البداية هي قاصمة ظهور الملحدين

[مجدي ابو عيشة]

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه ومن ولاه وبعد :
فإن بداية الكون وحدوث كل شيء كان في لحظة هي البداية ، وهذه البداية هي نقطة الصفر التي بدأ فيها الزمان
فالزمان هو مقدار التغير النسبي ، فبدون التغير لا يكون هناك قياس لزمان وبدون نسبة التغير الى ثابت لا يمكن قياس الزمان .
لذلك فالبداية تحتم أن أصل الموجودات اما العدم واما أن تكون مادة بشكل معين اما ساكن واما يسير في نمط واحد لا يتغير
ولو راجعنا كل النظريات المنطقية على البداية فهي لا تخلوا من أن تكون راجعة الى إحدى هذه الفرضيات ، ومهما كانت الحالة فإن تغيرها الى غير هذه الحالة لا يمكن لعدم وجود الزمن الناتج عن التغير .
فالعدم لا يمكن أن يُحدِث شيء ، لأنه ببساطة لاشيء ،وكذا لو كانت مادة ذات شكل واحد فلا يمكن أن تتغير لانها لا تملك الزمن الناتج عن التغير ، فيبقى حالها واحد كما هو مادة لا حركة فيها ، وان كانت على نمط ما فلا يتغير هذا النمط بل سيكرر نفسه لعدم وجود مؤثر فيه ولا من خارجه .
اذا على كل الأحوال لا بد من واجدٍ لهذا التغير ، وهذا الواجد لا يعقل إلا أنه قادر على تغير هذه الحالات الى حالة لاحقة ، وهذا ينقض أصل انكار الخالق، وهذه الخطوة الأولى التي تلزم في الحالات الثلاث وجود من غير الحال الى أخرى، وبمان أننا أثبتنا الخالق لا بد أن يكون النمط محدثا سبقه حال آخر لانه في هذه الحل سيكون متغيرا ، وفيه زمان لوجود الخالق فيرجع حال النمط الى الحال الأول للعدم ، أو الحال الثاني المادة الساكنة .
اما المادة الأولى التي منها كل شيء فلا يعقل أن شيء أوجدها إلا الذي غيرها ، لانها لو كانت سابقة له لما وجد وبقيت المادة كما هي ، بل العقل يحيل أنها جاءت من لا شيء
" هو الأول"