صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 36

الموضوع: إنهاء التهوّر حول نظريّة التطوّر ... !!!

  1. افتراضي إنهاء التهوّر حول نظريّة التطوّر ... !!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحده ، و الصلاة و السّلام على من لا نبيّ بعده ، و بعد ،،،
    إنّ من أكثر النظريّات التي تكلّم حولها النّاس على مرّ العصور هي " نظريّة التطوّر " ، و لو تأمّلنا العلّة في ذلك فلن نجد أنّ السّبب كامن في كونها نظريّة عبقريّة تحتاج إلى عقليّة خارقة لاكتشافها أو اختراعها ، بل كلّ مافي الأمر هو أنّه يتمّ استخدام هذه النظرية ضد الأديان و ضد الإله ، و بالتالي يتهوّر الملحدون و اللادينيّون للدفاع عنها و التصفيق لها . و في المقابل ، نجد بعض المؤمنين يتهوّر في مواجهتها و تسخيفها و رفضها ، فقط لأنّها يتمّ استخدامها ضد الأديان و ضد الإله !
    و المثير للدهشة و الاستغراب هو أنّنا قد نجد ملحدا يعرف تفاصيل نظريّة التطوّر و هو لا يعرف شيئا عن نظريّة فيثاغور أو النظريّات الثلاثة لنيوتن أو نظريّة أرخميدس ، و غيرها من النظريّات الأساسيّة في العلم الحديث ، و التي نشهد تطبيقاتها المختلفة . مما يؤكّد أنّ تعلّق بعض الملحدين بنظريّة التطوّر لا ينبع من حبّ العلم في ذاته ، بل هو حبّ ما يؤدّي إلى رفض الدين و رفض الإله .
    و في المقابل ، قد نجد مؤمنا كذلك يشغل نفسه بالردّ على هذه النظريّة و الهجوم عليها ، و لكن هذا الهجوم ليس حرصا على العلم و تخليصه من النظريّات الغير صحيحة ، فالعلم زاخرٌ بالنظريّات الباطلة و لا يكترث المؤمن ببيان بطلانها ، و لكن هذه الحرب الضروس فقط لأنّ النظريّة يتمّ استخدامها ضد الدين .
    و أعتقد أنّه قد آن الأوان لإنهاء التهوّر حول نظريّة التطوّر ، فقد تمّ إعطاء هذه النظريّة حجما أكبر من حجمها ، سواءً من المدافعين عنها أو المهاجمين لها . و آن الأوان لأن يتمّ التعامل مع هذه النظريّة كغيرها من النظريات ، يدافع عنها المدافعون لأسباب علميّة صرفة ، و يهاجم عليها المهاجمون لأسباب علميّة صرفة .
    و لكي يتمّ إنهاء التهوّر ، لابدّ من حلّ أسباب الأزمة .. و هذا الحلّ يتمّ ببيان حقيقة الأزمة و الإجابة على الأسئلة المتعلّقة بها ،،،

    أولاً : نظرة الملحدين و اللادينين لنظريّة التطوّر
    1- يعتقد الملحدون و اللادينيّون أنّ نظريّة التطوّر تؤكّد بطلان الأديان ، خاصّة الأديان الإبراهيميّة : الإسلام و المسيحيّة و اليهوديّة ، فتلك الأديان تقول خلاف النظريّة .
    2- يعتقدون بأنّ نظريّة التطوّر تدلّ على عدم وجود الإله ، فالانتخاب الطبيعي يفشل و ينجح ، و الإله لا يمكن أن يفشل .
    3- يعتقدون بأنّ نظريّة التطوّر حقيقة علميّة لا مجال لرفضها ، بل المجال لتحسين صياغتها فقط .

    ثانيا : نظرة المؤمنين لنظريّة التطوّر
    1- يتّفق المؤمنون على أنّ نظريّة التطوّر لا تدلّ على عدم وجود الإله ، فالانتخاب الطبيعي قد تكون و سيلة من وسائله في الخلق .
    2- بعض المؤمنين يعتقدون بأنّ نظريّة التطوّر تناقض أديانهم ، و بالتالي فهي نظريّة سخيفة و باطلة و أقرب إلى الخرافة .
    3- بعض المؤمنين يعتقدون بأنّ نظريّة التطوّر ثابتة علميّا ، و بالتالي يجب الجمع بينها و بين الطرح الديني ، فالدين الصحيح لا يتناقض مع العلم الصحيح .

    و يكمن التهوّر في تشدّد الملحدين في إثبات النظريّة لإثبات اعتقاداتهم الثلاثة ، كما يكمن التهوّر في تشدّد المؤمنين في رفض النظريّة و محاربتها أو تشدّد المؤمنين و تكلّفهم في محاولة ليّ نصوصهم الدينيّة لتوافق النظريّة و تنسجم معها ...
    و كلّ هذه الأفعال في جهة نظري المتواضعة ، فيه نوع من التهوّر ، الذي لا بدّ من ضبطه و إنهائه ... و لكي نصل لذلك لابد من طرح الأسئلة الآتية :-

    السؤال الأوّل : هل تتناقض نظريّة التطوّر مع جميع الأديان ، بحيث يؤدّي صحّة نظريّة التطوّر إلى بطلان جميع الأديان ؟؟!!
    الجواب :
    - بالنسبة للدين الإسلامي ، فلم يتطرّق القرآن الكريم بشكل واضح إلى كيفيّة خلق الحيوانات و النباتات ، و بالتالي لا يوجد تعارض بين طرح نظريّة التطوّر و بين الإسلام فيما يخصّ النباتات و الحيوانات . إلا إذا أخذنا قوله تعالى : " أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ " . سورة فصّلت : 9-10 . و اعتبرنا أنّ كلمة " أقواتها " تعني جميع الحيوانات و النباتات ، و بالتالي تكوّنت في مرحلة زمنيّة سابقة على وجود الإنسان ، و في وقت واحد . و هذا اجتهادٌ ليس له شواهد قرآنيّة أخرى . و عليه ، فليس هناك مشكلة مع النظريّة إلّا فيما يخصّ خلق الإنسان ، باعتبار القرآن الكريم تكلّم عن خلق آدم ، و بالتالي فالطرح القرآني لا ينسجم مع نظريّة التطوّر بخصوص الإنسان .
    - بالنسبة للدين المسيحي و اليهودي ، فهناك مشكلة كبيرة مع نظريّة التطوّر . فالكتاب المقدّس للديانتين قد تحدّث بشكل صريح عن خلق النباتات و الحيوانات و الإنسان . فنجد في سفر التكوين الإصحاص الأوّل قوله : (( قَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ. فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا كَجِنْسِهِ، وَشَجَرًا يَعْمَلُ ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.كَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَالِثًا.)) : من 11-13 .. و هذه الجمل تؤكّد بشكل صريح أنّ الأعشاب و الثمار تكونت جملةً واحدة قبل خلق آدم ، في اليوم الثالث من خلق الكون . كما نجد في سفر التكوين أيضا في الإصحاص الأوّل كذلك ، قوله : (( وَقَالَ اللهُ: «لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ، وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ». فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ، وَكُلَّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحيَّةِ الدَّبَّابَةِ الْتِى فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلاً: «أَثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلإِي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ. وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا خَامِسًا.)) من 20-23 .. و هذه الجمل صريحة جدا أن جميع الحيوانات خلقها الله في وقت واحد ، و ذلك في اليوم الخامس لخلق الكون .. من أجل ذلك يحارب المسيحيّون نظريّة التطوّر حربا ضروسا ؛ و ذلك أن كتابهم المقدّس صرّح بما لا يمكن التأويل أن جميع الطيور و الحيوانات خلقت دفعة و احدة ، بينما نظريّة التطوّر تقول بأنّ الطيور تطوّرت من الزواحف عبر ملايين السنين . إضافة إلى تعارض النظرية و تناقضها مع طريقة خلق آدم التي يصرّح سفر التكوين أنّ آدم صار حيّا مباشرة بعد النفخ في أنفه . و بالتالي فنظريّة التطوّر خطرٌ على الدين المسيحي و اليهودي بشكل واضح ، فلا سبيل للدفاع عن الدينين إلا بمحاربة نظريّة التطوّر .
    - بالنسبة لباقي الأديان الأخرى ، فهناك أديان تكلّمت عن طريقة خلق الكائنات الحيّة بشكل صريح ، و بالتالي فنظريّة التطوّر تناقضها ، و هناك أديان لم تتكلّم عن طريقة خلق الكائنات الحيّة لا بالتصريح و لا بالتلميح ، و بالتالي فنظريّة التطوّر لا تشكّل أيّ خطر عليها .
    الخلاصة : نظريّة التطوّر لا تشكّل خطرا على الإسلام إلا في خصوص خلق آدم ، كما أنّها لا تشكلّ خطرا على كل الأديان التي لم تتحدّث عن طريقة خلق الكائنات الحيّة ، بينما تشكّل النظريّة خطرا على الدين المسيحي و اليهودي و بعض الأديان التي تكلّمت عن خلق الكائنات الحيّة بشكل صريح .
    و عليه ، فالملحد الذي يزعم بأنّ النظريّة في حال صحّتها فهي تبطل كلّ الأديان ، فهو مخطئ ، لأنّ هذا كلام باطل .. فالنظرية إن صحّت ستهدم بعض الأديان فقط و ليس كلّها .


    السؤال الثاني : هل تتناقض نظريّة التطوّر مع وجود الإله ، بحيث يدلّ صحة النظريّة على عدم وجود الخالق ؟!
    الجواب
    : لا تتناقض نظريّة التطوّر مع وجود الخالق . فهناك فرق بين معرفة وجود الخالق ، و معرفة كيفيّة الخلق . فالمؤمنون توصّلوا إلى وجود خالق خلق هذا الكون ، لكن المؤمنين لا يعرفون كيف يخلق الخالق مخلوقاته . فنحن قد خلقنا الله و لكن في مدّة تسعة أشهر ، و لم يقل عاقل بأن مدّة التسعة أشهر تدلّ أنّنا غير مخلوقين ! و عليه ، فلا فرق بين كوننا خلقنا في تسعة أشهر أو تسع سنوات أو تسع مليار سنة . فطول الزمن أو قصره ، لا علاقة له بوجود خالق من عدمه . فالخالق الذي خلق في لحظة ، لا يختلف عن الخالق الذي خلق في ترليون سنة ، فكلاهما خلق . و لكن الفرق هي كيفيّة الخلق ، فالأوّل يخلق دفعة واحدة ، و الآخر يخلق على مراحل و فترات ، فللأول حكمته و للثاني حكمته .
    الخلاصة : يجب أن يقتنع الملحدون بأنّ نظريّة التطوّر لا تخدم الإلحاد في شيء ، فقد يكون الإله متعمّدا أن يخلق الحيوانات بأليّة الانتخاب الطبيعي ، بحيث يجعل الكائن يطوّر نفسه بنفسه ليتأقلم مع الظروف المحيطة . و الكائن الحيّ حين يقوم بذلك يفشل أحيانا أو ينجح ، فييقدّر الخالق بقاء النوع الأصلح و انقراض النوع الغير قادر على التأقلم . و بالتالي فالنظرية لا تدلّ على عدم وجود خالق ، بقدر ما تكشف لنا النظريّة كيفيّة خلقه لمخلوقاته .

    السؤال الثالث : كيف نجمع بين نظريّة التطوّر و بين الإسلام ، بحيث لا تتعارضان أبدا ؟؟!!
    الجواب :
    أفضل طريقة للجمع بين نظريّة التطوّر و بين الإسلام هو بفك الجهة بين الطرفين .
    فبدل القول بأن النظرية باطلة و سخيفة ، ثم تظهر أدلة تؤكدها ! و بدل القول بأنّ القرآن يؤكّد النظرية و يقرّها ، ثمّ تظهر أدلة بطلانها ! فلابد من اتخاذ طريق ثالث وسط بين الطريقين الذين يسير فيهما المسلمون منذ ظهور النظرية إلى يومنا هذا ..
    و الطريق الثالث الذي أتبنّاه أنا ، و أدعو جميع المسلمين أن يتبنّوه هو :
    أنّ هناك نوعين من البشر ، نوع جاء بخلق مباشر من الخالق ، و يتميّز هذا النوع بالعقل الذي يتخطّى عمله البحث عن البقاء ، و قدرة العقل على وضع المفاهيم الكليّة و تحليل الكون و فهمه و اكتشاف قوانينه و تطبيقها . و النوع الثاني من البشر جاء بالانتخاب الطبيعي عبر ملايين السنين ، و عقل هذا النوع مقتصر على البحث عن البقاء ، و لا يملك القدرة على وضع المفاهيم الكليّة و اكتشاف القوانين الكونيّة . فعقليّة هذا النوع من البشر أقرب إلى علقيّة الدلافين و غيرها من الحيوانات . و ليس عند هذا النوع من البشر الشعور بقيمة الحق و الخير و الجمال ، و عدم القدرة على التحكم على الغرائز . بينما النوع الأول من البشر يشعر بقيمة الحق و الخير و الجمال ، و يستطيع التحكم بغرائزه بل و مخالفتها .
    و بهذا سنسد جميع فجوات نظرية التطوّر المتعلّقة بالإنسان ، و ذلك باعتبار أن النوع الإنساني الحالي ينتمي إلى أبناء آدم ، الذين جاؤوا بخلق مباشر . بنيما الهياكل العظمية المكتشفة تعود إلى البشر الذين جاؤوا بالانتخاب الطبيعي
    .
    و هنا قد يسأل سائل : و هل يوجد بشر في وقتنا المعاصر ينتمون إلى بشر الانتخاب الطبيعي ؟
    و نجيب : ربما يكونون موجودين في الغابات و الصحاري ، و سنعرفهم بإمكانياتهم العقلية و سلوكياتهم الغرائزيّة . و في حال وجودهم ، فهؤلاء ليسوا مكلّفين شرعا ، و ليس عليهم تكليف شرعي ، لأنّهم كالحيوانات تماما ، و إن كانت أشكالهم كأشكالنا ، و تركيبهم الجيني كتركيبنا ، و مظاهرهم الخارجيّة كمظاهرنا ، و لكن عقولهم ليست كعقولنا ، و هذا أكبر ما يميّزنا نحن عن سائر الحيوانات .
    و بهذا ستنتهي المعركة الدائرة بين نظريّة التطوّر و المسلمين إلى الأبد ، ففي حال صحّة النظريّة ، فآدم بريئ من النظرية ، لأنّه جاء بخلق مباشر ، و هو أب المكلّفين . و لا يتعارض وجوده مع وجود بشر سابقين عنه غير مكلّفين و غير مصطفين للاختبار الإلهي . و في حال بطلان النظرية ، فالإسلام أيضا بريئ من النظرية ، فهو لم يزعم بأنّ آدم جاء بالانتخاب الطبيعي .
    و بهذا سيبقى تعامل المسلم مع نظريّة التطوّر تعامل علمي بحث ، لا يستفيد من إبطالها ، ولا يتضرّر من تصحيحها .
    و قد يسأل سائل : ما الدليل على وجود نوعين من البشر ؟! لماذا لا نقول بأن هناك نوع واحد فقط ؟!
    الجواب : لا ينكر أحد أنّ هناك نوعان من العسل ، الأوّل : عسل طبيعي ، جاء عن طريق النحل بعمليّات طبيعيّة . الثّاني : عسل صناعي ، جاء عن طريق الإنسان بصناعة مباشرة . و عندما نقارن بين العسل الطبيعي و العسل الصناعي ، لا نكاد نجد فرقا بينهما ، فكلاهما نفس اللون و الطعم ، و لا يكتشف الفرق إلا المختصّين . فما المانع أن يكون هناك بشر جاؤوا بانتخاب طبيعي ، اكتشفنا بعض احفوريّاتهم ، و بشر خلقهم الله بخلق مباشر ، أخبرنا الله عن أوّلهم بأنّ اسمه آدم ؟؟!! و حيث أنّه لا مانع عقلي و واقعي من ذلك ، فجاز لنا اعتقاد ذلك .
    و قد يسأل أخير : و لماذا لا نعتبر البشر اليوم ينتمون إلى نسل الانتخاب الطبيعي و لا ينتمون إلى نسل آدم ؟؟!!
    و أجيب : البشر اليوم يمتلكون عقلا يفوق حاجتهم للبقاء ، فالانسان يخترع القنابل اليهدروجينية ، و يريد غزو الفضاء ، و هذه أمور لا علاقة لها بالتكيف مع البيئة و المحيط الخارجي . في حين أن عمل التطوّر و الانتخاب الطبيعي يدور حول محاولة النوع للبقاء ، و العقل البشري تخطّى مسألة البحث عن البقاء . أصبح يبحث عن فهم الكون و اكتشافه . و لا يشكّ أحد أن عدم اكتشاف الكون و عدم معرفة قوانينه لا تمنع بقاءه و تكيّفه . فالحيوانات تعيش و هي لا تعلم شيئا عن ثوابت الكون و قوانينه المختلفة ..
    و بالتالي نظريّة التطوّر عاجزة عن تفسير الحالة الغريبة لعقل الإنسان و ضميره و غرائزه و مفاهيم القيم التي يسعى لها من الحق و الخير و الجمال . مما يؤكّد أنّ هذا النوع من البشر تمّ اصطفاؤه اصطفاء آخر غير الاصطفاء الطبيعي ، و هو الاصطفاء الإلهي .
    و بهذا تنتهي المعركة الطويلة بين نظريّة التطوّر و بين المسلمين ...
    و تبقى المعركة بين نظريّة التطوّر و المسيحين ، و لا أملك مساعدة للمسيحين ، إذ كتابهم المقدّس يغلق عليّ الباب ، بقوله بأنّ جميع الطيور خلقت في اليوم الخامس لخلق الكون دفعة واحدة ! فليس أمام العلماء المسيحيّين و غيرهم إلاّ محاربة النظريّة و إبطالها بشتّى الطرق !
    أمّا نحن المسلمون فسنكتفي بمتابعة هذه المعركة الممتعة بين الطرفين ... !

    )( ... أبو عمر النفيس ... )(

  2. افتراضي

    يرفع للفائدة ،،

  3. #3

    افتراضي

    نظرية التطور مشحونة بالتخمينات والتأويلات التي لا تنتنهي، وفي اي مناظرة مع أنصار نظرية التطور، لن تصل إلى نتيجة حاسمة كون الاستنتاجات فيها تأويلية (speculative) ويصعب الترجيح بين الاحتمالات المختلفة. وفي موضوع أبوحب الله (مالا تعرفه عن نظرية التطور) حيث تجد فيها ملخص الردود تأتي إما على هي إضعاف أدلتهم أو ترجيح احتمالات أخرى لم يعتبروها. فرفضي لنظرية التطور هو كرفضي لأي فرضيات أخرى لغياب المرجحات التي تقويها. والمطلع على المناظرات في هذه النظرية يجد أن معارضوها ليس فقط المتدينين بل حتى الملاحدة واللاأدريين والربوبيين.
    كل ما يمكن اعتباره في النظرية هو التطور الدقيق فقط والذي لا يدل على تطور المخلوقات من أنواع مختلفة، بل فقط يدل على تغيرات حصلت في النوع نفسه.
    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

  4. افتراضي

    المشكلة أنّ أصحاب النظريّة البديلة لنظريّة التطوّر و هم أصحاب نظريّة الخلق المباشر ، ليس لديهم تصوّر واضح لنظريّتهم !
    فلم تحدّد نظريّة الخلق المباشر فيما لو كان الله قد خلق جميع الأنواع في وقت واحد في كلّ الأماكن ؟! أم أنّه خلق جميع الأنواع في وقت واحد و لكن في أماكن مختلفة ؟؟!
    و ما سبب انقراض بعض أنواع الحيوانات التي خلقها الله بالخلق المباشر ؟!
    و العديد العديد من الأسئلة التي تستحق البحث ...
    و أصحاب نظريّة الخلق قد يجيبون عليها ببساطة : لا ندري !
    و هنا يطرح سؤال نفسه و بقوّة : مادمتم لا تدرون ، فلماذا تخطّئون الاجتهادات البشريّة التي تحاول الإجابة على هذه الأسئلة و أنتم لا تملكون تصوّر واضح حول تلك الأسئلة ..؟!!

    من هنا أجد أنّه لا يجب أن تكون هناك عداوة بين أصحاب النظريّتين ، بل لابدّ من حلّ الأزمة و فكّ الاشتباك بين الطرفين .
    التعديل الأخير تم 11-08-2015 الساعة 09:37 PM

  5. #5

    افتراضي

    بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله وبعد
    الأخ أبو عمر أعتقد أنك فى حاجة لإعادة صياغة شاملة لعبارات الموضوع حيث توجد عبارات بها أخطاء عقيدية هذا بخلاف الأفكار التى أوردتها فلها شأن آخر لتفنيدها لاحقا إن شاء الله رب العالمين

  6. #6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر النفيس مشاهدة المشاركة
    المشكلة أنّ أصحاب النظريّة البديلة لنظريّة التطوّر و هم أصحاب نظريّة الخلق المباشر ، ليس لديهم تصوّر واضح لنظريّتهم !
    فلم تحدّد نظريّة الخلق المباشر فيما لو كان الله قد خلق جميع الأنواع في وقت واحد في كلّ الأماكن ؟! أم أنّه خلق جميع الأنواع في وقت واحد و لكن في أماكن مختلفة ؟؟!
    و ما سبب انقراض بعض أنواع الحيوانات التي خلقها الله بالخلق المباشر ؟!
    و العديد العديد من الأسئلة التي تستحق البحث ...
    و أصحاب نظريّة الخلق قد يجيبون عليها ببساطة : لا ندري !
    و هنا يطرح سؤال نفسه و بقوّة : مادمتم لا تدرون ، فلماذا تخطّئون الاجتهادات البشريّة التي تحاول الإجابة على هذه الأسئلة و أنتم لا تملكون تصوّر واضح حول تلك الأسئلة ..؟!!

    من هنا أجد أنّه لا يجب أن تكون هناك عداوة بين أصحاب النظريّتين ، بل لابدّ من حلّ الأزمة و فكّ الاشتباك بين الطرفين .
    لست على دراية كافية بنظريات الخلق المباشر. لكن ما أعرفه أن نظرية التصميم الذكي تقدم أدلة جيدة بديلة لنظرية التطور. كمثال على ذلك، ادعاء أصحاب نظرية التطور أن وجود تشابه لهو دليل على التطور، فيمكن تقديم تفسير بديل يلغي قوة تفسيرهم أو يكون مكافئا له، مثل أن المصمم أراد استخدام نفس المخطط (blueprint) مع تعديلات بسيطة لكل نوع مختلف، كما نجد نفس الشيء في سلوك مصممي السيارات، حيث تجد أن جميع السيارات تمتلك نفس الأساس في التصميم المبدئي وتختلف في التفاصيل الأخرى. ولدي مشاركة سابقة تبين كيف يمكن لنظرية التصميم الذكي أن تكون بديلا مكافئا لنظرية التطور، وأنقله هنا للفائدة.



    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

  7. #7

    افتراضي

    أخي الفاضل أبا عمر النفيس ، بصراحة مقالك هو التهور بعينه (ابتسامة) .. خلاصة توجهك هو أنه من الأولى أن نتبنى النظرية العلمية بدلاً من محاربتها حتى لا يُتهم الإسلام بأنه يعادي العلم فتتشوه صورته، فما دام الرجل الأبيض قد قال كلمته، وقرر أن هذه المسألة حقٌ مقطوعٌ محسومٌ، وأن التطور حقيقةٌ مثلما أن الجاذبية حقيقةٌ، لم يعد لأحد من البشر أن يعترض أصلاً، وإلا اتهمَنا الرجل الأبيض بالتخلف والانحطاط، وإذن لفسد علينا ديننا ودنيانا، وصرنا نحن والقردة والخنازير سواء !!
    لكن المسلم الفاهم الحكيم عليه أن يعرف متى يعقد السلام ويتصالح مع النظريات العلمية المطروحة ومتى يقف ليقول كلمة الحق لا يخاف فيها لومة لائم !
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rady مشاهدة المشاركة
    بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله وبعد
    الأخ أبو عمر أعتقد أنك فى حاجة لإعادة صياغة شاملة لعبارات الموضوع حيث توجد عبارات بها أخطاء عقيدية هذا بخلاف الأفكار التى أوردتها فلها شأن آخر لتفنيدها لاحقا إن شاء الله رب العالمين
    يا حبّذا توضّح الأخطاء العقديّة التي وقعت فيها لكي أصلحها ...!

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mrkira مشاهدة المشاركة
    لست على دراية كافية بنظريات الخلق المباشر. لكن ما أعرفه أن نظرية التصميم الذكي تقدم أدلة جيدة بديلة لنظرية التطور. كمثال على ذلك، ادعاء أصحاب نظرية التطور أن وجود تشابه لهو دليل على التطور، فيمكن تقديم تفسير بديل يلغي قوة تفسيرهم أو يكون مكافئا له، مثل أن المصمم أراد استخدام نفس المخطط (blueprint) مع تعديلات بسيطة لكل نوع مختلف، كما نجد نفس الشيء في سلوك مصممي السيارات، حيث تجد أن جميع السيارات تمتلك نفس الأساس في التصميم المبدئي وتختلف في التفاصيل الأخرى.
    [/CENTER]
    من الواضح جدا أن نظرية التطوّر فيها الكثير من الفجوات و المشكلات ، و من الواضح أكثر أنّ المعادين للنظريّة يستغلّون تلك الفجوات لطرح النظريّة البديلة و هي نظريّة الخلق .
    لكن لاحظ معي أنّنا لو أخذنا فكرة التصميم الذكي ، تجد أنّها فكرة فعّالة جدا مع الكائنات المعقّدة ، و لكن حينما ننظر إلى الكائنات البسيطة و الأوليّة تقلّ الحاجة إلى التصميم الذكي و تزداد الحاجة إلى التطوّر الذّاتي و الانتخاب الطبيعي .
    من هنا أجد أنّ كلتا النظريّتين غير قادرتين على تفسير وجود جميع أنواع الكائنات الحيّة سواء كانت بسيطة أم معقّدة ...
    من هنا أجد ضرورة إلى إنهاء التهوّر حول نظريّة التطوّر ...

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل أبا عمر النفيس ، بصراحة مقالك هو التهور بعينه (ابتسامة) .. خلاصة توجهك هو أنه من الأولى أن نتبنى النظرية العلمية بدلاً من محاربتها حتى لا يُتهم الإسلام بأنه يعادي العلم فتتشوه صورته، فما دام الرجل الأبيض قد قال كلمته، وقرر أن هذه المسألة حقٌ مقطوعٌ محسومٌ، وأن التطور حقيقةٌ مثلما أن الجاذبية حقيقةٌ، لم يعد لأحد من البشر أن يعترض أصلاً، وإلا اتهمَنا الرجل الأبيض بالتخلف والانحطاط، وإذن لفسد علينا ديننا ودنيانا، وصرنا نحن والقردة والخنازير سواء !!
    لكن المسلم الفاهم الحكيم عليه أن يعرف متى يعقد السلام ويتصالح مع النظريات العلمية المطروحة ومتى يقف ليقول كلمة الحق لا يخاف فيها لومة لائم !
    لا أعلم فيما لو كنت قد قرأت الموضوع بشكل جيّد ، لكن ما أعلمه هو أنّك لم تفهم المقصود منه ...
    فأنا في مقالي لا أقول بأنّ نظريّة التطوّر حقيقة علميّة ، و لا أدعو أحدا إلى التمسّك بها أو الدفاع عنها ..
    كما لا أدّعي في المقابل بأنّ النظريّة مجرّد خرافة علميّة ، و لا أدعو أحدا إلى التسخيف بها أو الهجوم عليها ...
    فأنا أعتبر كلا الموقفين تهوّر ، و مواقف عاطفيّة و غير رزينة ...
    أنا أدعو إلى إنهاء الحرب بين نظريّة الخلق و نظريّة التطوّر ، فقد تكون الأولى صحيحة في تفسير أنواع من الكائنات و غير صحيحة في تفسير أنواع أخرى . و بالمثل قد تكون النظريّة الثانينة صحيحة في تفسير أنواع من الكائنات و غير صحيحة في تفسير أنواع أخرى ...
    و كلّ من يعتقد بأنّ نظريّة التطوّر ضدّ دينه ، يستطيع فصل هذه الحساسيّة من خلال القول بأنّ هناك خطّين متوازيين ، الخط الأول هي الاطروحة الدينيّة و الخط الثاني هي الاطروحة المادّيّة . و الخطان المتوازيان لا يلتقيان و بالتالي لا يتقاطعان . فبدل أن نلغي خطا على حساب الآخر ، لنا أن نقول أن هناك كائنات تسير في الخط الأول ، و كائنات أخرى تسير في الخط الثاني.
    و بهذا سينتهي التهوّر حول نظريّة التطوّر !

  11. #11

    افتراضي

    يا أخي الفاضل ، أنت لإنهاء التهور أتيت بمقولة لا يوافقك عليها المسلمون من جهة ولا يوافقك عليها أنصار نظرية التطور من الجهة الأخرى .. الخلاف بين الخلق الإلهي والتطور أعمق من هذا الطرح ، وللأسف كثير ممن يتناول النزاع الحاصل حول هذه المسألة لا يدرك الأبعاد الفلسفية لهذا الخلاف ، وأنه ليس خلافًا محصورًا فقط في خلق آدم وحواء ، بل أعمق من هذا ، هو خلافٌ بين من يرى أن الكائنات الحية تدل على خالقها وصفاته ومن يرى أن الكائنات الحية تدل على التطور والأصل المشترك .. وجهة نظري الشخصية في الحل الذي طرحته أنه شبيه بمن يحاول التوفيق بين الزواج والزنا ، فيقول إذن نتزوج ونرتكب الزنا في نفس الوقت ، وبهذا نوفق بين الاثنين ، ومعلومٌ أن من يرتكب الزنا لا يحتاج للزواج كذلك من يعتقد صحة نظرية التطور لا يحتاج للإيمان بوجود خالق ، والمتزوج المحصن لا يحتاج إلى الزنا كذلك المؤمن بالخلق الإلهي لا يحتاج لنظرية التطور لتفسير التشابه بين الكائنات الحية .. والله أعلم .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  12. افتراضي

    إذا كانت مشكلتك مع نظريّة التطوّر تكمن في جملة : " نظريّة التطوّر لا تدلّ على وجود خالق "
    فمعناه أنّ المشكلة ليست في نظريّة التطوّر ، و إنّما المشكلة في النتيجة المترتّبة عليها ...
    و لا أسهل من تصحيح الجملة لتصبح : " نظريّة التطوّر تدلّ على وجود خالق "
    فيصبح النقاش هنا في مسألة دلالات نظريّة التطوّر ، لا أنّ النقاش حول صحّة نظريّة التطوّر ...

    نظريّة الخلق تعتمد على ثلاث مقدّمات :
    المقدّمة الأولى : وجود خالق مصمّم بديع
    المقدّمة الثانية : الخلق المباشر المستقلّ
    المقدّمة الثّالثة : الخلق المتوازي المتزامن
    انظريّة الخلق تبني نفسها من الجمع بين المقدّمات الثلاثة ، للوصول إلى النتيجة القائلة : هناك خالق مصمّم بديع قام بخلق جميع الكائنات الحيّة خلقا مباشرا مستقلا متوازي متزامن.
    إذا صحّت المقدّمة الأولى ، فلا يعني هذا صحّة المقدّمة الثانية و الثالثة ، و بالتالي لا يعني صحة النتيجة ..

    و في المقابل ، نظريّة التطوّر مبنية على مناقضة المقدّمة الثانية والثالثة ، وجعل نقيض المقدّمة الأولى كنتيجة ...
    فنظرية التطور مبنيّة على مقدّمتين و نتيجة :
    المقدّمة الأولى : لا يوجد خلق مباشر مستقلّ
    المقدّمة الثانية : الكائنات جاءت بشكل متوالي متسلسل
    النتيجة :لا يوجد خالق مصمّم بديع
    من الواضح جدا أن صحّة المقدّمتين لا تعني صحّة النتيجة ...

    فأنا أرى أن المباني الفلسفيّة في نظريّة الخلق و نظريّة التطوّر فيها الكثير من الفجوات المنطقيّة و القفزات المنطقيّة ، و إلزام ما ليس بلازم ...
    فلا أعتقد أنّ النظريّتين تصلحان لتفسير الكائنات الحيّة ، و أرى أنّ هناك ضرورة لوجود نظريّة ثالثة أكثر رزانة و عمق من هتين النظريّتين.
    التعديل الأخير تم 11-09-2015 الساعة 07:25 AM

  13. #13

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر النفيس مشاهدة المشاركة
    من الواضح جدا أن نظرية التطوّر فيها الكثير من الفجوات و المشكلات ، و من الواضح أكثر أنّ المعادين للنظريّة يستغلّون تلك الفجوات لطرح النظريّة البديلة و هي نظريّة الخلق .
    لكن لاحظ معي أنّنا لو أخذنا فكرة التصميم الذكي ، تجد أنّها فكرة فعّالة جدا مع الكائنات المعقّدة ، و لكن حينما ننظر إلى الكائنات البسيطة و الأوليّة تقلّ الحاجة إلى التصميم الذكي و تزداد الحاجة إلى التطوّر الذّاتي و الانتخاب الطبيعي .
    من هنا أجد أنّ كلتا النظريّتين غير قادرتين على تفسير وجود جميع أنواع الكائنات الحيّة سواء كانت بسيطة أم معقّدة ...
    من هنا أجد ضرورة إلى إنهاء التهوّر حول نظريّة التطوّر ...
    حتى لو استخدمنا التطور في تفسير الكائنات البسيطة؛ لو قارنتها بالنظريات المنافسة تجدها ضعيفة وهي بذلك غير راجحة. كمثال على ذلك هو الإنفجار الكامبري؛ فالنظرية تصبح غير راجحة أبدا هنا ويلزم أن يكون هناك تدخل من المصمم في هذه الفترة. لكن كيفية حدوث ذلك؛ فليست لدينا معلومات كافية لأننا لم نكن هناك عندما حدث الأمر. وفي الواقع، فأي محاولة للتطور في تفسير أي حالة تطور وفي أية فترة تبقى ضعيفة لأننا لم نراه بعيننا ولم نستطع حتى اثباته في المختبرات. وهذا هو لب المشكلة؛ فكيف يمكنك ترجيح نظرية معينة بناء على تفسيرات عقلية تخيلية وتقوم بترجيحها عندما بالفعل يمكن أن نأتي بتفسيرات عقلية أخرى تنافسها تكافئها أو تتفوق عليها في قوة التفسير.

    لكن عندما نقارن أدلة مثل التعقيد الغير قابل للإختزال؛ تجد نظرية التصميم الذكي راجحة باحتمالية كبيرة؛ وهذه ليست مجرد فجوة علمية تم استغلالها بل إنها دليل على ضعف في التفسير الدارويني وناقض له.

    لذلك؛ فإنهاء التهور من وجهة نظري هو بتجنب الدخول في مشاحنات وجدالات في نظرية تمتاز بالخيال الواسع وتأويلات واحتمالات وتخمينات لا تتنهي؛ حيث يمكنك أن تأتي بألاف الاحتمالات عن تطور ب من س. ويأتي الخصم ويأتي باحتمالاته هو الأخر ونبقى في دوامة لاتنتهي من الجدالات والخصومات والمشاحنات التي لا تنتهي وتستهلك طاقاتنا وأعصابنا وتضيع أوقاتنا سدى.
    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

  14. افتراضي

    أنّها فكرة فعّالة جدا مع الكائنات المعقّدة ، و لكن حينما ننظر إلى الكائنات البسيطة و الأوليّة تقلّ الحاجة إلى التصميم الذكي و تزداد الحاجة إلى التطوّر الذّاتي و الانتخاب الطبيعي
    كيف أخونا عمر .. ابسط بكتريا على كوكب الارض اعقد من مجرة كونية كاملة
    " وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ "

  15. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد احمد السلامى مشاهدة المشاركة
    كيف أخونا عمر .. ابسط بكتريا على كوكب الارض اعقد من مجرة كونية كاملة
    لازم كلامك هو أنّه لا يوجد شيء معقّد .. .!
    لأنّ كلمة " معقّد " هي كلمة نسبيّة ، فالشيء معقّد مقارنة بغيره .. فهذا بسيط و ذك معقّد .
    مثل كلمة " صعب " ، فلا وجود للشيء الصعب إلا بوجود الشيء السّهل .
    و عليه ،، فكل شيء بسيط بالنسبة للخالق . فحيث أنّ الله قادر على كلّ شيء ، فلا فرق بين خلق النجوم و المجرات و بين خلق الغيوم و الحشرات .. فكلاهما بنفس السهولة بالنسبة لله.
    لكن نحن من نصف أنّ هذا الكائن بسيط و هذا الكائن معقّد ... و نقصد بالبسيط بأنّه يمكننا فهمه و إدراك كيفيّة تكوّنه بشكل أبسط و أيسر من الكائن الآخر الذي نصفه بالمعقّد.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء