صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 70

الموضوع: سؤال حول الجنة و النار

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2015
    الدولة
    Germany
    المشاركات
    49
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كبر الجنة و اتساعها و صغر النار و ضيقها لا يعني ان حجمهما دليل على كمية الناس الذين سيدخلوهما

    الاخ مستفيد يقول ان الرحمة مخصصة للناس الذين تطالهم الرحمة فقط و الخارجين عنها لا يطالونها ،، كيف تربط هذا الكلام بقولك ان اتساع رحمة الله تزيد من دخول الناس الجنة و تقلل من دخول الناس النار


    هل اكثر الناس في النار؟ نعم ام لا
    ماهو دليلك؟

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لميس مشاهدة المشاركة
    كبر الجنة و اتساعها و صغر النار و ضيقها لا يعني ان حجمهما دليل على كمية الناس الذين سيدخلوهما
    الاخ مستفيد يقول ان الرحمة مخصصة للناس الذين تطالهم الرحمة فقط و الخارجين عنها لا يطالونها ،، كيف تربط هذا الكلام بقولك ان اتساع رحمة الله تزيد من دخول الناس الجنة و تقلل من دخول الناس النار
    هل اكثر الناس في النار؟ نعم ام لا
    ماهو دليلك؟
    أولا : كبر الجنّة و اتساعها وإن كان ليس دليلا على كثرة أهلها ، لكنّه مؤشّر لذلك . فمثلا عندما نقول بأنّ سفينة نوح كانت كبيرة ، فهنا يمكن الاستدلال على أنّ هناك عدد كبير من الحيوانات مثلا و الناس كانوا فيها ، بحيث يتناسب ذلك العدد مع عظم السفينة. بينما لو قلنا أن سفينة نوح كانت صغيرة جدا ، سيدلّ ذلك على قّلة ركّابها . فالعلاقة الطرديّة واضحة.

    ثانيا : الرحمة ليست مخصّصة للمستحقين لها ، فالله سبحانه و تعالى قد قال : " و رحمتي و سعت كلّ شيء " ، فالأصل أن الرحمة واسعة تسع كلّ إنسان . لكن جاءت آية و استثنت بعض النّاس من هذه الرحمة الشاملة ، فقالت الآية : " إنّ الله لا يغفر أن يشرك به " .. فهذه الآية اسثتناء من القاعدة التي تقول بأن الرحمة وسعت كل شيء .
    أما القول بأن الأصل أن الرحمة محدودة ، و جاءت بعض الآيات ووسعتها فهذا غير صحيح .. بل الصحيح هو العكس بأن الرحمة واسعة و جاءت بعض الآيات و ضيقتها .

    ثالثا : أكثر النّاس في الجنّة.
    التعديل الأخير تم 11-22-2015 الساعة 02:36 PM

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2015
    الدولة
    Germany
    المشاركات
    49
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاخ ابو عمر اجابتك مناقضة لاجابة الاخ مستفيد والحقيقة انا اتمنى ان تكون صحيحة لانني اضن ذلك ايضا بان اغلب الناس في الجنة لان ذلك يطابق صفات الله تعالى من الرحمة و العدل المطلق الخ على عكس القول بان اكثر الناس في النار و الله اعلم

    لكن انا انتظر اجابة الاخ مستفيد لانني اظنه لن يوافقك فيما ذكرت

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لميس مشاهدة المشاركة
    الاخ ابو عمر اجابتك مناقضة لاجابة الاخ مستفيد والحقيقة انا اتمنى ان تكون صحيحة لانني اضن ذلك ايضا بان اغلب الناس في الجنة لان ذلك يطابق صفات الله تعالى من الرحمة و العدل المطلق الخ على عكس القول بان اكثر الناس في النار و الله اعلم

    لكن انا انتظر اجابة الاخ مستفيد لانني اظنه لن يوافقك فيما ذكرت
    هو حرّ يقول ما يشاء و يعتقد ما يشاء ... الفيصل هو الدليل و البرهان !
    مسألة دخول أكثر النّاس إلى الجنّة ليست من باب التمنّي ، بل هناك أسباب كثيرة تجعلني أقول بهذا القول :
    1- قال تعالى : " و ما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا " و بالتالي لن يدخل النّار إلّا من وصلته الرسالة.
    2- قال تعالى : " و رحمتي و سعت كلّ شيء " و بالتالي فالرحمة غالبة على العقاب.
    3- قال تعالى : " إنّ الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك " و بالتالي فكلّ مادون الشرك عرضة للمغفرة.
    4- قال تعالى : " و سابقوا إلى مغفرة من ربّكم و جنّة عرضها كعرض السماء و الأرض " و بالتالي فالجنّة كبيرة جدا ، مما يدلّ على كثرة أهلها.
    5- قال تعالى : " يوم نقول لجهنّم هل امتلئت و تقول هل من مزيد " مما يدلّ أنّ النار تشتكي عدم امتلائها ، و هذا معناه إما عظم حجمها مقارنة بأهلها ، أو قلّة أهلها مقارنة بحجمها . و حيث أنّنا لا نجد في القرآن ما يصف النّار بأنّ عرضها كعرض السماء و الأرض ، فيمكن أن نفهم عدم امتلاءها بقلّة عدد أهلها .
    5- قال تعالى : " يا أيّها الذين آمنوا قووا أنفسكم و أهليكم نارا و قودها النّاس و الحجارة " ، و هذا معناه أنّ النار احتاجت إلى الحجارة لتمتلئ ، فلو كان أكثر النّاس في النّار ، لكان من الكافي أن يكون النّاس هم وقود النّار و لا حاجة لجعل الحجارة وقودا لها.
    6- يقول الرسول صلى الله عليه و آله و سلّم : " من قال لا إله إلا الله دخل الجنّة " ، و هذا يفتح الباب أمام كل من يوحّد الله بدخول الجنّة.
    7- يقول الرسول : " " يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى : أخرجوا من كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها قد إسودوا فيلقون فى نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة فى جانب السيل " ، و هذا معناه أنّ كلّ من دخل النّار سيخرج منها ليدخل الجنّة ، إذا كان في قلبه مثقال حبّة من خردل من إيمان.

    و بالجمع بين القرائن السبعة ، تولّد عندي الحكم بأنّ أهل الجنّة أكثر من أهل النّار ، خاصّة بعد خروج أهل الكبائر و من يحمل مثقال حبّة خردل من إيمان من النّار إلى الجنّة .. فلو نظرنا إلى العدد الإجمالي بعد خروج من سيخرج من النّار سنجد أنّ أهل الجنّة أكثر ...

  5. #20

    افتراضي

    لو سكتَ من لا يعلم لقل الخلاف!

    دخول النار
    عددهم يفوق تعداد من سيدخل الجنة..وفي ذلك أدلة قطعية وافرة من القرآن والسنة.
    من القرآن:
    (( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ))
    (( ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ))
    وما جاء على لسان ابليس: (( ولا تجد أكثرهم شاكرين ))..وقول الله (( وقليل من عبادي الشكور ))..((وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ))
    يقول الله عن ظن ابليس: (( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ))..فما هو هذا الظن: (( قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ))
    ووصف الله هؤلاء الذرية (إلا القليل) بأنهم اتبعوه..فما جزاء من يتبع ابليس: (( قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً )).

    من السنة:
    في صحيح مسلم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( عرضت عليّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد))

    وفي البخاري عن أبي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة. قال: فحمدنا الله وكبرنا. ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إنّ مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، ))
    شطر أهل الجنة كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود!..فهل الشطر الآخر سيفوق شعرة مماثلة من نفس الثور!
    وفي البخاري أيضا (( أول من يدعى يوم القيامة آدم، فتراءى ذريته، فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك، فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك، فيقول: يا رب، كم أخرج؟ فيقول: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين ))

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر النفيس مشاهدة المشاركة
    ثانيا : الرحمة ليست مخصّصة للمستحقين لها ، فالله سبحانه و تعالى قد قال : " و رحمتي و سعت كلّ شيء " ، فالأصل أن الرحمة واسعة تسع كلّ إنسان . لكن جاءت آية و استثنت بعض النّاس من هذه الرحمة الشاملة ، فقالت الآية : " إنّ الله لا يغفر أن يشرك به " .. فهذه الآية اسثتناء من القاعدة التي تقول بأن الرحمة وسعت كل شيء .[/COLOR]
    غريب!..بعيدا عن الشرك..كلامك مناقض لقول الله: (( يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ))
    كما نسيتَ أن تكمل الآية (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))
    وكون الأمر قد استشكل عليك فهذا عائد لكونك لا تفرق بين الرحمة العامة والرحمة الخاصة..بين ما هو كوني وما هو شرعي...وهذه الرحمة التي جاءت مطلقة وعامة هي من سنن الله الكونية السنن الضرورية لتحقق الإختبار الذي من أجله أنزل الإنسان الأرض..فالإنسان مؤمنهم وكافرهم سحتاج أن يشرب يحتاج ان ياكل يحتاج العقل يحتاج الملبس فهذا كله من رحمة الله..وليس معنى ذلك أن الله يحب الخير للكفرة والظلمة فحديث النبي صريح في هذا (( لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ )).. ثم لو تاب هذا الكافر ورجع لربه لوسعته رحمة الله الخاصة..ومفهوم وسع الرحمة يوضحها أكثر الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه (( لما قال أعرابي وهو في الصلاة ‏ ‏اللهم ارحمني ‏ ‏ومحمدا ‏ ‏ولا ترحم معنا أحدا فلما سلم النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال للأعرابي لقد حجرت واسعا ))..
    فالحديث يبين ان كل من أراد رحمة الله وحقق أسبابها فهي ستشمله لأنها واسعة ولا يُفهم من الحديث أن الرحمة تجوز لمن لا يستحق..والآية كثيرة هذا الباب وواضحة (( يدخل من يشاء في رحمته )) يعني هناك من لن يدخله في رحمته بدليل آخر لآية (( والظالمين أعد لهم عذابا أليما )) ..وقوله تعالى (( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ))..وقوله تعالى (( والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم ))

    و لماذا لا نجد آية تصف النّار بأنّ عرضها كعرض السّماء و الأرض ... !
    لأن هكذا وصف لا يرد إلا في باب الترغيب ولا يصلح في الترهيب!
    وما جاء في جهنم للترهيب من حجمها أعظم!..فقد ذكر القرآن والسنة أنها غير محدودة ولا تمتلأ أبدا مهما كان عدد الداخلين..(( يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ))..وفي البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( فَقَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ مِلْؤُهَا فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ فَيَضَعُ قَدَمَهُ عَلَيْهَا فَتَقُولُ قَطْ قَطْ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ))

    والآن أخت لميس..طالبتكِ بدليل عقلي عن علاقة تعداد الداخلين سواء للجنة أو للنار بعدم الإنصاف أو بالظلم!
    ما الإشكال إن دخل جميعهم النار إن استحقوا دخول النار! ومثله أن نقول ما الإشكال في أن يرسب جميع التلاميذ فيما لو استحقوا الرسوب

    الخلود في جهنم
    هؤلاء عددهم الله أعلم بهم..لأننا لا نعلم نسبة من سيخرج برحمة الله او بالشفاعة..بل سيبقى عدد من سيخلد أكبر لحديث أن أمتنا شطر الجنة وهي من بين الأمم كالشعرة في الثور الأسود.. ولكن لا إشكال حتى في أن يخلد جميع خلق الله إن استحقوا الخروج من رحمة الله والخلود في جهنم.
    وهذا تفصيل من النقاش الذي أحلتك عليه:
    ومن قال أن العذاب الأبدي لا يساوي عمل الكفار ؟
    الله سبحانه وتعالى يقول فيمن نسب إليه الولد فقط بالقول : (( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ))..هؤلاء قالوا ولم يفعلوا شيئا..هو مجرد قول..مجرد كلمة وحيدة صاحبها اعتقاد..ماذا كانت عاقبتها ؟..(( تكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ))..تخيل المشهد تخيل حال السماوات والتي بالنسبة إلينا غير محدودة تخيل حال الأرض تخيل حال الجبال..هذا المشهد المرعب لمجرد قول كلمة في حق الله..فما بالك بمن اتخذ هذا الولد المزعوم إلاها وخصه بالعبدودية من دون الله !
    ولمن يقول أن العذاب الأبدي عقاب غير منطقي وغير عقلي والفعل لا يستحق هكذا عقاب..نقول من يقرر إن كان الأمر يستحق او لا يستحق..عادل أم غير عادل ؟
    نحن البشر ؟..البشر لم يتفقوا في ما هو أوهن من ذلك بكثير..انظر إلى من يرى في الإعدام عدلا وغيره يراه ظلما أو من يرى سجن مدمن الخمر عدلا في حين يرى غيره أنه ظلم والحل في العلاج..العقل ؟..العقل قاصر في مسائل تافهة كهذه فهل نجعله حكما على الخالق مطلق العلم والحكمة والعدل ؟..فهل من الحكمة أن يُقِّيم الناقص القاصر ..الكامل ؟..

    ثم ألا توجد في محاكم العالم ما يسمى بحكم المؤبد -مع الإختلاف حسب الدول-..ألا يعتبر هذا الحكم عادلا قضائيا..تخيل لو استمر عمر المحكوم عليه إلى ما لا نهاية هل تقدح هذه الإسمرارية في عدالة حكم المؤبد ؟..القاضي حينما يصدر حكم المؤبد يصدره من منطلق انه حكم عادل..ولا ينظر هل سيعيش ذلك الشخص خمسين سنة مائة مائتين أو حتى ألفي سنة..فتأمل..

    ثم لو قيل لك أن العدل هو أن يسجن السارق على قدر الفترة الزمنية التي سرق فيها..أو أن يسجن المغتصب مدة الإغتصاب..وأي فترة زمنية تفوق فترة الجرم هو ظلم....صحيح الطرح ساذج ولكن للأسف هذا هو طرحك ونظرتك للعذاب الأبدي..فكأني بك تطالب بنفس ما طالب به السارق والمغتصب..فتأمل بارك الله فيك..أما قولك : (( عدل الإلهي يقتضي بأن يكون الجزاء محدود على قدر العمل وإلا كان ظلما والعياذ بالله , والله العدل منزه عن ظلم الناس , وكلمة محدود ليس معناه أن الإنسان الكافر لو عاش في الدنيا مدة زمنية بالحسابات الأرضية 60 عاما مثلاً , ليس معناه أن يمكث في عذاب جهنم 60 عاما أيضا بالحسابات الأرضية المعروفة , كلا - هذا كلام لا يقول به عاقل - يا أخي الفاضل حسابات الدنيا شيء وحسابات الآخرة شيء آخر علمها عند الله تعالى في عالم الغيب ولا نعلم سوى ما أخبرنا الله عنه , فمثلا يقول تعالى ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) , فهل يشك في ذلك أحد ؟
    وبناءا على هذه القاعدة بأن اليوم الواحد في عالم الغيب = 1000 ألف سنة بالحسابات الأرضية ))

    نقول:
    هل من العدل وفق نفس المنطق الذي تتبعه أن يقترف المذنب ذنب بحجم يوم أرضي فيحاسب بعقاب في حجم ألف سنة أرضية !!!!
    بنفس المنطق الذي احتججتَ به نُقض طرحك..فتأمل !

    من جهة اخرى أثر العقوبة هي تدليل على قدر من وقعت معصيته..تخيل أنك عصيتَ زميل لك..أقصى عقوبة ممكن ان تصدر من هذا الصديق هو الهجر..تخيل لو كانت المعصية لأمر أمين شرطة..العقوبة ستكون ضرب أو سجن ليوم أو يومين..تخيل لو كان وزير أقلها ستكون سنوات سجن ثم تصور لو كان الرئيس أو الملك هو الإعدام بعيد عنك..ألم تلاحظ أن العقوبة ترتفع كلما ارتفع قدر من وقعت معصيته...ولو لاحضت أيضا ان التدرج في العقوبة لم يتأثر بنوع المعصية فجميعها رفض تنفيذ أمر ولكن كلما ارتفع قدر الآمر اشتدت العقوبة..
    تخليد الكافر في النار لم يخرج عن هذا التسلسل المنطقي..فالله سبحانه وتعالى يقول في الكفار (( وما قدروا الله حق قدره ))..تخيل لو مكثوا في جهنم ألف سنة هل هذا هو قدر الله ؟ ألف سنة !!..تخيل لو ألف ألف ألف ألف سنة ؟....نفس الشيء والله العظيم..فالله سبحانه وتعالى مطلق وأي فترة زمنية منتهية (إلا ان تكون رحمة منه) هي قدح في قدر الله عز وجل..فوجبت بذلك اللا نهاية في العقوبة كدليل على اللا نهاية في معرفة قدر الله ووبالخلود فقط يعرف الكافر قدر من عصاه..
    وأما قولك : (( عصيان آدم عليه السلام والذي صدر منه عن نسيان , بأن تكون عقوبته غير محدودة لأنها في حق الله الغير محدود ؟؟ !!!! ))
    نقول: غاب عنك أهم معطى..وهو ان آدم عليه السلام تاب (وضع تحتها سطرين)..فتاب الله عليه وأدخله في رحمته..ولكن الذي لم يتب ؟..ومن لم يكن في قلبه ذرة إيمان تدخله في رحمة الله ؟..ومن أخرجه الله من رحمته ؟..أرأيت أن القياس فاسد ولا يصمد في الإستدلال..

    من جهة العدل أيضا هو حكم عادل أولا لأنه صدر من إله حرم الظلم على نفسه وهو إله خبير بنفوس هؤلاء الذين خلدوا في جهنم ويعلم سبحانه انهم مستحقون للعذاب ولم يظلمهم وسيشهدون هم بذلك على أنفسهم..ثانيا لو خلد هذا الكافر في الدنيا لاستمر في كفره وطغيانه إلى ما لا نهاية فكان تخليده في جهنم من باب العدل ..
    أما قولك :
    (( باختصار شديد - لا نهائية العذاب تتعارض مع الغاية من خلق الإنسان وهي العبادة , برغم أن الكافر لبث في جهنم أحقاب وآماد وذاق العذاب أشكال وألوان ومن شكله أزواج و ......... الخ , وكل ذلك كان وفق ما عمل في الدنيا أو بما كسبت نفسه , يعني نال جزائه الذي استحقه أي تحقق العدل الإلهي فيه , فإذا بقي الإنسان الكافر في عذاب جهنم إلى ما لا نهاية دون الخروج منها , فلن تتحقق الغاية من خلق الإنسان حيث قال تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) ))
    نقول:
    ألم يقل سبحانه : (( ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين..بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ))
    يعني لو أخرجهم الله من جهنم -بنص القرآن- فسيعودن لكفرهم...يعني لن يتحقق بخروجهم معنى العبادة الذي تحتج به ..وقد جزم القرآن في هذا !!!
    بل على العكس تماما..مكوثهم في جهنم يتحقق من خلاله معنى العبادة..أقتبس من كلام الأخ horisonsen هذا الكلام البديع:
    (( بالنسبة للعذاب الأبدي فقد نص الله على حكمة لذلك في هذه الآية:
    {ولَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}
    فنص على أنهم لن يؤمنوا إذا أخرجوا من النار، فكان العدل أن يبقوا فيها مؤمنين، ولننظر في هذه الآية:
    {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}
    أي أن بعض القلوب كقلوب اليهود قاسية أكثر من الحجارة فلا تؤمن ولا تلين للإيمان، فكانت كالحجارة لا تلين إلا مع التعرض للنار في عذاب الجحيم، وبهذا تنصهر وتؤمن بالله {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} لكن مع إيمانها بوحدانية الله فيما يختص به، في حال الانصهار فهي كالحجارة المنصهرة إذا أخرجت من الجحيم تعود فتتجمد لتصبح جلمودا صلبا فتعود قاسية لا تؤمن بالله{وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ}، وقد أخبرني أحد زنادقة الفلاسفة الإيرانيين شخصيا أن الجحيم فرضا لو أنه دخلها فإنه لن يؤمن بها لأنه من الاحتمال أن تكون خيالا وأحلاما وسرابا، فقلت له ما فائدة السراب أو المنام إن كان أبديا؟ فتلعثم ولم يحر جوابا، فقلت في نفسي أنه سيحكم أنها سراب فقط في حال خروجه من العذاب الأليم. )
    التعديل الأخير تم 11-22-2015 الساعة 04:08 PM
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    ذلك أنه من خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Nov 2015
    الدولة
    Germany
    المشاركات
    49
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاخ مستفيد
    العلاقة هي العوامل التي تجعل فردا يدخل النار او لا ، نحن نتحدث عن دخول النار لان دخول الجنة هو بمشيؤة الله فقط اما دخول النار فهو بعمل الفرد،

    جميع البشر مولودون على الفطرة السليمة لو يموتون عليها باذن الله لن يدخلو النار
    هذه الفطرة تتعرض للتشويه الكامل لدرجة الكفر او للتشويه الجزئي لدرجة ارتكاب المعاصي من دون الشرك
    التشويه الكامل للكفار يدخلهم للنار و يخلدهم بها و التشويه الحزئي يدخلهم للنار من دون الخلود بها الى ان ياتي امر الله باخراجهم منها،
    هؤلاء الناس جميعا تعرضوا الى امتحان فيه عوامل للنجاح و الفشل و هذه العوامل هي التي جعلتهم اما يجتهدوا و ينجحوا او لا يجتهدوا و يفشلوا
    الاشكال عندي في العوامل
    لو ان العوامل التي هي ضد الناس تفوق العوامل التي هي مع الناس اضن ان من سيدخل النار اكثر
    لو ان العوامل التي هي مع الناس تفوق العوامل التي هي ضد الناس اضن ان من سيدخل النار هم اقل
    لو ان العوامل متناصفة فاضن ان نصفهم سيدخل النار

    انا اضن ان العوامل التي هي ضد هي اكثر من العوامل التي هي مع
    لذلك نحن اقرب من الدخول للنار اكثر من دخولنا الى الجنة فنحن في صراع بين دخولنا الى النار من عدمه لا في صراع بين دخولنا الى النار او الجنة
    فنحن ندخل النار باعمالنا و ندخل الجنة بمشيئة الله

    عندها تزاح فكرة القول انه لا يوجد عدل بوجود عوامل ضد اكثر من عوامل مع لانه سيضاف يوم القيامة عامل رحمة الله
    فمن سقطوا في الامتحان لمعصية بسبب ضعف انفسهم او سقطوا في الامتحان بسبب اعراضهم عن الله بسبب وسوسة الشيطان الخ لن يصبح لهذه العوامل اي معنى بما انهم قد يحضون برحمة من الله تخرجهم من النار

    انا اضن انه لو لم تكن هذه العوامل التي هي ضدنا موجودة لبقيت فطرتنا سليمة و لما استخقينا دخول النار
    و بما ان عدل الله مطلق ، تتدخل رحمة الله كعامل مع ليتم العدل المطلق
    مثل طالب اراد الدراسة حيدا للنجاح في الامتحان لكنه تعرض لعوامل جعلته لا يدرس طبعا الممتحن لن يهمه العوامل التي تعرض لها الطالب بل يهمه الامتحان فيحكم على نتيجة عمله فيحكم عليه بالرسوب بينما يوم الحساب مع الله تضاف الى نتيجة العمل الرحمة لتوازن العوامل التي كانت ضد ،
    و هذا قد يجعل في ضني اكثر الناس خارج النار،،هذا و الله اعلم

    ملحوظة بلاغتي و طريقة خطابي محدودة اتمنى انني قد اوصلت فكرتي

  7. افتراضي

    [quote=مُستفيد;2939771]
    دخول النار
    عددهم يفوق تعداد من سيدخل الجنة..وفي ذلك أدلة قطعية وافرة من القرآن والسنة.
    من القرآن:
    (( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ))
    (( ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ))
    وما جاء على لسان ابليس: (( ولا تجد أكثرهم شاكرين ))..وقول الله (( وقليل من عبادي الشكور ))..((وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ))
    قد أوضحت بأنّ هذه الآيات لا تدلّ بالضرورة على أنّ أكثر النّاس في النّار !
    فالحكم على هذه المسألة يأتي بعد جمع جميع النصوص ذات العلاقة ، فلا يكفي أن ننظر إلى حال النّاس فنجد أنّ أكثرهم كافرين و أكثرهم لا يعقلون و أكثرهم لا يعلمون و أكثرهم لا يؤمنون و أكثرهم الفاسقون و أكثرهم الجاهلون و أكثرهم غير شاكرين !
    بل يجب أن ننظر أيضا إلى النّار و شروط دخولها ، فنرى هل يكفي لدخول النّار مجرّد الكفر أو عدم العلم أو عدم الشّكر ، أم هناك شروط يجب أن تتحقق لكي يكون الإنسان مستحقّا للدخول في النّار ، كالعلم بأمر الله و نهيه من خلال وصول الرسالة الإلهيّة إليه ... فالضالّ نوعان : ضال و هو لا يدري أين هو طريق الهدى ، و ضال و قد بُيّن له طريق الهدى . فهل كلاهما لهما نفس المصير ، باعتبار أنّ كلاهما لهما نفس الوصف !!
    و بالإضافة إلى ذلك يجب أن ننظر إلى صفات الله و كيفيّة تعامله مع الجاهلين الكافرين الضالين الجاحدين الغير مؤمنين الغير شاكرين ، هل يقدّم العدل بمعاقبتهم بما يستحقون ، أي بمعامتلهم بما هم أهلٌ له ، أم يقدّم الرحمة بمعاملتهم بما الله أهلٌ له.
    فبالنّظر إلى الأبعاد الثلاثة ، بعد النّاس و بعد النّار و بعد الله ، نخرج بالنتيجة الصحيحة .. و لا يكفي أن ننظر من بعد النّاس فنصف حال أكثرهم و نكتفي بهذا !!!


    من السنة:
    في صحيح مسلم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( عرضت عليّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد))
    هذا الحديث يتحدّث عن قوم ذلك النّبيّ ، و لا يتحدّث عن حال كلّ النّاس في عصر ذلك النبي !
    فمثلا ،، عندما ننظر إلى نبيّ الله صالح ، سنجد أنّ الله أرسله إلى قومه ، و قليل من قومه من آمن .. فبالنظر إلى عدد قومه ، فعدد المؤمنين بصالح أقل من عدد الكافرين به من قومه.
    لكن لو نظرنا إلى عدد قوم صالح و قارنّاه بعدد النّاس على كوكب الأرض في زمانه ، فسنجد أنّ عدد النّاس اللذين لم تصلهم رسالة صالح عليه السلام أكثر و أكثر .. و بالتالي فإمّا أنّ الله قد أرسل أكثر من رسول في الزمن الواحد إلى جميع هؤلاء الشعوب ، فينطبق عليهم ما انطبق على قوم صالح ، أم أنّ هناك شعوب قد جاءتهم رسل من قبل و لم يأتهم في زمن صالح و بالتالي فهم أهل فترة من الرسل .. و في هذه الحالة فلا نعاملهم كمعاملة الكفّار من قوم صالح ..


    وفي البخاري أيضا (( أول من يدعى يوم القيامة آدم، فتراءى ذريته، فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك، فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك، فيقول: يا رب، كم أخرج؟ فيقول: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين ))
    99 % من ذريّة آدم في النّار ؟؟!!
    إذا طبّقنا هذه النسبة في زماننا ، و قلنا بأنّ عدد سكّان الأرض هو 7 مليار إنسان ، فعدد أهل الجنة هم 70 مليون فقط !
    يعني أمّة المليار و نصف مسلم الذين يعتقدون أنّهم أهل الجنّة ، عدد من سيدخل الجنّة منهم لم يصل إلى مئة مليون ! بمعنى عدد أهل الجنّة في زماننا أقل من عدد سكان دولة مصر !!!!
    الذي يجب أن يخاف من هذا المفهوم هم المسلمون في المقام الأوّل قبل غيرهم !!!! إذ نسبة من سيدخل الجنّة من المؤمنين في زماننا لا يصل إلى 5 % من مسلمي العالم !
    بمعنى أنّه من كلّ مئة مسلم سيدخل 5 فقط للجنّة !

    غريب!..بعيدا عن الشرك..كلامك مناقض لقول الله: (( يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ))
    كما نسيتَ أن تكمل الآية (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))
    و لماذا تظنّ أنّ كلمة " من يشاء " تقلّل العدد !
    من قال لك أنّ الله لن يشاء كثيرا و سيشاء قليلا ؟؟؟!!!


    وكون الأمر قد استشكل عليك فهذا عائد لكونك لا تفرق بين الرحمة العامة والرحمة الخاصة..بين ما هو كوني وما هو شرعي...وهذه الرحمة التي جاءت مطلقة وعامة هي من سنن الله الكونية السنن الضرورية لتحقق الإختبار الذي من أجله أنزل الإنسان الأرض..فالإنسان مؤمنهم وكافرهم سحتاج أن يشرب يحتاج ان ياكل يحتاج العقل يحتاج الملبس فهذا كله من رحمة الله..وليس معنى ذلك أن الله يحب الخير للكفرة والظلمة فحديث النبي صريح في هذا (( لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ )).. ثم لو تاب هذا الكافر ورجع لربه لوسعته رحمة الله الخاصة..ومفهوم وسع الرحمة يوضحها أكثر الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه (( لما قال أعرابي وهو في الصلاة ‏ ‏اللهم ارحمني ‏ ‏ومحمدا ‏ ‏ولا ترحم معنا أحدا فلما سلم النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال للأعرابي لقد حجرت واسعا ))..
    فالحديث يبين ان كل من أراد رحمة الله وحقق أسبابها فهي ستشمله لأنها واسعة ولا يُفهم من الحديث أن الرحمة تجوز لمن لا يستحق..والآية كثيرة هذا الباب وواضحة (( يدخل من يشاء في رحمته )) يعني هناك من لن يدخله في رحمته بدليل آخر لآية (( والظالمين أعد لهم عذابا أليما )) ..وقوله تعالى (( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ))..وقوله تعالى (( والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم ))
    معظم الآيات التي تتكلّم عن رحمة الله تربطها بالمغفرة ، كقوله تعالى : " و الله غفور رحيم " .. و هذا يعني أنّ الرحمة التي تتحدّث عنها معظم الآيات هي تلك الرحمة التي تمنع دخول النّار و تؤدّي إلى دخول الجنّة ..
    و من ثمّ لابدّ من تأصيل المسألة من خلال طرح هذا السؤال : هل العقوبة تحتاج إلى استحقاق أم الرحمة هي التي تحتاج إلى استحقاق ؟!
    جوابي على هذا السؤال هو : العقوبة هي التي تحتاج إلى استحقاق ... أما الرحمة فهي مرتبطة بمشيئة الله و ليس باستحقاق العبد لها .. فالجنّة أصلا أكبر مما نستحق ، لكن رحمة الله الواسعة هي التي تعد المؤمنين بالجنّة العظيمة ، و حتى الرسول صلى الله عليه و سلّم يؤكّد هذا المعنى بقوله : " إلا أن يتغمّدني الله برحمته "
    أمّا إن كنت تقول بأنّ العقوبة تحتاج إلى استحقاق و الرحمة تحتاج إلى استحقاق ... هنا نسأل : ما دور المشيئة ؟ إذا كان الله لا يعذّب إلا من يستحق و لا يرحم إلا من يستحق ، فما دور مشيئته في المسألة !!!
    أما قوله تعالى : " يئسوا من رحمتي " فهي كقوله تعالى :" لا تقنطوا من رحمة الله " .. فهناك أناس يئسوا من رحمة الله ، لكن الله يأمرهم أن لا ييأسوا !
    فكونهم يئسوا لا يعني أنّه لا أمل أن يتغمّدهم الله برحمته !


    لأن هكذا وصف لا يرد إلا في باب الترغيب ولا يصلح في الترهيب!
    هناك أحاديث ترهيب تصوّر النّار أنّها كبيرة .. و منها قول الرسول : " هذا حجر رمي به في النّار منذ سبعين خريفا ، فهو يهوي في النّار الآن حتى ينتهي إلى قعرها " .. و بالتالي هناك إرهاب للناس بأنّ النار قعرها سبعين خريفا ، و بالتالي فالنار كبيرة بتصوير الحديث ...
    و بالتالي حقّ لي التعجّب في أنّ القرآن لم يتطرّق إلى هذا المعنى من باب الترهيب !

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لميس مشاهدة المشاركة
    و بما ان عدل الله مطلق ، تتدخل رحمة الله كعامل مع ليتم العدل المطلق
    مثل طالب اراد الدراسة حيدا للنجاح في الامتحان لكنه تعرض لعوامل جعلته لا يدرس طبعا الممتحن لن يهمه العوامل التي تعرض لها الطالب بل يهمه الامتحان فيحكم على نتيجة عمله فيحكم عليه بالرسوب بينما يوم الحساب مع الله تضاف الى نتيجة العمل الرحمة لتوازن العوامل التي كانت ضد ،
    و هذا قد يجعل في ضني اكثر الناس خارج النار،،هذا و الله اعلم

    ملحوظة بلاغتي و طريقة خطابي محدودة اتمنى انني قد اوصلت فكرتي
    أحسنتي ...
    و هذا من أهمّ الفروق بين عدل الله و عدل النّاس ...
    فالنّاس عندما يحكمون على فعل ما ، يحكمون على الفعل من حيث هو ، بينما الله يحكم على الفعل من حيث الظروف المحيطة به ...
    فمثلا : نحن نحكم على السارق بأنّه مستحق للعقوبة ، بغضّ النظر عن دوافع السرقة ... بينما الخالق ينظر إلى حال السارق إن كان فقيرا معدما محتاجا أو غنيا غير محتاج !
    و مشكلة الكثير من المسلمين الذين نصّبوا أنفسهم قضاة على البشريّة ، ينظرون إلى الكفّار باعتبارهم كفّار فحسب ، و بالتالي فهم مستحقون للنّار و لانصيب لهم برحمة الله و جنّته !
    في حين أنّ الله حين ينظر إلى الكفّار ينظر إلى فرص الإيمان التي كانت متاحة لهم هل كان من السهولة بمكان حصولهم على العقيدة الصحيحة ، أم كان يحتاج ذلك إلى أن يسافروا إلى بلاد الإسلام ليتعلّموا الإسلام الصحيح ! و هل كانت لديهم المال للسفر أم لم يكن لديهم !
    كلّ هذه العوامل تدخل في الحكم عليهم بأنّهم سيدخلون النّار أم سيرحمهم الله برحمته ...
    و بعض النّاس يعتقد أن رحمة الله بالطريقة التي يقوم بها النّاس برحمة غيرهم !!

  9. #24

    افتراضي

    أبو عمر..أعلَمُ جيدا أن الإسترسال معك في النقاش لا طائل منه.. فما قلتَه ومعذرة منك هي جهلالات بعضها فوق بعض ونعلم أنها لن تنتهي. فالإنصاف عزيز.
    أقول مثل هذا الكلام لانك أولا: انتقائي في ردودك..
    لم أرك عقبتَ على خلطك بين رحمة الله العامة ورحمته الخاصة.
    .أراك أيضا قفزت على هذا الإستدلال: (( يقول الله عن ظن ابليس: (( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ))..فما هو هذا الظن: (( قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ))
    ووصف الله هؤلاء الذرية (إلا القليل) بأنهم اتبعوه..فما جزاء من يتبع ابليس: (( قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً )).

    -ظن ابليس يقول أن ذرية آدم ستتبع ابليس إلا قليل
    - الله يقول أن ابليس صدق في ظنه
    - الله يقول أن كل من تبع ابليس جزاؤهم جهنم
    -معنى ذلك أن ذرية آدم (إلا قليل) جزاؤهم جهنم
    أبو عمر النفيس قفز على هذا الإستدلال القطعي لأنه يُظهر تكذيبه للقرآن! ويريد جر النقاش لما قاله آنفا من أن أكثرهم كافرين و أكثرهم لا يعقلون و أكثرهم لا يعلمون و أكثرهم لا يؤمنون و أكثرهم الفاسقون و أكثرهم الجاهلون و أكثرهم غير شاكرين لا تعني دخولهم النار وأنه يجب أن ننظر لمعاملة الله مع هؤلاء !![/size]

    السبب الثاني يا بو عمر أنك تهرف بما لا تعرف..وليس عيب انك لا تعرف..تقول:
    (( 99 % من ذريّة آدم في النّار ؟؟!!
    إذا طبّقنا هذه النسبة في زماننا ، و قلنا بأنّ عدد سكّان الأرض هو 7 مليار إنسان ، فعدد أهل الجنة هم 70 مليون فقط !
    يعني أمّة المليار و نصف مسلم الذين يعتقدون أنّهم أهل الجنّة ، عدد من سيدخل الجنّة منهم لم يصل إلى مئة مليون ! بمعنى عدد أهل الجنّة في زماننا أقل من عدد سكان دولة مصر !!!!
    الذي يجب أن يخاف من هذا المفهوم هم المسلمون في المقام الأوّل قبل غيرهم !!!! إذ نسبة من سيدخل الجنّة من المؤمنين في زماننا لا يصل إلى 5 % من مسلمي العالم !
    بمعنى أنّه من كلّ مئة مسلم سيدخل 5 فقط للجنّة !
    ))
    أتعبتَ نفسك لا يمكنك تطبيق النسبة ولا الإستنتاج ولا حتى تذييله بنقاط التعجب! لسبب بسيط وهو أن يأجوج ومأجوج ليسوا من ضمن الــ7 مليار إنسان !
    أنت باختصار تجادل ولا تدري فيما تجادل.

    السبب الثاني يا أبا عمر انك تعتمد أسلوب تغيير الوجهة كلما ضاق بك الحال..تقول:
    و لماذا تظنّ أنّ كلمة " من يشاء " تقلّل العدد !
    من قال لك أنّ الله لن يشاء كثيرا و سيشاء قليلا ؟؟؟!!!
    بل أوردته لك لبيان خلطك بين الرحمة العامة والرحمة الخاصة..خلطك بين ما هو كوني وما هو شرعي..فلا تحول الإستدلال إلى غير محله!

    تقول:
    معظم الآيات التي تتكلّم عن رحمة الله تربطها بالمغفرة ، كقوله تعالى : " و الله غفور رحيم " .. و هذا يعني أنّ الرحمة التي تتحدّث عنها معظم الآيات هي تلك الرحمة التي تمنع دخول النّار و تؤدّي إلى دخول الجنّة ..
    و من ثمّ لابدّ من تأصيل المسألة من خلال طرح هذا السؤال : هل العقوبة تحتاج إلى استحقاق أم الرحمة هي التي تحتاج إلى استحقاق ؟!
    جوابي على هذا السؤال هو : ....
    هذ الكلام تعقيب على كلام قلته أنا يظهر خلطك بين الرحمة العامة والرحمة الخاصة بين ما هو كوني وما هو شرعي..وأنك لا تميز بين الأمرين..فتأتي لتحدثني عن قرن الرحمة بالمغفرة وتطرح سؤال عمن جاء اولا الرحمة أم الإستحقاق..وتسترسل طبعا في الرد على رجل القش !

    تقول:
    أما قوله تعالى : " يئسوا من رحمتي " فهي كقوله تعالى :" لا تقنطوا من رحمة الله " .. فهناك أناس يئسوا من رحمة الله ، لكن الله يأمرهم أن لا ييأسوا !
    فكونهم يئسوا لا يعني أنّه لا أمل أن يتغمّدهم الله برحمته !
    لا أتحدث عن الدنيا..ولا عمن أمرهم الله ألا ييأسوا!...لماذا اقتطعتَ الآية ؟..إني أتحدث عن هؤلاء: (( أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم ))
    وهو أيضا في سياق حديثي عن الرحمة الخاصة وأنها لا تشمل أصنافِِ بعينهم حرمهم الله منها..الشيء الذي ترفضه أنت وتحاول تغيير وجهة الإستدلال إلى صنف آخر ليس محل بحث ولا محل خلاف أصلا!

    أيضا قولك:
    هناك أحاديث ترهيب تصوّر النّار أنّها كبيرة .. و منها قول الرسول : " هذا حجر رمي به في النّار منذ سبعين خريفا ، فهو يهوي في النّار الآن حتى ينتهي إلى قعرها " .. و بالتالي هناك إرهاب للناس بأنّ النار قعرها سبعين خريفا ، و بالتالي فالنار كبيرة بتصوير الحديث ...
    و بالتالي حقّ لي التعجّب في أنّ القرآن لم يتطرّق إلى هذا المعنى من باب الترهيب !
    يا الله !
    وهل أنكرتُ وصف جهنم بأساليب ترهيبية ؟
    الذي أنكرته هو وصف جهنم بأساليب ترغيبية ؟
    وهو رد على سؤال كنتَ قد طرحته أنت تسأل فيه لماذا لم يصف الله جهنم بأن عرضها كعرض السماوات والأرض !!

    السبب الثالث والأخير يا أبا عمر هو أني لا أستطيع أن أتناقش مع شخص لا يُظهر معتقده..فلا أدري ما هي الأرضية لمشتركة التي سنحكمها بيننا: القرآن فقط..أم ما صح أيضا من الأحاديث ؟..طريقة حديثك عن حديث بعث النار الصريح الصحيح الواضح تظهر أنك تنكره. وقد تبين ان انكارك مبني على جهل بنهاية الحديث الذي ذكر ياجوج وماجوج !!

    لكل هذا يا أبا عمر لا أستطيع الإسترسال معك.إلا كنتَ مستفهما لا متعالما..لأني لا أسطيع في كل مرة العكوف على بيان كم هائل من الجهالات عددها متوقف على عدد الأسطر وما ستخطه أناملك!
    التعديل الأخير تم 11-22-2015 الساعة 06:29 PM
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    ذلك أنه من خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  10. #25

    افتراضي

    أخت لميس كل ما ذكرتيه عن العوامل..الله أعلم بها مني ومنك..وكوني على يقين من أن كل من سيخلد في النار..هو اول من سيشهد على نفسه بأن الله لم يظلمه وأنه مستحق لما هو فيه.
    (( وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ))..وتيقني لن يوجد عامل من العوامل إلا وسيشهد إما له أو عليه. إما بصدقه أو بكذبه.
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    ذلك أنه من خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  11. افتراضي

    [quote=مُستفيد;2939777]
    أقول مثل هذا الكلام لانك أولا: انتقائي في ردودك..
    لست انتقائيا ، لكنّي لا أحبّ التكرار ...
    لذا فإذا وجدت فكرة مكرّرة أُجمِل الردّ عليها من خلال اقتباس واحد !

    لم أرك عقبتَ على خلطك بين رحمة الله العامة ورحمته الخاصة.
    قد رددت على هذه النقطة .. فالرحمة العامة و الخاصة يمكن صياغتها بعبارة : الرحمة الدنيوية و الرحمة الأخروية ..
    فأنت تقصد بالرحمة العامة ، رحمة الله بالمريض و الجائع و المحتاج ، و كلّ ذلك في الدنيا !
    فأخبرتك بأنّ معظم الآيات التي تتحدّث عن الرحمة تربطها بالمغفرة ، إشارة إلى أنّ الرحمة في الغالب هي أخروية .. أو التي تسمّيها أنت رحمة خاصّة.
    حتّى أنّ معظم المسلمين حينما يقولون لشخص " رحمه الله " ، نفهم من كلامهم أنّ هذا الشخص قد مات .. من باب أنّ الرحمة التي ندعوها له هي في الآخرة .
    في حين أنّ الرحمة قد تكون في الدنيا ، من باب الرحمة العامّة .. لكن و لأنّ غالب الرحمة التي تتحدّث عنها الآيات و يتكلّم النّاس عنها في الآخرة ، استقرّ في الأفهام هذا الفهم!

    .أراك أيضا قفزت على هذا الإستدلال: (( يقول الله عن ظن ابليس: (( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ))..فما هو هذا الظن: (( قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ))
    ووصف الله هؤلاء الذرية (إلا القليل) بأنهم اتبعوه..فما جزاء من يتبع ابليس: (( قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً )).

    -ظن ابليس يقول أن ذرية آدم ستتبع ابليس إلا قليل
    - الله يقول أن ابليس صدق في ظنه
    - الله يقول أن كل من تبع ابليس جزاؤهم جهنم
    -معنى ذلك أن ذرية آدم (إلا قليل) جزاؤهم جهنم
    أبو عمر النفيس قفز على هذا الإستدلال القطعي لأنه يُظهر تكذيبه للقرآن! ويريد جر النقاش لما قاله آنفا من أن أكثرهم كافرين و أكثرهم لا يعقلون و أكثرهم لا يعلمون و أكثرهم لا يؤمنون و أكثرهم الفاسقون و أكثرهم الجاهلون و أكثرهم غير شاكرين لا تعني دخولهم النار وأنه يجب أن ننظر لمعاملة الله مع هؤلاء !![/size]
    لم أقفز على هذه المسألة ، بل على العكس أوضحتها بشكل مسهب و واضح !
    فأنت عندما تقول بأنّ النّاس اتّبعت ابليس ... سنسألك : اتّبعوا ابليس في مقابل اتّباع ماذا ؟!
    فيجب أن يكون هناك بديلان ، الأول : هداية الله ، و الثاني : غواية الشيطان .. فيختار النّاس اتباع الشيطان بدل اتباع طريق الرحمن.
    و بهذا الطرح نكون بالضرورة استثنينا كلّ من لم تصله رسالة الله ، فيصبح اتباعه للشيطان تحصيل حاصل ، و ذلك أنّ هذا الإنسان لا يجد أمامه الطريق البديل !
    من هنا أخبرتك أنّنا أن ننظر إلى القضيّة من جميع جوانبها و ليس من جانب واحد ...
    و إلّا فلا خلاف في أنّ أكثر النّاس يكفرون بالله و يعصونه و يتّبعون الشيطان ...
    لكن الخلاف هو في الحكم عليهم بالنّار ، هل يأتي من مجرّد النظر إلى حالهم ، أم يأتي بعد النظر إلى وصول الرسالة إليهم من عدمه ، و إلى ظروفهم و إلى علاقتهم برحمة الله !
    فيبدو أنّك تكتفي بالنظر إلى الفعل و الفاعل ، و أنا أنظر إلى الفعل و الفاعل و الظروف المحيطة به.

    السبب الثاني يا بو عمر أنك تهرف بما لا تعرف..وليس عيب انك لا تعرف..تقول:
    (( 99 % من ذريّة آدم في النّار ؟؟!!
    إذا طبّقنا هذه النسبة في زماننا ، و قلنا بأنّ عدد سكّان الأرض هو 7 مليار إنسان ، فعدد أهل الجنة هم 70 مليون فقط !
    يعني أمّة المليار و نصف مسلم الذين يعتقدون أنّهم أهل الجنّة ، عدد من سيدخل الجنّة منهم لم يصل إلى مئة مليون ! بمعنى عدد أهل الجنّة في زماننا أقل من عدد سكان دولة مصر !!!!
    الذي يجب أن يخاف من هذا المفهوم هم المسلمون في المقام الأوّل قبل غيرهم !!!! إذ نسبة من سيدخل الجنّة من المؤمنين في زماننا لا يصل إلى 5 % من مسلمي العالم !
    بمعنى أنّه من كلّ مئة مسلم سيدخل 5 فقط للجنّة !
    ))
    أتعبتَ نفسك لا يمكنك تطبيق النسبة ولا الإستنتاج ولا حتى تذييله بنقاط التعجب! لسبب بسيط وهو أن يأجوج ومأجوج ليسوا من ضمن الــ7 مليار إنسان !
    أنت باختصار تجادل ولا تدري فيما تجادل.
    بل أعرف عمّا أتحدّث عنه ...
    إن كنت تريد أن تقول بأنّ النسبة مأخوذة بعد ضمّ يأجوج و مأجوج ، فهذا معناه أنّ هناك واحد من أهل يأجوج و مأجوج سيدخلون الجنّة !
    إذ الحديث جعل من كلّ مئة واحد إلى الجنّة ، فإن كان كلّ المئة من يأجوج و مأجوج ، فواحد منهم إلى الجنّة ..!
    إلّا أن تفترض أنّ كل مئة يجب أن يحوي إنسانا على الأقل لكي يكون هو الذي سيدخل الجنّة !! و هذا تكلّف واضح في الهروب من الإشكال ..
    و من ثمّ فيجب أن يكون واضحا أنّ كلامي هو عن النّاس فقط ، أي الذين لهم أن يختاروا طريق الخير و طريق الشر .. أما يأجوج و مأجوج فكلامي لا يتطرّق إليهم أبدا !
    كما أنّ كلامي لا يتطرّق إلى عالم الجنّ ، و لم أتكلّم في مسألة هل معظم أهل الجنّ في الجنّة أم في النّار ، فهم أيضا موضوع آخر ...
    كلامي عن سؤال الأخت الكريمة عن النّاس في المفهوم العام للناس ... و هؤلاء هم الذين أقول بأنّ أكثرهم في الجنّة.


    السبب الثاني يا أبا عمر انك تعتمد أسلوب تغيير الوجهة كلما ضاق بك الحال..تقول:
    بل أوردته لك لبيان خلطك بين الرحمة العامة والرحمة الخاصة..خلطك بين ما هو كوني وما هو شرعي..فلا تحول الإستدلال إلى غير محله!
    لا يوجد خلط و لا هم يحزنون ...
    أنت تحاول أن تقول بأنّ قوله تعالى : " و رحمتي وسعت كلّ شيء " هي متعلّقة بالرحمة الدنيويّة أو ما تسمّيها الرحمة العامة أو الرحمة الكونيّة.
    بينما قوله تعالى : " أولئك سيرحمهم الله " هي متعلّقة بالرحمة الأخرويّة أو ما تسمّيها الرحمة الخاصة أو الرحمة الشرعيّة.
    فلو كان عندي خلط ، لما استطعت أن أوضّح مرادك و فكرتك !
    فليس هناك ضيقٌ بالحال ، بل كلامي واضح و دقيق ، قلت : بأنّ الرحمة التي وصفها الله بقوله : " و رحمتي وسعت كلّ شيء " هي رحمته في الآخرة في المقام الأول ، بدليل تكملة الآية : " فسأكتبها للذين يتّقون "
    فالله كتب أن يرحم المتقين في الآخرة ، و لكنّه قد يرحم غير المتقين إذا شاء ..
    فإن قلت بأنّ الرحمة الخاصة خاصة بالمتقين فقط ، و محصورة فيهم دون سواهم ... ضيّعت دور المشيئة !
    فالله قد كتب على نفسه أن يرحم المتقين أصلا ، فليس له أن يخلف الميعاد ، فالله لا يخلف الميعاد .. فكيف ييقول بأنّه سيرحم من يشاء ؟؟!!!
    فإذا كان سيرحم بعض المتقين فهذا يناقض عهده .. فليس هناك من تفسير صحيح إلا أن نقول بأنّ جميع المتقين سيرحمهم الله و هم مستحقون لها بوعد الله .. و أما غير المتقين فقد يرحمهم الله إذا شاء .. و بالتالي فرحمة الله و سعت المؤمنين و غير المؤمنين ، المتقين و غير المتقين .. و من هنا نفهم سعة رحمته ، و كون بعض الناس مستحقا لها بوعد الله و البعض الآخر غير مستحق لها لكن مشيئته تجعلهم ينالونها ..


    لا أتحدث عن الدنيا..ولا عمن أمرهم الله ألا ييأسوا!...لماذا اقتطعتَ الآية ؟..إني أتحدث عن هؤلاء: (( أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم ))
    وهو أيضا في سياق حديثي عن الرحمة الخاصة وأنها لا تشمل أصنافِِ بعينهم حرمهم الله منها..الشيء الذي ترفضه أنت وتحاول تغيير وجهة الإستدلال إلى صنف آخر ليس محل بحث ولا محل خلاف أصلا!
    ليس خلافنا في كون أنّ هناك أناس مطرودين من رحمة الله .. فقد أوضحت أنّ هناك من لا تشملهم رحمة الله
    و لكن خلافنا هو في هؤلاء المستحقين للعذاب الأليم ، هل يحول استحقاقهم للنار عن احتماليّة أن ينالوا رحمة الله ..
    بمعنى : هل كلّ من توعّدهم الله بالنّار ، لا أمل له في رحمة الله ؟!
    الجواب : لا .. بدليل أنّ الله توعّد من يقتل مؤمنا متعمّدا بنار جهنّم بل و بالخلود فيها ، حيث قال تعالى : " و من يقتل مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهنّم خالدا فيها " و مع ذلك فرأي جمهور أهل السنّة هو أنّ مرتكب الكبيرة لا يخلد في النّار .. برغم صراحة الآية في الجزم بالخلود ! و سبب هذا القول هو أنّ الحكم على الفعل يختلف عن الحكم على الفاعل ، فالله ييقول بأنّ قتل المؤمن عمدا فعل شنيع يستحقّ فاعله الخلود في النّار .. لكن هذا الاستحقاق لا يمنع أن يتغمّد الله هذا القاتل المؤمن بالرحمة فيخرجه من النّار .. و بالمثل ، الكفر فعل شنيع يستحقّ فاعله الخلود في النّار ، لكن لا يمنع أن يتغمّد الله هذا الكافر بالرحمة إن لم يقع في الشرك ، فيخرجه من النّار ..
    التناقض هو أنّك تفتح احتماليّة عدم خلود مرتكب الكبيرة من المسلمين في النّار ، برغم أنّ هذا يناقض صريح القرآن .. ثم تتهمني بأنّي أناقض القرآن لأني لا أجزم بخلود غير المسلمين في النّار !!!!!!!


    يا الله !
    وهل أنكرتُ وصف جهنم بأساليب ترهيبية ؟
    الذي أنكرته هو وصف جهنم بأساليب ترغيبية ؟
    وهو رد على سؤال كنتَ قد طرحته أنت تسأل فيه لماذا لم يصف الله جهنم بأن عرضها كعرض السماوات والأرض !!
    إذا قيل بأنّ جهنّم عرضها كعرض السماوات و الأرض ، فهذا سيكون ترهيبا و ليس ترغيبا ..
    كقوله بأنّ قعر جهنّم سبعين خريفا من باب الترهيب ..


    السبب الثالث والأخير يا أبا عمر هو أني لا أستطيع أن أتناقش مع شخص لا يُظهر معتقده..فلا أدري ما هي الأرضية لمشتركة التي سنحكمها بيننا: القرآن فقط..أم ما صح أيضا من الأحاديث ؟..طريقة حديثك عن حديث بعث النار الصريح الصحيح الواضح تظهر أنك تنكره. وقد تبين ان انكارك مبني على جهل بنهاية الحديث الذي ذكر ياجوج وماجوج !!
    معتقدي واضح ، و إن كان هناك ما تريد أن تستفسر عنه ، فافعل ، إذ ليس عندي ما أخفيه !
    ثمّ كيف تقول بأنّك لا تعرف الأرضيّة المشتركة بيننا و أنت تراني أستشهد بآيات القرآن الكريم و بأحاديث رسوله الكريم !
    و من ثمّ كيف تجعل الحكم على حديث ما بعدم صحّته معناه هالحكم على الجميع بعدم صحّة ، ما وجه التلازم ؟؟!!
    فأنا أفهم أنّ إنكار آية من القرآن هو إنكار للقرآن بأكمله ، لأنّه لا يصحّ الإيمان ببعض الكتاب و الكفر ببعض ...
    لكن ما الدليل أنّ إنكار حديث ما في كتاب أحاديث هو إنكار للكتاب بأكمله ؟؟ و ما الدليل أنّه لا يصحّ الإيمان ببعض الأحاديث و الكفر ببعض ...
    ما وجه التلازم ؟؟!!

    لكل هذا يا أبا عمر لا أستطيع الإسترسال معك.إلا كنتَ مستفهما لا متعالما..لأني لا أسطيع في كل مرة العكوف على بيان كم هائل من الجهالات عددها متوقف على عدد الأسطر وما ستخطه أناملك!
    أنت هنا تناقض نفسك ...!
    فأنت تطالبني بالاستفهام فقط ، و في نفس الوقت تقول بأنّك لا تستطيع بيان الكم الهائل من الجهالات ..؟؟!!
    ما الفرق بين أن أصيغ جهالاتي بصيغة جملة استفهام ، و بين أن أصيغها بصيغة جملة خبريّة !
    فحتى لو جئتك مستفهما قائلا : ما قولكم في حديث أنّ 99 بالمئة من ذريّة آدم في النّار ، أليس في هذا مبالغة واضحة تعارض نصوص كثيرة في القرآن ؟؟
    لجئتني تقول : سؤالك يدلّ على جهالات كثيرة ، فليس هناك مشكلة في الحديث لأنّ الـ 99 هم يأجوج و مأجوج أما الواحد فهو إنسان مؤمن !
    و بالتالي لم أسلم من نعتي بالجهالة سواء جئتك مستفهما أو جئتك متعالما كما تقول ...!

  12. #27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لميس مشاهدة المشاركة
    الاخ مستفيد
    العلاقة هي العوامل التي تجعل فردا يدخل النار او لا ، نحن نتحدث عن دخول النار لان دخول الجنة هو بمشيؤة الله فقط اما دخول النار فهو بعمل الفرد،

    جميع البشر مولودون على الفطرة السليمة لو يموتون عليها باذن الله لن يدخلو النار
    هذه الفطرة تتعرض للتشويه الكامل لدرجة الكفر او للتشويه الجزئي لدرجة ارتكاب المعاصي من دون الشرك
    التشويه الكامل للكفار يدخلهم للنار و يخلدهم بها و التشويه الحزئي يدخلهم للنار من دون الخلود بها الى ان ياتي امر الله باخراجهم منها،
    هؤلاء الناس جميعا تعرضوا الى امتحان فيه عوامل للنجاح و الفشل و هذه العوامل هي التي جعلتهم اما يجتهدوا و ينجحوا او لا يجتهدوا و يفشلوا
    الاشكال عندي في العوامل
    لو ان العوامل التي هي ضد الناس تفوق العوامل التي هي مع الناس اضن ان من سيدخل النار اكثر
    لو ان العوامل التي هي مع الناس تفوق العوامل التي هي ضد الناس اضن ان من سيدخل النار هم اقل
    لو ان العوامل متناصفة فاضن ان نصفهم سيدخل النار

    انا اضن ان العوامل التي هي ضد هي اكثر من العوامل التي هي مع
    لذلك نحن اقرب من الدخول للنار اكثر من دخولنا الى الجنة فنحن في صراع بين دخولنا الى النار من عدمه لا في صراع بين دخولنا الى النار او الجنة
    فنحن ندخل النار باعمالنا و ندخل الجنة بمشيئة الله

    عندها تزاح فكرة القول انه لا يوجد عدل بوجود عوامل ضد اكثر من عوامل مع لانه سيضاف يوم القيامة عامل رحمة الله
    فمن سقطوا في الامتحان لمعصية بسبب ضعف انفسهم او سقطوا في الامتحان بسبب اعراضهم عن الله بسبب وسوسة الشيطان الخ لن يصبح لهذه العوامل اي معنى بما انهم قد يحضون برحمة من الله تخرجهم من النار

    انا اضن انه لو لم تكن هذه العوامل التي هي ضدنا موجودة لبقيت فطرتنا سليمة و لما استخقينا دخول النار
    و بما ان عدل الله مطلق ، تتدخل رحمة الله كعامل مع ليتم العدل المطلق
    مثل طالب اراد الدراسة حيدا للنجاح في الامتحان لكنه تعرض لعوامل جعلته لا يدرس طبعا الممتحن لن يهمه العوامل التي تعرض لها الطالب بل يهمه الامتحان فيحكم على نتيجة عمله فيحكم عليه بالرسوب بينما يوم الحساب مع الله تضاف الى نتيجة العمل الرحمة لتوازن العوامل التي كانت ضد ،
    و هذا قد يجعل في ضني اكثر الناس خارج النار،،هذا و الله اعلم

    ملحوظة بلاغتي و طريقة خطابي محدودة اتمنى انني قد اوصلت فكرتي
    الأخت لميس أشكرك على بيان إشكاليتك بشكل أوضح لأنني هذا ما ظننته بالفعل.

    هذا الإشكال حدث لديك لأنك ظننت أن مصير البشر يكون اعتمادا على عوامل خارجية. المشكلة في هذا التحليل هو أننا لا نستطيع تحديد مصير البشر بمعادلة منطقية اعتمادا على العوامل لأننا نتكلم عن حرية الإرادة. حرية الإرادة ليست خاضعة للأنظمة الجبرية مثل المعادلات الرياضية أو المنطقية. لأن نتيجة الأنظمة الجبرية اعتمادا على عوامل معينة هو حتمي أي أنه ذو نتيجة واحدة دوما. وهذا يناقض حرية الإرادة لأن هناك عدة احتمالات لاختيارات صاحب الارادة الحرة. فلذلك فالإرادة الحرة هو نظام غير حتمي وهو غير خاضع للأنظمة الجبرية. فمهما تعددت العوامل، لن تستطيع هذه العوامل فرض نفسها على اختيارات الشخص. وقد تكلم الأستاذ عبدالواحد في هذه النقطة بشكل أوسع؛ ولمن أراد الرجوع الى موضوعه فسوف تجدونه من هنا : http://www.eltwhed.com/vb/showthread...CA%CE%ED%ED%D1
    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

  13. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mrkira مشاهدة المشاركة
    الأخت لميس أشكرك على بيان إشكاليتك بشكل أوضح لأنني هذا ما ظننته بالفعل.

    هذا الإشكال حدث لديك لأنك ظننت أن مصير البشر يكون اعتمادا على عوامل خارجية. المشكلة في هذا التحليل هو أننا لا نستطيع تحديد مصير البشر بمعادلة منطقية اعتمادا على العوامل لأننا نتكلم عن حرية الإرادة. حرية الإرادة ليست خاضعة للأنظمة الجبرية مثل المعادلات الرياضية أو المنطقية. لأن نتيجة الأنظمة الجبرية اعتمادا على عوامل معينة هو حتمي أي أنه ذو نتيجة واحدة دوما. وهذا يناقض حرية الإرادة لأن هناك عدة احتمالات لاختيارات صاحب الارادة الحرة. فلذلك فالإرادة الحرة هو نظام غير حتمي وهو غير خاضع للأنظمة الجبرية. فمهما تعدد العوامل، لن تستطيع هذه العوامل فرض نفسها على اختيارات الشخص. وقد تكلم الأستاذ عبدالواحد في هذه النقطة بشكل أوسع؛ ولمن أراد الرجوع الى موضوعه فسوف تجدونه من هنا : http://www.eltwhed.com/vb/showthread...CA%CE%ED%ED%D1

    لكن المشكلة التي تتحدّث عنها الاخت الفاضلة هي مشكلة اختلاف الخيارات المتاحة لتلك الإرادة الحرّة ...
    فعندما يولد إنسان في بيئة تحيط به ديانات وثنية و لا يوجد فيها دين الاسلام كخيار متاح ، فإنه حتى و إن امتلك الإرادة الحرّة في أن يختار الدين الصحيح ، فهو لن يجد الدين الصحيح أمامه ...
    فسيجد نفسه يبحث في الأديان التي حوله ، حتى يتوصلّ إلى أنّها جميعا ليست صحيحة . ثم يفترض أنّ هناك دين صحيح ما في مكان ما .. ثم يحاول البحث عن ذلك الدين بالسفر و السؤال حتى يصل إلى الإسلام ...
    و هذه الفرصة لا تساوي فرصة إنسان ولد و وجد الإسلام أمامه ، فيجد نفسه يختار الخيار السهل المتاح أمامه بدل اختيار الديانة الهندوسية التي هو لا يعرف شيئا عنها !
    فأصبح الاختيار يعتمد على الخيار المتاح أكثر منه على كون الإرادة حرّة ...
    من هنا تتولّد أسئلة عند البعض عن علاقة العدل باختلاف الخيارات حتى و إن تساوى الناس في امتلاكهم للإرادة الحرّة .. !
    من هنا يأتي الجواب الكاشف للّبس هو أنّ حساب الله للنّاس هو حساب فردي ، بمعنى أنّ كل إنسان يُحاسب وفق المعطيات المتاحة له .. و ليس الحكم بالجملة كما يعتقد البعض ، بأنّ الناس صنفين ، الصنف الأول إلى الجنة و الباقي إلى النّار .. !
    بل الحكم على الإنسان من حيث دخوله الجنّة أو النّار يعتمد على ظروفه هو ، أكثر من اعتماده على المجموعة التي ينتمي إليها .. فقد نجد شخصا يصفه النّاس بأنّه كافر ، و لكنّه في واقع الأمر غير مقتنع بديانته الباطلة ، و لكن و لأنّه لا يعرف الديانة الصحيحة لازال يوصف بتلك الديانة . و نصف في المقابل شخصا يدين بالإسلام لأنّ المجتمع الذي هو فيه مسلم ، و لكن غير مقتنع بالاسلام و إنما يساير المجمتع . فيكون الأول من أهل الجنة برغم أن ظاهره الكفر ، و الثاني من أهل النار برغم أن ظاهره الإسلام !

  14. #29

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر النفيس مشاهدة المشاركة

    لكن المشكلة التي تتحدّث عنها الاخت الفاضلة هي مشكلة اختلاف الخيارات المتاحة لتلك الإرادة الحرّة ...
    فعندما يولد إنسان في بيئة تحيط به ديانات وثنية و لا يوجد فيها دين الاسلام كخيار متاح ، فإنه حتى و إن امتلك الإرادة الحرّة في أن يختار الدين الصحيح ، فهو لن يجد الدين الصحيح أمامه ...
    فسيجد نفسه يبحث في الأديان التي حوله ، حتى يتوصلّ إلى أنّها جميعا ليست صحيحة . ثم يفترض أنّ هناك دين صحيح ما في مكان ما .. ثم يحاول البحث عن ذلك الدين بالسفر و السؤال حتى يصل إلى الإسلام ...
    و هذه الفرصة لا تساوي فرصة إنسان ولد و وجد الإسلام أمامه ، فيجد نفسه يختار الخيار السهل المتاح أمامه بدل اختيار الديانة الهندوسية التي هو لا يعرف شيئا عنها !
    فأصبح الاختيار يعتمد على الخيار المتاح أكثر منه على كون الإرادة حرّة ...
    من هنا تتولّد أسئلة عند البعض عن علاقة العدل باختلاف الخيارات حتى و إن تساوى الناس في امتلاكهم للإرادة الحرّة .. !
    من هنا يأتي الجواب الكاشف للّبس هو أنّ حساب الله للنّاس هو حساب فردي ، بمعنى أنّ كل إنسان يُحاسب وفق المعطيات المتاحة له .. و ليس الحكم بالجملة كما يعتقد البعض ، بأنّ الناس صنفين ، الصنف الأول إلى الجنة و الباقي إلى النّار .. !
    بل الحكم على الإنسان من حيث دخوله الجنّة أو النّار يعتمد على ظروفه هو ، أكثر من اعتماده على المجموعة التي ينتمي إليها .. فقد نجد شخصا يصفه النّاس بأنّه كافر ، و لكنّه في واقع الأمر غير مقتنع بديانته الباطلة ، و لكن و لأنّه لا يعرف الديانة الصحيحة لازال يوصف بتلك الديانة . و نصف في المقابل شخصا يدين بالإسلام لأنّ المجتمع الذي هو فيه مسلم ، و لكن غير مقتنع بالاسلام و إنما يساير المجمتع . فيكون الأول من أهل الجنة برغم أن ظاهره الكفر ، و الثاني من أهل النار برغم أن ظاهره الإسلام !
    نعم لا أخالفك هنا وقد يزول الإشكال لو فرضنا بصحة قول أن أكثر الناس في النار؛ بأن نقول أنهم لن يخلدوا (كلهم) في النار وبذلك يقل عددهم ويكون أكثر الناس هم أصحاب الجنة. والأخت من أول مشاركة لها تكلمت بشكل واضح عن العوامل وتأثيرها في عدد أهل النار. فإذا كان أكثر الناس في النار فإذا فالعوامل المحيطة بنا تجرنا الى النار أكثر من الجنة وأظن أن هذا هو أصل الشبهة. وكان جوابي أن العوامل لا علاقة لها بمصير البشر وهذا على فرض أنهم بالفعل وصلتهم الرسالة.
    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2015
    الدولة
    Germany
    المشاركات
    49
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mrkira مشاهدة المشاركة
    نعم لا أخالفك هنا وقد يزول الإشكال لو فرضنا بصحة قول أن أكثر الناس في النار؛ بأن نقول أنهم لن يخلدوا (كلهم) في النار وبذلك يقل عددهم ويكون أكثر الناس هم أصحاب الجنة. والأخت من أول مشاركة لها تكلمت بشكل واضح عن العوامل وتأثيرها في عدد أهل النار. فإذا كان أكثر الناس في النار فإذا فالعوامل المحيطة بنا تجرنا الى النار أكثر من الجنة وأظن أن هذا هو أصل الشبهة. وكان جؤوابي أن العوامل لا علاقة لها بمصير البشر وهذا على فرض أنهم بالفعل وصلتهم الرسالة.
    العوامل بالتاكيد لها تاثير فحتى لو كان الاختيار حر الا ان العوامل تاثر على صواب الاختيار
    مثلا الانسان حر ان يشرب الخمر ام لا يشربه لكن نفسه الامارة بالسوء و الشيطان الذي يوسوس له و غيرها من العوامل المحيطة به قد تجعله يضعف و يشرب الخمر بدلا عن تركها
    انا لدي سؤال اخر
    هل لو انه لم يوجد شيطان هل كان عدد الداخلين للنار سيقل ام سيبقى هو نفسه؟

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء