النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: تساؤلات صعبة بشأن القدر !

  1. افتراضي تساؤلات صعبة بشأن القدر !

    السلام عليكم ورحمة الله ...

    جاء في الحديث عن النبي محمد عليه السلام حين قال: احتج آدم وموسى

    فقال له موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة

    قال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة

    وقال بعدها رسول الله: فحج آدم موسى .. فحج آدم موسى ..فحج آدم موسى "ثلاثا"

    استفساري بشأن لماذا آدم ع يحتج بالقدر رغم أن كل شيء مقدر حسب النظرية الاسلامية ، و بالتالي فلا داعي أصلاً لذكر ذلك. و إذا كان كل إنسان سيتعذر بالقدر على ما يفعل فلن نصل إلى شئ !

    وهل هناك حادث يحدث في هذا الكون دون قدر الله ؟ سواءً خطأ النبي نفسه أو الانتحار أو أي ذنب يخطر على بالك ؟

    وهل الأنبياء مسيرون في كل شيء حتى في الأخطاء.. بينما بقية البشر هم من يرتكبون الأخطاء بملء إرادتهم دون قدر!

    ثم لماذا الله حذر الانبياء وباقي البشر و هو يعلم أن كل شيء بقدره ،! و أنهم سيحتجون فيما بعد بهذا القدر ؟

    هذا الموضوع شائك و ربما يكون أكثر المواضيع تعقيداً في الأديان و كثير من معتنقي الأديان يحملون الكثير من الأفكار المتناقضة فيما يتعلق به .. .. و الخلاصة لماذا ندخل القدر في الحكم على أفعال الناس، طالما كل الأفعال تُفعل بقدر من الله ، فعل النبي و فعل الشيطان .

    أبحث عن إجابة شافية بشأن هذا الإشكال .

  2. افتراضي

    أبو مؤيّد أنا أرى أنّ الأفضل أن تسأل عن مفهوم القدر ، فتفهمه جيدا .. بدل هذه الأسئلة الفرعيّة الكثيرة !
    فهل تريد أن أوضّح لك القدر ما هو ؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أهلا بك أخي أبو مؤيد و مرحبا بك .. نسأل الله تعالى أن تجد في هذا المنتدى الإجابات الشافية على كل إشكالاتك.

    بداية أود أن أقول لك إن أول الأخطاء المنهجية التي هي المنطلق لكل الشبهات و قد تأتي على معتقد الواحد منا هو فهم الأحاديث و النصوص عامة بمعزل عن شروحات العلماء الراسخين.

    و مثال على ذلك هذا الحديث الذي قدمت به لمشاركتك و جعلت فهمك الخاطئ له أصلا محور كلامك.

    إقرأ هذا التفصيل من موقع درر :

    الجواب الصحيح في معنى هذا الحديث؟
    الجواب الصحيح: (أن آدم لم يحتج بالقضاء والقدر على الذنب، وهو كان أعلم بربه وذنبه، بل آحاد بنيه من المؤمنين لا يحتج بالقدر، فإنه باطل، وموسى عليه السلام، كان أعلم بأبيه وبذنبه من أن يلوم آدم على ذنب قد تاب منه، وتاب الله عليه, واجتباه، وهداه، وإنما وقع اللوم على المصيبة التي أخرجت أولاده من الجنة، فاحتج آدم بالقدر على المصيبة لا على الخطيئة, فإن القدر يحتج به عند المصائب لا عند المعائب) .
    وقد ذكر هذا الجواب ابن القيم – رحمه الله – وحكاه عن ابن تيمية، ثم قال: (وقد يتوجه جواب آخر، وهو أن الاحتجاج بالقدر على الذنب ينفع في موضع، ويضر في موضع، فينفع إذا احتج به بعد وقوعه والتوبة منه، وترك معاودته، كما فعل آدم، فيكون في ذكر القدر إذ ذاك من التوحيد, ومعرفة أسماء الرب وصفاته وذكرها ما ينتفع به الذاكر والسامع، لأنه لا يدفع بالقدر أمراً ولا نهياً, ولا يبطل به شريعة، بل يخبر بالحق المحض على وجه التوحيد والبراءة من الحول والقوة، يوضحه: أن آدم قال لموسى، أتلومني على أن عملت عملاً كان مكتوباً عليَّ قبل أن أخلق، فإذا أذنب الرجل ذنباً ثم تاب منه توبة، وزال أمره حتى كأن لم يكن، ثم أنبه مؤنب عليه ولامه، حسن منه أن يحتج بالقدر بعد ذلك ويقول: هذا أمر كان قد قدر عليَّ قبل أن أخلق، فإنه لم يدفع بالقدر حقاً، ولا ذكره حجة له على باطل، ولا محذور في الاحتجاج به، وأما الموضع الذي يضر الاحتجاج به ففي الحال والمستقبل، بأن يرتكب فعلاً محرماً، أو يترك واجباً، فيلومه عليه لائم، فيحتج بالقدر على إقامته عليه وإصراره، فيبطل بالاحتجاج به حقاً, ويرتكب باطلاً كما احتج به المصرون على شركهم وعبادتهم غير الله) انتهى كلام ابن القيم من شفاء العليل.


    و بالنسبة لباقي تساؤلاتك أجيبك عنها باختصار، و قبل ذلك إليك هذه القاعدة في مفهوم القدر :

    القدر أربع مراتب : هو في المرتبة الأولى علم الله المطلق الذي وافق أو سبق مراتب ثلاث : المشيئة (الإختيار و الإذن) - الكتابة في اللوح - الخلق و الإيجاد.

    وهل هناك حادث يحدث في هذا الكون دون قدر الله ؟ سواءً خطأ النبي نفسه أو الانتحار أو أي ذنب يخطر على بالك ؟
    يقول الله تعالى : (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) يعني لا شيء يشذ عن علم الله و لا عن مشيئته شيء مطلقا سواء ما كان باختياره أو بإذنه و سواء وقع أم لم يقع بعد و هذا هو أوسع معنى للقدر.

    وهل الأنبياء مسيرون في كل شيء حتى في الأخطاء.. بينما بقية البشر هم من يرتكبون الأخطاء بملء إرادتهم دون قدر!

    في الأخطاء البشرية و النقص البشري الكل سواء لكن الأنبياء عصمهم الله من الكبائر و في كل ما أنيط بهم لتبليغه إلى الناس من الدين.
    دون قدر ؟ كيف دون قدر ؟ لقد مضى معنا في القاعدة و في جواب الإشكال الأول أن كل شيء بقدر أي إما باختيار الله أو بإذنه و مشيئته.
    ثم لماذا الله حذر الانبياء وباقي البشر و هو يعلم أن كل شيء بقدره ،! و أنهم سيحتجون فيما بعد بهذا القدر ؟

    عِلم الله بكل شيء كما قلنا لا يعني أنه تعالى قد اختار حدوث كل شيء حتى الشرور المحضة التي حذرنا منها كالمعاصي مثلا و إن أذن بحدوثها، و بهذا يحل الإشكال و يبطل الإحتجاج على الذنب بالقدر.

    لعلني أوضحت لك أخي بعض القواعد التي من خلالها ستفهم إن شاء الله تعالى كثيرا من النصوص التي أشكلت عليك.

  4. افتراضي

    شكرا شيخنا ابن سلامة ..

    ونفعنا الله بعلمك وحلمك ..

  5. #5

    افتراضي

    معنى الحديث أنه بينما لا يجوز الاحتجاج بالقدر على الافعال الاختيارية للإنسان التي فعلها بإرادته الحرة ، فإنه يجوز الاحتجاج بالقدر عند المصائب والكوارث وغيرها لأنها ليست من فعل الإنسان وليست باختياره ، فيصح عندها الرجوع للقدر والتسليم له والانصياع بما قدره الله وكتبه ، بخلاف الأفعال البشرية الاختيارية التي هي من مسئولية فاعلها المباشر .. والمقصود أن موسى حاول أن يحتج على آدم لأنه أكل من الشجرة المحرمة مما كان سببًا في خروجه وذريته من الجنة ، فحاجه آدم بأنه وإن كان أكل من الشجرة إلا أن خروجه من الجنة كان من جنس المصائب المقدورة عليه وليس فعلاً مباشرًا منه فلا يصح الاحتجاج عليه به ، والدليل على هذا أنه عندما تاب آدم واستغفر من ذنبه ، غفر الله له أكله من الشجرة لكنه لم يعده إلى الجنة .. والله أعلم .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو مؤيد مشاهدة المشاركة
    شكرا شيخنا ابن سلامة ..

    ونفعنا الله بعلمك وحلمك ..
    لست بشيخ أخي الحبيب .. إنما أنا طويلب علم بارك الله فيك

  7. افتراضي

    بارك الله فيك الاخ الكريم ابن سلامة،القدر يُحتج به عند المصائب التى لا حيلة فيها وليس المعائب التى يستطيع الإنسان جهادها،والإشكال عند من استشكل عليه الحديث أنه تصور أن ادم عليه السلام كان يحتج بالقدر على معصيته،وليس ذاك بل كان يحتج بالقدر على مصيبة خروجه وزوجه من الجنة التى تسببت فى شقاء بنى ادم،ولم يُخطئ موسى عليه الصلاة والسلام فى توجيه السؤال بل نسى عليه الصلاة والسلام ولهذا فى بعض طرق الحديث الصحيحة أن أدم عليه السلام احتج بالتوراة فى قضية القدر هذه

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة مشاهدة المشاركة
    لست بشيخ أخي الحبيب .. إنما أنا طويلب علم بارك الله فيك
    وبارك فيك استاذي الحبيب ابن سلامه ..

    في كل الاحوال أنا أقل منكم علما وشأنا ..

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي مشاهدة المشاركة
    معنى الحديث أنه بينما لا يجوز الاحتجاج بالقدر على الافعال الاختيارية للإنسان التي فعلها بإرادته الحرة ، فإنه يجوز الاحتجاج بالقدر عند المصائب والكوارث وغيرها لأنها ليست من فعل الإنسان وليست باختياره ، فيصح عندها الرجوع للقدر والتسليم له والانصياع بما قدره الله وكتبه ، بخلاف الأفعال البشرية الاختيارية التي هي من مسئولية فاعلها المباشر .. والمقصود أن موسى حاول أن يحتج على آدم لأنه أكل من الشجرة المحرمة مما كان سببًا في خروجه وذريته من الجنة ، فحاجه آدم بأنه وإن كان أكل من الشجرة إلا أن خروجه من الجنة كان من جنس المصائب المقدورة عليه وليس فعلاً مباشرًا منه فلا يصح الاحتجاج عليه به ، والدليل على هذا أنه عندما تاب آدم واستغفر من ذنبه ، غفر الله له أكله من الشجرة لكنه لم يعده إلى الجنة .. والله أعلم .
    بارك الله فيك استاذي الحبيب

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر النفيس مشاهدة المشاركة
    أبو مؤيّد أنا أرى أنّ الأفضل أن تسأل عن مفهوم القدر ، فتفهمه جيدا .. بدل هذه الأسئلة الفرعيّة الكثيرة !
    فهل تريد أن أوضّح لك القدر ما هو ؟
    بارك الله فيك استاذي الحبيب ابوعمر
    كلكم نور
    وجزاكم الله عنا خير الجزاء ...

  11. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عُبَيّدُ الّلهِ مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك الاخ الكريم ابن سلامة،القدر يُحتج به عند المصائب التى لا حيلة فيها وليس المعائب التى يستطيع الإنسان جهادها،والإشكال عند من استشكل عليه الحديث أنه تصور أن ادم عليه السلام كان يحتج بالقدر على معصيته،وليس ذاك بل كان يحتج بالقدر على مصيبة خروجه وزوجه من الجنة التى تسببت فى شقاء بنى ادم،ولم يُخطئ موسى عليه الصلاة والسلام فى توجيه السؤال بل نسى عليه الصلاة والسلام ولهذا فى بعض طرق الحديث الصحيحة أن أدم عليه السلام احتج بالتوراة فى قضية القدر هذه
    وبارك فيك استاذي الحبيب عبدالله ..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء