض إلا لحاجة في نفسه ، وغرض مبطَّن في قلبه، ولا يُقبل أن يأتي أحد في هذا الزمن المتأخر، فينتهك مكانة الصحيحين المتفق عليها بين المسلمين جيلًا بعد جيل ؛ والله حسبنا ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين.

    --------------

    (1) "صيانة صحيح مسلم"(ص 85-86).
    (2) مقدمة"شرح مسلم"(1/14)، وينظر:"تهذيب الأسماء"(1/91).
    (3) "مجموع الفتاوى"(18/75).
    (4) "مجموع الفتاوى"(18/20).
    (5) "عمدة القاري"(1/5).
    (6) "حجة الله البالغة"(1/232).
    (7) "نيل الأوطار"(1/22).
    (8) "الباعث الحثيث"(ص37).
    (9) "تاريخ بغداد" (2/14).
    (10) "هدي الساري"(ص347).
    (11) "هدي الساري"(ص7).
    (12) "تاريخ بغداد" (2/25)، و"تاريخ دمشق"(52/77).
    (13) "سير أعلام النبلاء"(12/415)، و"فتح المغيث" للسخاوي (1/45).
    (14) "تاريخ الإسلام"(6/140).
    (15) ينظر:"علوم الحديث" لابن الصلاح(ص26)، و"صيانة صحيح مسلم"(ص 85-86).
    (16) "مقدمة مسلم"(1/8).
    (17) "تاريخ بغداد"(13/101)، "طبقات الحنابلة" لابن أبي يعلى (1/194).
    (18) "صيانة صحيح مسلم"لابن الصلاح(ص98)،"تذكرة الحفاظ"(2/590)،"سير أعلام النبلاء"(12/580).
    (19) "طبقات علماء الحديث"(2/288)،"تذكرة الحفاظ"(2/589)،"سير أعلام النبلاء"(12/566).
    (20) "تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم"للحاكم(281)،"صيانة صحيح مسلم"(ص68،98)،"شرح النووي على صحيح مسلم"(1/15،26)،"سير أعلام النبلاء"(12/568).
    (21) "صيانة صحيح مسلم"(ص68)،"شرح النووي على صحيح مسلم"(1/15)،"سير أعلام النبلاء"(12/568،579).

  9. #84
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لماذا لا يضعف عدنان إبراهيم فضائل علي بن أبي طالب ؟
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    فهنا لفتة لطيفة في بيان تناقض بعض منكري الأحاديث الصحيحة والمتواترة كأحاديث الدجال وعذاب القبر ويأجوج ومأجوج وغيرها

    ثم يصدقون بما هو دونها ويبنون عليها الأحكام الكبيرة والمواقف من الأشخاص

    ولكنني هنا أختار طريقة أخرى لبيان جهلهم وتطاولهم على أخيار هذه الأمة من أهل الحديث

    وهي أن يقال : فضائل عثمان هل رواها النواصب ؟ وفضائل علي هل رواها الشيعة ؟

    فإن قلت : ما الغرض من السؤال ؟

    فيقال : إذا جعلنا الرواة تحت مطرقة الاتهام لتوجهاتهم العقدية كان المقتضي لذلك أن نرد مرويات الشيعة في فضل علي ، كما نرد روايات النواصب في فضل عثمان ومعاوية

    فإذا كانت عامة فضائل عثمان لم يروها النواصب ، وإنما رواها المعتدلون وبعضها رواه الشيعة كما سيأتي ، وفضائل علي عامتها يرويها الشيعة ، كان ذلك دالاً على إنصاف أهل الحديث ، وعلى أن ابن عقيل ومقلديه ما صنعوا شيئاً سوى أنهم حفروا قبورهم بأيديهم

    قال البخاري في صحيحه 3655- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ

    هذا إسناد مدني ليس فيه متهم بالنصب بل ولا شامي حتى

    وقال البخاري في صحيحه 3674 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ أَبُو الْحَسَنِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ فَقُلْتُ لَأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا قَالَ فَجَاءَ الْمَسْجِدَ فَسَأَلَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا خَرَجَ وَوَجَّهَ هَا هُنَا فَخَرَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ وَبَابُهَا مِنْ جَرِيدٍ حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ فَتَوَضَّأَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ فَقُلْتُ لَأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فَقُلْتُ عَلَى رِسْلِكَ ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ ادْخُلْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ فِي الْقُفِّ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ كَمَا صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي فَقُلْتُ إِنْ يُرِدْ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا يُرِيدُ أَخَاهُ يَأْتِ بِهِ فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ عَلَى رِسْلِكَ ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَجِئْتُ فَقُلْتُ ادْخُلْ وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ فَدَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقُفِّ عَنْ يَسَارِهِ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ إِنْ يُرِدْ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا يَأْتِ بِهِ فَجَاءَ إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقُلْتُ عَلَى رِسْلِكَ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ ادْخُلْ وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُكَ فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ فَجَلَسَ وِجَاهَهُ مِنْ الشَّقِّ الْآخَرِ قَالَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ

    وهذا إسناد مدني

    وقال البخاري في صحيحه 3675 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَقَالَ اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ

    وهذا إسناد بصري وليس فيه متهم بالنصب

    وقال البخاري في صحيحه 3698 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ مَوْهَبٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ حَجَّ الْبَيْتَ فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا فَقَالَ مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ فَقَالُوا هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ قَالَ فَمَنْ الشَّيْخُ فِيهِمْ قَالُوا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ يَا ابْنَ عُمَرَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ فَحَدِّثْنِي هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ قَالَ نَعَمْ قَالَ تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ فَقَالَ هَذِهِ لِعُثْمَانَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ اذْهَبْ بِهَا الْآنَ مَعَكَ

    وليس في هذا السند متهم بالنصب ولا شامي

    فإن قيل : لعلهم نواصب ولم يبينوا أمرهم !

    فيقال : إذن يجوز لخصمك أن يقول في رواة فضائل علي لعلهم روافض ولم يبينوا أمرهم ، وقد بينوا أمر الكثير من النواصب فيستحيل أن يخفى أمر كل هؤلاء ثم إن من هؤلاء الكثير ممن روى فضائل لعلي وأهل البيت

    وقال الخلال في السنة 542- وقَرَأْتُ عَلَيْهِ : يَحْيَى , وَوَكِيعٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , قَالَ وَكِيعٌ : عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنِ النَّزَّالِ , قَالَ وَكِيعٌ : سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ , قَالَ : أَمَّرْنَا خَيْرَ مَنْ بَقِيَ وَلَمْ نَأْلُ.

    وهذا إسناد كوفي صحيح ووكيع شيعي ، وقد روى هذا الخبر الأعمش أيضاً وهو شيعي ، وحديث تبشير العشرة بالجنة أشهر مخارجه كوفي

    وقال ابن أبي شيبة في المصنف 32715- حَدَّثَنَا شَبَابَةُ , قَالَ : حدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إيَاسٍ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا يَخْطُبُ يَقُولُ : {إنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} قَالَ عُثْمَان مِنْهُمْ.

    وهذا إسناد كوفي حيث لا نواصب

    والآن إلى فضائل علي بن أبي طالب

    قال الإمام مسلم في صحيحه 152- [131-78] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ (ح) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ زِرٍّ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ : وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ، إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ : أَنْ لاَ يُحِبَّنِي إِلاَّ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يُبْغِضَنِي إِلاَّ مُنَافِقٌ.

    هذا الحديث اجتنبه البخاري في سنده الأعمش شيعي ، وفي سنده عدي بن ثابت قاص الشيعة في مسجدهم بل قال الدارقطني ( رافضي غال ) وانتقد الإمام مسلماً على تخريجه لهذا الحديث وقد روي من طريقه بلفظ ( آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار )

    قال الإمام مسلم في صحيحه 149- [129-75] وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الأَنْصَارِ : لاَ يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ ، مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ.

    قَالَ شُعْبَةُ : قُلْتُ لِعَدِيٍّ : سَمِعْتَهُ مِنَ الْبَرَاءِ ؟ قَالَ : إِيَّايَ حَدَّثَ.

    فلو كنا لا نحترم صحيح مسلم كهؤلاء لقلنا الأعمش مدلس شيعي ورواية شعبة أرجح من روايته ، ولكننا نصحح الوجهين ولا نتكلم في حديث خرجه مسلم ، ولكننا هنا نلزمهم فهذا أقوى حديث في فضل علي إنما خرج من طريق الشيعة ( وليس الروافض )

    ويا ليت شعري رجل ينكر أحاديث نزول المسيح وأحاديث الرجم كعدنان إبراهيم على كثرتها وتواترها أنى له أن يؤمن بحديث كهذا فرد

    وحديث ( أشقى الآخرين قاتل علي ) روي من طرق عامتها ضعيفة بل ضعيفة جداً ولا يخلو منها متشيع ومع ذلك يصدق بها

    وحديث الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة لم يرو إلا من طريق أهل الكوفة ، وأحد طرقه تفرد به شيعي وهو إسرائيل بن يونس انفراداً غريباً ، بل النسائي الذي ذكر عنه التشيع خرج الحديث في سننه الكبرى ولما صنف المجبتى السنن الصغرى حذفه فكأنه لم يره مناسباً لذكره في كتاب منقح

    وليعلم أننا إذا قلنا ( شيعي ) فنحن نعني رجلاً يفضل علياً على عثمان أو يفضل علياً على الشيخين وبعضهم يتعدى للطعن في عثمان أو معاوية فهذا يسمى رافضي ، وأما من يكفر الصحابة ويطعن في أمهات المؤمنين فهذا القول حادث والقائل به لا يصلح أن يعد مع البشر فضلاً عن المسلمين

    هذا مع التصديق بأخبار تاريخية مكذوبة خصوصاً إذا تعلقت بثلب معاوية فمعيار القبول والرد عند عدنان وأضرابه موافقة هوى النفس

    هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  10. #85
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الدفاع عن معاوية ( رضي الله عنه ) والرّد على عدنان إبراهيم
    السبت, 13 جمادى الآخر 1433
    وليد المصباحي

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
    اما بعد
    فقد ارسل إلي الدكتور الفاضل علاء سعيد نزال وفقه الله بريدا إلكترونيا فيه مقطع يوتيوب للدكتور عدنان إبراهيم يتحدث فيه عن معاوية رضي الله عنه ,بكلام لايقوله إلا رافضي علما بأني لا اعرف الدكتور عدنان -أصلا-ولا يهمنا ذلك بل المعرفة الحقيقية تكون بما يقوله الرجل ويكتبه وكما قيل (المرء مخبوء تحت لسانه فمتى تكلم عرف)فهاأنذا أعرفه بعد ان قال محاضرته الرافضية تلك ,وأسأل الله له الهداية .

    فأقول مستعينا بالله تعالى :
    هذا رد على رافضي يقال له الدكتور عدنان إبراهيم ,أذب فيه عن الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ,وأسأل الله تعالى أن يلهمنا الصواب وأن يوفقنا للحق والسداد فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام (يا علي سل الله الهدى والسداد واذكر بالهدى هدايتك الطريق وبالسداد تسديدك السهم)رواه مسلم في صحيحه.
    أولا:مقدمة منهجية تبين جهل الرجل وضلاله بكيفية الاستدلال واخذ الاعتقاد الصحيح :
    1-القاعدة الأولى (العقائد والأحكام لاتؤخذ من كتب التاريخ والتراجم والأخبار وإنما تؤخذ من الكلام المعصوم المنقول بالأسانيد الصحيحة اللامعة من القرآن والحديث).
    فلو أتيت لنا بالف خبر على ان معاوية رضي الله عنه فعل وفعل وقتل سبعين الفا او سبعمئة الف فإن ذلك لايسوى شيئا أمام هذه النصوص:
    1-قوله تعالى (لايستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلاو وعد الله الحسنى )
    وقد أسلم معاوية عام القضية اي السنة السادسة للهجرة لما صد الرسول عليه الصلاة والسلام عن البيت حيث قال (اسلمت عام القضية)راجع هذا الخبر في البداية والنهاية لابن كثير (8\21)تاريخ الطبري (5\328)فمعاوية ممن وعدهم الله بالحسنى ,وكلام الله ثابت لايتغير ولا يتبدل .
    قال ابونعيم الاصبهاني في معرفة الصحابة (5\2496):كان من الكتبة الحسبة الفصحة اسلم عام القضية وهو ابن 18سنة وقد عده ابن عباس من الفقهاء.
    ومرد اختلاف المصادر في وقت اسلامه انه كان يخفي اسلامه ولم يظهره الا عام الفتح وقد جزم بذلك ابن سعد في الطبقات (1\131)والذهبي في تاريخ الاسلام (308).


    ولو سلمنا أنه من مسلمة الفتح فإن ذلك لايقلل من شأنه لقوله تعالى (وكلا وعد الله الحسنى).
    2-وقد روى الترمذي في فضائل معاوية أنه لما تولى امر الناس كانت نفوسهم مشتعلة عليه فقالوا :كيف يتولى معاوية وفي الناس من هو خير مثل الحسن والحسين رضي الله عنهما ,فقال عمير وهو احد الصحابة :لاتذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (اللهم اجعله هاديا مهديا واهده واهد به) زاد الإمام الآجري في الشريعة (ولا تعذبه)وهذا في مسند الإمام أحمد أيضا (4\216)قال الألباني في الصحيحة (رجاله كلهم ثقات رجال مسلم فكان حقه أن يصحح).(4\615).
    قال ابن حجر الهيتمي المكي الشافعي (هذا الحديث من غرر فضائل معاوية وأظهرها ومن جمع الله له هاتين المرتبتين كيف يتخيل فيه ما تقوله المبطلون ووصمه به المعاندون)تطهير اللسان ص14

    3-عن العرباض بن سارية سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان : هلم إلى الغداء المبارك ثم سمعته يقول : اللهم علم معاوية الكتاب ، والحساب ، وقه العذاب.قال الذهبي للحديث شاهد قوي .سير اعلام النبلاء(3\124).وحسنه الألباني في الصحيحة برقم 3227.فماذا تريد يا دكتور عدنان من رجل علمه الله الكتاب والحساب ووقاه العذاب بل وقبل ذلك كله جعله الله هاديا مهديا .فأنصحك أن تأخذ عقيدتك من القرآن والسنة ولا تأخذها من كتب الف ليلة وليلة !!.


    4-قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :كنت ألعب مع الصبيان . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب . قال فجاء فحطأني حطأة . وقال " اذهب وادع لي معاوية " قال فجئت فقلت : هو يأكل . قال ثم قال لي " اذهب فادع لي معاوية " قال فجئت فقلت : هو يأكل . فقال " لا أشبع الله بطنه " . وفي رواية : كنت ألعب مع الصبيان . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختبأت منه . فذكر بمثله .رواه مسلم في صحيحه في باب فضائل معاوية رضي الله عنه .
    قال الإمام النووي في شرح مسلم :قد فهم مسلم من هذا الحديث ان معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه فلهذا ادخله في هذا الباب وجعله من مناقب معاوية لإنه في الحقيقة يصير دعاء له (16\156).
    وهذا الحديث اخرجه مسلم ايضا تحت الأحاديث التي تندرج ان من سبه او دعا عليه وليس هو بأهل لذلك ان يكون له زكاة ورحمة واجرا ونص الحديث هو ( أيما رجل من أمتي سببته سبة ، أو لعنته لعنة في غضبي ، فإنما أنا من ولد آدم ، أغضب كما تغضبون ، و إنما بعثني الله رحمة للعالمين ، فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة )صححه الألباني وغيره وهو مشهور .فماذا يريد الدكتور عدنان من رجل حلت عليه الصلاة والرحمة والزكاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    5-- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب إلى قباء ، يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه ، وكانت تحت عبادة بن الصامت ، فدخل يوما فأطعمته ، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم استيقظ يضحك ، قالت : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ فقال : ( ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله ، يركبون ثبج هذا البحر ، ملوكا على الأسرة ، أو قال : مثل الملوك على الأسرة ) . يشك إسحق . فقلت : ادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا ، ثم وضع رأسه فنام ، ثم استيقظ يضحك ، فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ، قال : ( ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله ، يركبون ثبج هذا البحر ، ملوكا على الأسرة ، أو : مثل الملوك على الأسرة ) . فقلت : ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : ( أنت من الأولين ) . فركبت البحر في زمان معاوية ، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر ، فهلكت .رواه البخاري .
    قال الحافظ ابن حجر :وفيه ان ضحك النبي كان إعجابابهم وفرحا لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة.
    وكان معاوية رضي الله عنه قائد الجيش ,وفي هذا الحديث منقبة عظيمة لمعاوية وهي أنه اول من غزا في البحر .
    واستمع واقرأ هذا الحديث وهو متعلق بنفس الحديث السابق:
    6- أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا . قالت أم حرام : قلت : يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصرمغفور لهم . فقلت : أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال : لا.رواه البخاري.
    فمالك ولمعاوية وقد اوجب الله له الجنة بالنص حيث قال (قد اوجبوا).رقم الحديث 2924.
    7-قال الخلال :اخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال :قلت لأحمد بن حنبل رحمه الله :أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم (كل صهر ونسب ينقطع الا صهري ونسبي)قال :بلى .قلت :وهذه لمعاوية ؟قال نعم له صهر ونسب قال وسمعت احمد بن حنبل يقول :مالهم ولمعاوية نسال الله العافية .السنة للخلال ص654وإسناده حسن .
    8-ولقد فاز معاوية رضي الله عنه بمصاهرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفى بها منقبة وشرفا فاستحق بذلك أن يكون خال المؤمنين كعبد الله بن عمر رضي الله عنهما ,وقد قيل للإمام أحمد رحمه الله :إن ناسا يقولون :إن معاوية ليس خالا للمؤمنين :فقال الإمام أحمد :يجفون حتى يتوبوا .
    مخرج في كتاب السنة للخلال .فيا دكتور عدنان تب الى الله تعالى ,وإلا فإن هذه الأمة بأسرها سوف تجفوك -والعياذ بالله تعالى -.
    فأم حبيبة بنت ابي سفيان هي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ام المؤمنين
    - فعن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه قال كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث خلال أعطنيهن قال نعم قال عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها قال نعم قال ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك قال نعم قال وتؤمرني أن أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين قال نعم قال أبو زميل ولولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطاه ذلك لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يسئل شيئا إلا قال نعم.رواه مسلم .
    قال ابوهريرة رضي الله عنه :ما رأيت احدا أجمل من عائشة بنت طلحة ,ومن معاوية بن ابي سفيان على منبر رسول الله صلى الله عليه سلم.رواه المعافري في أخبار النساء .تحقيق الدكتورة عائدة الطيبي.
    فهل ترضى يا دكتور عدنان أن يطعن احد في صهرك ,!!فكيف تطعن في صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد جمعت بين ثلاث أذيات ,آذيت الله وآذيت رسول الله وآذيت المؤمنين وقد قال تعالى (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغي ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ).
    9-ولقد اتفق ابو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين رضي الله عنهم على تأمير معاوية على الشام وهم اهل الرأي والسداد والورع والتقوى فابو بكر من اورع الناس في تأمير الأمراء وعمر هو المحدث الملهم وعثمان صاحب الرأي الرشيد فيالها من فضيلة أن يثق بالشخص ثلاثة من اعظم رجال التاريخ البشري على الإطلاق ,وأنت يا دكتور عدنان لن تجد من يثق بك إلا زنديق أو رافضي بل وحتى الزنادقة لن يثقوا بك لأنك انقلبت على عقبيك فلا يأمنون أن تنقلب عليهم أيضا .
    10-وكان كاتبا للوحي اي كاتبا للقرآن الكريم فهل تتوقع أن يستأمن رسول الله على الكتابة شخص غير موثوق فيه .
    11-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنتم شهداء الله في أرضه )فلننظر بماذا شهد الصحابة رضي الله عنهم لمعاوية رضي الله عنه.
    1-قال عمر رضي الله عنه (لاتذكروا معاوية إلا بخير)البداية والنهاية لابن كثير (8\125).
    2-قال علي رضي الله عنه بعد رجوعه من صفين :أيها الناس لاتكرهوا إمارة معاوية فإنكم لو فقدتموها رأيتم الرؤوس تندر من كواهلها كأنها الحنظل.نس المصدر السابق .ص134.
    3-قال ابن عباس ما رأيت رجلا كان أخلق أي اجدر للملك من معاويةكان الناس يردون منه على ارجاء واد رحب ولم يكن بالضيق الحصر المتغضب العصعص.رواه عبد الرزاق بسند صحيح 20985برقم.
    وقد امتدحه ابن عباس بالفقه وكذاابن عمر وابن الزبير .
    2-القاعدة الثانية(ان الخلاف الذي جرى بين الصحابة اقسام :1-خلاف فقهي 2-خلاف سياسي ,ولا يوجد خلاف عقدي بينهم إطلاقا والخلافات الفقهية والسياسية لاتوجب مذمة لأحد ولا نقيصة من أحد وهو امر مشهور بين اصحاب المذهب الواحد ).
    لذا فإن الدكتور عدنان قد وقع ضحية للزنادقة الذن يريدون إفساد الاسلام بأن غلفوا الخلافات الفقهية والسياسية بغلاف عقائدي والبسوها لباسا طائفيا وهي ليست كذلك ,وعلي بن أبي طالب والحسن والحسين هم اصحاب الشأن لم يدعوا غير ذلك ولم يقولوا ان لمعاوية دينا او مذهبا آخر .
    وقد قال الله تعالى (ومن قتل مظلوما -يعني مثل عثمان-فقد جعلنا لوليه -كمعاوية-سلطانا-قدري أو شرعي-فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا)ومن هنا كان النصر لمعاوية رضي الله عنه.
    3-القاعدة الثالثة (أن الله تعالى يختبرنا هل نطيعه أم ننساق إلى أهوائنا )فإن الله تعالى طلب منا أن نبجل اصحاب نبيه وان نكف السنتنا عنهم وان نترضى عليهم جميعا ,وحتى يعلم الله علما يترتب عليه الثواب او العقاب ولكي يكشف إيمان المؤمن ونفاق المنافق وغرض المغرض يقدر تعالى بين هؤلاء الأولياء من المشاكل والنزاعات ما يكشف الله به للناس من هو المؤمن الذي يصبر ويمتثل امر ألله وامر رسوله ومن هو المنافق الذي يتربص الدوائر بالاسلام وأهله ,فمن المعلوم أن عدوك يترصد لك كل شاردة وواردة للإيقاع بك ولكن الله تعالى أوقعهم من حيث هم يريدون الوقيعة بالإسلام وأهله (الا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) ودليل ذلك أن عمار بن ياسر رضي الله عنه خطب في الناس فقال -ايام الجمل-(والله إني لأعلم أنها -يريد عائشة رضي الله عنها-لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ولكن الله يريد أن يبتليكم لتطيعوه أو إياها )وهذا الأمر ينسحب على جميع الأحداث التي وقعت في زمن الرعيل الأول سلام الله عليهم أجمعين .
    4-القاعدة الرابعة (أن محاكمة معاوية أو علي أو اي صاحب من اصحاب رسول الله وذكر المثالب لا معنى له بعد أن أصدر الله تعالى حكمه وهو الحكم العدل اللطيف الخبير حيث قال (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصارالذين اتبعوه في ساعة العسرة )الآيات .)فهب ان معاوية فعل وفعل فماذا ينفعك هراؤك بعد ان رضي الله عنه وتاب عليه واناخ مطيته في جنة عرضها السموات والأرض ,وما دخلك أنت أيها القزم المتقرمط
    بين علي ومعاوية وطلحة وعائشة وقد قال الله تعالى فيهم (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب وماهم منها بمخرجين )فإن كان علي مظلوما فإن الله تعالى سينصفه وإن كان معاوية ظالما فإن الله سيعفو عنه ويغفر له (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون).
    5-القاعدة الخامسة (أن الزنادقة يركزون جهدهم على معاوية لأن معاوية باب حصين إذا كسر هذا الباب استطاع الزنادقة من خلاله أن يطعنوا في سيدنا عمر رضي الله عنه لإنه هو الذي ولاه على الشام فالذب عن معاوية أولى من الذب عن اي صحابي آخر من حيث أنه الباب الذي يدخل منه الروافض والزنادقة للطعن في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ).
    ولذا فإن الطعن في معاوية رضي الله عنه ماهو إلا وسيلة من وسائل القوم للنيل من الصحابة وبالتالي النيل من الإسلام وأهله فالله الله ان يؤتى الاسلام من باب معاوية رضي الله عنه .
    6-القاعدة السادسة (أن دين الله محفوظ كتابا وسنة عقيدة وشريعة بحفظ الله له فلا يضرنا بعد ذلك صراع فلان مع فلان بل ان الله امرنا في كتابه المحفوظ وسنته المحفوظة باتباع سبيل المؤمنين قال تعالى (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)وسبيل المؤمنين بالإجماع هو الكف عما شجر بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن خالف هذا السبيل فهو من جثا جهنم وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم .
    قال تعالى (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).
    هذه القواعد الشرعية تنسف فكرة الدكتور عدنان من أساسها وجذورها (قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لايشعرون).وقال (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا)
    يتبع=============

  11. #86
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ثانيا :ذكر شبه تعلق بها الدكتور تبين ان اتباع الهوى يودي ب الانسان الى الضلال :
    1-اكذوبة تولي عمر والتبري من معاوية !!
    هل تعلم أيها الضال ان عمر المحدث الملهم هوالذي ولى معاوية على الشام وكان عمر لايولي إلا من يتيقن فيه الورع والقوة والأمانة ,هل تعلم أنك الآن تطعن في عمر رضي الله عنه وتصفه بأنه لايحسن الاختيار ,هل انت اعلم وافقه من الصحابة الذين اقروا عمر على تولية معاوية ولم يعترضوا عليه ,فإما أن تكون جاهلا بهذه اللوازم وإما أن تكون ممن تعلمت التقية على مذهب الصفويين .
    2-تريد أن تأخذ راحتك في الطعن على معاوية ولكن الوقت لايسعفك فتكتفي بأشارات واقول لك اقصر يا باغي الشر فلا حاجة لنا إلا كلامك بعد ان أذن له رسول الله في كتابة الوحي وبعد ان شهد له بالهداية .
    3-واما احتجاجك بحديث (تقتل عمارا الفئة الباغية )فإن الذي قتل عمارا هم الخوارج الذين الهبوا نار الصراع بين الفريقين حتى ظهروا فيما بعد في حروراء فالأصابع التي دبرت مقتل عثمان رضي الله عنه هي نفسها الأصابع الت نسجت الخلاف بين الصحابة والهبت القتال ومعاوية لم يرض بقتل عمار بل كره ذلك كرها شديدا ولكن ليقضي الله امرا كان مفعولا ,ومما يدل على ان الخوارج هم الذين قتلوه قوله عليه السلام ي رواية اخرى (يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار)ودعاة النار هم الخوارج بل هم كلاب النار كما في حديث صحيح فعمار يدعوهم الى الكف عن القتال ولزوم الجماعة وهم يريدون القتال والفوضى لإن هذه الفوضى هي التي سوف تخلصهم من الملاحقة والمحاكمة كما يفعل الآن بعض رؤساء العرب حيث يريد ان يدخل الناس في اتون الصراعات حتى لايحاكم وينجو بنفسه من جرائمه التي اقترفها .
    وإلا فإن الخلاف بين علي ومعاوية هو خلاف لايستلزم معاركا بل هو خلاف اولويات -لاغير-.
    فعلينا ان نستفيد من الأخطاء التي وقع فيها علي ومعاوية فلا نقع فيها فالتاريخ دائما يعيد نفسه فلله الحمد .
    3-وانظر كيف يغالط عندما يقول ان عليا رضي الله عنه دان له العالم باسره إلا اهل الشام ,فنقول له انت عن ماذا تتحدث ؟
    هل تتحدث عن افضلية علي واستحقاقه للخلافة؟
    فنقول لاتتعب نفسك فالعالم الاسلامي كله اجمع في عصره أن عليا هو خير من في الأرض في زمن علي وانه الخليفة بلا منازع واهل الشام في هذا كغيرهم .
    ام هل تتحدث عن مسألة قتلة عثمان والمطالبة بدمه؟
    فإنها جعلت المسلمين المقرين بأفضلية علي واستحقاقه يفترقون الى فرقتين عظيمتين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (تمرق مارقة -يعني الخوارج-على حين فرقة من المسلمين يقتلهم اقرب الطائفتين الى الحق )يعني ان عليا كان اقرب الى الحق من معاويةوكان لمعاوية شئ من الحق ,وهذا واضح .
    4-وانظروا الى المغالطة والخربطة عندما يقول ان عائشة وطلحة والزبير اجتهدوا ومعاوية تعمد الإساءة فأقول :
    لو جاءك طفل من اطفال الروافض لألزمك بقوله ان عائشة والزبير وطلحة لم يجتهدوا فما وجه التفريق بينهم وبين معاوية وانت تستدل بحديث امرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين
    وتعني باالناكثين عائشة وطلحة والزبير وبالقاسطين معاوية وابي موسى وعمرو بن العاص والمارقين الخوارج .؟
    فإنه سيحار جوابا .
    وعلى كل حال فالحديث كذب وملفق في اسناده حكيم بن جبير كذاب .راجع ميزان الاعتدال للذهبي 2215
    وكأني بالدكتور عدنان يريد بطريقة ذكية تمرير الطعن في عائشة وطلحة والزبير بأسلوب ماكر جدا .
    ومعاوية رضي الله عنه كغيره من الحكام واهل السياسة تحصل منهم اخطاء ومن المعلوم ان اخطاء الحكام ليست كأخطاء الآباء والأمهات من حيث وزنها وثقلها إلا أنها على نفس المبدأ فالسياسة بشرية وتخضع لظروف صعبة تجعلك تتخذ قرارا صعبا كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وتنازل عن اشياء حتى ان بعض الصحابة هم ان يرد على رسول الله رأيه .
    5-وماهذه الورطة العظيمة !!
    كيف تجعل معاوية من مصاديق قوله عليه السلام (من اتاكم وامركم جميع يريد ان يشق عصاكم فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان)ان الدكتور بكلامه هذا يحكم على معاوية بأنه مستحق للقتل !!
    إذن ما الفرق بينك وبين الخوارج !!
    فمبروك عليك أيها الدكتور جمعك بين النقيضين مذهب الخوارج ومذهب الروافض.
    ولا تنس ان معاوية كان مستصحبا لولاية عثمان بن عفان رضي الله عنه ,وكان معاوية مقرا بالخلافة لعلي إلا أنهما اختلفا في موضوع قتلة عثمان فكان ما يخشاه معاوية هو هروب قتلة عثمان وضياع دمه .
    6-واما قول علي :عليه السلام فلا بأس من الإتيان بها احيانا واما ان تجعلها ديدنا فهذا من شعائر الروافض يريدون بذلك التفضيل واتحدى الدكتور أن يقول (طلحة والزبير وابي موسى وعمرو بن العاص صلوات الله وسلامه عليهم)آمين.
    لا يستطيع ذلك والسبب ان الزنادقة استطاعوا ان يوثقوه وان يجعلوه مكبلا بأساطير التاريخ وخرافات لوط بن يحي والواقدي
    واني لأعجب من حماسته وتمعر وجهه ولا أظن وجهه يتمعر لمجازر الصفويين في العراق وبلاد فارس وسورية وما يفعله يهود بفلسطين وخصوصا غزة ارض العزة .
    7-واما حديث (يا علي لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق).
    فنقول لك ايها الدكتور المعتوه :
    أن المحبة هنا هي المحبة التي تكون بدافع عقائدي فنحن نجزم ان معاوية كان يحب عليا ,وقد تكون المحبة بدافع انساني كما تحب زوجتك لو كانت يهودية او نصرانية ,وكذلك البغض
    فقد يكون البغض عقائديا وهذا هو بغض المنافقين ولو حصل بين معاوية وبين علي بغض فهو بغض سياسي فيتحصل من ذلك
    ان معاوية يحب عليا من وجه وهو الوجه العقائدي الذي يكون معاوية به مؤمنا ,ويبغضه -تنزلا-من وجه آخر وهو ما يحصل من التباغض بين مختلفي الرأي ,وهذا معلوم فإنك قد تحب الشخص لإيمانه وصلاحه وتبغضه لأنه يختلف عنك في توجهه السياسي مثلا وقد مدح عمرو بن العاص رضي الله عنه عليا بحضرة معاوية فبكى معاوية وقال :والله ما أخطأت شيئا مما قلت .او كلمة نحوها .
    والخلاصة ان طريقة الدكتور هي طريقة اللعب بالعبارات حيث أنه يأتي الى عبارة مشتركة لمعان عديدة ويحملها على معنى يتبادر الى ذهن المستمع ليلبس عليه ويضله .
    7-واما ان معاوية امر بسب علي فهذا كذب على معاوية وهذا فعل يترفع عنه معاوية والسب ليس من طريقة واخلاق معاوية بل هو من اخلاق عدنان ابراهيم ومن على شاكلته .
    واما حديث مسلم ان معاوية قال لسعد ما منعك ان تسب اباتراب ؟فقال سعد :اما والله في ثلاث سمعتهن من رسول الله فلن أسبه وذكر سعد مناقب علي رضي الله عنه ,فأقره معاوية ولم يتعرض له بسوء .
    وعلى كل فالنزاع كان بين شيعة علي وشيعة معاوية نزاع سياسي لا علاقة له بالدين لا من قريب ولا من بعيد والجميع يعرف نواتج الصراعات الحزبية فالأخوان المسلمون يحصل بنهم نزاعات والشيعة كذلك والتيارت السنية يحصل بينهم من التلاسن ما الله به عليم وما فتح وحماس عنا ببعيد حتى الفصائل الاسلامية متناحرة فيما بينها فهذا له إطاره السياسي والإداري
    8-واما قصة معاوية مع ابي ذر رضي الله عنهما فابو ذر معلوم مذهبه في تحريم الادخار وانه يجب عليك ان تنفق كل مالك ولا تبقي شئ وقد خالفه جماهير الصحابة في ذلك ومعاوية منهم .
    والدكتور عدنان لايطيق مذهب ابي ذر .
    9-واما القول بان معاوية يستحل الربا فهذا كذب صراح وتكفير لمعاوية رضي الله عنه .وربا الفضل حصل فيه نزاع وقد روي الرخصة فيه عن ابن عباس واستدل بحديث انماالربا في النسيئة .ثم رجع عن هذا القول ابن عباس ,فلعل معاوية لو صح الخبر تأول ما تأول ابن عباس .
    10-واما ان ابالدرداء خرج من الشام لإن معاوية استحل الربا
    فهذا كذب .وهذه من ترهات الشيعة .
    أخرج البخاري : عن ابن أبي مُليكة قال : أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس فأتى ابن عباس فقال دعه فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
    فنقول للدكتور :
    (دع معاوية فإنه صحب رسول الله).-
    11- دية المعاهد نصف دية الحر.وهذا الحديث صحيح حسنه الحافظ ابن حجر والسيوطي وابوداود والخطابي وهو مذهب الأئمة وجماهير الأمة ,وأما ما ينقل ان ابابكر وعمر جعلا دية المعاهد كدية المسلم فهذا لايصح بحال والحديث فيه اضطراب واستنكره ابن عبد البر بل انه قال في الاستذكار :لاحجة فيه.
    ولو فرضنا جدلا بأن معاوية جعل دية المعاهد نصف دية المسلم فسيكون هذا من مناقبه لا من مثالبه وذلك لأنه جعل للمسلم قيمة وتميزا عن اصحاب الأديان الأخرى ,وقد جلد النبي صلى الله عليه وسلم في الخمر اربعين وجلد ابو بكر اربعين وجلد عمر ثمانين .فهل يا ترى خالف عمر السنة !!
    بل نقول وافق السنة والمصلحة فعن حصين الرقاشي :
    شهدت عثمان بن عفان وأتي بالوليد بن عقبة ، فشهد عليه حمران ورجل آخر ، فشهد أحدهما : أنه رآه شربها – يعني الخمر – وشهد الآخر : أنه رآه يتقيأها . فقال عثمان : إنه لم يتقيأها حتى شربها ، فقال لعلي : أقم عليه الحد ، فقال علي للحسن : أقم عليه الحد ، فقال الحسن : ول حارها من تولى قارها . فقال علي لعبد الله بن جعفر : أقم عليه الحد ، قال : فأخذ السوط فجلده ، وعلي يعد ، فلما بلغ أربعين قال : حسبك ، جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين . أحسبه قال : وجلد أبو بكر أربعين ، وعمر ثمانين ، وكل سنة ، وهذا أحب إلي رواه ابو داود وهو صحيح.
    12-انت يا دكتور تدعي على معاوية أنه سرق اموال الشعب وان لديه الملايين فهل ستتحمل امام الله تعالى مسؤولية هذه الدعوى وانت لم تر ولم تشهد فإن كنت رأيت فقد رأيت معاوية يسرق اموال المسلمين بعيون الرافضة وسمعت ذلك بآذانهم اخرج ابو يعلى الموصلي في مسنده ان معاوية خطب الناس يوم الجمعة فكان فيما قال :المال مالنا والفي فيئنا فلم يرد عليه أحد وقالها في الجمعة المقبلة فلم يرد عليه أحد فلما كان في الجمعة الثالثة قام إليه رجل فقال :بل المال مالنا والفئ فيئنا فإن نازعتنا فيه قاتلناك بأسيافنا فقال معاوية:احياك الله كما احييتني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (
    ستكون أئمة من بعدي ، يقولون ، فلا يرد عليهم قولهم ، يتقاحمون في النار كما تقاحم القردة)صححه الألباني .
    وفي لفظ (سيكون بعدي امراء فلا يرد عليهم قولهم يتهافتون في النار يتبع بعضهم بعضا)فأدخل معاوية الرجل واكرمه .
    فانظر رحمك الله الى حرص معاوية الا يدخل ضمن هؤلاء الأمراء وهذا يذكرنا بقول عمر لحذيفة :انشدك الله هل عدني رسول الله من المنافقين.!!!وهو ابعد الناس عن النفاق رضي الله عنه.
    13-وانظر الى الكذب عندما يقول ان معاوية انكر حديث عبادة فهل انكر عمر حديث ابي موسى في الاستئذان حتى شهد له ابو سعيد ,وكان علي رضي الله عنه يقول :كان الرجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا حدثني عن رسول الله استحلفته وحدثني ابو بكر وصدق ابو بكر .
    وعندما حدثت المبتوتة عمر عن حكم رسول الله في من طلقت ثلاثا انه لانفقة لها ولا سكنى:لاندع كتاب ربنا لأجل حديث امرأة لاندري انسيت أم حفظت.
    فالمسألة مبنية على الاستيثاق والاطمئنان للرواية فهذا باب واما الانكار فلا يكون الا بعد التأكد والاستيثاق والاطمئنان.
    فلماذا يا دكتور تفتري على سيدك معاوية رضي الله عنه بكل هذه الحماسة والجرأة وكأني بك مشحون شحنا غريبا تبدو عليه بصمات الصفويين وطريقتهم في الكلام والمغالطة .
    ولننظر الى هذا الموقف العظيم لمعاوية الذي اطلع عليه الدكتور ولكنه يخفيه لما فيه من نسف لقضية ولع معاوية بالمال وهذه قصة عظيمة بل موقف اغرب من الخيال (كان لعبد الله بن الزبير ارض مجاورة لارض معاوية بن ابى سفيان رضى الله عن الجميع وكان فيهما عبيد لعمارة كل ارض فدخل عبيد معاوية ارض عبد الله بن الزبير واغتصبوا منها قطعة فكتب عبد الله بن الزبير الى معاوية :
    أما بعد ,, يا معاوية فان عندك عبيدا قد اغتصبوا ارضى , فمرهم بالكف عنها الا وكان لى ولكم شأن فلما وقف معاوية على كتاب عبد الله بن الزبير دفعه الى ولده يزيد فلما رآه وقرأه
    قال : ما تقول يا يزيد ؟
    قال : أرى ان تبعث اليه جيشا يكون اوله عنده واخره عندنا يأتيك برأسه وتستريح منه
    قال : عندى خير من ذلك !
    قال : ما هو يا أبت ؟
    قال : علىً بدواة وقرطاس [ثم كتب اليه فيه : وقفت على كتاب ابن اخى وقد ساءنى والله ما ساءه والدنيا وما فيها هينة فى جنب رضاك وقد كتبت على نفسى مسطورا أشهدت فيه الله وجماعة من المسلمين ان الارض وما فيها والعبيد الذين بها ملكك فضمها الى ارضك والعبيد الى عبيدك , والسلام
    فلما وقف عبد الله بن الزبير على كتابه , كتب له جوابا فيه : وقفت على كتاب امير المؤمنين لا اعدمنى الله بقاءه ولا اعدمه هذا الرأى الذى أحله هذا المحل , والسلام
    فلما وقف معاوية على الكتاب أعطاه لولده يزيد فلما قرأه تهلل وجهه فرحا
    فقال له : يا بنى اذا بُليت بشىء من هذا الداء داوه بمثل هذا الدواء ,
    وإنا لقوم لم نر فى الحِلم الا خيرا.
    13-وأما القول بأن معاوية استلحق زياد ونسبه لأبي سفيان فهذا كذب وافتراء على معاوية فإن زيادا هو الذي نسب نفسه الى ابي سفيان لا معاوية وإليكم البيان والتبيين : .
    وزياد هو ؛ هو زياد بن سمية ، وهي أمه كانت أمة للحارث بن كلدة ، زوجها لمولاه عبيد ، فأتت بزياد على فراشه وهم بالطائف قبل أن يسلم أهل الطائف . انظر ترجمته في الإصابة ] ، والاستيعاب ترجمة رقم ] وغيرها .
    إن قضية نسب زياد بن أبيه تعد من القضايا الشائكة في التاريخ الإسلامي ؛ لأنها تثير عدداً من الأسئلة يصعب الإجابة عليها ، مثل :-
    1- لماذا لم تثر هذه القضية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، مثلما أثيرت قضايا مشابهة لها عند فتح مكة ؟
    مثل قضية : نسب ابن أمة زمعة بن قيس الذي ادعاه عتبة بن أبي وقاص ، انظر القصة في صحيح البخاري مع الفتح [/ماذا لم تثر هذه القضية في حياة أبي سفيان رضي الله عنه ؟
    3- لماذا لم تثر هذه القضية في أثناء خلافة علي رضي الله عنه ، خاصة عندما كان زياد من ولاة علي ؛ لأن في إثارتها في تلك الفترة مكسباً سياسياً لمعاوية رضي الله عنه ؛ إذ قد يترتب على ذلك انتقال زياد من معسكر علي إلى معسكر معاوية ؟
    4 – لماذا أثيرت هذه القضية في سنة وبعد أن آلت الخلافة إلى معاوية رضي الله عنه ؟
    ومهما يكن من أمر فإن قضية نسب زياد تعد من متعلقات أنكحة الجاهلية ، ومن أنواع تلك الأنكحة ما أخرجه البخاي في صحيحه من طريق عائشة رضي الله عنها: إن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء – بمعنى : أنواع - : فنكاح منها نكاح الناس اليوم ، يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها – أي يعين صداقها – ثم ينكحها .
    ونكاح آخر ، كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها – حيضها - : أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه – أي اطلبي منه الجماع – ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبداً حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه ، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب ، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد – النجيب : الكريم الحسب - ، فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع .
    ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها ، فإذا حملت ووضعت ومر ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم ، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها ، تقول لهم : قد عرفتم الذي كان من أمركم ، وقد ولدت ، فهو ابنك يا فلان ، فتسمي من أحبت باسمه ، فيلحق به ولدها ولا يستطيع أن يمتنع به الرجل .
    والنكاح الرابع : يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمنع من جاءها ، وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علماً ، فمن أردهن دخل عليهن ، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها ، جمعوا لها و دعوا لها القافة – جمع قائف ، وهو الذي يعرف شبه الولد بالوالد بالآثار الخفية – ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون ، فالتاطه به – أي استلحقه به – ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك .
    فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق ، هدم نكاح الجاهلية كله ، إلا نكاح الناس اليوم . الفتح مع الصحيح [] .
    وقد أقر الإسلام ما نتج عن تلك الأنكحة من أنساب ، وفي ذلك يقول ابن الأثير : فلما جاء الإسلام .. أقر كل ولد ينسب إلى أب من أي نكاح من أنكحتهم على نسبه ، ولم يفرق بين شيء منها . الكامل في التاريخ ] 3/ 445 ] .
    وأما الذراري الذين جاء الإسلام وهم غير منسوبين إلى آبائهم – كأولاد الزنى – فقد قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أبو داود بإسناده قال : قام رجل فقال : يا رسول الله إن فلاناً ابني ، عاهرت – أي زنيت – بأمه في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ] لا دعوة في الإسلام ، ذهب أمر الجاهلية ، الولد للفراش ، وللعاهر الحجر . صحيح سنن أبي داود ] .
    أما القول إن سبب سكوت أبي سفيان رضي الله عنه من ادعاء زياد هو خوفه من شماتة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإن هذا القول مردود بما يلي:
    1– إن قضية نسب ولد الزنا قد ورد فيها نص شرعي ولم تترك لاجتهادات البشر .
    2 – إن الإسلام يجب ما قبله .
    3 – إن عمر رضي الله عنه توفي قبل أبي سفيان رضي الله عنه ، فلماذا لم يدّع أبو سفيان زياداً بعد وفاة عمر ؟ .
    4 – إن في إسناد هذا الخبر محمد بن السائب الكلبي ، وقد قال عنه ابن حجر : ] متهم بالكذب ورمي بالرفض /] التقريب ] .
    وأما اتهام معاوية رضي الله عنه باستلحاق نسب زياد فإني لم أقف على رواية صحيحة صريحة العبارة تؤكد ذلك ، هذا فضلاً عن أن صحبة معاوية رضي الله عنه وعدالته ودينه وفقهه تمنعه من أن يرد قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لاسيما وأن معاوية أحد رواة حديث /] الولد للفراش وللعاهر الحجر الفتح g] .

    قال النووي رحمه الله معلقاً على هذا الخبر : .. فمعنى هذا الكلام الإنكار على أبي بكرة ، وذلك أن زياداً هذا المذكور هو المعروف بزياد بن أبي سفيان ، ويقال فيه : زياد بن أبيه ، ويقال : زياد بن أمه ، وهو أخو أبي بكرة لأمه .. فلهذا قال أبو عثمان لأبي بكرة : ماهذا الذي صنعتم ؟
    وكان أبو بكرة رضي الله عنه ممن أنكر ذلك وهجر بسببه زياداً وحلف أن لا يكلمه أبداً ، ولعل أبا عثمان لم يبلغه إنكار أبي بكرة حين قال له هذا الكلام ، أو يكون مراده بقوله : ما هذا الذي صنعتم ؟ أي ما هذا الذي جرى من أخيك ما أقبحه وأعظم عقوبته ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حرم على فاعله الجنة .] .
    وقال أيضاً : قوله : ادُّعِي ضبطناه بضم الدال وكسر العين مبني لما لم يسم فاعله ، أي ادعاه معاوية ، ووجد بخط الحافظ أبي عامر العبدري – وهو إمام من أعيان الحفاظ من فقهاء الظاهرية ] ت 524هـ ، انظر ترجمته في : تذكرة الحفاظ للذهبي [] 4 / 1272 ادَّعَى بفتح الدال والعين ، على أن زياداً هو الفاعل ، وهذا له وجه من حيث إن معاوية ادعاه ، وصدقه زياد فصار زياد مدعياً أنه ابن أبي سفيان ، والله أعلم . شرح مسلم [] 2 / 52 –
    . انظر القصة في الاستيعاب لابن عبد
    فنقول للدكتور الآن قد تبينت لكل عاقل براءة معاوية رضي الله عنه من هذه التهمة وقد تبينت براءة معاوية رضي الله عنه من هذه التهمة فيما تقدم من القول ، وبذلك ينتفي الوجه الذي ذهب إليه النووي في كلامه عن ضبط الحافظ أبي عامر العبدري لكلمة ادَّعَى .
    ويزيد هذا الأمر تأكيداً ما أورده الحافظ أبو نعيم في ترجمة زياد بن أبيه حيث قال : ] زياد بن سمية : ادَّعَى أبا سفيان فنسب إليه /] معرفة الصحابة ] .
    وبذلك يكون زياد هو المدعي ، ولذلك هجره أخوه أبو بكرة رضي الله عنه . والله تعالى أعلم . مقتبس من كتاب : مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري للدكتور خالد الغيث ] .
    وقد أجاب الإمام ابن العربي رحمه الله عن هذه الشبهة بجواب آخر له وجه من الصحة أيضاً ، فقال فيما معناه : أما ادعاؤه زياداً فهو بخلاف حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لعبد بن زمعة : ] هو لك الولد للفراش وللعاهر الحجر /] باعتبار أنه قضى بكونه للفراش وبإثبات النسب فباطل لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت النسب ، لأن عبداً ادعى سببين ، أحدهما : الأخوة ، والثاني : ولادة الفراش ، فلو قال النبي صلى الله عليه وسلم هو أخوك ، الولد للفراش لكان إثبابتاً للحكم وذكراً للعلة ، بيد أن النبي صلى الله عليه وسلم عدل عن الأخوة ولم يتعرض لها وأعرض عن النسب ولم يصرح به ، وإنما هو في الصحيح في لفظ /] هو أخوك [/] وفي آخر هو لك ] معناه أنت أعلم به بخلاف زياد ، فإن الحارث بن كلدة الذي ولد زياد على فراشه ، لم يدعيه لنفسه ولا كان ينسب إليه ، فكل من ادعاه فهو له ، إلا أن يعارضه من هو أولى به منه ، فلم يكن على معاوية في ذلك مغمز بل فعل فيه الحق على مذهب الإمام مالك . انظر تفصيل ذلك في كتاب العواصم من القواصم ] بتخريج محمود مهدي الاستانبولي و تعليق الشيخ محب الدين الخطيب وهو من منشورات مكتبة السنة بالقاهرة .
    يتبع=========

  12. #87
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    14-واما القول بأن معاوية قتل حجر بن عدي فيا ويلا له من حجر وأصحاب حجر فالرد على هذه الفرية من وجوه :
    اولا:تحدثت معظم المصادر التاريخية عن مقتل حجر بن عدي رضي الله عنه بين مختصر في هذا الأمر ومطول كل بحسب ميله ، وكان للروايات الشيعية النصيب الأوفر في تضخيم هذا الحدث ووضع الروايات في ذلك ؛ وكأنه ليس في أحداث التاريخ الإسلامي حدث غير قصة مقتل حجر بن عدي .. هذا ونظراً لقلة الروايات الصحيحة عن حركة حجر بن عدي ، ولكون هذه الروايات لا تقدم صورة متكاملة عن هذه القضية .. لذا فلن أتطرق للحديث عنها بقدر ما سيكون الحديث منصباً على السبب الذي جعل معاوية رضي الله عنه يقدم على قتل حجر بن عدي والدوافع التي حملته على ذلك ..
    كان حجر بن عدي من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وممن شهد الجمل وصفين معه . وحجر هذا مختلف في صحبته ، وأكثر العلماء على أنه تابعي ، وإلى هذا ذهب كل من البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وخليفة بن خياط وابن حبان وغيرهم ، ذكروه في التابعين وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة . انظر ترجمته في الإصابة 31- 34 ]
    ثانيا:. كر ابن العربي في العواصم بأن الأصل في قتل الإمام ، أنه قَتْلٌ بالحق فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل ، و لكن حجراً فيما يقال : رأى من زياد أموراً منكرة ، حيث أن زياد بن أبيه كان في خلافة علي والياً من ولاته ، و كان حجر بن عدي من أولياء زياد و أنصاره ، و لم يكن ينكر عليه شيئاً ، فلما صار من ولاة معاوية صار ينكر عليه مدفوعاً بعاطفة التح** و التشيع ، و كان حجر يفعل مثل ذلك مع من تولى الكوفة لمعاوية قبل زياد ، فقام حجر و حصب زياد و هو يخطب على المنبر ، حيث أن زياد قد أطال في الخطبة فقام حجر و نادى : الصلاة ! فمضى زياد في خطبته فحصبه حجر و حصبه آخرون معه و أراد أن يقيم الخلق للفتنة ، فكتب زياد إلى معاوية يشكو بغي حجر على أميره في بيت الله ، وعدّ ذلك من الفساد في الأرض ، فلمعاوية العذر ، و قد كلمته عائشة في أمره حين حج ، فقال لها : دعيني و حجراً حتى نلتقي عند الله ، و أنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين . انظر هذا الخبر بالتفصيل في العواصم من القواصم لابن العربي ]ص 219-220] بتحقيق محب الدين الخطيب و تخريج محمود الإستانبولي مع توثيق مركز السنة .
    وأما قضاء معاوية رضي الله عنه في حجر رضي الله عنه وأصحابه ، فإنه لم يقتلهم على الفور ، ولم يطلب منهم البراءة من علي رضي الله عنه كما تزعم بعض الروايات الشيعية ، انظر : تاريخ الطبري ] . بل استخار الله سبحانه وتعالى فيهم ، واستشار أهل مشورته ، ثم كان حكمه فيهم ..
    والحجة في ذلك ما يرويه صالح بن أحمد بن حنبل بإسناد حسن ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو المغيرة – ثقة – قال : حدثنا ابن عياش – صدوق – قال : حدثني شرحبيل بن مسلم – صدوق – قال : لما بُعِث بحجر بن عدي بن الأدبر وأصحابه من العراق إلى معاوية بن أبي سفيان ، استشار الناس في قتلهم ، فمنهم المشير ، ومنهم الساكت ، فدخل معاوية منزله ، فلما صلى الظهر قام في الناس خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ، ثم جلس على منبره ، فقام المنادي فنادى : أين عمرو بن الأسود العنسي ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ألا إنا بحصن من الله حصين لم نؤمر بتركه ، وقولك يا أمير المؤمنين في أهل العراق ألا وأنت الراعي ونحن الرعية ، ألا وأنت أعلمنا بدائهم ، وأقدرنا على دوائهم ، وإنما علينا أن نقول : { سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير }[ البقرة /285] .
    فقال معاوية : أما عمرو بن الأسود فقد تبرأ إلينا من دمائهم ، ورمى بها ما بين عيني معاوية . ثم قام المنادي فنادى : أين أبومسلم الخولاني ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فلا والله ما أبغضناك منذ أحببناك ، ولا عصيناك منذ أطعناك ، ولا فارقناك منذ جامعناك ، ولا نكثنا بيعتنا منذ بايعناك ، سيوفنا على عواتقنا ، إن أمرتنا أطعناك ، وإن دعوتنا أجبناك وإن سبقناك نظرناك ، ثم جلس .
    ثم قام المنادي فقال : أين عبد الله بن مِخْمَر الشرعبي ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : وقولك يا أمير المؤمنين في هذه العصابة من أهل العراق ، إن تعاقبهم فقد أصبت ، وإن تعفو فقد أحسنت .
    فقام المنادي فنادى : أين عبد الله بن أسد القسري ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أمير المؤمنين ، رعيتك وولايتك وأهل طاعتك ، إن تعاقبهم فقد جنوا أنفسهم العقوبة ، وإن تعفوا فإن العفو أقرب للتقوى ، يا أمير المؤمنين لا تطع فينا من كان غشوماً ظلوماً بالليل نؤوماً ، عن عمل الآخرة سؤوماً . يا أمير المؤمنين إن الدنيا قد انخشعت أوتارها ، ومالت بها عمادها وأحبها أصحابها ، واقترب منها ميعادها ثم جلس . فقلت – القائل هو : اسماعيل بن عياش – لشرحبيل : فكيف صنع ؟ قال : قتل بعضاً واستحيى بعضاً ، وكان فيمن قتل حجر بن عدي بن الأدبر . انظر الرواية في مسائل الإمام أحمد رواية ابنه صالح ] .
    ومما يجدر التذكير به في هذا المقام أن معاوية رضي الله عنه لم يكن ليقضي بقتل حجر بن عدي رضي الله عنه لو أن حجراً اقتصر في معارضته على الأقوال فقط ولم ينتقل إلى الأفعال .. حيث أنه ألّب على عامله بالعراق ، وحصبه وهو على المنبر ، وخلع البيعة لمعاوية وهو آنذاك أمير المؤمنين .. ولكن حجراً رضي الله عنه زين له شيعة الكوفة هذه المعارضة ، فأوردوه حياض الموت بخذلانهم إيام .. ولا ننسى موقف شيعة الكوفة مع الحسين رضي الله عنه ، حين زينوا له الخروج ثم خذلوه كما خذلوا حجراً من قبله ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ..
    وقد اعتمد معاوية رضي الله عنه في قضائه هذا بقتل حجر بن عدي ، على قوله صلى الله عليه وسلم : ] من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ، أو يفرق جماعتكم فاقتلوه ] . صحيح مسلم بشرح النووي []12 / 242 .
    وفي رواية عنه صلى الله عليه وسلم : ] أنه ستكون هنات – أي فتن – وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمره هذه الأمة وهي جميع ، فاضربوا بالسيف كائناً من كان ] . صحيح مسلم بشرح النووي [] 12 / 241 ] .
    ولو سلمنا أن معاوية أخطأ في قتل حجر ؛ فإن هذا لا مطعن فيه عليه ، كيف وقد سبق هذا الخطأ في القتل من اثنين من خيار الصحابة ؛ هما : خالد بن الوليد وأسامة بن زيد رضي الله عنهما .
    أما قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه مع بني جذيمة ، وقولهم صبأنا بدلاً من أسلمنا ، فرواها البخاري في صحيحه برقم 4339 ] من حديث عبد الله بن عمر .. وقول النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ..
    قال الحافظ ابن حجر في الفتح ] : وقال الخطابي : الحكمة من تَبرُّئه صلى الله عليه وسلم من فعل خالد مع كونه لم يعاقبه على ذلك لكونه مجتهداً ، أن يعرف أنه لم يأذن له في ذلك خشية أن يعتقد أحد أنه كان بإذنه ، ولينزجر غير خالد بعد ذلك عن مثل فعله .. ثم قال : والذي يظهر أن التبرأ من الفعل لا يستلزم إثم فاعله ولا إلزامه الغرامه ، فإن إثم المخطئ مرفوع وإن كان فعله ليس بمحمود .
    وقصة أسامة بن زيد رضي الله عنه مع الرجل الذي نطق بالشهادتين ، وقتل أسامه له بعد نطقها ، في الصحيحين البخاري برقم [] .. وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ] يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ ] .. الحديث .
    وكل ما جرى من أسامة وخالد ناتج عن اجتهاد لا عن هوى وعصبية وظلم .
    وقبل أن ننتقل إلى شبهة أخرى من شبهات حول معاوية رضي الله عنه ، أذكر موقف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من مقتل حجر رضي الله عنه ..
    أخرج ابن عساكر في تاريخه بسنده إلى ابن أبي مليكة قال : إن معاوية جاء يستأذن على عائشة ، فأبت أن تأذن له ، فخرج غلام لها يقال له ذكوان قال : ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت علي ، فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له ، وكان أطوع مني عندها ، فلما دخل عليها قال : أمتاه فيما وجدت عليّ يرحمك الله ؟ قالت : .. وجدت عليك في شأن حجر وأصحابه أنك قتلتهم . فقال لها : .. وأما حجر وأصحابه فإني تخوفت أمراً وخشيت فتنة تكون ، تهراق فيها الدماء ، وتستحل فيها المحارم ، وأنت تخافيني ، دعيني والله يفعل بي ما يشاء . قالت : تركتك والله ، تركتك والله ، تركتك والله .
    وبالإسناد نفسه أخرج ابن عساكر في تاريخيه ] : لما قدم معاوية دخل على عائشة ، فقالت : أقتلت حجراً ؟ قال : يا أم المؤمنين ، إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحيائه في فسادهم .
    15-وأما شبهة الدكتور في قميص عثمان ولماذا لم يقتص معاوية من قتلة عثمان فإليكم البيان:
    قبل الإجابة على على هذه الشبهة .. ليسأل أحدنا نفسه هذه الأسئلة :-

    • لماذا أبقى علي رضي الله عنه على أهل الفتنة في جيشه أثناء حرب الجمل ؟
    • ولِمَ لَمْ يخرجهم من جيشه أثناء توجهه إلى الشام ؟
    • لما انتصر علي رضي الله عنه على أهل الجمل ، لماذا لم يوقع القصاص على هؤلاء القتلة ؟!
    • وأيضاً لماذا لم يوقع القصاص عليهم بعد ذلك ، خاصة بعد أن انتهى الخلاف بينه وبين معاوية بعد حرب صفين ؟!
    • لماذا لم يقم الحسن بن علي رضي الله عنه بإيقاع القصاص على قتلة عثمان بعد أن تولى الخلافة من بعد أبيه ؟!
    إلى غيرها من الأسئلة الكثيرة التي تدور في خلد الواحد منا .. لماذا تناسينا هذه الأسئلة والإجابة عليها ، وتمسكنا فقط بشبهة مطالبة معاوية رضي الله عنه بالخلافة مقابل استغنائه عن المطالبة بقتلة عثمان ؟!! مع أنه لم يرد إلينا رواية واحدة لا صحيحة ولا ضعيفة تفيد استغناء معاوية عن المطالبة بقتلة عثمان مقابل توليه الخلافة ..
    ولنا أن نقول : إن السبب في إبقاء علي على أهل الفتنة في جيشه وعدم إقامة الحد عليهم ؛ أنهم – أي أهل الفتنة - كانوا سادات في أقوامهم ، فكان علي يرى أن يصبر عليهم إلى أن تستقر الأمور .. فقد كان رضي الله عنه ينظر إلى القضية نظرة مصلحة ومفسدة ، فرأى أن المصلحة تقتضي تأخير القصاص لا تركه ، فأخر القصاص من أجل هذا ..
    وله في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة .. ففي حادثة الإفك تَكَلم في الطاهرة المطهرة عائشة رضي الله عنها بعض الناس ، وكان الذي تولى كبر هذا الأمر عبد الله بن أبي بن سلول ، فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم : من يعذرني في رجل وصل أذاه إلى أهلي ؟ قام سعد بن معاذ وقال : أنا أعذرك منه يارسول الله ، إن كان منّا معشر الأوس قتلناه ، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا بقتله ، فقام سعد بن عبادة فرد على سعد بن معاذ ، وقام أسيد بن حضير فرد على سعد بن عبادة ، فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ، فصار النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت . انظر الخبر بتمامه في البخاري حديث رقم [ 4141 ] .
    ولنسأل أنفسنا : لماذا لم يقم النبي صلى الله عليه وسلم حد القصاص على ابن سلول ؟
    الجواب : لاشك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد اغتم بهذه الإشاعة وأعلن على الملأ وفي المسجد ثقته بزوجته وبصاحبه ابن المعطل ، ولكن حسن تصرف النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحادثة ، أوقف فتنة كادت أن تقع بين الحيين ، وقد دلت هذه المعالجة من الرسول صلى الله عليه وسلم للمشكلة التي حاول ابن سلول استغلالها على حسن سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم في تدبير الأمور وتجنب المشاكل وتفويت الفرص على المغرضين المندسين بين صفوف المؤمنين ، وكان نتيجة ذلك أن جافى ابن سلول قومه ، فكانوا هم الذين يعنفونه ويفضحون دسائسه ..
    وقد أجاب عدد من العلماء عن الحكمة التي من أجلها ترك النبي صلى الله عليه وسلم إقامة الحد على ابن سلول .. من مثل القرطبي رحمه الله في تفسيره [i 12 / 201 – 202 بقوله : وإنما لم يحد عبد الله بن أبي لأن الله قد أعد له في الآخرة عذاباً عظيماً ، فلو حد في الدنيا لكان ذلك نقصاً من عذابه في الآخرة وتخفيفاً عنه ، مع أن الله تعالى قد شهد ببراءة عائشة رضي الله وبكذب كل من رماها ، فقد حصلت فائدة الحد إذ المقصود إظهار القاذف وبراءة المقذوف ..
    وقال أيضاً : ويحتمل أن يقال إنما ترك حد ابن أبي استئلافاً لقومه واحتراماً لابنه ، واطفاء لثائرة الفتنة المتوقعة من ذلك ، وقد كان ظهر مبادئها من سعد بن عبادة ومن قومه .
    قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد [] : وقيل الحد لا يثبت إلا ببينة أو إقرار – كما هو الحال بالنسبة لقتلة عثمان ، فإنهم أعلاج من قبائل شتى - ، وهو لم يقر بالقذف ولا شهد به عليه أحد ، فإنه كان يذكره بين أصحابه ، ولم يشهدوا عليه ، ولم يكن يذكره بين المؤمنين ..
    وقال أيضاً : وقيل بل ترك حده لمصلحة هي أعظم من إقامته عليه ، كما ترك قتله مع ظهور نفاقه وتكلمه بما يوجب قتله مراراً ، وهي تأليف قومه وعدم تنفيرهم عن الإسلام ، فإنه كان مطاعاً فيهم ، رئيساً عليهم – كذلك الحال بالنسبة لقتلة عثمان رضي الله عنه - ، فلم يؤمن إثارة الفتنة في حده ..
    قلت : وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم عظم مكانة ابن سلول في قومه .. فإنه وقبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان الأوس والخزرج قد اتفقوا على أن يجعلوا عبد الله بن أبي ملكاً عليهم ، فهو له عندهم منزلة عظيمة ، ولا ننسى موقفه في غزوة أحد حين رجع بثلث الجيش .. لهذا السبب ترك النبي صلى الله عليه وسلم إقامة الحد عليه للمصلحة التي ينشدها ، وتجنباً للمفسدة التي ستترتب على إقامة الحد عليه ، إذ رأى أن جلده أعظم مفسدة من تركه ..
    وهكذا كان موقف علي رضي الله عنه من قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، رأى تأخير القصاص أقل مفسدة من تعجيله ، لأن علياً رضي الله عنه لايستطيع أن يقتل قتلة عثمان أصلاً ، والسبب في ذلك أن لهم قبائل تنتصر لهم وتدافع عنهم ، والأمن غير مستتب ، ومازالت الفتنة مستمرة ، ولا أدل على ذلك من قيام هؤلاء الخوارج من قتل علي رضي الله عنه بعد أن حاربهم في النهروان ، وكذلك المحاولة التي تعرض لها كل من معاوية وعمرو رضي الله عنهما .. ولا ننسى محاولات القتل التي تعرض لها الحسن بن علي رضي الله عنهما على يد هؤلاء الخوارج ..
    وقد أجاب الإمام الطحاوي رحمه الله عن سبب تأخر علي رضي الله عنه في إقامة الحد على قتلة عثمان رضي الله عنه بقوله : و كان في عسكر علي رضي الله عنه من أولئك الطغاة الخوارج الذين قتلوا عثمان ، من لم يُعرف بعينه و من تنتصر له قبيلته ، و من لم تقم عليه حجة بما فعله ، و من قلبه نفاق لم يتمكن من إظهاره كله .شرح الطحاوية ] .
    و على كل حال فإن علي رضي الله عنه ، كان موقفه ، موقف المحتاط منهم ، المتبرئ من فعلهم .
    وهو و إن كان لم يخرجهم من عسكره فقد كان يعاملهم بحذر و ينظر إليهم بشزر ، حتى قال الإمام
    الطبري : بأنه لم يول أحد منهم أثناء استعداده للمسير إلى الشام ، حيث دعا ولده محمد بن الحنفية و سلمه اللواء ، و جعل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قائد الميمنة ، و عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه على الميسرة ، و جعل على مقدمة الجيش أبا ليلى بن عمر بن الجراح ، و استخلف على المدينة قثم بن العباس رضي الله عنهم . تاريخ الطبري ] .
    و هذه بادرة منه رضي الله عنه ليعلن تبرؤه من أولئك المارقين ، و يثبت قدرته على السيطرة على أمر المسلمين من غير عون منهم ، فقد كان له في المسلمين الموالين له و المؤيدين لخلافته ما يغنيه عن الاستعانة بهم و التودد إليهم ..
    و هذا أقصى ما يمكنه فعله بتلك الطائفة إذ ذاك ، و هو كافٍ في عذره ، لأنهم مئات و لهم قرابة وعشائر في جيشه ، فما يأمن لو عاملهم بأكثر من هذا من الشدة أن يمتد حبل الفتنة في الأمة ، كما حصل ذلك لطلحة و ال***ر و عائشة بالبصرة حين قتلوا بعضاً منهم ، فغضب لهم قبائلهم و اعتزلوهم . إفادة الأخيار للتباني ] .
    و يناقش الإمام الباقلاني هذا الموضوع فيقول : و على أنه إذا ثبت أن علياً ممن يرى قتل الجماعة بالواحد فلم يجز أن يقتل جميع قتلة عثمان إلا بأن تقوم البينة على القتلة بأعيانهم ، و بأن يحضر أولياء الدم مجلسه ، و يطلبون بدم أبيهم و وليهم .. و إن قتل قتلة عثمان ، لا يؤدي إلى هرج عظيم و فساد شديد ، قد يكون فيه مثل قتل عثمان أو أعظم منه ، و إنّ تأخير إقامة الحد إلى وقت إمكانه و تقصّي الحق فيه أولى و أصلح للأمة و ألمّ لشعثهم و أنفى للفساد و التهمة عنهم . التمهيد في الرد على الملحدة ] .
    و إن السياسة الحكيمة تقتضي ما كان ينادي به أمير المؤمنين علي رضي الله عنه من التريث و الأناة وعدم الاستعجال ؛ إذ إن الأمر يحتاج إلى وحدة الصف و الكلمة لإيجاد موقف موحد ، و مواجهة ذلك التحدي الذي يهدد مركز الخلافة ، بيد أن الخلاف في الرأي أضعف مركز الخلافة الجديد ، و قضى بالتالي على كل الآمال في نيل ثأر الخليفة المقتول .
    ولذلك لما وصلت الخلافة إلى معاوية لم يقتل قتلة عثمان أيضاً ؟ والسبب : لأنه صار يرى ما كان يراه علي رضي الله عنه من قبل ، فعلي رضي الله عنه كان يرى قضية إيقاع القصاص على قتلة عثمان واقعاً ، في حين كان معاوية رضي الله عنه يراه نظرياً ، فلما آلت الخلافة إليه ، رآه واقعاً ..
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : بل لم يكن عليّ مع تفرق الناس عليه متمكناً من قتل قتلة عثمان إلا بفتنة تزيد الأمر شراً وبلاء ، ودفع أفسد الفاسدين بالتزام أدناهما أولى من العكس ، لأنهم كانوا عسكراً ، وكان لهم قبائل تغضب لهم .
    وقال أيضاً : ولما سار طلحة والزبير رضي الله عنهما إلى البصرة ليقتلوا قتلة عثمان ، قام بسبب ذلك حرب قتل فيها خلق ، ومما يبين ذلك أن معاوية قد أجمع الناس عليه بعد موت علي ، وصار أميراً على جميع المسلمين ، ومع هذا فلم يقتل قتلة عثمان الذين كانوا قد بقوا .. إلى أن قال : وذلك أن الفتن إنما يعرف ما فيها من الشر إذا أدبرت ، فأما إذا أقبلت فإنها تزين ، ويظن أن فيها خيراً ، فإذا ذاق الناس ما فيها من الشر والمرارة والبلاء ، صار ذلك مبيناً لهم مضرتها ، وواعظاً لهم أن يعودوا في مثلها .. والذين دخلوا في الفتنة من الطائفتين لم يعرفوا ما في القتال من الشر ، ولا عرفوا مرارة الفتنة حتى وقعت ، وصارت عبرة لهم ولغيرهم ، ومن استقرأ أحوال الفتن التي جرت بين المسلمين ، تبين له أنه ما دخل فيها أحد فحمد عاقبة دخوله .. انظر : أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ، لشيخ الإسلام ابن تيمية ].
    ولاشك أن الحالة التي يعيشها الخليفة الراشد علي رضي الله عنه ، والوضع الذي أدركه حينذاك ، خلاف ما يظنه المطالبون بدم عثمان رضي الله عنه من أهل الشام وغيرهم ، وذلك يكمن في أمور جِد خطيرة لها اعتبارها وملابساتها مما نحسبه قد خفي عليهم ، منها :-
    1- أن قتلة عثمان من أهل الفتنة كثيرون جداً ، فكان من الصعب مطالبتهم ، في حين نرى الفتنة تزداد يوماً إثر يوم .
    2- أن قتلة عثمان من أهل الفتنة هم في جيش علي رضي الله عنه ، ومن قبائل كثيرة مختلفة ، يعسر مطالبتهم والبحث عنهم ، والأمر بعد لم يستتب لخليفة المسلمين ، وقد تقرر عند فقهاء المسلمين أن الحدود قد تُأخر – لاتترك بالكلية – عن أصحابها حالة الجهاد والفتن ، كما هو متروك للمصلحة العامة التي يراها ولي أمر المسلمين إذا خاف كبير مفسدة ؛ بل نجد قاعدة : [] درء المفاسد مقدم على جلب المصالح [i من القواعد المعتبرة التي هي من مقاصد الشريعة الإسلامية .
    3- أن قتلة عثمان من أهل الفتنة لا يزالون في تمكين واستيلاء على بعض الأمور ، وكذلك لهم عدد وأعوان ، حينذاك يخشى من مطالبتهم ، في وقت يرى فيه علي رضي الله عنه أن تجتمع الكلمة ، وتأتلف القلوب ، ويسود الأمن وتنظم الأمور ، ومن ثم تتبين وتنكشف الغمة ويتعرّ القتلة من أعوانهم وعددهم ، وتقام الحدود الشرعية فيهم وفي غيرهم . انظر : تسديد الإصابة في شجر بين الصحابة ، لذياب بن سعد الغامدي ] ص 55 – 56 ] .
    يقول القاضي أبو يعلى الفراء رحمه الله في كتابه القيم : تنزيه خال المؤمنين معاوية : ووجه اجتهاد علي رضي الله عنه في الامتناع أشياء :-
    أحدها : أنه لم يعرفهم بأعيانهم ولا أقامت شهادة عليهم بقتلهم ، وقد كان كثيراً ما يقول : من قتل عثمان فليقم ، فيقوم أربعة آلاف مقنع – أي ملبس بالحديد – وقيل أكثر .
    الثاني : لو عرفهم بأعيانهم وخاف قتل نفسه ، وفتنة في الأمة تؤول إلى إضعاف الدين وتعطيل الحدود ،فكان الكف عن ذلك إلى وقت انحسام الفتنة وزوال الخوف ، وهذا حال علي في أتباعه . – وكذا أدرك معاوية رضي الله عنه ما نظن أنه كان خافياً عليه بعد أن آلت إليه الخلافة - .
    وخلاصة الأمر : فإن علياً ومعاوية رضي الله عنهما ما كانا يستطيعان إقامة القصاص على قتلة عثمان ، لا عجزاً .. بل خوفاً من الفتنة وافتراق الأمة .. والله أعلم ..
    16-واما دعوى هذا الأفاك ان ابا الغادية هو قاتل عمار وهو صحابي فسأنقل لكم بحث للشيخ حمد السريح للإجابة على هذه الشبهة :
    هل حديث: (( قاتل عمار وسالبه في النار ))صحيح بالاتفاق.ثم هل ثبت بدليل صحيح يجب أن يصار إليه أن قاتله، وهو أبو الغادية الجهني، صحابي، وإن كان صحابياً، فهل هو ممن بايع تحت الشجرة ؟ ثم هل ثبت بالدليل الصحيح أن أبا الغادية هو قاتل عمار، رضي الله عنه ؟

    أما عن صحة الحديث : فهذا مما اختلف العلماء فيه، قال الألباني في السلسلة الصحيحة ( 5/18 ): رواه أبو محمد المخلدي في ثلاثة مجالس من الأمالي (75/1-2) عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً. قلت: وهذا إسناد ضعيف، ليث – هو ابن أبي سليم، كان اختلط، لكن لم ينفرد به، فقال عبد الرحمن بن المبارك: حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن مجاهد به. أخرجه الحاكم ( 3/387 ) وقال: تفرد به عبد الرحمن بن المبارك وهو ثقة مأمون، فإذا كان محفوظاً، فإنه صحيح على شرط الشيخين. قلت: له طريق أخرى، فقال الإمام أحمد ( 4/198 ) وابن سعد في الطبقات ( 3/260-261 ) والسياق له: أخبرنا عثمان بن مسلم قال: أخبرنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبير عن أبي غادية قال: سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة، قال: فتوعدته بالقتل، قلت: لئن أمكنني الله منك لأفعلن، فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس، فقيل: هذا عمار، فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين، قال: فحملت عليه فطعنته في ركبته، قال: فوقع فقتلته، فقيل: قتلت عمار بن ياسر ؟! وأخبر عمرو بن العاص، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، فقيل لعمرو بن العاص: هو ذا أنت تقاتله ؟ فقال: إنما قال: (( قاتله وسالبه )). قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم، وأبو الغادية هو الجهني، وهو صحابي كما أثبت ذلك جمع. ا هـ . قلت: هذا الإسناد في مسند الإمام أحمد وابن سعد في الطبقات صحيح إلى أبي الغادية، إلا أن قوله: وأخبر عمرو بن العاص – هل يرويه أبو الغادية عن عمرو ؟ أو هو من رواية كلثوم بن جبر عن عمرو بن العاص ؟ فإن كان الأول فهو صحيح كما تقدم، وإن كان الثاني وهو الأقرب لأن فيه: وأخبر عمرو، وفيه: فقيل لعمرو: فإنك هو ذا تقاتله. فكأن هذا يفيد أن أبا الغادية لا يرويه عن عمرو، ولذلك قال الذهبي في السير ( 2/544 ): إسناده فيه انقطاع. ولعله يقصد بالانقطاع هو أن كلثوم بن جبر لا يعرف له سماع من عمرو، ولذلك فإن زيادة قتل أبي الغادية لعمار أعرض عنها الإمام أحمد، وإعراضه عنها يدل على إنكاره لها، لاسيما أن أول إسناده عند أحمد وابن سعد متفق بينهما، وإنما المخالفة وقعت في المتن. وأما رواية ابن أبي حاتم في العلل ( 2/421 ) وابن عدي في الكامل ( 2/714 ) قال: أنا القاسم بن الليث الرسعني وعبد الرحمن بن عبد الله الدمشقي قال: ثنا هشام بن عمار ثنا سعيد بن يحيى حدثنا الحسن بن دينار عن كلثوم بن جبر المرادي عن أبي الغادية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وهذا الحديث من هذا الطريق لا يعرف إلا بالحسن بن دينار، قال ابن حبان عنه: تركه وكيع وابن المبارك، فأما أحمد ويحيىفكانا يكذبانه. لسان الميزان ( 2/256 ) وقال أبو حاتم، متروك الحديث كذاب. وقال ابن عدي: وقد أجمع من تكلم في الرجال على تضعيفه. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بشيء ولا يكتب حديثه. لسان الميزان ( 2/257 ). وقال الألباني في الصحيحة ( 5/18 ): وهذا من تخاليط الحسن بن دينار، فإن الحديث ليس من رواية أبي الغادية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينهما عمرو بن كما في الرواية السابقة. يعني رواية أحمد وابن عدي.
    وأما من حيث المتن فقد رويت هذه القصة من طرق أخرى عن عبد الله بن عمرو من روايته هو ومن رواية أبيه، وليس فيهما: قاتل عمار وسالبه في النار. فقد أخرج أحمد ( 2/164/206 ) قال: ثنا يزيد أنا العوام ثني أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنبري قال: بينما أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل منهما: أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفساً لصاحبه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تقتله الفئة الباغية " وأخرجه ابن سعد (3/253 )، والبخاري في التاريخ (3/39 ) والنسائي في الخصائص ( 164 ) كلهم من طريق جعفر عن يزيد به، قال الذهبي في المعجم المختص بالمحدثين من شيوخه بعد أن رواه ص 96: إسناده جيد، فإن الأسود هذا وثقه ابن معين. فهذه الطرق ليس فيها ما جاء في رواية كلثوم بن جبر، إلا في رواية عند الطبراني في الكبير من حديث عبد الله بن عمرو، إلا أن فيها مسلم الملائي وهو ضعيف، قاله الهيثمي في مجمع الزوائد (9/197 ).

    لكن قد أخرج ابن سعد في الطبقات ( 3/251 ) من طريق إسحاق بن الأزرق أخبرنا عوف بن الأعرابي عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تقتل عماراً الفئة الباغية " قال عوف: ولا أحسبه إلا قال: وقاتله في النار. إلا أن هذه الزيادة منكرة، لأمرين: أحدهما: أن هذا الحديث جاء من طرق كثيرة من غير طريق عوف الأعرابي من حديث الحسن عن أمه عن أم سلمة عند مسلم وأحمد والطيالسي وابن سعد والبيهقي في السنن والطبراني في الكبير وأبو يعلى وابن حبان وغيرهم وليست فيه هذه الزيادة. بل أخرج الطبراني ( 23/363 ) في المعجم الكبير من حديث عثمان بن الهيثم وهوذة بن خليفة كلاهما عن عوف به وليس فيه هذه الزيادة. الثاني: أن عوفاً قال: ولا أحسبه إلا قال. وهذا شك منه، فهو مما يبين نكارتهما.

    ثم إن سياق القصة لا يخلو من نكارة، إذ كيف يشتم عمار بن ياسر رضي الله عنه عثمان رضي الله عنه وهو في المدينة تحت إمرته وسطوته، وهل هذا إلا منافٍ للرشاد، وعمار رضي الله عنه قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: " ما خيِّر عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما " رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد في المسند، وهو صحيح.

    وخلاصة الكلام أن في ثبوت الحديث نظراً، لاسيما وأن الأصل المتيقن عدالة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن قيل: إن أبا الغادية صحابي، ويأتي بحثه، فلا يعدل عن هذا الأصل بأثر مشكوك في صحته، بل كيف يعدل وظاهر الحديث الضعف والنكارة.

    وأما هل ثبت أن أبا الغادية صحابي ؟ قال ابن حجر في الإصابة لما ذكر ترجمته: اسمه: يسار، - بتحتانية -، ومهملة خفيفة – ابن سبع – بفتح المهملة وضم الموحدة. وذكر عن ابن معين: أبو الغادية الجهني قاتل عمار له صحبة، وقال البغوي: أبو غادية الجهني يقال: اسمه يسار، سكن الشام، وقال البخاري: الجهني له صحبة، وزاد: سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وتبعه أبو حاتم، وقال ابن سميع: يقال له صحبة، وقال مسلم في الكنى: أبو الغادية يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة، وقال البخاري وأبو زرعة الدمشقي جميعاً، عن دُحيم: اسم أبي الغادية الجهني يسار بن سبع، ونسبوه كلهم جهنياً، وكذا الدارقطني، والعسكري، وابن مآكولا . ا هـ .
    وقال الذهبي في السير (2/544 ): من وجوه العرب وفرسان أهل الشام، يقال: شهد الحديبية وله أحاديث مسندة.
    وقد قسم الحافظ بن حجر رحمه الله طرق إثبات الصحابة إلى خمسة كما في الإصابة (1/8 )، نزهة النظر ص 101-102، أحدها: التواتر: وهو إما بنص من القرآن كقوله تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } حيث انعقد إجماع الأمة أن هذا في أبي بكر رضي الله عنه، كما ذكر ذلك جمع من المفسرين، كالرازي، في التفسير : ( 16/65 ) أو أن يكون التواتر من السنة، كما في الأحاديث المتواترة التي تشهد للعشرة بالبشارة بالجنة.
    الطريق الثاني: الشهرة والاستفاضة التي لم تبلغ حد التواتر، وهذا كما في صحبة أبي سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وأبي هريرة وغيرهم رضي الله عنهم، فهم مما لا يشك أحدٌ في ثبوت صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
    الطريق الثالث: أن يقول صحابي معروف الصحبة بصحبة آخر: ويكون ذلك بطريق التصريح: كأن يقول الصحابي: إن فلاناً صحابي، أو من الأصحاب، أو ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم. أو أن يكون بطريق اللزوم: كان يقول: كنت أنا وفلان عند النبي، أو سمع معي أن حديث فلان من النبي، أو دخلت أنا وفلان على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه يشترط في طريق اللزوم أن يعرض إسلام المذكور في تلك الحالة كما ذكره السخاوي في فتح المغيث ( 3/96 ).
    الطريق الرابع: قول أحد التابعين الموثوقين بالصحبة لفلان، فإذا أخبر أحد التابعين الموثوقين بأن فلاناً صحابي، فهذا يعتبر أحد طرق إثبات الصحابة، وهو منبنٍ على قبول التزكية من واحد، وهو قول ابن حجر والسخاوي، وأما من قال باشتراط التعدد في المزكين، فذهب إلى أنه لا يثبت بقول التابعي الثقة الصحبة، والأول أصح، والراجح قبولها ولو من مزكٍ واحدٍ إذا كان ثقةً.
    الطريق الخامس: أن يدعي معلوم العدالة في الزمن الممكن للصحبة، وعليه فيصح قول فلان في نفسه أنه صحابي بشرطين، أحدهما: أن يكون ذلك بعد ثبوت عدالته. الثاني: أن يكون بعد ثبوت معاصرته للنبي صلى الله عليه وسلم. وهذا قول جمهور علماء الأصول والحديث.
    وعلى هذا، فأين الدليل على إثبات أن أبا الغادية له صحبة، إذ لم يتواتر في إثباتها نص من الكتاب أو السنة، وأين الاستفاضة والشهرة في إثبات صحبته، ثم أين قول صحابي فيه بالصحبة لا بالتصريح ولا باللزوم، وأين قول التابعي الموثوق فيه، وأما قول الأئمة فيه بالصحبة، فهذا منبنٍ – والله أعلم – على الأخبار المتقدمة في قصة قتله، ولهذا تجدهم يخبرون بعد ذكر صحبته بأنه قاتل عمار، وكأنه إشارة إلى الخبر المروي في ذلك، وقد تقدم الكلام عليه، ثم إنه لم يعلم له دعوى الصحبة، والأخبار المروية في تصريحه بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم في ثبوتها نظر، كما تقدم الكلام عليها، فالذي يظهر من ذلك أنه لم يثبت بدليل صحيح يجب أن يصار إليه أن لأبي الغادية صحبة.
    وعلى هذا فدعوى أنه من أهل البيعة فيها نظر ظاهر، ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة ( 6/205 ): والذي قتل عمار بن ياسر أبو الغادية، وقد قيل: إنه من أهل بيعة الرضوان ذكر ذلك ابن حزم. وقال: ( 6/333 ): وقيل: كان مع معاوية بعض السابقين الأولين، وإن قاتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية وكان ممن بايع تحت الشجرة وهم السابقون الأولون ذكر ذلك ابن حزم وغيره. وقال (7/55): وقد قيل: إن بعض السابقين الأولين قاتلوه، وذكر ابن حزم أن عمار بن ياسر قتله أبو الغادية، وأن أبا الغادية هذا أحد السابقين ممن بايع تحت الشجرة. وقد تقدم قول الذهبي في السير حين ترجمته لأبي الغادية: يُقال شهد الحديبية.
    فشيخ الإسلام ابن تيمية حكى ذلك عن ابن حزم رحمه الله، فأين الدليل الذي استشهد عليه ابن حزم في ذلك، ولذلك فإن شيخ الإسلام يحكي ذلك بصيغة التمريض، فيقول: قيل، ويقول: إن كان من أهل بيعة الرضوان، ومثل هذا يحتاج إلى دليل صحيح مسند، وهو ما ذكره شيخ الإسلام في منهاج السنة ( 8/110 ) بقوله:لا بد من ذكر الإسناد أولاً، فلو أراد إنسان أن يحتج بنقل لا يعرف إسناده في جزرة بقل لم يقبل منه، فكيف يحتج به في مسائل الأصول . ا هـ . وهذا الخبر من ابن حزم رحمه الله يناقض أصلاً أصيلاً في مطلق فضل الصحابة وعدالتهم، وفي خصوص أهل البيعة من رضا الله عنهم وبكونهم لن يدخل النار أحدٌ منهم، كما في صحيح مسلم. والإسناد من الدين، كما قال عبد الله بن المبارك: الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء. وقال سفيان الثوري: الإسناد سلاح المؤمن، إذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل. وقال ابن سيرين، ويروى عن الحسن: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، وحتى في قول الذهبي عبر بصيغة التمريض: يقال، ولم نجد إسناد يثبت ذلك، والله الموفق.
    وأما هل ثبت بالدليل الصحيح أن قاتل عمار هو أبو الغادية ؟ فقد روى عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ( 4/76 ) قال حدثني أبو موسى العنزيمحمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون عن كلثوم بن جبر قال: كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر قال: فإذا عنده رجل يقال له: أبو الغادية، استسقى ماء فأتي بإناء مفضض فأبى أن يشرب، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم...، فذكر الحديث: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإذا رجل سب فلاناً، فقلت: والله لئن أمكنني الله منه في كتيبة، فلما كان يوم صفين إذا أنا به وعليه درع قال: ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع، فطعنته فقتلته فإذا هو عمار بن ياسر، قال: قلت: وأي يد كفتاه يكره أن يشرب في إناء مفضض ، وقد قتل عمار بن ياسر.
    وأخرجه البخاري في الأوسط ( 1/189 ) من طريق ابن عون به، وأخرجه ابن سعد في الطبقات ( 3/260 ) قال: أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي الغادية فذكره، وأخرجه الطبراني في الكبير ( 22/363 ) ثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكشي قال: ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا ربيعة بن كلثوم ثنا أبي قال: كنت بواسط القصب، فذكر قصة قتله لعمار، وأخرجه أيضاً في الكبير ( 22/364 ) ثنا أحمد بن داود المكي ثنا يحيى بن عمر الليثي ثنا عبد الله بن كلثوم بن جبر قال: سمعت أبي فذكر القصة بنحو ما تقدم.
    فهذه القصة الإسناد فيها إلى كلثوم بن جبر صحيح، فقد وثقه الجمهور، وقال النسائي عنه: ليس بالقوي. إلا أن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر مسكوت عنه، فقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ( 6/276 ) ولم يذكر في جرحاً ولا تعديلاً، وذكره البخاري في التاريخ الكبير ( 6/71 ترجمة 1742 ) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأما قول ابن حجر عنه في التقريب: مقبول. فلو لم يكن في حديثه نكارة لتوجه الأخذ به، إلا أن سكوت البخاري وابن أبي حاتم عنه، وإتيانه بحديث فيه نكارة لا يقبل، لاسيما عند القول بأن أبا الغادية صحابي، فهو يعارض مطلق عدالة الصحابة، إذ لا يجوز دفع اليقين المقطوع به من ذلك بمثل هذه الآثار المشكوك في صحتها، والنكارة في المتن بينة، إذ كيف يروي أبو الغادية حديث " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " ثم هو يقتل عمار !؟ ولذلك قال عبد الأعلى راوي الحديث بعد أن ساق الرواية: فلم أر رجلاً أبين ضلالة عندي منه، إنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ما سمع ثم قتل عماراً. ولهذا فإن الإمام أحمد أعرض في روايته عن زيادة قتل أبي الغادية لعمار، وهذا يدل على أنها منكرة عنده ولا تصح. وأما ذكر ابن معين والحاكم وأبو؟؟ ومسلم بأنه قاتل عمار، فلم نجد رواية ثابتة جاءت من طريق صحيح تدل على قتل أبي الغادية لعمار رضي الله عنه، والذي يتحرر من ذلك أن في ثبوت حديث: " قاتل عمار وسالبه في النار " نظراً، وعليه فلا يحتاج إلى أن يتناول له، وأن يبحث له عن وجه يدفع به التعارض بينه وبين مطلق عدالة الصحابة رضي الله عنهم، ولذلك فإن من تكلف له جواباً جاء بما لا يسلم من معارض، قال ابن حجر في آخر ترجمته لأبي الغادية من الإصابة: والظن بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين، وللمجتهد المخطئ أجر، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس فثبوته للصحابة بالطريق الأولى. قال الألباني في الصحيحة ( 5/18 ): وأقول: هذا حق، لكن تطبيقه على كل فرد من أفرادهم مشكل، لأنه يلزم تناقض القاعدة المذكورة يمثل حديث الترجمة، إذ لا يمكن القول بأن أبا الغادية القاتل لعمار مأجور لأنه قتله مجتهداً، ورسول الله صلى الله عليه سلم يقول: " قاتل عمار وسالبه في النار "، فالصواب أن يقال: إن القاعدة صحيحة إلا ما دل الدليل القاطع على خلافها، فيستثنى ذلك منها كما هو الشأن هنا، وهذا خير من ضرب الحديث الصحيح بها. والله أعلم. ا هـ . وما أجاب به الألباني رحمه الله غير مسلم، وذلك لأنه يناقض قوله عليه الصلاة والسلام: " لن يدخل النار أحدٌ بايع تحت الشجرة " ثم إنه رحمه الله استثنى من القاعدة ما دل الدليل القاطع على خلافها، والحديث الدال على أن قاتل عمار في النار غير متفق على ثبوته، فلا قطعية فيه موجبة للعدول عن اطراد القاعدة. ولو قيل: إن قوله: " قاتل عمار وسالبه في النار " يعني في الفئة التي تدعوه إلى النار، لكان قريباً لما رواه البخاري : (447 ) من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ويح عمار تقتله الفئة الباغية " يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " قال: الحافظ ابن حجر في الفتح : ( 2/701 ): فالمراد بالدعاء إلى الجنة الدعاء إلى سببها وهو طاعة الإمام، وكذلك كان عمار يدعوهم إلى طاعة علي وهو الإمام الواجب الطاعة إذ ذاك، وكانوا هم يدعون إلى خلاف ذلك لكنهم معذورون للتأويل ظهر لهم، فلو كان خبر " قاتل عمار في النار " صحيحاً لحمل على أن قاتله كان في الفئة التي تدعوا إلى النار، ودعاؤهم إليها كما بينه الحافظ دعاءٌ إلى سببها، وإن لم يكن مقصوداً منهم رضي الله عنهم، إذ ذاك في تصورهم أنهم فاعلون للصواب وإن لم يكن في نفس الأمر كذلك، وهذا كله لو صح الخبر، لكنه كما تقدم الكلام عليه في ثبوته نظر بين والله أعلم.
    وإن قيل: إن أبا الغادية صحابي، وهو قاتل عمار، مع كونه لم يثبت دليل يجب أن يصار إليه في ذلك، فإن أحداً لم يقل: إن هذا ليس ذنباً عظيماً، ولكن لم يقل أحدٌ إن الصحابة لا يذنبون ولا يقعون في الكبائر، فنحن لا نشهد أن الواحد منهم يذنب، بل الذي نقوله ونشهد به أن الواحد منهم إذا أذنب فإن الله لا يعذبه في الآخرة ولا يدخله النار، بل يدخله الجنة بلا ريب، وعقوبة الآخرة تزول عنه إما بتوبة ماحية منه، وإما بحسناته الكثيرة، وإما بمصائبه المكفرة، وإما بغير ذلك، فإن الذنوب مطلقاً من جميع المؤمنين هي سبب العذاب لكن العقوبة بها في الآخرة في جهنم تندفع بنحو عشرة أسباب، قد بسطت في كتب العقيدة والسلوك، وقد ذكرها شيخ الإسلام في مواضع كثيرة، كما في منهاج السنة ( 6/205 )، وكما في الإيمان الأوسط ( 33 )، وغيرها من مصنفاته رحمه الله.
    ثم إن الصحابة رضي الله عنهم لهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم إن صدر، قال تعالى: { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَات} فلهم من الصحابة والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يغمر ما كان من الجزئيات والخطايا، فهم رضي الله عنهم تضاعف لهم الحسنات أكثر من غيرهم، ولا يساويهم أحد في الفضل،وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من طرق كثيرة أنهم خير القرون، وأن المد من أحدهم لو تصدق به أفضل من أحد ذهباً لو تصدق به غيرهم،رضي الله عنهم.
    ومذهب أهل السنة والجماعة وجوب الإمساك عما وقع بين الصحابة، والسكوت عنه، والإضراب عن أخبار المؤرخين وجهلة الرواة، وضلال الشيعة الحاقدين، ويقولون ما قاله الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله عندما سئل عما شجر بينهم قال: تلك دماءٌ طهر الله يديّ منها، أفلا أطهر منها لساني ؟ مثل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل العيون ودواء العيون ترك مسها . وأنهم معذورون فيم وقع منهم، لأنهم إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، فهم في دائرة الأجر بعد الاجتهاد، وفي الصحيحين من حديث عمرو بن العاص وأبي هريرة رضي الله عنهما عنه صلى الله عليه وسلم: " إذا حكم الحاكم فاجتهد، ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر".
    ومن أصول أهل السنة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما وصفهم الله بذلك: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }. قال عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما: لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فلمقام أحدهم ساعة، يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم، يوهن عمل أحدكم أربعين سنة. رواه أحمد وابن ماجة، ولهذا اتفق العلماء على أن من سب الصحابة آثمٌ مجرم، يجب تأديبه وتعزيره، وإنما جرى الخلاف بينهم في كفره على قولين، أحدهما: أنه يكفر، وهو أحد قولي مالك، وقول أبي زرعة الرازي، وذهب إليه السرخسي، وهو ظاهر كلام الطحاوي في عقيدته، وغيرهم من الأئمة، قال الإمام مالك عند آية الفتح: { وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ } قال: ومن غاظه الصحابة فهو كافر لهذه الآية، وقال أبو زرعة: إذا رأيت أحداً ينتقص امرأً من الصحابة فاعلم أنه زنديق، وذلك أن القرآن حق، والرسول حق، وما جاء به حق، وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة، فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة، فيكون الجرح به أليق والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق.
    الثاني: أنه لا يكفر، بل يفسق ويضلل، وهو القول الثاني عن مالك وهو المشهور من مذهبه، وذهب إليه ابن عابدين في رسالة تنبيه الولاة والحكام، وملا علي القاري، واختاره القسطلاني في إرشاد الساري، والنووي في شرح مسلم، وغيرهم من الأئمة.
    وهذا الخلاف جارٍ فيما إذا لم يستحلَّ السب، أما إن استحله فلا خلاف في كفره، قال العلامة ابن حمدان في نهاية المبتدئين: من سبَّ أحداً من الصحابة مستحلاً كفر، وإن لم يستحل فسق، وعنه يكفر مطلقاً، ومن فسقهم أو طعن في دينهم أو كفرهم كفر.
    . ا هـ . ذكره في شرح عقيدة السفارييني ( 2/388-389 ).
    فأسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يمسكون بالكتاب والسنة، وأن يعيذنا من شر الهوى والبدعة، وأن يوفقنا للسداد في القول والعمل، ويقينا موارد الخطأ والزلل، وأن يحشرنا مع الأحبة، محمدٍ وصحبه، إنه ولي ذلك، والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
    17-وأما كلام هذا المأفون عن الحجاج فإن نعل الحجاج خير منه على ما في الحجاج من ظلم سببه شدة ولائه لعبد الملك بن مروان .
    قال تعالى (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا)يعني لاياتونك بشبهة إلآ وقد رددنا عليهم بأوضح بيان وأفهمه وأبلجه .
    والآن :ماهو موقف السلف الصالح من معاوية رضي الله عنه ؟
    لنأخذ نماذج فقط :
    الأول:قال عبد الله بن المبارك (معاوية عندنا محنة فمن رأيناه ينظر إليه شزرا اتهمناه على القوم-يعني انه يريد الطعن في اصحاب رسول الله-).
    الثاني:قال امير المؤمنين عمر رضي الله عنه (هذا كسرى العرب وكان يفخر به).
    الثالث:قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (والله لا أعرف اخلق للملك والإمارة في عهد معاوية من معاوية ).
    الرابع:قال مجاهد (لو رأيتم معاوية لقلتم هذا هو المهدي).
    الخامس:قال قتادة (لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال اكثركم هذا هو المهدي).
    السادس:قال الربيع بن نافع الحلبي (معاوية ستر لأصحاب محمد فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ماوراءه).
    السابع :قال امير المؤمنين علي رضي الله عنه (أيها الناس لاتكرهوا إمارة معاوية فإنكم لو فقدتموها لرأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل )البداية والنهاية(8\134).
    الثامن:قال الفضل بن زياد:سمعت أحمد بن حنبل وقد سئل عن رجل يتنقص معاوية-مثل الدكتور عدنان-أيقال له رافضي ؟
    فقال:إنه لم يجترئ عليها إلا وله خبيئة سوء ما انتقص احد احدا من الصحابة إلا وله داخلة سوء.ا.ه
    إخواني :هل تعلمون لماذا هذا الحنق على معاوية والدولة الأموية ؟!!
    لإن الإسلام لم ينتشر في مغارب الأرض ومشارقها وينتصر المسلمون نصرا عظيما مؤزرا إلا في عهد تلك الدولة الظافرة ففي اقل من قرن انتشر الاسلام في عهد الأمويين الى ثلاث قارات من حدود الصين شرقا الى الأندلس غربا وهذا امر معلوم بداهة ,وقد كانت الدولة الأموية دولة سنية فحقد عليها المعتزلة وارباب الكلام ممن يرون القدر واتهموا الأمويين بإشاعة الفكر الجبري حتى الرافضة اتهمو ا الأمويين بأنهم نواصب وهكذا اجتمع اعداء الإسلام لتشويه تلك الدولة التي فتحت العالم ونشرت انوار الإسلام المحمدي الأصيل إلى ارجاء المعمورة ,ودولة بهذا القدر لا بد وان يحصل فيها تجاوزات داخلية من هنا وهنالك .
    فنصيحتي للدكتور عدنان ان يقرأ التاريخ جيدا ويذكر المسلمين بجرائم الدولة الصفوية
    فهو خير له ,من هذا الشؤم والحرمان الذي وقع فيه ,واقول له ايضا ,إن هذه الألاعيب لم تعد تنطلي على المسلمين بعد ان فضحكم وكشف عواركم خمسة من سيوف الحق :
    الأول :سيف المشرق عثمان الخميس.
    الثاني:سيف الشام عدنان العرعور.
    الثالث:سيف اليمن:خالد الوصابي.
    الرابع:سيف المغرب محمد الحامدي الهاشمي.
    الخامس:سيف العراق نبيل الحيدري .
    وإنما مثلي ومثلهم كقول من قال :
    وابن اللبون إذا مالز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس.
    فاللهم انت عضدنا وانت نصيرنا بك نصول وبك نجول وبك نحاول وبك نقاتل.والله الموفق للصواب
    انتهى.

  13. #88
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كشف تلبيس الأباليس على عدنان إبراهيم - عمر خطّاب

    https://ia801901.us.archive.org/17/i...l/Aldajjal.pdf

  14. #89
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حقيقة الدكتور عدنان إبراهيم المتشيع
    الثلاثاء, 09 جمادى الآخر 1433
    داود العتيبي: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فما تزال الأيام حبلى بالظالمين والمُفسدين، ولا يفتأ أعداء الإسلام من الكيد له والطعن فيه، وفي كل حين نسمع فتنتة مُضلة يذهب ضحيتها من لم يسلح نفسه بسلاح العلم والعقيدة وإنا لله وإنا إليه راجعون، وفتنتة هذه الأيام الدكتور عدنان إبراهيم..
    هذا الرجل من مواليد غزة لكنه مقيم في النمسا وله مركز إسلامي ومسجد جعله كمسجد ضرار للتفريق بين المؤمنين.
    لقد ابتدأ منهجه ودينه بالطعن في معاوية رضي الله عنه ثم هبط ليطعن في أزواج النبي ثم في أبي هريرة ثم أنس بن مالك ثم طلحة بن عبيد الله ثم المغيرة ثم أبي بكر وعمر ثم جملة الصحابة ثم العلماء فلم يدع منهم أحدا ولم يذر.
    ثم في بني أمية والعباسين أجمعين إلى ءاخر طعوناته.
    ثم مدح الشيعة الإمامية وأثنى على علمائها كالصدر وعلي شريعتي وياسر الحبيب الطاعن في أم المؤمنين.
    ثم يعترض على أهل السنة عموما ويصفهم بأوصاف التضليل والتجهيل والنقص.
    ثم يعترض على الدين ويشطح شطحات عجيبة في الفقه ويعترض على الدين بأقل شيء لأنه لا يوافق عقله، لا يعجبه عجب ولا صيام في رجب وكأنه لم يفهم الدين أحد إلا هو.
    هذا الرجل له ذكاء وخبث ودهاء متكلم لَسِن له إحاطة بعلوم عصرية وإطلاع كبير على الفلسفة القديمة والحديثة وحافظة فلا عجب أن يجذب بهذه الأوصاف قلوب الضعفاء والمساكين.
    ولا يغرنكم مدحه أحيانا للصحابة ولبوس أهل السنة والجماعة فما هو إلا اصطياد!

    ولقد أتي عدنان إبراهيم من عدة أشياء ضل فيها وأضل:

    أولا: ليس له شيخ ولا عالم ثنى ركبته عنده ودرس عليه، بل شيخه كتابه، وكما قال العلماء من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه، وهذا الصفة كفيلة بأن يترك المؤمن سماع كلامه خاصة في باب العقيدة.
    لذلك هو حاطب ليل وجمَّاع ضلالات.

    ثانيا: يعتمد على المصادر الشيعية في التاريخ والصحابة ويقدمها على مصادر أهل السنة بل يصف مصادرنا بالتزوير والكذب والبهتان.

    ثالثا: اغراقه في الفلسفة ويبدو أنه بلع بعضها وما استطاع تقيأها.

    رابعا: تحكيمه للعقل القاصر على الشريعة.

    خامسا: مزاجه النكِد ولسانه السليط والشتام، فإذا ما غضِب أغمض عينيه وحرك يديه وجسده وأطلق لسانه منفلتا لا يلوي على شيء.

    لذلك اختلفت أوصاف الفضلاء فيه فمنهم من قال شيعي متستر ومنهم من قال زيدي ومنهم من قال صاحب فتنتة.

    وأرى والله أعلم أن كل هذه الأوصاف تُعبر عن شيء من دينه وعقيدته فهو كما سبق حاطب ليل، إلا أن الأظهر والأقوى أنه شيعي متستر يستخدم التقية ويتزيا بثوب أهل السنة ليطعن في الدين من داخله على طريقة عبد الله بن سبأ مع المسلمين وبولس مع النصارى وهو شبيه بحسن السقاف ومحمد التيجاني التونسي صاحب كتاب " ثم اهتديت "، بل ضل.

    والخلاصة: أن المسلم لا يتورع عن انتزاعه من أهل السنة والجماعة.

    ولئن تورع بعضهم من وصفه بالشيعي في عموم أحواله فقد يكون معه جانب حق لأن عدنان إبراهيم لا يقول بالإمامة وهي ركن من أركان الإسلام لدى الشيعة ويخالفهم في بعض الأمور.
    إلا أنه لا يستبعد أن يفعل هذا تقية ليلعب على سذج المسلمين ويستدرجهم إلى فخاخه الملغومة.
    خاصة وأنه المغرم والعاشق لدين الرافضة ومنهجم.
    وقد يكون مفكرا حرا لا ينتمي إلى مذهب إلا أنه تم استدراجه من الشيعة واستغلاله فهو مطرق الرأس غامض العين لدى ذكرهم.
    وتابعت بعض جمهوره فرأيت كثيرا منهم شيعة رافضة يُطبِّلون ويزمرون حوله ولا عجب فهو داعية إلى دينهم باحتراف ولن تسمع ردا منه عليهم إلا شذرات صغيرة..
    فإذا كان ثلثي متابعيه رافضة والثلث الآخر منقسم بين أناس "تنويريين" يقدمون عقولهم القاصرة على الشريعة ومساكين من أهل السنة يسمعون كلمة أو كلمتين وفلسفة أو فلسفتين فيقولوا هذا إمامه عصره وفريد دهره، فيكفيك أن تحكم على دينه بالخلل.
    ولذلك تراه يلبس السواد في ذكرى كربلاء ويتكلم بلسان لا تفرق بينه وبين الرافضة ويطعن في الصحابة وفي أهل السنة ويقول عنهم إنهم لا يحترمون آل البيت ولا يقدرونهم قدرهم!!
    وبعد هذا أتريدون منا أن نقول من أهل السنة؟ كلا والله، بل هو شيعي متستر خبيث على الصحابة وعلى أهل السنة ماكر خداع.
    ولئن لم يكن شيعيا فهو قطعا ليس بسني بل صاحب دين جديد، يريد تفريق الصف فيجعله ثلاثة صفوف بدل أن يكون اثنين.
    هذا مجمل حاله! ومن أراد التفصيل فليكمل قراءة هذا المقال، ولم آت بشيء من عندي بل هذه مختارات من كلامه في خطبه وفتاويه في موقعه لتكونوا على بينة من أمر هذا الشيعي.
    وكل مسلم يعلم زورها وبهتانها لأن القول بها يخالف دينه وإسلامه.

    وإذا ذكرت مسألة لم يقلها في خطبه فليراجعني المُراجع، فهذه نقولات من خطبه: عدالة الصحابة، عائشة في النار؟!، و بين يزيد والحسين، وسلسلته عن معاوية، وسلسلته في الفلسفة وغيرها.

    أولا: طعنه في معاوية رضي الله عنه:

    وجعلته أولا لأنه بوابة الرفض وبوابة الطعن في سائر الصحابة. فيقول عنه: دعِي بن دعِي، ويصف ابنه يزيد بأنه ابن حرام ويصف ميسون بنت بحدل الكلبية زوجة معاوية أنها كانت تهوى سرجون خادم معاوية ويلعن معاوية لعنا قبيحا.
    ويصفه بأنه دجال عظيم، وعنده عقدة جنسية، وغير ذلك كثير من التهم والنقائص.
    نقول: معاوية رضي الله عنه صحابي مشهود له بالجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا". قالت أم حرام: قلت يا رسول الله! أنا فيهم؟ قال: " أنت فيهم". ثم قال النبي: "أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم". فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: "لا". أخرجه البخاري
    ومعلوم أن أول جيش غزا البحر هو جيش معاوية، وثبت أن النبي صلى الله وسلم قال فيه: "اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به" أخرجه أحمد وغيره.
    و سئل الإمام أحمد عن رجل يشتم معاوية أيصلى خلفه؟ قال لا ولا كرامة.
    سئل أحمد عن من ينتقص في معاوية وعمر بن العاص أيقال له رافضي: قال إنه لم يجترأ عليهما وإلا وله خبيئة سوء.
    بل قال عبد الله بن المبارك: تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز.
    وأنا أقول تراب في أنف فرس معاوية خير من ملئ الأرض مثلك يا عدنان إبراهيم.
    وقد نص على فضله وإمامته علماء الأمة وأعلامها وقد روى عنه كثير من الصحابة أحاديث عدة وهذا فضل عظيم له، وصرح بفضله غيرهم من التابعين والعلماء كسعيد بن المسيب، وأحمد بن حنبل وابن المبارك والمعافى بن عمران والميموني وسائر أعلامنا كالبخاري وابن الجوزي وابن كثير والطبري وابن عبد البر وابن حجر العسقلاني وغيرهم كثير نصوا على فضله وصحابيته وأن الطاعن فيه خبيث الطوية.
    وقد مدح عدنان قديما بعض الذين لا يوثق بقولهم كالبوطي، والعجيب أن البوطي نفسه ترضى عن معاوية وعن الصحابة أجمعين وقال هم صحابة رسول الله، فإلى من ينتمي عدنان وإلى أي شريعة نحاكمه؟

    ثانيا: طعنه في عائشة رضي الله عنها:
    يقول عائشة بِدائية جاهلة وذلك لأنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم مهما يكتم الناس يعلمه الله؟ ويقول إنها رجلة، تركب الفرس، ومعنى رجلة أنها تتشبه بأفعال الرجال.
    وهذا لعن منه لها!! لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الرجلة من النساء.
    ثم يتورع من أن يقول: عائشة في الجنة فيقول الله اعلم بحالها!!
    ثم يحرك أصابعه محاكاة لسير عائشة، وتشير الأصابع إلى السخرية والاستهزاء كأنه يصفها بأنها طفيلية لأنها تبِعت النبي صلى الله عليه وسلم ليلا.
    ويقول: عائشة مبطلة وعلى باطل، وهي ضرس بِتَخوِّف ولذلك اشتراها معاوية بالمال حتى تسكت. ويقول حديث "من أحب الناس قال عائشة" أنا لا أقبل هذا الحديث.
    قلت: فلا أدري كيف يليق هذا الوصف بأفقه نساء العالمين وأم المؤمنين! ليس إلا الرفض.
    وقد قال الله في أزواج النبي " وأزواجه أمهاتهم "، وقد اخترن الله ورسوله والدار الآخرة فأعد الله لهن أجرا عظيما.

    ويقول: كان بينها وبين طلحة بن عبيد الله حب.
    قلت: هذا كذب وزور وقاتله الله وقطع لسانه يطعن في الشريفة ابنة الشريف ويتهم أحد العشرة المبشرين بالجنة.
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".
    قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قِيلَ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا.
    والذين ندين الله به أنها زوجته في الجنة، وقد أقرأها جبريل السلام، وقد مات النبي في حجرها وكان يسأل أين أنا أين أنا رجاء ليلتها.

    فليخسأ عدنان وليمت بغيظه.

    ثالثا طعنه في أبي هريرة:

    يقول أبو هريرة أسلم من أجل بطنه، أسلم من أجل الخِرفان، حتى ضجِر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: زر غبا تزدد حبا.
    ويتهمه بأن بني أمية أعطوه الأموال ليروي الأحاديث لهم.
    قلت: هذا كذب وزور، والطعن في أبي هريرة طعن في الدين كله.
    قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله "اللهم حبب عُبَيْدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني " رواه مسلم.
    اللهم فإنا نشهدك على حبه وعلى بغض عدنان.

    رابعا: طعنه في أبي بكر:

    يذكر حادثة مكذوبة مدسوسة لا أصل لها ولا سند.
    وهي أن أبا بكر خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى شهداء أحد، وقال اشهد لنا يا رسول الله، فقال يا أبا بكر: لا أدري ماذا تحدثون بعدي، شهداء أحد ختم لهم بخير، وأنا أشهد لهم، أما أنتم فما زلتم أحياء، لا أدري ما تحدثون بعدي، هل تكونون على الدرب ولّا بِتْغَيروا وبِتبَدْلوا.
    هكذا يقول بطريقته الاستهزائية.
    قلت: يكفيه شرفا أنه ثاني اثنين في الغار وصحبته لرسول الله وشهادته له بالجنة، وقتاله المرتدين، بل إن عدنان إبراهيم صرح بلسانه قائلا: لولا أبو بكر ما كان الإسلام، ولكنه اضطرب واختلط وتشيع وضل.
    يتبع======

  15. #90
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    خامسا طعنه في عمر:

    يقول: عمر لا يمثل الإسلام دائما ولا أبدا، في جوابه على سؤال طرح عليه.
    ويصف عمر رضي الله عنه لأنه اجتهد في قسمة الغنيمة " هذه مشكلة توجب الردة والزندقة.
    قلت: ويكفي شرفا لعمر أنه ثاني خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرءان وافقه في كثير من مسائل الدين ولا يطعن فيه إلا خبيث.

    سادسا: طعنه في عدة من الصحابة:
    يقول عن أنس بن مالك: أكثر ما يروي أحاديث جنسية.
    ويقول عمر بن الخطاب كان يعرف أن ابنه عبد الله بن عمر نسونجي لا يصلح للخلافة.
    يقول: عثمان لما حكم أطلق يد معاوية ورخص له كل شيء لأنه ابن عمته وأطلق العنان لبني أمية في أموال المسلمين وأعراضهم.
    يقول عن الحكم بن العاص: حقير لعين لعنه الله.
    وينتقص انتقاصا ظاهرا من الصحابة الذين طعموا مع النبي صلى الله عليه وسلم ويقول عنهم طفيليين وأصحاب سوالف وكلام فاضي والنبي مش فاضي لهم.
    ويقول: جالسين في بيت النبي وحجرة واحدة زينب وجهها للحيط وظهرها لهم.. هدول جالسين شوف الأدب في ناس ثقلاء حتى من الصحابة، ويصفهم بأنهم طلبوا من النبي متكأ حابين يناموا.. عاملين فيها قصص وأحاديث مقهى أبو العبد.. طرفة ونكتة هو فاضي النبي؟
    ويقول: بعض الصحابة كان لا يستحي أن يأكل مع النبي وزوجة النبي قبل نزول الحجاب.
    وقال الخبيث: أحيانا تجول يده في الإناء فتلمس يده يد زوجة النبي، فيلاحظ النبي ولا يعجبه، بعض الصحابة بحب يلمس يد زوجة النبي.
    قلت: وهذا اتهام لعرض النبي صلى الله عليه وسلم بل هو اتهام لخاتم الأنبياء بالدياثة.
    ويقول: النبي يعرف الصحابة فيهم الفاجر وفيهم المنافق وفيهم لعن الله والديه.
    وأحيانا يستخدم التقية فيقول: علي أبو بكر عمر عثمان نحبهم والباقي ما لنا دخل فيهم.
    قلت: كلامه هذا كله مليء بالزور والبهتان والضلالة على أصحاب رسول الله والطعن فيهم.
    قال تعالى مبينا فضلهم: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ".
    وقال: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"

    سابعا: طعنه في جملة الصحابة:

    يؤكد عدنان إبراهيم دائما على أن الصحابة ليسوا مقدسين ويهتك هذا الحجاب ويقول انتقدوهم لا تسكتوا عليهم، ومعلوم أن منهج أهل السنة والجماعة هو الكف عما شجر بينهم، وأن الصحابة دائرون بين الأجر والأجرين، فمن اجتهد وأخطأ له أجر ومن اصاب فله أجران.

    قال الحافظ ابن حجر: اتَّفَقَ أَهْل السُّنَّة عَلَى وُجُوب مَنْع الطَّعْن عَلَى أَحَد مِنْ الصَّحَابَة بِسَبَبِ مَا وَقَعَ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَلَوْ عَرَفَ الْمُحِقّ مِنْهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُقَاتِلُوا فِي تِلْكَ الْحُرُوب إِلَّا عَنْ اِجْتِهَاد، وَقَدْ عَفَا اللَّه تَعَالَى عَنْ الْمُخْطِئ فِي الِاجْتِهَاد , بَلْ ثَبَتَ أَنَّهُ يُؤْجَر أَجْرًا وَاحِدًا وَأَنَّ الْمُصِيب يُؤْجَر أَجْرَيْنِ.

    وقد نص على ذلك غير واحد كالقرطبي وابن أبي زيد القيرواني وابن بطة وأبو زرعة الرازي وغيرهم كثير.

    فمن عدنان إبراهيم أمام ابن حجر وأحمد بن حنبل وسائر العلماء؟ لا شيء خردلة!
    وقال الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: يا أبا الحسن، إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام.
    وإنا نتهمك على الإسلام يا عدنان إبراهيم.
    وقال أبو زرعة الرازي: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة.
    ويقول إن من أسلم بعد صلح الحديبية ليس صحابيا، فعنده خالد بن الوليد وأبو هريرة وأبو موسى الأشعري وغيرهم كثير ليسوا صحابة أبدا.
    ويقول ليس كل الرضوانيين والبدريين في الجنة لأنه بعضهم نكص على عقبيه.
    وإن نبرأ إلى الله من عدنان إبراهيم لأنه خالف أهل السنة قال تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا"
    وقال ابن حزم - يرحمه الله- في الملل والنحل: فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما فى قلوبهم ورضى الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف فى أمرهم ولا الشك فيهم.
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة، أخرجه الترمذي.
    والنبي صلى الله عليه وسلم أصدق من عدنان.
    وأهل بدر مغفور لهم، وذلك أن عمر بن الخطاب استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ليقطع عنق حاطب بن أبي بلتعة فقال النبي: " لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة أو فقد غفر لكم" فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم.
    فنزول الدمع من عيني عمر فهم لذلك، وإن الترجي في كلام الله وكلام رسول الله للوقوع كما قال ابن حجر.
    إلى غير ذلك.

    ثامنا: طعنه في علماء الإسلام:

    يقول ابن تميمية ناصبي عاشق لبني أمية، والذهبي ناصبي هواه أموي، ابن حزم ناصبي، ابن كثير وابن عساكر يؤرخان لبني أمية، الهيتمي هواه أموي، ثم ينتقص الطبري وينقد أسلوبه في التاريخ وطريقته مفضلا غيره ممن لا يعرف نسبه ولا دينه من الغربيين.

    يقول عن كتاب العواصم من القواصم لمؤلفه ابن العربي المالكي رحمه الله، كتاب تضليل وتزوير وبهتان فيقول: عواصم ابن العربي قواصم النصب والبغض لا أهل البيت والكذب على الله والرسول والأئمة والتواريخ وعلى العقل والشواهد والحس والضرورات.

    قلت: ولعل حقده على هذا الكتاب دليل ظاهر وحجة دامغة على أنه شيعي مقيت فهذا الكتاب قاصم ظهر الرافضة.
    وينتقص من أحمد بن حنبل وكذلك الذهبي لأنهما نقدا أحاديث لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    ويقول: مشايخ اليوم أستحي ان أقول عنهم نساء ولا صبيان ولا حقراء بل هم ذباب وصراصير وفئران وأرانب.
    يقول: هذه الأمة حُكمت بالطواغيت ألف وأربعمئة سنة من هؤلاء الطغاة الفقهاء وقال: علماؤنا ضللونا فكر متخلف ومنحط.
    ويقصد علماء أهل السنة.
    قلت: فمن بقي؟ لم يبق إلا أن تكون شيعيا رافضيا سبئيا.

    تاسعا: طعنه في البخاري ومسلم وفي المحدثين:

    يقول إذا جاء الحديث وأثبتت التجربة أنه مخالف لها فرده ولو كان متصل السند في البخاري وإلا كنت أهبلا، وإذا أثبت التاريخ ما يخالف البخاري ومسلم فردههما وعليك أن تقول هذا كذب وغلط.

    ويقول يجب أن نعيد النظر في مئات من الأحاديث في البخاري ومسلم.
    ويقول: المحدثون هم الجهاز الإعلامي لبني أمية.
    قلت: وكانت كلمة أهل السنة والجماعة أن البخاري وسلم هما أصح الكتب بعد كتاب الله، وأجمع جهابذة الحديث على توثيق البخاري وأمانته ولم يخالف في ذلك إلا أهل الضلالة من الرافضة وغيرهم.

    عاشرا لمزه وغمزه بأهل السنة:

    يقول أهل السنة مقصرون في محبة آل البيت ويقارنهم كثيرا بالرافضة ليفضل الرافضة عليهم، ويقول مشايخ اليوم حمير وضلال لا تقوى ولا ورع ولا إنصاف ويكذبون علينا.
    ويقصد بالكذب المعهود لدى الرافضة.
    ويقول: أهل السنة لم يحفظوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك لا يحزنون لمصابهم ولا يدافعون عنهم.
    ويقول: بنو أمية والعباسيون دجالون كذابون أكثر من آذى النبي صلى الله عليه وسلم.
    قلت: وكلنا يعلم ما فعلت دولة بني أمية كيف نشرت الإسلام والعلم، ولا يعني هذا خلوهم من الزلل، إلا أنهم داخلون في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".
    وكانوا حماة الإسلام وفتحوا البلاد ونشروا الدين في الأصقاع، ولهف نفسي ما فعل الرافضة أحباب عدنان في الأمة الإسلامية؟

    الحادي عشر ثنائه على الشيعة:

    هو كثير التبجيل والتعظيم لهم، ويثني على علمائهم كمحمد باقر الصدر، والمدعو علي شريعتي، وياسر الحبيب، وما أدراك ما ياسر يقول عنه: هو ليس كاذبا بل لا إنصاف عنده، وينكر على أحدهم حين لعنه، وقال: أنا أدعو لياسر حبيب بالهداية من كل قلبي.

    ويقول: مذهب الشيعة الإمامية في الصحابة أقل خطرا على العقول والنفوس من مذهب أهل السنة والجماعة.
    يقول: الشيعة إخواننا، وهو مذهب أنت مخير أن تكون حنبليا أو شافعيا أو إماميا.
    ويمدح الطبرسي الرافضي اللعين صاحب كتاب: فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب "
    ويمدح مسجدا شيعيا حين دخله وقال شيء جميل بوحدوا الله.
    وقال: خل الشيعة يعبدوا عليا ويألهوه ما دام يقفون في وجه الظالم.
    يقول: موازين أهل السنة غلط وموازين أهل الشيعة أصح.
    قلت: ولا أظن لبيبا يشك في تشيعه بعد ذلك.

    متفرقات وضلالات وكفريات:

    -الرجل إمام في التناقض وله ضلالات كثيرة منها:

    يقول إن القسمة للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث هذا كان صالحا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أما الآن فيجب أن تكون القسمة سواء، لأن مسألة الميراث مسألة اقتصادية.
    وهذا اتهام لله ولدينه ولنبيه، قال الله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم.
    والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: تركتكم على المحجة البيضاء..
    فالدين كامل ومن زعم نقصانه فقد ضل سواء السبيل وهو صالح لكل زمان ومكان، وقد تولى الله تعالى قسمة الميراث بنفسه.

    -لا يعتد بإجماع بل ينكره ويخالفه بجراءة ويقول لا تقل لي إجماع المهم أنا أقتنع.

    قلت: وقد كفر بعض العلماء من أنكر الإجماع القطعي الذي أجمع عليه الصحابة ومن بعدهم إذا كان معلوما من الدين بالضرورة.

    ومن الكفريات قوله:

    لا يوجد مسلم يبرهن بشكل قاطع أنه على حق، ويقول أعرف سيكفرونني بهذه الكلمة.
    ويقول: لا تظن أن فكرك الإسلامي صحيح، قد يكون الحق بجانب عدوك.
    ويقول: الله لم يقل نحن المسلمون على حق مطلق، والله قرر أن أهل الكتاب عندهم كثير من الحق ولم يقل هم على باطل.
    بل يقول إن اليهودي والنصراني الذي لا يقول بالتثليث إذا كان مؤمنا بالله واليوم الآخر يدخل الجنة وهو على خير.
    ويقول: أعتبر نفسي أخالف إجماع الإسلام الذي يقول بأن من لم يسلم فإنه في نار جهنم، وأعرف بأنهم سيتكلمون علي وهذا لا يهمني.
    يقول: اليهودي والنصراني إذا لم يتبع محمد ولكن ءامن بمحمد نظريا من غير متابعه فله كفل من رحمة الله وإن اتبع له كفلان.
    ويقول: لا يستطيع أحد أن يتدخل في أفكاري بل أفكاري حرة الوحيد الذي يستطيع أن يعبث في أفكاري هو الله!!
    قلت: وهل يعبث الله؟ قال تعالى " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا "

    وينقل كلاما لأحد الغربيين فيقول هذا الغربي: أنا استهدف النفاذ إلى عقل الخالق.
    فيقول عدنان: اللغة تخرِّجه من كلامه، يا اخي لا تكن سلفيا خذ المعنى الله يخليك المعنى صحيح.
    وينقل كلاما لأحدهم: الرب مختلط بالإنسان والإنسان متمثل بالإله.
    فيعتذر له ويتسمح.
    قلت: وهذا منه عجيب حين يعتذر للملاحدة الكفرة ولا يعتذر لأصحاب رسول الله بل يفتش عنهم وينقب.
    وقد خالف الله وخالف رسول الله في كلامه.
    فقد أجمع العلماء على أن من لم يكفر النصار كافر، وأنه لا يقبل دين غير الإسلام.
    قال تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.

    -وصف النبي صلى الله مرة بأنه كان "نزقا " والنزق سوء في الخلق وخفة في العقل.

    ويقول عنه: باعتقادي أن الرسول كان يتعرض للشك وهذا ليس عيب وهو القائل "نحن أحق بالشك من إبراهيم"، ويقول إن كلام العلماء فارغ بأن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم لو شك شككت أنا وأنه من قبيل التواضع.

    ويقول عدنان: كأن الشك نقيصة عندكم؟ في الأدبيات: اليقين لا يكمن إلا في الشك.
    ونقول: قال تعالى " أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم.. "
    فمجرد الشك كفر والعياذ بالله.
    وأما معنى الحديث فكلام العلماء هو صواب وكلام عدنان هو الفارغ والمردود على وجهه:
    قال السيوطي في شرح صحيح مسلم: نحن أحق بالشك من إبراهيم معناه أن الشك يستحيل في حق إبراهيم فإن الشك في إحياء الموتى لو كان متطرقاً إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به من إبراهيم، وقد علمتم أني لم أشك فاعلموا أن إبراهيم لم يشك.
    وإنما خص إبراهيم لكون الآية قد يسبق منها إلى بعض الأذهان الفاسدة احتمال الشك، وإنما رجح إبراهيم على نفسه تواضعاً وأدباً أو قبل أن يعلم أنه خير ولد آدم.
    فهل الدين ناقص وغير مفهوم حتى جاء عدنان فكمّلَه وفهمه؟

    -يقول: كلام علي فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق.

    قلت: وهذا غلو فيه فأبو بكر وعمر أفضل منه، وما صدرت إلا من الشيعة ومن والاهم.

    - يخص الحسن والحسين وأحفادهم بقوله عليهم السلام، وكان الأليق به استخدام هذا السلام على جميع آل البيت آل عقيل وآل العباس وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

    -يرى أن الصحابي لا يكون صحابيا إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم مرة أو مرتين.

    نقول: قال النووي رحمه الله: فأما الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ولو لحظة هذا هو الصحيح في حده وهو مذهب أحمد بن حنبل وأبي عبد الله البخاري في صحيحه والمحدثين كافة.

    وهم أعلم وافهم وأجل من عدنان إبراهيم.

    ومن تناقضاته: وتستطيع القول بأنها تقية فيظهر السنية ويخفي التشيع:

    فمرة يقول لا دين إلا الإسلام ومرة يدخل اليهودية والنصرانية الجنة.
    ومرة ينكر النسخ ثم يثبته في الآية التي أمرت بالصدقة قبل النجوى.
    ينكر حد الردة ثم يثبت أن الخلفاء الراشدين فعلوه جميعا ويرد على العلمانيين في إنكارهم.
    ومرة يثبت أن أزواج النبي من آل البيت وأنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة ومرة يخرجهن.

    آخر شيء المضحكات فمنها:
    يروي رواية مضحكة كعادة الرافضة فيقول: جاءت امرأة إلى علي بن أبي طالب فقالت له: إني أبغضك.
    قال: أنت سلقلق، قالت وما سلقلق؟
    قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم لا تبغضك امرأة إلا وهي سلقلق.فقلت يا رسول الله وما السلقلق؟
    قال المرأة التي تحيض من دبرها.
    فقالت صدق رسول الله وأنا أحيض كذلك ولم أخبر أهلي.
    وفي تفسير التين والزيتون: يقول التين إشارة إلى إلاه بوذا ويذكر قصة خرافية ليستنتج أن الأديان أربعة: إسلام يهودية نصرانية بوذية.
    ويقول معنى إنا أعطيناك الكوثر، يقول هو نسل محمد صلى الله عليه وسلم.
    وهذا تفسير الرافضة لهذه الآية.
    ومن المضحكات أيضا أن يقول عن نفسه بعد كل هذا إنه شافعي أشعري! فأي أمة يخادعها هذا المسكين؟

    ختاما:

    نسأل الله العفو والعافية من الضلال بعد العلم والزيغ بعد الهدى، كما رأيتم أحبتي ضلال هذا الرجل وتشيعه وخروجه عن منهج أهل السنة والجماعة لذلك وجب التحذير منه وحرمة السماع له، والسعي لإصدار فتاوي العلماء في حقه حتى يُقطع دابره.

    وقد بذل الشيخ عثمان الخميس والشيخ محمد الداهوم جهودا مشكورة في الذب عن الصحابة وفي بيان ضلالات هذا الرجل، خاصة الشيخ محمد الداهوم فقد أفرد له أربعة دروس تقصى فيها كثيرا من ضلالاته وبين منهج أهل السنة.

    وقد رأيت من عدنان ابراهيم امتعاضا شديدا نتيجة كلام الأسد الهصور الشيخ عثمان الخميس ولكن هذا لا يكفي لرد شبهه وضلالاته، وأرجو أن يكون ما كتبت بداية وليس نهاية وأن تكون إثارة لغبار هذا الرجل حتى يجتهد أحفاد الصحابة رضي الله عنهم وحفيدات عائشة رضي الله عنها للانتصار والله أعلم.


    داود العتيبي
    ashafi3i@hotmail.com
    انتهى.

صفحة 6 من 12 الأولىالأولى ... 45678 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء