كلامك فيه خلطٌ واضح ! فأنت تزعم أنّ القرآن " كلّه " متعدّد الأفهام ...!!
في حين أنّ الحقيقة غير ذلك ،، فالقرآن فيه جزء واضح لا يقبل إلاّ معنى واحدا ، و فيه جزء يقبل تعدّد الأفهام ...
فالعقائد على سبيل المثال ، نجدها صريحة واضحة لا تقبل الجدال ، فقوله تعالى : " لا إله إلا الله " و قوله : " محمد رسول الله " .. لا يقبل أكثر من معنى سوى المعنى الواضح للآيتين . و قس على ذلك آيات كثيرة أخرى .
أمّا تلك الآيات التي تقبل تعدّد الأفهام ، فكما أنّك تعتبر ذلك قدحا للقرآن ، غيرك سيعتبره مدحا له ...
فالقرآن الكريم من خصوصيّاته أنّه صالح لكلّ زمان و مكان ، و هذا يلزم أن تكون نصوصه المتعلّقة بالمعاملات بين البشر ، قابلة لتعدّد الأفهام .. مما يتيح توافق المفهوم مع واقع الحال .
كما أنّ هناك آيات كثيرة تتحدّث عن الكون ، و يعتمد فهمها على الخلفيّة العلميّة للقارئ . و بالتالي فمن المنطقي جدا استخدام ألفاظ تتيح لمن تقدّمت به العلوم أن يفهم تلك الآيات الكونيّة على الوجه المراد ، على غرار آخرين نظروا إليها بمنظور لغوي بحت ، لافتقارهم للقاعدة العلميّة الطبيعة التي تعينهم على إدراك المقصود ...
و عليه ،، فليس في مثل هذا التعدد في الأفهام بأي مطعن للقرآن الكريم ...
Bookmarks