النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: النبى محمد وتجارة الرقيق

  1. افتراضي النبى محمد وتجارة الرقيق

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وعلى اله وصحبه ومن تبعه،فهذا الموضوع منقول وهو للرد على العلمانيين الذين استفحل جهلهم وزعموا كذبا ان ليس فى الوحى الاسلامى ما يُحرم تجارة الرقيق:
    رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بذوي الاحتياجات الخاصة

    محمد مسعد ياقوت**


    لقد كانت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة لحرية الإنسان، والقضاء على عبودية البشر للبشر، فقرر الحرية الإنسانية وجعلها من دلائل تكريم الخالق للإنسان، وأولى اهتمامًا خاصًّا للعبيد، فضيق صلى الله عليه وسلم مصادر الاسترقاق ووسع منافذ التحرير، ورغب الناس في تحرير العبيد، وأخبر أن من أعتق عبدًا أعتق الله له بكل عضو عضوًا من أعضائه من عذاب النار يوم القيامة.1
    وقد بيّن المستشرق الألماني "آدم متز" أن العتق يُعَدّ مبدأ من مبادئ الإسلام، فيقول: "كان في الإسلام مبدأ في مصلحة الرقيق، وذلك أن الواحد منهم كان يستطيع أن يشتري حريته بدفع قدر من المال، وقد كان للعبد أو الجارية الحق في أن يشتغل مستقلاً بالعمل الذي يريده.. وكذلك كان من البر والعادات المحمودة أن يوصي الإنسان قبل مماته بعتق بعض العبيد الذين يملكهم"2.. بل رفع صلى الله عليه وسلم من شأن العبيد حتى جعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم -كما يقول المفكر النصراني نظمي لوقا-: "العبدان والأحابيش سواسية وملوك قريش!"3.
    ومن هنا وقفت قيادات قريش الأرستقراطية في وجه الدعوة التي ترنو إلى تحرير العبيد وتنادي بالمساواة التامة بينهم وبين السادة، ولقد كانت قيادات مكة تساوم قائد الدعوة على طرد هؤلاء العبيد مقابل إقرار قيادات مكة بالإسلام، ومن ثَم نزل القرآن الكريم محذرًا رسول الله أن يترك العبيد أو أن يطردهم، وهم الذي بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الدعوة، ويدعون ربهم الواحد الأحد صباحًا ومساءً، يريدون ببذلهم وجه الله تعالى، لا يبتغون منصبًا أو جاهًا كما يبتغي غالبية السادة.. فقال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [الكهف: 28]، إن هؤلاء العبيد -في الشرع الإسلامي السمح- هم أعظم قيمة وأكثر بركة وأرق أفئدة وأطهر نفسًا، من هؤلاء السادة الذين يستعبدون الناس، ويتجبرون في الأرض بغير الحق.. هؤلاء العبيد نزل من أجلهم الأمر من السماء إلى رائد الدعوة صلى الله عليه وسلم بأن يضعهم في عينيه! بل نزل التحذير من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم من أن يلتفت عن العبيد إلى زينة الكبراء، أو أن يتلهى عن العبد ويطيع السيد المارق.
    أما العبيد فقد وجدوا الكرامة والحرية، في تعاليم الإسلام الإصلاحية، وفك رقابهم من طوق الفقر والذل، وخلصهم من عبادة الحجارة وسياط السادة. بل جعل منهم سادات المسلمين، حتى أُثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعليقًا على حادثة شراء أبو بكر لبلال بن رباح رضي الله عنهما ليعتقه من الرق فقال: "سيدنا وأعتق سيدنا!".

    تعاليم نبوية في تحسين أوضاع العبيد
    إن المتأمل في التوجيهات النبوية يجدها تشي بالجهد الجهيد الذي بذله نبي الإنسانية في سبيل تحسين أوضاع العبيد والإماء ويعرف بحق كيف كانت مكرمة العبيد في الإسلام. وهذه بعض التوجيهات النبوية التي نذكر بعضًا منها على سبيل المثال لا الحصر:
    أولاً: وصيته صلى الله عليه وسلم بالعبيد والإماء:
    كان آخر كلمات النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجود بروحه الشريفة، وقد حضره الموت، الوصية بالعبيد والإماء.. فعن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان آخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم"4 ! إنه يوصي بالعبيد، وهو في سكرات الموت! فهو الذي احتضنهم حيًّا، وأوصى بهم بعد مماته خيرًا، فكان خير معلم لهم وخير أب وخير محرر.
    ثانيًا: تحذيره صلى الله عليه وسلم من إيذاء العبيد والإماء:
    فكان يغضب أشد الغضب من ضرب العبيد أو إيذائهم فعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، قال: كنت أضرب غلامًا لي؛ فسمعتُ مِنْ خَلْفِي صوتًا: "اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ.. لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ"! فالتفتُ فإذا هو النبي! فقلت: يا رسول الله، هو حر لوجه الله تعالى. قَالَ: "أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَعَتْكَ النَّارُ أَوْلَمَسَّتْكَ النَّارُ"5
    هكذا كان رسول الله يربي تلاميذه، ويفقه شعبه، على احترام آدمية الناس، وخاصة الضعفاء منهم والعبيد والخدم والأجراء.
    ويمتد هذا النداء الأبوي إلى حكام المسلمين في كل زمان ومكان؛ فيلزمهم بحماية العبيد من التعذيب أو الاضطهاد، فضلاً عن السعي الجاد لتحريرهم.
    ثالثًا: أمره صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى العبيد والإماء:
    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ألطف الناس بالعبيد، وأرفق الناس بالإماء، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس لطفًا! والله ما كان يمتنع في غداة باردة من عبد ولا من أمة ولا صبي أن يأتيه بالماء فيغسل وجهه وذراعيه!! وما سأله سائل قط إلا أصغى إليه أذنه فلم ينصرف حتى يكون هو الذي ينصرف عنه، وما تناول أحد بيده إلا ناوله إياها فلم ينزع حتى يكون هو الذي ينزعها منه"6.
    وعن المعرور بن سويد قال: لقيت أبا ذر بالربدة، وعليه حلة وعلى غلامه حلة [يعني من نفس الثوب] فسألته عن ذلك. فقال: إني ساببت رجلاً، فعيرته بأمه [قال لعبد: يا ابن السوداء] فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر! أعيرته بأمه!؟ إنك امرؤ فيك جاهلية! إخوانكم خولكم [العبيد والإماء هم إخوانكم في الدين والإنسانية]، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده: فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم"7.
    فحرم السخرية من العبيد أو الاستهزاء بألوانهم أو أنسابهم، كما حرم إجهاد العبد في الخدمة، وأوجب مساعدته إذا كُلّف ما يغلبه.. وحذر الفقهاء من استعمال العبيد على الدوام ليل نهار، فقالوا: إذا استعمل السيدُ العبدَ نهارًا أراحه ليلاً، وكذا بالعكس، وقالوا: يريحه بالصّيف في وقت القيلولة، ويمنحه قسطه من النّوم، وفرصة للصّلاة المفروضة. وإذا سافر به يجب عليه أن يحمله معه على الدابة أو يتعاقبان على البعير ونحوه.
    بل قالوا: "إن كان العبد ذمّيًّا فقد ذكر بعض الفقهاء أنه لا يمنع من إتيان الكنيسة، أو شرب الخمر، أو أكل لحم الخنزير؛ لأن ذلك دينه، نقله البنانيّ عن قول مالكٍ في المدوّنة"8
    وتأمل معي قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن عيّر العبد: "إنك امرؤ فيك جاهلية".. دلالة على أن صفة من يهينون العبيد ويؤذونهم بالقول أو الفعل، فوصفهم بالجهل، وربطهم بعصور الجاهلية، وعهود التخلف.
    رابعًا: تحريك الجهود الشعبية لمكافحة الاسترقاق:
    شغل الرقُ سلمانَ الفارسي رضي الله عنه حينًا من الزمن.. فقد كان مولى عند أحد الوجهاء، حتى فات سلمان عددًا من المشاهد مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، منها بدر وأحد.
    فذهب إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فأشار عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يكاتب سيده، فكاتبه على ثلاثمائة نخلة يغرسها له وأربعين أوقية من ذهب.
    وشارك المسلمون في أداء هذا الدين عن سلمان، فأحضروا له النخل وحفروا معه أماكنها، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعه بيده الشريفة وعُتق سلمان.
    وكانت أول مشاهدُه غزوة الأحزاب، وكان هو صاحب فكرة إنشاء خندق عظيم حول المدينة لتحصينها من الغزاة.. ولما نجحت الفكرة، زاد تقدير الناس لسلمان؛ نظرًا لرجاحة عقله، وجهده في خدمة دولة الإسلام بفكرة الخندق، فقال الأنصار: سلمان منا! وقال المهاجرون: سلمان منا!.
    فقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: "سلمان منا أهل البيت!!"9
    وهكذا ارتفع شأن العبيد في دولة الإسلام بجهدهم وخدمتهم للمجتمع، ولم تكن عبوديتهم أيما يوم من الأيام تشينهم بين إخوانهم المسلمين.
    وفي ذلك أيضًا النموذج العملي الذي حشد فيه النبي صلى الله عليه وسلم جهود شعبه من أجل تحرير عبد. وهو بذلك يلزم المجتمع بضرورة تضافر الجهود الشعبية لفك الإنسان من الرق.
    خامسًا: سن قاعدة "كفارة ضرب العبد عتقه":
    شرع الإسلام منفذًا لتحرير العبيد عن طريق سن قاعدة "كفارة ضرب العبد عتقه" والذي لم يكن موجودًا أيام الجاهلية، فمنح حق الحرية للعبد إذا ضربه سيده.
    فعن أبي صالح ذَكْوَانَ عن زَاذَانَ قال: أتيتُ ابن عمر، وقد أعتق مملوكًا له، فأخذ من الأرض عودًا أو شيئًا، فقال: مالي فيه من الأجر مَا يَسْوَى هذا.. سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أو ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ"10
    سادسًا: كفالة الدولة الإسلامية للعبد المعاق أو المريض:
    فلقد كان لِزِنْبَاعٍ أبو روح رضي الله عنه -أحد الصحابة- عَبْدٌ يُسَمَّى سَنْدَرَ بْنَ سَنْدَرٍ، فوجده يقبل جارية له، فقطع ذَكَرَهُ وَجَدَعَ أَنْفَهُ، فأَتَى الْعَبْدُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لزنباع: "مَا حَمَلَك عَلَى مَا فَعَلْت؟" قَالَ: فَعَلَ كَذَا وَكَذَا. فذكر له ما فعل بالجارية!.
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعبد: "اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ" فقال العبد: يا رسول الله فمولى من أنا؟ فقال: "مولى الله ورسوله".. فأوصى به المسلمين؛ فلما قُبض جاء العبد إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال: وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: نعم، تجري عليك النفقة وعلى عيالك، فأجراها عليه حتى قبض.. فلما استخلف عمر رضي الله عنه جاءه فقال: وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، أين تريد؟ قال: مصر، قال: فكتب عمر إلى صاحب مصر أن يعطيه أرضًا يأكل منها!!11.
    فالدولة -في الشرع الإسلامي- تكفل أصحاب الإعاقات من العبيد، -كما رأيت- كالمواطنين الأحرار، وقرر لهم الراتب المالي الدوري الذي يغنيهم عن التسول أو سؤال الناس

    فرية سن الاسترقاق!
    ورغم جهود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في تحرير العبيد فإن بعض الحاقدين زعموا أن محمدًا صلى الله عليه وسلم سن الاسترقاق! ونحن نترك العلامة "لايتنر" يرد على هذه الفرية، فيقول: ".. إنا نرى الأغبياء من النصارى يؤاخذون دين الإسلام كأنه هو الذي قد سنّ الاسترقاق، مع أن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد حضّ على عتق الرقاب، وهذه أسمى واسطة لإبطاله حقيقة"12..
    كذلك يتحدث الكاتب الفرنسي "فانسان مونتييه"، مستنكرًا هذه الافتراءات، فيقول: "إنهم يتهمون الإسلام بظاهرة الرَقّ التي وُجِدَتْ قبل الإسلام وليس بعده، بل حين انتشر الإسلام وطُبقت تعاليمه كان يسعى لإلغاء الرّق، بل إن كثيرًا من الكفَّارات للذنوب التي يقدم عليها المرء هو تحرير الرقاب الذي عَدَّه الإسلام تقربًا وطاعة لله"13..
    ويتحدث المفكر الإنجليزي "كويليام" عن هذه الروايات التي اختلقها الحاقدون، وزعموا أن محمدًا صلى الله عليه وسلم، سن الاسترقاق والخناسة.. فيقول:
    "إن روايات كهذه مجردة بالمرة عن الحقيقة، لا يمكن تصديقها وتصور وقوعها"14.. ويدلل على حقيقة أن محمدًا صلى الله عليه وسلم له الفضل في القضاء على النخاسة في الجزيرة العربية، فيضرب مثالاً بمناطق شرق ووسط إفريقيا التي تفشت فيها مظاهر النخاسة والاسترقاق، ويبين أن السبب في تفشي هذه المظاهر في هذه المناطق هو "لأن الإسلام لم يدخل فيها!! وبرهان ذلك أن الإسلام من خصائصه إبطال النخاسة إبطالاً دائمًا!!15".. رغم أن تجار النخاسة والرق -كما يقول إدوار بروي- كانوا "من الأوروبيين"16.. ومن ثَم.. "توقفت حركة التطور في البلدان [الإفريقية] على أثر العبث الذريع الذي أحدثه في تلك الأرجاء تجار النخاسة والرق من الأوروبيين"!17.
    وإذا قيل: إن الإسلام لم يلغِ الرق والاتجار بالبشر إلغاءً كاملاً رغم عظم مجهودات نبي الإنسانية صلى الله عليه وسلم في مكافحة الاسترقاق.. فجواب ذلك أن الدولة الإسلامية وحدها لا تستطيع أن تقضي تمامًا على عادة الاسترقاق والاتجار بالبشر، وذلك لعدة أساب وجيهة ومنطقية..
    السبب الأول: أن مظاهر الاسترقاق والاتجار بالبشر كانت متأصلة ومنتشرة في المجتمعات الإنسانية، العربية وغير العربية، منذ قديم الزمن، فكان على الشرع الإسلامي -كعادته- أن يستخدم التدرج في القضاء على المنكرات والأعراف الفاسدة، فضيّق منافذ الاسترقاق ووسع أبواب العتق.
    السبب الثاني: أن هذه العادات كانت قبل ظهور الإسلام بمثابة الأعراف الدولية، فقد كانت جميع الدول والإمبراطوريات -دون استثناء- تمارس الاسترقاق والاتجار بالبشر، ومن ثَم فإن القضاء على الرق يحتاج إلى اتفاق دولي عام، يلزم الجميع بمنع الاسترقاق أو الاتجار بالبشر.. ومعلوم أن الدولة الإسلامية أيام حضرة النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن من القوة والانتشار بالقدر الذي يسمح لها بمنع هذه العادات.
    السبب الثالث: أن الناس كانوا حديثي عهد بالإسلام، وإذا أصدرت الدولة قرارًا بمنع الرق؛ فسوف يقع حرج شديد على هؤلاء الناس الذين أصبحت تجاراتهم وأعمالهم تقوم على كاهل هؤلاء العبيد.. فكان على النظام الإسلامي أن يأخذ بمبدأ التدرج في منع الاسترقاق والاتجار بالبشر.
    السبب الرابع: أن الدولة الإسلامية لم تكن تمتلك من الإمكانيات الاقتصادية والمالية بحيث تتمكن من كفالة هؤلاء العبيد بعد تحريرهم، أو حتى توفير فرص عمل لهم جميعًا، فمن المعروف أن العبيد كانوا في كفالة أسيادهم، يطعمون من مال السادة، ويحترفون لهم في مهنهم

    تحريم الاتجار بالبشر
    ومن دلائل مكافحة الاسترقاق في الشرع الإسلامي، تحريمه لكافة صور ومظاهر الاتجار بالبشر، وخاصة النساء والأطفال الأحرار.. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قَالَ اللَّهُ: ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ"18.
    فجعل الاتجار بالبشر من أبواب الخيانة والغدر والظلم، والله عز وجل خصم لجميع الغادرين إلا أنه أراد التشديد على هذه الأصناف الثلاثة، فقد ارتكبوا جرمًا شنيعًا يتعلق بحقوق الإنسان، فأحدهم غدر بأخيه الإنسان، فعاهده عهدًا وحلف عليه بالله ثم نقضه، والثاني باع أخاه الإنسان الحر، والثالث أكل مال أخيه الإنسان الأجير، وهو داخل في إثم المتاجرة بالبشر كالثاني؛ لأنه استخدمه بغير حق، وخالف الأمر النبوي: "أَعْطِ الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ"19.
    وجريمة الاتجار بالبشر -التي حرمها الشرع الإسلامي الفضيل- تتسربل بصور عديدة مارستها المجتمعات الجاهلية في القديم والحديث.. فمارستها قبائل العرب ودول الفرس والرومان قبل بعثة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، فكانوا يقطعون الطرق على الأحرار، فيسرقون أموالهم ويبيعونهم في أسواق النخاسة على أنهم عبيد.. وفي العصر الحديث مارس الأمريكان هذا السلوك الجاهلي مع الزنوج، فخصصوا الهيئات التي تبيع وتشتري فيهم، وهم أحرار، ومارسوا أبشع صور التمييز العنصري في حقهم. إضافة إلى ظهور جماعات المتاجرة بالأطفال والنساء؛ لغرض الاستغلال الجنسي التجاري، ناهيك عن استغلال هذه الجماعات للكوارث الطبيعية والحروب لممارسة نشاطها، وخير شاهد ما حدث في كارثة تسونامي وما أعلنته الصحف عن أرقام مفزعة للنساء والأطفال الذين تم الاتجار بهم في ظل هذه الكارثية الإنسانية، الأمر نفسه حدث مع ضحايا الشعب المسلم في البوسنة والهرسك بعد ما أعمل فيه الجيش الصربي الذبح، فتم بيع آلاف الفتيات والأطفال على مرأى ومسمع من العالم (المتحضر).. وتحولت البلدان الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية إلى مراكز كبرى للاتجار بالبشر من جانب العصابات المنظمة التي تحصد سنويًّا ما بين 8 و10 مليارات دولار من الاتجار بالأطفال والنساء، وذلك وفقًا لإحصائيات وزارة العدل الأمريكية... بيد أن الشرع الإسلامي الكريم حرّم بيع الأحرار، وناهض تجارة البشر بالبشر، وحرم إكراه الفتيات على ممارسة البغاء فقال الشارع الحكيم: "وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النور: 33].
    إلى جانب أن جريمة الاتجار بالبشر تنتهك حق الإنسان في الحرية، وتنتهك حقوق الأطفال والنساء في العيش في بيئة آمنة صالحة، فهي تنزعهم من أسرهم ومن بين آبائهم وأمهاتهم إلى جحيم الاستغلال الجنسي والسخرة والتعذيب النفسي والجسدي.. وكلها مظاهر حرمها الإسلام وحاربها نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.
    هكذا كان المنهج النبوي في التعامل مع مظاهر الاسترقاق والاتجار بالبشر؛ ليسجل أمام الله تعالى ثم التاريخ أن النظام الإسلامي هو أول نظام في تاريخ البشرية ناهض الاسترقاق وحارب المتاجرة بالبشر.


    ---------------------------
    ** الأستاذ محمد مسعد ياقوت داعية مصري، وباحث مشارك في إعداد بعض المشاريع العلمية الهامة، ومُعِد ومقدم برامج في التلفزيون المصري والفضائيات العربية، وعضو لجنة الكتاب الأفارقة والآسيويين. yakoote@gmail.com
    (1) حديث أبي هريرة في صحيح مسلم، باب فضل العتق، ح: 1509: "من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربًا منه من النار" (الإرب هو العضو)
    (2) آدم متز: الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، 1/ 290 .
    (3) نظمي لوقا: محمد الرسالة والرسول، ص 185
    (4) صحيح - أبو داود ،ح: 5156، أحمد، ح: 585
    (5) صحيح - أبو داود ، باب حق المملوك، ح: ( 4492) .
    (6) صحيح - أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة (116)، أبو حنيفة في مسنده (40)، الحارث في مسنده (939)، وذكره ابن حجر العسقلاني في المطالب العالية ( 3931 ).
    (7) صحيح – البخاري،كتاب الإيمان، برقم 30، مسلم، كتاب الإيمان والنذور، باب: إطعام المملوك مما يأكل، رقم: 1661
    (8) عن الموسوعة الفقهية، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت، باب "رقّ"
    (9) الحاكم في المستدرك، ح: 6541، الطبراني: المعجم الكبير،ح: 6040، والقصة منتشرة في كتب السيرة، في ثنايا أحداث الخندق .
    (10) صحيح - سنن أبي داود ، ح: 4500 .
    (11) حسن - أحمد ( 2/ 182 )، أبو داود ( 4519 ) ابن ماجه ( 2680 ).
    (12) لايتنر :دين الإسلام ، ص 7
    (13) انظر: عرفات كامل العشي: رجال ونساء أسلموا، 231
    (14) عبد الله كويليام: العقيدة الإسلامية ، ص26
    (15) المصدر السابق
    (16) إدوار بروي: تاريخ الحضارات العام 3/ 564
    (17) المصدر السابق
    (18) صحيح - رواه البخاري، كتاب البيوع ، باب إثم من باع حرًا، ح: 2075
    (19) حسن - البيهقي، ح: (11439)، عن أبى هريرة

    المصدر : إسلام أون لاين، صفحة مع الحبيب، قسم أخلاق الحبيب
    http://www.saaid.net/mohamed/232.htm

  2. افتراضي

    هذه القضية طال الجدل حولها والرد بسيط:مثلها كمثل اى مسألة فقهية تخضع لاخف الضررين وخير الخيرين،فعندما كان الاسترقاق عادة اجتماعية كونية فى عصر الرسالة وما بعده لقرون استغل المسلمون هذه العادة الكونية المتوارثة من اجل نشر الاسلام وتأسيس جيل من الموالى من العلماء الربانيين والمجاهدين العظام ويكفى ان نعرف انه فى عصور الحضارة الاسلامية المتأخرة جدا،فى العصر العثمانى كانت فرقة الانكشارية وهى اهم فرق الجيش العثمانى من ابناء العبيد،ولكن هذا لايعنى أن الاسلام لا يحرم الاسترقاق اذا كانت مضاره اكبر من منافعه كما جاء بالمقال الذى بأعلى جزى الله كاتبه خيرا،وكلمة اخيرة فى اذن العلمانيين العرب:إن تحريم الاسترقاق رسميا لا يعنى تحريمه حقا فتجارة البشر لازالت قائمة وبقوة فى الغرب والشرق وستظل موجودة إلى قيام الساعة لأن النزعة القهرية فى الانسان لايمكن وقفها بقانون،وستظل حفنة من البشر تتلذذ بالسيطرة على ضعفاء البشر وتستفيد بذلك ماديا ومعنويا فأيهما افضل:الدين الربانى الذى وضع القواعد والقوانين لحالات يستحيل ان تمنعها الاحكام البشرية ام القوانين البشرية القاصرة التى لم تمنع جريمة؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    نتمى نحن الاحرار ان يعاملنا الناس كما امر النبى ان يعامل الرقيق
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خطاب أسد الدين مشاهدة المشاركة
    نتمى نحن الاحرار ان يعاملنا الناس كما امر النبى ان يعامل الرقيق
    صدقت اخى الكريم

  5. افتراضي

    لا أدري ما هو الهدف من مثل هذه المواضيع ..!!
    هي لا تسمن و لا تغني من جوع ...
    فسواء كان استرقاق البشر خيرا أم شرا ، فلا تستيطعون فعل ذلك ... و إن فعلتم ذلك ، فلن يترككم المجتمع ، و ستقوم الأمم المتحدة بالحرب على الدولة أو المجتمع الذي يقوم باستعباد المجتمعات الأخرى ...
    فما الفائدة من استحضار هذه المسائل بين الفينة و الأخرى ؟؟!!

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر النفيس مشاهدة المشاركة
    لا أدري ما هو الهدف من مثل هذه المواضيع ..!!
    هي لا تسمن و لا تغني من جوع ...
    فسواء كان استرقاق البشر خيرا أم شرا ، فلا تستيطعون فعل ذلك ... و إن فعلتم ذلك ، فلن يترككم المجتمع ، و ستقوم الأمم المتحدة بالحرب على الدولة أو المجتمع الذي يقوم باستعباد المجتمعات الأخرى ...
    فما الفائدة من استحضار هذه المسائل بين الفينة و الأخرى ؟؟!!
    لقد اثارها اللادينيون ونحن نوضح لهم أنهم جهلاء لايعلمون،وأن الرق فى الاسلام نظام تام الضبط والربط وانه من المباحات وليس من الواجبات ولا المستحبات

  7. افتراضي

    الإشكال لن يُحلّ بهذه السهولة ... فالمسألة تحتاج إلى تفهّم و ليس إلى فهم ... !
    فاللادينيّون يقولون صراحة : ألم يكن يستطيع الله أن يقول : يا أيّها الذين آمنوا لا يحلّ لكم أن تستعبدوا النّاس كرها !؟! كما قال : يا أيّها الذين آمنوا لا يحلّ لكم أن ترثوا النّساء كرها !؟! و الفعلان كانا موجودان في مجتمع قريش ، فلماذا حرّم الفعل الثاني صراحة و سكت عن الأول ، برغم أنّ الأول أقبح من الثاني ؟؟!!

    و مثل هذه الأسئلة تعتمد في حقيقتها على التفهّم لا على الفهم .. فقد يفهم الإنسان و لكن لا يتفهّم ، و لكن إن أراد التفهّم سيفهم ..
    بمعنى لو انطلق الإنسان من قاعدة أنّ الله حكيم ، و عدل .. يمكن البناء على ذلك للوصول إلى الحكمة من هذا التدرج في التحريم أو عدم التصريح به ... و حيث أنّ الملحد لا يؤمن بالله ، فبالضرورة لا يقرّ بحكمته .. و أمّا اللاديني الربوبي فهو أيضا قد لا يسلّم بكون الله حكيما برغم إيمانه بوجود خالق ..
    فلم يعد هناك وسيلة حقيقيّة لغلق هذا الملف معهم إلا بالقول بأنّ هذه القضيّة من الماضي ، تعامل الله معاها بما يناسبها في ذلك الوقت .. فيتحوّل النّقاش إلى قضيّة : هل كان الحل مناسبا أو غير مناسب ؟؟ و هذا يحتاج إلى بحث تاريخي و اجتماعي لدراسة دور الإسلام في زيادة عدد العبيد عند العرب أو تقليل العدد عندهم .. و هذه تحتاج إلى بحوث جادّة من معاهد متخصّصة ، أمّا اللادينيّون المشاغبون فلا ينبغي أن يطرحوا هذه القضايا ، و لا يكون الردّ عليه إلاّ بالقول : دع عنك الفروع ، و ناقشنا في الأصول ، ناقشنا في وجود الله و وحدانيّته ، أو ناقشنا في نبوّة الرسول و صدقه !
    هذه هي المراحلة الثلاثة لمعالجة هذه المسألة :
    المرحلة الأولى : الله حكيم ، و بالتّالي هو يشّرع بحكمة و لحكمة !
    المرحلة الثّانية : المسائل الفقهيّة تعتمد على ظروفها ، و هذه المسألة انتهت و قد تعامل الشرع معها بما كان مناسبا لها !
    المرحلة الثالثة : هذه المسألة من الفروع ، و لا يصح النّقاش في الفروع قبل الاتّفاق على الأصول !
    التعديل الأخير تم 03-12-2016 الساعة 09:31 AM

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر النفيس مشاهدة المشاركة
    الإشكال لن يُحلّ بهذه السهولة ... فالمسألة تحتاج إلى تفهّم و ليس إلى فهم ... !
    فاللادينيّون يقولون صراحة : ألم يكن يستطيع الله أن يقول : يا أيّها الذين آمنوا لا يحلّ لكم أن تستعبدوا النّاس كرها !؟! كما قال : يا أيّها الذين آمنوا لا يحلّ لكم أن ترثوا النّساء كرها !؟! و الفعلان كانا موجودان في مجتمع قريش ، فلماذا حرّم الفعل الثاني صراحة و سكت عن الأول ، برغم أنّ الأول أقبح من الثاني ؟؟!!

    و مثل هذه الأسئلة تعتمد في حقيقتها على التفهّم لا على الفهم .. فقد يفهم الإنسان و لكن لا يتفهّم ، و لكن إن أراد التفهّم سيفهم ..
    بمعنى لو انطلق الإنسان من قاعدة أنّ الله حكيم ، و عدل .. يمكن البناء على ذلك للوصول إلى الحكمة من هذا التدرج في التحريم أو عدم التصريح به ... و حيث أنّ الملحد لا يؤمن بالله ، فبالضرورة لا يقرّ بحكمته .. و أمّا اللاديني الربوبي فهو أيضا قد لا يسلّم بكون الله حكيما برغم إيمانه بوجود خالق ..
    فلم يعد هناك وسيلة حقيقيّة لغلق هذا الملف معهم إلا بالقول بأنّ هذه القضيّة من الماضي ، تعامل الله معاها بما يناسبها في ذلك الوقت .. فيتحوّل النّقاش إلى قضيّة : هل كان الحل مناسبا أو غير مناسب ؟؟ و هذا يحتاج إلى بحث تاريخي و اجتماعي لدراسة دور الإسلام في زيادة عدد العبيد عند العرب أو تقليل العدد عندهم .. و هذه تحتاج إلى بحوث جادّة من معاهد متخصّصة ، أمّا اللادينيّون المشاغبون فلا ينبغي أن يطرحوا هذه القضايا ، و لا يكون الردّ عليه إلاّ بالقول : دع عنك الفروع ، و ناقشنا في الأصول ، ناقشنا في وجود الله و وحدانيّته ، أو ناقشنا في نبوّة الرسول و صدقه !
    هذه هي المراحلة الثلاثة لمعالجة هذه المسألة :
    المرحلة الأولى : الله حكيم ، و بالتّالي هو يشّرع بحكمة و لحكمة !
    المرحلة الثّانية : المسائل الفقهيّة تعتمد على ظروفها ، و هذه المسألة انتهت و قد تعامل الشرع معها بما كان مناسبا لها !
    المرحلة الثالثة : هذه المسألة من الفروع ، و لا يصح النّقاش في الفروع قبل الاتّفاق على الأصول !


    خذلك سنكرس
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عُبَيّدُ الّلهِ مشاهدة المشاركة
    لقد اثارها اللادينيون ونحن نوضح لهم أنهم جهلاء لايعلمون،وأن الرق فى الاسلام نظام تام الضبط والربط وانه من المباحات وليس من الواجبات ولا المستحبات
    الله يجزيك خير ...

    لأنه لا يوجد دليل واحد يمنع الرق ,والنبى اكمل الرسالة والدين ,فلا نحتاج لتشريع احد من الناس كائنا من كان .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمر النفيس مشاهدة المشاركة
    لا أدري ما هو الهدف من مثل هذه المواضيع ..!!
    هي لا تسمن و لا تغني من جوع ...
    فسواء كان استرقاق البشر خيرا أم شرا ، فلا تستيطعون فعل ذلك ... و إن فعلتم ذلك ، فلن يترككم المجتمع ، و ستقوم الأمم المتحدة بالحرب على الدولة أو المجتمع الذي يقوم باستعباد المجتمعات الأخرى ...
    فما الفائدة من استحضار هذه المسائل بين الفينة و الأخرى ؟؟!!
    يوجد جماعات اسلامية (مثل داعش) تقوم بالاسترقاق في هذا العصر.
    لذا الرد لابد ان يكون بتبيين تجريم ذلك من الكتاب والسنة، وليس من الامم المتحدة

  11. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عُبَيّدُ الّلهِ مشاهدة المشاركة
    ... إن تحريم الاسترقاق رسميا لا يعنى تحريمه حقا فتجارة البشر لازالت قائمة وبقوة فى الغرب والشرق وستظل موجودة إلى قيام الساعة لأن النزعة القهرية فى الانسان لايمكن وقفها بقانون،وستظل حفنة من البشر تتلذذ بالسيطرة على ضعفاء البشر وتستفيد بذلك ماديا ومعنويا فأيهما افضل:الدين الربانى الذى وضع القواعد والقوانين لحالات يستحيل ان تمنعها الاحكام البشرية ام القوانين البشرية القاصرة التى لم تمنع جريمة؟...
    يا اخي الكريم ما هكذا يكون الرد. فكلامك هذا ينطبق ايضاً مثلاً على العلاقة الغير شرعية بين الرجل والمرأة. فالقوانين البشرية القاصرة لا تستطيع منع ذلك، لكن الدين منعها منعاً كلياً، ولم يقننها بقوانين.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ((الدين الربانى الذى وضع القواعد والقوانين لحالات يستحيل ان تمنعها الاحكام البشرية ام القوانين البشرية القاصرة التى لم تمنع جريمة؟...))

    كلامٌ من ذهب للاخ عبيد الله ...

    ولذلك الاسلام حصر مصادر الرق فى الحرب وفى ولادة الرقيق من امه ,وأما شراء الرقيق من الكفار ففيه نزاع لأن عمر وعلى رضى الله عنهما منعاه وكرهه قتادة ,وقيل هو ألارجح .

    وبين كيفية المعاملة للرقيق وهو أمر لا جهالة فيه ومنعنا من ضربه وسبه وشتمه واهانته الخ..

    وعدد وسائل التحرير للرقيق..

    والرق هو من فروع الجهاد وهو اختيار وليس للوجوب وهو متعلق بالسياسة الشرعية والمصلحة العائدة على الامة الاسلامية ...

    وأما الاستدلال بداعش وأخواتها فليس هذا من الصواب ,وإلا الرد سيكون أبسط من هذا بكثير ..
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  13. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خطاب أسد الدين مشاهدة المشاركة
    ((الدين الربانى الذى وضع القواعد والقوانين لحالات يستحيل ان تمنعها الاحكام البشرية ام القوانين البشرية القاصرة التى لم تمنع جريمة؟...))
    كلامٌ من ذهب للاخ عبيد الله ...
    اخي الكريم هذا الوجه من الاستدلال غير صحيح. فالاحكام البشرية مثلاً لم تستطع ان تمنع العلاقة الغير شرعية بين الرجل والمرأة، لكن الدين فعل ذلك ومنعها بالكلية بدون قيد او شرط.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خطاب أسد الدين مشاهدة المشاركة
    ولذلك الاسلام حصر مصادر الرق فى الحرب وفى ولادة الرقيق من امه ...
    وبين كيفية المعاملة للرقيق وهو أمر لا جهالة فيه ومنعنا من ضربه وسبه وشتمه واهانته الخ ...
    وعدد وسائل التحرير للرقيق..
    والرق هو من فروع الجهاد وهو اختيار وليس للوجوب وهو متعلق بالسياسة الشرعية والمصلحة العائدة على الامة الاسلامية ...
    وأما الاستدلال بداعش وأخواتها فليس هذا من الصواب ,وإلا الرد سيكون أبسط من هذا بكثير ..
    ما ذكرته ليس في ايه اي رد على داعش. فهم فعلوا الرق في حرب ولم يشتروه من كفار، واختاروا ان يفعلوا ذلك لمصلحة رأوها، فعلى اي وجه تُحرّم او تُجرّم ما فعلوه؟

  14. افتراضي

    اخي الكريم هذا الوجه من الاستدلال غير صحيح. فالاحكام البشرية مثلاً لم تستطع ان تمنع العلاقة الغير شرعية بين الرجل والمرأة، لكن الدين فعل ذلك ومنعها بالكلية بدون قيد او شرط.
    تجارة البشر بقواعدها الغربية قطعا لا تصح شرعا ولكن من ينتقد احكام الرق فى الاسلام وانه مباح لم ينتقد سكوت الحضارة الغربية على اساءة معاملة العمال وتجارة البشر فلانجد لدى الغرب جدية حقيقية فى محاربة هذه الظاهرة والسبب الذى لا يعلنوه أن الحضارة المادية لاتعترف بقيم ولا بقواعد فالارباح والمكاسب هى الهدف بعكس الدين الذى ربط كل مكسب وغنيمة ومنفعة برضا الله تعالى وهذا ما لم يفهمه من ينتقد ان الرق موجود فى الاسلام.
    ما ذكرته ليس في ايه اي رد على داعش. فهم فعلوا الرق في حرب ولم يشتروه من كفار، واختاروا ان يفعلوا ذلك لمصلحة رأوها، فعلى اي وجه تُحرّم او تُجرّم ما فعلوه؟
    داعش لم يخطئ فى تقرير فكرة السبى،داعش اخطأ شرعيا فعلا عند سبى الايزيديات والنصرانيات،لأنه فعل ذلك بغدر وخسة ولأنه لم يعتبر سنة النبى محمد عليه السلام العملية فى عدم فعل شئ يؤدى إلى ما هو اضر منه حتى لو كان حلالا او امرا شرعيا،فالنبى صلى الله عليه وسلم رد سبايا هوازن لمصلحة شرعية،وداعش اخطأ بعدم الاخذ بالعرف الذى تعارف عليه الناس فى هذا الزمان ان استرقاق الاحرار مذموم.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يوجد جماعات اسلامية (مثل داعش) تقوم بالاسترقاق في هذا العصر.
    لذا الرد لابد ان يكون بتبيين تجريم ذلك من الكتاب والسنة، وليس من الامم المتحدة
    يا أخي الإسلام لم يمنع الرق و لكن حصر أسبابه في سبب واحد و هو الحرب
    و الرد على داعش و غيرها يكون بمحاكمتهم للقرآن و السنة و إجماع العلماء

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء