صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 67

الموضوع: الردود على حسن فرحان المالكى .

  1. #31
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    رسالة حسن فرحان المالكي من الإلحاد إلى الإلحاد - الشيخ بدر بن علي العتيبي

    http://sunnahway.net/books/hsnelhaad.pdf
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  2. #32
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ظاهرة نقض أصول الشريعة عند حسن فرحان المالكي
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :-

    إن هؤلاء ( العقلانيون ) سلسلة ظالم أهلها ، أبتدأت من المعتزلة الضلال الأول .. ثم لم يخب أوارها إلى هذه الساعة .. فتلقفها المبتدعة والمنحرفون ، وقفز إليها المتحللون والمتهوكون .. كل ينادي بها ويدعو إليها .. لكن بألوان متغيرة وأثوب مزركشة وألفاظ منمقة .

    وهذا كله مما يغرر ذوي العقول القاصرة ويبهر ذوي الأنظار الضعيفة الذين يحسبون كل لامع ذهباً !! .

    لذلك فإننا رأينا عدداً من عامة الناس قليلي الفهم ، كليلي النظر لا يفهمون شرعاً ولا يعقلون لغة ، ومع ذلك ( تسربت ) إليهم من أولئك الزاعمين ( العقل ) تلك الخدعة ( العقلانية ) الجاهلة ! .

    فكم سمعنا من جاهل يعترض على السنة النبوية ! وكم سمعنا من بليد ينتقص نصاً شرعياً ( متواتراً ) ! وكم سمعنا من عامي لا يعرف قطاته من لهاته يستدرك على الكبار الكبار ! وكم سمعنا من ( نصف متعلم ) يعلو ( بصوته ) رداً لعقائد مسلمة ! وكم سمعنا من ( شبه مثقف ) خلا له الجو فأرغى وأزبد واشتد ..حتى ( تكاد ) أمعاؤه تتقطـع ! وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً !! .

    أولئك ( العقلانيون ) القدماء بقدم ضلالتهم لا زلنا نسمع من يلمعهم ويفخمهم ويفخم شأنهم ، ويعظم أمرهم ، فيقول فيهم واصفاً مبجلاً القاضي .. الإمام .. الأستاذ .. الداعية .. المجدد .. الفيلسوف .. المفكر .. إلى آخر تلكم الألقاب الفارغة التي لا تحمل شيئاً مما تدل عليه أكثر من وزن المداد !! .

    ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد

    فلما رأيت ذلك التغرير كله .. وهذا الاغترار جميعه : ترشح عندي لزوم الرد على هؤلاء المنحرفين الجهلة ، الذين لم يعرفوا حقيقة الدين فجهلوا قدر سنة سيد المرسلين ، فاختلط عليهم الأصول وتناقضت عندهم الأسس , ومع هذا وذلك فهم يظنون إلى الآن ! أنهم العاقلون وأن غيرهم لا يعقلون !! .

    إن ( العقلنة ) أو ( العقلانية ) لا تعني ما يتبادر إلى ذهن السامع لأول وهلة ، بل تعني : أن يحل العقل محل النص وأن يقوم هوى الإنسان مقام هدي الرحمن ، وأن تكون النظريات البشرية حاكمة على القطعيات الربانية !! ، وهذا ما لا يقبل به عاقل ولا مسلم .

    فالعقلانية بهذا المفهوم تعني ( التفسير العقلاني لكل شيء في الوجود أو تمرير كل شيء في الوجود من قناة العقل لإثباته أو نفيه أو تحديد خصائصه ) .

    وقد يقال في تعريفها : العقلانية يراد بها عموماً المذهب الفلسفي الذي يرى أن كل ما هو موجود يرد إلى مبادئ عقلية وخصوصاً الاعتداد بالعقل ضد الدين بمعنى عدم تقبل المعاني الدينية إلا إذا كانت مطابقة للمبادئ المنطقية والنور الفطري ! .

    فالعقلانية في حقيقتها ( إلغاء النص أمام النظر العقلي المجرد أو الهوى المجرد الذي يستقبح اليوم ما كان حسناً بالأمس ، ويستقبح في وقت ما كان حسناً عنده في وقت سابق !! .

    وهي في حقيقتها علمانية .. أو عصرية .. أو تغريبية .. أو ما شئت من الأسماء ، لأنها جميعاً في ثمرتها إنما تعني الانسلاخ من الضوابط الشرعية ، وانفراط عقد دلائل الهدى ، والفصل الباطل بين النقل الصحيح والعقل الصريح .

    وبمعرفة جذور هذا التيار يتبين أثره على الأمة فالعصرانية حركة تجديدة واسعة نشطت في داخل الأديان اليهودية والنصرانية والإسلام أيضاً ، إلا أن هذه الحركات التحررية مستهجنة داخل اليهودية والنصرانية عندما نشأت ، حتى أن البابا ( بيوس العاشر ) قد أصدر منشورين عن هذه الحرة عام 1907م وأطلق عليها اسم ( العصرانية ) ودمغها بالكفر والإلحاد ، ووصفها بأنه ( مركب جديد لكل عناصر البدع والهرطقة القديمة ) وأعلن بأنه ( لو حاول إنسان أن يجمع معاً جميع الأخطاء التي وجهت ضد الإيمان ، وأن يعصر في واحد عصارتها وجوهرها كلها لما استطاع أن يفعل ذلك بأفضل مما فعل العصرانيون ) .

    ومن المتناقضات العجيبة أن هذه القصة بكل فصولها نقلت إلينا من الغرب فظهرت لها نزعات مشابهة في العالم الإسلامي ، منذ القرن الماضي عند بعض المتغربين .. فنادوا بتفسير بعض القضايا الإسلامية تفسيراً عقلانياً وحاول إخضاع القرآن والسنة للمقاييس المادية حتى تتلاءم مع منهج الغرب ، وقيم الحضارة الحديثة التي بهرت كثيراً من الذين كانوا يرونها المقياس الوحيد لكل نهوض وتقدم ، والحقيقة إن العصرانيين يمثلون تياراً عاماً لم تكتمل ملامحه بعد ، ولم تكن اجتهادات رجاله واحدة وإنما يشتركون في ملامح عامة وخصائص مشتركة عموماً ،وهم ليسوا سواءً في منطلقاتهم وأهدافهم وقد يلتقي معهم في بعض المسائل من ليس منهم ولا يوافقهم على كثير من غلوهم وجموحهم ، وإن كان المعتدلين منهم أقرب على فكر ( الاعتزال ) ولا سيما في إطاره المنهجي العام ، الذي ينحى باتجاه إعلاء حاكمية العقل والرأي ، على نص كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم " .

    ومن الطوام المنذرة بالشر أنه هذا التيار نشط في هذه الأيام الأخيرة في بلاد العرب وديار الإسلام عامة ، وهو يهدف إلى تمرير الأفكار التغريبية والقيم الوافدة والمنهجية العلمانية إلى العقل الإسلامي الجديد وذلك عن طرق إلباسها لبوساً جديداً يحمل سمات التدين ويرفع شعار الإسلام ويقدم نفسه لا على حقيقتها كتيار علماني جديد وإنما يقدم نفسه كتيار إسلامي مجدد تحت شعارات عدة منها ( الفكر الديني المستنير ) ومنها ( التيار الوسطي ) ومنها ( العقلانية الإسلامية ) ، ونحو ذلك من الشعارات قصدوا بها دفع الريبة عن نشاطاتهم ، وخداع الجيل الإسلامي الجديد في حقيقة مبادئهم وأفكارهم ، حتى يستطيعوا تمرير ما يبدونه إلى عقول الناشئة وضمائرهم من قيم وأفكار غير إسلامية ، في هدوء ويسر ، وبعيداً عن المواجهة الجدلية الصارمة والصريحة ، والمحاورة في نهاية الحقيقة ، لا في ظلام الخداع والتزييف والتضليل .

    وما أشبه ثقافتهم الجديدة هذه بمسجد أولئك النفر من المنافقين الذين قال الله فيهم ( إن الذين اتخذوا مسجداً ضراراً .. الآية ) فالجامع بين ثقافتهم وهذا المسجد إرادة ( الضرار ) ، فإن أولئك المنافقين عندما اتخذوا مبناهم الجديد رفعوا عليه شعاراً إسلامياً وسموه ( مسجداً ) وزعموا أنهم اتخذوه لتعزيز الدين ، والتيسير على الضعفاء وأهل العلّة في الليلة الشاتية ، على ما حكته كتب التفسير من أسباب لنزول الآيات ، وإجمالاً فهم قد قالوا وأقسموا ( إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً ) .

    ولكن الوضعية التي كان عليها البناء ، والأشخاص الذين قاموا به ، والغايات الحقيقية التي كانوا يبتغونها من ورائه كانت إضراراً بدين الله ، وتفريقاً لصف المسلمين وتضليلاً ( كفراً ) و ( رأس جسر ) و ( مرصد ) لأعداء الله المتربصين بدينه من خارج ديار الإسلام .

    ومن ثم جاء البيان الإلهي الصريح بكشف هذا ( المسجد ) ونهى المسلمين عن القيام فيه ، بل وثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث من يهدمه ويزيله .

    هذه قصة ( مسجد الضرار ) أما ( ثقافة الضرار ) فقد ابتدعها وأنشأها طائفة من أهل ( نفاق الفكرة ) و ( التقية ) يضمرون غير ما يظهرون ، وإن كشفتهم زلات اللسان وفلتات القلم ، في أحيان كثيرة وزعموا أنهم إنما أنشأوا تيارهم لتحسين صورة الإسلام في الغرب ، ولتحقيق النهضة الشاملة للأمة ، ولتثقيف الأجيال الجديدة بثقافة إسلامية مستنيرة وعاقلة !! ولكن الوضعية الحقيقية لأفكارهم وهو ما سبق لنا ولغيرنا كشفه ، وما نعرض له فيه هذه الصفحات بعون الله ، والنماذج الذين يتولون كبر هذا التيار ، والمواقف التي يتخذونها فيما يجد من هموم الأمة وقضاياها تكشف كذب دعواهم ، وخطرها وكيف أنها تمثل ضراراً عظيماً بالدين وتفريقاً وتمزيقاً للفكر الإسلامي ، وكيف أنهم يمثلون ( رأس جسر ) للثقافة الغربية المعادية للثقافة الإسلامية بحكم المصدر والتراث والتاريخ ، وهي الثقافة التي يجهد أعداء الأمة في محاولة بثها في ديار الإسلام بطرق عديدة ومتنوعة ، ويبذلون في سبيل ذلك الهدف الكثير من المال والوقت ، منه ما ينفق على إعداد ( النماذج ) التي تمثل ( ثقافة الضرار ) في ديار الإسلام اليوم .

    قال سيد قطب رحمه الله في ( ظلال القرآن ) مسجد الضرار " هذا المسجد الذي اتخذ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مكيدة للإسلام والمسلمين ، لا يراد به إلا الإضرار بالمسلمين ، وإلا الكفر بالله ، وإلا ستر المتآمرين على الجماعة المسلمة الكائدين لها في الظلام ، وإلا التعاون مع أعداء هذا الدين على الكيد له تحت ستار الدين .

    هذا المسجد ما يزال يتخذ في صور شتى تلائم ارتقاء الوسائل الخبيثة التي يتخذها أعداء هذا الدين ، تتخذ في صورة نشاط ظاهره للإسلام وباطنه لسحق الإسلام ، أو تشويهه وتمويهه وتمييعه ، وتتخذ في صورة أوضاع ترفع لا فتة الدين عليها لتـتـترس وراءها وهي ترمي هذا الدين ! وتتخذ في صورة تشكيلات وتنظيمات وكب وبحوث تتحدث عن الإسلام لتخدر القلقين الذين يرون الإسلام يذبح ويمحق ، فتخدرهم هذا التشكيلات ، وتلك الكتب إلى أن الإسلام بخير ولا خوف عليه ولا قلق ! وتتخذ في صور شتى كثيرة .

    ومن أجل مساجد الضرار الكثيرة هذه يتحتم كشفها وإنزال اللافتات الخادعة عنها ، وبيان حقيقتها للناس ، وما تخفيه وراءها ، ولنا أسوة في كشف مسجد الضرار على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك البيان القوي الصريح " .

    ويجدر بي التنبيه هنا إلى نقطة مهمة وتلك أن أصحاب ( ثقافة الضرار ) قد كثروا اليوم ، بصورة أصبح من العسير على الباحث حصرها ، وذلك باكتسابهم المزيد من (فلول ) العلمانية والماركسية المندثرة في ديار الإسلام ، والذين رأوا أن في منهجية ( ثقافة الضرار ) باباً جديداً مناسباً لممارسة جهدهم القديم في ( تغريب ) أو ( تخريب ) العقل والمجتمع الإسلامي ومن ثم أصبح استقصاء الأسماء غير ذي قيمة كبيرة في اللحظة الراهنة .

    كما أننا لا حظنا أن ( الضراريين ) أصبحوا يكثرون من استعمـال ( فزاعة ) الاتهام ( بالتطرف ) و ( التكفير ) و ( الخوارج ) و ( الحرورية ) ضد خصومهم ومن يكشف سوءاتهم ، بمعنى أن كل من يتصدى لهم ويكشف عن باطلهم ويبين معتقدهم ، وفسوق رأيهم زعموا أنه يكفرهم ويخرجهم من الملة ، ونحن لا نعبأ بمثل هذا التهويم ، و ( التكتيك الفكري ) ولكننا أردنا أن نحرمهم في هذا الكتاب من استعمال هذه ( الفزاعة ) فنؤكد أننا إنما نتوجه إلى ( الفكرة ) بغض النظر عن حاملها .

    إن الضراريين اليوم كُثر في جنبات الأمة وأجزم أن قطراً عربياً واحداً لا يخلوا من حفنة منهم على الأقل ، وقد أصبحت لهم منافذ ضغط إعلامية وفكرية و ( غير ذلك ؟! ) عديدة ، وقد تتغير القضايا التي يهتمون بإثارتها من قطر لآخر ، وتتباين كذلك درجات الجرأة حسب قوة آثار الدين الباقية في المجتمع ، إلا أن منطلقاتهم وقواعدهم وأصولهم واحدة ، وكذلك حيلهم ، وهي ما نثبت طرفاً منها للمسلمين في هذا الكتاب وندعو الشباب ، كما ندعوا ( العلماء ) إلى تأمل ما فيه بعناية وأن يتجاوزوا عما فيه من تقصير أو قصور ، أو زلل وحسب صاحبه ما قصده من دفاع عن ( مستقبل الصحوة الإسلامية ) وعن حق أجيالنا الجديدة في أن تعيش ( أوار الفكر والحوار ) بعيداً عن ( ظلمات الخداع والتلبيس ) .

    والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون والحمد لله أولاً وآخراً .



    **********************



    يتبع=========
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  3. #33
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مقدمة تاريخية عن بداية ظهورتيار العصرانيين

    إن الاستعمار الصليبي والصهيوني فشل حين فرض العلمانية باستعماره المباشر و بجنوده فقد أحس المسلمون به فتحصنوا منه ، ثم بعد ذلك فرض العلمانية عن طريق عملائه الذين رباهم في مدارسه وربطهم بفلكه ، واستعبدهم بالجاه والمال ، فرفض المسلمون ذلك فما استطاعوا أن يصلوا إلى قلوبهم ، فكرروا محاولة فرض العلمانية لكنها اليوم محاولة خطيرة حقاً ، لأنهم فرضروها بوجه يدعي لنفسه العمل للإسلام ، وينسب إلى نفسه الريادة ويصف حركته بالبعث ويهيأ له المناخ ليكون إماماً ! ولتكون دعوته نهضة ! ، هذا إجمال المراحل التي مرت به الأمة منذ قرنين من الزمان تقريباً ، ولا مانع من تفصيل ذلك بإيجاز .

    قال محمود الطحان في كتابه ( مفهوم التجديد .. ) ( والظاهر أن أساطين الكفر أيقنوا بعد التجارب الطويلة أن هدم الإسلام من الخارج والوقوف أمام تياره طريق غير ناجح ، فسلكوا لهدمه طريقاً آخر من الداخل ، يدعو لإصلاح الإسلام وتجديد أفكاره وأحكامه ، والاستخفاف بتراثه ، وبكل قديم فيه ، وهي طريق خادعة تجذب بعض الخاوين من الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية .

    أما موقف الاستعمار البريطاني بعدما فشل في بسط سيطرته على بلاد الإسلام وبلاد العرب خاصة فهو فقد بنى موقفه على رؤية قديمة ترجع إلى زمن الحملة الصليبية الثانية عندما كتب ( لويس التاسع ) ملك فرنسا بعدما هزم جيشه في مصر وسجن في سجن المنصورة فقال في مذكراته بعد طول تأمل يحدد الموقف من العالم الإسلامي فقال في وثيقته ( إنه لا سبيل إلى السيطرة على المسلمين عن طريق الحرب والقوة وذلك بسبب عامل الجهاد في سبيل الله .. وأن المعركة مع المسلمين يجب أن تبدأ أولاً من تزييف عقيدتهم الراسخة التي تحمل طابع الجهاد والمقاومة .. ولا بد من التفرقة بين العقيدة والشريعة ) هذا أصل مفهومهم للصراع مع المسلمين بعد الهزائم المتلاحقة التي منيت بها جيوشهم أيام الأيوبيين .

    ولذلك طبق كرومر هذه الرؤية فقال عندما قدم إلى مصر كحاكم عسكري لها عن طريق بريطانيا ( جئت إلى مصر لأمحو ثالثاً : القرآن والكعبة والأزهر ) .

    وقال مشيداً بمحمد عبده الذي يعتبر إمام المدرسة العقلية الاعتزالية الحديثة ( كان لمعرفته العميقة بالشريعة الإسلامية والآراء المتحررة المستنيرة أثرها في جعل مشورته ، والتعاون معه عظيم الجدوى )

    ويقول كرومر عن أتباع محمد عبده ( وفكرتهم الأساسية تقوم على إصلاح النظم الإسلامية المختلفة دون إخلال بالقواعد الأساسية للعقيدة الإسلامية .. ويتضمن برنامجهم التعاون مع الأوربيين لا معارضتهم ، في إدخال الحضارة الغربية إلى بلادهم ، ثم يشير إلى أنه تشجيعاً لهذا الحزب ، وعلى سبيل التجربة ، قد اختار أحد رجاله وهو سعد زغلول وزيراً للمعارف ) .

    أما ( ولفرد بلانت ) وهو جاسوس بريطاني ، فصلته بمحمد عبده قديمة ، ترجع إلى صلته بأستاذه جمال الدين ، وكذا صلته بالثورة العربية ثم سكن بجوار محمد عبده بعد عودته من المنفى ، يصف بلانت الدعوة الإصلاحيـة بأنها ( الإصلاح الديني الحر ) ويصف مدرستهم بأنها ( تلك المدرسة الواسعة التقنية ) ويقول عن الأفغاني ( إن الفضل في نشر الإصلاح الديني الحر بين العلماء في القاهرة .. يعود إلى رجل عبقري غريب يدعى السيـد جمال الدين الأفغاني ) .

    قال زويمر كما في كتاب ( الغارة على العالم الإسلامي ) ( تبشير المسلمين يجب أن يكون بواسطة رسول من أنفسهم ، ومن بين صفوفهم ، لأن الشجرة يجب أن يقطها أحد أعضائها ) ويقول كما في كتاب ( الإسلام في وجه التغريب ) ( إن الغاية التي نرمي إليها إخراج المسلمين من الإسلام ليكون أحدهم إما ملحداً أو مضطرباً في دينه ، وعندها لا يكون مسلماً له عقيدة يدين بها ، وعندها لا يكون للمسلم من الإسلام إلا الاسم .. )

    يقول المستشرق جيب في كتابه ( وجهة الإسلام ) " تغريب الشرق إنما يقصد به قطع صلة الشرق بماضيه جهد المستطاع ، في كل ناحية من النواحي .. حتى إذا أمكن صبغ ماضي الشرق بلون قاتم مظلم يرغب عنه أهله ، فقدت شعوب الشرق صلتها بماضيها ، ففقدت بذلك أعظم جانت من حيوتها ، .. وترى في خضوعهـا له شرفاً كبيراً ) .

    وقال جولد زهيمر في كتابه ( العقيدة والشريعة ) مادحاً سلف هؤلاء العقلانيين من المعتزلة الذين مجدوا العقل وألهوه وهدموا السنة كما يفعل أفراخهم الآن فقال ( كان على المعتزلة قبل كل شئ أن يقاتلوا في الميدان الديني كل الآيات والأحاديث التي تنسب لله ( بظواهرها ) الصورة الإنسانية ، وأن يجعلوها لا تدل إلا على معان روحية ، وذلك بتأويلات مجازية مؤسسة على ما نعرف لله من نقاء وطهارة !! ، أما فيما يختص بالحديث فإن المعتزلة كانوا يملكون الوسيلة لرفض الأحاديث التي يلوح منها مالا يصلح أن يقبل من التجسيم والتشبيه .. وبذلك يتحرر الإسلام من مجموعة كبيرة من الأقاصيص التي تراكمت .. ) .

    وبذلك فقد اصطنع كرومر ورجال الاستعمار والماسونية غطاء من الدعم والمكانة المرموقة لمؤسس هذه المدرسة لتتسرب مبادئها إلى المجتمعات الإسلامية ، ولا زال هذا الدعم متواصلاً ومكثفاً من قبل أبناء كرومر الذين وجدوا ثلة من أبناء الأفغاني ومحمد عبده على أتم الاستعداد لمواصلة مشوار والدهم بشرط توفير الدعم المطلق وقد حدث ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    ولذلك ظهرت فئة – العصرانيين – في هذا العصر تدعو إلى تجديد الفكر الإسلامي وتجديد أصول الفقه ، وأصول الحديث ، وتجديد العلوم الإسلامية لا بطريقة عرض تلك العلوم عرضاً سهلاً ، أو إيجاد بعض الأحكام الشرعية لمواجهة بعض المستجدات ، وإنما انصبت الدعوة على تغيير الأفكار الإسلامية ، وتغيير أصول العلوم الإسلامية .

    وغني عن البيان أيضاً أن هذا الاتجاه يلقى ترحيباً ودعماً من أجهزة ذات سلطان نافذ في بعض ديار الإسلام ، بوصفه التيار المأمول فيه أن يحقق حلم التعايش بين الفكرة الإسلامية والقيم الغربية التي اخترقت – في غفلة – المجتمع الإسلامي وذلك واضح من تأمل المساحات الإعلامية المتاحة لذلك الفصيل ، والمراكز الاستشارية المهمة التي يتبوأونها في المؤسسات الثقافية والدينية والرسمية ، وأيضاً من خلال ملاحظة الاهتمام الأوربي الكبير بهذا الاتجاه إلى الحد الذي يجعل وزير الداخلية الفرنسي – يحرص – أثناء زيارته لمصر على مقابلة نفر من رموز هذا الاتجاه وذلك لا ستشارتهم في كيفية مواجهة الظاهرة الإسلامية في فرنسا ، على الرغم من أن أحداً ممن قابلهم لا يملك تمثيلاً دبلوماسياً أو سياسياً أو رسمياً ، يبرر مثل ذلك اللقاء المريب ! " .

    كما أنه من الواضح أنه يلقى دعماً وتأييداً من مراكز ومؤسسات علمية مشبوهة ، وعلى وجه الخصوص قسم الدراسات الشرقية في جامعة ( السوربون ) والجامعة الأمريكية في بيروت وفي القاهرة وغير ذلك من معاقل الفتنة في ديار الإسلام ، بل من الثابت أن هناك مؤسسات لا صلة لها بالفكر الإسلامي تقوم بتمويل بعض مؤتمرات جبهة العلمانية ، وعلى سبيل المثال فضيحة قيام مؤسسة ( فورد فونديشن ) الأمريكية بالتمويل ( السري ) لمؤتمر ( التحديات التي تواجه المرأة العربية في نهاية القرن العشرين ) وهو المؤتمر الذي شهد هجوماً كثيفاً على الصحوة الإسلامية ، وعقد هذا المؤتمر في القاهرة في الفترة من 1-3-1968م برئاسة الدكتورة نوال السعداوي ، وفي بداية المؤتمر سأل بعض المدعوين من مصادر تمويله ، فأجابت ( السعداوي ) بأن مصدر التمويل هو تبرعات الأعضاء ورسم الاشتراك في المؤتمر ، ولكن الإجابة لم تكن مقنعة لأحد ، بل زادت من الشكوك فتفجر السؤال في الجلسة الختامية وثار لغط طويل ، فاضطرت ( نوال السعداوي ) للاعتراف بأن تمويل المؤتمر شارك فيه كل من مؤسسة ( فورد فونديشن الأمريكية ) ومؤسسة ( أوكس فام ) الإنجليزية . وكان من أبرز المتحدثين في ذلك المؤتمر الدكتور ( فؤاد زكريا ) الذي قدم بحثاً بعنوان ( الحركات الإسلامية المعاصرة ) هاجم فيه شباب الصحوة بعنف بالغ .

    ولا شك أنه هجومهم على الصحوة بكل ما يملكونه من قوة لا يدل إلا على أن الصحوة الإسلامية المعاصرة ، تمثل أبرز حدث فكري واجتماعي على الإطلاق ، تشهده المجتمعات العربية ، والإسلامية بوجه العموم ، في النصف الثاني من هذا القرن ، من حيث الجدية التي ظهر بها الحوار الفكري المرتبط بقضاياها ، ومن حيث الأبعاد الواقعية البالغة الخطورة ، التي تترتب على نتائجها ، ومن حيث الظهور الشعبي الواسع – لأول مرة في فكرنا الحديث المعاصر – لا تجاه فكري عقائدي صارم ، إضافة إلى ارتباطاتها العديدة ، وانعكاساتها المتنوعة ، على محاور سياسية واقتصادية واجتماعية ، محلية ودولية .

    ولذا ، فلقد كانت الصحوة الإسلامية المعاصرة أعظم حركة تجديد في الفكر والمجتمع العربيين ، أي أعظم حركة تجديد في الحالة الإسلامية ، بوصف قضية العرب فكراً واجتماعاً ، هي قضية إسلامية ، إن كان بحكم التاريخ أو بحكم الواقع المعاش ، أو بأي حكم يشاؤه الباحث .

    إلا أن أعداء الصحوة الإسلامية ، والرافضين للهوية الإسلامية ، يأبون أن يسلّموا بهذه الحقيقة ويمكرون المكر الكبّار ، ويبتدعون الحيل والخدع في المواجهة المستمرة لهم مع الصحوة ، ومن هذه الحيل والخدع ، خدعة ( التجديد ) إذ حاولت طائفة منهم تمثل ( جبهة علمانية واسعة ) منتشرة في العالم العربي ، حاولت أن تطرح أفكارها التغريبية ، والمعادية للفكر الإسلامي تحت شعار ( تجديد الفكر الإسلامي ) .

    فدخلت الصحوة في صراعها إلى منعطف تاريخي جديد بالغ الأهمية ستمتد آثاره في وجه المجتمع الإسلامي ، من واقع الأمة الحالي ، إلى آفاق بعيدة من مستقبلها .

    وذلك أن التحدي الأكبر والأساسي الذي أصبح يواجه الإسلاميون اليوم ، لم يعد مع القوى الخارجية ، بقدر ما هو مع ( الداخل ) الإسلامي ، مع قضية ترتيب ( البيت ) الإسلامي الكبير ، وضبط قواعده وحسم خياراته الكبرى ، وضبط نظم سياساته ، وترشيح مجموعة القيم التي توجه وترشد أخلاقيات المجتمع المسلم ، وغير ذلك من قضايا داخلية ترتبط ( بالداخل ) الإسلامي أكثر من ارتباطها ( بالخارج ) .

    إن ثمة حقيقة فكرية واجتماعية واضحة ، لم تعد بحاجة إلى كثير جهد لإثباتها ، وذلك أن مختلف التيارات الفكرية التغريبية الوافدة على ديار الإسلام منذ بواكير عصر النهضة الحديثة ، قد سقطت سقوطاً نهائياً ، وشهدت – جميعها – هزائم تاريخية حاسمة ، فالعلمانية التي قاتلت وقاتل معها جيل كامل من المتغربين ، لكي تستقر هذه الفكرة الخبيثة في النظام الاجتماعي الإسلامي ، على المستوى السياسي أو الثقافي أو الأخلاقي والقيمي ، وعلى الرغم مما أمدها به الغرب من دعم ونفوذ سياسي وثقافي كبير ، لم يقف عند حد تدعيم رموزه ، وتحكيم قبضتهم في سياسات الأمة ، بل امتد إلى تحطيم القوى الإسلامية المدافعة عن أصالة الأمة ، والبطش بها والتنكيل برموزها ورجالاتها ، على الرغم من ذلك كله فقد فشلت العلمانية في أن تحقق استقراراً لها في ديار الإسلام ، وها هو مسلسل تراجعها يستمر في مختلف المواقع التي أمكنها اختراقها في حقب الاستبداد والقهر ، وإذلال شعوب الأمة .

    ولم يبق من دعاة العلمانية اليوم في ديار الإسلام إلا شواذ معدودون ، لم يعد يعبأ بهم أحد مما أصبح يعكس نفسه على كتاباتهم التي تحولت إلى نوع من ( الهوس ) الفكري ، وهناك منهم من امتهن كتابة ( تقارير أمنية ) لمن يعنيهم الأمر في ( الخارج ) تحت ستار دراسة بحث الظاهرة الإسلامية ، وبعضهم اكتفى بكتابة التقارير الأمنية المتخفية في ( ثوب ) ثقافي لمن يعنيهم الأمر في ( الداخل ) ! .

    وتحولت غالبية القوى العلمانية اليوم إلى الحديث عن الإسلام مؤكدين أنهم لم يقصدوا ( الفصل ) بين الدين والدولة ، وإنما أرادوا ( التمييز ) بينهما وغير ذلك من الخدع الاصطلاحية ، ومحاولات التلفيق بين العلمانية والإسلام !! وهي المحاولات التي تبقى دلالتها الوحيدة الناصعة ، شاهدة على سقوط العلمانية وتراجع رموزها عن مبادئهم التي قاتلوا عنها دهراً .

    ونستطيع أن نقول مثل ذلك عن اتجاه ( الفكر القومي العربي ) الذي نبت يوم نبت أو بالتعبير الأرشد جَلب يوم جُلب حرباً على الجامعة الإسلامية والرابطة الدينية ، ومجاهراً بأن العروبة غير الإسلام ، وأن الإسلام – زعموا – هو إحدى قيم العروبة !! وغير ذلك من المهاترات الفكرية التي لم تكن لتؤسس على علم أو منطق أو تاريخ أو حس مشهود ولكنها دلفت إلى المجتمع العربي المسلم ، ونفذت إلى قطاعات من أناسيه ، في زمان العتمة ومرحلة الاضطراب والفوضى الحضارية ، والتي لم تقطعها إلا الصحوة الإسلامية الجديدة وميلادها المبارك ، على قدر مقدور .

    هاهي الفكرة القديمة تعترف بإفلاسها ، ومن خلال الدراسات الميدانية التي قاموا بها هم أنفسهم تلك الدراسات التي كشفت عن أنهم لم يبلغوا أن يكونوا مجرد ( قشرة ) على سطح المجتمع الإسلامي ، وبقيت جماهير الأمة ، مدركة أن الإسلام هو جامعة العرب الكبرى والوحيدة ، وأصبح مألوفاً اليوم أن نجد كتابات القوميين العرب تتحدث عن الإسلام والعروبة بوصفهما وجهين لعملة واحدة ، وأن الإسلام لا ينفصل عن العروبة كما أنها لا تحيا بدونه .

    وعلى الصعيد الشيوعي كذلك ، وبخلاف الحديث عن الانهيارات المتلاحقة للشيوعية على امتداد عوالم الكتلة الشرقية ، فإن تراجع الشيوعية قد تجلى في ديار الإسلام من قبل ذلك بكثير وإذا كانت ( أفغانستان ) هي الرمز والشاهد الكبير اليوم ، فإن الشواهد الأخرى لن يعدمها المسلم المعاصر في مختلف ديار الإسلام ، حتى إن أحد الأحزاب الشيوعية في مصر عندما رشح أفراداً منه لخوض الانتخابات البرلمانية ، وضع شعاره ( تطبيق الشريعة الإسلامية )

    أما الحداثيون فرغم أن افكارهم كانت ممجوجة لدى قطاع كبير من أبناء المسلمين في العالم العربي ، إلا أنها سقطت مبادئها أيضاً عند ثلة من المنهزمين من مؤيديها ، فبدأ الحداثيون يعيدون صياغة أفكارهم وطرحها من جديد ، بعد أن دثروها بدثار ظاهره إسلامي ، رغبة منهم أن يركبوا الموجة الإسلامية ليوصلوا فكرهم وطرحهم إلى أبناء المسلمين الذين منحوا ثقتهم المطلقة للفكر الإسلامي ورموزه .

    وكان من الطبيعي أن يكون دخول هؤلاء إلى ( الداخل ) الإسلامي ليس عن إيمان راسخ أو إسلام صادق ، وإنما دخلوا على أساس أن ( الأرضية الفكرية ) التي يمكن أن يخاطبوا جماهير الأمة من خلالها ، أو أن يكون لهم وجود على أساسها ، قد تبدلت كلية نحو الإسلام ، وبالتالي فقد آثروا أن ينقلوا نشاطاتهم الفكرية تحت شعار الإسلام ، مع بقائها في أصولها ومناهجها واتجاهاتها ، على روافدها الأجنبية الوافدة غير الإسلامية .

    ومثل هذه النماذج الفكرية ( الداخلة ) هي الأكثر خطراً على الصف الإسلامي ، لأنها لا تملك – بفعل النشأة والتكوين – منظومة القيم الإسلامية التي تحول بينها وبين انتهاج أساليب ملتوية ، وغير شريفة ، لإشاعة أفكارها أو نشر تصوراتها في الوسط الإسلامي ، على طريقة ( نفاق الفكرة ) أو مبدأ ( التقية ) .

    هذه الفلول الفكرية التي دلفت إلى الساحة الإسلامية قد عايشت في – حياتها السابقة – مناخاً فكرياً ونفسياً وأخلاقياً ، تصوغه لغة الالتواء والمداهنة والخداع والنفاق الفكري والسلوكي وهي – من ثم – لا تستطيع أن تفصل بين ( الحوار الفكري ) وبين ( التكتيك السياسي ) كما أنها لا تدرك أن ثمة قواعد أخلاقية وقيماً عليا تضبط حركة الحوار الفكري ، وتضمن إبراز وجه الحق من بين آراء الخصماء لأنها ألفت الحوار على الطريقة ( الإنقلابية ) أي العمل على أساس تشويه أصحاب الرأي المخالف ، تمهيداً لإزاحتهم نهائياً من قيادة وتوجيه الصحوة الإسلامية فكرياً ، لقد فهمت هذه الطوائف ، واستوعبت أن الخيار الإسلامي ، هو – وحده – المنوط به قيادة الأمة في المستقبل بإذن الله ولما كانوا يشعرون في ذواتهم – بل ويجهرون – بأنهم وحدهم الممثلون ( للعقلانية ) الإسلامية ، وأنهم وحدهم الممثلون ( للاستنارة ) الدينية ، وأنههم وحدهم الذين يفهمون أصول ( اللعبة )!! ، فقد رأوا بالتالي أن التحدي الأكبر لهم ليس في القدرة على التحاور مع علماء الأمة ، وإنما في كيفية إزاحة علماء الأمة ودعاتها ورموزها الإسلامية ، لكي يتبوّؤا هم ريادة العمل الإسلامي فكراً وممارسة وهم لا ستخفون بهذا الأمل ، وإنما هم يجهرون به الآن من خلال المنتديات التي يشاركون فيها أو الأبحاث التي يطرحونها أو المقالات التي ينثرونها هنا وهناك .

    وهناك فريق منهم يطلقون على ذلك الاتجاه اسم ( الواسطية ) الإسلامية وهم – من ثم – ( الوسطيون ) في الفكر الإسلامي المعاصر وغير ذلك من اصطلاحات وشعارات توحي – من طرف خفي – إلى نزوع أصحاب هذا الاتجاه إلى نفي الآخرين ، وتحديداً علماء الأمة ورموزها الإسلامية الكبيرة ، وذلك كتمهيد ضروري لتحقيق ( الانقلاب ) الفكري المنشود ، في قيادة وتوجيه الصحوة الإسلامية الجديدة .

    وبعد ذلك فلا أظنه سيخفى على منصف فهم ما تمثله هذه الصحوة من مصدر قلق بالغ لدوائر استعمارية عديدة ، خاصة بعد إحرازها لنجاحات هامة ، وقياسية على المستوى الشعبي ، ولقد كان هذا الفزع الواضح للعيان ، حرياً أن يلفت انتباه حتى أولئك الذين لا يؤمنون بالفكرة الإسلامية ، إلى التأمل والكشف ، عن الدلالات الضمنية الخفية لهذه الظاهرة ، لقد كان حرياً بأصحاب الفكر اللاإسلامي على شتى مذاهبه ، أن يبحثوا عن مغزى نصيحة ( لويس ماسينيون ) كما نقلها بركات عبد الفتاح دويدار في كتابه ( الحراكات الفكرية ضد الإسلام ) اليهودي الفرنسي لبني قومه حين قال : ( إن الحركات الفكرية الإسلامية تستعد في خفاء وصمت ، وتندلع فجأة دون أن يسبقها نذير يمكن أن يرى ، يجب أن نجعل هذه الحقائق نصب أعيننا إذا أردنا أن ندرك أي أساس واهٍ تقوم عليه المنشآت الأوربية في بلاد الإسلام ، فبعد أعوام من السكينة ، ربما تندلع بغتة نار الدعوة إلى الجهاد أبعد ما نكون توقعاً لها ) .

    فإن هذه القولة وأشباهها مما يصدر عن خبراء – بعضهم كانوا أساتذة لرموز الفكر العربي المعاصر – كانت حرية أن تجعل رجالات التيار اللاإسلامي – من أبناء العرب – على الأقل ، يعيدون النظر جذرياً في مواقفهم النفسية والفكرية ، تجاه الفكر الأوربي ومذاهبه ، وكذلك تجاه الفكر الإسلامي ، وأن يحاولوا البحث عن جديد عن هذه المعاني الخصبة والحية ، التي تحتملها الفكرة الإسلامية ، بحيث تمثل كل هذا الإزعاج والقلق ، لمراصد القوى المعادية لأمتهم ولا سيما بعد أن عضد هذا الطلب ، تلك النتائج المريرة ، التي نتجت في ظل ( العلمنة ) و( أيديولوجيات ) المذاهب الفكرية الأوربية ، المضادة للفكرة الإسلامية .

    إلا أن شيئاً من ذلك كله لم يحدث بل إن المثير في الموقف ، أن يظهر تيار فكري جديد ، يمثل ( جبهة ) الاتجاهات الفكرية ( والأيديولجية ) اللاإسلامية ، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، رافعاً شعار : ( التجديد ) أو ما يستحب بعضهم أن يسميه الآن ( الاستنارة ) في محاولة ( جديدة ) واضحة لسحب البساط ، من تحت أقدام الصحوة الإسلامية وحركة التجديد الإسلامي ، التي نجحت في إحداث هذه الصحوة الجماهيرية الواسعة في المجتمع العربي .

    ومن فضول الكلام ، أن نسجل هنا أن رموز هذه ( الجبهة ) يتحكمون بصورة شبه كاملة ، في العديد من المنافذ الإعلامية الرسمية في المجتمعات العربية ، ويهيمنون على المراكز الحساسة في الجامعات والمعاهد العليا ، وتحتكر فعالياتها مناطق النفوذ الفكري ( القومية ) مثل اتحاد الكتاب العرب ولجنة الثقافة والترجمة ، التابعة لجامعة الدول العربية ، بل إن الكثيرين منهم يعملون في وظائف رسمية ، لدى مراكز التبشير الثقافي ، من ( السوربون ) الفرنسية إلى الجامعة الأمريكية في ( بيروت ) وفي ( القاهرة ) فضلاً عن استثمار الإمكانات المادية والمعنوية ، في نوادي الصداقة المتعددة ، السوفيتية العربية ، والفرنسية العربية ، والأمريكية العربية ، والبريطانية العربية ، فضلاً عن عدد يصعب حصره من اللجان والنوادي الثقافية والمؤسسات والمنظمات ومراكز الدراسات والمؤسسات الإعلامية ودور النشر وغير ذلك .

    ويعود تبلور الفكرة ( التنويرة بثوبها الجديد من الجانب القومي الشيوعي ) إلى نهاية الستينات من قرننا الحالي ، كانت الانكسارة الحادة التي منيت بها الجيوش العربية في حرب يونيو عام 1967م ، بمثابة الصدمة النفسية التي طرقت بقسوة أبواب العقل العربي الجديد ، لتخرجه من غيبوبته وتعرت – إلى حد كبير – أبعاد الموقف العربي في شموليته ، ومع هذا التعري انكشفت حقيقة أزمة المجتمعات العربية ، وبان أنها ليست أزمة موقف سياسي ، وإنما هي – في صميمها – أزمة موقف حضاري عام ، ولقد أصبح بادياً للعيان أن ثمة مجتمعاً ( مسلوب الهوية ) وما مسألة غياب ( إرادة الفعل والنهوض ) إلا تفريع على أصل الداء ومنيت العلة أعني ( غياب الهوية ) .

    جاءت هذه الصدمة لترفع الحصار الذي ضرب حول إرهاصات الصحوة الإسلامية ، وتفك الخناق الذي كان يحبس الاندفاعة الكبرى على طريق النهضة الإسلامية ، ومن ثم برزت الالتفاتة القوية للأمة نحو الإسلام ، عقيدة وشريعة وعبادة وتصوراً وسلوكاً ، وتراثاً حضارياً إنسانياً كذلك ، وكان واضحاً أن الطريقة الجديدة تملك من الوضوح والثبات والطهارة التاريخية ، ما جعلها ( الأمل ) الذي تتمسك به جماهير الأمة ، بعد أن غشيها ظلام المذهبيات الأجنبية الدامس ، والذي تحولت الأمة في ظل أنظمته إلى ( فئران تجارب ) لإفرازات العقل الأوربي الحديث ، شرقيه وغربيه على حد سواء .

    ومع انطلاقة الأمة بقوة إلى طريق الإسلام ، والنشاط الواسع لإحياء تراثه الإنساني الخصيب ، بدأت إرهاصات ( عزلة ) نفسية ، وجمود فكري ، وتراجع حركي ، تصيب مختلف الفعاليات الفكرية العربية المتغربة ، وكان أبرز هذه الفعاليات المنهزمة الماركسيون العرب ، والقوميون بمحدداتهم ( الاشتراكية ) المختلفة في دركاتها ، بحكم أنهم كانوا أصحاب السلطان والحكم والاستعلاء في معظم العواصم العربية الرئيسية .

    في ذلك الوقت نشط نفر من الاشتراكيين والماركسيين الفرنسيين ، ممن لهم اهتمام مباشر بالحركات الفكرية في العالم العربي ، وكان على رأس هؤلاء ( روجيه جارودي ) و ( مكسيم رودنسون ) و ( إيف لاكوست ) بعضهم قام بزيارة عمل إلى بعض العواصم العربية الفاعلة في المشرق والمغرب ، ومن خلال رصد الوضعية الجديدة للنشاط الفكري في العالم العربي وظهور الصحوة الإسلامية من جديد ، وإزاحتها كافة المذهبيات الأجنبية من طريقها ، وتقدمها لريادة المجتمع العربي من جديد ، إزاء ذلك كله ، وجه هؤلاء النفر النصيحة ، مباشرة وملتوية إلى الفعاليات الفكرية العربية الماركسية والقومية الاشتراكية ، من أجل ( نقل ) مجال عملهم إلى داخل التراث الإسلامي ذاته ، بعد أن عاشوا دهراً خارجه ، فكراً وممارسة ، بمعنى أنهم بدلاً من أن يقفوا في وجه الإسلام – كما هو حالهم سابقاً – وينطلقوا من مبدأ المعارضة الصريحة للإسلام والفكر الإسلامي ، بدلاً من ذلك فإنهم يمكنهم أن يعلنوا أنهم أيضاً وجدوا الضالة في الإسلام ، وآمنوا بأن الإسلام هو طريق الخلاص ، ثم من خلال هذه الأرضية ( النفسية ) التي تجعلهم قريبين من الوجدان الشعبي الإسلامي ، وتمحو عن وجوههم كآبة التغريب التي عهدها فيهم المثقفون العرب المسلمون ، من خلال هذا التسرب ، يمكنهم أن يبدأوا طرح ( الفكرة الماركسية ) أو ( الفكرة القومية الاشتراكية ) في ثوب إسلامي فضفاض ، يخدع القارئ عن إدراك حقيقة الطرح الفكري التغريبي الذي يقدم من خلاله .

    هذه العملية يمكنا أن نلخصها - شرعياً - في شعار ( نفاق الفكرة ) وقد وضع هؤلاء النفر المستشرقون الثلاثة ، تخطيطاً شبه متكامل ، دعوا فيه الماركسيين والقوميين العرب إلى التزامه ، والنسج على منواله ، والسير على هديه ، وهذا المخطط الخطير اعتمد على ثلاث ركائز :

    الأولى : الدعوة إلى إعادة قراءة أو كتابة التاريخ العربي الإسلامي ، على أساس أن ثمة اتجاهات حركية فيه قد ظلمت عمداً من ( مؤرخي السلاطين ) .

    الثانية : إرباك العقل الإسلامي الحديث ، من خلال طرح العديد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بالتراث ، والتي تعمد إلى إحياء وتمجيد الاتجاهات الفكرية والحركية المنحرفة ، بل والخارجة على الإسلام ، وعرضها في إطار ثوري وتنويري وعقلاني جذاب ، وجعلها بمثابة الجذور الفكرية ، للنظريات والمذهبيات الأجنبية الحديثة ، كالماركسية ، والفوضوية ، والقومية ، ونحوها ، ومن هنا تكتسب منطلقاتها الفكرية المتغربة مشروعية الانتماء إلى التراث الإسلامي .

    الثالثة : طرح عدد من الشعارات والاصطلاحات الجديدة ، والتي يمكن لها أن تشكل جذوراً فكرية ونفسية تصل بين الإسلام وبين الماركسية أو القومية أو الاشتراكية ، وتجهد العقل المسلم في تتبعها وضبطها ، وتحديد مشروعيتها ، مما يضيف إرباكاً جديداً يشتت جهد الانطلاقة القوية نحو الإسلام .

    ولم يكتف المستشرقون الثلاثة بتحديد تلك المرتكزات التي تضبط الحركة الجديدة ، وإنما ذهبوا إلى حد طرح نماذج تطبيقية ، قاموا بإنشائها ، مثلما فعل ( جارودي ) من قبل عندما تساءل ( لماذا يبحث العربي الجزائري عن أصول الماركسية في غير تراثه الحضاري ؟! ) وقد قدم ( مكسيم رودنسون ) مجموعة أبحاث حول ما أسماه ( الحركات التحررية ) في التراث العربي ، كما قدم ( إيف لا كوست ) دراسته عن ( ابن خلدون ) المؤرخ العربي المسلم ، حيث انتهى فيها إلى اعتبار أن ( ابن خلدون ) هو المبشر الأول بالمادية الجدلية التاريخية في الفكر الإنساني ! على جانب آخر ، نشطت بين الباحثين العرب الشيوعيين ولا سيما في منطقة ( الشام ) عمليات الاستعانة بكتابات المستشرقين السوفييت ، الذين كانت تستعين بهم سلطات الإرهاب السوفيتية ، في إجراء عمليات تضليل ، وغسيل مخ ، في الجمهوريات الإسلامية الممتدة في جنوب الاتحاد السوفيتي ، وفي مقدمة هؤلاء ( أغناطيوس كراتشفوفسكي ) الذي وصفه أحد كبار الشيوعيين العرب ، وهو الكاتب السوري الدكتور ( طيب تيزيني ) بأنه الوحيد الذي أعاد الاعتبار إلى التراث الإسلامي .

    وعلى هدي هذه النماذج ، وانطلاقاً من تكلم المرتكزات التي وضعها المستشرقون الفرنسيون والسوفييت ، نشطت في ديار الإسلام ، الدعوة إلى إعادة قراءة التاريخ الإسلامي ، وتقدم نفر من القوميين والشيوعيين العرب بمحاولاتهم ، فظهرت كتابات الدكتور محمد عمارة ، مثل كتابه ( مسلمون ثوار ) وظهرت كتابات أحمد عباس صالح حول ( اليمين واليسار في الإسلام ) ونشطت حركة مجلة ( الطليعة ) أحد معاقل الشيوعية في مصر آنذاك في اتجاه الكتابات حول التراث ، وظهرت سلسلة مقالات الدكتور محمد أحمد خلف الله ، حول مفاهيم ( العدالة الإسلامية ) وإعادة قراءة أصول الفقه الإسلامي ، كما نشطت محاولات لإيجاد تيار فكري جديد تحت شعار ( اليسار الإسلامي ) وقد تزعم الدكتور ( حسن حنفي ) العائد من بعض البلدان الشيوعية ، تزعم المشروع والدعوة إليه ثم أصدر مجلة تحمل هذا الاسم ، صدر منها عدد واحد ثم توقفت لأنها لم تجد من يقرأها ! .

    والمؤسف أن هذه المحاولة قد خدعت أحد المنابر الإعلامية الفكرية الإسلامية ، حيث أفسحت مجلة ( المسلم المعاصر ) صدرها لقضية ( اليسار الإسلامي ) غير منتبهة إلى جذور المسألة ، وإطاراتها الخطيرة التي تتحرك من خلالها !! إلا أن المجلة عادت – بعد حين – وأغلقت ملف ( النفاق الفكري ) ولا سيما أن المحاولة ، كما قد وضح حينها ، لا تملك رصيداً واقعياً يضمن لها الحد الأدنى من شرط الحياة .

    وعلى الرغم من الجهود الهائلة التي بذلها اليسار العربي بجميع شرائحه لكي يثبت أقدامه في هذه المحاولة ، وعلى الرغم من الإصدارات العديدة في دمشق والقاهرة وبيروت وتونس والجزائر والرباط ، إلا أنه كان من الواضح أن حجم الصحوة الإسلامية ودرجة الوعي التي برزت فيها فعالياتها الفكرية والإعلامية ،وما بدا من كونه استطاعت الإفادة من تجارب الحركة الإسلامية وأخطائها في تجربتها الحديثة ، أقول : كان من الواضح أن اليسار العربي أضعف بكثير من أن يحقق الأهداف التغريبية المرجوة من ( لجم ) اندفاعة الصحوة الإسلامية ، وتطويق نجاحاتها الفكرية والقيمية ، على مختلف الأصعدة والمستويات الثقافية ، من النخبة إلى القاعدة الشعبية .

    " وقفة ضرورية نقفها مع هذا التيار التخريبي الجديد ، قبل أن نشرع في عرض طريقتهم المنحرفة في ( تجديد الفكر الإسلامي ) وقفة تتعلق بالمبدأ وسياق التكوين ، وملابسات تحركهم في واقعنا المعاصر ، وهي وقفة نلخصها في الآتي :

    أولاً : هذا التيار الجديد ، من الواضح أنه يلقى دعماً وترحيباً من أطراف عديدة نافذة السلاطان في بعض البلدان العربية ، ومن غير كثير نظر أو تأمل ، تتضح هذه الحقيقة من خلال الصدر الرحيب المفتوح لمنتدياتهم ، ومؤتمراتهم ، والإنفاق الرسمي عليها ، والإبراز الهائل لكتاباتهم ، من خلال الصحف والإصدارات الرسمية الكبرى فضلاً عن التضخيم الإعلامي المقصود لمكانتهم في ساحة الفكر عموماً وفي الفكر الإسلامي على وجه الخصوص .

    ونحن لا يهمنا هنا الوقوف عند دلالتها – هذه الحقيقة – على الإحساس ( العلماني ) بضعف موقعهم ، وتهافت طروحاتهم ، وصدود المثقفين عنهم ، وإنما الذي يهمنا هنا في المقام الأول ، هو أن مثل هذه الوجهة التي انتحاها العلمانيون العرب – تحت هذه الظروف التي عرضناها – تبرهن بما لا يدع مجالاً للشك ، على وجود أزمة أخلاقية حادة ، تسري في أوصال فعاليات فكرنا المعاصر ، إذ أن اللجوء إلى مبدأ ( نفاق الفكرة ) دون أي مبرر قهري موضوعي مقبول – هو خلل أخلاقي صريح ، من حيث ننتهج الوسائل غير الشريفة لتحقيق أهدافنا ، حتى ولو كانت أهدافاً صحيحة ، فكيف وقد برهن التاريخ والواقع المشهود على فسادها ؟! .

    إن النصح للأمة واللأجيال إنما يبدأ من تحديد مفردات الموقف الفكري والحضاري ، وتجليتها من حيث كونها تمثل جوهر الإشكالية ، ثم نبرهن على ما يصح منها ونكشف عن زيف ما لا يصح ، بالدليل والبينة والبرهان ، بحيث يمكن لإنساننا المعاصر أن يتخير موقفه بمسؤولية كاملة ، وإرادة حرة واعية طليقة ، أما أن نعمد إلى خلط مفردات الموقف الفكري والحضاري والتعتيم على أبعاد الإشكاليات ، والتدسس إلى مسارب خفية مموهة ، فهو تضليل للأمة وخداع لطاقتها الإنسانية عن معالم هويتهم بكل أبعادها ، ومحاولة غير نزيهة لتزوير إرادة الإنسان العربي الفكرية .

    ثانياً : أن هذا الالتفات الجديد نحو التراث الإسلامي ، والشق الديني فيه على وجه التحديد ، هو الذي يحاول أصحابه رفع شعار التجديد والاستنارة ، لتمرير الفكرة العلمانية ، أو دمج معطياتها بدين الله ، أقول : هذا الالفتات الجديد هو هدم وتخريب لتراث المسلمين ولدينهم وشريعتهم على السواء ، ولا يخفف من الجرم شيئاً رفع شعار التجديد على هذا الصنيع .

    وذلك أن تجديد الفكر الإسلامي ، لا يمكن أن يكون تبديلاً لحقائقه ومقوماته ، ولا يجوز أن يكون بالزيادة فيها ولا النقص منها ، فالرسول r يقول ( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد ) .

    ينطلق تيار ( جبهة العلمانية ) أو ( المستنيرين ) من مبدأ رفض الفكرة الإسلامية ، ومعطياتها الجوهرية ، عقلية وقيمية وتصويرية وتشريعية ، وإن جاز الإبقاء على المعاني الروحية والعبادية ، كطقوس تمثل نوعاً من ( الفولكلور ) الشعبي .

    إلا أن ثمة حقائق موضوعية وتحولات تاريخية ، حتمت على أصحاب هذا التيار ، أن يتجنبوا المدخل المباشر والصريح ، الذي بدأ به تيار التجديد اللاديني القديم ، على رأس هذه الحقائق ، أن الدعوة الإسلامية التجديدية المعاصرة ، قد استطاعت فعلاً أن تحقق نجاحات كبيرة ، وفي فترة قصيرة نسبياً ، على المستويات الجماهيرية بحيث أصبحت الصحوة الإسلامية ، تمثل تياراً إيجابياً حيا وفاعلاً في قاعدة واسعة ، مما يصعب معه التصدي له ، أو عزله كما حدث في الماضي بصورة مباشرة .

    وكذلك فإن الفشل الواضح ، والمحسوس واقعياً ، والذي أنتجته المذاهب الغربية في المجتمع العربي ، جعل هناك حاجزاً نفسياً ، إضافة إلى الحاجز العقائدي ، الذي أوجدته الطروحات التنظيرية للتيار الإسلامي ، يحولان – كلاهما – دون قبول الإنسان العربي المعاصر ، لهذه الأفكار المعادية للإسلام .

    تلك الحقيقة هي ما يعبر عنها أحد رجالات هذه الجبهة وهو الدكتور محمد جسوس بقوله ( إن الإسلام كان ولا يزال مركزاً الشرعية الأولى والأخير بالنسبة للأغلبية الساحقة من الجماهير العربية التي نتعامل معها ، وإن كل الطروحات الأيديولوجية الأخرى ، لم تتمكن من الحصول حتى على بصيص من الوفاء والالتزام ، الذين أمكن الوصول إليه عن طريق الإسلام ) .

    ومن ثم فقد ارتأى أصحاب هذه ( الجبهة ) أن يكون من العبث المكشوف لهذا الدفق الإسلامي الواسع الامتداد في المجتمع العربي ، والأهم من ذلك هو استحالة القدرة على إقناع الجماهير العربية – بصورة مباشرة – برفض الفكرة الإسلامية ومعطياتها ، فاتجهت ( الجبهة ) بعد المؤتمر الشهير الذي عقدته في الكويت أواسط السبعينيات إلى ضرورة العمل على عزل الإسلام عن الواقع الاجتماعي ، من خلال الإسلام ذاته ، وهذا يعني تفتيت الفكرة الإسلامية من داخلها وتفريغها من مضامينها الجوهرية ، وخلخلة معطيات التراث الإسلامي ، ومن ثم هدمها بآلة من داخل التراث ، والعمل على تسريب المضامين ( العلمانية ) من خلال أغلفة إسلامية بشكل أو بآخر ، أي حسب منهج ( الإسقاط الفكري ) .

    وهذه التعبيرات – والتي نقلناها بنفس تعبيرات المؤتمر ( أنفسهم ) – يلخصها لنا أحد شيوخ ( الجبهة ) وهو محمد النويهي في بحث قدمه للمؤتمر تحت عنوان ( الدين وأزمة التطور الحضاري ) طالب فيه بضرورة تنظيم صفوف العلمانيين ، لابتعاث حملة فكرية ، تحقق أهدافهم المنشودة ، والتي عبر عنها بقوله ( إن هدف الحملة الفكرية المطلوبة هو أن نقنع الناس ، بوجوب الأخذ بالنظرية العلمانية الخالصة ، في كل ما يختص بأمور معاشهم ودنياهم ، وهي لن تفلح في هذا إلا إذا أقنعتهم بأن الإسلام دين كثرتهم ، لا يتنافى مع النظرة العلمانية بل ليس من المغالاة أن نقرر أن موقفه من أمور دنيانا هو موقف علماني صرف .

    ونفس هذا الباحث هو الذي أفصح عن تصوره لعلمانية الإسلام في بحث سابق ، نشره تحت عنوان ( نحو ثورة في الفكري الديني ) قال فيه صراحة : إذا كان الحديث عن الحياة لا عن العقيدة وما يتصل بها من شعائر العبادة فإن القرآن .. لم يشرع لنا إلا التشريع الذي يكفل حياة أمة واحدة ، هي أمة العرب في زمن واحد هو زمن الرسول r .

    على الصعيد التنظيري كذلك ، لتيار ( الجبهة العلمانية ) يقرر أحد أساتذة الجامعة الأمريكية وهو علي أحمد سعيد أدونيس في بحث له ، قدمه تحت إشراف رجل دين نصراني ، ( إذا كان التغيير يفترض هدماً للبنية القديمة التقليدية فإن هذا الهدم لا يجوز أن يكون بآلة من خارج التراث العربي ، وإنما يجب أن يكون بآلة من داخله ، إن هدم الأصل يجب أن يمارس بالأصل ذاته .

    وقد حاول الباحث تقديم نماذج تطبيقية لهذه المنهجية ( التجديدية ) ؟! من خلال محاولة إحياء النشاطات الفكرية الإلحادية في التراث ، وإبراز النماذج الإنسانية المنحرفة ، على مستوى الأفراد – كالرازي والريوندي – أو على مستوى الحركات السياسية مثل القرامطة والباطنية ، وهنا يتعدى الهدف من ( العلمنة ) الاجتماعية ، إلى عملية تشويه الفكر الإسلامي نفسه ، وجذوره العقائدية ، مثلما انتهى الباحث إلى أن يقرر مقولته ( يمكن القول إنه ليس هناك إله خارج الذات الإنسانية فالإنسان هو إله الإنسان ، كما يعبر ( فويرباخ ) أو ما في الجهة غير الله كما عبر ( الحلاج ) قبل ( فويرباخ ) بعدة قرون .

    هذا هو ما يظهر للباحث من تاريخ نشأتهم على المستوى العلماني وعلى المستوى الشيوعي والقومي ، فلكل حركة من هذه الحركات طريقة في بث أفكارها بعد هزيمتها إلا أنها متفقة جميعاً أن مظلة الإسلام هي المظلة المنشودة في هذا الوقت للتغطية على التشويه والهدم المقصود للفكر الإسلامي ولأصول الشريعة .

    إذن معركة الإسلام الحالية والمقبلة ، لم تعد مع ( الخارجي الوافد ) وإنما هي مع الداخل الإسلامي ، ومن هنا كان النظر إلى الأفكار والآراء والمجهودات الإسلامية المتصلة بتكوين الفكر الإسلامي المعاصر ، والمتحدثة عن القيم الإسلامية للحياة الجديدة ، والمؤصلة للتشريعات الإسلامية الصالحة للواقع الاجتماعي الجديد ، كل أولئك أصبح يواجه – كما قدمنا – بحساسية زائدة وتوتر ظاهر من قبل الإسلاميين أنفسهم ، يزيد من هذه الحالة – بل ويبررها أيضاً – أن هذا ( الداخل ) الإسلامي ( خليطاً ) بفعل توافد جماعات من المفكرين والباحثين ممن يحملون تراثاً شخصياً ، علمانياً أو قومياً أو شيوعياً أو حداثياً ، توافدهم إلى الساحة الإسلامية ، واتجاههم إلى البحث ومخاطبة الجماهير تحت شعارات الإسلام ، مما يجعل طرحهم ومعالجتهم للقضايا الإنسانية والاجتماعية العامة – باسم الإسلام – في حاجة إلى ترشيح ومراجعة بل ونقد صارم .

    إن المستقبل بإذن الله للإسلام وحده وللفكر الإسلامي المنبط بالنص وبقواعد الشريعة التي اتفقت عليها الأمة جيلاً بعد جيل منذ الجيل الأول إلى يومنا هذا ، وإن المشروع الحضاري المنشود والذي تحلم به هذه الأمة الصابرة المجاهدة ، هو إسلامي محض ، ( فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم ) .

    يتبع===========
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  4. #34
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أهم رموز تيار العصرانيين و منظريه على اختلاف مستوياتهم

    ولا بد لمعرفة حقيقة هذا التيار الذي حمل لواء الاستعمار في هدم الشريعة وأصولها من ذكر نماذج منهم وإن كنا لا نساوي بينهم ولكننا نبين مستوياتهم المتفاوتة في الطرح وتشابههم في الأسلوب رغم اختلاف مقاصدهم ، لذا نقف على شيء من كلماتهم العرجاء العوجاء ، علماً أن ما سنذكره عنهم لا يعد زلة يتيمة لأحدهم اقتنصناها لندينه بها ولكنه منهج امتلأت كتبهم ومحاضرات بترديد مثله ونعوذ بالله أن نكون ممن يتصيد الزلات ليسقط بها من لا يستحق الإسقاط .

    1- جمال الدين الأفغاني وهو يعتبر من أبرز المؤسسين لهذا التيار العقلاني في منتصف عام 1800م ، وهو رجل تكتنف حياته الغموض والاسرار ، وأثبت محمد رشيد رضا أنه ( مازندراني ) من أجلاف الشيعة ، ومن أقواله في كتاب ( تاريخ الإمام محمد عبده ) أنها ألقى محاضرة في الآستانة قال فيها ( ولا حياة لجسم إلا بروح ، وروح هذا الجسم إما النبوة أو الحكمة ) ، وقد انضم إلى المحفل الماسوني في مصر في 22/ربيع الثاني / 1292هـ ثم اختير بعد ثلاث سنوات رئيساً لمحفل كوكب الشرق في عام 1978م بأغلبية الآراء ، ثم اعتزل هذا المحفل وأنشأ محفلا وطنياً تابعاً للشرق الفرنسي ، ثم نفي من مصر عام 1296هـ بتهمة أنه رئيس جمعية سرية من الشبان ذوي الطيش ، مجتمعة على فساد الدين والدنيا ) وقال محمد رشيد رضا في كتابه ( تاريخ الأستاذ الإمام .. ) وفي عام 1878م تولى رئاسة جمعية الماسون العربية أي أصبح رئيس محافل البلاد العربية قاطبة " وجاء في مذكرات السلطان عبدالحميد ترجمة محمد حرب عبد الحميد قال السلطان ( وقعت في يدي خطة أعدها في وزارة الخارجية الإنجليزية كل من مهرج اسمه جمال الدين الأفغاني وإنجليزي يدعى بلند قالا فيها بإقصاء الخلافة عن الأتراك واقترحا على الإنجليز إعلان الشريف حسين أمير مكة خليفة على المسلمين " .

    2- محمد عبده ويعتبر هو المؤسس الحقيقي والأب الفكري والروحي لجيل العصرانيين وهو مطور المذهب بعد جمال الدين الأفغاني ، ويلحظ من أراءه أنه يميل كما في التفسير لما يتناسب مع المعارف الغربية السائدة في عصره ، فهو يفسر الطير الأبابيل بأنها جراثيم الجديري ، أو الحصبة ، يحملها نوع من الذباب أو الباعوض ، والنفاثات في العقد بأن المراد فيها النمامون المقطعون لأوامر الألفة ، وعندما تعرض لتفسير قول الله ( أني ممدكم بألف من الملائكة .. ) قال إن هذا الإمداد أمر روحاني يؤثر في القلوب فيزيد في قوتها المعنوية .. ثم قال .. وما أدري أين يضع بعض العلماء عقولهم عندما يغترون ببعض الظواهر ، وببعض الروايات الغريبة التي يردها العقل ، ولا يثبتها ما له قيمة من النقل ) ويقول عن منهجه في التفسير في كتابه الإسلام والنصرانية ( الأصل للإسلام النظر العقلي لتحصيل العلم ، وهو وسيلة الإيمان .. والأصل الثاني للإسلام تقديم العقل على ظاهر الشرع عند التعارض ) ويوضح منهجه في الحديث كما في تفسيره لجزء عم ( وعلى أي حال فلنا بل علينا أن نفوض الأمر في الحديث ولا نحكمه في عقيدتنا ، ونأخذ بنص الكتاب وبدليل العقل ) و يقول في رسالته ( الإسلام والنصرانية ) ( اتفق أهل الملة الإسلامية إلا قليلاً ممن لا ينظر إليه على أنه إذا تعارض العقل والنقل أخذ بما دل عليه العقل ) !! ، أما أراءه الفقهية فهو يرى حل إيداع الأموال في صندوق التوفير وأخذ الفائدة عليها ، وتعدد الزوجات قال عنه أن الملابسات السائدة والظروف في المجتمع تجعل من المستحيل العدل بين النساء ولا بد من منع تعدد الزوجات إلا في حالات استثنائية يقرها القاضي ، وقال عن الإيمان ( وقد اتفق المسلمون إلا قليلاً منهم ممن لا يعتد برأيه على أن الاعتقاد بالله مقدم على الاعتقاد بالنبوات ، وأنه لا يمكن الإيمان بالرسل إلا بعد الإيمان بالله فلا يصح أن يؤخذ الإيمان بالله من كلام الرسل ، ولا من الكتب المنزلة .. ) ، وقد اهتم بالتقريب بين الأديان إذ أنشأ جمعية سياسية دينية سرية هدفها التقريب بين الأديان الثلاثة ( الإسلام والنصرانية واليهودية ) وذلك في بيروت بعد أن توقفت مجلته ( العروة الوثقى ) ، واشترك معه في تأسيس الجمعية : ميرزا باقر ، وعارف أبو تراب ، والقس إسحق تيلر ، وبعض الإنجليز اليهود وكان محمد عبده صاحب الرأي الأول فيها ( تاريخ الأستاذ الإمام .. لرشيد رضا ) ، وقال محمد عمارة في كتابه ( الأعمال الكاملة لمحمد عبده ) ( ويرى بعض الباحثين أن الشيخ محمد عبده كان وراء قاسم أمين في كتابه ( تحرير المرأة ) وأن الكتاب قد جاء ثمرة لعمل مشترك بين كل من الشيخ محمد عبده وقاسم أمين ، وكانت الصياغة النهائية بقلم الشيخ محمد عبده ) وقال ( بل يرى بعضهم أن الشيخ محمد عبده هو الذي ألفه ووضع اسم قاسم أمين عليه دفعاً للحرج ، وكان ذلك بإشارة من ( اللورد كرومر ) والأميرة نازلي ، إذ كان هؤلاء يترددون على صالونها باستمرار ) ، وقال عنه الشيخ مصطفى صبري في كتابه ( موقف العقل والعلم والعالم ... ) ( أما النهضة المنسوبة إلى الشيخ محمد عبده فخلاصتها أنه زعزع الازهر عن جموده على الدين ، فقرب كثيراً من الأزهريين إلى اللادينيين خطوات ، ولم يقرب اللادينيين إلى الدين خطوة ، وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين ، كما أنه هو الذي شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر ) .

    3- محمود أبو رية ، أحد طلاب محمد عبده النجباء ، وهو الذي شهد مجلساً لبعض المشايخ جرى الحديث فيه عمن سيدخلون الجنة ومن يحرمون منها فسألهم أبو رية ، وماقولكم في أدسون مخترع النور الكهربائي ؟ فقالوا إنه سيدخل النار ، فقال لهم : أبعد أن أضاء العالم كله حتى مساجدكم وبيوتكم باختراعه ؟ فقالوا ولو .. لأنه لم ينطق بالشهادتين ، فقال لهم ، إذا كان مثل هذا الرجل العظيم وغيره من الذين وقفوا حياتهم على ما ينفع البشرية جمعاء بعلومهم ومخترعاتهم لا يمكن – بحسب فهمكم – أن يدخلوا الجنة شرعاً لأنهم لم ينطلقوا بالشهادتين أفلا يمكن أن يدخلوها ( عقلاً ) بفضل الله ورحمته ؟ ، وقال في كتابه ( أضواء على السنة المحمدية )ساخراً من أهل الحديث والسنة ( رحم الله أستاذنا الإمام محمد عبده حيث قال : في رجل . قد حفظ متن البخاري كله ، لقد زادت نسخة في البلد ، حقاً والله ما قال الإمام أي أن قيمة هذا الرجل الذي أعجب الناس جميعاً به لأنه حفظ البخاري لا تزيد عن قيمة نسخة من كتاب البخارية لاتتحرك ولا تعي ) ، وقال أبو رية في كتابه ( أضواء على السنة المحمدية ) بعد أن زعم أنه بذل مجهوداً كبيراً في دراسة مصادر السنة الصحيحة ما نصه ( حتى انتهيت إلى حقائق عجيبة ونتائج خطيرة ، ذلك أني وجدت أنه لا يكاد يوجد في كتب الحديث كلها مما أسموه صحيحاً ، أو ما جعلوه حسناً ، قد جاء على حقيقة لفظه ومحكم تركيبه ، كما نطق الرسول به ، ووجدت أن الصحيح على اصطلاحهم إن هو إلا معان مما فهمه بعض الرواة !! ، ومن أجل ذلك جاءت أكثر الأحاديث ، وليس عليها من ضياء بلاغته صلوات الله عليه إلا شعاع ضئيل ) ، وقال في مجلة الفتح متابعاً لسيده جولد زيهر اليهودي ( لو أن هؤلاء الصحابة كانوا قد فعلوا في تدوين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلما فعلوا في تدوين القرآن ، لجاءت هذه الأحاديث على غير ما هي عليه الآن ، فتكون كلها متواترة ، ليس فيها شيء اسمه صحيح ولا شيء اسمه حسن ولا ضعيف ولا موضوع )

    4- ومن تلاميذ محمد عبده محمد رشيد رضا الذي قيل أنه تحول تدريجياً من منهج المدرسة العقلية إلى منهج السلف وذلك بعد وفاة أستاذه محمد عبده ، إلا أنه أرث للعقلانيين أقوالاً لا زالوا يرددونها ويحتجون بها .

    5- محمد عمارة الذي يقول في كتابه ( تيارات الفكر الإسلامي ) ( لقد انتقضت المعتزلة كفرقة ولكنها استمرت نزعة عقلية ! وفكراً قومياً وأصولاً فكرية ، من خلال فرق أخرى تأثرت بها ، ومن خلال البصمات التي طبعتها على المجرى العام الخالد والمتدفق والمتطور ! لفكر العرب والمسلمين )! ، وقال .. ( ومقام العقل عندهم كان عالياً وصفات الأرستقراطية الفكرية ! وسمات العلماء ! كانت واضحة في أوساطهم كل الوضوح ) !! .. ثم قال .. ( وهكذا كان المعتزلة ، كوكبة من أهل الفكر ! والنظر ! والدين ! والثورة ! اتخذوا من الفلسفة والفكر والرقي ! في المعرفة بديلاً عن الأحساب والأنساب ) !! .. ويتلكم محمد عمارة في ( تحديات لها تاريخ ) عن نظريته التي يدعو إليها وطريقته التي يمشي عليها مشيراً إلى أنها ( تعلي من شأن العقل وتجعله معياراً وميزاناً حتى بالنسبة للنصوص والمأثورات ، حتى لنستطيع أن نقول ، إن موقفها من العقل والفلسفة يجعلها الامتداد المتطور لمدرسة المعتزلة فرسان العقلانية في تراثنا القديم ) ، ويقول في ( تحديات لها تاريخ ) واصفاً منهجية تياره العقلاني بأنها ( لا تدعوا للعودة إلى مجتمع السلف ، لأنها تدرك استحالة ذلك ! فضلاً عن خطره وضرره !! ) ، ويقول في كتابه ( تيارات الفكر الإسلامي ) ( لقد أصبح الواقع الفكري للحياة العربية يتطلب فرساناً غير النصوصيين ، ويستدعي أسلحة غير النقول والمأثورات للدفاع عن الدين الإسلامي ، وعن حضارة العرب والمسلمين .. ثم يقول ويسلّم الكثيرون بأن المعتزلة هم فرسان العقلانية في حضارتنا .. ثم يقول مشيداً بالمعتزلة .. لقد أحبوا عرض النصوص والمأثورات على العقل فهو الحكم الذي يميز صحيحها من منحولها ، ولا عبرة بالرواة ورجال السند ، مهما كانت حالات القداسة التي أحاطهم بها المحدثون ، وإنما العبرة بحكم العقل في هذا المقام ) ، ويقول في كتابه ( التراث في ضوء العقل ) ( ابن عربي في التصوف الفلسفي قمة القمم لا في حضارتنا العربية الإسلامية فقط ، بل وعلى النطاق الإنساني وهو بمقياس ( السلفية المحافظة ) أو ( الفقهاء ) وثني زنديق ) ، وقال أيضاً ممجداً عبد الجبار بن أحمد الهمذاني فهو ( أعظم أئمة المعتزلة في عصره ، وصاحب التراث الذي لولاه لما بقي لنا من تراث المعتزلة ، ما يجلو موقفهم الفكري على حقيقته .. وقد قاد الصحوة الاعتزالية في عصر اضطهاد المعتزلة .. ويقول عن عمرو بن عبيد .. فهو زاهد المعتزلة وناسكهم وعالمهم وقائدهم وقد ساهم في الثورة ضد بني أمية .. )

    6- فهمي هويدي الصحفي الذي يظن نفسه مفكراً قال في مقال له بعنوان ( وثنيون هم عبدة النصوص ) واصفاً ( محاولة تعطيل العقول أمام النصوص على حد تعبيره أنها وثنية جديدة ذلك أن الوثنية ليست فقط عبادة الأصنام فهذه صيغة الزمن القديم ، ولكن وثنية هذه الزمان صارت تتمثل في عبادة القوالب والرموز في عبادة النصوص والطقوس ) كذا قال !! وله من مثل ذلك كلمات كثيرة لا نشتغل بإرادها ولا نطيل بنقلها !! ، وقال في مقاله له في العربي عام 1401 تحت عنوان ( المسلمون والآخرون ) " لقد سمعت واحداً من خطباء الجمعة اعتلى المنبر ليحدثنا في أن المسلمين خير أمة أخرجت للناس ( هل في ذلك شك ؟ ) وذهب به الحماس حداً دفعه إلى أن يسفه غير المسلمين جميعاً ويتهمهم بمختلف النقائص والمثالب ، ثم يدعوا الله تعالى في الختام وحوله مئات من المصلين يؤمنون ، أن يدك بيوتهم ويزلزل عروشهم ويفرق شملهم ويهلك نسلهم وحرثهم ، وكنت جالساً في الصف الأول ، في مسجد فرش بسجاد صنع في ألمانيا الغربية ، وترطب حرارته مكيفات أمريكية ، وتضيئة لمبات تونجرام الهنغارية ، بينما كلمات الخطيب تجلجل في المكان عبر مكبرات للصوت هولندية الصنع ، وعندما هبط شيخنا ليؤمنا للصلاة تفرست في طلعته جاهداً لأجد عباءته من القماش الإنجليزي وجلبابه من الحرير الياباني ، وساعته زودياك السويسرية ، وقد وضع إلىجوار المنبر حذاءً إيطالياً لامع السواد ) وللقارئ أن يحكم على هذه السخرية البجحة .

    7- الأزهري ! محمد الغزالي الذي نرى في كتاباته منهجاً عقلانياً ملفوفاً يتمثل في إعطاء العقل أكبر من منزلته ، فلا يكتفي أن يكون العقل مستنبطاً بل يجعله قابلاً راداً ومؤثراً وهذا هو منهج ( المعتزلة ) ، وهذا المنهج العقلاني منثور في تسويداته كلها ، وبخاصة الكتاب الظالم للعلم وأهله ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ) ، ) الذي قرر فيه معتقده بقوله ( إن العقائد أساسها اليقين الخالص الذي لا يتحمل أثاره من شك ، وعلى أي حال فإن الإسلام تقوم عقائده على المتواتر النقلي ، والثابت العقلي ، ولا عقيدة لدينا تقوم على خبر واحد أو تخمين فكر ) ، و يقول في مجلة الدوحة القطرية عدد 101 ( ألا فلنعلم أن ما حكم العقل ببطلانه يستحيل أن يكون ديناً ، الدين الحق هو الإنسانية الصحيحة ، والإنسانية الصحيحة هي العقل الضابط للحقيقة المستنيرة بالعلم الضائق بالخرافة النافر من الأوهام ولا نزال نؤكد أن كل حكم يرفضه العقل ، وكل مسلك يأباه أمرؤ سوي وتقاومه الفطرة المستقيمة يستحيل أن يكون ديناً !! ) لذلك نرى الغزالي يرد بجرأة بالغة كثيراً من الأحاديث النبوية الصحيحة الثابتة لمجرد أنها لم ( تركب ) على عقله !! ، من ذلك حديث البكاء على الميت ، وحديث قصة ملك الموت وموسى ، وحديث صلاة المرأة في المسجد ، وحديث قطع الصلاة ، ويقول في كتابه ( دستور الوحدة الثقافية ..) مشنعاً على أهل العلم من كشف ضلاله وأباطيله كعادته ( إنكم تنطلقون كالزنابير الهائجة تلسعون هذا وذاك باسم الحديث النبوي والدفاع عن السنة ! ونحن نعرف أن آباءكم ! قتلوا علياً باسم الدفاع عن الوحدة الإسلامية ! وقتلوا عثمان باسم الدفاع عن النزهة الإسلامية ! وقتلوا عمر باسم الدفاع عن العدالة الإسلامية !! فيا أولاد الأفاعي إلى متى تتسترون بالإسلام ؟! لضرب الرجال الذين يعيشون له ! ويجاهدون لنصرته ! ولحساب من تكونون هذه الضغائن عليهم وتسعون جاهدين للإيقاع بهم وتحريش السلطات عليهم ؟ ) .

    8- محمد أحمد خلف الله الذي يقول في كتابه ( العدل الإسلامي ) ( إن البشرية لم تعد في حاجة إلى من يتولى قيادتها في الأرض باسم السماء ، فلقد بلغت سن الرشد ، وآن لها أن تباشر شؤونها بنفسها ) ويؤكد الدكتور ( على أن النبوة والوحي كانا قيداً وحجراً على العقل البشري ولذلك فقد كان إنهاء ( نظام النبوة ) إيذاناً بتحرير العقل البشري من ( قيود السماء فيقول ( فلقد حرر الإسلام العقل البشري من سلطان النبوة من حيث إعلانه إنهاءها كلية وتخليص البشرية منها ) .

    9- أحمد أمين وهو ممن يشيد بالمعتزلة دائماً إذ يقول في كتابه ( ظهر الإسلام ) ( وكان للمعتزلة الفضل الأكبر في علم الكلام ، لأنهم كانوا أكبر المدافعين عن الإسلام ..وذاع صيتهم وعلا شأنهم بوجود طائفة ممتازة منهم ، مثل واصل بن عطاء ، وأبي الهذيل العلاف ، والنظام والجاحظ وغيرهم ..) وبالمقابل يذم أحمد أمين أهل الحديث ويطعن في منهجهم ويتباكى حزناً على قمع المعتزلة على يد المتوكل العباسي وظهور أهل الحديث فيقول ( فلما نكل بالمعتزلة على يد المتوكل ، علا منهج المحدثين وكاد العلم كله يصبح رواية ، وكان نتيجة هذا ما نرى من قلة الابتكار ، وتقديس عبارات المؤلفين ، وإصابة المسلمين غالباً بالعقم الفكري ، ومع الأسف فمنهجهم ساد منهج المعتزلة وغلبهم ، وكان منهج المعتزلة منهجاً متيناً دقيقاً ، حتى لم يستطع أن يفر منه إلا القليل ) ، وزعم أيضاً في كتابه أن الحديث لم يدون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الوضع والكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم كثر حتى في عهده عليه الصلاة والسلام ، وقال إن علماء الحديث لم يعنوا بنقد المتن كما اعتنوا بنقد السند ، وشكك في مرويات أبي هريرة رضي الله عنه لكثرتها وعدم كتابته للحديث وأن بعض الصحابة شكوا في حديثه وبالغوا في نقده ، وشكك في عدالة الصحابة في كتابه ( فجر الإسلام ) فقال ( وأكثر هؤلاء النقاد – أي نقاد الحديث – عدلوا الصحابة كلهم إجمالاً وتفصيلاً ، فلم يتعرضوا لأحد منهم بسوء ، ولم ينسبوا لأحد منهم كذباً وقليل منهم من أجرى على الصحابة ما أجرى على غيرهم ) ، ونقد أحمد أمين بعض ما في صحيح البخاري من أحاديث راداً لها كما أورد ذلك الدكتور مصطفى السباعي في كتابه ( السنة النبوية ومكانتها في التشريع الإسلامي ) فمنها حديث ( لا يبقى على ظهر الأرض بعد مائة سنة نفس منفوسة ) وحديث ( من اصطبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل ) وحديث ( الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين )

    10- حسين أحمد أمين وهو فرخ أبيه إذ يقول ( فالتشيع بروح الإسلام لا الالتزام بأحكام معينة متناثرة كفيل بأن يكون البوصلة التي تهدينا سواء السبيل ! فقد يجد المجتمع الراهن عقاباً لجريمة السرقة غير العقوبة في المجتمع البدوي وكذلك بالنسبة للحجاب الذي فرض بالمدينة ، فالقطع الذي قرره القرآن عقاباً للسارق هو شريعة بدوية !! مثل عقيدة القدر !! ، وكذلك الحجاب كان مناسباً للمدينة المنورة ، ولم يعد مناسباً للقاهرة في القرن العشرين ) ، ويقول عن جيل هذه الأمة الأول بأنه ( السلف الذي ينعت بالصالح ) ، ومن الأمور التي يرددها كثيراً في مقالاته السخرية من الذين يتكلمون عن الكلاب ونجاستها واقتنائها ، ويصف المنقبة بأنه شبقية مريضة جنسياً كالشاب ويصف المتطرفين بأنهم أطلقلوا اللحى ، تجهمت منهم الوجوه ، يرتدون الجلابيب ، ونساؤهم ترتدين النقاب ، ويرون ضرورة الأكل باليمين ولا يرون شرب الإنسان قائماً ، ويحرمون الغناء والموسيقى واقتناء الصور ) ، وقال في كتابه ( دليل المسلم الحزين ) ( وكيف يمكن لنا انتقاء الصحيح من الحديث ؟ إنه لمن السهل علينا تبين كذب الأحاديث التي اختلقها أتباع الفرق السياسية كالشيعة والخوارج والأمويين .. وكذلك من السهل اكتشاف كذب الأحاديث التي تتنبأ بوصف ليوم القيامة تأبها عقولنا ، أو كل ما ناقض المنطق ومجه التفكير السليم ) .

    11- ومن أصحاب هذا النهج العقلاني الوافـد : الدكتور ( الحقوقي ) حسن الترابي الذي ( يلمع ) اسمه ( اليوم ) وهو يقول في كتابه ( تجديد الفكر الإسلامي ) ( أما المصدر الذي يتعين علينا أن نعيد إليه اعتباره كأصل له مكانته فهو العقل .. ) !! وقال ( ومن المعوقات هناك من يقول بأن عندنا ما يكفينا من الكتاب والسنة وهذا وهم شائع إذ لا بد أن ينهض علماء فقهاء فنحن بحاجة إلى فقه جديد لهذا الواقع الجديد ) ، ولقد أنكر الترابي فيما أنكر بأسلوبه العقلاني الوافد حد الرجم ، كما نقله عنه الدكتور محمود الطحان في كتابه ( مفهوم التجديد بين السنة النبوية وأدعياء التجديد المعاصر ) ، وقد نقل عنه محمد سرور زين العابدين في كتابه ( دراسات في السيرة النبوية ) فقال ( أنكر أستاذ الحقوق الدستورية في الجامعات السودانية دكتور حسن عبدالله الترابي نزول المسيح عليه السلام في آخر الزمان فقلت له في مجلس ضمنا قبل أكثر من إحدى عشرة سنة كيف تنكر حديثاً متواتراً ؟ ! قال أنا لا أناقش الحديث من حيث سنده ، وإنما أراه يتعارض مع العقل ويقدم العقل على النقل عند التعارض ) ، ويقول في محاضرة له بعنوان ( قضايا أصولية فكرية ) ( لا بد لنا أن نعيد النظر في الضوابط التي وضعها البخاري فليس هناك داع لهذه الثقة المفرطة في البخاري ، والمسلمون اليوم إعجابهم بالبخاري زائد ، فمن وثقه فهو الثقة ، ومن جرحه فهو المجروح ، لماذا نعدل كل الصحابة ؟ ليس هناك ما يوجب ذلك ) .

    12- وألطف هؤلاء العقلانيون أسلوباً الدكتور يوسف القرضاوي بعكس شيخه الغزالي العنيف الفظ الغليظ ، وإن كان الأحاديث التي تكلم عليها القرضاوي هي نفسها ( تقريباً ) الأحاديث التي ردها الغزالي واستنكرها بعقله القاصر ! ، فمثلاً كما جاء في كتابه ( كيف نتعامل مع السنة النبوية ) توقف في الحديث المروي في صحيح مسلم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل ( إن أبي وأباك في النار ) ، وتراه أحياناً ينزع إلى التأويل المخالف لظاهر النص ، كمثل ما صنع في حديث ( يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح .. ) المتفق عليه ، وتراه ( يستغرب ) ممن قال عنه الذين ( لا يفتأون يذكرون للناس حديث الذباب وغمسه في الطعام أو حديث لطم موسى لملك الموت !! ) كما رده حد الردة عن طائفة من الناس بتأويل عقلي لم يسبق إليه .

    13- الشاعر المصري أحمد زكي أبو شادي الذي يقول في كتابه ( ثورة الإسلام ) ( وهذه سنة ابن ماجة والبخاري ، وجميع كتب الحديث والسنة طافحة بأحاديث وأخبار لا يمكن أن يقبل صحتها العقل ، ولا نرضى نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأغلبها يدعو إلى السخرية بالإسلام وبالمسلمين وبالنبي الأعظم ) ويكفيك اسم كتاب له ( الأضواء القرآنية في اكتساح الأحاديث الإسرائلية وتطهير البخاري منها )

    14- طه حسين عميد التغريب آنذاك وإن كان ذو نزعة علمانية لا دينية إلا أنه يصدر من نفس مصدر العقلانيين المحسوبين على الإسلاميين ، فهو يقول في صحيفة الفتح ( إن في القرآن أسلوبين مختلفين كل الاختلاف أحدهما جاف وهو مستمد من البيئة المكية ، في هذا الأسلوب تهديد ووعيد وزجر وعنف وقسوة وغضب وسباب ( تبت يدا أبي لهب .. ) وغير ذلك من الآيات التي تمتاز بكل مميزات الأوساط المنحطة ، فلما هاجر النبي إلى المدينة تغير الأسلوب بحكم البيئة أيضاً ، فقد كان في المدينة طوائف من اليهود ، بينهم التوراة ، فأصبح ذلك الأسلوب ليناً وديعاً مسالماً ، تلوح عليه أمارات الثقافة والاستنارة ) و قد قرر أن للقرآن مصادر بشرية فقال في( الأدب الجاهلي ) ( وليس يعنيني أن يكون القرآن قد تأثر بشعر أمية بن أبي الصلت أو لا يكون ) وفي كتابه ( الشيخان ) نجد فيه الكثير من التشكيك بالتاريخ الإسلامي والولوغ في أعراض الصحابة ، أما كتاب ( الفتنة الكبرى ) فقد زعم فيه أن الخلافة تجربة فاشلة ، انتهت بوفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكانت كتبه عموماً مملوءة بشتم بن أمية سواءً كانوا من الصحابة أو من التابعين ، وقد فاق بذلك غلاة الرافضة أو الشعوبيين الحاقدين ، وقال في كتابه ( مستقبل الثقافة في مصر ) ( ولو أن الله عصمنا من الفتح العثماني لا ستمر اتصالنا بأوروبا ، ولشاركناها في نهضتها ولتغير وجه العالم .. ثم قال .. نريد أن نتصل بأوروبا اتصالاً يزداد قوة من يوم إلى يوم ، حتى نصبح جزءاً منها ، لفظاً ومعنى ، حقيقة وشكلاً ) .، وقال في كتابه ( في الشعر الجاهلي ) ( للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل ، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل وإبراهيم إلى مكة .. ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة ، وبين الإسلام واليهودية والتوراة والقرآن من جهة أخرى .. ثم قال وإذن فليس ما يمنع قريشاً من أن تتقبل هذه ( الأسطورة التي تفيد أن الكعبة من تأسيس إسماعيل وإبراهيم ) .

    15- محمود الشرقاوي وهو الذي جعل عنوان أحد كتبه ( التطور وروح الشريعة الإسلامية ) قرر فيه أن الإسلام دين لين واسع الأفق ، نستطيع أن نوفق بين روحه وبين كل مظهر من مظاهر الحضارة ، ومن ثم يقترح بعض الإصلاحات في مجال المرأة من تقييد للطلاق ، ومنع تعدد الزوجات ، وفي مجال الاقتصاد يقترح إباحة الفائدة في البنوك .. )

    16- عبد الرحمن الشرقاوي وهو اشتراكي ماركسي النزعة في أوائل الستينات ثم اتجه إلى الإسلام يدرسه ليسقط عليه وعلى تاريخه المعايير الماركسية ، يقول في كتاب ( رأيهم في الإسلام ) ( إن التعاملات المصرفية كلها حلال وأن الاستفادة من الفائدة عمل مشروع وليس ربا لأنه لا يتعارض مع أحكام الشريعة ، ويرى في هذا التعليل ما يزيد الشريعة شمولية ومواكبة للعصر ، ويرى أن النبي صلى الله عليه وسلم هدم الأصنام ليس بسبب شرعي عقدي بل لسبب مادي ، ليقطع الطريق على التجار والمرابين ، ويرى أن الصحابة كانوا أميل لتطبيق الاشتراكية الماركسية وأن عمر وعثمان وعلياً اتفقوا على أن يعيدوا توزيع الثروة على المسلمين ، وذهب إلى أنه إذا كان في الأمة أصحاب حاجة فليس من حق أحد أن يقتني فوق ما يحتاج إليه ، ويتهم الصحابة في نياتهم مركزاً على عائشة رضي الله عنها ، ويشير إلى انتقاص حق علي في الخلافة ) .

    17- عبد الله العلايلي مفتي جبل لبنان سابقاً ، الذي قدم كتاباً بعنوان ( أين الخطأ ) مجموعة من الأخطاء يريد تصحيحها ، مثل إباحة التعامل المصرفي ، وأنه لا رجم في الإسلام ، ولا قطع ولا جلد إلا بعد معاودة الجريمة وتكرارها ، وأن الزواج المختلط بين المسلمين والكتابيين رجالهم ونسائهم حلال شرعاً ) ، ومن أقواله الفاسدة في كتابه أيضاً الدعوة ( إلى صهر المذاهب الفقهية في بوتقة واحدة وجعلها مستمداً لا ينضب معينه ، وذلك بالتسليم بكل ما قالت المدارس الفقهية على اختلافها ، وتناكرها حتى الضعيف منها ، وبقطع النظر عن أدلتها .. واختزانها في مدونة منسقة الأبواب كمجموعة ( جوستنيان ) وأعني كل ما أعطت المدارس : الإباضية والزيدية والجعفرية والسنية من حنفية ومالكية وشافعية وحنبلية وأوزاعية وظاهرية ، وذلك بجعل هذه الثورة الفقهية منجماً لكل ما يجد ويحدث .. ثم يقول .. والمرجح هو الظرف فقط .. ما دمنا قد سلمنا بأقوال الفقهاء جميعاً ، وما هجرناه اليوم من قول في مسألة ما ، ثم اقتضاه الظرف بعد حين ، نعمد إلى ترجيحه والأخذ به )

    18- حسن حنفي الذي قال في كتابه ( التراث والتجديد ) ( إن العقل هو أساس النقل ، وأن كل ما عارض العقل فإنه يعارض النقل ، وكل ما وافق العقل فإنه يوافق النقل ، ظهر ذلك عند المعتزلة وعند الفلاسفة .. ثم يقول .. لقد احتمينا بالنصوص فجاء اللصوص ) وهذه العبارة الأخيرة استعارها حنفي من الشاعر الماركسي الفلسطيني عضو حزب ركاح الإسرائيلي ( محمود درويش ) ، وأصدر حنفي كتاباً تحت عنوان ( قضايا معاصرة في فكرنا المعاصر ) بث فيه الشكوك والإلحاد ، ويدعو إلى أن الفكر الغيبي أقرب إلى الأساطير فيه إلى الفكر الديني ، وأن قصص آدم وحواء والملائكة والشياطين ، كلها رموز أو جزء من الأدب الشعبي ) ، وقال في كتابه ( التراث والتجديد ) ( إن فرض الحجاب وتقسيم الناس – ذكورة وأنوثة – والأمر بغض البصر وغير ذلك دعوة ضيقة لا تدل على فضيلة بل تدل على رغبة جنسية مكبوتة أو هو حرمان جنسي في حالة من التسامي والإعلاء .. وقال أيضاً .. العلمانية هي أساس الوحي الذي هو علماني في جوهره والدينية سمة طارئة عليه من صنع التاريخ ، لأن الدين مواضعات تضفى عليها قداسة ) .

    19- محمد سعيد العشماوي وهو إلى طه حسين أقرب منه إلى غيره ويدعو في كتابه ( الإسلام السياسي ) إلى ( فصل الدين عن السياسة لأن تسييس الدين أو تديين السياسة من أعمال الفجار الأشرار أو الجهال غير المبصرين ، وأن تاريخ الإسلام تاريخ دموي قمعي كله يدور على الصراع بين القبائل والقبائل والفرق والفرق والأجناس والأجناس ، وأن الفقه الإسلامي خلو من أية نظرية سياسية وصفر من أي نظام سياسي متكامل ، وأن الغالب على اعتناقيات الناس الآن إسلام البداوة لا إسلام الحضارة الذي يمثل أغاني الأصفهاني وطوق الحمامة لابن حزم !! ، وأن هناك صراعاً طبقياً أدى إلى إفراز التيار الديني ( لجاهلي ) وأن الربا حرام بينما فوائد البنوك حلال زلال لأنها ليست أضعافاً مضاعفة ، وأن الجهاد في الإسلام هو الجهاد الأكبر ، جهاد النفس والهوى ، وأن القوانين الوضعية إسلامية لا تحتاج للإنكار ، وأن هناك أصولية روحية هي أصولية إسلام الحضارة ، وأصولية حركية هي أصولية الإرهابيين من أصحاب الإسلام السياسي جميعاً ، لأن ( جميع ) الحركات الإسلامية المعاصرة كلها حركات قومية وليست دينية ، وتيارات سياسية لا روحية ، واندفاعات جاهلية غير إسلامية بل ترفع شعاراً تجذب به الجماهير ، وأن المجتمع غير مطالب بالاصرار على تطبيق الحدود ، وأن الفقه الإسلامي مواضعات فقهاء وتطور تشريعي إنساني ، وأن أحكام الشريعة وقتية ) وله استطرادات أخرى كلها تدور على هذه المحاور .

    20- عبد الجواد ياسين وهو بحق أخبث الجميع طرحاً وليس ببعيد أن المالكي وأضرابه قد رضعوا من ثديه وذلك لتشابه الطرح بل أحيانا اتفاق نصوصهم لفظاً ، وعبد الجواد ياسين يقول في كتابه ( السلطة في الإسلام .. ) إجابة على سؤاله لنفسه ما هو الإسلام ؟ ( هل هو إسلام الوحي المبني على النص الخالص – وقصده بالخالص بدون أحاديث الآحاد كما وضح ذلك – حيث تتسع دائرة المباح وتتقلص دائرة الإلزام ، ويرتفع سقف التكاليف فوق فضاء واسع من الحرية واحترام العقل الإنساني دون أن ينقص ذلك من حرارة الإيمان شيئاً ؟ أم هو إسلام الفقه الذي تقدمه المنظومة السلفية – يقصد المذاهب الأربعة عامة والشافعي وأحمد بالتحديد –مبنياً على التاريخ حيث تنقبض دائرة المباح ، وتتسع دائرة الإلزام ، ويتسع التوجس من العقل والحرية ، دون أن يزيد ذلك من حرارة الإيمان شيئاً ؟ ) وقال ( الأحاديث السياسية الواردة في كتب السنة – مع تقديرنا الكامل للمنهج النظري لعلم الحديث – لن تحظى في هذا الصدد بمرتبة ( النص الخالص ) لمجرد ورودها في هذه الكتب ) ويقصد بالأحاديث السياسية ما أورده البخاري ومسلم خاصة في كتاب ( الفتن ) فقد خصص فصلاً لنقد أحاديث البخاري ومسلم ، وقرر في كتابه إسقاط القياس وقال ( ومن ثم فإننا حين نرد القياس فإنما نرده انتصاراً لدائرة الحرية الإنسانية ) وقال ( لا طريق إلى العلم أصلاً إلا من وجهين أحدهما : ما أوجبته بديهة العقل وأوائل الحسن ، والثاني : مقدمات ( نصية ) راجعة إلى بديهة العقل وأوائل الحس ) ثم رد أخبار الآحاد وأبطل حجيتها فقال ( أما الضرب الثاني من أفعاله وأقواله صلى الله عليه وسلم مما لم يصل إلى الناس بطريق التواتر المستفيض ، فلا يستطيع عاقل أن يدخله في دائرة ( الوحي الثابت ثبوتاً لا شك فيه ) ومن ثم فهو ليس ضرورياً لقيام الدين ، وآية ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو المأمور من الله ببلاغ الرسالة – لم يحرص على أن يصل إلى الناس كافة بطريق ثبوتي قطعي ) ويقرر مصطلحاً جديداً للحكم على أحاديث الآحاد بعد تقريره أنها غير ضرورية فقال ( ومن هنا فإن حديثنا عن ( عدم ضرورة ) أخبار الآحاد لقيام الدين في حده الأدنى ينبغي أن يفهم في إطار التفرقة بين ( الضروري ) و ( النافع ) – ويقصد بالنافع أن أخبر الآحاد تروى ولا يلزم الناس بها لأنها ليست ضرورية للدين فمن قام بها فهي نافعة ومن تركها فقد أدى ما يجب عليه - كما اسلفنا بيانها ، وليس إطار التفرقة بين ( المقبول كله ) و ( المردود كله ) لأن من أخبار الآحاد ما يمكن قبوله وفق الشرطين التاليين ، أحدهما : ثبوت الخبر بمقاييس المنهج النقدي التاريخي الشامل ، الذي يتجاوز كما أسلفنا منهج علم الحديث الكلاسيكي ذي الطابع الإسنادي ، إلى آفاق أوسع تقوم على محاكمة الخبر من ( متنه ) إلى القرآن والتاريخ والعقل الكلي ، الثاني : خضوع النص بعد ثبوته وفق هذا المنهج ، لهيمنة الأحكام القرآنية ، باعتبارها أصول الدين الثابتة ثبوتاً قطعياً ) وقال ( ويعني لك أن صحة الإسناد المستفادة من عدالة الرواة وضبطهم لا قيمة لها بالنسبة ( لخبر ) لا يطابق الواقع ، إما لأنه في ذاته غير ممكن ، وإما لثبوت عكسه في التاريخ ثبوتاً قطعياً ) وبعدما ذكر حديثاً في البخاري عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رده وأبطله وقال إنه نص من التوراة وطعن في أبي هريرة بقوله ( أما أبو هريرة فلم يكتف بإسناد هذا الحديث إلى التوراة كما فعل أساتذته الإسرائيليون ) وكذّب ما رواه البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس إلى ذي الخلصة ) لأن هذا الخبر ومثله كثير لا يوافق عقله فقال ( إننا ننأى بهذه الأخبار عن منطقة الصحيح المقبول من السنة مهما كان اسم الكتاب الذي وردت به ، ومهما كان الإسناد الذي ركبت عليه ، ونميل إلى تفسيرها – كظاهرة فكرية – بطبيعة الطور ( العقلنفسي ) السائد حينذاك والذي كان يجاور – في غيبة الدور الفاعل للقرآن وعلى نحو شبه نزوعي – بين منطقة الغيب الإيماني الصحيحة ، وبين كثير من مناطق الخرافة والأساطير الغنوصية التي أشرنا من قبل إلى مصادرها المتعددة في الساحة العربية والمسلمة وإضافة إلى ذلك لا يجوز استبعاد الدوافع السياسية التي قد تكون كامنة خلف بعض هذه الروايات ، بدافع النقمة وغرض التشنيع ، وسوف نعرض بعد قليل لهذا السياق الخرافي – أي الحديث المتقدم – الذي يكذبه الواقع و التاريخي الملموس .. ونحن نقرأ أمثال هذه النصوص على ضوء التاريخ نقارب الجزم بإستحالة صدورها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فإن في الأمر مجازفة بسمعة هذا الدين وفي سبيل ماذا ؟ ) وكذب بخروج الدجال ونزول المسيح u بقوله ( ويمنعنا الغرض المحدد لهذه الفقرة من الاسترسال وراء فكرتي الدجال ونزول المسيح وردهما إلى أصولهما من المسيحيات التي تسربت إلى الروايات الحديثية في ذلك شأن الإسرائيليات ، وإن كان بدرجة أقل من تلك الأخيرة ففي إنجيل يوحنا ( 22/12) .. ) ثم ساق نصاً من الإنجيل يثبت أن روايات أحاديث نزول المسيح أخذت منه ) وكذب بحديث ثوبان عند مسلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها .. الحديث ) ( وهذا الحديث تكذبه المطابقة التاريخية ، ثم قال ..وهذا قول يكذبه التاريخ ) ورد حديث ( سيعوذ بهذا البيت قوم ليست لهم منعة .. الحديث ) كان الحديث نصاً دعائياً استخدمه الزبيريون للتثبيط في فترة توقعهم لجيش الشام ) إلى غير ذلك مما سود به كتابه من إسقاط لعدالة الصحابة وقدح في أبي هريرة خاصة وإسقاط لمروياته وتحقيراً للسلف لاسيما الإمامين الشافعي وأحمد الذي رماه بالسذاجة ، وإلغاءه القياس والإجماع وحجية أحاديث الآحاد والفائدة منها ، واتهامه السلف بوضع كثير من الأحاديث وخاصة في البخاري ومسلم من أجل دوافع سياسية ، وعظم من شأن العقل وجعله حاكماً على النص إلى غير ذلك ، وأفيد أني ما استرسلت في ذكر ضلاضلات هذا الدعي إلا لبيان أن أفراخ المعتزلة عندنا لا سيما المالكي ردد كل أقواله ولكن بألفاظ أخرى أحياناً نسأل الله العافية .



    هذه نبذة من رموز ظهروا لنا الجامع لهم جميعاً هو هدم أصول الشريعة ، وبذكرنا لهؤلاء لا يعني حصرنا لهم لأن سلسلة جيل العقلنة لم ينته ولن ينته أبداً ، ولا يمكن حصره ولكن يكفي أن نعرف من هذه الشخصيات نماذجا نقيس غيرها عليها ليتضح لنا مشربهم ومصدرهم .
    يتبع===============
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  5. #35
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الفرق بين طبقات تيار العصرانيين على حسب بدعهم والجامع لهم

    لقد تقصدت إفراد الحكم عليهم وخاصة من سبق ذكرهم بهذا الفصل لا لأهمية الحكم ذاته لأنه ليس مقصوداً أكثر من قصدنا لكشف أباطيلهم ، بل أفردت هذا الفصل لأقطع الطريق على أولئك الغوغائيين الذين سيلزمونني بأني أكفر الجميع لأني ذكرتهم في فصل واحد فبما أني ذكرت أزهرياً مع علماني أو ماركسي فيعني ذلك أني أحكم على الجميع بالكفر ، ومع العلم أن هذا الإلزام باطل شرعاً وعقلاً ، إلا أني أردت أيضاً أن أقدم رمي الحجر قبل نباح البعض الغوغائي !! .

    ولذلك لا بد من القول في أن هؤلاء ( العصرانيون ) أو ( العقلانيون ) أو ( أفراخ المعتزلة ) أو ما شئت أن تسميهم ليسوا سواءً ، فهناك من يصدر في كتاباته عن نية صريحة في هدم الإسلام متأثراً بأفكار قومية علمانية ، أو يسار شيوعي .

    وهناك من يحاول إثارة الارتباك في أفكار الإسلامين عن طريق شغلهم باصطلاحات مبتدعة صعبة الضبط ضبابية المعنى ، أو عن طريق قلب مواقف التراث بأفكاره وحركاته ، فيجعل المنحرفين والضلال أصحاب عدالة وثورة ، ، في حين يجعل علماء الإسلام وثقات التاريخ ، ووجوهه المستنيرة حقاً ، يجعلهم أهل ممالأة للسلطة ، أية سلطة ، وأهل جمود ورجعية ونحو ذلك ، وأكثر العصرانيين في هذه المرحلة من هذا الصنف .

    ومنهم من يصدر في معالجته لقضايا الإسلام ، لا من حيث الموقف الفكري الذي يلتزم به ، ولا وفق منهج علمي في البحث والتحليل ، وإنما يصدر عن مصلحة سياسية بحتة يعمل من أجلها ، فتراه يمارس ما يعرف بوصف ( ركوب الموجة ) ولكنه في ركوبه لموجة الصحوة الإسلامية ، لما كان لا يملك البعد العلمي / الفكري العادل ، ولا البصيرة الشعورية الصادقة ، تجده ينزلق إلى أغاليط من الفكر والتصور ، هي في مجملها فساد وإفساد .

    ومنهم من لا عهد له من قبل لا بالفكر ولا بالسياسة وعاش حياته غمراً مجهولاً ، ثم رأى أن قضايا الفكر الإسلامي تملك نوعاً من الجاذبية الإعلامية ، ولا سيما إذا ما كانت تتوجه نحو الطعن في الإسلام ، أو تشويه الصحوة الإسلامية ، فيجد هذا النوع من ( المستنيرين ) وجلهم ممن تبوأ منصباً ذا شأن كسفير لدولته أو مستشار قانوني – يجد أن منصبه لم يحقق له الحضور الإعلامي ، فيتجه نحو الفكر الإسلامي ويعلن نفسه ( مفكراً إسلامياً مستنيراً ) ثم ينشر مؤلفاً أو بضعة مقالات على طريقة ( خالف تعرف ) فتنشط له جوقة إعلامية من الرافضين للصحوة الإسلامية وتوجهاتها ، ويجهدون في إبراز أفكاره وتقديمها على أنها ( الفكر الإسلامي المستنير ) أو العادل " .

    ومنهم من يصدر عن حسن نية ، محاولة منه في الاجتهاد إلا أنه بقي مشدوداً إلى التصورات المناهج الغربية التي تلقاها خلال دارسته أو ابتعثها إلى ديار الغرب ، أو ما يزال متأثراً بأفكر المعتزلة ، أو جمعت هذه كلها في عقليته فوقع في الاضطراب والخلل والتناقض .

    لذا غني عن القول أن نذكر بأن هؤلاء جميعاً يجمعهم القفز فوق حقائق التاريخ ونصوص الشريعة والولوغ في تشويه علوم الشريعة وواقع المسلمين وتاريخهم ، فمقل منهم ومستكثر في الشرب من ذلك الزقوم المهلك ، وعلى ذلك فمنهم من يكفر ببدعته لاستكثاره ولسوء نيته ومنهم من لا يكفر ولكنه لا يقل خطراً عمن كفر وكلهم في الهدم سواء .

    وهذا القول مني لأنه لا ينبغي أن نكون منزلقين في التعميمية الخاطئة والعجلة الظالمة ، وذلك لأن مظلة ما يدعى اليوم ( بالفكر الديني المستنير ) تجمع تحت ظلالها أنواعاً شتى من الباحثين والمفكرين وبطبيعة الحال تختلف هذه الفعاليات الفكرية في مداركها ، وفي مستوياتها العلمية ، وفي جدية أعمالها ، وأيضاً – وهو الأهم – يختلفون في دراجات ( نقاء الطوية ) فيما يصدرون عنه من تصورات وأفكار.

    أما سلف هؤلاء فإنهم والمعتزلة القدماء الذين حكموا العقل تحكيماً مطلقاً فآمنوا بالعقل ورفعوا شأنه ، ونوهوا به أيما تنويه ، وصدعوا بمادئه وقالوا خلق العقل ليعرف وهو قادر على أن يعرف كل شيء المنظور وغير المنظور ! وجعلوه الحكم الذي يحكم في كل شيء والنور الذي يجلو كل ظلمة حكموه في إيمانهم ، وفي جميع شؤونهم الخاصة والعامة .

    والعقل – عندهم – هو تلك الحاسة اللطيفة الجوهر ، التي تميز الإنسان من الحيوان ،وكما أن فعل العين هو الإبصار فكذلك فعل العقل هو التفكر والرؤية والنطق .

    ولهم أقوال كثيرة مستفيضة تمجد العقل وتحكمه في كل شيء ، فمن القاضي عبد الجبار ، وعمر بن عبيد ، والزمخشري ، والجاحظ وغيرهم وكما ذكر الشيخ سفر الحوالي في ( منهاج الأشاعرة ) أنه قد صرح الجويني ، والرازي ، والبغدادي ، والغزالي ، والآمدي ، والإيجي ، وابن فورك ، والسنوسي ، وشراح ( الجوهرة ) وسائر أئمتهم بتقديم العقل على النقل عند التعارض ، وعلى هذا يرى المعاصرون منهم .

    ومن استفاضة أقوالهم وبشاعتها فقد علم الكفرة المشركون من أعداء الدين كاليهود والنصارى مبلغ فساد هذا الفكر ( العقلاني ) النابت للإسلام فعظموه وبجلوه .

    فهذا ( شتيز ) أطلق عليهم اسم ( المفكرون الأحرار في الإسلام ) !! بل جعل هذا اللقب عنوان كتابه عنهـم !

    ووصفهم ( آدم ميز ) و ( هاملتون ) بأنهم دعاة الحرية والفكر والاستنارة .

    وانظر إلى كبير المستشرقين الذي علمهم الكفر وأرضع المستغربين لبانه ( جولد زيهر ) اليهودي إذ يقول مثنياً عليهم ومبجلاً لههم أنهم : ( وسعوا معين المعرفة الدينية بأن أدخلوا فيه عنصراً مهما آخر قيماً وهو العقل الذي كان حتى ذلك الحين مبعداً بشدة عن هذه الناحية )!!. كذا قال !! وكأن صفوة الأمة وسلفها الصالح لم يستعملوا عقولهم وأهملوا تلك الهبة العظيمة التي أنعم الله سبحانه عليهم بها .

    ويقول ( سارتر ) اليهودي الفرنسي مخترع مذهب الوجودية الباطل في كتابه ( تأملات في مشكلة اليهودية ) ( ما دام البشر يؤمنون بالدين ، فيسظل يقع على اليهود تمييز مجحف على اعتبار أنهم يهود ، أما إذا زال الدين من الأرض ، وتعامل البشر بعقولهم فعقل اليهودي كعقل غير اليهودي ، ولن يقع عليهم التمييز المجحف ) .

    وحينما نقول أن سلف هؤلاء هم المعتزلة نجد في هذا الوصف نوع مدح لهم لأن المعتزلة وإن كانوا ضلالاً على باطل إلا أنهم أصحاب أصول وفروع ولهم التزام باللغة العربية ، أما خلف المعتزلة وأفراخهم الجدد فهم أمشاج فكرية مختلطة لا ضابط لهم ولا رابط بينهم ، فما يكتبه أحدهم اليوم ينفيه غداً وتجد أقوال المفكر منهم كما يزعمون تلعن بعضها بعضاً ، وليس غريباً أن يثبت أمراً في أول الصفحة وينفيه في آخرها فالدين عندهم لا يخضع لضوابط أو أصول بقد ما هو استحسانات عقلية رديئة وعلى حسب مزاجه يكون دينه ، و بعضهم محسوب على ( الدعاة والمفكرين ) ! والبعض الآخر منهم محسوب على ( الثقافة والمثقفين ) ! وبعض ثالث لا في العير ولا في النفير ، إن هو إلا وراق صحفي يملأ عموده اليومي أو الأسبوعي بكلام غث فارغ بارد لا يسمن ولا يغني من جوع !! .

    وإن تعجب فعجب منهم في هذا العصر إنهم مصرون على أن يضعوا الإسلام في ذمة التاريخ ، وعلى رفوف التراث يشار إليه ولا يعمل به ، فالإسلام يصبح اسماً لكل من يؤمن بالله واليوم الآخر ، أياً كان إيمانه فيندرج تحته الصهيونيون والصليبيون في صور تجعل إرسال الرسل بالبيان الحق المنهج الصواب عبثاً .

    ومآلهم كما يقول شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية ( ومآلهم في تلك الأقيسة العقلية إلى السفسطة التي هي جحود الحقائق الموجودة بالتمويه والتلبيس ، ومآلهم في تلك التأويلات إلى القرمطة التي هي تحريف الكلم عن مواضعه ، وإفساد الشرع واللغة والعقل بالتمويه والتلبيس ) ، وخلاصة القول ( إن كلام هؤلاء جهل ، وأن مآله إلى الزندقة )



    **********************





    بعض مصطلحات تيار العصرانيين

    إن ما يثير استغرابنا جميعاً هي تلك المصطلحات التي أشغلت الساحة الإسلامية بها ، وهذه المصطلحات إن أردت أن تحدد لها ماهي فإذا هي مجهولة الهوية ، وإن أردت أن تضع لها ضابطاً فإذا بها زئبقية الهيئة ، فإن استعملتها تجد أنها في ساعة معك وفي ساعات ضدك ، تحور على حسب عقولهم وتدور على حسب فائدتهم منها ، كما أوجدوا مصطلحات أخرى تقلل من قداسة المسميات عند المسلمين ليسهل عليهم القفز عليها وتقويض بنائها .

    ومن ذلك مصطلح ( التراث ) تعبيراً عن علوم الشريعة كافة ، وحقيقة أنه لا يستطيع الباحث أن يميز – على وجه الدقة والتحديد – لحظة ميلاد مصطلح ( التراث ) في الفكر الإسلامي المعاصر ، وإن كان الباحثون يكادون يجمعون على أن ( التراث ) كمصطلح منهجي هو وليد الدراسات الاستشراقية التي تناولت الإسلام وتاريخه وثقافته وآدابه وفنونه ومعارفه بالبحث والتحليل والتقويم .

    وإذا كان مصطلح ( التراث ) هو وليد ( رحم ) الاستشراق ، فإن هذا يعني أنه يحمل رؤىً وإيماءات تصويرية خاصة ، تحتاج إلى نقد وبيان وتمحيص ، فالمستشرق الأوربي عندما كان يدرس الإسلام ، لم يكن يدرسه كدين إلهي مقدس ، وعندما كان يتناول القرآن والسنة بالبحث والتحليل ، لم يكن يعالج الأمر على أنه وحي من عند الله ، وإنما كان يتناوله من الزاوية البشرية المحضة ، بمعنى أن هذا كلام محمد صلى الله عليه وسلم الذي نجح به في قيادة أمة العرب نحو هذا التحول التاريخي الضخم .

    ولكن الذي لا نستطيع فهمه أو تبريره هو أن يصر نفر من الباحثين والمفكرين العرب المسلمين على استعمال مصطلح ( التراث ) بالضبط المنهجي الاستشراقي في تناول علوم الكتاب والسنة ، بل تناول الوحي الإلهي مباشرة كما أننا لا يمكننا السكوت على جريمة استخدام مصطلح ( التراث ) كستار تتخفى وراءه طائفة وهي تخرب في تاريخ الأمة وقضية دين .

    وكذلك مصطلح ( التنوير ) القصة بتمامها – قصة التنوير – هي أوربية صرفة ، ولكنها نقلت إلى الفكر العربي الحديث ضمن ما نقل مع ( تجار الشنط الثقافية ) والذين نجحوا في صياغة فكرنا الحديث ، في القوالب المستوردة في حملة التغريب القاسية ، والتي حملت في بلادنا – أيضاً – وصف ( التنوير ) .

    والصحوة الإسلامية الجديدة إنما قامت لكي تعلن سقوط ما يسمى ( بفكر التنوير ) وهو الفكر العلماني الذي نما في ديارنا بعيداً عن هدي الله ونوره مقلداً الحضارة الغربية ، وبعد أن نجحت الصحوة في تحجيم هذه التيارات الفكرية المغتربة ، راحوا شنون عليها ( حرب المصطلحات ) فيمدحون كل مفكر يعيث فساداً في الإسلام ، فيصفونه بالاستنارة ويُعلون من قدر كل مفكر إسلامي يقدم تنازلات لصالح العلمانية على أي صعيد ، فيصفونه ( بالمفكر الإسلامي المستنير ) وكلما ابتعد المفكر بفكره عن الإسلام كان أكثر ( استنارة ) والعكس عندهم صحيح ! .

    لسنا نبالغ إذا قلنا بأن الاستنارة – في واقعنا الفكري المعاصر – أصبحت تعني ( الظلامية العلمانية ) وأخطر من ذلك أنها تحولت إلى ( فخ ) ينصب لبعض مفكرينا ، ابتغاء سحبهم إلى بذل مزيد من التنازلات الفكرية والقيمية لصالح ثقافة الاغتراب ، وبضاعتها الكاسدة .

    واخترعوا ضابطين لعلم المصطلح أحدهما ( علة الشذوذ العقلي ) لرد الحديث الصحيح ، وقاعدة ( نور النبوة ) لقبول الحديث الضعيف ، والشذوذ العقلي عندهم هو رد الحديث الصحيح الذي لا يوافق العقل !! أما ضابط نور النبوة فأعني بها أن يكون الحديث ( مضروباً ) قد تركه العلماء المختصون ورفضوه ! لكن هؤلاء يقبلونه لأن عليه ( نور النبوة ) !! .

    ومن مصطلحاتهم أيضاً ( التجديد ) و ( المجدد ) وللتجديد عندهم معان عدة :

    أولها : هدم العلوم المعيارية ، أي علوم التفسير المأثور وأصوله ، وعلم أصول الفقه , وعلم مصطلح الحديـث .

    الثاني : يعني رفض الأحاديث الصحيحة جزئياً أو كلياً ، بحجة ضرورة ملاءمتها لعقولهم ولمصلحة الأمة ، وظروف العصر الحاضر .

    الثالث : يعني رفض السنة غير التشريعية أي فيما يخص شؤون الحكم والسياسة وأمور الحياة والمجتمـع عموماً .

    الرابع : يعني الانعتاق من أسار الشريعة إلى بحبوحة القوانين الوضعية التي تحقق الحرية والتقدم ، ولذلك هاجموا الفقه والفقهاء بلا هوادة .

    الخامس : يعني فتح باب الاجتهاد بحيث يكون فيه لكل مسلم نصيب ، وحق الفقه في الإسلام أن يكون فقهاً شعبياً .

    السادس : يعني الدعوة إلى اجتهاد شعبي يرد للأمة حقها الذي كان يمارسه عنها الفقهاء ويمكن أن يصبح إجماع الأمة المسلمة وتصبح أوامر الحكام أصلين من أصول الاحكام في الإسلام .

    السابع : والمجتهد عند محمد عمارة كما جاء في كتاب ( محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة ) للخراشي ( من لا علم له بالقرآن والسنة واللغة والأصول ، لأن مجال الاجتهاد هو أمور الدنيا ، ولا يشترط لها كل هذا من العلوم الشرعية ، وإنما يشترط أن يكون المرء ( مستنيراً ) عقلانياً تقدمياً ثورياً حضارياً ) وذلك من أغرب الأقوال في الاجتهاد .

    وأشير هنا إلى حقية اصطلاحية وفكرية هامة ، تغيب كثيراً عن الأبحاث والدراسات المعاصرة ، التي تتعلق بموضوع ( تجديد الفكر الديني ) أو ( تجديد الفكر الإسلامي ) على وجه التحديد ، وتلك هي المتعلقة بمفهوم مصطلح ( التجديد ) ذاته .

    إن التجديد – في مجال الفكر أو في مجال الأشياء على السواء – هو أن تعيد الفكرة أو الشيء الذي بلى أو قدِم أو تراكمت عليه من السمات والمظاهر ما طمس جوهره ، أن تعيده إلى حاله الأولى ، يوم كان أول مرة ، فتجديد الشيء أن تعيده ( جديداً ) وكذلك الفكر ، وكذلك أيضاً ( الدين ) في اللغة : الجدة نقيض البلى ، والجديد مالا عهد لك به .

    ومن ثم تأتي مصداقية النظرة إلى الحركات التي تدعي تجديداً في الإسلام من خلال هذه الحقيقة ، وهي أن حركة التجديد ليست تلك التي تتجاوز المعطيات الأساسية للدين ، وإنما هي تلك التي تجاهد لإعادة الناس وفكرهم وقيمهم إلى حقيقة الدين وهيئته التي كان عليها سلفها الصالح ، أو بالمعنى الشرعي المباشر ( ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابة ) ومقياس النجاح والفشل بالتالي ، يكون هو هذا المقياس ، أي مدى نجاح الدعوة في تقريب الناس مما كان عليه سلفهم الصالح ، بل إن مصداقية أية دعوة تزعم ( التجديد ) إنما تنبع من مدى التزامها بهذه الحقيقة .

    إن معنى التجديد كما يفهم من ( أقوال الفقهاء ) خاصة كان منضوياً تحت اصطلاح ( الاجتهاد ) ومفهوم ( المجدد ) كان منضوياً تحت اصطلاح ( المجتهد ) وعندما عالج الأصوليون قضية ( التجديد ) فقد عالجوها – في الواقع والحقيقة – من خلال موضوعة الاجتهاد ومن ثم نجد مبحث الاجتهاد محورياً وضافياً في كتب أصول الفقه كافه ، من أول شرط العدالة والإسلام حتى ما يجوز له وما لا يجوز الخوض فيه .

    ولقد كان مصطلح ( الاجتهاد ) أكثر دقة وعلمية في الاصطلاح الفقهي من مصطلح ( التجديد ) ولذلك غاب الثاني – أو كاد – في حين برز الأول واستقطب الجهود البحثية والعلمية ، وانتشر في أوساط العلماء وأصحاب الفكر ، وحتى في أوساط العامة حتى مطلع القرن العشرين ، حين بدأ يشع اصطلاح ( التجديد ) كبديل فكري معاصر لمصطلح ( الاجتهاد ) .

    وفي الواقع أن بروز مصطلح ( التجديد ) في الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر قد واكب مرحلة فكرية ومعرفية ، تجعلنا مدعوين إلى إعادة النظر فيه أو تنويع الرؤية له على ضوء تلك المرحلة وخلفياتها .

    فقد شاع المصطلح في مرحلة بدأت فيها ( المنهجية العلمانية ) تتسرب في قطاعات واسعة من حياتنا الفكرية والمعرفية والقيمية ، وكان الفصام واضحاً بين الخط الإسلامي والخط العلماني ، وكانت الوضعية الفكرية تميل نحو بلورة كلا الموقفين بدرجة شديدة الحدة والتميز ، وكانت هناك الكثير من المصطلحات الجديدة والطريفة تتولد بسرعة في مناخ الفكر والمعرفة موازية لمصطلحات إسلامية عربية تراثية من أول الأمر ثم انتهت – بمرور الوقت – إلى استبعاد المصطلح الفقهي ، واعتماد المصطلح الجديد بصورة حاسمة ، وفي هذا الأثناء ظهر مصطلح ( الثقافة ) وغاب مصطلح ( الفقه ) أو حوصر في مجالات دينية ضيقة ، وظهر مصطلح ( المثقف ) و ( المفكر ) ، وغاب مصطلح ( العالم ) و ( المتعلم ) وغاب مصطلح ( الاجتهاد ) وبرز مصطلح ( التجديد ) .

    لقد كانت المصطلحات الجديدة تمثل البلورة النهائية لنزوع فكري علماني يهدف إلى تخفيف أو محاصرة الصلة التي تربط الفكر بالدين والإسلام ، بحيث ينطلق النشاط الفكري الجديد ، في قاعدة حرة طليقة لا ترتبط بجذر أو هوية ، ومن ثم لا ترتبط بالإسلام أو الفقه .

    وكان مصطلح ( التجديد ) قد شاع في أوائل هذه المرحلة للحديث عن مفكري الإسلام الذين يقتربون بنسقهم الفكري من القيم الغربية والفكر الغربي والمنهجية العلمانية الغربية .

    وقد بلغ العناد مداه في هذا الشأن ، إلى الحد الذي تبنى فيه ( العلمانيون ) العرب كل دعوة تصادم أصلا دينياً ، أو معلوماً من الدين بالضرورة ، وتولوا الدفاع عنها وعن صاحبها ، إضافة إلى الإسراع بإضفاء ( المجدد ) عليه مما أساء في النهاية إلى المصطلح الجديد نفسه ، وحمله ميراثاً نفسياً بالغ السوء لدى جماهير المسلمين ومثقفي الإسلام ، فضلاً عن العلماء والدعاة .

    فقد أصبح مصطلح ( التجديد ) يثير القلق والريبة والتوجس في نفوس المسلمين ، لأن التيارات العلمانية استطاعت ( احتلاله ) وتعبئته بمضامين وتوجهات جعلته رمزاً على ( تجاوز الشريعة ) و ( تخريب الدين ) .

    ولم يكن ( التجديد ) في ذاته كمعنى أو كمصطلح ليحمل ذلك المعنى المريب أو المنحرف لولا العبث العلماني فيه ، ومحاولة استثماره كمعنى جديد وطريف ليمثل بديلاً عن المصطلح الشرعي ( الاجتهاد ) بدلاً من أن يكون مرادفاً له أو وجهاً من وجوهه .

    لقد ولد مصطلح ( التجديد ) في فكرنا المعاصر ولادة علمانية ، عزز من قوة حضورها فيه ، بعد هذا المصطلح عن الشيوع والانتشار في التراث الإسلامي ، وكذلك ، بعده عن جهود البحث والضبط العلمي لمفهومه ودلالاته وحدوده مما ترك مفهومه فضفاضاً أو أدبياً بحتاً ، الأمر الذي أتاح الفرصة أما من انحرف به إلى وجهة مصادمة للمعطيات الشرعية الإسلامية .

    وهذا هو ما يستدعي منا – ومن أهل العلم في المقام الأول – بذل الجهد لإعادة الرشد والضبط إلى مصطلح ( التجديد ) ووضع الضوابط العقلية والشرعية التي تضمن توظيف هذا المصطلح ليكون دافعاً لآليات النهضة والتقدم في الأمة ، منطلقاً من تعزيز أصالتها ، التي تكشف عن هويتها الحقيقية ، وبالتالي تفتح المجال الرحب أمام أجيالنا الجديدة من أجل الانطلاق بالأمة إلى آمالها المنشودة .

    موضحين لهم المعطى الأساسي والمباشر وهو ختم النبوة في الإسلام هو اكتمال الدين وغمام النعمة به على النحو الذي قطع فيه القرآن الكريم ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) وهذا المعطى يحدد حركية التجديد الديني في الفكر الإسلامي ، بانحصارها في إطار هذا ( الدين الذي اكتمل وتم ) فالتجديد – من ثم – يكون بإعادة الحالة الدينية على مر التاريخ ، إلى جدتها التي كانت عليها يوم جاءت أول مرة وهذا يمنع طرفي الزيادة والنقصان من جهود التجديد ، فكل زيادة في الدين أو نقص منه بأي صورة كانت وتحت أي شروط وضعت هي باطل ومردود على صاحبه ، ولا ينتمي إلى قيمة ( التجديد ) وفق الشرط الإسلامي له ، وفي هذا المجال ورد النص النبوي الجليل ( من أحدث في أمرنا هاذ ما ليس منه فهو رد ) .

    وفي الحديث الذي شاع واستفاض عن الفرقة الناجية من هذه الأمة جاء تحديدها بوصف ( ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) .

    إذ أن الزيادة في الدين أو النقص منه تحت دعوى التجديد يحمل ضمناً الاستدراك على علم الله وتقديره ، إضافة إلى كونه يقدح في معطى جوهري من معطيات عقيدة ختم النبوة ، وهي صلاحية هذا الدين بهيئته التي انتهى إليها بوفاة محمد صلى الله عليه وسلم لقيادة البشرية من بعد ، وإلى قيام الساعة ، ولو علم الله تعالى احتياج البشرية إلى شيء زائد ، لأمر رسوله بإبلاغه وبيانه ولو علم بأن مبدءاً دينياً معيناً يسوء البشرية التمسك به في مستقبل حالها لأمر الله تعالى رسوله ببيان نسخه .

    إذن فاعلية التجديد في الفكر الإسلامي تكون محصورة بحدود الله تعالى التي حدها لدينه ، والتي بينها لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ويبقى هذا المعنى حكماً وقيماً على كل دعوى للتجديد تنسب نفسها إلى الشرط الإسلامي ، والنهج الإسلامي .

    فيكون النص القرآني وصحيح الحديث النبوي ، هما مرجعية كل نشاط فكري تجديدي في الإسلام ، وكل جهد يزعم التجديد في الفكر الإسلامي وهو يمارس علمية إسقاط ( النص ) أو تجاوزه ، فهو فكر منحرف ولا ينتمي إلى ( الجهد التجديدي ) وفق المنهج الإسلامي وشروطه ، وذلك أن الدين هو دين الله فهو سبحانه واضعه وضابطه ومحدده والطريق الوحيد لمعرفة ( دين الله ) هو الوحي المنزل على رسوله وهذا الوحي هو المدون لنا في كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فإذا أسقطت النص أو تجاوزته ، فأنت في الحقيقة تتجاوز جزءاً من الدين مهما تكن مبررات هذا الفعل .

    ومع كل ذلك الخداع والزيف لا بد لنا من تنبيه ناشئة المسلمين إلى خدعة ( إعلامية ) كبيرة يقودها عدد من المنابر والمؤسسات الإعلامية ، والصحافية منها على وجه الخصوص معروفة باتجاهاتها العلمانية ( اللادينية ) تهدف إلى إبراز أسماء معينة تحت وصف ( المفكر الإسلامي ) وتقدم سمومهم المعادية للفكر الإسلامي تحت شعار ( الفكر الإسلامي المستنير ) كخطوة هامة ، وممهدة للغارة الجديدة على أصول الشريعة ، وبكلمة جامعة تغنينا عن حشد الشرائط الاخلاقية والقيمية التي أجمع عليها علماء الإسلام في الشخصية التي يحق لها الاجتهاد في الإسلام فإنه لا يجوز مبدئياً قبول أي اجتهاد جديد منسوب إلى الإسلام يصدر من أشخاص لا يلتزمون بالإسلام أصلاً في ممارساتهم الحياتية على مستوى السيرة السلوكية ( خلقاً وعبادة ) أو على مستوى الانتماء الحضاري ، عقائدياً كان أو ثقافياً أو مذهبياً ، وفي هذه النقطة بالذات يبرز مجال جديد من مجلات ( معركة الإسلام الفكرية ) يهمله أو يقصر فيه إلى حد كبير دعاة الإسلام ورجالاته ، مع أنه مطلب إسلامي أصيل فرع عنه الأصوليون في شرائط الاجتهاد ، وفرع عنه الفقهاء في أبواب الشهادات وفرع عنه المحدثون في أبواب الجرح والتعديل .

    مما يلفت النظر في الآونة الأخيرة شيوع فوضى الفكر الديني ، ولا سيما في مجال الفتوى الشرعية على وجه الخصوص ، وأصبحت النصوص الشرعية مهدرة وغائبة لصالح فروضات العقل العام ، بل إن التجرؤ على الفتوى الشرعية أصبح مشاعاً بين كل أحد من الناس ، حتى أهل العبث والمجون ، ومن لا دين لهم بل حتى من يدينون – أصلاً – بغير دين الإسلام ، حيث غدا من المألوف أن تسمع الواحد منهم يقرر بهدوء تام ، أن الإسلام يقبل كذا وكذا ، وأن هذا الفعل أو ذاك ليس من الإسلام ، وهذا حلال وهذا حرام !! .

    ومن ثم كانت إحدى أهم أعباء الداعية الإسلامي المعاصر ، بل على رأس أعبائه أن يتصدى لهذا العبث الخطير ، وأن يجاهد لإعادة الوقار والحرمة إلى ( الفتوى الشرعية ) ويحمي مقدسات الإسلام من عبث العابثين وخبط المتهوكين ، لا أن يعزز بحاله أو بصريح مقاله من هذه الظاهرة الانحرافية ، ويعطي المثل لأصحابها على التعامل بخفة مع لأحكام الشرعية " .

    ومن مصطلحاتهم أيضاً معارضة النص بما يسمى ( روح الشريعة ) أو ( مقاصد الدين ) وهو نوع من (تجاوز النص ) أو التحايل على ( إسقاطه ) ما دام النص قطعياً في ثبوته وفي دلالته ، إذ أن تحديد معنى ما بأنه متوافق مع ( روح الشريعة ) أو ( مقاصد الدين ) هو نوع من الاجتهاد وأعمال العقل المستهدي بالوحي ، وإذ قد اتفق الأصوليون على أن ( لا اجتهاد مع النص ) فإن النص في هذه الحالة يكون مقدماً ، ولأنه الأكثر تحديداً ودقة ومباشرة في مسألته بينما ( الروح ) و ( المقاصد ) معاني عامة وفضفاضة وغير مباشرة .

    إما إذا كان النص غير قطعي الدلالة أو الثبوت ، أو قامت القرائن على اختصاصه بزمان معين أو حالات معينة أو واقع معين ، فهنا يكون في الأمر سعة ومن حق العقل الإسلامي ، بل من واجبه أن يقوم بدوره المطلوب في بيان وجه الحق وتقريب المعنى بما يتوافق مع دين الله الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وفق القواعد الأصولية المنضبطة بالنصوص الأخرى .

    ومن مصطلحاتهم ما شاع في الفترة الأخيرة وفيها شيء من الطرافة والرشاقة الفكرية ولكنها في تقديري تحمل قدراً مماثلاً من الخطورة على مناهج التجديد المعاصرة للفكر الإسلامي ، واستقصاء ذلك الأمر يطول ، ولكننا هنا ننبه إلى مصطلح ( النصوصية ) أو ( النصوصيون ) الذي شاع مؤخراً كصيغة اتهام ، أو كنوع من مصطلحات ( الإرهاب الفكري ) وذلك عبر خطاب نفر من مفكرينا وبعض علماء الدين كذلك ، وهذا في النهاية سيؤدي إلى الإساءة البالغة بمجهودات التجديد الإسلامي الحق ، ويجعل منحى ( الاجتهاد ) متباعداً بصفة متنامية عن مجال الوحي لأن النص وهو وعاء الوحي سوف يحمل شئنا أم أبينا قدراً غير قليل من الظلال الكيئبة والإيحاءات المنفرة ، أضف إلى ذلك أن وضع صيغة ( النصوصية ) في سياق الاتهام والتعريض والتوبيخ يضفي بالمقابل قدراً كبيراً من المشروعية والاستنارة على الاتجاهات الفكرية التي تتعمد تجاوز ( القرآن والسنة ) في اجتهاداتها بل لا نغالي إذ قلنا ، بأنه قد يرسخ في وعيها معنى أنه كلما ابتعدت عن الوحي أو النص كانت أكثر استنارة ورشداً .

    إن كل جهد تجديدي بل كل جهد إسلامي على الإطلاق فهو ( نصوصي ) بوجه ما ، لأنه يصدر من نصوص القرآن والسنة ، وحتى مقاصد الدين وروح الشريعة ، فهي لا تدرك إلا من جلمة ( النصوص ) ذاتها ، فكلنا نصوصيون بصورة أو بأخرى ، أما إذا أردنا التصدي للتيارات المتطرفة أو المغالية أو التي تسيء فهم النص وتضعه في غير مواضعه ، فلنخترله وصفاً آخر ، أي وصف إلا أن نصمها بأنها ( نصوصية ) لأننا في الحقيقة عندما نضفي على هؤلاء صفة ( النصوصية ) فنحن نمنحهم ( وسام شرف ) قد يكونون غير مستحقين له في الواقع ، ولا ينتسبون إليه في الحقيقة .

    ولا شك أن تقصي مصطلحاتهم التي أدخلوها على الفكر الإسلامي نوع من الإطالة التي تحتاج إلى تخصيص كتاب لذلك ، إلا أننا نكتفي بما ذكرناه ، مذكرين أن ما يطلقونه من مصطلحات قد تتغير ألفاظه من وقت لآخر إلا أنه يحمل نفس المعنى والمضمون والمقاصد الهدامة ، فإن استبدلوا ( نصوصيون ) بـ( رجعيون ) أو ( غلاة ) فلا غرابة فالمقصد هو الذم وإسقاط الغير بدون حق ، والأهم من ذلك هدم مستند أولئك المذمومين الذي غالباً ما يكون النص الصحيح الصريح فتنبه لهذا ولا يغرك تغير الألفاظ .
    يتبع======================
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  6. #36
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الفرق بين طبقات تيار العصرانيين على حسب بدعهم والجامع لهم

    لقد تقصدت إفراد الحكم عليهم وخاصة من سبق ذكرهم بهذا الفصل لا لأهمية الحكم ذاته لأنه ليس مقصوداً أكثر من قصدنا لكشف أباطيلهم ، بل أفردت هذا الفصل لأقطع الطريق على أولئك الغوغائيين الذين سيلزمونني بأني أكفر الجميع لأني ذكرتهم في فصل واحد فبما أني ذكرت أزهرياً مع علماني أو ماركسي فيعني ذلك أني أحكم على الجميع بالكفر ، ومع العلم أن هذا الإلزام باطل شرعاً وعقلاً ، إلا أني أردت أيضاً أن أقدم رمي الحجر قبل نباح البعض الغوغائي !! .

    ولذلك لا بد من القول في أن هؤلاء ( العصرانيون ) أو ( العقلانيون ) أو ( أفراخ المعتزلة ) أو ما شئت أن تسميهم ليسوا سواءً ، فهناك من يصدر في كتاباته عن نية صريحة في هدم الإسلام متأثراً بأفكار قومية علمانية ، أو يسار شيوعي .

    وهناك من يحاول إثارة الارتباك في أفكار الإسلامين عن طريق شغلهم باصطلاحات مبتدعة صعبة الضبط ضبابية المعنى ، أو عن طريق قلب مواقف التراث بأفكاره وحركاته ، فيجعل المنحرفين والضلال أصحاب عدالة وثورة ، ، في حين يجعل علماء الإسلام وثقات التاريخ ، ووجوهه المستنيرة حقاً ، يجعلهم أهل ممالأة للسلطة ، أية سلطة ، وأهل جمود ورجعية ونحو ذلك ، وأكثر العصرانيين في هذه المرحلة من هذا الصنف .

    ومنهم من يصدر في معالجته لقضايا الإسلام ، لا من حيث الموقف الفكري الذي يلتزم به ، ولا وفق منهج علمي في البحث والتحليل ، وإنما يصدر عن مصلحة سياسية بحتة يعمل من أجلها ، فتراه يمارس ما يعرف بوصف ( ركوب الموجة ) ولكنه في ركوبه لموجة الصحوة الإسلامية ، لما كان لا يملك البعد العلمي / الفكري العادل ، ولا البصيرة الشعورية الصادقة ، تجده ينزلق إلى أغاليط من الفكر والتصور ، هي في مجملها فساد وإفساد .

    ومنهم من لا عهد له من قبل لا بالفكر ولا بالسياسة وعاش حياته غمراً مجهولاً ، ثم رأى أن قضايا الفكر الإسلامي تملك نوعاً من الجاذبية الإعلامية ، ولا سيما إذا ما كانت تتوجه نحو الطعن في الإسلام ، أو تشويه الصحوة الإسلامية ، فيجد هذا النوع من ( المستنيرين ) وجلهم ممن تبوأ منصباً ذا شأن كسفير لدولته أو مستشار قانوني – يجد أن منصبه لم يحقق له الحضور الإعلامي ، فيتجه نحو الفكر الإسلامي ويعلن نفسه ( مفكراً إسلامياً مستنيراً ) ثم ينشر مؤلفاً أو بضعة مقالات على طريقة ( خالف تعرف ) فتنشط له جوقة إعلامية من الرافضين للصحوة الإسلامية وتوجهاتها ، ويجهدون في إبراز أفكاره وتقديمها على أنها ( الفكر الإسلامي المستنير ) أو العادل " .

    ومنهم من يصدر عن حسن نية ، محاولة منه في الاجتهاد إلا أنه بقي مشدوداً إلى التصورات المناهج الغربية التي تلقاها خلال دارسته أو ابتعثها إلى ديار الغرب ، أو ما يزال متأثراً بأفكر المعتزلة ، أو جمعت هذه كلها في عقليته فوقع في الاضطراب والخلل والتناقض .

    لذا غني عن القول أن نذكر بأن هؤلاء جميعاً يجمعهم القفز فوق حقائق التاريخ ونصوص الشريعة والولوغ في تشويه علوم الشريعة وواقع المسلمين وتاريخهم ، فمقل منهم ومستكثر في الشرب من ذلك الزقوم المهلك ، وعلى ذلك فمنهم من يكفر ببدعته لاستكثاره ولسوء نيته ومنهم من لا يكفر ولكنه لا يقل خطراً عمن كفر وكلهم في الهدم سواء .

    وهذا القول مني لأنه لا ينبغي أن نكون منزلقين في التعميمية الخاطئة والعجلة الظالمة ، وذلك لأن مظلة ما يدعى اليوم ( بالفكر الديني المستنير ) تجمع تحت ظلالها أنواعاً شتى من الباحثين والمفكرين وبطبيعة الحال تختلف هذه الفعاليات الفكرية في مداركها ، وفي مستوياتها العلمية ، وفي جدية أعمالها ، وأيضاً – وهو الأهم – يختلفون في دراجات ( نقاء الطوية ) فيما يصدرون عنه من تصورات وأفكار.

    أما سلف هؤلاء فإنهم والمعتزلة القدماء الذين حكموا العقل تحكيماً مطلقاً فآمنوا بالعقل ورفعوا شأنه ، ونوهوا به أيما تنويه ، وصدعوا بمادئه وقالوا خلق العقل ليعرف وهو قادر على أن يعرف كل شيء المنظور وغير المنظور ! وجعلوه الحكم الذي يحكم في كل شيء والنور الذي يجلو كل ظلمة حكموه في إيمانهم ، وفي جميع شؤونهم الخاصة والعامة .

    والعقل – عندهم – هو تلك الحاسة اللطيفة الجوهر ، التي تميز الإنسان من الحيوان ،وكما أن فعل العين هو الإبصار فكذلك فعل العقل هو التفكر والرؤية والنطق .

    ولهم أقوال كثيرة مستفيضة تمجد العقل وتحكمه في كل شيء ، فمن القاضي عبد الجبار ، وعمر بن عبيد ، والزمخشري ، والجاحظ وغيرهم وكما ذكر الشيخ سفر الحوالي في ( منهاج الأشاعرة ) أنه قد صرح الجويني ، والرازي ، والبغدادي ، والغزالي ، والآمدي ، والإيجي ، وابن فورك ، والسنوسي ، وشراح ( الجوهرة ) وسائر أئمتهم بتقديم العقل على النقل عند التعارض ، وعلى هذا يرى المعاصرون منهم .

    ومن استفاضة أقوالهم وبشاعتها فقد علم الكفرة المشركون من أعداء الدين كاليهود والنصارى مبلغ فساد هذا الفكر ( العقلاني ) النابت للإسلام فعظموه وبجلوه .

    فهذا ( شتيز ) أطلق عليهم اسم ( المفكرون الأحرار في الإسلام ) !! بل جعل هذا اللقب عنوان كتابه عنهـم !

    ووصفهم ( آدم ميز ) و ( هاملتون ) بأنهم دعاة الحرية والفكر والاستنارة .

    وانظر إلى كبير المستشرقين الذي علمهم الكفر وأرضع المستغربين لبانه ( جولد زيهر ) اليهودي إذ يقول مثنياً عليهم ومبجلاً لههم أنهم : ( وسعوا معين المعرفة الدينية بأن أدخلوا فيه عنصراً مهما آخر قيماً وهو العقل الذي كان حتى ذلك الحين مبعداً بشدة عن هذه الناحية )!!. كذا قال !! وكأن صفوة الأمة وسلفها الصالح لم يستعملوا عقولهم وأهملوا تلك الهبة العظيمة التي أنعم الله سبحانه عليهم بها .

    ويقول ( سارتر ) اليهودي الفرنسي مخترع مذهب الوجودية الباطل في كتابه ( تأملات في مشكلة اليهودية ) ( ما دام البشر يؤمنون بالدين ، فيسظل يقع على اليهود تمييز مجحف على اعتبار أنهم يهود ، أما إذا زال الدين من الأرض ، وتعامل البشر بعقولهم فعقل اليهودي كعقل غير اليهودي ، ولن يقع عليهم التمييز المجحف ) .

    وحينما نقول أن سلف هؤلاء هم المعتزلة نجد في هذا الوصف نوع مدح لهم لأن المعتزلة وإن كانوا ضلالاً على باطل إلا أنهم أصحاب أصول وفروع ولهم التزام باللغة العربية ، أما خلف المعتزلة وأفراخهم الجدد فهم أمشاج فكرية مختلطة لا ضابط لهم ولا رابط بينهم ، فما يكتبه أحدهم اليوم ينفيه غداً وتجد أقوال المفكر منهم كما يزعمون تلعن بعضها بعضاً ، وليس غريباً أن يثبت أمراً في أول الصفحة وينفيه في آخرها فالدين عندهم لا يخضع لضوابط أو أصول بقد ما هو استحسانات عقلية رديئة وعلى حسب مزاجه يكون دينه ، و بعضهم محسوب على ( الدعاة والمفكرين ) ! والبعض الآخر منهم محسوب على ( الثقافة والمثقفين ) ! وبعض ثالث لا في العير ولا في النفير ، إن هو إلا وراق صحفي يملأ عموده اليومي أو الأسبوعي بكلام غث فارغ بارد لا يسمن ولا يغني من جوع !! .

    وإن تعجب فعجب منهم في هذا العصر إنهم مصرون على أن يضعوا الإسلام في ذمة التاريخ ، وعلى رفوف التراث يشار إليه ولا يعمل به ، فالإسلام يصبح اسماً لكل من يؤمن بالله واليوم الآخر ، أياً كان إيمانه فيندرج تحته الصهيونيون والصليبيون في صور تجعل إرسال الرسل بالبيان الحق المنهج الصواب عبثاً .

    ومآلهم كما يقول شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية ( ومآلهم في تلك الأقيسة العقلية إلى السفسطة التي هي جحود الحقائق الموجودة بالتمويه والتلبيس ، ومآلهم في تلك التأويلات إلى القرمطة التي هي تحريف الكلم عن مواضعه ، وإفساد الشرع واللغة والعقل بالتمويه والتلبيس ) ، وخلاصة القول ( إن كلام هؤلاء جهل ، وأن مآله إلى الزندقة )



    **********************





    بعض مصطلحات تيار العصرانيين

    إن ما يثير استغرابنا جميعاً هي تلك المصطلحات التي أشغلت الساحة الإسلامية بها ، وهذه المصطلحات إن أردت أن تحدد لها ماهي فإذا هي مجهولة الهوية ، وإن أردت أن تضع لها ضابطاً فإذا بها زئبقية الهيئة ، فإن استعملتها تجد أنها في ساعة معك وفي ساعات ضدك ، تحور على حسب عقولهم وتدور على حسب فائدتهم منها ، كما أوجدوا مصطلحات أخرى تقلل من قداسة المسميات عند المسلمين ليسهل عليهم القفز عليها وتقويض بنائها .

    ومن ذلك مصطلح ( التراث ) تعبيراً عن علوم الشريعة كافة ، وحقيقة أنه لا يستطيع الباحث أن يميز – على وجه الدقة والتحديد – لحظة ميلاد مصطلح ( التراث ) في الفكر الإسلامي المعاصر ، وإن كان الباحثون يكادون يجمعون على أن ( التراث ) كمصطلح منهجي هو وليد الدراسات الاستشراقية التي تناولت الإسلام وتاريخه وثقافته وآدابه وفنونه ومعارفه بالبحث والتحليل والتقويم .

    وإذا كان مصطلح ( التراث ) هو وليد ( رحم ) الاستشراق ، فإن هذا يعني أنه يحمل رؤىً وإيماءات تصويرية خاصة ، تحتاج إلى نقد وبيان وتمحيص ، فالمستشرق الأوربي عندما كان يدرس الإسلام ، لم يكن يدرسه كدين إلهي مقدس ، وعندما كان يتناول القرآن والسنة بالبحث والتحليل ، لم يكن يعالج الأمر على أنه وحي من عند الله ، وإنما كان يتناوله من الزاوية البشرية المحضة ، بمعنى أن هذا كلام محمد صلى الله عليه وسلم الذي نجح به في قيادة أمة العرب نحو هذا التحول التاريخي الضخم .

    ولكن الذي لا نستطيع فهمه أو تبريره هو أن يصر نفر من الباحثين والمفكرين العرب المسلمين على استعمال مصطلح ( التراث ) بالضبط المنهجي الاستشراقي في تناول علوم الكتاب والسنة ، بل تناول الوحي الإلهي مباشرة كما أننا لا يمكننا السكوت على جريمة استخدام مصطلح ( التراث ) كستار تتخفى وراءه طائفة وهي تخرب في تاريخ الأمة وقضية دين .

    وكذلك مصطلح ( التنوير ) القصة بتمامها – قصة التنوير – هي أوربية صرفة ، ولكنها نقلت إلى الفكر العربي الحديث ضمن ما نقل مع ( تجار الشنط الثقافية ) والذين نجحوا في صياغة فكرنا الحديث ، في القوالب المستوردة في حملة التغريب القاسية ، والتي حملت في بلادنا – أيضاً – وصف ( التنوير ) .

    والصحوة الإسلامية الجديدة إنما قامت لكي تعلن سقوط ما يسمى ( بفكر التنوير ) وهو الفكر العلماني الذي نما في ديارنا بعيداً عن هدي الله ونوره مقلداً الحضارة الغربية ، وبعد أن نجحت الصحوة في تحجيم هذه التيارات الفكرية المغتربة ، راحوا شنون عليها ( حرب المصطلحات ) فيمدحون كل مفكر يعيث فساداً في الإسلام ، فيصفونه بالاستنارة ويُعلون من قدر كل مفكر إسلامي يقدم تنازلات لصالح العلمانية على أي صعيد ، فيصفونه ( بالمفكر الإسلامي المستنير ) وكلما ابتعد المفكر بفكره عن الإسلام كان أكثر ( استنارة ) والعكس عندهم صحيح ! .

    لسنا نبالغ إذا قلنا بأن الاستنارة – في واقعنا الفكري المعاصر – أصبحت تعني ( الظلامية العلمانية ) وأخطر من ذلك أنها تحولت إلى ( فخ ) ينصب لبعض مفكرينا ، ابتغاء سحبهم إلى بذل مزيد من التنازلات الفكرية والقيمية لصالح ثقافة الاغتراب ، وبضاعتها الكاسدة .

    واخترعوا ضابطين لعلم المصطلح أحدهما ( علة الشذوذ العقلي ) لرد الحديث الصحيح ، وقاعدة ( نور النبوة ) لقبول الحديث الضعيف ، والشذوذ العقلي عندهم هو رد الحديث الصحيح الذي لا يوافق العقل !! أما ضابط نور النبوة فأعني بها أن يكون الحديث ( مضروباً ) قد تركه العلماء المختصون ورفضوه ! لكن هؤلاء يقبلونه لأن عليه ( نور النبوة ) !! .

    ومن مصطلحاتهم أيضاً ( التجديد ) و ( المجدد ) وللتجديد عندهم معان عدة :

    أولها : هدم العلوم المعيارية ، أي علوم التفسير المأثور وأصوله ، وعلم أصول الفقه , وعلم مصطلح الحديـث .

    الثاني : يعني رفض الأحاديث الصحيحة جزئياً أو كلياً ، بحجة ضرورة ملاءمتها لعقولهم ولمصلحة الأمة ، وظروف العصر الحاضر .

    الثالث : يعني رفض السنة غير التشريعية أي فيما يخص شؤون الحكم والسياسة وأمور الحياة والمجتمـع عموماً .

    الرابع : يعني الانعتاق من أسار الشريعة إلى بحبوحة القوانين الوضعية التي تحقق الحرية والتقدم ، ولذلك هاجموا الفقه والفقهاء بلا هوادة .

    الخامس : يعني فتح باب الاجتهاد بحيث يكون فيه لكل مسلم نصيب ، وحق الفقه في الإسلام أن يكون فقهاً شعبياً .

    السادس : يعني الدعوة إلى اجتهاد شعبي يرد للأمة حقها الذي كان يمارسه عنها الفقهاء ويمكن أن يصبح إجماع الأمة المسلمة وتصبح أوامر الحكام أصلين من أصول الاحكام في الإسلام .

    السابع : والمجتهد عند محمد عمارة كما جاء في كتاب ( محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة ) للخراشي ( من لا علم له بالقرآن والسنة واللغة والأصول ، لأن مجال الاجتهاد هو أمور الدنيا ، ولا يشترط لها كل هذا من العلوم الشرعية ، وإنما يشترط أن يكون المرء ( مستنيراً ) عقلانياً تقدمياً ثورياً حضارياً ) وذلك من أغرب الأقوال في الاجتهاد .

    وأشير هنا إلى حقية اصطلاحية وفكرية هامة ، تغيب كثيراً عن الأبحاث والدراسات المعاصرة ، التي تتعلق بموضوع ( تجديد الفكر الديني ) أو ( تجديد الفكر الإسلامي ) على وجه التحديد ، وتلك هي المتعلقة بمفهوم مصطلح ( التجديد ) ذاته .

    إن التجديد – في مجال الفكر أو في مجال الأشياء على السواء – هو أن تعيد الفكرة أو الشيء الذي بلى أو قدِم أو تراكمت عليه من السمات والمظاهر ما طمس جوهره ، أن تعيده إلى حاله الأولى ، يوم كان أول مرة ، فتجديد الشيء أن تعيده ( جديداً ) وكذلك الفكر ، وكذلك أيضاً ( الدين ) في اللغة : الجدة نقيض البلى ، والجديد مالا عهد لك به .

    ومن ثم تأتي مصداقية النظرة إلى الحركات التي تدعي تجديداً في الإسلام من خلال هذه الحقيقة ، وهي أن حركة التجديد ليست تلك التي تتجاوز المعطيات الأساسية للدين ، وإنما هي تلك التي تجاهد لإعادة الناس وفكرهم وقيمهم إلى حقيقة الدين وهيئته التي كان عليها سلفها الصالح ، أو بالمعنى الشرعي المباشر ( ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابة ) ومقياس النجاح والفشل بالتالي ، يكون هو هذا المقياس ، أي مدى نجاح الدعوة في تقريب الناس مما كان عليه سلفهم الصالح ، بل إن مصداقية أية دعوة تزعم ( التجديد ) إنما تنبع من مدى التزامها بهذه الحقيقة .

    إن معنى التجديد كما يفهم من ( أقوال الفقهاء ) خاصة كان منضوياً تحت اصطلاح ( الاجتهاد ) ومفهوم ( المجدد ) كان منضوياً تحت اصطلاح ( المجتهد ) وعندما عالج الأصوليون قضية ( التجديد ) فقد عالجوها – في الواقع والحقيقة – من خلال موضوعة الاجتهاد ومن ثم نجد مبحث الاجتهاد محورياً وضافياً في كتب أصول الفقه كافه ، من أول شرط العدالة والإسلام حتى ما يجوز له وما لا يجوز الخوض فيه .

    ولقد كان مصطلح ( الاجتهاد ) أكثر دقة وعلمية في الاصطلاح الفقهي من مصطلح ( التجديد ) ولذلك غاب الثاني – أو كاد – في حين برز الأول واستقطب الجهود البحثية والعلمية ، وانتشر في أوساط العلماء وأصحاب الفكر ، وحتى في أوساط العامة حتى مطلع القرن العشرين ، حين بدأ يشع اصطلاح ( التجديد ) كبديل فكري معاصر لمصطلح ( الاجتهاد ) .

    وفي الواقع أن بروز مصطلح ( التجديد ) في الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر قد واكب مرحلة فكرية ومعرفية ، تجعلنا مدعوين إلى إعادة النظر فيه أو تنويع الرؤية له على ضوء تلك المرحلة وخلفياتها .

    فقد شاع المصطلح في مرحلة بدأت فيها ( المنهجية العلمانية ) تتسرب في قطاعات واسعة من حياتنا الفكرية والمعرفية والقيمية ، وكان الفصام واضحاً بين الخط الإسلامي والخط العلماني ، وكانت الوضعية الفكرية تميل نحو بلورة كلا الموقفين بدرجة شديدة الحدة والتميز ، وكانت هناك الكثير من المصطلحات الجديدة والطريفة تتولد بسرعة في مناخ الفكر والمعرفة موازية لمصطلحات إسلامية عربية تراثية من أول الأمر ثم انتهت – بمرور الوقت – إلى استبعاد المصطلح الفقهي ، واعتماد المصطلح الجديد بصورة حاسمة ، وفي هذا الأثناء ظهر مصطلح ( الثقافة ) وغاب مصطلح ( الفقه ) أو حوصر في مجالات دينية ضيقة ، وظهر مصطلح ( المثقف ) و ( المفكر ) ، وغاب مصطلح ( العالم ) و ( المتعلم ) وغاب مصطلح ( الاجتهاد ) وبرز مصطلح ( التجديد ) .

    لقد كانت المصطلحات الجديدة تمثل البلورة النهائية لنزوع فكري علماني يهدف إلى تخفيف أو محاصرة الصلة التي تربط الفكر بالدين والإسلام ، بحيث ينطلق النشاط الفكري الجديد ، في قاعدة حرة طليقة لا ترتبط بجذر أو هوية ، ومن ثم لا ترتبط بالإسلام أو الفقه .

    وكان مصطلح ( التجديد ) قد شاع في أوائل هذه المرحلة للحديث عن مفكري الإسلام الذين يقتربون بنسقهم الفكري من القيم الغربية والفكر الغربي والمنهجية العلمانية الغربية .

    وقد بلغ العناد مداه في هذا الشأن ، إلى الحد الذي تبنى فيه ( العلمانيون ) العرب كل دعوة تصادم أصلا دينياً ، أو معلوماً من الدين بالضرورة ، وتولوا الدفاع عنها وعن صاحبها ، إضافة إلى الإسراع بإضفاء ( المجدد ) عليه مما أساء في النهاية إلى المصطلح الجديد نفسه ، وحمله ميراثاً نفسياً بالغ السوء لدى جماهير المسلمين ومثقفي الإسلام ، فضلاً عن العلماء والدعاة .

    فقد أصبح مصطلح ( التجديد ) يثير القلق والريبة والتوجس في نفوس المسلمين ، لأن التيارات العلمانية استطاعت ( احتلاله ) وتعبئته بمضامين وتوجهات جعلته رمزاً على ( تجاوز الشريعة ) و ( تخريب الدين ) .

    ولم يكن ( التجديد ) في ذاته كمعنى أو كمصطلح ليحمل ذلك المعنى المريب أو المنحرف لولا العبث العلماني فيه ، ومحاولة استثماره كمعنى جديد وطريف ليمثل بديلاً عن المصطلح الشرعي ( الاجتهاد ) بدلاً من أن يكون مرادفاً له أو وجهاً من وجوهه .

    لقد ولد مصطلح ( التجديد ) في فكرنا المعاصر ولادة علمانية ، عزز من قوة حضورها فيه ، بعد هذا المصطلح عن الشيوع والانتشار في التراث الإسلامي ، وكذلك ، بعده عن جهود البحث والضبط العلمي لمفهومه ودلالاته وحدوده مما ترك مفهومه فضفاضاً أو أدبياً بحتاً ، الأمر الذي أتاح الفرصة أما من انحرف به إلى وجهة مصادمة للمعطيات الشرعية الإسلامية .

    وهذا هو ما يستدعي منا – ومن أهل العلم في المقام الأول – بذل الجهد لإعادة الرشد والضبط إلى مصطلح ( التجديد ) ووضع الضوابط العقلية والشرعية التي تضمن توظيف هذا المصطلح ليكون دافعاً لآليات النهضة والتقدم في الأمة ، منطلقاً من تعزيز أصالتها ، التي تكشف عن هويتها الحقيقية ، وبالتالي تفتح المجال الرحب أمام أجيالنا الجديدة من أجل الانطلاق بالأمة إلى آمالها المنشودة .

    موضحين لهم المعطى الأساسي والمباشر وهو ختم النبوة في الإسلام هو اكتمال الدين وغمام النعمة به على النحو الذي قطع فيه القرآن الكريم ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) وهذا المعطى يحدد حركية التجديد الديني في الفكر الإسلامي ، بانحصارها في إطار هذا ( الدين الذي اكتمل وتم ) فالتجديد – من ثم – يكون بإعادة الحالة الدينية على مر التاريخ ، إلى جدتها التي كانت عليها يوم جاءت أول مرة وهذا يمنع طرفي الزيادة والنقصان من جهود التجديد ، فكل زيادة في الدين أو نقص منه بأي صورة كانت وتحت أي شروط وضعت هي باطل ومردود على صاحبه ، ولا ينتمي إلى قيمة ( التجديد ) وفق الشرط الإسلامي له ، وفي هذا المجال ورد النص النبوي الجليل ( من أحدث في أمرنا هاذ ما ليس منه فهو رد ) .

    وفي الحديث الذي شاع واستفاض عن الفرقة الناجية من هذه الأمة جاء تحديدها بوصف ( ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) .

    إذ أن الزيادة في الدين أو النقص منه تحت دعوى التجديد يحمل ضمناً الاستدراك على علم الله وتقديره ، إضافة إلى كونه يقدح في معطى جوهري من معطيات عقيدة ختم النبوة ، وهي صلاحية هذا الدين بهيئته التي انتهى إليها بوفاة محمد صلى الله عليه وسلم لقيادة البشرية من بعد ، وإلى قيام الساعة ، ولو علم الله تعالى احتياج البشرية إلى شيء زائد ، لأمر رسوله بإبلاغه وبيانه ولو علم بأن مبدءاً دينياً معيناً يسوء البشرية التمسك به في مستقبل حالها لأمر الله تعالى رسوله ببيان نسخه .

    إذن فاعلية التجديد في الفكر الإسلامي تكون محصورة بحدود الله تعالى التي حدها لدينه ، والتي بينها لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ويبقى هذا المعنى حكماً وقيماً على كل دعوى للتجديد تنسب نفسها إلى الشرط الإسلامي ، والنهج الإسلامي .

    فيكون النص القرآني وصحيح الحديث النبوي ، هما مرجعية كل نشاط فكري تجديدي في الإسلام ، وكل جهد يزعم التجديد في الفكر الإسلامي وهو يمارس علمية إسقاط ( النص ) أو تجاوزه ، فهو فكر منحرف ولا ينتمي إلى ( الجهد التجديدي ) وفق المنهج الإسلامي وشروطه ، وذلك أن الدين هو دين الله فهو سبحانه واضعه وضابطه ومحدده والطريق الوحيد لمعرفة ( دين الله ) هو الوحي المنزل على رسوله وهذا الوحي هو المدون لنا في كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فإذا أسقطت النص أو تجاوزته ، فأنت في الحقيقة تتجاوز جزءاً من الدين مهما تكن مبررات هذا الفعل .

    ومع كل ذلك الخداع والزيف لا بد لنا من تنبيه ناشئة المسلمين إلى خدعة ( إعلامية ) كبيرة يقودها عدد من المنابر والمؤسسات الإعلامية ، والصحافية منها على وجه الخصوص معروفة باتجاهاتها العلمانية ( اللادينية ) تهدف إلى إبراز أسماء معينة تحت وصف ( المفكر الإسلامي ) وتقدم سمومهم المعادية للفكر الإسلامي تحت شعار ( الفكر الإسلامي المستنير ) كخطوة هامة ، وممهدة للغارة الجديدة على أصول الشريعة ، وبكلمة جامعة تغنينا عن حشد الشرائط الاخلاقية والقيمية التي أجمع عليها علماء الإسلام في الشخصية التي يحق لها الاجتهاد في الإسلام فإنه لا يجوز مبدئياً قبول أي اجتهاد جديد منسوب إلى الإسلام يصدر من أشخاص لا يلتزمون بالإسلام أصلاً في ممارساتهم الحياتية على مستوى السيرة السلوكية ( خلقاً وعبادة ) أو على مستوى الانتماء الحضاري ، عقائدياً كان أو ثقافياً أو مذهبياً ، وفي هذه النقطة بالذات يبرز مجال جديد من مجلات ( معركة الإسلام الفكرية ) يهمله أو يقصر فيه إلى حد كبير دعاة الإسلام ورجالاته ، مع أنه مطلب إسلامي أصيل فرع عنه الأصوليون في شرائط الاجتهاد ، وفرع عنه الفقهاء في أبواب الشهادات وفرع عنه المحدثون في أبواب الجرح والتعديل .

    مما يلفت النظر في الآونة الأخيرة شيوع فوضى الفكر الديني ، ولا سيما في مجال الفتوى الشرعية على وجه الخصوص ، وأصبحت النصوص الشرعية مهدرة وغائبة لصالح فروضات العقل العام ، بل إن التجرؤ على الفتوى الشرعية أصبح مشاعاً بين كل أحد من الناس ، حتى أهل العبث والمجون ، ومن لا دين لهم بل حتى من يدينون – أصلاً – بغير دين الإسلام ، حيث غدا من المألوف أن تسمع الواحد منهم يقرر بهدوء تام ، أن الإسلام يقبل كذا وكذا ، وأن هذا الفعل أو ذاك ليس من الإسلام ، وهذا حلال وهذا حرام !! .

    ومن ثم كانت إحدى أهم أعباء الداعية الإسلامي المعاصر ، بل على رأس أعبائه أن يتصدى لهذا العبث الخطير ، وأن يجاهد لإعادة الوقار والحرمة إلى ( الفتوى الشرعية ) ويحمي مقدسات الإسلام من عبث العابثين وخبط المتهوكين ، لا أن يعزز بحاله أو بصريح مقاله من هذه الظاهرة الانحرافية ، ويعطي المثل لأصحابها على التعامل بخفة مع لأحكام الشرعية " .

    ومن مصطلحاتهم أيضاً معارضة النص بما يسمى ( روح الشريعة ) أو ( مقاصد الدين ) وهو نوع من (تجاوز النص ) أو التحايل على ( إسقاطه ) ما دام النص قطعياً في ثبوته وفي دلالته ، إذ أن تحديد معنى ما بأنه متوافق مع ( روح الشريعة ) أو ( مقاصد الدين ) هو نوع من الاجتهاد وأعمال العقل المستهدي بالوحي ، وإذ قد اتفق الأصوليون على أن ( لا اجتهاد مع النص ) فإن النص في هذه الحالة يكون مقدماً ، ولأنه الأكثر تحديداً ودقة ومباشرة في مسألته بينما ( الروح ) و ( المقاصد ) معاني عامة وفضفاضة وغير مباشرة .

    إما إذا كان النص غير قطعي الدلالة أو الثبوت ، أو قامت القرائن على اختصاصه بزمان معين أو حالات معينة أو واقع معين ، فهنا يكون في الأمر سعة ومن حق العقل الإسلامي ، بل من واجبه أن يقوم بدوره المطلوب في بيان وجه الحق وتقريب المعنى بما يتوافق مع دين الله الذي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وفق القواعد الأصولية المنضبطة بالنصوص الأخرى .

    ومن مصطلحاتهم ما شاع في الفترة الأخيرة وفيها شيء من الطرافة والرشاقة الفكرية ولكنها في تقديري تحمل قدراً مماثلاً من الخطورة على مناهج التجديد المعاصرة للفكر الإسلامي ، واستقصاء ذلك الأمر يطول ، ولكننا هنا ننبه إلى مصطلح ( النصوصية ) أو ( النصوصيون ) الذي شاع مؤخراً كصيغة اتهام ، أو كنوع من مصطلحات ( الإرهاب الفكري ) وذلك عبر خطاب نفر من مفكرينا وبعض علماء الدين كذلك ، وهذا في النهاية سيؤدي إلى الإساءة البالغة بمجهودات التجديد الإسلامي الحق ، ويجعل منحى ( الاجتهاد ) متباعداً بصفة متنامية عن مجال الوحي لأن النص وهو وعاء الوحي سوف يحمل شئنا أم أبينا قدراً غير قليل من الظلال الكيئبة والإيحاءات المنفرة ، أضف إلى ذلك أن وضع صيغة ( النصوصية ) في سياق الاتهام والتعريض والتوبيخ يضفي بالمقابل قدراً كبيراً من المشروعية والاستنارة على الاتجاهات الفكرية التي تتعمد تجاوز ( القرآن والسنة ) في اجتهاداتها بل لا نغالي إذ قلنا ، بأنه قد يرسخ في وعيها معنى أنه كلما ابتعدت عن الوحي أو النص كانت أكثر استنارة ورشداً .

    إن كل جهد تجديدي بل كل جهد إسلامي على الإطلاق فهو ( نصوصي ) بوجه ما ، لأنه يصدر من نصوص القرآن والسنة ، وحتى مقاصد الدين وروح الشريعة ، فهي لا تدرك إلا من جلمة ( النصوص ) ذاتها ، فكلنا نصوصيون بصورة أو بأخرى ، أما إذا أردنا التصدي للتيارات المتطرفة أو المغالية أو التي تسيء فهم النص وتضعه في غير مواضعه ، فلنخترله وصفاً آخر ، أي وصف إلا أن نصمها بأنها ( نصوصية ) لأننا في الحقيقة عندما نضفي على هؤلاء صفة ( النصوصية ) فنحن نمنحهم ( وسام شرف ) قد يكونون غير مستحقين له في الواقع ، ولا ينتسبون إليه في الحقيقة .

    ولا شك أن تقصي مصطلحاتهم التي أدخلوها على الفكر الإسلامي نوع من الإطالة التي تحتاج إلى تخصيص كتاب لذلك ، إلا أننا نكتفي بما ذكرناه ، مذكرين أن ما يطلقونه من مصطلحات قد تتغير ألفاظه من وقت لآخر إلا أنه يحمل نفس المعنى والمضمون والمقاصد الهدامة ، فإن استبدلوا ( نصوصيون ) بـ( رجعيون ) أو ( غلاة ) فلا غرابة فالمقصد هو الذم وإسقاط الغير بدون حق ، والأهم من ذلك هدم مستند أولئك المذمومين الذي غالباً ما يكون النص الصحيح الصريح فتنبه لهذا ولا يغرك تغير الألفاظ .
    يتبع======================
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  7. #37
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أبرز طروحات تيار العصرانيين

    إن لهذا التيار العقلاني الهدام طروحات يرتكز عليها ويدور معها ، وإن كانا في هذه الفصل لا يمكن أن نفصل تلك الطروحات لأن هذا يحملنا إلى الإطالة التي آثرنا الاختصار عليها ، إلا أننا سنذكر ما يتيسر من طروحات وأساليب .

    ظاهرة ( الإسقاط التاريخي ) والإسقاط هو النظر إلى وقائع التاريخ ودراستها وتحليها لا حسب مكانها وزمانها وأشخاصها بل حسب ما يعتقده هذا الكاتب أو ذاك ، والحقيقية أن هذه الظاهرة قد شاعت بصورة واضحة في دراساتهم التاريخية المعاصرة ، حتى أصبحت سمة مميزة لعامتها ، إذ يخرج علينا كل صاحب نزعة فكرية مذهبية ، جديدة وجلها مجلوب من تيارات الفكر الأوربي الحديث والمعاصر ، بدراسة جديدة للتاريخ العربي الإسلامي ، يحاول فيها إخضاع حقائقه ومواقفه وحركاته لمفاهيم نزعته الفكرية الجديدة ، غير متحرج أن ينسب إلى شخوص هذا التاريخ أفكار ومقولات مذهبه المبتدع ، والذي لم يعرفه الفكر الإنساني إلا من بضع عقود خلت !! وغير عابئ بمتطلبات البحث التاريخي الجاد من توثيق للمزاعم المطروحة ، وتمحيص للروايات ، التي ينتزعها من مناخها التاريخي ، الذي يكشف حين التمحيص عن دلالاتها الحقيقية .

    فكتب أحدهم دارسة تحت ما أسماه ( اليمين واليسار في الإسلام ) ولعل في عنوان البحث ذاته ، ما يدلنا على مبلغ التحكم الذي يفرضه صاحبه على حركة التاريخ الإسلامي ، وفي تقسيماته لطوائف الإسلام السنة والشيعة والمعتزلة والخوارج وغيرهم بين اليمين واليسار واليسار المتطرف !! .

    ودراسة أخرى تعرض لما أسمته ( النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية ) لتسقط من خلالها مفاهيم وتحكمات الماركسية الإلحادية ، في تاريخ الإسلام فتصف كبار علمائه وأئمة المسلمين بالرجعية والجمود ، مشوهة مواقفهم التاريخية بصورة مؤسفة ، لكل ذي ضمير علمي حي ، بينما تصور الحركات المنحرفة مثل ( القرامطة ) و( الريوندية ) ونحوها في صورة ( المتقدمين المستنيرين ) .

    وأبحاث أخرى تنطلق من نظرية ( الفكر القومي العلماني ) أي اللاديني تحاول أن تجرد التاريخ العربي الإسلامي ، من مضامينه الإسلامية الراسخة ، والأصيلة لتسقط مفاهيمها الغربية الوافدة على مواقف هذا التاريخ لتصبغها بصبغتها فتقرر على سبيل المثال أن الفتوحات الإسلامية التي انطلقت في بلاد فارس والروم لم تكن حروباً إسلامية بباعث ديني ، وإنما كانت صراعاً قومياً للسيطرة على النفوذ بين القومية العربية والقوميات الأخرى ! بل جرؤ محمد أحمد خلف الله على أن ينفي – وبخط قلم واحد – أن تكون هناك وحدة إسلامية قامت في زمان الإسلام الأول ، وإنما هي في وهمه وحدة عربية قومية .

    ولقد تعدى الإسقاط التاريخي ، إلى المواقف الخلافية المذهبية ، المنبثقة من قضية عقائدية مثل الموقف من ( القدر ) فقد حولها ( المسقطون ) من قضية عقائدية دينية إلى موقف سياسي مادي لا ديني ، ثم رتبوا على ذلك اتهام أئمة الإسلام بالانحراف ، لأنهم أثبتوا القدر وآمنوا به ، حيث زعم المنحرفون بالبحث التاريخي أنهم فعلوا ذلك ليبرروا أفعال السلطان ! بينما أصبحت طوائف مثل ( الغيلانية ) ثواراً أبطالاً لأنهم أنكروا القدر ، أي أنهم – حسب المسقطين – ثاروا على ظلم السلطان ! .

    فعلى صعيد ( العلمانية ) تخرج علينا دراسة محمد عمارة ( المعتزلة وأصول الحكم ) بمحولة مكشوفة ( لعلمنة ) حروب الردة التي خاضها الصديق أبو بكر ، رضي الله عنه لنزع الصفة الدينية عنها ، وإظهارها بصورة الحرب السياسية بين متخاصمين على الملك والسلطان.

    فتقول ( فلا الحرب التي سميت بحرب الردة كانت دينية ، ولا حرب علي مع خصومه كانت دينية لأنها كانت حرباً في سبيل الأمر أي الخلافة والرئاسة والإدارة ، وهذه سلطة ذات طبيعة سياسية مدنية ، فكانت الحرب التي نشبت لأجلها سياسية ومدنية هي الأخرى .

    كذلك إسقاط البعض أحداث التاريخ لا سيما في زمن الخلافاء الراشدين ، بطريقة تخدم المعتقد المذهبي لا سيما الرافضة ، وذلك بقولهم بظلم المتنفذي لطائفة مستضعفة ، كظلم الصحابة – زعموا – لآل البيت ولعلي بن أبي طالب رضي الله عنه خاصة ، فكل حدث يحور ليصب في خيانة آل البيت أو بغضهم أو اغتصاب السلطة منهم أو طمس فضائلهم ، فكان الإسقاط وتجيير الأحداث التاريخية على حسب المعتقد والمذهب ظاهرة واضحة المعالم لا سيما في كتابات الطوائف التي لا تعتمد على الإسناد في نقل الوقائع ، وهذا ما برز فيه حسن المالكي مؤخراً فقد ورد وصدر على هذه القضية وكأن الإسلام لم يكن سوى هذه القضية !! .

    لذا فإن ما يفعله تجمع المغتربين في الجزائر لأمر مهول حقاً لا سيما بعض الأكادميين أمثال عبد القادر جغلول ومحمد أركون في تشويه تاريخنا الإسلامي ، فلقد وصل الأمر بالدكتور أركون الوجه المعد بديلا لوجه مالك بن نبي في فرنسا ، وصل به الحال إلى حد تقسيم طوائف المسلمين إلى ( أرثوذكس ) و ( كاثوليك ) وعرضه للخلافة الراشدة على أنها عصر العلاقات البطريركية في الإسلام وغير ذلك مما لا يحتمله منطق سوي في فهم مسار التاريخ الإسلامي .

    وكذلك يقول الدكتور عبد العزيز الدوري في بحثه ( الجذور التاريخية للقومية العربية ) يقول " نحن نريد بدراسة الجذور أن نميز بين العروبة والإسلام في وجهتنا ، إن اعتزازنا بالتراث ، وإعطاءنا القيم منزلتها ، لا يعني اتخاذ الإسلام رابطة سياسية أو إقامة الكيان على أساسه " .

    إن لهذه الأبحاث والتوجهات خطورة وتكمن خطورتها الحقيقية في أنها لا تقف عند حد الأوراق ، أي الخلل في البحث الأكاديمي ، وإنما تتعداه إلى التأثير في الواقع الحي المتجدد ، من حيث إيقاعها الخلل والاضطراب في نظرة الإنسان العربي المسلم المعاصر ، إلى تاريخه الذي يمثل مستودع تجارب أسلافه ، ويمثل كذلك معالم مقوماته الحضارية ، التي يستلهمها اليوم ، وهو يخوض في صحوته الجديدة معترك تحديات عديدة ، فصياغة التاريخ بمثل هذا التشويه ، تفصل المسلم عن ماضيه ، ومن المعلوم أن من لا ماضي له يستقي منه التجارب والخبرات فبالتأكيد لا مستقبل له ، فأمة بلا ماضي أو بماض مشوه لا شك أنها أمة تائهة متذبذبة لن تبصر طريقها أبداً ، وهذا عين ما يرمي إليه هؤلاء ، أي أن الأمر ليس مجرد خطأ غير مقصود في تشويههم التاريخ بهذا الأسلوب ، أو زلل عن جهالة ، وإنما الأمر عمد موجه تقصد من ورائه هذه الدارسات المنحرفة ، إلى أن ترسب مفاهيم جديدة وخطيرة في أذهان الناشئة ، تتمثل في إقناعهم بإمكانية عزل مجتمعهم عن الإسلام ، بل ووجوب ذلك !! مستثمرين البحث التاريخي ، في إحداث هذه الخلخلة الفكرية ، عن طريق تشويه مواقف التاريخ وحقائقه ، واتجاهات شخوصه وإعادة ترتيبها ، بما يوافق وجهات عقائدية ومذهبية معينة حيث ينعكس هذا التشويه – ضرورة – على التكوين العقلي والنفسي للمسلم المعاصر ومواقفه من تحديات نهضته الحاضرة .

    ولا ريب أن عماد هذا الاتجها من اتجاهت التخريب ، وآلته إنما يمثله منحى ( الإسقاط ) ولا سيما بعد أن فشلت محاولات الدس المباشر في القديم .

    إن المارقين مذهبياً وحضارياً وأخلاقياً عندما يتجهون إلى إعادة كتابة التاريخ ، فإن العقلاء لن يفهموا من هذه الوجهة إلا أنها محولة جديدة لتمزيق التاريخ نفسه ، وجعله رقعاً يرقع بها كل منا ثوبه المذهبي المجلوب ، أو يستر بها عواره الحضاري المتغرب .

    إن الفوضى والانتهازية ، والتلاعب الفاضح بالأحداث ، وتزويرها الصريح أحيانا ، يقع الآن في تناول الباحثين لأحداث القرن الحالي ، بل العقود القريبة التي خلت ، فكيف بهم إذا امتدت أيديهم – غلت أيديهم – إلى تاريخنا القديم ، والذي يفصلنا عنه القرون الطوال ، والأزمان المتطاولة والحقب المديدة ؟! .

    وعلى جانب آخر من تشويه التاريخ يقف مشروع جامعة الدول العربية الثقافي على استعداد لذلك ، فقد عرض الدكتور حسن حنفي رؤيته لما أسماه ( مشروع بناء التراث ) جاء فيه بصدد عرض مبررات ذلك المشروع قوله ( طالما أن الموروث لم يتصرف فيه بعد فإنه سيظل المنبع الأول الذي يغذي الحركات السلفية مشروع إعادة بناء ، التراث – إذن – هو إقامة نهضة شاملة تلي حركة الإصلاح الديني في القرن الماضي وتطورها ، وعلى هذا النحو نضمن التغيير من خلال التواصل لا من خلال الانقطاع حتى نأمن الردة ( تركيا – بولندا ) ، كما نأمن رد فعل الحركة السلفية " أي أن العودة لتجديد الثراث في رأي منظر جامعة الدول العربية ليس بقيمته الذاتية ، وإنما لقطع الطريق على النهضة الإسلامية من خلال الاستفادة منه في إحياء الأمة ولتأمين عملية التغريب والتخريب للمجتمع العربي المسلم من ما أسماه الباحث ( الردة ) ويضرب مثلاً لهذه الردة ما يحدث في ( تركيا ) من يقظة إسلامية ، وعودة إلى الذات وإلى الأصول .

    وأذكر القارئ بأن مصطفى كما ( المثل الذي يؤمن به حسن حنفي ) هو من أسقط الحكم الإسلامي ، وفصل الدين عن الدولة ، وألغى اللغة العربية من التعليم ، واستبدل الحرف اللاتيني بالحرف العربي ، ومنع الأذان وحول المساجد إلى متاحف ، وألغى مظاهر الأعياد الإسلامية ، وتتبع كل جزئية في المجتمع تذكر بالانتماء الإسلامي ليقطع دابرها ويمحو آثارها ، أرأيت إلى أي مدى ( خفي ) تذهب بنا دعوة التجديد للتراث ؟ ! .

    إن ما نريد أن نلفت الأذهان إليه هنا أيضاً وقد أسلفنا نحوه هو أن تركيز البحث الإسلامية المعاصرة ، على التحديات الخارجية ، والهجوم التبشيري الاستشراقي على حد سواء قد أدى إلى شغلنا طولاً عن إدراك التحديات الأخرى ، بالغة الخطورة تنبع من داخلنا وبين أظهرنا ، ولسنا نبالغ إذا قلنا : إن هذه الهجمات الداخلية هي أبلغ خطراً وأعمق أثراً من أي بث ماد أخر ، يمكن أن تقوم به أجهزة الهدم والغزو الفكري ، بما تتغلف به من ستارات مضللة ، تخدع الكثيرين عن طبيعة مسالكها ، وحقيقة أهدافها ، ومن الضروري هنا ، أن نعيد إلى ذاكرة المسلم المعاصر ، شيئاً مما أثبتته مقررات مؤتمرات التبشير الحديثة ، من مشاريع خطط جديدة تهدف إلى اتخاذ أقرب المسالك ، التي تؤدي إلى غزو العالم الإسلامي فكريا ، وعلى وجه التحديد ، نذكر بذلك التقرير الخطير الذي خلص بعد تأمل العديد من الدراسات النظرية ، والاستقراءات الواقعية في ديار المسلمين – إلى التأكيد على ( أن تبشير المسلمين ، يجب أن يكون بواساطة رسول من أنفسهم ومن بين صفوفهم ، لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أغصانها .

    وإذا أضفنا إلى ذلك ما قرره ( أ.لوشاتلييه ) من أن الهدف الأول والمقصود الأكبر ، من عمليات التبشير في ديار المسلمين بالذات هو ( هدم الفكرة الدينية الإسلامية ) استطعنا أن نكشف عن أحد المسالك الخطيرة ، التي يتوجه إليها البث الفكري المعادي وذلك هو مسلك ( هدم الفكرة الإسلامية عن طريف أحد أبنائها ) أو بتغبير آخر ( الغزو من الداخل ) .

    ويدفعنا إلى إعادة هذا البيان إلى ذاكرة المسلم المعاصر ، طول التأمل في هذا السيل الدافق من الدراسات الجديدة التي تخوض في قضية ( التراث الإسلامي ) ولا سيما تلك الدراسات التي خرجت ولم تزل من مداد أقلام عرف عنها ( العداء العقائدي ) لمعطيات الفكرة الإسلامية المبثوثة في هذا التراث ، والمستقاة من منارتيه وعماديه ، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

    ومما يدعو للريبة كذلك في هذا المنحى الجديد إحاطة أوساط التبشير والاستشراق المعاصر لتلك الدراسات وأصحابها بالعطف البالغ والرعاية غير المألوفة ولا السوية ، وحرص هؤلاء وأولئك على الترويج لتلك الدراسات والأبحاث في ديار المسلمين وفي الواقع الفكري الأوربي المعاصر ، الذي بدأ يشهد تحولا ملحوظا صوب الفكرة الإسلامية ، حيث يقدمون هذه الأبحاث على أنها تمثل ( الفكر الإسلامي العقلاني الثائر والمستنير ) .

    ومما يزيد الريبة عندنا عمقاً رؤيتنا لبعض الدراسات التي تمثل الجانب العملي لنظرياتهم ، ومن تلك الدراسات مثلاً ، رسالة لنيل الدكتوراة قدمها علي أحمد سعيد ( أدونيس ) تحت عنوان ( الثابت والمتحول .. بحث في الاتباع والإبداع عند العرب ) بإشراف ( رجل دين نصراني ) وقد ترشح صاحبها من قبل دوائر الاستشراق الأوربي المعاصر لنيل جائزة عالمية شهيرة بوصفه ( شاعراً ومفكراً إسلامياً ثائراً ) وإن كانا نهتم هنا بعرض ما قدمته الدراسة من رؤى فاسدة تهدف إلى تشويه ( الفكرة الإسلامية ) ذاتها ، في نظر الإنسان المعاصر إلا أنه لا يفوتنا التنبيه على ما قدمته هذه الدراسة من تشويه واسع لوقائع التاريخ الإسلامي حتى في أشرق صفحاته ونكتفي هنا بعرض نموذج لهذا التشويه في طرح الدراسة تصورها لحادث تولية أبي بكر الصديق للخلافة ، إذ تقول الدراسة ( إن النبوة / الملك / الخلافة ) تأسست والنبي يحتضر في مناخ اقتتال بل يمكن القول بأنها تأسست بمبادرة شبه انقلابية ، أي بشكل من أشكال العنف الأقوى لا الأحق هو وارث النبوة / الملك ، أو هو الخليفة .

    وهذه الأكذوبة هي بنصها رجع الصدى من الداخل لمقولات وسموم ( يوليوس فلهوزن ) في كتابه ( تاريخ الدول العربية ) وهي تزوير مفضوح للوقائع يدركه من له أدنى دراية بالواقع الإسلامي آنذاك ، وموازين القوة فيه ولنا أن نسأل أي قوة تلك التي كان يملكها أبو بكر رضي الله عنه وتفوق بها على بني أمية وبني هاشم وبني العباس فضلاً عن الأوس والخزرج ، أصحاب الدار ، وهو الذي عجز قومه عن حمايته في مكة ، فأجاره ( ابن الدغنة ) ليحميه من بطش قريش ؟ أي قوة تلك التي يملكها الصديق ، والتي مكنت له من تحقيق ( الانقلاب بالقوة ) ؟‍ اللهم إلا أن تكون قوة الحق والبصيرة والسبق في الخيرات .

    هذه هي أبرز مرتكزات هذا التيار في الهدم ، وما أطلنا الحديث عن أسلوبهم في الإسقاط التاريخي إلا لأنه هو يعتبر أمضى سلاح معهم يستخدمونه ضد أبناء الأمة ، لعزل الأمة عن دينها وأصول شريعتها .

    ومن طروحات هذا التيار أيضاً محاولته المستميته في تميع قضية الولاء والبراء ، والدعوة إلى مؤاخاة المؤمنين بعضهم مع بعض والقصود هنا بالمؤمنين هم ( أهل الأديان السماوية الثلاثة ) ، وما طرحوا مثل هذا الطرح إلا بعدما انتهوا من تأصيل فكر هدام آخر هو الجزء الأول من مسلسل هدم أصل الولاء والبراء ، وهو الدعوة إلى مؤاخاة الفرق الإسلامية لا سيما المارقة منها التي بنت دينها على الزندقة والضلال ، مثل الرافضة والقرامطة والخوارج والفلاسفة وغيرهم ، فبعدما انتهوا من الدعوة إلى أن كل من ادعى الإسلام فهو من المسلمين بغض النظر عما ارتكبه من نواقض ، بدأوا بالدعوة الآن إلى ( وحدة الأديان ) وأخوة الأديان وأنها كلها طرق تؤدي إلى الجنة ، رغم أنه ليس بالضرورة أن كل واحد منهم يدعوا إلى هدم الولاء والبراء بشقيه ، إلا أنه حاصل عند كثير منهم ، وأغلب من يحسبون على التيار الإسلامي يركزون في دعوتهم على الشق الثاني .

    وبقدر الحسم الذي حسم به الإسلام مسألة ( الهوية ) و ( الولاء والبراء ) بقدر الحسم الواجب على الإسلاميين أن يرفضوا به هذه المحاولات المريبة والتي تنتهي إلى تمييع هوية المسلم وانتمائه وتشتيت ولائه .

    والولاء في الإسلام ليس مجرد تشريف أو تعريف أو تقسيم ، بل هو تشريع إلهي تترتب عليه فروض وواجبات وأركان دينية وأحكام عديدة ، والخلل فيها خلل في الدين كله ، فلا يجوز أن نخوض في أصول الدين بمثل هذا العبث ، وإذا كنا نؤمن إيماناً جازماً بأننا أمة مسلمة مرجعيتها كتاب الله وسنة رسوله r وأنهما مصدر الهدى والنور اللذان صنع الله بهما الأمة وأحياها فإن الأمر يصبح أمر ( دين ) فقضية ( الولاء ) والهوية ، ليست من قبيل ( الفكر العام ) حتى يجوز لكل أحد أن يبتدع فيها جديداً أو يستدرك فيها على علماء الأمة وإجماع السلف ، وإنما هي مسألة ( علمية ) بكل ما يحمله ( العلم ) من قداسة وقواعد ومناهج ، وبكل ما يستدعيه ( الاجتهاد ) من شروط وإمكانات ، تبدأ من الشرط الأخلاقي ( العدالة ) ثم الشروط العلمية المتفق عليها .

    وبما أن هذا التيار ليس له أصول يعتمد عليها أكثر من اعتماده على العقل والاستحسان ، فمن الصعب ضبط طروحاته الأخرى ، ولكن لا غنى لنا عن معرفة القاعدة الضابطة لطروحاتهم وهي أسلوب ( تكتيك الفكرة ) وهذا الأسلوب يتم عبر عملية بالغة الدقة والتعقيد والخفاء ، لا أجد عبارة تصلح وصفاً سليماً ودقيقاً لها ، سوى عبارة أحد أبناء هذه الطريقة وهو الطيب تيزيني حيث وصفها بأنها ( تكتيك فكري سياسي ) .

    هذا التكتيك له – بلا شك – أنماطه ووسائله العديدة والمتنوعة ، حاصلها الاهتمام بصياغة الموقف الفكري على صورة محددة تؤدي إلى ارتباك الحكم أو الفتوى عليها أو تشوشها ، على اعتبار أن ( الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) .

    كما يهتم هذا التكتيك بفن صناعة القضايا والمشكلات الفقهية والفكرية الإسلامية وأيضاً فن ضبط توقيت

    إثارة بعض المشكلات الفقهية والفكرية والعلمية الإسلامية التي تطرح كل حين لإشغال الأوساط الإسلامية ، كذلك يخلطوا سمومهم بنوع من الظروف بحيث يمثل ( التوقيت ) إطاراً لصورة الحكم أو الموقف ، ينتهي إلى فهمه على غير المقصود أصلاً منه ، ويهتم ذلك ( التكتيك ) أيضاً بفن إدارة ( الحوار الفكري ) بما يضمن حصره في مناطق معينة ، كذلك من هذا التكتيك ، بل من أخطر أنواعه القدرة على حفر قنوات اتصال فكرية تتصل بأسماع وأفواه من الدعاة والمفكرين ، بحيث تضمن تدفق النشاط الفكري لهم عبر قنوات ومسارات معدة سلفاً ، ومحددة النتيجة ومضمونة المصب .

    هذه أساليب وأنماط غريبة ، قد ينظر إليها نفر من القراء كنوع من الألغاز والأحاجي ولكنها في الحقيقة خطط مدروسة ، بعضها يرتكز على أصول ( علمية / نفسية ) يصعب الوقوف على أسرارها ، إلا بالمعاناة الطويلة ، والصبورة في تأمل هذه المجهودات الخاطئة ، وتتبع طرائقها وتأمل أحوال أصحابها ، وتوفيق الله تعالى من قبل ومن بعـد .

    ومثل هذه الطرائق والأساليب ، توجب علينا تحذير بعض أهل العلم والدعاة ، من خطورة النظر إلى القضايا المطروحة للحوار الديني نظرة بريئة محضة وخطورة الحديث بتلقائية في المشكلات الفقهية المثارة ، ولا سيما تلك التي تحمل طابعاً عاماً ، يتصل بشئون الحياة العامة ، أو يرتبط بتأصيل نظرة إسلامية عامة أو قيمة أو سلوك أو مبدأ وذلك لأن ( الحوار الديني ) قد تلوث بفعل دخول نفر من المفكرين والكتاب والباحثين إلى ساحة الفكر الإسلامي ، دونما ارتكاز على قواعد أخلاقية وقيم علمية إسلامية ، تحكم نزاهة الحوار وطهارته .

    ومحولة سوق شواهد ولمحات دالة على مثل هذا ( الخلل ) و ( التلوث ) في مناخ الحوار الديني ، أمر لا يخلو من إحراجات ، ولكنها لا تمنعنا من ذكر بعضها تمثيلاً ( للأسلوب ) والطريقة التي يمكن أن تحدث ذلك ( التوريط ) أو إن كنا لا نبرئ البعض من القابلية لمثل هذا التوريط .

    إن من اعتاد تبسيط ما لا يمكن تبسيطه سوف يكون من الصعب عليه أن يدرك : كيف يحدث أن يشارك محمد الغزالي مع فليب جلاب ولويس جريس في تأسيس مجلة علمانية ( مجلة كل الناس ) ، تنشر الصور العارية على أبناء المسلمين ، في الوقت نفسه الذي يحتدم فيه الخلاف بين ( الغزالي ) ومعارضيه حول ( الحجاب ) الشرعي وهل يشمل الوجه أم لا يشمله !! .

    إن من يستبيح لنفسه أن يتهم ( محمد الغزالي ) بأنه ( ينشر الصور العارية ) على أبناء المسلمين ، سوف لا نتردد في تسفيه عقله ، واتهامه في عدالته ولكن كيف وقع ذلك ؟!! .

    هذا أيها الصحاب ما أسموه ( التكتيك الفكري ) !! .

    أهم مبادئ و أساليب تيار العصرانيين في طرح أفكارهم

    وبما أننا استرسلنا في الفصل السابق في ذكر بعض طروحات هذا التيار وضوابط طرحه ، فإننا لن نطيل بذكر أساليبهم في الطرح ومبادئهم في نفث سمومهم ، وسنذكرها على شكل نقاط مختصرة بعد بيان أهمها مفصلاً .

    لقد قرر الغزالي تبعاً لسلفه لهم مبدأ في كتابه ( السنة النبوية .. ) من خلال ممارساته مع بعض النصوص مفادها أن الحديث إذا خالف ( التصور العقلي للإنسان ) فله أن يرفضه ويعتبره شاذاً ، ويلقي به خلف ظهره مهما كان إسناده ، ومهما كان من صححوه ووثقوه من علماء المسلمين وأئمة الدين ، بل وضح من كلامه في صـ 16 ـ أنه – لو كان الأمر بيده – لمحا أحاديث بكاملها من صحيح البخاري الذي عجب أنه ما زال يحمل مثل هذه الأحاديث حتى اليوم ؟!

    وبهذا الإنقلاب في حركة الفكر الإسلامي ، لم يكن عجباً معه أن نقرأ لمن أسموا كتاب الغزالي ( السنة النبوية ) بأنه ( بيرسترويكا ) إسلامية تشبيهاً له بالانقلاب الإصلاحي السلمي الذي قام به ( الرئيس جورباتشوف ) في الاتحاد السوفيتي على معسكرات الفكر الشيوعي بكامله ! " .

    ولهم مبدأ آخر تتركز في تلكم الموزنة التصويرية بالنسبة لموجبات الإسلام ، قد ينتهي إلى مخاطر أخرى لا تقل جلالاً عن السابقة ، حيث يميل صاحب النظرة الكلية إلى التساهل في جزئيات الفقه والتميع مع مستلزمات الشعائر العبادية ، ينتهي به إلى توهين من شأن المخالف لرأيه فيها ، واتهامه بالغلو ، أو بإعاقة مسيرة التقدم الإسلامي ، أو بتشويه صورة الإسلام المشرقة أمام الغرب ، ونحو ذلك من فروضات تنتهي بصاحبها إلى نوع من ( الاستبداد الفكري ) وهو الأمر الذي نحسب أن الغزالي وأضرابه قد وقعوا فيه ، ولا سيما في معالجة قضية الحجاب ، والثياب والفن ونحوها " .

    ولهم منحى عجيب مضطرب يسلكونه ليقرروا آراءهم وقبل ذكر منحاهم أذكر قاعدة هي أن ( الخلاف الفكري هو تباين وجهات نظر في العموم ، بينما الخلاف العلمي هو تعارض الأدلة في خصوصيات مضبوطة ) ومن ثم فنحن نؤكد بأن المفكر ليس من حقه ابتداءً أن يخوض في مسألة صحة الحديث من عدمه ، لأن هذا اختصاص أهل العلم ، وخلاف المفكر فيه غير معتبر , وكأنه لم يكن ، وهنا نتحول إلى نقطة مبدئية مهمة هي مكمن الخلل في مواقفهم من الحديث ، ألا وهي أن التوقف أمام دلالة الحديث أو الخلاف في ضبطه وتوجيهه ، أمر لا شأن له بصحة الحديث من عدمه ، وإلا لانتهى بنا الحال إلى أن كل أحد من الناس حتى ولو كان فقيهاً أو صاحب فكر من حقه أن يصحح ما يستقيم مع تفكيره ورؤيته وذوقه من الأحاديث ويضعف ما لا يستقيم في ذلك معه ، ولأصبح كل حديث – بوجه ما – باطلاً لأنك لن تعدم من لا يفهم حديثاً ، أو يتوقف أما دلالة آخر ، أو ينصرف عنها لغيرها ، وغير ذلك من عوارض الفكر والنظر ، وبالتالي يصبح الأمر فوضى ، وتضيع كل قواعد العلم ، ويصبح تسجيلها أو التنبيه عليها أو الإطراء لها مجرد شنشنة لفظية لا وجود لها في الواقع التطبيقي ، وليس من حق أحد أن يرفض صحة الحديث أو يوهن من شأنه ، لمجرد أنه لا يسيغه ولا يتصوره ، وإلا لأصبح الأمر فوضى ولضاعت قواعد العلم وغابت أصولـه .

    ومن فرط غرورهم واعتدادهم بآرائهم أن ينفوا رأي الغير بل يصل إلى حد أنهم يطلبوا طلباً صريحاً من خصمائهم في الرأي أن يغلقوا أفواههم تماماً ، متهمين إياهم بنقص الفقه ، كما يقول الغزالي مثلاً عندما يعقب على خلاف في بعض المسائل ( إن من لا فقه لهم يجب أن يغلقوا أفواههم لئلا يسيئوا إلى الإسلام بحديث لم يفهموه ، أو فهموه وكان ظاهر القرآن ضده ) .

    ولقد وصل الحديث بما لا يليق مع المخالف إلى حد اتهامه للعشرات من أئمة العلم والدين من الشافعية والحنابلة بأنهم يهينون المرأة ويحقرون شخصيتها حيث يقول الغزالي مثلاً ( فإن الشافعية والحنابلة أجازوا أن يجبر الأب ابنته البالغة على الزواج بمن تكره !! ولا نرى وجهة النظر هذه إلا انسياقاً مع تقاليد إهانة المرأة وتحقير شخصيتها ) .

    ولست أظن أن منصفاً يقبل مثل هذا الأسلوب في الحديث عن أئمة الإسلام وعلماء الدين ، مهما كان الرأي المخالف فهو – على الرغم من كل شيء – له اعتباره وقيمته في فقهنا الإسلامي ، قد نقبله وقد نرفضه – بعد النظر في أدلته وفي مبرراته الكاملة لا أن نسوقه هكذا مبتوراً جافاً ! من أن نشنع عليه ونتهم أصحابه بالانسياق الباطل فهذا ما لا يصح وما لا يجوز .

    هذا الفريق رأى أنه من غير المجدي طرح القضايا والمسائل الخلافية كوجهات نظر مجردة ، وكذلك رأى أن يتعدى المرحلة التي كان يتناول فيها القضايا الجزئية بطريقة الإثارة والهزء من الشباب الإسلامي ، كمسألة ( اللحية ) و ( الزي ) و ( حجاب المرأة ) ونحو ذلك ، ليدخل مرحلة طرح المسائل الكلية ، وتحديداً أصول الفقه الإسلامي ، على اعتبار أن ( اختلال النظرة ) إلى ( الأصل ) تكفي تماماً لهدم مئات المسائل الفقهية أو تمييعها بحيث يسهل على ( المجددين العلمانيين ) أن يُعيدوا تشكيلها بما يتلاءم والمعطيات الغربية فكراً وسلوكاً وتشريعاً .

    والبدء – عادة – يكون بطرح الأصيل المختلف عليه أو المبدأ التفريعي في الأصول لكي يتمهد الواقع لاستقبال مقولات هؤلاء النفر ( كاجتهادات ) فكرية من حقهم أن يدلوا بدلوهم فيها .

    خذ مثلاً لذلك ، مسألة ( الفتوى تتغير بتغير الزمان ) ثم يطرح – في البداية – التحفظ بأن ذلك من الأمور ( الاجتهادية ) وطبيعي أن ( الأمور الاجتهادية ) لا توضح ، ولكن بعض أطراف ( اللعبة ) ينقل المسألة نقلة جديدة فيطرح أن الأمور الاجتهادية هي ( ما لا نص فيه ) ثم تتطور المحددات لتصبح الأمور الاجتهادية تشمل ما فيه نص ، طالما ليس نصاً قطعياً ، ثم يأتي الأخير ليحسم المسألة ، أو ليصل إلى نهاية ( النفق ) فيؤكد أن مقولة ( لا اجتهاد مع النص ) التي قال بها الأصوليون ، ليست مسلمة فمن حق العقل أن يجتهد مع النص حتى لو كان نصاً قطعياً ، وهذا المذهب الجديد للدكتور محمد عمارة ويروج له إعلامياً الكاتب فهمي هويدي .

    وهنا يفرعون إلى قسمين :

    القسم الأول : يتخذ إمامه من ( الطوفي ) الحنبلي ، المتهم في عقيدته والشاذ في اجتهاده ، والذي يرى أن المصلحة إذا تعارضت مع النص قدمت المصلحة وأبطل النص ويلخص أحد المعاصرين وهو أحمد خلف الله مبدأه الخطير بقوله ( والمصلحة لا تتغير بتغير الأزمان فيما لا نص فيه فقط ، وإنما قد تتغير – أيضاً – فيما فيه نص ) .

    القسم الآخر : يطرح مسألة ( مقاصد الشريعة ) و ( روح الدين ) وهي مقدمة – عندهم – على النصوص مطلقاً ، لأنه مستقرءات النصوص .

    قالمسألة بدأت عند تغير الفتوى بتغير الزمان ، ثم انتهت بتغير ( النص ) ذاته بتغير الزمان والمكان .

    ونحن هنا لا يهمنا اتهام هذا الفريق ( بتقسيم العمل ) فيما بين أطرافه ، ومن الواضح أن درجات الجرأة بينهم تختلف من بلد إلى بلد ، حسب قوة رسوخ الدين في هذا البلد أو ذاك ، وإنما المهم لنا أن نكشف لشباب المسلمين تحولات ( الخديعة ) وكيف يتسلسل المكر على طريقة المبدأ اليهودي ( اكسب أرضاً ثم فاوض ) ومن ثم كان سد باب الفتنة من أصله مطلوباً ، لأن الذريعة إلى الباطل باطلة ، مهما جمّلها حاملوها ، فالذي يطرح مقولة ( تغير الفتوى بتغير الزمان ) يتحتم عليه أن يضع هذا المبدأ في الإطار العام لشريعة الإسلام ، وبين الضوابط والحدود التي يتحوط بها العالم لسلامة العمل بهذه القاعدة والشروط التي توجب – أو تمنع – العمل بها ونحو ذلك من مسائل علمية لها أهلها ورجالها .

    فالمسألة ليست من قبيل ( الثقافية العامة ) التي يتناولها الكتاب والمثقفون والشعراء بالنقد والتعليق كما يتناولون ( نقد القصيدة ) أو ( المقالة ) على المقهى أو قارعة الطريق سواءً ، وإنما هي مسألة علمية ، تتعلق ( بدين الله ) و ( ديانة أمة بأسرها ) ومن حق أي مسلم ، بل من واجبه أن يرفض القبول بهذه العبارات المطلقة التي تشيع بين الكتاب والمفكرين ، تحوطاً لدينه ، طالما لم تصدر عن ( أهل العلم محفوفة بالبيان والتفصيل الكاملين .

    ومن الأمثلة على الأسلوب ( التجديدي ) أيضاً الحديث عن القاعدة الأصولة القائة ( إن العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب ) ويتبع ذلك الإلحاح الشديد والمكثف على مسألة ( أسباب النزول ) و ( أسباب الورود ) في الآيات والسنن ، لكي يتمكن ( المجددون ) من بتر أي حكم شرعي لا يتلاءم مع ( العلمانية المجددة ) تحت زعم أنه ( مخصوص بالسبب الذي جاءت فيه الآية أو الحديث ) ومن هنا كان اعتراض ( مجديدي العلمانية ) على هذه القاعدة الأصولية كحسن المالكي الذي أسقط عدالة أكثر الصحابة ونفى الصحبة عنهم ، ورد الآيات المثبتة لعدالتهم بحجة أنها نزلت قبل إسلامهم مقرراً بذلك أن العبرة ( بخصوص السبب وليس بعموم اللفظ ) مخالفاً بذلك أهل السنة قاطبـة .

    وحاصل ذلك الاتجاه هو ما يلخصه لنا أحد أبنائه هو الدكتور أحمد كمال أبو المجد بقوله : ( والاجتهاد الذي نحتاج إليه اليوم ويحتاج إليه المسلمون ، ليس اجتهاداً في الفروع وحدها ، وإنما هو اجتهاد في الأصول كذلك ، وكم من مسألة تواجه المسلمين اليوم ، فإذا بحثوها وأعملوا الجهد طلباً لحكم الإسلام فيها أفضى إلى وقفة مع أصول الفقه ) .

    والكاتب لم تبلغ به الشجاعة إلى حد التصريح بالمقصود من العبارة الأخيرة فيقول ( أفضى بهم بحثهم إلى تغيير في الأصول )

    وقال أيضاً ومهما قال الأصوليون من أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فهذا أيضاً لا يؤخذ بغير مناقشة ، فكم فعل للنبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله نوع من السنن جاء مرتبطاً بإطار موضوعي معين ، معالجاً لظروف قائمة وثابتة وعارضة .

    وعلى الرغم من أنه لم يضرب لنا مثلاً واحداً على ما يضطرنا إلى استئناف النظر في أصول استقرت عشرات القرون ، بالمتفق عليه منها والمختلف فيه ، إلا أن ما يعنينا من الشاهد هو التنبيه إلى أن اتجاه ( التجديد العلماني ) أصبح يرى أن التغيير لم يعد يكفي الوقوف بطلبه عند حد الجزئيات أو الفروع ، بل لا بد من ( الأصول ) و ( الجذور ) لهدمها كلية وهذه غايتهم ليكون إله كل شخص هواه ونفسه واستحسانه .

    وبما أننا أطلنا في ذكر بعض مبادئهم ، فلن نطيل في ذكر سماتهم وأساليبهم وذلك لضيق المقام لتفصيل مثل ذلك ولكننا سنذكر نقاطاً إجمالية هي ومن أوضح سمات هذا المنهج وأصحابه :

    أولاً : إصدار الأحكام الكلية .

    ثانياً : مصادرة آراء الآخرين .

    ثالثاً : والتطرف الشديد في تسفيه وإلغاء الرأي الآخر بلا دليل شرعي ، بحيث لا يصح عندهم إلا ما يرونه صحيحاً ولا يستحق البقاء غير آرائهم ‍‍ وهذا منطلق صبياني أو استبدادي تعسفي .

    رابعاً : يغلب على أكثرهم أنهم يكتبون نتائج بحوثهم قبل أن يفكروا بمقدماتها .

    خامسا ً : سوء الأدب والصلف .

    سادساً : المغالطة بأكذوبة القشور واللباب .

    سابعاً : طرح الأكاذيب والفرقعة كأكذوبة تحرير المرأة .

    ثامناً : فن الإرهاب المصطلحي .

    تاسعاً : اصطناع القضايا .

    عاشراً : الاغترار بحضارة الغرب وتحوير الشرع ليوافق التقدم الغربي .

    الحادي عشر : إطلاق الأحكام قبل مداولة القضية من جميع جوانبها .

    الثاني عشر : بين الجرأة والإنكار للنصوص النبوية وللفقه الإسلامي .

    الثالث عشر : سوء الظن برجال المسلمين وعلمائهم وعظمائهم .

    الرابع عشر : إخضـاع النصوص للفكرة التي يفرضونها حسب أهوئهم ثم التحكم فيما يرفضون ويقبلون من النصوص .

    الخامس عشر : تحريفهم للنصوص في كثير من الأحيان تحريفاً مقصوداً وإساءتهم العبارة حين لا يجدون مجالاً للتحريف أو البتر .

    السادس عشر : تحوير كلام العلماء وإلزامهم منه بما لا يصح وتحميلهم لنصوصهم مالا تحتمل .

    السابع عشر : تحكمهم في المصادر التي ينقلون منها فهم ينقلون مثلاً من كتب الأدب ما يحكمون به في تاريخ الحديث ، ومن كتب التاريخ ما يحكمون به في تاريخ الفقه ، ويصححون ما ينقله الدميري في كتاب ( الحيوان ) ويكذبون ما يرويه مالك في ( الموطأ ) كل ذلك انسياقاً مع الهوى وانحرافاً عن طريق الحق .

    الثامن عشر : أنهم قسموا السنة إلى تشريعية وغير تشريعية ، فألغوا العمل بما يسمونه غير التشريعي .

    التاسع عشر : وسعوا من قاعدة ( الخصوصية ، أو قضية العين ) في النصوص فكل نص أرادوا إبطاله حكموا عليه بأنه قضية عين أو خاص بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم أو بالشخص الذي قيل بحقه ، واعتبار الحدود تعزيرات وقتية ، وإن كنا لا ننكر تلك القواعد ولكننا ننكر توسيعها بغير الضوابط التي وضعها أهل العلم .

    العشرون : موقفهم المريب من أحاديث الصحيحين خاصة ومن أخبار الآحاد ، فالآحاد لا يستدلون بها في العقائد ، وبعضهم لا يرى فيها فائدة تشريعية ، فغير المتواتر لا يقبلونه في التشريع ، وهذا ينطوي على إنكار كلي أو شبه كلي للسنة النبوية .

    الحادي والعشرون : إسقاطهم للقياس جملة ، ولا سيما قاعدة سد الذرائع لأنها كما يقول أو زهرة استدراك على الله وتجاوز للنصوص فيردونها لأنها تحجم دائرة المباح الذي يرغبونه ، والغريب أنهم يقولون بصحة قاعدة ( اقتضاء المصلحة ) فمثلاً يبيحون بعض المحرمات الشرعية مثل دراسة البنات في جامعات مختلطة للمصلحة ولا أعرف هنا كيف أباحوا تجاوز النص وهناك حرموا تجاوز النص ، ولكن من عرف أن منطلقهم الشهوة غالباً لا يتعجب من هذا الفقه .

    الثاني والعشرون : إبطالهم للإجماع ولحجيته أيضاً فهم يزعمون أنه من المستحيل الإجماع ، لذا لا يوجد في أصول الشريعة ما يسمى الإجماع .

    الثالث والعشرون :يرى بعضهم أن الأصل هو الأخذ بالأحكام الكلية للقرآن الكريم لأنه أصح من غيره وفي ذلك غمز لحجية السنة النبوية لا سيما أحاديث الآحاد .

    الرابع والعشرون : تطويع الإسلام بكل وسائل التحريف والتأويل والسفسطة لكي يساير الحضارة الغربية فكراً وتطبيقاً .

    الخامس والعشرون : التقريب بين الأديان والمذاهب ، بل بين الإسلام وشعارات الماسونية والقومية العربية والاشتراكية وغيرها .

    السادس والعشرون : تبديل العلوم المعيارية ( أصول الفقه ) و ( أصول التفسير ) و ( أصول الحديث ) والطعن في صلاحيتها لفهم الشريعة وتقرير عدم فائدتها ، بل والطعن في علماء الأمة حينما قرروها .

    السابع والعشرون : الإصرار على أن الإسلام ليس فيه فقه سياسي محدد وإنما ترك ذلك لرأي الأمة بل وسعوا هذا فأدخلوا فيه كل أحكام المعاملات فأخضعوها لتطوير العصر ، وجعلوا مصدرها الاستحسان والمصالح الواسعة غير المنضبطة .

    الثامن والعشرون : تتبع الآراء الشاذة والأقوال الضعيفة والرخص واتخاذها أصولاً كلية .

    وهم مع انهم متفقون في الجملة على هذه الأصول إلا أن آراءهم تختلف في التطبيقات العملية ، وبعضهم قد يحصر همه وبحثه في بعضها ، وهم على أية حال لا ضابط لهم ولا منهج ، وهدفهم هدم القديم أكثر من بناء أي شيء جديد في الغالب .

    وكلمة أخيرة نوجهها إلى علماء الأمة ، وهي ضرورة قيامهم بواجب البيان في هذه المسألة ، لقطع الطريق على الأفكار القلقة المشوشة ، حتى لا تؤذي أجيالنا الجديدة ، أو تمزق طاقات النهوض فيهم ، لأن السبب المباشر في تقدم هذه الأفكار وشيوعها في أوساط المثقفين يرجع إلى انصراف أهل العلم عن معالجة هذه القضايا ، اعتماداً منهم على أنها من المعلوم من دين الله بالضرورة ، فلا يلزم إعادة النظر فيه ، ولكننا اليوم مع الأسف أصبحنا نحتاج إلى تجديد البيان والتذكير والتنبيه على ما هو معلوم من الدين بالضرورة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

    **********************

    الخاتمة

    وفي الختام أقول ها نحن أولاء بحمد الله ومنه نمشي بثبات ( يقيني ) واستعلاء ( قطعي ) فوق ( أشلاء المنهج العقلاني ) الوافد بطرفيه الملحد الكافر ، والظال ( المنتسب أهله إلى الإسلام !! وما زالوا !! ، وندوس بحجج الحق المتبخترة ) فوق ( ركام ) باطلهم الآفك الآفل ، ونرتفع بإباء إيماني فوق كل الشبهات ( المتجلجة ) التي ( اخترعها ) إبليس رائد المدرسة العقلانية الأولى حينما قرر بعقله أن النار خير من الطين ، فأورثهم ذلك القياس العقلي الفاسد فتلقفه أفراخهم !! ولا زالوا نسأل الله أن يشغلهم في أنفسهم .

    قال الشاعر :

    علم العليم وعقل العاقل اخــتلفا



    من ذا الذي فيهما قد أحرز الشرفا

    فالعلم قال أنا أحرزت غايتـــه



    والعقل قال أنا الرحمن بي عــرفا

    فأفصح العلم إفصاحاً وقــال له



    بأينا الله في قرآنه اتصـــــفا

    فأيقن العقل أن العلم سيـــده



    فقبل العقل رأس العلم وانصــرفا






    **********************






    (1) للاستزادة مما جاء في هذه المقدمة وما بعدها من فصول ينظر في الكتب التالية ( كتب جمال سلطان مثل : تجديد الفكر الإسلامي و ثقافة الضرار و أزمة الحوار الديني و الغارة على التراث الإسلامي ) وكتاب ( العقلانيون أفراخ المعتزلة العصريون لعلي حسن عبد الحميد ) وكتاب ( العقلانية هداية أم غواية ) وكتاب ( داراسات في الفرق المعتزلة بين القديم والحديث لمحمد العبده وطارق عبد الحليم ) و ( العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب ) وكتاب ( ظاهرة الإرجاء للشيخ سفر الحوالي ) .



    يوسف العييري
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  8. #38
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هل قال ابن تيمية بقتل الجاهر بنيته

    http://www.sunnahway.net/vb/showthre...909#post130909
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  9. #39
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بعض الردود مكرر وتوجد فى موضوع الرج على عدنان ابراهيم

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...C7%CB%C8%C7%CA
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  10. #40
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    سأضع قواعد لطريقة مناقشة هؤلاء المجترئين على الشريعة
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  11. #41
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يتصل بالقديانيين ويهنئهم بقناتهم ويقول اان الخصوم يعملون على تشويهكم .
    ويقول لهم ان ردكم على السلفية كان فى موضعه وكان ممتازا ويحاول ان يظهر نفسه بانه يرد على السلفية المغايلة .

    https://youtu.be/SBGL4kw13EI
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  12. #42
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  13. #43
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  14. #44
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مجموعة تغريدات منقولة في الرد على حسن فرحان المالكي
    (1) يقول في احدى تغريداته (حديث "اللهم اركسهما في الفتنة ركسا" ودعهما إلى النار دعا) في الدعاء على معاوية وعمرو رواه ابن ابي شيبة وابن حنبل
    (2) ونصر بن مزاحم المنقري والطبراني والبزار وغيرهم
    (3) الرد على تغريدة (1) و(2) كالتالي: حديث مسند أحمد فيه يزيد بن أبي زياد الهاشمي وهو ضعيف الحديث وفيه أبوهلال العكيوهو مجهول
    (4) وأبو هلال هو راو الحديث عن الصحابي أبا برزة وهو كما قلنا مجهول فلا يحتج بهذا الحديث أصلا"
    (5) وكذلك رواية ابن ابي شيبة فيها ابوهلال بل فيها زيادة (وذلك قبل أن تحرم الخمر) واختلف أهل العلم في سنة تحريم الخمر 4 او 6 أو 8 للهجرة.
    (6) ومن المعلوم أن عمرو بن العاص أسلم قبيل الفتح بعدّة أشهر ومعاوية أسلم يوم الفتح وجميع السنوات المختلف فيها في تحريم الخمر كانت قبل الفتح.
    (7) ورواية ابن أبي شيبة تقول (قبل تحريم الخمر) فالرواية لو افترضنا صحّتها فهي قبل إسلام عمرو ومعاوية أصلا" ! فكيف يُقال أنها فيهما ؟
    (8) أما رواية مسند البزار فهي شبيهة بالرواية التي بمسند أحمد وقال البزار بنفسه (أبوهلال غير معروف) وأيضا" فيه عباد بن يعقوب وهو متروكالحديث .
    (9) أما عن الطبراني فوردت روايتين للحديث الأولى فيها عيسى النخعي وهو مجهول عند اغلب العلماء ومن عرفه اتّهمه بالكذب وليث ضعيف الحديث .(10) الثانية للطبراني فيها عمرو بن عبدالغفار الفقيمي متروك الحديث واسحاق الرازي مجهول الحال وكذلك محمد بن حفص بن بهمرد
    (11) أما ما ذكره عن نصر بن مزاحم فلا يعنينا ﻷنه كان يذهب مذهب غلاة الشيعة
    (12) كان السيوطي يجمع الاحاديث الموضوعة في كتابه (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) وذكر هذا الحديث وابن الجوزي في كتاب الموضوعات الكبرى .
    في التغريدات من 1 إلى 12 دحضنا شبهة سند ومتن الحديث بأكثر من طريقة وبالتالي شبهة أن الامام أحمد تعمّد استبدال معاوية بفلان
    (13) أما ماقاله أن الامام ابن حنبل أسقط عمدا" بنو أمية من حديث (أبغض ثلاثة أحياء عند رسول الله) حبّا في معاوية ودفاعا" عنه ضد الرافضة فنقول ..
    ‎‏(14) ان نسب احمد يعود لبني بكربن وائل والتي منها بني شيبان وبني حنيفة،لو كان يتعمد لحذف قبيلة أجداده من باب أولى(بنو حنيفة)
    (15) وعندما يقول حسن فرحان: الامام احمد كان يبتر احاديث تذم معاوية عمداً أوليس بوسعه أن لا يوثق الرواية أصلا؟ إن قال:يأبى ورعه أن يكتم علماً.
    (16) إن قال يأبى ورعه أن يكتم علماً نقول: أولم يأبى ورعه أن يبتر عمداً؟ فالنتيجة إمّا أن يتّهم الامام احمد في أمانته أو يقرها بلا تجزئة
    (17) ويقول حسن فرحان (الحديث السادس الذي يبغضونه وهو صحيح "الخلافة ثلاثون عاما ثم تكون ملكا عضوضا"، والنواصب لا يرضون الا بجعلها خمسين).
    (18) وقوله الوارد في (17) بُهتان،فأهل السنة والجماعة يُقرّون بهذا الحديث ولم ينكروه ولكن كما قلنا هو يعتمد على (تكاسلنا) عن مراجعة مصادر معلوماته .
    (19) حديث (قاتل عمار وسالبه في النار) يقول أنه يتناول معاوية قطعا" ﻷن معاوية وضع جائزة لمن يأتي برأس عمار؛ فلا دليل انه يتناول معاوية !
    (20) حديث(لعن الله الراكب والقائد والسائق) يقول انه في ابي سفيان ومعاوية وابنه يزيد! وهذا الحديث لا أصل الله،لو سلمنا بصحته فلم تُذكر الاسماء.(21) والعقل السليم يعرف أن يزيدا" وُلد سنة 25 هـ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بحوالي 15 سنة فكيف يكون الحديث في معاوية وابيه وابنه؟! (22) قوله:معاوية وعمرو أقرا بلعنهما عندما سألهما الحسن عند صلحه مع معاوية فلا يقبله عقل!أيسلّم الحسن ويقر المسلمون أمرا" لملعونين باعترافهما؟ .
    (23) يقول ان شاتم النبي لا بد من معرفة نيته، أفي شاتم النبي يحتمل صدرك التأويل واحسان الظن؟ وفي الصحابة لا يحتمل؟

    (24) يقول حسن (يضطر السلفية لتخطئة النبي اجتهاداً وهذا وكيع أقر بحديث لعن السائق والراكب فرد وكيع أن الرسول دعا ان يُجعل لعنه لمؤمن رحمة)
    (25) فقال لرجل لوكيع (أيسرّك أن يُلعن والديك ويكون ذلك رحمة لهما؟ فأُفحِم وكيع) طبعاً هذا كلام حسن فرحان والصحيح (إن افترضنا صحّة الرواية) .
    (26) وكيع لم يُقر قول الرجل ولم يُفحم والرواية منقولة في كتاب قصص فسره حسن! يتأول لشاتم النبي بحسن ظن ولوكيع بسوء ظن

    (27) يقول حسن فرحان (إن الاحاديث في ذم معاوية من دلائل النبوة) بل دلائل النبوة حديث الحسن (يُصلح الله به فئتين عظيمتين) (جيش يركب البحر)
    (28) قال (حديث اللهم اجعله هاديا مهديا، فالناس لم يهتدوا بل ضلّوا) عجباً فتوحاته شرقاً وغرباً كانت ضلالة؟ هل اهتدى بشر للاسلامام ارتدوا؟
    (29) ولن أناقش فريته على حديثي (اللهم علمه الكتاب والحساب) (اللهم اجعله هادياً مهدياً) بأنهما ضعيفا الاسانيد لأنه هو المُدّعي والبينة عليه
    (30) يقول ( النبي حجته كاملة، فكيف نُصدق أنه يحذر من الدجال "المشكوك" فيه ولا يُحذّر من معاوية؟) تعالوا معي لنرد على هذهالشبهة عقلاً
    (31) الآن خصمي حسن وآتي بكل دليل ينتصر لحُجتي على حجته لو كان الرسول عليه السلام حذّر من معاوية من حق بالاجتجاج بذلك؟ حسن فرحان أم علي؟
    (32) حسن فرحان يقول أن حديث (إذا رأيتم معاوية على منبري هذا فاقتلوه) ويقول أننا "ضعفناه" او حرفناه والحديث هذا منكر وكذب و(ان اقترضنا صحته)
    (33) لو افترضنا صحته،لماذا لم يقتلوه؟ إن قالوا:لم تسمح الظروف وأولوا فنقول: لماذا لم تقبلوا تأويل معاوية في مواضع اخرى زعمتهمقطعيتها بالنص؟
    (34) يقول عن حديث (يكون بعدي أمراء.. إلخ) وأنه لا طاعة لأمير في معصية الخالق وأن هذا حديث رواه عبادة وذكره لعثمان يقصد بالامير (معاوية)
    (35) وعبادة وصف معاوية بالأمير العاصي؟ (ليس الرسول) هذا رأي عبادة في معاوية ولكن هل قال (كافر ويُخلع؟) ونحن لا ندّعي العصمة لمعاوية ولا علي
    (36) من المُنصف هنا ومن المغالي؟ هل نحن عندما نقول نعم معاوية أخطأ ونُقر بالخطأ؟ ام من يستغل (الخطأ والمعصية) ليحولها ويؤولها كفراً ونفاقاً)
    (37) وانصافاً للإمام أحمد فالامام أحمد روى الحديث وعبادة بن الصامت لم يقل أن الحديث روي (في معاوية) ولكن طبقه في التعامل مع معاوية كأمير أخط
    (38) وعندما أقول أن حسن فرحان يستغل التدليس والايحاء أوحى لكم ان الحديث في معاوية وأوحى ان احمد بتره لكن الواقع انه حديثرُوي وعبادة استدل به
    (39) يقول حسن فرحان (أول اختبار للمسلم هو معاوية فأن عرفه فهم الأسلام، ومن لم يعرفه لن يستطيع فهم الاسلام ولا المسلمين ولا كيف سار الاسلام)
    (40) طامة فرحانية،، أن يكون اختبار المسلم الأول هو معاوية؟ هل خُلِق الخلق لمعرفة تاريخ معاوية والحكم عليه؟ فما كان اختبار حمزة بن علدالمطلب؟
    (41) من العدل الإلهي أن يُختبر جميع المسلمين بنفس الاختبارات فمن أبي بكر إلى آخر المسلمين سنحاسب على التوحيد، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج
    (42) وسنحاسب على أخلاقنا وتعاملتا والايمان بالله وكتبه وملائكته ورسله، مثال؛وُلد صيني وعاش بوذياً حتى أسلم في ريعان شبابه،

    فصام وصلى وزكى
    (43) صام وصلى وزكى وحج، كان صادقاً ، لا يعرف من التاريخ الاسلامي أي شيء لا أبابكر ولا عمر ولا علي ولا معاوية سمع منادياً ينادي للايمان فآمن
    (44) توفي هذا الصيني ولم يعرف معاوية ولا علي ولا الزبير ولا الحسن ولا الحسين ولا حسن فرحان هل ينقص ايمانه لأنه لم يمربأول اختبار أقرّه حسن؟
    (45) اقرأوا معي هذه الايات سورة الفرقان (والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً) يصلون (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)
    (46) والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاماً)
    (47) (يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهاناً، الا من تاب..الاية) حسن يدّعي اتباع القرآن فما يدل على ان معرفة معاوية اول اختبار للمسلم؟
    (48) وبعد ان انهينا سلسلة من 47 تغريدة رداً على حسن فرحان ذبّاً عن معاوية انقلوا عني : التغريدة التالية
    (49) أتحدى حسن فرحان أن يأتي لي برواية ضعيفة او مكذوبة من كتب التاريخ يحتج فيها الامام علي على معاوية بأنّه كافر
    (50) ومعنى (يحتج) يعني ان يأتي برواية يقول فيها علي (يا معاوية نحن احق منك بالأمر لأنك كافر ولأن الرسول قال تموت كافر) (51) ‎‏قد يقول أن الرسول قبل بيعة ابن أبي سلول، وانه عاش مع المنافقين وتصالح صلح الحديبية إن قالها فعندها لكل حادثٍ حديث
    (52) ابن فرحان يقول (الشيعة أكثر إسلام منّا 'يعني نفسه' فهم يستضيؤون بنور علي) والله تعالى يقول عن عباده (الذين يستمعون

    القول فيتّبعون أحسنه)
    (53) مادام أنك تقول ان الشيعة أكثر اسلاما" منك؟ والله يصف عباده بأنّهم يتّبعون الأحسن؟ فلماذا لا تتّبع الأحسن ؟ ام مجرد كلام
    (54) يقول حسن فرحان أن الدولة السعودية استبدلت بيت رسول الله بدورة مياه في الحرم المكي وادّعى انه أُنزِل فيه ثلثا القرآن

    (55) حسناً عدد السور المدنية 20 سورة غير (12) سورة أُخرى مختلف فيها هذه العشرين سورة تُمثّل 311 صفحة يعني 51٪ من القرآن والثلثان يعني 66٪
    (56) كيف يدّعي حسن أن البيت نزل فيه ثلثا القرآن (66٪) منه وصفحات السور المدنية في القرآن أكثر من 51٪ ؟

    (57) نستنتج من قوله ان ثلثي القرآن نزل في بيت الرسول ،أنّ الرجل يعرف اننا لن نبحث ولكن هذا ماضٍ انتهى

    (58) راجع الصورة، يقول ان معاوية منافق ولا يحب النبي لأنه لا يحب علياً واحتج بقوله ان الحديث صححه الالباني وهذا تلبيس


    (59) راجع الصورة، تحدّث الالباني عن هذا الحديث بالتفصيل في كتاب السلسلة الصحيحة وذكر بالأخير (أن اسناده ضعيف)

    (60) ‎ كنا نتمنى أن يكون حسن فرحان أكثر انصافاً لأن الألباني لم يصححه بل ذكر أن اسناده ضعيف ألم أقل لكم أنه بارع في الايحاء؟
    (61) ‎ فإن كان مجرد قتال علي يعني بغضه ويعني بغض النبي وبالتالي النفاق والكفر فهذا ينطبق على عائشة والزبير وطلحة (حاشاهم)
    (62) فما الذي يجعله يُكفر معاوية لقتاله علي ولا يستخدم نفس المقياس على طلحة والزبير إن تأوّل توبتهمل فهذا ينطبق على معاوية ‎
    (63) نقول:لاحظوا حسن يقول (صحّحه الألباني) والألباني يقول في كتاب السلسلة الصحيحة (اسناده ضعيف لذلك خرّجته في الكتاب الآخر)
    (64) ‎دائماً يتبجّح بأنّه يتّبع القرآن ولا يُقدّم كلام احد على القرآن وهو يُلبّس على الناس ويوحي لهم أنه (أسقط) الألباني
    (65) ‎وما يسعني أن أقول يا حسن إلا (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) تتّهم علماء السنة بالتدليس وأنت تتجنّى على الالباني؟
    (66) كان بوسعك ان تكتب كلامك دون ان تنسب تصحيحه للألباني هل ضعف الحجة يدفع إلى الكذب؟

    (67) لاحظوا تخبّط حسن فرحان فتارة يقول هناك من كفّر معاوية واستنتاجه منطقي ولكن هو يقتصر على انه منافق
    (68) ومن ثم يقول ان معاوية انتسب للاسلام كذباً وزوراً وخداعاً ما الفرق بين الكافر مُنتسب زورا وخداعا؟

    ‏69) يدّعي انه لا يُكفّر معاوية ولكنه يصفه بالمنافق، ألا يعلم أن المنافقين في الدرك الاسفل من النار،

    (70) ‎هو يحاول أن يُبالغ بالذكاء ويظننا سذّج يقول معاوية منافق لكي يتفادى ان يوصف بالتكفيري إذا هو تبنى التكفير على معاوية
    (71) ولاثبات براعته الايحائية،، يريدك أن تشكك في (كفر معاوية) لعدم ورود النص ولكنك تقطع بنفاقه بالنص
    (71) ‎‏فننسى أن نطالبه بالنص فأغلبنا لضُعف طرقه البحثية واعتماده على تدليس حسن فرحان يعيش دوامة (معاوية ليس كافر ولكن منافق)
    (72) والكل يعلم أن المنافق أسوء من الكافر بل شبّه الله المنافقين بالمرتدين (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا)

    (73) ايها الاخوة، دخل علينا حسن فرحان متحمساً مرتبكاً في كل مرة يشتتنا برقم حديث وانا اعني كذا وكذا، ألم أقل لكم لعبة ايحاءات؟ تابعو
    (74) هنا ذكر رقمين من مصدرين ثم عاد في التغريدة


    75 ولاحظوا هنا للمرة الثالثة يحاول التشتيت وربّما خشي فذكر تصحيح (الحاكم) والهيثمي كخط دفاع

    (76) وفي المرة الرابعة ذكر حديثا اخر في كتاب اخر للالباني ثم ما لبث ان قال لولا طلب الاخوة لما رددت! شكراً له


    (77) لاحظوا امراً هاماً في الصورة هذه والتغريدة التي تليها وسأشرح ما اقصد في التغريدة 79

    (78) لاحظ هذه الصورة والصورة بالتغريدة 77 والتعليق في التغريدة 79

    (79) ‎أتى مُسرعاً ليرد على شبهة (الألباني) ولاحظ سؤالي (التغريدة 77) وهمّشه أعدت السؤال في التغريدة 78 ولكنه آثر الرد على آخر
    (80) ‎‏ أتدرون لماذا؟ هو يعلم أنه لا يجرؤ على المساس بالسيدة عائشة، ويخشى أن يؤوّل موقفها فأقول له إذاً نؤوّل لمعاوية
    (81) ‎‏ عموماً هو معنا بالمنشن ويقرأ وله حق الرد، وله حق عدم الرد،، ولكننا له بالمرصاد ‎‏ إن سكت سكتنا


    (82) أولاً: لاحظوا كيف يوحي للقارئ أن هناك (اتباع لمعاوية) ويقتضي ان يكونوا ضداً لعلي ولو كان منصفاً

    (83) ولو كان منصفاً حتى وهو مخالف لقال على الأقل (المدافعون عن معاوية) ثانياً: نحن نقول أن الباعث لمعركة الجمل هو نفسه لصفين
    (83) ولا نحتمي بنصوص ، قلنا عدة مرات ان فئة معاوية هي الباغية ولكن هذا لا يقتضي كفرها ونفاقها وعدم قبول توبته
    (84) نستشهد بتنازل الحسن (لأنه تنازل) على أن معاوية أهل للخلافة وإلا لسُمّي الحسن بخائن المؤمنين

    ‏85) ولا يليق بالحسن الشجاع أن يتنازل لشخصٍ يعتقد بنفاقه ونفاق أبيه وابنه، ولكنه يعلم نيّته وهو (أعلم) منّا بسريرته
    (86) أمّا ما سيؤرق حسن فهو التناقض التالي: يقول ان الرسول قال اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه، وهذا تحذير شديد لمعاوية
    (87) فالحسن بناءً على (اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) بين امرين 1. اما أنّه لا يعرف النص! 2. رد تحذير رسول الله باجتهاده
    (88) ‎قد يقول ( هو تنازل ولم يره على المنبر) فنقول: إن تمكين معاوية من الخلافة أسهل طريق للوصول إلى المنبر فمن سيمنع الخليفة؟
    (89) ‎‏يقول (مروان بن الحكم قتل طلحة) كل الروايات في هذا الجانب ضعيفة وبالعقل، كيف سيقتله وهو من يطالب بدم عثمان ابن عمه؟؟؟
    (90) ‎فإن قال: مروان قتله للتأجيج ضد علي نقول: إذاً لا تلم من قال أن قاتل عمّار من جيش علي تأليباً على معاوية؟ وهذا خطأ طبع
    (92)نقول: إذا كان قبوله لقصة التحكيم التي قبلها علي (فخرج الخوارج عليه) لا تُعد رجوعاً عن البغي فما هو الرجوع؟
    (93) ‎ إن قال: لا، الرجوع بمبايعة علي، نقول:إذا كان علي بنفسه وهو صاحب الحق قَبِل الصلح فتأتي انت بعد 1400 سنة وتقول لا يكفي؟
    (94) ‎‏ قوله ان معاوية لم يتب يلزمه الحجّة فإمّا أنه عاش تلك الايام اوانه يتوهّم!وتمكين الله لمعاوية في الفتوحات لا يليق بمجرم!
    (95) ‎كون الثلاثة طلحة والزبير وعائشة افضل من معاوية في الاسلام فصدقت، ولكنهم يتساوون مع معاوية في البغي رضي الله عنهم اجمعين
    (96) أما قولك أن الثلاثة شاركوا في الثورة ضد عثمان وبني أمية فهذا كذب محض، دعونا يا اخوان نحلل هذا الموقف الغريب جداً
    (97) ‎يقول ان الثلاث ثاروا على عثمان ثم ندموا لمقتله فخرجوا على علي (الجمل) ثم ندموا فعادوا هذا فعل صحابة أم لعب أطفال؟
    (98) ‎لم يقد طلحة ولا عائشة ولا الزبير ثورة ضد عثمان، بل ناصحوه، ووقفوا ضد من حاصره، والمناصحة كانت مشهورة بين الصحابة
    (99) يقول وردت نصوص (آحاد) ان الثلاثة في الجنة وهذا كذب، فالنصوص في دخولهم الجنة متواترة جمع عن جمع
    (100) ‎ اما معاوية، فيقول تواتر أنه في النار طبعاً مجرد بيع سمك في البحر أتحداه أن يأتي برواية واحدة صحيحة تقول انه (في) النار
    (101) ‎ يقول ان بغي الجمل يختلف عن بغي معاوية، لأن بغي معاوية اقترن بالدعوة الى النار ومن عدل الله ان من يدعو الى النار يدخله
    (102) ‎ قال تعالى في سورة الفرقان واصفاً من يشرك ويقتل ويزني (يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً الا من تاب..الاية)
    (103) ولو لاحظتم في المصحف (لا) الناهية عن التوقف فوق (مهاناً) لكي تُقرأ جملة واحدة مع الاستثناء، وهذا يقودني الى أنر آخر
    (104) ‎ هو يحاول ان يثبت أن معاوية لم يتب كغيره ثم يقودك لحديث (يدعونه الى النار) ليثبت انه منافق بلا توبة بناء على فن الايحاء
    (105) ‎‏ ويقول ( وضح على أهل الجمل التردد لكن معاوية سخر من حديث عمار) طبعاً بيع عصافير في الهواء شبيه ببيع السمك في البحر
    (106) فهو يحتج بأحاديث أهل السنة لأهل الجمل ضد الشيعة ويحتج بروايات الشيعة ضد معاوية، وسأقول لكم كيف
    (107) ‎ هو يروي من كتاب العسقلاني حديث (الزبير يقاتل علي وهو له ظالم) ويرد من نفس الكتاب حديث (فئتين عظيمتين من المسلمين)
    (108) ‎ يقول ان عائشة تصف معاوية بأنه فرعون الأمة! لاحظت انه لم يعد يذكر مصادره؟ هل يخشى ان نتتبّعها ونفضح الكذب؟
    (108) ‎ طبعاً الكلام بلا مصادر يفعله أي أحد وشبهناه بالسمك والعصافير ،، يكذب ويقول ان عائشة تتفق مع علي على نفاق معاوية
    (109) ‎ يقول ان طلحة رمى عثمان بالنبل! وقاتل عثمان من جند طلحة! أقول: كذب وافتراء ألا هل بلّغت اللهم فاشهد
    (110) ‎‏ يقول ان الناس افترقوا في اهل الجمل الى ثلاثة 1. الشيعة يقولون انهم في النار 2. اهل السنة الاحرار بغاة تابو
    (111) ‎‏ 3. الحمقى يحتجون ببغي اهل الجمل على تبرئة معاوية! من قذف عائشة في النار ، (احترمهم) من ذب عنها ، سمّاهم نواصب وحمقى
    (112) ‎ طبعا اهل السنة الاحرار فيقصد سنّته وسنّة شيخه الكبيسي وتلميذه عدنان ابراهيم، الاحرار في تكفير من يريدون !
    (113) ‎ ثم زاد في الطعن وقال أننا نحب معاوية اكثر من عمر ولفّق رواية في البخاري وقال اقرأوا كتاب تاريخ المدينة لعمر بن شبّة
    (114) وأنا اقول له،، هل كتاب تاريخ المدينة لعمر بن شبّة موثوق لديك حجة عليك ؟ بالطبع لن يجيب اتحداه ان يقول نعم،
    (115) ‎‏ وأخيرا يقول (اهل الجمل كان يطلبون بالثأر من دم عثمان ظاهرا) نقول: هذا يقتضي نفاقهم فهلا أدركتنا بنيّتهم الباطنة؟
    (116) ‎ خلاصة حسن يعلم أن طعن عائشة يعني نهايته، فلا يوجد بغي اصغر ولا اكبر لكنه يحاول ان يتملّص ظاهراً ويطعن بين السطور
    (117) ‎ يدّعي حسن أنه لم يكن مع معاوية أحد من بيعة الرضوان، والثابت ان المغيرة بن شعبة دعا لمعاوية! فهل يتجرّأ ويكفّر المغيرة!
    (118)شي جميل! حسن فرحان يستدل من مستدرك الحاكم! هل يعني انه يثق بالكتاب؟؟؟

    (119) ‎ اما ما روي عن عبدالله بن عمرو بن العاص ان رسول الله قال يخرج من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي فخرج معاوية تفصيله يتبع
    (120) ‎‏ رُوي في كتاب انساب الاشراف للبلاذري وفي سنده عبدالرزاق بن همام لا يُحتج بحديثه بعدما فقد بصره لأن ابن اخته دلّس عليه
    (121) ‎‏ ولقد ذكر ذلك الحافظ واحمد بن حنبل وابن عدي وجميع المحدّثين ويظهر بطلان هذا الحديث متناً وعقلاً في التالي
    (122) ‎لماذا لم يحتج بهذه الرواية علي ضد معاوية وهو أحوج إليها؟ هل يُعقل أن يوليه عمر الشام وهو يعلم كفره؟ عمر الذي عزل خالد!
    (123) ‎‏ وكيف يُنسب الحديث لراويه عبدالله بن عمرو بن العاص، ولا يُخبر به أباه؟ ليُحذّره من معاوية؟!
    (124) ‎ لاحظ كيف ان هذه الرواية تضطرك للطعن في عمر وفي عبدالله بن عمرو بن العاص، وهذا هو ما أردى الشيعة
    (125) ‎ بدأوا بمعاوية فاضطروا لتكفير عمرو بن العاص وابنه ومن ثم الطعن في عثمان وثم في الفاروق وثم في ابي بكر،
    (126) شاهد الصورة وصف نفسه ب(الشيخ) ثم تكلم عن ما سماه شرك التزكية (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)
    (127) ‎ توارد خواطر جميل ان تصف نفسك بما يرفعها وبعد ذلك تذم هذا الفعل ‎‏ ولكنها ليست كارثة عموماً

    (128) الصورة: متابع لمذهب حسن فرحان سيحيل له الحساب يوم القيامة اتق الله يا حسن فيمن أطاعوك


    (129) ‏ (الصورة) هل لدى حسن فرحان نفس المصادر السرية النقية التي لا نستطيع فهمها؟ اللهم اهدهم واهدن
    (130) حسن فرحان يتدخل في العدالة الالهية كما في الصورة ويقول ان من دعا الى النار لابد ان يكون من اهله
    (131) طبعاً هو يريد أن يقول أن معاوية في النار ولكن في الحقيقة لا أعلم ممّن يخشى؟ والرد عليه منصوص في القرآن الكريم(132) قال تعالى (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) وهذا الخطاب جاء للنبي فالله وحده يتوب او يعذب(133) وبما أن النص موجه للنبي (ليس لك من الأمر شيء) فمن باب اولى ان حسن ليس له من الامر شيء ان اراد ان يتوب على معاوية او ل
    (134) يستغرب حسن فرحان ان يُسلم بموت أحمد 20 الف في حين ارتد بموت الرسول وكفر جماعة من المسلمين!

    (135) نقول: الرواة لهذه الرواية لم يكونوا كلهم حنابلة! فهذا ليس زعماً حنبلياً! وهل عند موته آمن ال 20 الفا بأحمد نبياً ؟
    (136) الذين أسلموا، آمنوا بالله رباً وبمحمد رسولاً وعند وفاة احمد كان الاسلام مشهور والغير مسلمين تعايشوا مع المسلمين
    (137) لو قسنا على مقياسك،، هل يعيب دعوة النبي ان يكون عدد الداخلين في الاسلام بعصر من العصور اكبر منهم بعهد النبي ؟!
    (138) ولو قلت ان هذه الرواية لا تقنعك ولا تصدقها فلست ملزم بها! هي خبر من الاخبار لا يضر عدم تصديقه لأنه لا يتعلق بعقيدة
    (139) ‏ رداً على ما ورد في الصورة ألم يمدح رسول الله الزبير وهو ظالم لعلي؟ وعائشة التي بغت عليه؟ يتبع

    (140) ‏ ظلم الزبير وبغي عائشة لا يتنافى مع حب الرسول لهما فالرسول لا يمدح ظالماً متعمداً للظلم ولا باغياً متعمداً للبغي حاشاه
    (141) وماذا تقول عن مدح الله للزبير في عموم قوله (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) يتبع
    (142) ‏ فإن قلت هم بغوا بعد نزول الله الآية، فنقول ان الله علم طيب نواياهم اكمل الاية (فعَلِم مافي قلوبهم) من صدق نية واخلاص
    (143) لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحب عاصياً قط لما أحب غير نفسه! لأن البشر ليسوا معصومين والصحابة بشر
    (144) ‏ يتهم حسن فرحان معاوية ومن أيده في صفين بأنهم طلقاء وليس لهم سابقة في الاسلام ومنافقون ودعاة النار ومن اصحابها يتبع!
    (145) وثبت ان المغيرة بن شعبة مع معاوية وشهد الرضوان وهو مشمول في عموم آية (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)
    (146) ‏ فمن نصدّق؟ النص الذي يرضى على المغيرة بن شعبة بيعة الرضوان أم تحليلات حسن فرحان؟ قلت لكم انه يستغل (تقاعسنا) عن البحث
    (147) خصوم معاوية في صفّين لم يصفوه (بالمجرم) وأتى حسن فرحان ليُصدّر أحكامه اما يزيد فلا نحبه ولا نسبه
    (148) ‏ يُشبه حسن فرحان (المغيرة بن شعبة) بابن سلول فيقول ان ابن سلول بايع بيعة الرضوان فهل هو مؤمن؟يتبع

    (149) فكل من بايع بيعة الرضوان بيده وبلسانه وبقلبه، له سابقة في الاسلام،

    (150) ولم ترد رواية صحيحة ان ابن سلول بايع (الصورة ) وردت ان (الجد بن قيس) حضر الحديبية ولكن لم يبايع
    (151) ‏ والآن من أقوى دليله؟ الذي يستشهد لايمان وسابقة المغيرة بآية من القرآن؟ او الذي يستشهد لنفاق المغيرة بقياسه بابن سلول؟
    (152) علمتنا أن نتبع النص الشرعي وتقول من هم السلفية الذين يعطلون النص بالروايات؟ فمن انت حتى ترمي نص القرآن برواية الواقدي؟
    (153) الخلاصة استشهد بأن طلحة بايع الرضوان لذلك فهو ليس كمعاوية عندما اثبتنا ان المغيرة (وكان مع معاوية) بايع الرضوان يتبع
    (154) وعندما اثبتنا ان المغيرة بن شعبة وكان مع معاوية) بايع الرضوان قال حسن فرحان (لكل قاعدة استثناء) شاهد الصورة



    (155) ‏ (تناقضً الصورة) قضى الله رضاه على المغيرة (الرضوان) فلماذا تجعلونه منافقاً لأنه وقف مع معاوية؟
    (156) أرى يا حسن فرحان أن تقول ان موضوع المغيرة يحتاج مزيدا من البحث لأنك ترد على قول القرآن بقول علي!

    (157) كل هذا القدح (بالصورة) في المغيرة بن شعبة لأنه مع معاوية؟ تتّبع من نقل لك سيرته وتترك نص القرآن؟

    (158) ‏ حسن فرحان يستثني المغيرة بن شعبة من بيعة الرضوان ويقول لكل قاعدة استثناء ويرد آية صريحة برضوان الله بكلام فلان وعلان
    (159) ومن ثم قال ان هناك اطلاق وتقييد في القرآن! مثل (يا ايها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون)

    (160) ‏ وآية ( إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الارض بنا رحبت ثم وليتم مدبرين)

    (161) نقول لا ففي آية لم تقولون فكل من يقول مالا يفعل تنطبق عليه ويستثنى من يقول ويفعل
    (162) وآية (وليتم مدبرين) فكل من وقع في قلبه العُجب بالكثرة ولّى مدبراً وحتى الذين تولوا شُملوا بالعفو والسكينة
    (163) ‏ فأهل السنة لا يستثنون إلا ما استثناه الله ورسوله لو كانت (لقد رضي الله عن مومنين) ممكن تقنعنا ولكن الله عرّفهم ب (ال)
    (164) ‏ تخيلوا فقط ليكفر معاوية اضطر لاخراج المغيرة من بيعة الرضوان برد صريح القرآن والتحايل بحجة (التقييد والاطلاق)
    (165) ‏ يثير استغرابي اتهامك للآخرين بالتكفير وانت تصف معاوية بأنه أسوء من ابي جهل (رمتني بدائها وانسلت)

    166 أهل السنة حكموا العالم الاسلامي قروناً عديدة، متى سمعت بمقتل مخالفينهم؟ وابادة جماعية لهم؟


    (167) ‏ أهل السنة وأئمة السلف هم ضحايا التكفير فكُفر احمد وجلد، وكُفر وقتل وصلب الامام احمد بن نصر وكُفر ابن تيمية ومات بالسجن
    (168) كم قتل الصفويون من اهل السنة؟ بل كم قتل الفاطميون؟ وفي عصرنا الحاضر، كم قتل بشار الاسد؟
    (169) ‏ أنت أنت ،، هل عُذّبت هل تمت استتابتك كونك تخالف جماهير علماء السنة وتستعدي السلف؟ ألست تنعم برغد العيش في دولة سلفية
    (170) ‏ نمر النمر كل يوم يدعو للخروج،، هل استُتيب او قتل؟ حسن الصفار؟ وغيرهم؟ اين هم؟ وفي المقابل العرعور مهدور دمه ‎
    (171) انتهى زمن التشويش والناس ترى وتشاهد،، الليبراليون والعلمانيون والصفويون والباطنية قتّلوا وشنّعوا بأهل السنة(172) وصلوا في تونس ومصر وليبيا بإرادة الشعوب بعد ما عانوا قروناً من التمييز يُسجنون بسبب لحية اطلقوها


    (173) تقول بلا مصادر والله يقول (فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) قدّم ما يشهد لك

    174) (ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير) مجموع الفتاوى - ابن تيمية
    (175) ‏ ويتضح من التغريدة السابقة ان ابن تيمية وصف الرافضة (الامامية) بمبتدعة من المسلمين، ونسب لهم فضلاً! فأين التكفير ياحسن
    (176) وتكفير اهل السنة وائمة السلف مُقنّن جداً ويتّقونه اشد الاتقاء اما (التبديع) فكل مخالف يُبدّع مخالفه
    (177) نرجو من المكرم حسن فرحان ان يعطينا مثالاً واحداً ان الدول السنية المتتابعة قتلت شيعياً لأنه سجد لقبر او كفّر الصحابة
    (178) ولدينا الوف الامثلة عن ما يفعله نظام بشار الليبرالي - الشيعي وما يدلّسه حسن نصر الله في قتلهم لأهل السنة كل يوم 100
    (179) وفي النهاية كما بالصورة،، الذين يقولون لا اله الا بشار وقاداتهم أفضل من معاوية حسبنا الله وكفى

    __________________
    للمتابعة في تويتر @alfaifawi_a
    المشرف على شبكة طريق السنة
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  15. #45
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مجموعة تغريدات منقولة في الرد على حسن فرحان المالكي:

    (1) يقول في احدى تغريداته (حديث "اللهم اركسهما في الفتنة ركسا" ودعهما إلى النار دعا) في الدعاء على معاوية وعمرو رواه ابن ابي شيبة وابن حنبل
    (2) ونصر بن مزاحم المنقري والطبراني والبزار وغيرهم
    (3) الرد على تغريدة (1) و(2) كالتالي: حديث مسند أحمد فيه يزيد بن أبي زياد الهاشمي وهو ضعيف الحديث وفيه أبوهلال العكيوهو مجهول
    (4) وأبو هلال هو راو الحديث عن الصحابي أبا برزة وهو كما قلنا مجهول فلا يحتج بهذا الحديث أصلا"
    (5) وكذلك رواية ابن ابي شيبة فيها ابوهلال بل فيها زيادة (وذلك قبل أن تحرم الخمر) واختلف أهل العلم في سنة تحريم الخمر 4 او 6 أو 8 للهجرة.
    (6) ومن المعلوم أن عمرو بن العاص أسلم قبيل الفتح بعدّة أشهر ومعاوية أسلم يوم الفتح وجميع السنوات المختلف فيها في تحريم الخمر كانت قبل الفتح.
    (7) ورواية ابن أبي شيبة تقول (قبل تحريم الخمر) فالرواية لو افترضنا صحّتها فهي قبل إسلام عمرو ومعاوية أصلا" ! فكيف يُقال أنها فيهما ؟
    (8) أما رواية مسند البزار فهي شبيهة بالرواية التي بمسند أحمد وقال البزار بنفسه (أبوهلال غير معروف) وأيضا" فيه عباد بن يعقوب وهو متروكالحديث .
    (9) أما عن الطبراني فوردت روايتين للحديث الأولى فيها عيسى النخعي وهو مجهول عند اغلب العلماء ومن عرفه اتّهمه بالكذب وليث ضعيف الحديث .(10) الثانية للطبراني فيها عمرو بن عبدالغفار الفقيمي متروك الحديث واسحاق الرازي مجهول الحال وكذلك محمد بن حفص بن بهمرد
    (11) أما ما ذكره عن نصر بن مزاحم فلا يعنينا ﻷنه كان يذهب مذهب غلاة الشيعة
    (12) كان السيوطي يجمع الاحاديث الموضوعة في كتابه (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) وذكر هذا الحديث وابن الجوزي في كتاب الموضوعات الكبرى .
    في التغريدات من 1 إلى 12 دحضنا شبهة سند ومتن الحديث بأكثر من طريقة وبالتالي شبهة أن الامام أحمد تعمّد استبدال معاوية بفلان
    (13) أما ماقاله أن الامام ابن حنبل أسقط عمدا" بنو أمية من حديث (أبغض ثلاثة أحياء عند رسول الله) حبّا في معاوية ودفاعا" عنه ضد الرافضة فنقول ..
    ‎‏(14) ان نسب احمد يعود لبني بكربن وائل والتي منها بني شيبان وبني حنيفة،لو كان يتعمد لحذف قبيلة أجداده من باب أولى(بنو حنيفة)
    (15) وعندما يقول حسن فرحان: الامام احمد كان يبتر احاديث تذم معاوية عمداً أوليس بوسعه أن لا يوثق الرواية أصلا؟ إن قال:يأبى ورعه أن يكتم علماً.
    (16) إن قال يأبى ورعه أن يكتم علماً نقول: أولم يأبى ورعه أن يبتر عمداً؟ فالنتيجة إمّا أن يتّهم الامام احمد في أمانته أو يقرها بلا تجزئة
    (17) ويقول حسن فرحان (الحديث السادس الذي يبغضونه وهو صحيح "الخلافة ثلاثون عاما ثم تكون ملكا عضوضا"، والنواصب لا يرضون الا بجعلها خمسين).
    (18) وقوله الوارد في (17) بُهتان،فأهل السنة والجماعة يُقرّون بهذا الحديث ولم ينكروه ولكن كما قلنا هو يعتمد على (تكاسلنا) عن مراجعة مصادر معلوماته .
    (19) حديث (قاتل عمار وسالبه في النار) يقول أنه يتناول معاوية قطعا" ﻷن معاوية وضع جائزة لمن يأتي برأس عمار؛ فلا دليل انه يتناول معاوية !
    (20) حديث(لعن الله الراكب والقائد والسائق) يقول انه في ابي سفيان ومعاوية وابنه يزيد! وهذا الحديث لا أصل الله،لو سلمنا بصحته فلم تُذكر الاسماء.(21) والعقل السليم يعرف أن يزيدا" وُلد سنة 25 هـ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بحوالي 15 سنة فكيف يكون الحديث في معاوية وابيه وابنه؟! (22) قوله:معاوية وعمرو أقرا بلعنهما عندما سألهما الحسن عند صلحه مع معاوية فلا يقبله عقل!أيسلّم الحسن ويقر المسلمون أمرا" لملعونين باعترافهما؟ .
    (23) يقول ان شاتم النبي لا بد من معرفة نيته، أفي شاتم النبي يحتمل صدرك التأويل واحسان الظن؟ وفي الصحابة لا يحتمل؟

    (24) يقول حسن (يضطر السلفية لتخطئة النبي اجتهاداً وهذا وكيع أقر بحديث لعن السائق والراكب فرد وكيع أن الرسول دعا ان يُجعل لعنه لمؤمن رحمة)
    (25) فقال لرجل لوكيع (أيسرّك أن يُلعن والديك ويكون ذلك رحمة لهما؟ فأُفحِم وكيع) طبعاً هذا كلام حسن فرحان والصحيح (إن افترضنا صحّة الرواية) .
    (26) وكيع لم يُقر قول الرجل ولم يُفحم والرواية منقولة في كتاب قصص فسره حسن! يتأول لشاتم النبي بحسن ظن ولوكيع بسوء ظن

    (27) يقول حسن فرحان (إن الاحاديث في ذم معاوية من دلائل النبوة) بل دلائل النبوة حديث الحسن (يُصلح الله به فئتين عظيمتين) (جيش يركب البحر)
    (28) قال (حديث اللهم اجعله هاديا مهديا، فالناس لم يهتدوا بل ضلّوا) عجباً فتوحاته شرقاً وغرباً كانت ضلالة؟ هل اهتدى بشر للاسلامام ارتدوا؟
    (29) ولن أناقش فريته على حديثي (اللهم علمه الكتاب والحساب) (اللهم اجعله هادياً مهدياً) بأنهما ضعيفا الاسانيد لأنه هو المُدّعي والبينة عليه
    (30) يقول ( النبي حجته كاملة، فكيف نُصدق أنه يحذر من الدجال "المشكوك" فيه ولا يُحذّر من معاوية؟) تعالوا معي لنرد على هذهالشبهة عقلاً
    (31) الآن خصمي حسن وآتي بكل دليل ينتصر لحُجتي على حجته لو كان الرسول عليه السلام حذّر من معاوية من حق بالاجتجاج بذلك؟ حسن فرحان أم علي؟
    (32) حسن فرحان يقول أن حديث (إذا رأيتم معاوية على منبري هذا فاقتلوه) ويقول أننا "ضعفناه" او حرفناه والحديث هذا منكر وكذب و(ان اقترضنا صحته)
    (33) لو افترضنا صحته،لماذا لم يقتلوه؟ إن قالوا:لم تسمح الظروف وأولوا فنقول: لماذا لم تقبلوا تأويل معاوية في مواضع اخرى زعمتهمقطعيتها بالنص؟
    (34) يقول عن حديث (يكون بعدي أمراء.. إلخ) وأنه لا طاعة لأمير في معصية الخالق وأن هذا حديث رواه عبادة وذكره لعثمان يقصد بالامير (معاوية)
    (35) وعبادة وصف معاوية بالأمير العاصي؟ (ليس الرسول) هذا رأي عبادة في معاوية ولكن هل قال (كافر ويُخلع؟) ونحن لا ندّعي العصمة لمعاوية ولا علي
    (36) من المُنصف هنا ومن المغالي؟ هل نحن عندما نقول نعم معاوية أخطأ ونُقر بالخطأ؟ ام من يستغل (الخطأ والمعصية) ليحولها ويؤولها كفراً ونفاقاً)
    (37) وانصافاً للإمام أحمد فالامام أحمد روى الحديث وعبادة بن الصامت لم يقل أن الحديث روي (في معاوية) ولكن طبقه في التعامل مع معاوية كأمير أخط
    (38) وعندما أقول أن حسن فرحان يستغل التدليس والايحاء أوحى لكم ان الحديث في معاوية وأوحى ان احمد بتره لكن الواقع انه حديثرُوي وعبادة استدل به
    (39) يقول حسن فرحان (أول اختبار للمسلم هو معاوية فأن عرفه فهم الأسلام، ومن لم يعرفه لن يستطيع فهم الاسلام ولا المسلمين ولا كيف سار الاسلام)
    (40) طامة فرحانية،، أن يكون اختبار المسلم الأول هو معاوية؟ هل خُلِق الخلق لمعرفة تاريخ معاوية والحكم عليه؟ فما كان اختبار حمزة بن علدالمطلب؟
    (41) من العدل الإلهي أن يُختبر جميع المسلمين بنفس الاختبارات فمن أبي بكر إلى آخر المسلمين سنحاسب على التوحيد، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج
    (42) وسنحاسب على أخلاقنا وتعاملتا والايمان بالله وكتبه وملائكته ورسله، مثال؛وُلد صيني وعاش بوذياً حتى أسلم في ريعان شبابه،

    فصام وصلى وزكى
    (43) صام وصلى وزكى وحج، كان صادقاً ، لا يعرف من التاريخ الاسلامي أي شيء لا أبابكر ولا عمر ولا علي ولا معاوية سمع منادياً ينادي للايمان فآمن
    (44) توفي هذا الصيني ولم يعرف معاوية ولا علي ولا الزبير ولا الحسن ولا الحسين ولا حسن فرحان هل ينقص ايمانه لأنه لم يمربأول اختبار أقرّه حسن؟
    (45) اقرأوا معي هذه الايات سورة الفرقان (والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً) يصلون (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)
    (46) والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاماً)
    (47) (يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهاناً، الا من تاب..الاية) حسن يدّعي اتباع القرآن فما يدل على ان معرفة معاوية اول اختبار للمسلم؟
    (48) وبعد ان انهينا سلسلة من 47 تغريدة رداً على حسن فرحان ذبّاً عن معاوية انقلوا عني : التغريدة التالية
    (49) أتحدى حسن فرحان أن يأتي لي برواية ضعيفة او مكذوبة من كتب التاريخ يحتج فيها الامام علي على معاوية بأنّه كافر
    (50) ومعنى (يحتج) يعني ان يأتي برواية يقول فيها علي (يا معاوية نحن احق منك بالأمر لأنك كافر ولأن الرسول قال تموت كافر) (51) ‎‏قد يقول أن الرسول قبل بيعة ابن أبي سلول، وانه عاش مع المنافقين وتصالح صلح الحديبية إن قالها فعندها لكل حادثٍ حديث
    (52) ابن فرحان يقول (الشيعة أكثر إسلام منّا 'يعني نفسه' فهم يستضيؤون بنور علي) والله تعالى يقول عن عباده (الذين يستمعون

    القول فيتّبعون أحسنه)
    (53) مادام أنك تقول ان الشيعة أكثر اسلاما" منك؟ والله يصف عباده بأنّهم يتّبعون الأحسن؟ فلماذا لا تتّبع الأحسن ؟ ام مجرد كلام
    (54) يقول حسن فرحان أن الدولة السعودية استبدلت بيت رسول الله بدورة مياه في الحرم المكي وادّعى انه أُنزِل فيه ثلثا القرآن

    (55) حسناً عدد السور المدنية 20 سورة غير (12) سورة أُخرى مختلف فيها هذه العشرين سورة تُمثّل 311 صفحة يعني 51٪ من القرآن والثلثان يعني 66٪
    (56) كيف يدّعي حسن أن البيت نزل فيه ثلثا القرآن (66٪) منه وصفحات السور المدنية في القرآن أكثر من 51٪ ؟

    (57) نستنتج من قوله ان ثلثي القرآن نزل في بيت الرسول ،أنّ الرجل يعرف اننا لن نبحث ولكن هذا ماضٍ انتهى

    (58) راجع الصورة، يقول ان معاوية منافق ولا يحب النبي لأنه لا يحب علياً واحتج بقوله ان الحديث صححه الالباني وهذا تلبيس


    (59) راجع الصورة، تحدّث الالباني عن هذا الحديث بالتفصيل في كتاب السلسلة الصحيحة وذكر بالأخير (أن اسناده ضعيف)

    (60) ‎ كنا نتمنى أن يكون حسن فرحان أكثر انصافاً لأن الألباني لم يصححه بل ذكر أن اسناده ضعيف ألم أقل لكم أنه بارع في الايحاء؟
    (61) ‎ فإن كان مجرد قتال علي يعني بغضه ويعني بغض النبي وبالتالي النفاق والكفر فهذا ينطبق على عائشة والزبير وطلحة (حاشاهم)
    (62) فما الذي يجعله يُكفر معاوية لقتاله علي ولا يستخدم نفس المقياس على طلحة والزبير إن تأوّل توبتهمل فهذا ينطبق على معاوية ‎
    (63) نقول:لاحظوا حسن يقول (صحّحه الألباني) والألباني يقول في كتاب السلسلة الصحيحة (اسناده ضعيف لذلك خرّجته في الكتاب الآخر)
    (64) ‎دائماً يتبجّح بأنّه يتّبع القرآن ولا يُقدّم كلام احد على القرآن وهو يُلبّس على الناس ويوحي لهم أنه (أسقط) الألباني
    (65) ‎وما يسعني أن أقول يا حسن إلا (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) تتّهم علماء السنة بالتدليس وأنت تتجنّى على الالباني؟
    (66) كان بوسعك ان تكتب كلامك دون ان تنسب تصحيحه للألباني هل ضعف الحجة يدفع إلى الكذب؟

    (67) لاحظوا تخبّط حسن فرحان فتارة يقول هناك من كفّر معاوية واستنتاجه منطقي ولكن هو يقتصر على انه منافق
    (68) ومن ثم يقول ان معاوية انتسب للاسلام كذباً وزوراً وخداعاً ما الفرق بين الكافر مُنتسب زورا وخداعا؟

    ‏69) يدّعي انه لا يُكفّر معاوية ولكنه يصفه بالمنافق، ألا يعلم أن المنافقين في الدرك الاسفل من النار،

    (70) ‎هو يحاول أن يُبالغ بالذكاء ويظننا سذّج يقول معاوية منافق لكي يتفادى ان يوصف بالتكفيري إذا هو تبنى التكفير على معاوية
    (71) ولاثبات براعته الايحائية،، يريدك أن تشكك في (كفر معاوية) لعدم ورود النص ولكنك تقطع بنفاقه بالنص
    (71) ‎‏فننسى أن نطالبه بالنص فأغلبنا لضُعف طرقه البحثية واعتماده على تدليس حسن فرحان يعيش دوامة (معاوية ليس كافر ولكن منافق)
    (72) والكل يعلم أن المنافق أسوء من الكافر بل شبّه الله المنافقين بالمرتدين (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا)

    (73) ايها الاخوة، دخل علينا حسن فرحان متحمساً مرتبكاً في كل مرة يشتتنا برقم حديث وانا اعني كذا وكذا، ألم أقل لكم لعبة ايحاءات؟ تابعو
    (74) هنا ذكر رقمين من مصدرين ثم عاد في التغريدة


    75 ولاحظوا هنا للمرة الثالثة يحاول التشتيت وربّما خشي فذكر تصحيح (الحاكم) والهيثمي كخط دفاع

    (76) وفي المرة الرابعة ذكر حديثا اخر في كتاب اخر للالباني ثم ما لبث ان قال لولا طلب الاخوة لما رددت! شكراً له


    (77) لاحظوا امراً هاماً في الصورة هذه والتغريدة التي تليها وسأشرح ما اقصد في التغريدة 79

    (78) لاحظ هذه الصورة والصورة بالتغريدة 77 والتعليق في التغريدة 79

    (79) ‎أتى مُسرعاً ليرد على شبهة (الألباني) ولاحظ سؤالي (التغريدة 77) وهمّشه أعدت السؤال في التغريدة 78 ولكنه آثر الرد على آخر
    (80) ‎‏ أتدرون لماذا؟ هو يعلم أنه لا يجرؤ على المساس بالسيدة عائشة، ويخشى أن يؤوّل موقفها فأقول له إذاً نؤوّل لمعاوية
    (81) ‎‏ عموماً هو معنا بالمنشن ويقرأ وله حق الرد، وله حق عدم الرد،، ولكننا له بالمرصاد ‎‏ إن سكت سكتنا


    (82) أولاً: لاحظوا كيف يوحي للقارئ أن هناك (اتباع لمعاوية) ويقتضي ان يكونوا ضداً لعلي ولو كان منصفاً

    (83) ولو كان منصفاً حتى وهو مخالف لقال على الأقل (المدافعون عن معاوية) ثانياً: نحن نقول أن الباعث لمعركة الجمل هو نفسه لصفين
    (83) ولا نحتمي بنصوص ، قلنا عدة مرات ان فئة معاوية هي الباغية ولكن هذا لا يقتضي كفرها ونفاقها وعدم قبول توبته
    (84) نستشهد بتنازل الحسن (لأنه تنازل) على أن معاوية أهل للخلافة وإلا لسُمّي الحسن بخائن المؤمنين

    ‏85) ولا يليق بالحسن الشجاع أن يتنازل لشخصٍ يعتقد بنفاقه ونفاق أبيه وابنه، ولكنه يعلم نيّته وهو (أعلم) منّا بسريرته
    (86) أمّا ما سيؤرق حسن فهو التناقض التالي: يقول ان الرسول قال اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه، وهذا تحذير شديد لمعاوية
    (87) فالحسن بناءً على (اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) بين امرين 1. اما أنّه لا يعرف النص! 2. رد تحذير رسول الله باجتهاده
    (88) ‎قد يقول ( هو تنازل ولم يره على المنبر) فنقول: إن تمكين معاوية من الخلافة أسهل طريق للوصول إلى المنبر فمن سيمنع الخليفة؟
    (89) ‎‏يقول (مروان بن الحكم قتل طلحة) كل الروايات في هذا الجانب ضعيفة وبالعقل، كيف سيقتله وهو من يطالب بدم عثمان ابن عمه؟؟؟
    (90) ‎فإن قال: مروان قتله للتأجيج ضد علي نقول: إذاً لا تلم من قال أن قاتل عمّار من جيش علي تأليباً على معاوية؟ وهذا خطأ طبع
    (92)نقول: إذا كان قبوله لقصة التحكيم التي قبلها علي (فخرج الخوارج عليه) لا تُعد رجوعاً عن البغي فما هو الرجوع؟
    (93) ‎ إن قال: لا، الرجوع بمبايعة علي، نقول:إذا كان علي بنفسه وهو صاحب الحق قَبِل الصلح فتأتي انت بعد 1400 سنة وتقول لا يكفي؟
    (94) ‎‏ قوله ان معاوية لم يتب يلزمه الحجّة فإمّا أنه عاش تلك الايام اوانه يتوهّم!وتمكين الله لمعاوية في الفتوحات لا يليق بمجرم!
    (95) ‎كون الثلاثة طلحة والزبير وعائشة افضل من معاوية في الاسلام فصدقت، ولكنهم يتساوون مع معاوية في البغي رضي الله عنهم اجمعين
    (96) أما قولك أن الثلاثة شاركوا في الثورة ضد عثمان وبني أمية فهذا كذب محض، دعونا يا اخوان نحلل هذا الموقف الغريب جداً
    (97) ‎يقول ان الثلاث ثاروا على عثمان ثم ندموا لمقتله فخرجوا على علي (الجمل) ثم ندموا فعادوا هذا فعل صحابة أم لعب أطفال؟
    (98) ‎لم يقد طلحة ولا عائشة ولا الزبير ثورة ضد عثمان، بل ناصحوه، ووقفوا ضد من حاصره، والمناصحة كانت مشهورة بين الصحابة
    (99) يقول وردت نصوص (آحاد) ان الثلاثة في الجنة وهذا كذب، فالنصوص في دخولهم الجنة متواترة جمع عن جمع
    (100) ‎ اما معاوية، فيقول تواتر أنه في النار طبعاً مجرد بيع سمك في البحر أتحداه أن يأتي برواية واحدة صحيحة تقول انه (في) النار
    (101) ‎ يقول ان بغي الجمل يختلف عن بغي معاوية، لأن بغي معاوية اقترن بالدعوة الى النار ومن عدل الله ان من يدعو الى النار يدخله
    (102) ‎ قال تعالى في سورة الفرقان واصفاً من يشرك ويقتل ويزني (يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً الا من تاب..الاية)
    (103) ولو لاحظتم في المصحف (لا) الناهية عن التوقف فوق (مهاناً) لكي تُقرأ جملة واحدة مع الاستثناء، وهذا يقودني الى أنر آخر
    (104) ‎ هو يحاول ان يثبت أن معاوية لم يتب كغيره ثم يقودك لحديث (يدعونه الى النار) ليثبت انه منافق بلا توبة بناء على فن الايحاء
    (105) ‎‏ ويقول ( وضح على أهل الجمل التردد لكن معاوية سخر من حديث عمار) طبعاً بيع عصافير في الهواء شبيه ببيع السمك في البحر
    (106) فهو يحتج بأحاديث أهل السنة لأهل الجمل ضد الشيعة ويحتج بروايات الشيعة ضد معاوية، وسأقول لكم كيف
    (107) ‎ هو يروي من كتاب العسقلاني حديث (الزبير يقاتل علي وهو له ظالم) ويرد من نفس الكتاب حديث (فئتين عظيمتين من المسلمين)
    (108) ‎ يقول ان عائشة تصف معاوية بأنه فرعون الأمة! لاحظت انه لم يعد يذكر مصادره؟ هل يخشى ان نتتبّعها ونفضح الكذب؟
    (108) ‎ طبعاً الكلام بلا مصادر يفعله أي أحد وشبهناه بالسمك والعصافير ،، يكذب ويقول ان عائشة تتفق مع علي على نفاق معاوية
    (109) ‎ يقول ان طلحة رمى عثمان بالنبل! وقاتل عثمان من جند طلحة! أقول: كذب وافتراء ألا هل بلّغت اللهم فاشهد
    (110) ‎‏ يقول ان الناس افترقوا في اهل الجمل الى ثلاثة 1. الشيعة يقولون انهم في النار 2. اهل السنة الاحرار بغاة تابو
    (111) ‎‏ 3. الحمقى يحتجون ببغي اهل الجمل على تبرئة معاوية! من قذف عائشة في النار ، (احترمهم) من ذب عنها ، سمّاهم نواصب وحمقى
    (112) ‎ طبعا اهل السنة الاحرار فيقصد سنّته وسنّة شيخه الكبيسي وتلميذه عدنان ابراهيم، الاحرار في تكفير من يريدون !
    (113) ‎ ثم زاد في الطعن وقال أننا نحب معاوية اكثر من عمر ولفّق رواية في البخاري وقال اقرأوا كتاب تاريخ المدينة لعمر بن شبّة
    (114) وأنا اقول له،، هل كتاب تاريخ المدينة لعمر بن شبّة موثوق لديك حجة عليك ؟ بالطبع لن يجيب اتحداه ان يقول نعم،
    (115) ‎‏ وأخيرا يقول (اهل الجمل كان يطلبون بالثأر من دم عثمان ظاهرا) نقول: هذا يقتضي نفاقهم فهلا أدركتنا بنيّتهم الباطنة؟
    (116) ‎ خلاصة حسن يعلم أن طعن عائشة يعني نهايته، فلا يوجد بغي اصغر ولا اكبر لكنه يحاول ان يتملّص ظاهراً ويطعن بين السطور
    (117) ‎ يدّعي حسن أنه لم يكن مع معاوية أحد من بيعة الرضوان، والثابت ان المغيرة بن شعبة دعا لمعاوية! فهل يتجرّأ ويكفّر المغيرة!
    (118)شي جميل! حسن فرحان يستدل من مستدرك الحاكم! هل يعني انه يثق بالكتاب؟؟؟

    (119) ‎ اما ما روي عن عبدالله بن عمرو بن العاص ان رسول الله قال يخرج من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي فخرج معاوية تفصيله يتبع
    (120) ‎‏ رُوي في كتاب انساب الاشراف للبلاذري وفي سنده عبدالرزاق بن همام لا يُحتج بحديثه بعدما فقد بصره لأن ابن اخته دلّس عليه
    (121) ‎‏ ولقد ذكر ذلك الحافظ واحمد بن حنبل وابن عدي وجميع المحدّثين ويظهر بطلان هذا الحديث متناً وعقلاً في التالي
    (122) ‎لماذا لم يحتج بهذه الرواية علي ضد معاوية وهو أحوج إليها؟ هل يُعقل أن يوليه عمر الشام وهو يعلم كفره؟ عمر الذي عزل خالد!
    (123) ‎‏ وكيف يُنسب الحديث لراويه عبدالله بن عمرو بن العاص، ولا يُخبر به أباه؟ ليُحذّره من معاوية؟!
    (124) ‎ لاحظ كيف ان هذه الرواية تضطرك للطعن في عمر وفي عبدالله بن عمرو بن العاص، وهذا هو ما أردى الشيعة
    (125) ‎ بدأوا بمعاوية فاضطروا لتكفير عمرو بن العاص وابنه ومن ثم الطعن في عثمان وثم في الفاروق وثم في ابي بكر،
    (126) شاهد الصورة وصف نفسه ب(الشيخ) ثم تكلم عن ما سماه شرك التزكية (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)
    (127) ‎ توارد خواطر جميل ان تصف نفسك بما يرفعها وبعد ذلك تذم هذا الفعل ‎‏ ولكنها ليست كارثة عموماً

    (128) الصورة: متابع لمذهب حسن فرحان سيحيل له الحساب يوم القيامة اتق الله يا حسن فيمن أطاعوك


    (129) ‏ (الصورة) هل لدى حسن فرحان نفس المصادر السرية النقية التي لا نستطيع فهمها؟ اللهم اهدهم واهدن
    (130) حسن فرحان يتدخل في العدالة الالهية كما في الصورة ويقول ان من دعا الى النار لابد ان يكون من اهله
    (131) طبعاً هو يريد أن يقول أن معاوية في النار ولكن في الحقيقة لا أعلم ممّن يخشى؟ والرد عليه منصوص في القرآن الكريم(132) قال تعالى (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) وهذا الخطاب جاء للنبي فالله وحده يتوب او يعذب(133) وبما أن النص موجه للنبي (ليس لك من الأمر شيء) فمن باب اولى ان حسن ليس له من الامر شيء ان اراد ان يتوب على معاوية او ل
    (134) يستغرب حسن فرحان ان يُسلم بموت أحمد 20 الف في حين ارتد بموت الرسول وكفر جماعة من المسلمين!

    (135) نقول: الرواة لهذه الرواية لم يكونوا كلهم حنابلة! فهذا ليس زعماً حنبلياً! وهل عند موته آمن ال 20 الفا بأحمد نبياً ؟
    (136) الذين أسلموا، آمنوا بالله رباً وبمحمد رسولاً وعند وفاة احمد كان الاسلام مشهور والغير مسلمين تعايشوا مع المسلمين
    (137) لو قسنا على مقياسك،، هل يعيب دعوة النبي ان يكون عدد الداخلين في الاسلام بعصر من العصور اكبر منهم بعهد النبي ؟!
    (138) ولو قلت ان هذه الرواية لا تقنعك ولا تصدقها فلست ملزم بها! هي خبر من الاخبار لا يضر عدم تصديقه لأنه لا يتعلق بعقيدة
    (139) ‏ رداً على ما ورد في الصورة ألم يمدح رسول الله الزبير وهو ظالم لعلي؟ وعائشة التي بغت عليه؟ يتبع

    (140) ‏ ظلم الزبير وبغي عائشة لا يتنافى مع حب الرسول لهما فالرسول لا يمدح ظالماً متعمداً للظلم ولا باغياً متعمداً للبغي حاشاه
    (141) وماذا تقول عن مدح الله للزبير في عموم قوله (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) يتبع
    (142) ‏ فإن قلت هم بغوا بعد نزول الله الآية، فنقول ان الله علم طيب نواياهم اكمل الاية (فعَلِم مافي قلوبهم) من صدق نية واخلاص
    (143) لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحب عاصياً قط لما أحب غير نفسه! لأن البشر ليسوا معصومين والصحابة بشر
    (144) ‏ يتهم حسن فرحان معاوية ومن أيده في صفين بأنهم طلقاء وليس لهم سابقة في الاسلام ومنافقون ودعاة النار ومن اصحابها يتبع!
    (145) وثبت ان المغيرة بن شعبة مع معاوية وشهد الرضوان وهو مشمول في عموم آية (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)
    (146) ‏ فمن نصدّق؟ النص الذي يرضى على المغيرة بن شعبة بيعة الرضوان أم تحليلات حسن فرحان؟ قلت لكم انه يستغل (تقاعسنا) عن البحث
    (147) خصوم معاوية في صفّين لم يصفوه (بالمجرم) وأتى حسن فرحان ليُصدّر أحكامه اما يزيد فلا نحبه ولا نسبه
    (148) ‏ يُشبه حسن فرحان (المغيرة بن شعبة) بابن سلول فيقول ان ابن سلول بايع بيعة الرضوان فهل هو مؤمن؟يتبع

    (149) فكل من بايع بيعة الرضوان بيده وبلسانه وبقلبه، له سابقة في الاسلام،

    (150) ولم ترد رواية صحيحة ان ابن سلول بايع (الصورة ) وردت ان (الجد بن قيس) حضر الحديبية ولكن لم يبايع
    (151) ‏ والآن من أقوى دليله؟ الذي يستشهد لايمان وسابقة المغيرة بآية من القرآن؟ او الذي يستشهد لنفاق المغيرة بقياسه بابن سلول؟
    (152) علمتنا أن نتبع النص الشرعي وتقول من هم السلفية الذين يعطلون النص بالروايات؟ فمن انت حتى ترمي نص القرآن برواية الواقدي؟
    (153) الخلاصة استشهد بأن طلحة بايع الرضوان لذلك فهو ليس كمعاوية عندما اثبتنا ان المغيرة (وكان مع معاوية) بايع الرضوان يتبع
    (154) وعندما اثبتنا ان المغيرة بن شعبة وكان مع معاوية) بايع الرضوان قال حسن فرحان (لكل قاعدة استثناء) شاهد الصورة



    (155) ‏ (تناقضً الصورة) قضى الله رضاه على المغيرة (الرضوان) فلماذا تجعلونه منافقاً لأنه وقف مع معاوية؟
    (156) أرى يا حسن فرحان أن تقول ان موضوع المغيرة يحتاج مزيدا من البحث لأنك ترد على قول القرآن بقول علي!

    (157) كل هذا القدح (بالصورة) في المغيرة بن شعبة لأنه مع معاوية؟ تتّبع من نقل لك سيرته وتترك نص القرآن؟

    (158) ‏ حسن فرحان يستثني المغيرة بن شعبة من بيعة الرضوان ويقول لكل قاعدة استثناء ويرد آية صريحة برضوان الله بكلام فلان وعلان
    (159) ومن ثم قال ان هناك اطلاق وتقييد في القرآن! مثل (يا ايها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون)

    (160) ‏ وآية ( إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الارض بنا رحبت ثم وليتم مدبرين)

    (161) نقول لا ففي آية لم تقولون فكل من يقول مالا يفعل تنطبق عليه ويستثنى من يقول ويفعل
    (162) وآية (وليتم مدبرين) فكل من وقع في قلبه العُجب بالكثرة ولّى مدبراً وحتى الذين تولوا شُملوا بالعفو والسكينة
    (163) ‏ فأهل السنة لا يستثنون إلا ما استثناه الله ورسوله لو كانت (لقد رضي الله عن مومنين) ممكن تقنعنا ولكن الله عرّفهم ب (ال)
    (164) ‏ تخيلوا فقط ليكفر معاوية اضطر لاخراج المغيرة من بيعة الرضوان برد صريح القرآن والتحايل بحجة (التقييد والاطلاق)
    (165) ‏ يثير استغرابي اتهامك للآخرين بالتكفير وانت تصف معاوية بأنه أسوء من ابي جهل (رمتني بدائها وانسلت)

    166 أهل السنة حكموا العالم الاسلامي قروناً عديدة، متى سمعت بمقتل مخالفينهم؟ وابادة جماعية لهم؟


    (167) ‏ أهل السنة وأئمة السلف هم ضحايا التكفير فكُفر احمد وجلد، وكُفر وقتل وصلب الامام احمد بن نصر وكُفر ابن تيمية ومات بالسجن
    (168) كم قتل الصفويون من اهل السنة؟ بل كم قتل الفاطميون؟ وفي عصرنا الحاضر، كم قتل بشار الاسد؟
    (169) ‏ أنت أنت ،، هل عُذّبت هل تمت استتابتك كونك تخالف جماهير علماء السنة وتستعدي السلف؟ ألست تنعم برغد العيش في دولة سلفية
    (170) ‏ نمر النمر كل يوم يدعو للخروج،، هل استُتيب او قتل؟ حسن الصفار؟ وغيرهم؟ اين هم؟ وفي المقابل العرعور مهدور دمه ‎
    (171) انتهى زمن التشويش والناس ترى وتشاهد،، الليبراليون والعلمانيون والصفويون والباطنية قتّلوا وشنّعوا بأهل السنة(172) وصلوا في تونس ومصر وليبيا بإرادة الشعوب بعد ما عانوا قروناً من التمييز يُسجنون بسبب لحية اطلقوها


    (173) تقول بلا مصادر والله يقول (فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) قدّم ما يشهد لك

    174) (ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية إلى بلاد الكفار فأسلم على يديه خلق كثير) مجموع الفتاوى - ابن تيمية
    (175) ‏ ويتضح من التغريدة السابقة ان ابن تيمية وصف الرافضة (الامامية) بمبتدعة من المسلمين، ونسب لهم فضلاً! فأين التكفير ياحسن
    (176) وتكفير اهل السنة وائمة السلف مُقنّن جداً ويتّقونه اشد الاتقاء اما (التبديع) فكل مخالف يُبدّع مخالفه
    (177) نرجو من المكرم حسن فرحان ان يعطينا مثالاً واحداً ان الدول السنية المتتابعة قتلت شيعياً لأنه سجد لقبر او كفّر الصحابة
    (178) ولدينا الوف الامثلة عن ما يفعله نظام بشار الليبرالي - الشيعي وما يدلّسه حسن نصر الله في قتلهم لأهل السنة كل يوم 100
    (179) وفي النهاية كما بالصورة،، الذين يقولون لا اله الا بشار وقاداتهم أفضل من معاوية حسبنا الله وكفى

    __________________
    للمتابعة في تويتر @alfaifawi_a
    المشرف على شبكة طريق السنة
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء