السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الأصل في هذا الموضوع رد على بحث يزعم فوائد للحم الخنزير فارتأيت أن ارد على اصل الشبهة

الرد (مع بعض التعديل ليناسب المقام)

1 الأحكام في الإسلام الغاية منها تعبدية يعني نأخذ بالأمر متى ثبت و نطبقه أما السعي وراء الأبحاث متى وافقت القرآن آمنا و متى خالفت القرآن كفرنا فهذا أول ما يخالف سيخالف المنهجية العلمية نفسها فالمنهجية العلمية اساسا محكومة بآلات القياس و دقتها و محكومة بظروف التجربة و محكومة بتوحهات العلماء الإديولوجية.... كل هذا سيجعلنا نشكك في النتائج العلمية (هذا لا يعني ابدا أننا كمسلمين لا نأخذ بالعلم و لكن لا نرفعه أكثر من مستواه)

2 الأحكام في الإسلام غايتها تعبدية من الأساس و الغاية منها ابتلاء الانسان في مدى انقياده لله عز و جل
مثلا
سبب نزول هذه الآية: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {البقرة:195}، أن الأنصار لما أعز الله الإسلام وأمن أهله وكثر ناصروه، قال بعضهم لبعض: لقد عز الإسلام وأمن أهله... وكثر ناصروه فينبغي أن نقوم على أموالنا ونصلح ما ضاع منها... فأنزل الله تعالى الآية.

فقد روى الترمذي وغيره وصححه عن ابن عمران التجيبي قال: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيماً من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر... فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة؟ فقام أبو أيوب فقال: يا أيها الناس إنكم لتتأولون هذه الآية هذا التأويل! وإنما أنزلت هذ الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها... فأنزل الله تعالى على نبيه يرد علينا ما قلنا: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ... الآية. وكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو... فما زال أبو أيوب شاخصاً في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم. فهذا سبب النزول كما قال أهل العلم.

والله أعلم.

فكما نرى الامر بالجهاد و الحث عليه هو المصلحة هنا رغم أنه فيما يظهر للناس تهلكة و السعي على الأموال مهلكة و لكنه فيما يظهر للناس مصلحة فالمصلحة يحددها الله عز و جل

مثلا حرم الله شحوم الغنم والبقر على اليهود بسبب بغيهم وظلمهم وتعديهم حدود الله تعالى، قال الله عز وجل: وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ {الأنعام:146}.

و كما هو معلوم فالتحريم كان قبل الإسلام و حكم شحوم الغنم و البقر في الإسلام حلال و كما نرى فليس من الضروري ان يكون التحريم سببه مضرة صحية أو شيئ من هذا القبيل بل قد يأمرنا الله باشياء هي فيما يبدو لنا مضرة و لكن عندما نرد كل هذا لاصله و هو أننا في الدنيا و هي دار ابتلاء و الاختبار هو مدى انقيادنا لله عز و جل تسقط كل الشبهات

فحتى لو ثبت جدلا أن للحم الخنزير فوائد بل أكثر فيه من الفوائد ما لا يتوفر في غيره و لا مضرة فيه فالأصل أن نلتزم بالامر الإلهي لأننا الغاية من خلقنا أساسا هي الإمتثال و المنفعة و المصلحة الحقيقية هي الفوز بالجنة و رضا الله عز و جل