[QUOTE=mrkira;2939586]
بالفعل هذا القول يقع على الجميع وأنا لم أنكر ذلك. فإذا قلنا ذلك فموقفنا من التطور هو موقف اللاأدري كما هو الحال مع الخلق المباشر وهما بذلك متكافئان. فإذا اتفقنا على استخدام هذا المعيار؛ فلن يبقى أية دليل راجح على (التطور الكبير). ماذا عن بقية الأدلة التي ترجح وجود مصمم مثل التعقيد الغير قابل للإختزال وشفرة الحمض النووي؟ الأدلة غير متكافئة والراجح هو نظرية التصميم الذكي. فإذا عرفنا ذلك أصبح من المحتمل كثيرا أن يكون تفسير التصميم الذكي راجحا في تفسيرات أخرى كانت متكافئة مع نظرية التطور وبذلك أنهينا الجدال.
جميل جدا ...
فأنا أتفق معك في أنّنا يجب أن يكون موقفنا من هذه القضيّة موقف الـ " لا أدري " .. و أنا فعلا " لا أدري " في هذه القضيّة ، فلا أنا مع الخلق المباشر و لا أنا مع نظريّة التطوّر .
و لكن لا أتّفق معك في مسألة أن التعقيد الغير قابل للإختزال يجعل التصميم الذكي نظريّة راجحة مفسّرة لكلّ الأنواع !
بل التصميم الذكي ستكون هي النظرية الصحيحة لتفسير الكائنات التي تكونت بشكل معقّد غير قابل للاختزال ، لكن لا يلزم أن نظريّة التصميم الذكي هي المفسّرة لكلّ الأنواع.
إلا لو اعتبرنا التصميم الذكي يعني وجود مصمّم له مخطّط سابق لإيصال الكائنات الحيّة إلى صورة معيّنة . و في هذه الحالة قد يكون التصميم الذكي كان بشكل مباشر أو بشكل متدرّج.
فالتدرّج في التصميم لا يلغي التصميم الذكي ، كما أنّ التصميم الذكي لا يلزم التصميم السريع المباشر .. فالتصميم ذكي لأنه ذكي ، و ليس أنّه ذكي لأنه سريع !
الذين يحاربون نظرية التطور ينطلقون من دافع صد أكاذيب بعض مناصري نظرية التطور وشبهاتهم. فأسلوبهم في طرح النظرية بعض المرات قد لا يتسم بالطرح بالعلمي حيث يدعون في حالات عديدة أن:
- النظرية حقيقة علمية.
-المجتمع العلمي وأكثر العلماء يؤمنون بها.
-من يرفض التطور فهو يحارب العلم.
وغيرها من وسائل الإرهاب الفكري. فلذلك وجب الرد عليهم صيانة للعقول من هذه المغالطات.
يجب أن لا نحارب الأكاذيب بأكاذيب ! بل يجب أن نحارب الأكاذيب بمنطق و صدق ...
فكثير من الذين يحاربون نظريّة التطوّر يدّعون أنّ :
- النظريّة خرافة سخيفة
- المجتمع العلمي و أكثر العلماء يرفضونها
- من يقبل نظرية التطور فهو متخلّف محارب للعلم
و الحقيقة أن هذه الادعاءات غير صحيحة ، و كثير من الشباب يسمع هذا الكلام ثمّ عندما يبحث في الموضوع ، يجد أن جميع مناهج التعليم التي تدرّس مادة الأحياء في الغرب ، تتبنّى نظريّة التطوّر في شرح عائلات الحيوانات و طريقة تكوّنها !
و هذا يضرب مصداقيّة المتديّن في مقتل .. !
ومن ناحية أخرى؛ فالمطلع على أدلتهم في أوراقهم العلمية يجد الغالب عليه طابع التردد وعدم القدرة على الترجيح بكل ثقة بتفسير معين وهذا يخالف ما قد يخيل للعوام في كون النظرية ذي تأصيل علمي محكم.
أما الفجوات العلمية؛ فهو أمر محتوم في كل علم وقد لا نستطيع سدها كما تبين ذلك عندما عرفنا أنه لا يمكننا رؤية حدوث التطور أو الخلق المباشر حتى يتم الترجيح بشكل سليم. وعلى أية حال؛ لو أردت أطروحات علمية وأكثر رصانة فإن أطروحات التصميم الذكي أكثر كفاءة.
هل اطروحات التصميم الذكي تتكلّم أنّ التصميم تمّ بشكل مباشر أم بشكل متدرّج ؟؟!!
لأنّ الصراع الحقيقي هنا صراع بين " المباشرة " و " التدرّج " ... و ليس الصراع بين " التصميم " و " العشوائيّة "
و الخلط الحاصل هو الربط بين : التصميم و المباشر ... بجعل التصميم دليل المباشرة
أو الربط بين التدرّج و العشوائيّة ... بجعل التدرّج دليل على العشوائيّة
و هذا الربط الذي أصفه بالمتهوّر !
Bookmarks