النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: بين العقيدة والأخلاق

  1. #1

    افتراضي بين العقيدة والأخلاق

    بين العقيدة والأخلاق (1) - بقلم : خالد سعيد
    يُنقل عن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني (ت 1999م) أنه قال: «مشكلة المسلمين في عقائدهم، ومشكلة السلفيين في أخلاقهم»، وهي عبارة ننقلها بأمانة عن كتاب «حكاية التدين السعودي» للباحث المبدع وحيد الغامدي، وهو بالمناسبة كتاب يستحق القراءة وبشدة، الشطر الأول من العبارة المذكورة يكاد يستبطن نظرة السلفي إلى غيره من أتباع المذاهب الأخرى، وهي نظرة لا تخلو دوماً من الشعور بالاصطفاء الإلهي ومن الاستعلاء على الآخرين، ولما لا يُصاب السلفي بتلك «النفخة الإيمانية» مادام أن عنده العلم اليقين والفهم السليم لهذا الدين، والغرور الديني من أسوأ أنواع الغرور، لأن المغتر بالدنيا قد توقظه المواعظ، وأما المغتر بالدين، فلن توقظه المواعظ، وكيف له أن يتقبلها وهو يرى نفسه واعظاً لا متعظاً.

    وأما الشطر الآخر من العبارة ففيه اعتراف من الألباني - رحمه الله - بوجود أزمة أخلاقية لدى السلفيين، وهو اعتراف شجاع يندر أن تسمعه منهم، ولكن ما المقصود هنا بهذه الأزمة الأخلاقية؟ المقصود بها أن مشاعر السمو والزهو الديني لدى السلفي، واعتقاده بامتلاك الحقيقة من ناصيتها ستحمله، ولو رغماً عنه، إلى احتقار الآخر والانتقاص منه، حتى ولو أفضى ذلك إلى انتهاج العنف ضده والتعدي عليه بقصد تقويمه ورده إلى الطريق القويم الذي لا يعرفه أحد غيره، ولا يعني ما سبق أن أصحاب المذاهب الأخرى من سنية وشيعية تخلو بدورها من هذا الداء الذي ابتليت به السلفية، ولكن المسألة عند السلفية تكاد تكون أكثر وضوحاً وأشد رسوخاً.

    إن تغليب سوء الظن عند السلفية بالآخر، واستعمال الشدة معه كوسيلة للتغيير يعود إلى مراحل مبكرة جداً من تاريخهم، يسوق الغامدي في كتابه المذكور واقعة جاء بها ابن الأثير (ت 630هـ) في كتابه الشهير «الكامل في التاريخ»، وهي ما تُعرف بفتنة الحنابلة ببغداد، والحنابلة هم الرعيل الأول لما اصطلح على تسميتهم فيما بعد بالسلفية، يقول ابن الأثير: «... وفيها (أي سنة 323هـ) عظم أمر الحنابلة، وقويت شوكتهم، وصاروا يكبسون من دور القواد والعامة، وإن وجدوا نبيذاً أراقوه وإن وجدوا مغنية ضربوها وكسروا آلة الغناء، واعترضوا في البيع والشراء، ومشى الرجال مع النساء والصبيان، فإذا رأوا ذلك سألوه عن الذي معه من هو فأخبرهم وإلا ضربوه وحملوه إلى صاحب الشرطة، وشهدوا عليه بالفاحشة فأرهجوا بغداد.

    فركب بدر الخرشني وهو صاحب الشرطة، عاشر جمادي الآخرة، ونادى في جانبي بغداد، في أصحاب أبي محمد البربهاري الحنابلة، ألا يجتمع منهم اثنان ولا يتناظروا في مذهبهم، ولا يصلي منهم إمام إلا إذا جهر ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاة الصبح والعشاءين، فلم يفد فيهم وزاد شرهم وفتنتهم واستظهروا بالعميان الذين كانوا يأوون المساجد، وكانوا إذا مر بهم شافعي المذهب أغروا به العميان، فيضربونه بعصيهم حتى يكاد يموت».. وخاف الخليفة الراضي بالله (ت329هـ) شر العاقبة، فأصدر فيهم كتاباً ينكر عليهم أفعالهم ويقبح أعمالهم، ويتوعدهم فيه، إنْ لم ينتهوا ليوسعنهم ضرباً وتشريداً وقتلاً وتبديداً، وليستعملن السيف في رقابهم والنار في منازلهم ومحالهم فانقمعوا وما كادوا يفعلون.
    ولم يسلم أهل العلم والدين ممن لم يوافقوا الحنابلة في هواهم من شرهم وبطشهم، ولقد سبق لي في مقالة «محنة المثقف في التاريخ» إن ذكرت ما جرى لابن جرير الطبري (ت310هـ) حين ذهب إليه الحنابلة في إحدى جوامع بغداد، فسألوه عن ابن حنبل، فلما سمعوا منه ما لا يرضيهم شغبوا عليه ووقعوا فيه ورموه بمحاربهم وكانت ألوفاً، فقام الطبري ودخل داره، فرموا داره بالحجارة حتى صار على بابه كالتل العظيم، وظل الطبري ما بقي من حياته محتجباً في بيته، وكانت الحنابلة تمنع الدخول عليه بتأليب من شيوخهم، وحين مات دُفن ليلاً لأن العامة اجتمعت ومنعت دفنه نهاراً، وكانوا فوق هذا يدعون عليه بالرفض والإلحاد، وفي هذا قال الوزير علي بن عيسى: «والله لو سُئل هؤلاء عن معنى الرفض والإلحاد ما عرفوه».
    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

  2. #2

    افتراضي

    بين العقيدة والأخلاق (2)
    إن انعكاف السلفية على بناء منظومتها العقدية وحرصها على تنقية العقيدة مما علق بها من شوائب، فضلاً عن انهماكها في الرد على الآخرين وتخطئتهم وتبديعهم وتفسيقهم، قد أسفر في نهاية الأمر عن إهمالها لاستكمال الجوانب الروحية والأخلاقية، تلك التي أولاها الإسلام عناية بالغة، إن قراءة الأدبيات السلفية، وما تلاها من أدبيات الصحوة، تكشف لنا مدى صغر وتضاؤل المساحة المعطاة للجوانب الروحية والأخلاقية، لانشغال السلفية بمشروعها العقدي وانشغال الصحوة – بعد تلاقحها مع الإخوان – بمشروعها السياسي، وكما قال الأستاذ وحيد، فالسلفي يرى أن السارق أو الزاني أو شارب الخمر أخف ضرراً من صاحب البدعة، ونزيد على ذلك بالقول، إن الصحوي لا يرى في الغدر والكذب والخداع والتدليس من بأس مادام أنه سيمكنه من قصد غايته.

    وإذا ما جئت إلى العبادات من صلاة وصيام ونحوها، وجدت أنها قد فُرغت من مضامينها الروحانية والأخلاقية واختزلت إلى طقوس شكلية وأنساق نمطية؛ لأن التدين صار يُقاس بالمظهر لا بالمخبر، وبالشكل لا الجوهر، لقد أصبح دين المرء لا يُستدل عليه إلا بإطالة اللحى، وتقصير الثياب، وإهمال العقال وترديد الأدعية والأذكار، حدثني رجل بريطاني أنار الله عتمة قلبه بنور الإسلام أنه كان متلهفاً للقدوم والعمل في بلادنا لمعايشة الإسلام واقعاً ملموساً كما قرأه في الكتب مسطوراً، ولكن يا لخيبة العمر فما وجد إلا الكذب والنفاق والتحاسد والتباغض وإخلاف الوعود وغلظة الطباع، ولما سمعت مقالته، قلت له ضاحكاً: «لقد كان الإسلام تحت قدميك هناك في بلادك، فتركته وراءك إلى بلاد يفيض فيها المسلمون ويشح فيها الإسلام»، وهي قصة تذكرني بما فعله أحد زملاء الدراسة، أيام دراستي بالولايات المتحدة منتصف التسعينيات، حين مد سواكاً لشاب أميركي كان قد نطق لتوه بالشهادتين، وكأن إسلام هذا الأميركي لن يُكتب له التمام والكمال ما لم يدس السواك في فمه، تلك والله مشكلتنا، كما قال الألباني، رحمه الله: أولينا العقيدة كل اهتمامنا، ونسينا أن نعنى بأخلاقنا.
    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

  3. افتراضي

    كلام سليم و في الصميم و يكشف الواقع الأليم ... !

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    العقيدة التي لا تثمر أخلاقا ليست بعقيدة .. هو مجرد تلقين سطحي كما يلقن الصبي في الكتاتيب .. الوصف الذي وصف به الكاتب السلفيين لا يُنكر وجوده و لا ينبغي تعميمه فهناك سلفيون - و بعضهم معنا في هذا المنتدى و في غيره- على أخلاق عالية و لله الحمد و ألسنتهم لا تفتر عن ذكر الله و قلوبهم خاشعة وجلة.
    و قد ينطبق وصفه على طائفة في بلادنا أسميهم المغراويين على مذهب شيخهم المغراوي .. لا يقيمون لشخص اعتبارا إلا أن يشاركهم مظهرهم و يلوك ما يلوكون من الكلام .. أما سمت الإيمان و الفقه و الأخلاق فهم برءاء من ذلك كله إلا ما رحم الله.

    و قد لفت إلى هذا المعنى شيخ الإسلام بن تيمية قبل الكاتب بسبعة قرون قال في مجموع الفتاوى - كتاب توحيد الألوهية - :

    { ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة } فأخبر أن نسيانهم حظا مما ذكروا به - وهو ترك العمل ببعض ما أمروا به - كان سببا لإغراء العداوة والبغضاء بينهم ، وهكذا هو الواقع في أهل ملتنا مثلما نجده بين الطوائف المتنازعة في أصول دينها ، وكثير من فروعه من أهل [ ص: 15 ] الأصول والفروع ومثلما نجده بين العلماء وبين العباد ; ممن يغلب عليه الموسوية أو العيسوية حتى يبقى فيهم شبه من الأمتين اللتين قالت كل واحدة : ليست الأخرى على شيء . كما نجد المتفقه المتمسك من الدين بالأعمال الظاهرة والمتصوف المتمسك منه بأعمال باطنة كل منهما ينفي طريقة الآخر ويدعي أنه ليس من أهل الدين ، أو يعرض عنه إعراض من لا يعده من الدين ; فتقع بينهما العداوة والبغضاء .

    وذلك : أن الله أمر بطهارة القلب ، وأمر بطهارة البدن ، وكلا الطهارتين من الدين الذي أمر الله به وأوجبه . قال تعالى : { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم } وقال : { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } وقال : { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } وقال : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } وقال : { أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم } وقال : { إنما المشركون نجس } وقال : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } .

    فنجد كثيرا من المتفقهة والمتعبدة ، إنما همته طهارة البدن فقط ، ويزيد فيها على المشروع اهتماما وعملا . ويترك من طهارة القلب ما أمر به ; إيجابا ، أو استحبابا ، ولا يفهم من الطهارة إلا ذلك .

    ونجد كثيرا من المتصوفة والمتفقرة ، إنما همته طهارة القلب فقط ; حتى يزيد فيها على المشروع اهتماما وعملا ; ويترك من طهارة البدن ما أمر به إيجابا ، أو استحبابا . فالأولون يخرجون إلى الوسوسة المذمومة في كثرة صب الماء ، وتنجيس ما ليس بنجس ، واجتناب ما لا يشرع اجتنابه مع اشتمال قلوبهم على أنواع من [ ص: 16 ] الحسد والكبر والغل لإخوانهم ، وفي ذلك مشابهة بينة لليهود . والآخرون يخرجون إلى الغفلة المذمومة ، فيبالغون في سلامة الباطن حتى يجعلون الجهل بما تجب معرفته من الشر - الذي يجب اتقاؤه - من سلامة الباطن ، ولا يفرقون بين سلامة الباطن من إرادة الشر المنهي عنه ، وبين سلامة القلب من معرفة الشر المعرفة المأمور بها ثم مع هذا الجهل والغفلة قد لا يجتنبون النجاسات ، ويقيمون الطهارة الواجبة مضاهاة للنصارى .

    وتقع العداوة بين الطائفتين بسبب ترك حظ مما ذكروا به والبغي الذي هو مجاوزة الحد إما تفريطا وتضييعا للحق ، وإما عدوانا وفعلا للظلم . والبغي تارة يكون من بعضهم على بعض وتارة يكون في حقوق الله ، وهما متلازمان ولهذا قال : { بغيا بينهم } فإن كل طائفة بغت على الأخرى ، فلم تعرف حقها الذي بأيديها ولم تكف عن العدوان عليها .اهـ

    و الله المستعان

  5. #5

    افتراضي

    لا يخل هذا المقال من تعميمات فاسدة لو أخذنا بمقدماتها لنزعنا الأخلاق عن أمة الإسلام برمتها. فلا أسهل أن يأتِنا ملحد ليرمي أمة الإسلام بجميع التهم المنثورة في هذا المقال وله الحق بنفس المقدمات التي اعتمدها الكاتب أن يقتبس هذه الجملة: (( الغرور الديني من أسوأ أنواع الغرور، لأن المغتر بالدنيا قد توقظه المواعظ، وأما المغتر بالدين، فلن توقظه المواعظ، وكيف له أن يتقبلها وهو يرى نفسه واعظاً لا متعظاً. )) ومن ثم يسقطها على جميع المسلمين. ولا أسهل أن يأتِ لنا ملحد بتصرفات لا أخلاقية أو تصرفات لا تمت للإسلام بصلة فيسقطها على مجموع الأمة ويلصقها بغير وجه حق بالمسلمين. وهو ما نراه اليوم في وسائل الإعلام الغربية بنفس مقدمات الكاتب نرى تشويه للإسلام والمسلمين على أعمدة الصحافة المسموعة والمكتوبة والمرئية في الغرب.
    من التعميم الفاسد أن نجد الكاتب يستشهد بحادثة تشنيع على بن جرير الطبري من قبل بعض الحنابلة ليرمي على أساسها مجموع الحنابلة بالهوى والشر والبطش. ولا أسهل أن يأتك حنبلي ويستشهد بحادثة التضييق على أحمد بن حنبل وسجنه على يد بعض المعتزلة على إثر رفضه مقولتهم في خلق القرآن. ليرمي على أساسها كل من قال أنه معتزلي بالبطش والظلم!..هل هذا منطق يصلح في النقد!
    أزمة الأخلاق في المجتمع الإسلامي أو مشكلة التعصب المذهبي هي من أمهات المشاكل وهي أزمة عامة تحتاج إلى بحث جدي في الأسباب والمسببات. أما اختزال الأزمة في جماعة ولا نجد الحل إلا في تبرئة جماعات قد تكون مدانة بنفس الصورة أو أكثر فهذا أيضا من التعصب الذي يحتاج بدوره إلى بحث في أسبابه ومسبباته.
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    ذلك أنه من خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  6. #6

    افتراضي

    تعليق الأخوة في محله في كون التعميم في هذه القضية فاسد. وخاصة لمن لديهم مرض التعميم في أية قضية ناقشوها وامتلئت نقاشاتهم بالمغالطات. وقضية التعلق بمواقف تاريخية مغالطة في حد ذاتها بالفعل. فليست أزمة الأخلاق خاصة بالسلفية فقط بل حتى الأشاعرة والمعتزلة وباقي الفرق لو رجعنا الى المصادر التاريخية؛ فما ينطبق على السلفيين ينطبق أيضا على غيرهم والكاتب لم يغفل هذا الشيء عندما قال : "ولا يعني ما سبق أن أصحاب المذاهب الأخرى من سنية وشيعية تخلو بدورها من هذا الداء الذي ابتليت به السلفية، ولكن المسألة عند السلفية تكاد تكون أكثر وضوحاً وأشد رسوخاً."

    وصاحب المقالة افتتح كلامه بكلام الشيخ الألباني رحمه الله و قد قال أيضا رحمه الله في موضع آخر: "كنت لما بدأت في حياتي العلمية أعتقد أن الأمة قد أصيبت في عقيدتها، ولا بد أن نجتهد على الناس ليتم إصلاح ما فسد .
    ثم بدا لي -بعد- أن المسلمين -أيضاً- قد أصيبوا في أخلاقهم.
    وكما قال شوقي :
    إنما الأمم الأخلاق ما بقيت*** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

    وإننا -معشر السلفيين- قد أصبنا في أخلاقنا ، وعلينا أن نعيد هيكلة أخلاقنا بما يتناسب مع عقيدتنا السلفية"
    المصدر: http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=31808

    فمن هنا أيضا نفهم أن الشيخ الألباني لا يقصد جميع السلفية بل ربما قصد الغالبية الذين خالطهم. فلا ننكر أنه بالفعل أن العديد من رواد هذا المنتدى أو غيره من طلبة العلم تجد لديه حسن الأخلاق في التعامل مع المخالف . ويبدو والله أعلم أن المقصود فيهم هم أصحاب التبديع والتفسيق والتكفير. فمن خالط هؤلاء القوم أو قرأ كتاباتهم رأى أن العديد من ردودهم على مخالفيهم قائمة على سوء الظن بالمخالف وتحميل كلامه أسوء المحامل وعليه يبنون أحكامهم؛ والشاهد على ذلك كثرة الإنقسامات بينهم.
    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء