بالنسبة لسؤالك الأوّل ،
فمفهومك للقضاء و القدر غير واضح ، و هذا يجعل السؤال الذي تطرحه غير مفهوم ...!
فأنت تقول : هل في الجنّة قضاء و قدر ؟!
و كان من الممكن أن تصيغ سؤالك قائلا : هل ما يحدث في الجنّة يتمّ بمشيئة الله و علمه و إرادته ؟!
صيغة هذا السؤال أكثر وضوحا من صيغة سؤالك ... و مع ذلك ، سأجيبك على نفس صيغة سؤالك ..
جواب السؤال الأوّل : نعم ، في الجنّة قضاء و قدر .. بمعنى أنّ كل حدث يحدث في الجنّة يتمّ بعلم الله المسبق و مشيئة اللحظيّة في حدوث الحدث . مع امتلاك أهل الجنّة الإرادة في فعل ذلك الفعل أو تركه .
أمّا سؤالك القائل : هل هناك قضاء و قدر أبدي ؟!
فالجواب : القضاء و القدر هو خليط من مجموعة صفات ، منها صفات ذاتيّة أبديّة ، و منها صفات فعليّة لحظيّة . فمثلا : قرّر مؤمن في الجنّة أن يأكل الرمّان في لحظة ما .
فإنّ الله سبحانه و تعالى من الأزل كان يعلم بأنّ هذا المؤمن سيختار هذا الخيار في تلك اللحظة ، و بهذا فعلم الله بهذا الأمر أزلي أبدي . و الله سبحانه و تعالى شاء في اللحظة التي أراد فيها ذلك الإنسان شاء أن يقع ما يريد .. و الله دائما سيشاء أن يقع ما يريده المؤمنون في الجنّة ؛ لأنّه و عدهم بتحقيق جميع إراداتهم و رغباتهم ، لقوله تعالى : " و لكم فيها ماتشتهي أنفسكم و لكم فيها ما تدّعون " فصّلت:31
بالنسبة لسؤالك الثاني القائل : هل إذا تمنّى المؤمن في الجنّة كتاب بقصة جديدة كل يوم ، هل يخلق الله له مثل هذه الأشياء ؟؟!!
فالجواب : الله سبحانه و تعالى من الأزل كان يعلم بأنّ هناك مؤمن في الجنّة سيحبّ أن يقرأ كلّ يوم كتابا بأحداث جديدة ، و بالتالي سيوفّر له في الجنّة ما يحقق له تلك الرغبة . فالله سبحانه لن يتفاجئ بأنّ المؤمن طلب شيئا لم يكن متوقّعا ، لكي يسارع الله بخلقه .. فيستطيع الله أن يخلق كلّ ما سيختاره المؤمن ، و بمجرّد أن يتمنّى المؤمن ، يتمّ إعطاؤه ما يتمنّاه ، دون الحاجة لخلق جديد ، فالمطلوب موجود مسبقا قبل طلبه ، لكن العرض وقت الطلب .
تحيّاتي لك أخي الكريم ،،،
Bookmarks