بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَانِ الرَّحيمِ، و الصلاة و السَّلامُ عَلَى رسول الله

وَ بَعْدَ، فالآتي هي رسالة كَتَبَها أَحَد طُلّاب العِلْمِ بالجَزائر، و هِيَ رِسالة نافِعَة جِدّا مُوَجَّهَة إلى أخْتنا المؤمنة التّي قصَّرت في حِجابِها، أسْأَلُ الله تَعَالى أَنْ يَنْفَعَ بِهَا المُسْلِمات . آمين






أَمَةَ اللهِ ... لماذا لا تَتَحَجَّبين؟








الحمد لله و الصَّلاة و السلام على رسول الله -صلى الله عليه و سلّم-، وبعد :
إنّ الَمَرْء لا يَكُونُ مُؤمِنًا حَقًّا حَتَّى يُؤْمِن بأنّ الدّينَ الإِسْلاَمِيّ عَقِيدةٌ و شَرِيعَة وَ مَنْهَجُ حَيَاة، و أَنَّه يَجِبُ عَلَيْه أَن يَأْخُذَهُ كُلّه و لا يُجَزِّؤه، أمّا أن يَتَخَيَّرَ لِنَفْسِه ما يَهْواهُ و يَتْرُكَ الباقي فلا و الله، قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}[البقرة:58] .



مَنْ أَوْجَبَ عَلَيْك الدِّين؟



إنّ المُسلِم لَيَعْلَمُ عِلْمَ اليَقِينِ بأنّ ما وُجِب عليه، و ما فُرِضَ عَلَيْه مِنْ أُمورِ دِينِه لم يَفْرِضْهُ عَلَيْه شَخْص : زَيْدٌ أو عُمَرو، أو جَمَاعَة، أَوْ حِزْب، و لَكِن الَّذِي فَرَضَهُ عَلَيْه هو رَبُّهُ و خالِقُه الَّذِي لَهُ الخَلْقُ و الأَمْرُ، نَعَمْ إِنَّه الله الَّذِي هو مَعْبودُه و محبوبُه، و لِهَذَا كان الفَرْدُ المُسْلِم دَائِمًا مُطْمَئِنًّا و مُسْتَسْلِمًا و مُنْقادًا لِتِلْك التَّشْريعات لِأَنّها صادِرَة مِنْ عِنْدِ الله تعالى. و كان هَذَا الفَرْدُ يَعْتَبِرُ نَفْسَهُ مُسْلِمًا. وَ مَا مَعْنى مُسْلِم ؟ أَيْ مُسْتَسْلِمٌ لأَوامِرِ الله.
وَ بِالمُقابِلِ فَهُوَ يَعْلَمُ أيْضًا أنّ كُلّ رَفْضٍ وَ كُلّ اسْتِنْكارٍ لِتِلْكَ التّشْريعات، إنَّما هو انقِلابٌ و رَدٌّ و رَفْضٌ لأحْكامِ الله جلّ و علا، و مِنْ هُنَا أقول : مَنِ الَّذِي أوْجَبَ التستُّر ؟



اللهُ هُو مَنْ أَمَرَ بِسَتْرِ العَوْرَات



لَقَد امْتنَّ اللهُ على البَشَرِيّةِ جَمْعاء -كافِرَهم و مُسْلِمَهم- أن أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ لِبَاسًا يَسْتُرونَ بِه عَوْراتهم، فَهُو إذًا نِعْمَةٌ مِن نِعَمِ اللهِ تَعَالَى على النَّاسِ، قال سُبْحَانَهُ : {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}[الأعراف:26] هذا في العُمومِ.
أمّا بِالنِّسْبَةِ للحِجابِ، فَمَن هو الَّذِي أَمَرَهُ الله بِهِ؟



الله أَمَرَ الْمُؤْمِنات بِالحِجابِ؟



أَمَّا إذا جِئْنا إلى الحِجَابِ الإِسْلامِيّ، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَأْمُر بهِ إِلَّا الْمُؤْمِنات، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}[الأحزاب:59]، بالطّبع سَتَقولُ المُسْلِمة : أي و اللهِ أنا مِنَ الْمُؤْمِنات. و أنا أقولُ أَيْضًا : أَيْ و اللهِ نَحْسبك كَذَلِك، و لَكِن ألا يَجْدُرُ بِالمُؤْمِنةِ أن تَتَصَرَّفَ كالمُؤمِناتِ السَّابِقات حينَ أُمِرْنَ بِالحِجابِ قَالَتْ عَائِشَة -رَضِي الله عنها- :"رَحِمَ اللهُ نِسَاءَ الأَنْصَار لمَّا نَزَلَت {يَا أَيُّها النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ}شَقَقْنَ مُروطَهُنَّ(1) فاعتَجَرْنَ(2) به و صَلَّيْنَ خَلْفَ رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه و سلّم- كَأَنّما على رُؤوسِهِنّ الغِرْبان(3)." [فتح القدير للشّوكاني (4\307)]
فإنّ المُؤمِنَ الحَقّ، هو ذَاكَ الَّذِي يَمْتَثَلُ أَمْرَ رَبِّه و لاَ يَرُدُّهُ لِسَبَبٍ مِنَ الأَسْبَابِ، قَالَ تَعَالَى :{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}[الأحزاب:36]
فإذا كَانَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَمَرَ بِالحِجَابِ فَمَن الَّذِي أَمَرَ بالتَعَرِّي إذًا ؟



الشَّيْطَان هُوَ مَنْ أَمَرَ بِالتعَرّي!



نَعَمْ إنّ الشَّيْطَانَ هُوَ مَنْ كَانَ وَرَاءَ نَزْعِ لِباس بني آدَمَ كَمَا نَزَعَهُ عَنْ أبِيهِم آدَمَ و أُمِّهِم حوّاء، حَيْثُ أوْقَعَهُما في فَخٍّ نَصَبَهُ لَهُمَا مِن أجْلِ أَنْ يَنْزَعَ عَنْهُما لِباسَهُما، وَ لِهَذَا حَذَّرَنا رَبُّنا مِن السّقوطِ في فَخِّهِ وَ مَكْرِهِ، قال تَعَالَى : {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}[الأعراف:27].
لَقَدْ كَانَ التعَرّي عُقوبَة مِنَ اللهِ تَعَالَى سَبَبُهُ عِصْيَانُ أَمْرِه و السَّيْر على خُطَى الشَّيْطانِ، وَ لِذَلِكَ لا يَزال التَكَشُّف و التَّبرُّج مِنْ وَرَاءِ المَعْصِيَة و ضُعْف الإيمانِ و ذهابُ الْخَوْف مِنَ الرَّحْمَن، فَهُوَ لا يَفْعَلُهُ إِلَّا العُصَاة.



أَحِجَابُ التُّرابِ خَيْر أَمْ حَجَابُ التَّقْوى؟


هَلْ نَسِيتِ أَمَةَ اللهِ رَبَّكِ الَّذِي أنْقِذَكِ مِنْ حِجَابِ التُّرابِ ؟!!! أَلَمْ تَعْلَمي أَنَّ كُفَّارَ قُرَيْش كَانُوا يَدْفُنونَكِ في التُّرابِ و أَنْتِ حَيَّة بِسَبَبِ غَيْرَتِهِم المُفْرِطة، و خَوْفًا على العَار الَّذِي يُصِيبُهُم إذا ما وَقَعْتِ أسِيرَةً في يَدِ عَدُوِّهِم فتُصْبِحينَ أَمَةً عِنْدَهُم ... فَكَانُوا يفضلون لَكِ حِجَابَ التُّرابِ فَلَا تَظْهَرينَ بَعْدَها وَ إِلى أَبَدِ الآبِدين ! حتّى جَاءَ الإِسْلامُ و أَنْقَذَ حَياتَكِ، فقال اللهُ تَعَالَى : {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ}[التّكوير:9،8] ، ثُمَّ أَرْشَدَهُم إلى الحِفاظِ عَلى شَرَفِهِم و عَلَى عِرْضِهِم، بحِجَابٍ خَفيفٍ لَيْسَ كالتُّرابِ، مَصْنُوع مِنْ قُماشٍ مع الإِبْقاءِ عَلى حياتِكِ وَوُجودِكِ مع أهلِكِ و أحْبابِكِ، لِتَزْهُوَ الْحَيَاةُ بِكِ و تعمر ...، ألَيْسَ هَذَا أَفْضَل و أَرْحَم بِك ؟ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا كُلّه يَثْقُلُ عَلَيْكِ لَبْس الحِجَابِ ؟ أَوْ تَتَمَرَّدينَ عَلَى رَبِّك، مُنْقِذكِ و راحِمكِ، وَ تَصِفِين الحِجَابَ بأَنَّهُ وَأْدٌ لَكِ و سِجْنٌ و ظُلْمٌ و...و...



لِمَاذَا إِذًا لَا تَتَحَجَّبين؟



ما هِيَ الأسْبَابُ الّتي جَعَلَتْكِ تُخالِفينَ أَمْرَ رَبِّك في الحِجَابِ ؟ تَعَالي وَلْتَكُن الصَّراحَة بَيْني و بَيْنَكِ، نُناقِشُ بَعْضًا مِنْ هَذِهِ الأَسْبَاب أَوْ قَولِي أَعْذَارًا.

1-رُبّما تَقولين: لَسْتُ مُقْتَنِعَةً بِه. فأَقول: وَ هَلْ قَدَّمْتُ لَكِ تِلْكَ المُقَدِّمات، و ما سَأُقَدِّمُهُ لَكِ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا مِنْ أَجْلِ إِقْناعك بِه، فأَسْأَلُ المَوْلَى تَعَالَى أَنْ يُمَكِّنَني مِنْ ذَلِك.
ثُمَّ أَقُولُ أَيْضًا: إذا كِنْتِ -يا أَمَةَ اللهِ- مُقْتَنِعة بالإسْلامِ و مُقْتَنِعة بالرّسول و مُقتَنِعة بالقُرآن، فَإِنَّ الإسْلامَ فَرَضَ الحِجَاب، و إنّ الرَّسولَ -صَلَّى الله عَلَيْه و سلّم- أَمَرَ بِالحِجابِ بَلْ إنَّهُ -صَلَّى الله عَلَيْه و سلّم- لَعَنَ المُتَبَرِّجات(4) حَيْثُ قال : ((صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا))[رواه مسلم]، فَلَوْ بَقَيْت عَلَى هَذَا الحال (تكونين على خَطَرِ دُخول النَّار))[رواه مسلم] !!!
أَفَلَا يَكُونُ هذا الحَديثُ مُقْنِعًا لارْتِدائك الحجاب أَمْ أَنَّهُ النِّفَاقُ و الكَذِب و التَّحايُل ؟ وَ لَيْسَ ذَلِكَ مِنْ صِفاتِ الْمُؤْمِنِينَ في شَيْء، قال تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[النور:51]، هذه وَاحِدَة أمّا الأُخْرى .

2-فرُبّما تَقولينَ: إنّ والِدَيَّ يَمْنَعَاني مِنَ ارْتِداءِ الحِجَابِ. فَأَقولُ: إنّ اللهَ هُوَ الَّذِي أَمَرَ بِطَاعَةِ الوَالِدَيْن و قَرَنَ طاعَتَهُما بِطاعَتِهِ، فقال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[الإسراء:23]، و هُوَ الَّذِي نَهَى أَيْضًا أَنْ يُطاعا في مَعْصِيَتِه، فقال:{وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا، وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[لقمان:15]
فَإِنْ أَنْتِ خالَفْتيهِما فيما أمَراكِ بِهِ مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ فَلَيْسَ ذَلِك مِنَ العُقوقِ في شَيْء، قال -صَلَّى الله عَلَيْه و سلّم-: ((لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ.))[مُتفق عليه]

3-و لَرُبَّما تَقولين: الجَوُّ حار و لَنْ أَصْبِر عَلَى الحَرِّ. فَأَقولُ: قَالَ تَعَالَى: {وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}[التّوبة:81]، فَهَلْ إذا أَدْخَلَكِ رَبُّكِ النَّارَ بِسَبَبِ هَذَا العِصْيان سَتَصْبُرينَ عَلَى حرِّها و سَمُومِها(5) في يَوْمٍ كَانَ مِقْدارُهُ خَمْسين أَلْفَ سَنَة؟ ثُمَّ أَقُولُ: وَ كَيْفَ عَنْ أَخَواتِك الأُخْرَيات المُتَحَجِّبات؟!
-يا أَمَةَ اللهِ- ما هَذَا إِلَّا إيهَامٌ مِنَ الشَّيطانِ لِيُثَبِّطَك(6) عَنْ لَبْسِ الحِجَاب. أَوَلَمْ تَعْلَمي أَنَّهُ قَدْ حُفَّت الجنّةُ بالمَكارِهِ و حُفّتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ(7)؟ أَوَلَم تَعْلَمي أَنَّ القَابِضَ على دِينِهِ كالقَابِضِ عَلَى الجَمْرِ؟ فَلَكِ الإخْتِيار، صَبْرٌ عَلَى جَمْرِ الدُّنْيا أَوْ دُخولٌ إلى جَهَنَّم {لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا، إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا}[النّبأ:25،24]

4-وَ لَرُبَّما تَقولينَ: أَخَافُ أَنْ لا أَسْتَمِرَّ في لبْسِهِ فَأخْلَعُهُ مَرَّةً أُخْرَى كَمَا فَعَلَت الكَثيرات. أَقُول: قال تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا}[النساء:66] إنَّ مِنْ أَسْبابِ الثَّباتِ عَلَى الدّينِ فِعْلُ الطّاعات. وَ ما تَقولينَهُ حَقّ، فَمِنْ صِفاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُمْ يَخَافُون أَنْ يَعُودوا في الكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُم اللهُ مِنْهُ، وَ لَكِن لا يَعْنِي هَذَا أَنَّهُمْ حينَ يَخَافُون مِنْ ذَلِكَ، أَنَّهُم يَتْرُكون الطَّاعة! بَلْ عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْعَلوها ثُمَّ يَسْأَلون الله الثَّباتَ عَلَيْهَا فَهاهُوَ -صَلَّى الله عَلَيْه و سلّم- يَدْعُو قائِلاً: ((اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ .))[رواه البخاري في الأدب المُفرد].
فَهَذا هُوَ المَنْهَجُ الحَقُّ و لَيْسَ تَرْك الطّاعَة، وَ لَوْ المُسْلِم يَتْرُك الطّاعة بِمُجَرّد خشْيَته عَلَى تَرْكِها بَعْدَ فِعْلِها لَتَرَك الدِّينَ كُلَّه وَ ما دَخَلَ في الإسْلامِ أصْلاً! لِأَنَّهُ في اللّحْظَةِ الأُولى كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ الإسْلامَ تكاليفٌ و أَحْكامٌ، فَهَلْ حينَ يَخْشَى أَنْ لا يَقومَ بِهَذِه التَّكاليف تَرَكَ الإسْلامَ وَ لَمْ يَدْخُل فِيهِ؟

5-و رُبّما تَقولين: إذا تَحَجَّبْت لَم يَأْتِ إلَيَّ الخُطَّاب. سُبْحَان الله! كثيرات هُنّ مِثْلَك، يَحْسَبْنَ أَنَّ كَشْف المَفاتِنِ و إظْهارَ الخلْقةِ هُو الوَسيلَة الوَحيدَة لِجَلْبِ الخُطَّاب! وَ هَذَا خَطَأٌ فاحِش، فإنَّ ما عِنْد اللهِ لا يُنالُ بمَعْصِيَة اللهِ. فَكَمْ مِنْ مُتَبَرِّجة مُتَزَيّنة كاشِفة للمفاتِن وهو الله ما تَزَوّجت حتّى ذاقت علقم العُنوسة!

6-و رُبّما تَقولين: أَنَا مُقْتَنِعة بِهِ و لَكِن لَمْ يَهْدِني الله بعد. نَعَم إنَّ الهِدايَةَ بِيَدِ اللهِ تَعَالَى يَهْدِي مَنْ يَشَاء و يُضِلّ مَنْ يَشَاء، و لَكن الله لا يَرْضى لِعِبادِه الْكُفْر و مِنَ جِهَةٍ أُخْرَى فإنّ الأَسْبابَ مِنْ عِنْد الإِنْسَان، فَهُو مُطالَبٌ بِالسَّعْيِ إلى تِحْقيقِها. فَإِذَا كُنت حَقًّا تُريدينَ الهِدايةَ فَماذا قَدَّمْتِ لَهَا مِنْ أَسْبابٍ حتّى يُوَفِّقَك الله إليها؟
أَسْأَلُكِ بِالله: هَلْ في يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ أَرَدت الأَكْل فَلَمْ يُوفِّقك الله لِذَلِك؟ وَ هَلْ حين أَرَدت الخُروجَ مِنَ الْبَيْتِ لِمْ تَتَمَكّني مِنَ الخُروجِ دون أن تقدمي الأسْباب؟ أَمْ أَنّك حينَ أَرَدتِ ذَلِك عَزَمْتِ عَلَيْهِ ثُمَّ اتّخَذْتِ الأَسْبابَ فَكانَ ما أَرَدتِ بَعْدَ مشيئَةِ اللهِ، يَقُولُ تَعَالَى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ الله انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}[التوبة:46].

7-وَ رُبَّما تَقولين: ما زِلْتُ صَغِيرَة عَلَى الحِجَابِ. فأقول: ما أَطْوَلَ الأَمَل! فَكَمْ مِنْ صغار يُرْتَجى طولُ أَعْمارِهِم وَ قَدْ أُدْخِلَت أَجْسادُهُم ظُلْمَةَ القَبْرِ.
اليَوْم تَقولين ما زِلْتُ صَغِيرَة وَ غَدًا حينَ تَكْبُرين تَقولين لَمْ أَتَعَوَّد عَلَيْهِ وَوَالِدَيَّ كانا السَّبَبَ، فَلَوْ أَنَّهُما عَوَّداني الحِجَابَ مُنْذُ الصِّغَر لَلَبَسْتُه وَ ما امْتَنَعْتُ.
-أَمَةَ اللهِ- يَقُولُ رَبُّنا: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران:133]، قَدْ تُريدين يَوْمًا لبس الحِجَابِ وَ لَكِن أَيْضًا قَدْ يسبق إلَيْكِ مَلَك المَوْتِ فَيَأخذ روحكِ قَبْل أن تَتَمَكَّني مِنْ لبسه، فَتَلْقين رَبَّكِ وَ أَنْتِ لَهُ عاصِيَة.

8-وَ رُبَّما تَقولين: سَيَسْتَهْزِأُ النَّاسُ بي وَ يَقُولُون عَنِّي أَنِّي رَجْعِيَّة وَ مُتَخَلِّفَة (قْديمَة(8)). نَعَم أُخْتاه إِنَّ الشَّيْطانَ حين لا يَتَمَكَّنُ مِنْ إضْلالِ الإِنْسَان ‏يَبْعَثُ إِلَيْهِ جُنودَهُ مِنَ الإِنْسِ لِيَعْملوا عمله، قال تَعَالَى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}[الأنعام:112]. فَهَلْ إرْضاءُ هؤلاءِ عنك هو غايَتك و أمَلك؟ أَمْ إرْضاءُ رَبّك هو غاية كل مُسْلِم؟ قال -صلى الله عليه و سلّم-: ((مَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ(9) النَّاسِ ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ ))[رواه ابن حبان في صحيحه] .
ثُمَّ أَقُول: فَهَلْ أُمُّك عائِشَة و أَزْواجُ النبيّ -صَلَّى الله عَلَيْه و سَلّم- و زَوْجاتُ الصّحابَةِ وَ بَنَاتُهُنّ كُنّ قَديمات رَجْعِيَّات و مُتَخَلِّفات؟! فَإِذَا كُنّ كَذَلِك! فَمَا يَضُرُّكِ أَنْ تَكوني مِثْلَهُنّ ثُمَّ تَدْخُلين مَعَهُنّ الجَنَّة؟ أَمَّا (أولائك)(10)المُتَقَدّمات فَلَا أَدْري مَعَ مَنْ سَيُحْشَرْنَ يَوْمَ القِيَامَة؟ رُبّما مَعَ المُتَحَضّراتِ و المُتَقَدِّماتِ مِنْ أَمْثالِ (11) (12) ... أَقولُ أَيْضًا و مَنْ هِي القَديمَةُ حقًّا؟ أَلَيْست الّتي تَتَعَرّى هِيَ القَديمة؟ أَلَمْ يَقُولُوا لَنَا بِأنّ الرّجُل البدائيّ (القديم) كان عريانًا لا يَعْرِفُ التَسَتُّر و لا الملابِس؟ وَ أَنَّهُ لَمَّا بَدَأ يَتَقَدَّم وَ يَتَحَضَّر صَارَ شَيْئًا فَشَيْئًا يُغَطِّي عَوْرَتَهُ حَتَّى تَعَلَّمَ كَيْفَ يُغَطّي كُلّ جِسْمِه، فَأَصْبَحَ بَعْدَ ذَلِكَ رَجُلًا مُتَحَضِّرًا مُحْتَرَمًا؟ فَمَا بَالهم الْيَوْم انْقَلَبوا عَلَى نَظَرِيّتهم -رَغْم أنّها عِنْدنا فاسِدَة-.

9-وَ رُبّما تَقولين: (الصح فِالْقَلْب(13)) أَوْ الإيمان في الْقَلْب.
نَعَمْ هَذَا حَقّ، القَلْبُ هُو الأَهَم، وَ لِذَلِك قال -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَ سَلَّم-: ((أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ))[متفق عليه]، فَالقَلْبُ هُوَ المُحَرِّك وَ بِهِ تَكُونُ الحَيَاة، وَ مِنَ المُسْتَحيل أَنْ تَجِدَ قَلْبًا سليمًا حَيًّا، يُؤْمِنُ بِاللهِ و بِالرَّسولِ ثُمّ لا تَرَى أَثَرَ ذَلِك على جَوَارِحِ الإِنْسَان و أَعْمالِه "فالإيمانُ ما وَقَرَ(14) في القَلْبِ وَ صَدَّقَهُ العَمَل" و الإِيمَانُ قَوْلٌ وَ عَمَلٌ. و مَثَلُ الْقَلْب و العَمَل: ك{ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}[إبراهيم:25-24].
فَلَنْ تَعرفي صَلاحَ عُروق الشَّجَرة (الْقَلْب) إِلَّا إذا نَظَرْتِ إلى أَوْراقِها وَ أَغْصانِها و ثِمارِها (العَمَل)، فَإِذَا وجَدتِ كُلّ ذلك فَقَلْبُها طَيِّبٌ و إِلَّا فَلَا! فَهَلْ حَقًّا أَنْتِ تَمْلِكين قَلْبًا صَالِحًا، قَلْبًا مُؤمِنًا تَقِيًّا؟!

10-وَ رُبَّما تَقُولين: سَأَفْقد وَظيفَتي أَوْ لَنْ يَقْبَلوا بي عِنْدَ طَلَبي لِلْوَظِيفةِ.
فَأَقول: أَيَّتُها الأُخْتُ هَلْ تُفَضِّلينَ فُقْدانَ جَنّتكِ عَلَى فُقْدانِ عَمَلك؟ هَلْ تُفَضِّلينَ فُقْدانَ إيمانك عَلَى فُقْدانِ عَمَلك؟ هَلْ تُفَضِّلينَ فُقْدانَ مَحَبَّة رَبّك وَ رَسُولك عَلَى فُقْدانِ عَمَلك؟
لَقَدِ ابْتُلِيَ الأَوَّلون عَلَى تَرْكِ إيمانِهِم فآثَروا الآخِرَةَ عَلَى الفَانِيَةِ. أَمَا عَلِمْتِ حالَ آسْية زَوْجَةُ فِرْعَوْن؟ لَقَدْ كَانَ لَهَا كُلّ شَيْءٍ في القَصْرِ، فَقَدْ كانَتْ تَأْمُرُ وَ تَنْهَى فَتُطاعُ وَ لَا تُعْصَى، فَهَلْ لَكِ مِثْلُ مُلْكِها؟ وَ رَغْمَ ذَلِكَ حين خُيِّرت بَيْنَ الدُّنْيَا و الآخِرَة{ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[التحريم:11]، لَقَدْ عُذِّبَتْ عَلَى تَرْكِ الْإِيمَان حَتَّى مَاتَتْ، فهي الآن بِجِوارِ رَبِّها.

11-وَ رُبّما تّقُولين: سَأَفْقِد جَمَالِي وَ مَحَاسِنَ وَجْهِي.
سُبْحَان الله!وَ هَلْ الحِجَاب إِلَّا مِنْ أَجْل سِتْر المَحَاسِن و المَفَاتِن، لَكِن أمامَ الأَجَانِب؟ وَ مَا حَقِيقَةُ الجَمالِ إِلَّا جَمَالُ الرُّوح و الخُلُق و الأَدَب! فَكَمْ مِنْ حَسْنَاءِ الوَجْهِ قَبِيحَة المَخْبَرِ، وَ مَهْمَا كَانَ الأَمْرُ فَهَلْ نَسْتَبْدِلُ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْر؟!

12-وَ رُبّما تّقُولين: كَثِيراتٌ هُنَّ المُحَجَّبات اللّواتي يَفْعَلْنَ وَ يَفْعَلْن و ..و ..، فَلَا أُريدُ أَنْ أَكونَ مِثْلَهُنَّ.
أَقُول: صَحيح، كَثيراتٌ هنّ، خاصَّةً في هَذَا الزَّمان. وَ لَكِنْ هَلْ هَذَا سَبَبٌ وَجِيهٌ حَتَّى نَتْرُكَ الحِجَاب؟! كَثيرٌ مِنَ المُصَلِّين يَفْعَلونَ وَ يَفْعَلون، وَ كَذَلِكَ الحُجَّاج، بَلْ وَ كَثِيرٌ مِنَ المُسْلِمين وَ المُسْلِمات يَفْعَلون أَشْياءً لا تَمتّ(15) إلى الإِسْلامِ بِصِلة، فَهَلْ نَتْرُكُ الإِسْلامَ لِأَنَّ المُسْلِمين أَخْلاقهُم فَاسِدَة و أَعْمالُهُم قَبِيحةٌ؟ ثُمَّ -باللهِ عَلَيْك- مَا يَمْنَعُكِ بَعْدَ ذَلِك أَنْ تَكُوني مُحَجَّبة حَقًّا؟ وَ مُلْتَزِمةً صِدْقًا؟ تَضْربين المَثَل بالمُسلِمة المُتَخَلِّقة، و تُرين النَّاسَ مِنْكِ مَحَاسِنَ الأَخْلاقِ وَ الأَعْمال...



بَيْنَ المَاضِي وَ الحَاضِرِ!!!


لَقَدْ قَامَتْ فِرَنْسا -مِنْ أَجْلِ القَضَاءِ عَلَى القُرْآنِ في نُفوسِ شَبَاب الجَزائِر- بِتَجْربة عَمَلِيّة، فَتَمَّ انْتِقاءُ عَشْر فَتَيَاتٍ مُسْلِماتٍ جَزائِرِيَّاتٍ أَدْخَلَتْهُنَّ الحُكُومَة الفرَنْسِيَّة في المَدَارِسِ الفرَنْسِيَّة، وَ لَقَّنَتْهُنّ الثَّقَافَةَ الفرَنْسِيَّة وَ عَلَّمَتْهُنَّ اللُّغَةَ الفرَنْسِيَّة فَأَصْبَحْنَ كالفِرَنْسِيَّات تَمَامًا.
وَ بَعْدَ أَحَدَ عَشَرَ عَامًا مِنَ الجُهُودِ، هَيَّأَتْ لَهُنَّ حَفْلَةَ تَخَرُّجٍ رائِعَة دُعِيَ إِلَيْها الوُزَرَاءُ وَ المُفَكِّرونَ وَ الصحافِيُّون ..وَ لَمَّا ابْتَدَأَتِ الحَفْلَةُ فُوجِيءَ الجَمِيعُ بِالفَتَيَاتِ الجَزَائِرِيّاتِ يَدْخُلْنَ بِلِبَاسِهِنّ الإسْلامِي الجَزائِري ..فَثَارَتْ ثائِرَةُ الصُّحُفِ الفَرَنْسِيَّةِ و تَسَاءَلَتْ: "مَاذَا فَعَلَتْ فِرَنْسا في الجَزائِرِ إِذَنْ بَعْدَ مُرُورِ مائة و ثَمَانيَة و عِشْرينَ عَامًا؟!" أَجَابَ لاكوست وَزِيرُ المُسْتَعْمَرات الفِرَنْسي: (وَ مَاذَا أَصْنَع، إِذَا كَانَ القُرآنُ أَقْوى مِنْ فِرَنْسا؟!)
كَيْفَ صَارَ حَالُ فَتَيَاتِنَا بَعْدَ خُروجِ فِرَنْسا مِنْ بِلادِنا؟ وَ هَلْ حَافَظَتْ فَتَاةُ الإِسْتِقْلالِ عَلَى مَا تَمَسَّكَتْ بِهِ فَتَاةُ الإسْتِدْمارِ؟!!! الجَوابُ تَعْريفينَهُ...

اللَّهُمَّ اهْدِ بَنَاتِنَا وَ أَخَوَاتِنَا -آمين-




(1) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "قوله : (مروطهن) : جمع مرط ، وهو الإزار،" " فتح الباري " ( 8 / 490 ) .

(2) الاعتجار‏:‏ هو الاختمار، فمعنى‏:‏ فاعتجرن بها، واختمرن بها‏:‏ أي غطين وجوههن‏.‏

(3) (كَأَنَّ على رُؤوسِهِنَّ الغِرْبان(أي: جَمْع: غُرَاب))قال العباد في شرح سنن أبي داود: يعني من حيث اللون، ولون الغِربان أسود، ولون الخُمُرِ التي كانت عليهِنَّ كذلك. اهـ.

(4) قال -صلى الله عليه وسلم-: ((سَيَكُونُ آخَرَ أُمَّتِي نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، عَلَى رُءُوسِهِنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ ، الْعَنُوهُنَّ ، فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ)) [ضعيف]

(5) السَّمُومُ : الريحُ الحارّةُ، أَوْ الحرّ الشديد النافذ في المسَامِّ ،[المعجم الجامع، المعجم الوسيط]

(6) ثبَّطه عن سَعْيِهِ : عوَّقه عنه وبطّأَه ، شَغَلهُ ومَنَعه عن المُضيّ فيه.[المعجم الجامع، المعجم الوسيط]

(7) قال-صلى الله عليه وسلم-: ((صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ))رواه مسلم
قال الإمام النووي في شرحه:"...ومعناه لا يوصل الْجَنَّةَ إِلَّا بِارْتِكَابِ الْمَكَارِهِ وَالنَّارَ بِالشَّهَوَاتِ، وَكَذَلِكَ هُمَا مَحْجُوبَتَانِ بِهِمَا، فَمَنْ هَتَكَ الْحِجَابَ وَصَلَ إِلَى الْمَحْجُوبِ، فَهَتْكُ حِجَابِ الْجَنَّةِ بِاقْتِحَامِ الْمَكَارِهِ، وَهَتْكُ حِجَابِ النَّارِ بِارْتِكَابِ الشَّهَوَاتِ،

(8) مُصطلح يُستعمل كثيرًا في الجزائر. للدَّلالةِ على الرجعيّةِ و التخلّفِ.

(9) ( كَفَاهُ اللَّهُ مَئُونَةَ النَّاسِ ) أَيْ : وَمَئُونَةَ شَرِّهِمْ مِنَ الظُّلْمِ عَلَيْهِ وَالْإِسَاءَةِ إِلَيْهِ .[شرح مشكاة المصابيح لمحمد القاري]

(10) في الأصل: "أمّا المُتَقَدِّماتُ مِنْهُنَّ".

(11) ذَكَرَ إسم مُمثّلة فرنسيّة من الكبار في التسعينيات، اشتهرت بفسقها الشديد و حبّها لنفسها، اعتدت على الإسلام و المسلمين، قالت إن الجالية المسلمة " تدمر بلدنا وتفرض تصرفاتها علينا"، و أَيْضًا طالبت بمنع ذبح الأضاحي بِحُجَّة حقوق الحيوان.
(12) ذَكَرَ إِسْمَ ممثلة سينمائية تُعْتَبَر أسطورة في السينما ظهرت في التسعينيّات، مشهورة بصُوَرِها الخليعة، و كلا الكافرتين، كانتا مشهورتين بجسمهما بعرضه و التمرّن و الحميات لتكون لهم الصورة المُغرية الجذابة. و قد أعطاهم الله ما تمنّوا، و كما قال تعالى{ إنما نملي لهم ليزدادوا إثما}، و قال{ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون }. نسأل الله العافية

(13) مُصطَلَح جًزائِري: يُسْتَعْمل للدلالة على أن المَظْهر (اللحية، الحجاب...) و العمل (الصلاة....) لا تهم، إنما الذي يَهُمّ هو ما يوجد في الْقَلْب، و هذا هو الجهل المبين.

(14) وَقَرَ فِي قَلْبِي كذا : وَقَعَ و ثَبَتَ وَبَقِيَ أَثَرُهُ .[المعجم الجامع، المعجم الوسيط]

(15) مَتَّ إليه بصلة أو بقرابة : انتسب ، اتّصل به
لا يمُتّ إلى الحقيقة بِصلَة : بعيدٌ تمامًا عنها.[المعجم الجامع، المعجم الوسيط]




و للفائدة أُختاه: الحجاب عبادة، و العبادة لا تُقْبَل إلا بِشَرْطين
1-الإخلاص.
2-المُتابعة، أي أن يكون وِفْقَ سُنَّة النبيّ صلى الله عليه و سلّم
فليس كُلّ حجاب، يُرْضي الله، بل للحجاب شُروط، إذا شئت، ارجعي إلى رسالة أُخرى نافِعَة لنفس المُؤلِّف في شُروط الحجاب:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=360081

و الصلاة و السّلام على رسول الله !