النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: ماهو مصير البشر اللذين لم تشملهم الرسائل السماوية ؟

  1. افتراضي ماهو مصير البشر اللذين لم تشملهم الرسائل السماوية ؟

    كانت الرسائل السماوية موجهة نحو قوم بني اسرائيل من دون بقية البشر الى ان جاءت الرسالة المحمدية تامة جامعة مخاطبة البشر عامة : "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ" الذاريات 56


    والسؤال المطروح هو ماهو مصير البشر الذين عاشوا قبل الاسلام واللذين لم تشملهم الرسائل السماوية في الاخرة ؟ هل خلقوا للعبادة ؟ هل من العدل حسابهم على امر لم يكونوا على علم به ؟

    تحياتي

  2. افتراضي

    حسب معرفتي انها مسئوليتنا نحن المسلمون ان نوصل لهم الرسالة كما هي
    فان لم تصل لهم او وصلت مشوهة فاعتقد ان لا ذنب عليهم .. هذا والله اعلم
    The history of organic life is undemonstrable; we cannot prove a whole lot in evolutionary biology, and our findings will always be hypothesis.

    Jeffrey H. Schwartz, Professor of Biological Anthropology, University of Pittsburgh, February 9, 2007

    we must concede that there are presently no detailed Darwinian accounts of the evolution of any biochemical system, only a variety of wishful speculations.
    Prof. Franklin Harold, "The Way of the Cell", Oxford University Press, 2001

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفقير الى الله
    .... فاعتقد ان لا ذنب عليهم .. هذا والله اعلم
    اخي الفاضل يلزمك دليل على إعتقادك هذاااا فلا مسرح للعقل و الإجتهاد في مثل هذه الأمور
    و كما هو معلوم في قواعد البحث و المناظرة قولهم: إذا كنت مدعيا فالدليل و إذا كنت ناقلا فالصحة
    فالدليل ننتظر اخانا الفاضل جزيتم كل خير
    و الذي ذكره شيخنا ابي همام في شرحه لكتاب السنة للمزني أن الله يختبرهم فان اطاعوه ادخلهم الجنة و ان عصوه ادخلهم النار و قال ان هذا ما قال به شيخ الاسلام ابن تيمية و ابن القيم و شارح الطحاوية
    و قال الدكتور سفر الحوالي - حفظه الله - في شرح للطحاوية : نوع لم يأتهم نذير:كمن عاش في جزيرة نائية أو في مكان لم تبلغهم الدعوة قط، فعدل الله -عز وجل- ورحمته وحكمته اقتضت أن لا يعذبهم حتى يقيم عليهم الحجة لأنهم لم يأتهم نذير فيختبرهم الله -عز وجل- يوم القيامة فإن أطاعوه أدخلهم الجنة وإن عصوه أدخلهم النار علَى القول الراجح.
    و فقكم ربي لكل خير
    التعديل الأخير تم 07-22-2006 الساعة 07:30 PM

  4. #4

    افتراضي

    من عظيم رحمة الله بعباده أنه لا يحاسب أحدا إلا بعد أن يصل إليه أمر الله وبلاغه عن طريق المرسلين ، ومن لم تبلغه الدعوة فالله لا يعذبه. قال تعالى من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) [الإسراء: 15]. والآيات في هذا المعنى كثيرة ـ وهي حاكمة بأن الله لا يدخل أحدا النار إلا بعد إرسال الرسول إليه. وهذا هو المعنى الذي دلت عليه الآية الكريمة، فالله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا إذا أرسل رسولا يهدي إلى الحق ويردع عن الضلال ، ويقيم الحجج ويمهد الشرائع ويبلغ دعوته،. ولا فرق بين زمنه صلى الله عليه وسلم والأزمنة المتتالية من بعده ، فمن لم تبلغه الدعوة ولم يسمع بالنبي صلى الله عليه وسلم سواء أكان يسكن في أمريكا أو روسيا أوالأمازون مثلا فحكمه حكم أهل الفترة، وقد ورد في الحديث أنهم يمتحنون يوم القيامة. روى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئا، ورجل أحمق ، ورجل هرم، ورجل مات في فترة ، فأما الأصم فيقول: رب قد جاء الإسلام وما أسمع شيئا، وأما الأحمق فيقول: رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا، وأما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني من رسول . فيأخذ مواثيقهم ليطيعوه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما".
    وأما من سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم لم يؤمن به ، فلا عذر له ، كما في الحديث الذي رواه مسلم في الصحيح " والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار".
    والله أعلم.
    مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
    http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=3191&Option=FatwaId
    ...............................
    تكلم أهل العلم في ذلك واختلفوا، فقال بعضهم: إنهم في النار، وذلك لأن توحيد الله عز وجل مما تدركه الفطر والعقول ولا يحتاج إلى رسالات الأنبياء، وبالتالي فإن ُمخالِف الفطرة والعقل في أمر التوحيد يستوجب العقاب، وقال آخرون - وهو الذي عليه المحققون وبه تجتمع النصوص الواردة في هذا الباب - أن الله يختبرهم يوم القيامة، فيأخذ عهودهم ومواثيقهم على طاعته والتسليم لأمره، ثم يأمرهم بدخول نار، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، وفاز في الامتحان، واستحق جنة الله ورضوانه، ومن عصى فلم يدخل النار سحبه الملائكة إليها، جزاء عصيانه ومخالفته أمر الله، وهذا ما ورد به الحديث الصحيح في مسند الإمام أحمد عن الأسود بن سريع - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: ربِّ قد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: ربِّ ما أتاني لك رسول. فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها يسحب إليها ).

    والآخرة وإن كانت دار جزاء إلا أن الله يأمر العباد في ذلك اليوم بأنواع من التكاليف، كالأمر بالمرور على الصراط، والأمر بالسجود { ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون } فالتكليف في الدار الآخر موجود، وله صور متعددة، ولا ينقطع التكليف إلا بدخول المؤمنين الجنة والكافرين النار حيث يلقى كل جزاءه .
    وهذا الحكم يشمل من مات في فترة انقطاع الرسل، ويشمل كذلك المجنون والأصم والأبكم الذين ماتوا ولم يعقلوا دلائل الرسل ومعجزاتهم.

    الشبكة الإسلامية
    http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?id=16896
    ............................

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة barmaki
    كانت الرسائل السماوية موجهة نحو قوم بني اسرائيل من دون بقية البشر الى ان جاءت الرسالة المحمدية تامة جامعة مخاطبة البشر عامة : "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ" الذاريات 56


    والسؤال المطروح هو ماهو مصير البشر الذين عاشوا قبل الاسلام واللذين لم تشملهم الرسائل السماوية في الاخرة ؟ هل خلقوا للعبادة ؟ هل من العدل حسابهم على امر لم يكونوا على علم به ؟

    تحياتي
    لم تكن جميع الرسائل السماوية قبل الرسول صلى الله عليه و سلم موجهة الى بني اسرائيل
    بنو اسرائيل هم ذرية الاسباط الاثنى عشر أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام و اسمه اسرائيل
    ثانيا سيدنا موسى عليه السلام أمر بان يدعو فرعون رغم انه لم يكن من بني اسرائيل

    شكرا
    فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

  6. #6

    افتراضي

    لتدعيم الموضوع باقوال العلماء :
    من فتاوى بن باز تحت عنوان : التوحيد وانواعه

    س 2: نشاهد في بعض البلاد الإسلامية أن هناك أناسا يطوفون بالقبور عن جهل.. فما حكم هؤلاء، وهل يطلق على الواحد منهم مشرك؟.

    جـ: حكم من دعا الأصنام واستغاث بها ونحو ذلك بحمد الله ظاهر وهو الكفر الأكبر إلا أن يدعي أنه طاف بالقبور بقصد عبادة الله، كما يطوف بالكعبة يظن أنه يجوز الطواف بالقبور ولم يقصد التقرب بذلك لأصحابها وإنما قصد التقرب إلى الله وحده، فهذا يعتبر مبتدعا لا كافرا؛ لأن الطواف بالقبور بدعة منكرة، كالصلاة عندها، وكل ذلك من وسائل الكفر.

    ولكن الغالب على عباد القبور هو التقرب إلى أهلها بالطواف بها، كما يتقربون إليهم بالذبح لهم والنذر لهم، وكل ذلك شرك أكبر، من مات عليه مات كافرا لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين، وأمره إلى الله عز وجل في الآخرة إن كان ممن لم تبلغه الدعوة فله حكم أهل الفترة، ويدل على ذلك: ما جرى لأم النبي صلى الله عليه وسلم فإنها ما كانت أدركت النبوة وكانت على دين قومها، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يستغفر لها، فلم يؤذن له أن يستغفر لها؛ لأنها كانت على دين الجاهلية.

    وهكذا أبوه قال عنه صلى الله عليه وسلم لما سأله سائل عن أبيه: إن أبي وأباك في النار وأبوه صلى الله عليه وسلم مات في الجاهلية على دين قومه فصار حكمه حكم الكفار، لكن من لم تبلغه الدعوة في الدنيا، ومات على جهل بالحق يمتحن يوم القيامة في أصح أقوال أهل العلم فإن نجح دخل الجنة، وإن عصى دخل النار.

    وهكذا جميع أهل الفترات الذين لم تبلغهم الدعوة، كما قال تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا أما من بلغه القرآن أو بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يستجب فقد قامت عليه الحجة، كما قال الله عز وجل: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ
    يعني: أن من بلغه القرآن فقد أنذر.

    وقال تعالى: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ فمن بلغه القرآن وبلغه الإسلام، ثم لم يدخل فيه فله حكم الكفرة، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار خرجه مسلم في الصحيح. فجعل سماعه ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم حجة عليه.

    والحاصل: أن من أظهر الكفر في ديار الإسلام حكمه حكم الكفرة، أما كونه يوم القيامة ينجو أو لا ينجو فهذا إلى الله سبحانه وتعالى، إن كان ممن لم تبلغه الدعوة ولم يسمع ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يمتحن يوم القيامة ويرسل إليه عنق من النار كما جاء في حديث الأسود بن سريع فيقال له ادخل، فإن دخلها كان عليه بردا وسلاما، وإن أبى التف عليه العنق وصار إلى النار نسأل الله السلامة.

    فالخلاصة: أن من لم تبلغه الدعوة كالذين في أطراف الدنيا أو في أوقات الفترات، أو كان بلغته وهو مجنون ذاهب العقل، أو هرم لا يعقل فهؤلاء وأشباههم مثل أولاد المشركين الذين ماتوا وهم صغار، فإن أولاد المشركين الذين لم يبلغوا الحلم كلهم أمرهم إلى الله، فالله يعلم بما كانوا عاملين، كما أجاب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عنهم، ويظهر علمه فيهم سبحانه يوم القيامة بالامتحان، فمن نجح منهم دخل الجنة، ومن لم ينجح دخل النار ولا حول ولا قوة إلا بالله. ...










    من فتاوى العلامة بن باز أيضا :
    حكم من مات من أطفال المشركين
    قارئ من الرياض يسأل :

    الطفل الذي ولد من أبوين كافرين ومات قبل بلوغه سن التكليف هل هو مسلم عند الله أم لا؟ علما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كل مولود يولد على الفطرة الحديث .

    وإذا كان مسلما فهل يجب على المسلمين أن يغسلوا جنازته ويصلوا عليه؟ أفيدونا مأجورين .

    الجواب :

    إذا مات غير المكلف بين والدين كافرين فحكمه حكمهما في أحكام الدنيا فلا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين . أما في الآخرة فأمره إلى الله سبحانه ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لما سئل عن أولاد المشركين قال : الله أعلم بما كانوا عاملين وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن علم الله سبحانه فيهم يظهر يوم القيامة وأنهم يمتحنون كما يمتحن أهل الفترة ونحوهم فإن أجابوا إلى ما يطلب منهم دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار ، وقد صحت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في امتحان أهل الفترة يوم القيامة ، وهم الذين لم تبلغهم دعوة الرسل ومن كان في حكمهم كأطفال المشركين لقول الله عز وجل وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا وهذا القول هو أصح الأقوال في أهل الفترة ونحوهم ممن لم تبلغهم الدعوة الإلهية وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم وجماعة من السلف والخلف رحمة الله عليهم جميعا .

    وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله الكلام في حكم أولاد المشركين وأهل الفترة في آخر كتابه : ( طريق الهجرتين ) تحت عنوان " طبقات المكلفين " فمن أحب أن يطلع عليه فليفعل فإنه مفيد جدا وبالله التوفيق .

    نشر في مجلة الدعوة العدد 1087 في 15 / 8 /1408 هـ


    فهرس فتاوى ومقالات بن باز ...

  7. #7

    افتراضي

    قال الأمام السيوطى فى التفسير بالمأثور:

    أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الفترة: المعتوه والأصم والأبكم والشيوخ الذين لم يدركوا الإسلام، ثم أرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار، فيقولون كيف؟ ولم تأتنا رسل! قال: وأيم الله، لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما، ثم يرسل إليهم، فيطيعه من كان يريد أن يطيعه. قال أبو هريرة رضي الله عنه: اقرأوا إن شئتم {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}.
    وأخرج إسحق بن راهويه وأحمد وابن حبان وأبو نعيم في المعرفة والطبراني وابن مردويه والبيهقي في كتاب الإعتقاد، عن الأسود بن سريع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: "أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئا، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في الفطرة، فأما الأصم، فيقول: رب، لقد جاء الإسلام، وما أسمع شيئا، وأما الأحمق، فيقول: رب، جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا، وأما الذي مات في الفطرة فيقول: رب، ما آتاني لك رسول. فيأخذ مواثيقهم، ويرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار. قال: فوالذي نفس محمد بيده، لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما، ومن لم يدخلها سحب إليها".
    وأخرج ابن راهويه وأحمد وابن مردويه والبيهقي، أبي هريرة رضي الله عنه مثله، غير أنه قال في آخره: فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن لم يدخلها سحب إليها.
    وأخرج قاسم بن أصبغ والبزار وأبو يعلى وابن عبد البر في التمهيد، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى يوم القيامة بأربعة: بالمولود والمعتوه ومن مات في الفترة والشيخ الهرم الفاني، كلهم يتكلم بحجته، فيقول الرب تبارك وتعالى: لعنق من جهنم أبرزي، ويقول لكم: غني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم، وإني رسول نفسي إليكم. فيقول لهم: ادخلوا هذه، فيقول: من كتب عليه الشقاء يا رب؟ أندخلها ومنها كنا نفر؟! قال: وأما من كتب له السعادة فيمضي فيها، فيقول الرب: قد عاينتموني فعصيتموني، فأنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية، فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار.
    وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والطبراني وأبو نعيم، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلا، وبالهالك في الفترة، وبالهالك صغيرا، فيقول الممسوخ عقلا: يا رب، لو آتيتني عقلا ما كان من آتيته عقلا بأسعد بعقله مني، ويقول الهالك في الفترة رب لو أتاني منك عهد ما كان من أتاه منك عهد بأسعد بعهدك مني، ويقول الهالك صغيرا: يا رب، لو آتيتني عمرا ما كان من أتيته عمرا بأسعد بعمره مني، فيقول الرب تبارك وتعالى: فإني آمركم بأمر تطيعوني؟ فيقولون: نعم وعزتك، فيقول لهم: اذهبوا فادخلوا جهنم، ولو دخلوها ما ضرتهم شيئا، فخرج عليهم قوابص من نار يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء، فيرجعون سراعا ويقولون: يا ربنا، خرجنا وعزتك نريد دخولها، فخرجت علينا قوابص من نار، ظننا أن قد أهلكت ما خلق الله من شيء، ثم يأمرهم ثانية، فيرجعون كذلك ويقولون: كذلك، فيقول الرب: خلقتكم على علمي، وإلى علمي تصيرون، ضميهم، فتأخذهم النار".
    وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي صالح رضي الله عنه قال: يحاسب يوم القيامة الذين أرسل إليهم الرسل، فيدخل الله الجنة من أطاعه، ويدخل النار من عصاه، ويبقى قوم من الولدان والذين هلكوا في الفترة، فيقول: وإني آمركم أن تدخلوا هذه النار، فيخرج لهم عنق منها، فمن دخلها كانت نجاته، ومن نكص فلم يدخلها كانت هلكته.
    وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فسأله عن ذراري المشركين الذين هلكوا صغارا؟ فوضع رأسه ساعة ثم قال: أين السائل؟ فقال: ها أنا يا رسول الله، فقال: "إن الله تبارك وتعالى إذا قضى بين أهل الجنة والنار لم يبق غيرهم عجوا، فقالوا: اللهم ربنا، لم تأتنا رسلك ولم نعلم شيئا، فأرسل إليهم ملكا، والله أعلم بما كانوا عاملين، فقال: إني رسول ربكم إليكم، فانطلقوا فاتبعوا حتى أتوا النار، فقال: إن الله يأمركم أن تقتحوا فيها، فاقتحمت طائفة منهم، ثم أخرجوا من حيث لا يشعر أصحابهم، فجعلوا في السابقين المقربين، ثم جاءهم الرسول فقال:إن الله يأمركم أن تقتحموا في النار، فاقتحمت طائفة أخرى، ثم خرجوا من حيث لا يشعرون، فجعلوا في أصحاب اليمين، ثم جاء الرسول فقال: إن الله يأمركم أن تقتحموا في النار، فقالوا: ربنا، لا طاقة لنا بعذابك، فأمر بهم، فجمعت نواصيهم وأقدامهم ثم ألقوا في النار والله أعلم".


    وقال بن كثير فى البداية والنهاية :

    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} فالجواب أنهم لا يعذبون إلا بعد قيام الحجة عليهم والأعذار إليهم، كما قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء: 15].
    فإن كانوا في زمن الذي قبل بعث محمد صلى الله عليه وسلم قد أتتهم رسل منهم، فقد قامت على أولئك الحجة، وإن لم يكن قد بعث الله إليهم رسلاً فهم في حكم أهل الفترة ومن لم تبلغه الدعوة.
    وقد دل الحديث المروي من طرق عن جماعة من الصحابة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    ((إن من كان كذلك، يمتحن في عرصات القيامة، فمن أجاب الداعي دخل الجنة، ومن أبى دخل النار)).
    وقد أوردنا الحديث بطرق وألفاظه وكلام الأئمة عليه عند قوله: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}.
    وقد حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري إجماعاً عن أهل السنة والجماعة، وامتحانهم لا يقتضي نجاتهم، ولا ينافي الأخبار عنهم بأنهم من أهل النار، لأن الله يطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يشاء من أمر الغيب.
    وقد اطلعه على أن هؤلاء من أهل الشقاء، وأن سجاياهم تأبى قبول الحق والانقياد له، فهم لا يجيبون الداعي إلى يوم القيامة، فيعلم من هذا أنهم كانوا أشد تكذيباً للحق في الدنيا لو بلغهم فيها، لأن في عرصات القيامة ينقاد خلق ممن كان مكذباً في الدنيا، فإيقاع الإيمان هناك لما يشاهد من الأهوال أولى وأحرى منه في الدنيا، والله أعلم.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    عمان - الاردن
    المشاركات
    1,461
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا ابو عيسى و ورفعك الدرجات باذنه تعالى ..
    اذا أبقت الدنيا على المرء دينه /////فما فاته منها فليس بضائر

  9. #9

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجدي
    جزاكم الله خيرا ابو عيسى و ورفعك الدرجات باذنه تعالى ..
    اللهم آمين

    بوركت أخى الكريم مجدى ، وجعلك الله من المقربين المخلَصين ومتعك بلذة النظر الى وجهه الكريم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. يا أيها الملحد: الكون بكل ما فيه مسخر لخدمة البشر
    بواسطة ياسين اليحياوي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 11-17-2016, 01:06 PM
  2. سؤال: الكتب السماوية
    بواسطة hardabasht في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 53
    آخر مشاركة: 04-03-2012, 01:41 AM
  3. للملحدين اللذين يدعون العلم
    بواسطة amro في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-09-2008, 11:11 AM
  4. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-08-2005, 07:15 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء