صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 61

الموضوع: السماوات السبع علميا ..

  1. #31

    افتراضي

    أرجو من الاشراف حذف المشاركات رقم 29 و30 و31

  2. #32
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m.kareem مشاهدة المشاركة
    أرجو من الاشراف حذف المشاركات رقم 29 و30 و31

    أنت مُحِقّ حذفها أولى !

  3. #33

    افتراضي

    شكرا للإشراف للحذف
    جزاكم الله خيرا

  4. #34

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة مشاهدة المشاركة
    أنت مُحِقّ حذفها أولى !
    تحياتي

  5. افتراضي

    [quote=ابن سلامة;2942818][color="#000000"]
    و تجدر الإشارة إلى أن هذه المسألة إنما هي متفرعة عن أصل النقاش و هو ماهية السموات السبع في القرآن الكريم و أنها السموات العلى و بطلان الزعم بأنها طبقات الغلاف الجوي من كل وجه.
    عندما نجد الكثير من الروايات و التفاسير تتحدّث عن الأراضين السبع مع السّموات السبع معا ، فإنّ هذا يجعل الحديث عن السّماوات السّبع يتطرّق تلقائياً إلى الأراضين السّبع !
    بينما الآيات القرآنيّة دائما تقول " السماوات و الأرض " ، فلم تورد مصطلح " الأراضين السبع " .. لكن مع ذلك أصبح الحديث عن الأراضين السبع جزء من موضوع السموات السبع ، بفعل واقع الروايات و تفاسيرها .. !

    نعم أنا أومن بوجود سبع طبقات أرضية هي الموسومة بالسبع أرضين لكنني متوقف في تحديدها كما قلت آنفا، لأنه لا دليل قطعي على تطابق الوصف. فلا أتسرع كما يتسرع البعض و يعده إعجازا إلا مع تحقق الوصف كما تحقق في غير هذا الموطن !
    من الجيّد عدم التسرّع في إسقاط النظريّات العلميّة الحديثة على نصوص القرآن و السنّة ، لكن ليس من الجيّد عزل نصوص القرآن و السنّة عن واقع العلم و مستجدّاته !
    بودّي أن أسألك سؤالين ، أرى أنّهما يغنيان عن الكثير من الكلام في هذه المسألة ...

    السؤال الأوّل : هل الأرض التي نعيش عليها أحد الأراضين السبع أم لا ؟!! بمعنى : هل تحت أرضنا التي نعيش عليها 7 أرضين أم تحت أرضنا التي نعيش عليها 6 أرضين ؟؟!!

    السؤال الثّاني : هل تعتقد بأنّ الأرض التي نعيش عليها كرويّة أم مسطّحة ؟!! و إن كنت تعتقد بأنّها كرويّة فهل الأراضين الستّ التي تحتنا - أو الأراضين السبع - هي أراضي كرويّة كأرضنا أو ليست كرويّة ؟؟!!

    أعتقد أنّ الإجابة الواضحة على السؤالين ، سيختصر ما أردت إيصاله لك من هذه المسألة ...

    و لماذا الحديثان لا يلزمان بذات المعنى و الآية تصدقه، قول الله تعالى : ( ومن الأرض مثلهن) ؟
    فعندما خلق الله السموات جعلهن سبعا و من الأرض سبعا ، هذا ما فهمه السلف و الخلف من الآية و لم تفهمه أنت !
    فقرن بين آية الخلق و بين الحديث ، فهل أنت أفقه منه، بإرجائك تحقق معنى الآية إلى يوم القيامة و نفيك أن يكون واقعا ؟
    من الواضح جدا أنّ الآية تتحدّث في موضوع ، و الحديثان يتحدّثان عن موضوع آخر ... !
    فالآية تتحدّث عن بدايات الخلق ، و ماذا خلق الله في هذه الحياة الدنيا . حيث خلق سبع سموات و من الأرض مثلهنّ ....
    بينما الحديث يتحدّث عن الظلم و عاقبة الظالم يوم القيامة . حيث سيخسف بالظالم في سبع أرضين يوم القيامة ...
    فالآية تكلّمت عن الخلق في الحياة الدنيا ، و الحديثان عن شكل من أشكال العذاب يوم القيامة ...
    القول بأنّ الحديثان تتكلّمان عن الخلق أو مفسّران للآية الكريمة ، قول يحتاج إلى دليل واضح و قرينة بيّنة .. و إلا فالأصل اختلاف الموضوعين !
    و بالتالي فليس هناك إرجاء للآية الكريمة ، بل الآية القرآنيّة تتحدّث عن أمر قد حدث فعلا و انتهى في الماضي ، و الحديثان يتحدّثان عن أمر سيحدث في المستقبل ...
    و كلّ الذي قلته هو أنّنا لا ينبغي أن نجعل ما سيكون يوم القيامة ، دليلا على ما هو كائن في الدنيا .. فإن كانت الأرض يوم القيامة بحالة معيّنة تتيح أن يعذّب الظالمون في النّار بطريقة معيّنة ، فلا يلزم من ذلك أنّ الأرض على نفس تلك الحالة في هذه الدنيا ... إذ قد أوضح الله قائلا : " يوم تبدّل الأرض غير الأرض " .. !


    فلا عبرة لبقاء الأرض على حالها و لا حكمة في أن تبدل تبديلا كليا فلا تبقى سبع طبقات كما كانت ، فالحديث صرّح بذلك ..
    يبدو أنّك لم تفهم هذه النقطة جيّدا ، لذا سأحاول إيصالها إليك ...!
    لو قال قائل : يوم القيامة تكون السّماء الدنيا مزيّنة بزينة الكواكب ؛ لقوله تعالى : " إنّا زينّا السماء الدنيا بزينة الكواكب. و حفظا من كلّ شيطان مارد . لا يسمّعون إلى الملأ الأعلى و يقذفون من كلّ جانب " الصافّات : 6-8 !
    سنقول له : استدلالك باطل يا أخي ، فهذه الآية تتحدّث عن السّماء الدنيا في الدنيا. أمّا في الآخرة فإنّ الله قد قال : " يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السّماوات " . و بالتالي قد لا تكون السماء الدنيا يوم القيامة مزيّنة بزينة الكواكب ! خاصّة أنّ الشيطان المارد لن يسمّع إلى الملأ الأعلى ، حيث سيكون في النّار ، فهل ستظلّ يقذف من كلّ جانب برغم أنّه أصلا في النّار و لم يعد يسمّع ؟!
    بالمثل إن قال قائل : في الحياة الدنيا الأرضون السبع طباقا ، و يخسف الظالم الذي اغتصب الأراضي ظلما في سبع أرضين ، و يطوّق من سبع أرضين حتى لو ظلم قيد شبر من الأرض !
    سنقول له : استدلالك باطل يا أخي ، فهذه الأحاديث تتحدّث عن الأرض يوم القيامة. و قد قال الله تعالى : " يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السّماوات " ، و بالتالي قد لا تكون الأرض في الدنيا بنفس الهيئة التي ستكون عليها يوم القيامة . وبالتالي لا دليل أنّ الأراضين السبع طباقا و طوق و قابل لخسف الظالمين فيها ؛ إذ كلّ ذلك يقع يوم القيامة.
    فكان اعتراضي هو إسقاط حال الأرض يوم القيامة على أنّها تمثّل حالها في الدنيا ! خاصة أنّ القرآن صرّح بتبديل الأرض غير الأرض ، وبالتالي فحالها الآن ليست نفس الحالة التي ستكون عليها .. وبالتالي ليس بالضرورة أن نفهم الأراضين السبع في الدنيا بنفس الطريقة التي نفهمها في يوم القيامة !


    و إنما منتهى ما نستشهد به في الباب قوله تعالى : (و من الأرض مثلهن) و جمهور السلف على أن المثلية هنا مثلية العدد. و القول بالمطابقة لا يلزم منه المطابقة من كل وجه و إلا لما أعاد الحديث هنا عن أرض أو سبع أرضين لها خصوصياتها في المادة و التركيب.
    أتّفق معك في أنّ المثليّة في الآية الكريمة هي مثليّة في العدد ، و ليست مثليّة في الهيئة ؛ إذ لا مجال لمثليّة الهيئة ... !
    التعديل الأخير تم 03-18-2016 الساعة 06:18 PM

  6. افتراضي

    [quote=ابن سلامة;2942830]

    و بإسقاط هذه القواعد على ما قلته هنا يتبين أنك خلطت و فرقت بين العقائد بغير ضابط ، فقد جاءت النصوص صريحة في أن الجنة في السماء السابعة كقول الله تعالى : - ( عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ) و كحديث المعراج و فيه تفصيل الآية و حديث ''سقفها عرش الله'' بحيث تقرر عند جميع المسلمين أنها في السماء السابعة ما يعني أن جحود ذلك كفر، في حين أن النار لم يرد في شأنها نص صريح و أنها في الأرض السابعة عدا أثار بعض الصحابة لكن في سندا نظر.
    كأنّك تعيد كلامي !
    فما قلته هو أنّ الجنّة في السموات العلى و أمّا النّار فليس من المعلوم من الدين بالضرورة .. و ها أنت تؤكّد ذلك ، حيث تقول بأنّ أدلّة مكان النّار هي آثار لبعض الصحابة ، وفي سندها نظر .. !
    فلماذا تقول بأنّي خلطت و فرّقت بين العقائد بغير ضابط ؟؟!!

    إذا كنت لا ترى في بعض قولي ما يوافق قولك فليس فيها شيء أما أن تفهم من قولي غير ما قلته فهذه طامة بالنسبة لي.
    هذا يعطيني انطباع أني أكلم شخصا لا يفهمني ..
    أين قلت أنا بأنّ الجنّة يوم القيامة موجودة في السموات العلى و أن الناس يعرجون إليها ؟
    ثم أين وجدت أن الروايات تقول بأنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة ؟؟؟؟
    أتمنى أن تريني أين ورد ذلك في مقالي !
    أنا لم أقل بأنّك قلت ذلك !
    ما قصدته هو أنّ القول بأنّ الجنّة في السماء السابعة في الدنيا ، لا يخوّل صاحبه أن يقول بأنّها كذلك يوم القيامة ... و بالتالي يجب الفصل بين حال الجنّة و النّار في الدنيا و بين حالهما في الآخرة ... و بالمثل يجب الفصل بين حال السموات و الأرض في الدنيا و بين حالهما يوم القيامة ... هذا هو لبّ القضيّة !
    الروايات لا تقول بأنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة. لكن عندما عرضت قوله تعالى : " إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين " قلت بأنّ سجّين هي الأرض السفلى. أليست الأرض السفلى هي الأرض السابعة ؟! أليست الآية تتحدّث عن يوم القيامة ! فيُفهم من كلامك أنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة ، كما أنّها في الأرض السابعة في الدنيا !!!
    من أجل ذلك نبّهت أكثر من مرّة إلى ضرورة الفصل بين حال النّار في الدنيا و حالها يوم القيامة ...!

    أولا أين قلت لك :
    أنّ باطن الأرض أشدّ حرارةً من باطن الشمس !!!!
    هذه من عندك !!!!!!!
    قلت لك حرارة باطن الأرض مماثلة أو مقاربة لحرارة سطح الشمس.
    ما علينا ..
    حاول التركيز في كلامي ، فأنا أيضا لم أقل بأنّك قلت بأنّ باطن الأرض أشدّ حرارة من باطن الشمس !
    و لكنّي سلّمت لك جدلا أنّ حرارة باطن الأرض أقلّ من حرارة باطن الشمس حتى و إن لم تقل أنت ذلك ! إذ لا يعقل أن تكون النّار في باطن الأرض و مع ذلك تكون باطن الشمس أشدّ حرارة !!! و الحديث يقول بأنّ نار جهنّم أشد حرا من نار الدنيا ، و نار الدنيا يشمل النار الناتجة في باطن الشمس أو في باطن أيّ نجم آخر ..
    و بالتالي هناك لازم القول و هناك لازم الاعتقاد ، و أنا سلّمت لك بلازم اعتقادك ، لأوضّح لك مكمن الإشكال في ما تعتقده ..!


    طيب ما قولك في ما ذكرت لك آنفا في مشاركة سابقة في ذكر الأبعاد الغيبية ؟ أنت لم ترد على ذلك سوى بقولك :
    و لا بأس في أن أعيد عليك ما قلته مع إضافة و يندفع به الإشكال إن شاء الله :
    النار من الغيب الذي لا يقاس بالمقاييس الدنيوية و ليس بالضرورة أن يطلع الناس على أبعادها ليؤمنوا بها ، كما ليس بالضرورة أن تكون هذه الأبعاد من جنس الأبعاد التي نعرفها في عالمنا ، فهناك المكان غير المكان و الزمان غير الزمان، كما جاءت بذلك نصوص كثيرة تصف عالم الملائكة و البرزخ ...
    و اعلم أخي أن الأوائل كانوا أولى بتكذيب هذه النصوص منا لأنهم لم يعرفوا كما عرفنا بوجود أبعاد فيزيائية داخلة أو موازية للوجود المادي و منها أبعاد مكانية و أخرى زمانية ، و قد وصلنا تقريبا إلى حافة هذا العالم المادي بفضل هبة علم الفيزياء الإلهية التي فتحت على الإنسان آفاقا رأى من خلالها و أيقن بآيات الله التي كانت على عهد الصحابة رضي الله عنهم غيبا مطلقا و مع ذلك آمنوا بها و أيقنوا تصديقا للصادق المصدوق .
    يا أخي عندما نتكلّم عن النّار فنحن نتكلّم عن أمر غيبي ، هذا هو الأصل . و لكن وصف هذا الأمر الغيبي بأنّه مادّي ، حيث العذاب في النّار هو عذاب مادّي كما هو واضح من نصوص القرآن الكريم. و عندما نتكلّم عن المادّة فنحن نفهم من ذلك الأبعاد الثلاثة الأساسيّة .. فللنّار عمق و سعة و حجم معيّن .. فإذا قال أحدهم : يمكن لنار جهنّم أن تكون داخل كوب الماء .. سنقول له : كيف يمكن لكوب الماء أن يستطيع احتواء هذا الكيان العظيم الكبير الذي يحوي ملائكة عظام ؟؟!! هذا القول غير معقول ! و بالمثل ، لو قال بأنّ الجنّة يمكن أن تكون داخل كوب ماء .. سنقول له كيف لجنّة عرضها السموات و الأرض تدخل كوب الماء !
    فلا يصح أن يردّ علينا قائلا : الجنّة و النّار لها أبعاد غيبيّة ... !
    بينما الملائكة و الجن فهي كائنات من النور و النّار قادرة على التشكل و التحوّل .. و بالتالي هي كائنات غير مادّية .. فلو قال أحدهم : يمكن لإبليس أن يدخل داخل كوب ماء ... سنقول له : لا إشكال في ذلك ، فهو كائن غير مادّي ...
    فعندما تقول لي بأنّ النّار شيء غير مادّي ، سيزول إشكالي وقتها ، فيمكن أن تكون نار جهنّم داخل أحد الصخور في قاع الأرض !
    أمّا و حيث أنّ النّار ماديّة بتلك العظمة الموصوفة في القرآن و الروايات ، و حيث أنّ الأرض بهذا الصغر الذي تحقّقنا منه بالحس و المشاهدة .. فلا يمكن لأرض صغيرة أن تحتوي بداخلها نارا ماديّة عظيمة ..!
    فلا حلّ إلا أن تقول بأنّ النّار غير مادّية و بالتالي تكون داخل الأرض بلا إشكال .. كما أنّ الملائكة يملؤون المسجد برغم أنّه مملوء بالمصليّين !
    أو تقول بأنّ الأرض ماديّة ولكن حجمها أصغر بكثير من حجم كوكب الأرض ، و بالتالي يمكن أن تكون في أعماق المحيطات أو في باطن الأرض !
    أما غير هذين القولين ، فلا يمكن أن أقبله أنا على الأقل .. لأنّ احترام المنطق يفرض عليّ رفض مثل هذا الكلام !

    و بالتالي علاقة العقل بعالم الغيب علاقة حسّاسة و خطيرة ، و قد أكتب موضوعا حوله .. لكن ليس من المعقول أن يأتي مثلا هندوسي و يطرح عليّ عقائد في عالم الغيب ، و لا يقدر عقلي على ضبط ما يقول و فرز ما هو معقول و غير معقول ! إذ هذا يلزم أن تكون عقولنا فريسة لأية عقائد غيبيّة ... بل يجب أن يكون الغيب لا يتعارض مع أساسيّات المنطق ؛ لكي نستطيع أن نعرف ما يمكن أن يكون صحيحا و ما لا يمكن !
    التعديل الأخير تم 03-18-2016 الساعة 07:21 PM

  7. #37
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    الرد على المشاركة برقم 26# :

    أولا : في البداية أنا أقوم بغربلة و مقارنة الآراء و التفسيرات المطروحة حول المسألتين ، من خلال بيان أوجه التناقض و التعارض بين تلك التفاسير و بين بعض تلك الروايات التي اعتمدوا عليها في تشكيل تلك التصوّرات. و بعد إظهار حقيقة وجود بعض التعارض و بعض الإشكالات مع بعض تلك الروايات ، يمكن للمنصف أن يخفّف من تعصّبه لأحد تلك التفسيرات ، و أن يحاول إعادة القراءة لمحاولة التوصّل إلى أصحّ التفاسير و أصحّ الأفهام. و قد عمدت إلى تأكيد ذلك فيما يخصّ الأراضين السبع ، لأفكّ التلازم المطروح بينها و بين السموات السبع. فإن قمنا بفصل القضيّتين ، يمكن دراسة كلّ قضيّة على حده ؛ لأنّ إيجاد ترابط و تلازم بينهما سيوقعنا في الإشكالات التي أوضحتها في مداخلاتي السابقة .

    ما زلت هنا تطرح القضية و كأنه متنازع عليها بين جمهور المسلمين ، و كأن النصوص متعارضة ، و قد بينّا أنها محكمة مترابطة متكاملة و أن أقوال أهل العلم كلها متناسقة بشأنها و ليس من رأي شذ عنها سوى رأي بعض المحدثين الذين ابتدعوا قولا لم يُسبق إليه ، و هو ينقض نفسه بنفسه، لأنه لا يسع جميع الأدلة بل يعارضها و يعارض ما عليه جماهير المسلمين !!

    ثانيا : بالنسبة لمنهجي العام في التعامل مع مثل هذه المسائل ، فأنا أنطلق من القرآن الكريم ذاهبا إلى السنّة النبوية بعد المرور على الحقائق العلميّة ، و أختم الرحلة بالجمع بين معطيات المصادر الثلاثة من خلال المنطق النقدي السّليم. ثمّ ما ينتج من هذه العمليّة رباعيّة الأبعاد هو ما أتبنّاه ، مع عدم حصر نفسي في لزوم تطابق النتائج مع نتائج السابقين. هذا هو المنهج بكلّ بساطة و وضوح ، و هذا فقط في مسائل عالم الشهادة ، أمّا مسائل عالم الغيب ، فالعمليّة تختلف.

    و موضوع النقاش ليس عن مسائل الشهادة و إنما عن مسألة غيبية محضة وجب التقيد فيها بالنص و اللغة و بما فهمه السلف و جمهور الخلف.

    ثالثا : بالإنطلاق من القرآن الكريم بخصوص موضوع " الأراضين السبع " فلا نجد في القرآن الكريم أيّة آية تتحدّث عن الأراضين السبع ! فقد توجد آية واحدة فيها إشارة قد يُفهم منها أنّ الأراضين سبع ، و هي قوله تعالى : " الله الذي خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهنّ لتعلموا أنّ الله على كلّ شيء قدير و أنّ الله قد أحاط بكلّ شيء علما " الطلاق:12.. و بالتأمّل الموضوعي لهذه الآية ، أجد أنّها تحتمل فهمين :
    الاحتمال الأوّل : أنّ الله خلق من الأرض سبع سموات ! كقول أحدهم : لديّ في بلاد العالم سبعة قصور ، و في بلدي مثلهنّ ! و بالتالي تكون لديه 7 قصور في بلاد العالم ، و مثلها في بلده أي مجموع القصور 14 قصر .. و بالمثل ، تكون هناك سبع سماوات في الكون ، و سبع سماوات من الأرض .. و أخذا بهذا الاحتمال يكون المقصود من قوله " مثلهنّ " هو طبقات الغلاف الجويّ التي هي سماوات من الأرض و طباق للأرض .
    الاحتمال الثّاني : أنّ الله خلق من الأرض سبع أراضين ! كقول أحدهم : لديّ سبعة قصور ، و من السيّارات مثلهنّ ! و بالتالي تكون لديه 7 سيّارات كما أنّ لديه 7 قصور . و المثليّة هنا مثليّة العدد ،إذ لا مجال لمثليّة الهيئة بين القصور و السيّارات ! و بالعودة للآية الكريمة ، يجب أن نلتفت إلى أمر في غاية الأهميّة ، لا أجد المفسّرين يتوقّفون عليها كثيرا !! و هي قوله تعالى : " و من الأرض مثلهنّ " ، فالآية لم تقل : " و في الأرض مثلهنّ ". و شتّان في اللغة العربيّة بين حرف الجرّ " من " و حرف الجرّ " في " . ففي قوله تعالى : " ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا. و جعل القمرفيهنّ نورا و جعل الشمس سراجا " نوح:15-16. فاستخدم حرف الجرّ " فيهنّ " مما يدلّ على المكان ! بينما حرف الجرّ " من الأرض " لا يدلّ على المكان بل يدلّ على المصدريّة. فشتّان بين أن أقول : " ابن سلامة من دولة المغرب " و بين أن أقول : " ابن سلامة في دولة المغرب " . فالجملة الأولى تعني أنّ أصلك من المغرب لكن قد تكون حاليا في السعوديّة . بينما الجملة الثانية تعني أنّك في المغرب بغضّ النظر عن أصلك ! فعندما يقول الله " و من الأرض مثلهنّ " فمعناه مختلف تماما من قولهم " و في الأرض مثلهن" .. و من الواضح لكلّ منصف أنّ التفسيرات المطروحة تفترض أنّ الله قال : " و في الأرض مثلهنّ "، و هو لم يقل ذلك البتّة !

    بل لو قال الله تعالى : في الأرض مثلهن لكان من مقتضى هذا القول أنها سبع سموات أخرى جعلها الله في الأرض مثل السموات العلوية .. و لكن الله تعالى قال : من الارض مثلهن، أي من جنس الأرض.
    كما أن من هنا ليست للتبعيض ليجعل جزءا من الأرض في شكل سموات مثل السموات السبع، فهذا لا يستقيم :
    أولا : لأن الله تعالى لم يخاطبهم بشيء لا يفهمونه فقد فهم العرب جميعا من الأية أنها تحدثت عن جنس الأرض و ليس عن شيء خُلق و تجزأ منها لا يرونه
    ثانيا : أنه ليس في الآية و لا في غيرها ما يفيد هذا المعنى الخاص و لا جاء به خبر صريح أو حتى بالتلميح
    ثالثا : أن السنة جاءت مفسرة للقرآن، فتكلمت الأحاديث بصراحة عن خلق الله تعالى لسبع أرضين فسرت هذه الآية فحصل بذلك اليقين الذي ينقطع معه أي تفسير آخر، فهي أحاديث محكمة ، و النص القرآني محكم أيضا عند اللغويين فلم يقل أحد منهم قط أنها تعني ما تعنيه أنت. و كذا هناك إجماع من المفسرين على أن المراد هو عدد ذلك من الأرض نفسها، كما قال ابن كثير : وقوله تعالى ( ومن الأرض مثلهن ) أي سبعا أيضا ، كما ثبت في الصحيحين " من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين " وفي صحيح البخاري " خسف به إلى سبع أرضين "

    و رحم الله الشنقيطي صاحب ''أضواء البيان'' إذ يقول بيانا لهذا الأمر و هو من هو في اللغة :

    أما الأرض فلم يأت لفظها إلا مفرداً، ولم يأت تفصيلها كتفصيل السماء سبعاً طباقاً، فاختلف في المثلية فجاء عن ابن عباس أنها مثلية تامة عدداً وطباقاً وخلقاً. وقيل: عدداً وأقاليم يفصلها البحار، وقيل عدداً طباقاً متراكمة كطبقات البصلة مثلاً، ولقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في المقدمة أن من أوجه البيان إذا لم يوجد في الكتاب ووجد في السنة فإنه يبين بها لأنها وحي، وقد جاء في السنة أن الأرض سبع أرضين كما في حديث: " من اغتصب أرضاً أو من أخذ شبراً من الأرض طوقه من سبع أرضين " متفق عليه.
    وفي حديث موسى لما قال " يا رب علمني شيئاً أدعوك به فقال: قل لا إله إلا الله. فقال: يا رب كل الناس يقولون ذلك. قال: يا موسى، لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله ". رواه النسائي.

    فهذه أحاديث صحيحة أثبتت أن الأرضين سبع، ولم يأت تفصيل للكيفية ولا للهيئة فثبت عندنا العدد ولم يثبت غيره، فنثبته ونكل غيره لعلم الله تعالى.

    ومما يؤيد ثبوت العدد على سبيل الإجمال أن مثلية الأرض للسماء لم تذكر إلا عند ذكر السماء مجملة مع ذكر العدد ولم يذكر عند تفصيلها بطباق مما يشعر أن المراد من المثلية العدد، وقيل إن هذا لا يتنافى مع أفراد اللفظ لأن جمعه شاذ.انتهى

    ثالثا : إذا أخذنا بالاحتمال الأوّل من تفسير الآية الكريمة ، فهذا يعني أنّه لا توجد آية قرآنيّة تقول بوجود الأراضين السبع. و بالتالي فمصدر هذه المسألة الأحاديث فقط . و معظمها تتحدّث عن يوم القيامة ، و بالتالي فالأراضين السبع هي يوم القيامة " يوم تبدّل الأرض غير الأرض " و ربّما لهذا العدد علاقة بعدد أبواب النّار ، كما في قوله " لها سبعة أبواب لكلّ باب منهم جزء مقسوم " الحجر:44 . و بالتالي تكون الأحاديث النبويّة صحيحة في سياق يوم القيامة . و الخطأ حصل من الاعتقاد أنّها تخصّ أرض الدنيا و أرض الآخرة معا !!!

    هذا مردود من وجوه :
    الأول : أنه لم يرد في أي نص الإخبار بأن الله تعالى يخلق أرضين في الآخرة لم يخلقها في الدنيا، هذا عدا أنه ليس فيه حكمة ظاهرة، خاصة أن هذا الرأي لا يجتمع مع قول الله تعالى : (و دكت الأرض دكا دكا) لا يجتمع معه رأسا.

    ثانيا : السياق اللفظي لبعض الأحاديث الواردة في الأرضين في أحوال القيامة، كحديث الصحيحين المتواتر و اللفظ للبخاري رحمه الله :
    إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ...

    فهو يتحدث عن الأرضين بأل التعريف ، أي على أنها مخلوقة معلومة للسامع.

    ثالثا : لم ترد كل الأحاديث عن الأرضين في سياق الإخبار عن الآخرة. فقد وردت أحاديث أخرى مثل :
    ما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذ أحدنا مضجعه أن يقول اللهم رب السموات ورب الأرضين وربنا ورب كل شيء وفالق الحب والنوى ... الحديث و صححه الألباني في صحيح الكلم الطيب
    و مثل حديث آخر رواه أبو داود و فيه : فإذا رفع رأسه قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات والأرضين وملء ما بينهما. و صححه الألباني
    و مثل حديث : ( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ ، وَرَبَّ الأَرَضِينِ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ ، فَإِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا )
    رواه النسائي في "السنن الكبرى" (5/256) والحاكم في "المستدرك" (1/614) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وابن خزيمة في صحيحه (4/150) ، وابن حبان في صحيحه (6/426) ، وحسنه الحافظ ابن حجر كما ذكره ابن علان في "الفتوحات الربانية" (5/145) ، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" : (10/137) : رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن . وحسنه الشيخ ابن باز في "مجموع الفتاوى" (26/46) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/2759)

    أمّا إذا أخذنا بالاحتمال الثّاني من تفسير الآية الكريمة ، فالآية لا تقول بأنّ الأراضين السبع في الأرض ، بل تقول أنّها من الأرض . و بالتالي فالفهم الصحيح الذي أراه أكثر انساجاما هو ما قاله عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه ، و استنكر قوله المفسّرون برغم صحّة إسناد المقولة إليه. فتكون الأراضين السبع هي كواكب توجد فيها كائنات مكلّفة . لذلك قال تعالى : " يتنزّل الأمر بينهنّ " ، و قال أيضا : " و ما من دابّة في الأرض و لا في السّماء " و الآية واضحة أنّ في السّماء دواب ، ولا يصحّ القول بأنّ الدوابّ اللتي في السماء هي الملائكة و الجنّ ! إذ مفهوم الدابّة في اللغة هو ما يدبّ ، و هذه الكائنات ليست كذلك ؛ إذ هي كائنات نورانيّة و ناريّة . فلا بدّ من كائنات مثل الحيوانات أو البشر تدبّ في كواكب أخرى في السماء كمصداق للآية الكريمة . و بهذا يكون معنى قوله تعالى : " الحمد لله ربّ العالمين " لا يعني فقط عالم الإنسن و عالم الجنّ و عالم الملائكة ، بل تشمل عوالم الكائنات الموجودة في الأراضين الستّ الأخرى. و بهذا يكون ابن عبّاس سبق عصره بهذا التصوّر و الفهم ؛ إذ العلم إلى يومنا هذا غير واثق من وجود حياة في كواكب أخرى غير كوكبنا !!

    لكن ليس في هذا ما يثبت قولك أن السموات السبع هي طبقات الغلاف الجوي بل ينقضه، و لا فيه ما ينفي أن الأرضين مخلوقة في الدنيا.
    و هنا مجددا أسألك : إلى أين تريد أن تصل بهذه الإفتراضات المتناقضة !؟

    رابعا : بالنسبة لموضوع السّماوات السّبع فإنّ وجودها خارج كوكب الأرض مقدّم و أكثر صحّة من كونها غلاف للأرض. سواء التفسير القائل بأنّها سموات خارج الكون المشاهد ، و نحن لا نرى إلّا السماء الدنيا فقط . أو التفسير القائل بأنّها أكوان متعدّدة أو مدارات كونيّة معيّنة. و لا يتمّ الالتفات إلى التفسير القائل بأنّها طبقات الغلاف الجويّ إلا إذا أخذنا بالاحتمال الأوّل للآية القرآنيّة " و من الأرض مثلهنّ " . و بالتالي تكون هناك سبع سماوات ، و من الأرض سبع سماوات طباقا تحمي الأرض من أشعّة الشّمس ، زيّن الغلاف الأسفل منها - السّماء الدنيا - بزينة النجوم و الكواكب ، باعتباره الغلاف الحابس للضوء القادم من الفضاء . و في هذه الحالة تكون بعض الآيات القرآنية تتحدّث عن السبع سموات التي خلقت في السماء ، و آيات تتحدّث عن السبع سماوات طباقا التي خلقت من الأرض للأرض . و بهذا يتمّ حل الإشتباك الحاصل بين تلك التفسيرات .

    الحمد لله أنك تقول أن وجود السموات السبع خارج الأرض مقدم على الرأي الشاذ الفاسد المحدث الذي لا أصل له !
    و الجمع بين القولين أشذ، إذ ليس هناك ما يخصص عاما في آيات السموات السبع، و التخصيص بغير دليل مردود و كذا بمجموع الأدلة.
    و القول بوجود اشتباك بين التفسيرات دعوى منك عاري الصحة !!

    خامسا : أمّا بخصوص أيّ الاحتمالين أميل إليه ، فأنا أميل إلى الاحتمال الأوّل لأنّه أكثر شموليّة و تناسق مع الآيات القرآنيّة و الحقائق العلميّة و الأحاديث النبويّة و المنطق. و بالتالي تكون هناك سبع سموات هي عبارة عن سبع عوالم مختلفة ، نحن في أحد تلك العوالم تحيطنا أحد تلك السماوات. و قد الله من الأرض التي نعيش فيها سبع سموات لحمايتها . و يوم القيامة حين تبدّل الأرض غير الأرض و السماوات ، تصبح الأرض سبعة أرضين بينما السماوات سماء واحدة ، باعتبار أنّ الجنّة تحت سقف عرش الرحمن مباشرة ليس بين الجنّة و سقف العرش السماوات السبع كما هو الحال في الدنيا. أعتقد أنّ هذا الفهم يجمع أكبر قدر من النصوص و يحوي على أقلّ قدر ممكن من الإشكالات.
    هذا و الله أعلم ،،،

    هلا توقفت عند ما انتهى إليه علمك و يقينك و هو قولك هنا :
    فأنا أميل إلى الاحتمال الأوّل لأنّه أكثر شموليّة و تناسق مع الآيات القرآنيّة و الحقائق العلميّة و الأحاديث النبويّة و المنطق.
    بدل أن تحاول الجمع بين هذا القول و أقوال لا دليل لك عليها و تعطي تفسيرات من عندك و قد رددنا على كل ذلك بحمد الله.

  8. #38
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    الرد على المشاركة برقم 35 # :

    الكثير من الروايات و التفاسير تتحدّث عن الأراضين السبع

    تقصد الأحاديث، لا تبالغ أخي أبو عمر فهي معدودة على رؤوس الأصابع ، إذا حذفت التكرار

    لكن مع ذلك أصبح الحديث عن الأراضين السبع جزء من موضوع السموات السبع ، بفعل واقع الروايات و تفاسيرها ..
    بالفعل لأن للتفاسير عند إيرادها سندا من صحيح الأحاديث و ليس لسواد عيوني أو عيونك لكنها ليست موضوع نقاشنا ، و إن كنت تصر على حشرها في الموضوع من بعض زوايا تأييدك لقول من قال بطبقات الجو كما سلف !

    السؤال الأوّل : هل الأرض التي نعيش عليها أحد الأراضين السبع أم لا ؟!! بمعنى : هل تحت أرضنا التي نعيش عليها 7 أرضين أم تحت أرضنا التي نعيش عليها 6 أرضين ؟؟!!
    السؤال الثّاني : هل تعتقد بأنّ الأرض التي نعيش عليها كرويّة أم مسطّحة ؟!! و إن كنت تعتقد بأنّها كرويّة فهل الأراضين الستّ التي تحتنا - أو الأراضين السبع - هي أراضي كرويّة كأرضنا أو ليست كرويّة ؟؟!!

    إجابة على سؤالك الأول : الأرضين سبع بمعنى طبقات بعضها فوق بعض و لست أقول هي متباينة و لكنها ملتصقة لأن الدليل في ذلك أقوى و أصح و أصرح. و الخلاف حول الصفة و المكون و المحتوى و حدود كل منها .. و لا خلاف في أن الأرض التي نحن عليها هي الأرض العليا و في أن سجّين هي الأرض السفلى و هي أضيق الأرضين و هي مكان الجحيم. و نسبتها إلى قعر الأرض غيبيا كنسبة حفرة النار الغيبية إلى قبر الكافر و الفاجر حيث يرى مد البصر و يرى مقعده من النار في بعد آخر فيزيائي حقيقي وسط البعد المادي شاء الله أن لا نحيط به علما و لو حاولنا.

    و إجابة على سؤالك الثاني : حرام عليك ، هل أرسلتني إلى العصور الوسطى ؟ بالتأكيد هي كروية ، و من طبقات بعضها في جوف بعض. ألم يظهر لك ذلك واضحا أبدا من كلامي !

    من الواضح جدا أنّ الآية تتحدّث في موضوع ، و الحديثان يتحدّثان عن موضوع آخر ... !
    فالآية تتحدّث عن بدايات الخلق ، و ماذا خلق الله في هذه الحياة الدنيا . حيث خلق سبع سموات و من الأرض مثلهنّ ....
    بينما الحديث يتحدّث عن الظلم و عاقبة الظالم يوم القيامة . حيث سيخسف بالظالم في سبع أرضين يوم القيامة ...
    فالآية تكلّمت عن الخلق في الحياة الدنيا ، و الحديثان عن شكل من أشكال العذاب يوم القيامة ...
    القول بأنّ الحديثان تتكلّمان عن الخلق أو مفسّران للآية الكريمة ، قول يحتاج إلى دليل واضح و قرينة بيّنة .. و إلا فالأصل اختلاف الموضوعين !
    و بالتالي فليس هناك إرجاء للآية الكريمة ، بل الآية القرآنيّة تتحدّث عن أمر قد حدث فعلا و انتهى في الماضي ، و الحديثان يتحدّثان عن أمر سيحدث في المستقبل ...
    و كلّ الذي قلته هو أنّنا لا ينبغي أن نجعل ما سيكون يوم القيامة ، دليلا على ما هو كائن في الدنيا .. فإن كانت الأرض يوم القيامة بحالة معيّنة تتيح أن يعذّب الظالمون في النّار بطريقة معيّنة ، فلا يلزم من ذلك أنّ الأرض على نفس تلك الحالة في هذه الدنيا ... إذ قد أوضح الله قائلا : " يوم تبدّل الأرض غير الأرض " .. !

    هذا فهمك الخاص يا أخي فلا تلزم به أهل العلم الذين يضعون الأحاديث في موضعها عن علم واسع و فقه عريض ، و أعتقد أنني أجبت على هذا الإشكال في المشاركة الأخيرة (رقم 37) بما يغني عن إعادته هنا، فأرجو أن تجد فيه غنية عن مزيد من التفصيل فانظره.

    لو قال قائل : يوم القيامة تكون السّماء الدنيا مزيّنة بزينة الكواكب ؛ لقوله تعالى : " إنّا زينّا السماء الدنيا بزينة الكواكب. و حفظا من كلّ شيطان مارد . لا يسمّعون إلى الملأ الأعلى و يقذفون من كلّ جانب " الصافّات : 6-8 !
    سنقول له : استدلالك باطل يا أخي ، فهذه الآية تتحدّث عن السّماء الدنيا في الدنيا. أمّا في الآخرة فإنّ الله قد قال : " يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السّماوات " . و بالتالي قد لا تكون السماء الدنيا يوم القيامة مزيّنة بزينة الكواكب ! خاصّة أنّ الشيطان المارد لن يسمّع إلى الملأ الأعلى ، حيث سيكون في النّار ، فهل ستظلّ يقذف من كلّ جانب برغم أنّه أصلا في النّار و لم يعد يسمّع ؟!
    بالمثل إن قال قائل : في الحياة الدنيا الأرضون السبع طباقا ، و يخسف الظالم الذي اغتصب الأراضي ظلما في سبع أرضين ، و يطوّق من سبع أرضين حتى لو ظلم قيد شبر من الأرض !
    سنقول له : استدلالك باطل يا أخي ، فهذه الأحاديث تتحدّث عن الأرض يوم القيامة. و قد قال الله تعالى : " يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السّماوات " ، و بالتالي قد لا تكون الأرض في الدنيا بنفس الهيئة التي ستكون عليها يوم القيامة . وبالتالي لا دليل أنّ الأراضين السبع طباقا و طوق و قابل لخسف الظالمين فيها ؛ إذ كلّ ذلك يقع يوم القيامة.
    فكان اعتراضي هو إسقاط حال الأرض يوم القيامة على أنّها تمثّل حالها في الدنيا ! خاصة أنّ القرآن صرّح بتبديل الأرض غير الأرض ، وبالتالي فحالها الآن ليست نفس الحالة التي ستكون عليها .. وبالتالي ليس بالضرورة أن نفهم الأراضين السبع في الدنيا بنفس الطريقة التي نفهمها في يوم القيامة !

    الرد عليه كسابقه

    الرد على المشاركة برقم 36 # :

    كأنّك تعيد كلامي !
    فما قلته هو أنّ الجنّة في السموات العلى و أمّا النّار فليس من المعلوم من الدين بالضرورة .. و ها أنت تؤكّد ذلك ، حيث تقول بأنّ أدلّة مكان النّار هي آثار لبعض الصحابة ، وفي سندها نظر .. !
    فلماذا تقول بأنّي خلطت و فرّقت بين العقائد بغير ضابط ؟؟!!

    ذلك أنك قلت بالحرف :

    النقطة الأولى : يجب التفريق بين عقيدة أنّ الجنّة حق و أنّ النّار حقّ ، و التي تعتبر من أصول عقائد الإسلام التي يؤدّي إنكارها إلى الكفر. و بين عقيدة أنّ الجنّة في السماء السابعة ، و أنّ النّار في الأرض السابعة ، و التي ليست من المعلوم من الدين بالضرورة ، و لا يضير الاختلاف فيها. إذ أراك تتحدّث عن العقيدة الثانية كما لو أنّها هي عينها العقيدة الأولى !انتهى كلامك

    و فقط لينضبط الكلام، قلت لقد خلطت و فرقت ، و جعلت لرد العقائد و ما يترتب على ذلك من الحكم بالكفر مقياسا غير المقياس الذي عليه السلف و هو : درجة التبين من كون المعتقد أي معتقد و خبر الوحي أي خبر إن كان له أدلة قائمة صحيحة صريحة أم لا. و كأني فهمت من كلامك أن إنكار الكليات عندك (أو أصول الإيمان الستة) وحده الذي يتوقف عليه التكفير و ليس إنكار ما جاء به الوحي قرآنا أم حديثا من تفاصيل الأخبار و منها خبر أن الجنة في السموات العلى و ليس في مكان آخر. ففي هذه مثلا خلطت و فرقت و لم يقم عندك ضابط حقيقي واضح، فتأمل
    و أما قولك :
    و ها أنت تؤكّد ذلك ، حيث تقول بأنّ أدلّة مكان النّار هي آثار لبعض الصحابة ، وفي سندها نظر ..
    فالمسألة هنا مدارها على الحكم بالكفر على المعين المنكر لمكان النار و ليس في صحة الإثبات من عدمها فهذا مرده إلى قوة الدليل و وضوحه طالما الخلاف وارد ، و لو تأملت قول شيخ الإسلام الذي أوردته لك كشاهد ، لتبينت القصد ، و هو أن في بعض المسائل كهذه التي ورد عليها خلاف بين أهل العلم العهدة فيها على درجة التبين من الأدلة فإذا غلب على ظنك أحد الأقوال وجب عليك الأخذ به حتى لا تقع في التكذيب.

    ما قصدته هو أنّ القول بأنّ الجنّة في السماء السابعة في الدنيا ، لا يخوّل صاحبه أن يقول بأنّها كذلك يوم القيامة ... و بالتالي يجب الفصل بين حال الجنّة و النّار في الدنيا و بين حالهما في الآخرة ... و بالمثل يجب الفصل بين حال السموات و الأرض في الدنيا و بين حالهما يوم القيامة ... هذا هو لبّ القضيّة !
    الروايات لا تقول بأنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة. لكن عندما عرضت قوله تعالى : " إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين " قلت بأنّ سجّين هي الأرض السفلى. أليست الأرض السفلى هي الأرض السابعة ؟! أليست الآية تتحدّث عن يوم القيامة ! فيُفهم من كلامك أنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة ، كما أنّها في الأرض السابعة في الدنيا !!!

    عجبا ! و بما أنك تعتقد بأن الجنة لا تظل في مكانها يوم القيامة لم لا تعتقد ذلك بالمنطق نفسه في النار ؟ فهذه تكون في مقابل تلك.
    لماذا تلزمني بشيء في موضع و لا تلتزم به أنت في موضع آخر ؟

    الجنة في السماء العليا و النار في الأرض السفلى كما صرحت بذلك النصوص أو لمحت ، و الله يجعلهما حيث شاء يوم القيامة يوم تبدل الأرض غير الارض و السموات .. و انتهى الإشكال

    لكن أن تنفي وجود الأرضين السبع الطباق المثبتة في غيرما نص بناء على آية التبديل، فكأنك مثلا تنكر وجود الجنة بناء على المنطق ذاته، و هو من باب لزوم ما لا يلزم.

    حاول التركيز في كلامي ، فأنا أيضا لم أقل بأنّك قلت بأنّ باطن الأرض أشدّ حرارة من باطن الشمس !
    و لكنّي سلّمت لك جدلا أنّ حرارة باطن الأرض أقلّ من حرارة باطن الشمس حتى و إن لم تقل أنت ذلك ! إذ لا يعقل أن تكون النّار في باطن الأرض و مع ذلك تكون باطن الشمس أشدّ حرارة !!! و الحديث يقول بأنّ نار جهنّم أشد حرا من نار الدنيا ، و نار الدنيا يشمل النار الناتجة في باطن الشمس أو في باطن أيّ نجم آخر ..
    و بالتالي هناك لازم القول و هناك لازم الاعتقاد ، و أنا سلّمت لك بلازم اعتقادك ، لأوضّح لك مكمن الإشكال في ما تعتقده ..!
    هذا من الإغراق الزائد عن الحاجة .. فقد تكلمنا عن باطن الأرض و أنه أشد حرارة سبعين مرة من الحرارة العليا لسطح الأرض ، فما دخل الشمس في الموضوع منذ البداية إلا مغالطة علمية وقعت فيها زائد مغالطة في الربط بالحديث حين قلت :
    فهذا يعني أنّ حرارة كوكب الأرض أكثر من حرارة الشمس سبعين مرّة !! فهل هذا القول يوافق الواقع و الحقائق العلميّة ، التي أكّدت أنّ الأرض لو اقتربت من الشمس ولو مسافة قصيرة لاحترقت !

    فالنبي صلى الله عليه و سلم تكلم عن حرارة النار التي نوقد عليها و ليس عن حرارة الشمس
    و لقد قلت لك إن هناك تساو بين حرارة باطن الأرض و بين حرارة سطح الشمس ما يعني اشتداد الحرارة 70 مرة ضعف حرارة النار التي نوقد عليها و هذا من إعجاز الحديث النبوي لو تأملت.
    يا أخي عندما نتكلّم عن النّار فنحن نتكلّم عن أمر غيبي ، هذا هو الأصل . و لكن وصف هذا الأمر الغيبي بأنّه مادّي ، حيث العذاب في النّار هو عذاب مادّي كما هو واضح من نصوص القرآن الكريم. و عندما نتكلّم عن المادّة فنحن نفهم من ذلك الأبعاد الثلاثة الأساسيّة .. فللنّار عمق و سعة و حجم معيّن .. فإذا قال أحدهم : يمكن لنار جهنّم أن تكون داخل كوب الماء .. سنقول له : كيف يمكن لكوب الماء أن يستطيع احتواء هذا الكيان العظيم الكبير الذي يحوي ملائكة عظام ؟؟!! هذا القول غير معقول ! و بالمثل ، لو قال بأنّ الجنّة يمكن أن تكون داخل كوب ماء .. سنقول له كيف لجنّة عرضها السموات و الأرض تدخل كوب الماء !
    فلا يصح أن يردّ علينا قائلا : الجنّة و النّار لها أبعاد غيبيّة ... !
    بينما الملائكة و الجن فهي كائنات من النور و النّار قادرة على التشكل و التحوّل .. و بالتالي هي كائنات غير مادّية .. فلو قال أحدهم : يمكن لإبليس أن يدخل داخل كوب ماء ... سنقول له : لا إشكال في ذلك ، فهو كائن غير مادّي ...
    فعندما تقول لي بأنّ النّار شيء غير مادّي ، سيزول إشكالي وقتها ، فيمكن أن تكون نار جهنّم داخل أحد الصخور في قاع الأرض !
    أمّا و حيث أنّ النّار ماديّة بتلك العظمة الموصوفة في القرآن و الروايات ، و حيث أنّ الأرض بهذا الصغر الذي تحقّقنا منه بالحس و المشاهدة .. فلا يمكن لأرض صغيرة أن تحتوي بداخلها نارا ماديّة عظيمة ..!
    فلا حلّ إلا أن تقول بأنّ النّار غير مادّية و بالتالي تكون داخل الأرض بلا إشكال .. كما أنّ الملائكة يملؤون المسجد برغم أنّه مملوء بالمصليّين !
    أو تقول بأنّ الأرض ماديّة ولكن حجمها أصغر بكثير من حجم كوكب الأرض ، و بالتالي يمكن أن تكون في أعماق المحيطات أو في باطن الأرض !
    أما غير هذين القولين ، فلا يمكن أن أقبله أنا على الأقل .. لأنّ احترام المنطق يفرض عليّ رفض مثل هذا الكلام !

    و بالتالي علاقة العقل بعالم الغيب علاقة حسّاسة و خطيرة ، و قد أكتب موضوعا حوله .. لكن ليس من المعقول أن يأتي مثلا هندوسي و يطرح عليّ عقائد في عالم الغيب ، و لا يقدر عقلي على ضبط ما يقول و فرز ما هو معقول و غير معقول ! إذ هذا يلزم أن تكون عقولنا فريسة لأية عقائد غيبيّة ... بل يجب أن يكون الغيب لا يتعارض مع أساسيّات المنطق ؛ لكي نستطيع أن نعرف ما يمكن أن يكون صحيحا و ما لا يمكن !

    أخي الحبيب، من الواضح هنا أنك عقلاني مادي زيادة على اللزوم و يُخشى عليك رد كثير من نصوص الغيب بناء على عقلانيتك المادية هذه !
    سألتمس من عقلك القاصر عن إدراك حدود عظمة الله و قدرته شيئاً من التواضع عندما تتكلم عن أفعاله جل و علا ، فهو القادر على خلق أبعاد مادية فيزيائية لم يبلغ العلم مداها سوى رياضيا و حسابيا و انتهى إلى 11 بعدا أو 16، و هو القادر على جعلك ترى ما لا يوجد و لا ترى ما هو موجود. و الوجود بالنهاية ما هو ؟؟؟ ألا كل شيء ما خلا الله باطل، أصدق كلمة قالتها العرب.

    الله تعالى على كل شيء قدير، فالمستحيلات عندك عقلا في العالم المادي الذي خلقه الله على هذه الهيئة ممكنات عنده ، و قد ضربت لك أمثلة على ذلك لكنك لم تستوعبها و ربما أنت تنكرها أيضا، و هناك أمثلة كثيرة بالعشرات من عالم الغيب و عجائبه من جنس قصة المعراج تتخلل كثيرا من النصوص و لكن لعلك تمر عليها و أنت معرض، و هنا سأضعك في الصورة و أحاول أن أقربك أكثر و أكثر من إمكانية وجود النار الكبرى في عالم الأرض السفلى :

    هل قدرات الإنسان الجسدية تساوي قدراته الروحية ؟ طبعا لا فالروح تدرك أبعد مما يدركه الجسد
    يقول الله عز وجل (( يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي. وما أوتيتم من العلم إلا قليلا))
    و لو قرأت عن علم الباراسيكولوجيا ستدرك هذه الحقيقة

    هل قدرات الإنسان تساوي قدرات الجن ؟ طبعا لا فالجن أقوى، و ليتك تقرأ عن قدراتهم و تسمع، و عندما يقول الله تعالى عنهم مثلا : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف 27 !!
    هل قدرات الجن تساوي قدرات الملائكة ؟ طبعا لا فالملائكة أقوى بكثير و ليتك تقرأ ما جاء من نصوص في ذلك، و من ذلك قدرات الملاك جبريل عليه السلام على التحول من كائن عظيم إلى إنسان
    هل قدرات الملائكة تساوي قدرات من خلقها و هو الله تعالى ؟ طبعا لا فالله الذي خلقها يستطيع خلق ما هو أعظم و أغرب و أعقد ، و ليتك تقرأ أكثر عن الصفات الإلهية خاصة عن قدرة الله المطلقة و قوله للشيء كن فيكون.

    بناء على الأسئلة السابقة سأسألك :

    هل البعد الإنساني الجسدي يعدل البعد الإنساني الروحي ؟ لا
    هل أبعاد الإنس تعدل أبعاد الجن و الشياطين التي تجري منا مجرى الدم ؟ لا
    هل أبعاد الجن تعدل أبعاد الملائكة التي تعلم ما توسوس به الأنفس ؟ لا
    هل أبعاد الملائكة تعدل الأبعاد الإلهية المطلقة ؟ لا مطلقا

    هل قوانين الفيزياء المعلومة حاليا فسرت كل شيء ؟
    هل فسرت كيف تعرج الملائكة في ثوان إلى السماء السابعة في مسافة يجب أن نقطعها نحن في خمسين ألف سنة ؟
    هل فسرت الحياة أو الموت ؟ هل فسرت قدرات العقل و الروح ؟
    هل فسرت كيف يقبض ملك الموت ملايين الأرواح في ثانية ؟
    هل فسرت عالم البرزخ في القبور، حيث البعد الزمكاني مختلف كل الإختلاف ، و كيف تجري ثم الأمور ؟ كيف يفسح للميت في قبره مد البصر و كيف تمر عليه ملايين السنين كنصف ساعة أو ثلثها ؟
    كيف يتنعم الميت أو يتعذب ؟

    هل فسر العلم أو العقل كيف نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة ؟

    هل أحاط علم الفيزياء أصلا بما هو أقرب إليه من ذلك ؟ الحقائق الذرية و نظرية الكوانتيم و الكواركات و الفوتونات و حقيقة الثقب الأسود الذي يعد ثقله في وسط المجرات أو خارجا معجزا مع أنهم يعدونه لا شيء.
    إقرأ عن الثقوب السوداء : http://www.moutarjam.com/الثقوب-السّوداء/

    حقائق و نظريات فيزيائية يمكن الإستشهاد بها :

    ** يقول (نيل بوهر) (1885-1962) الذي يعتبره الكثيرون أب التنظير في فيزياء الكم: " أي شخص لم تصدمه نظرية الكم فهو لم يفهمها ".
    ** هل الأبعاد الأربعة كافية لفهم الكون بشكل رياضي؟ :
    يردُ علماءُ الرياضيات إن هذه الأبعاد الأربعة ليست كافية لوضع معادلات صحيحة ودقيقة وغير متناقضة عن الكون ، فلا بد من افتراض أبعاد جديدة ، وبالاستعانة بالحاسوب تبينَ أنه لا بد من افتراض 16 بعداً للكون كي نحصلَ على معادلات غير متناقضة ودقيقة !! فإذا كنا لا ندركُ ولا نرصدُ إلا أربعة أبعاد فهذا يعني أن كل الكائنات التي تشغل هذه الأبعاد هي مخلوقات غير مرئية وغير منظورة !! إذاً حسب الرياضيات ( العقل ) هناك عوالم مخفية غير منظورة !! والآن نستطيع فهم الآية تماماً وما أقسم الخالقُ في هذه الآية إلا لتنبيهنا إلى هذه الحقيقة المبهرة : (فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ ) !! الحاقة 38-39 وليس علم الرياضيات هو العلم الوحيد الذي أثبتت معادلاته عوالم مخفية ولكن علم الفيزياء الفلكي أيضاً !!

    ** و قبل أينشتين فإن العلماء كانوا يعتقدون أن الكون ثابت الشكل، لكن نظرية أينشتين النسبية تقول أن الكون عبارة عن نسيج يمكن حنيه وثنيه.. فإذا تخيلنا أننا نسير على أرض مستوية لنقطع مسافة ما فإننا بثني تلك الأرض يمكننا الوصول إلى هدفنا بشكل أسرع... قدم اينشتين فكرة انحناءات الكون وتشوهات النسيج الكوني بما يعرف بـ wormholes أو الطرق دودية.

    ** و استنادًا إلى نظرية الأوتار الفائقة و هي أعقد نظرية علمية حتى الآن فإن الكون ليس وحيدًا، وإنما هنالك أكوان عديدة متصلة ببعضها البعض، ويرى العلماء أن هذه الأكوان متداخلة ولكل كون قوانينه الخاصة به، بمعنى أن الحيز الواحد في العالم قد يكون مشغولاً بأكثر من جسم ولكن من عوالم مختلفة، وبحسب هذه النظرية فإن الكون ما هو إلا سيمفونية أوتار فائقة متذبذبة، فالكون عزف موسيقي ليس إلا، ومن الممكن معرفة الكون ومما يتكوّن من خلال معرفة الأوتار ونغماتها، فالكون يتصرف على نمط العزف على الأوتار.

    ** يقول العالم الفيزيائي الأمريكي "آلان غوث"، بما أن الكون ولد من العدم وبما أن العدم يمتد إلى مساحات لا متناهية، إذاً من المتوقع نشوء أكوان لامتناهية في أجزاء مختلفة من العدم.

    إقرأ هذه المقالات فستقرب إليك الفكرة أكثر :

    رحلة تشكل الوعي الإنساني: الله والإنسان ونظرية تداخل الأبعاد
    رحلة تشكل الوعي الإنساني: اللّه والإنسان ونظرية تداخل الأبعاد (2)
    رحلة تشكل الوعي الإنساني: الله والإنسان ونظرية تداخل الأبعاد (3)

    نظرية الأوتار الفائقة حينما يلتقي العلم بالخيال

    العقل وعالم الغيب

    و بخاتمة الموقع الأخير أختم :

    أما محاولة إدراك ما وراء الواقع بالعقل المحدود الطاقة بحدود هذه الأرض والحياة عليها، دون سند من الروح الملهم والبصيرة المفتوحة، وترك حصة للغيب لا ترتادها العقول.. فأما هذه المحاولة فهي محاولة فاشلة أولاً، ومحاولة عابثة أخيراً، فاشلةٌ لأنها تستخدم أداة لم تخلق لرصدِ هذا المجال، وعابثةٌ لأنها تبدد طاقة العقل التي لم تُخلق لمثل هذا المجال.. ومتى سلَّمَ العقل البشري بالبديهية العقلية الأولى، وهي أن المحدود لا يدرك المطلق، لزمَهُ – احتراماً لمنطقه ذاته – أن يُسلِّم بأنَّ إدراكه للمطلق مستحيل وإن عدم إدراكه للمجهول لا ينفي وجوده في ضمير الغيب المكنون، و أنَّ عليه أنْ يَكِلَ الغيبَ إلى طاقة أخرى غير طاقة العقل ، وأنْ يتلقى العلم في شأنه من العليم الخبير الذي يحيط بالظاهر والباطن، والغيب والشهادة.. وهذا الاحترام لمنطق العقل في هذا الشأن هو الذي يتحلى به المؤمنون، وهو الصفة الأولى من صفات المتقين. لقد كان الإيمان بالغيب هو مفرق الطريق في ارتقاء الإنسان عن عالم البهيمة. ولكن جماعة الماديين في هذا الزمان، كجماعة الماديين في كل زمان، يريدون أن يعودوا بالإنسان القهقرى.. إلى عالم البهيمة الذي لا وجود فيه لغير المحسوس ! ويسمون هذا «تقدمية» وهو النكسة التي وقى اللهُ المؤمنين إياها، فجعل صفتهم المميزة، صفة: «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ» والحمد لله على نعمائه !!

    و سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

  9. افتراضي


    نظرا لأهميّة تلخيص الموضوع و اختصاره للقارئ الكريم ، سأقوم بذلك قبل الشّروع في استكمال الحوار .
    يدور الحوار حول موضوعين مختلفين ، أحدهما أساسي و الآخر فرعي.
    الموضوع الأساسي : السموات السبع
    الموضوع الفرعي : الأراضين السبع
    الطرح السّائد يقول : قول الله تعالى : " الله الذي خلق سبع سموات و من الأرض مثلهنّ " يعني بالضرورة أنّ الله قد خلق من جنس الأرض سبع أرضين. و هذه الأرضين السبع بالضرورة في باطن الأرض ؛ لأنّ الله سيخسف بالظالم في سبع أرضين يوم القيامة ، و لأنّ نار جهنّم في الأرض السّفلى في حياتنا الدنيا.

    الطرح غير السّائد يقول : قول الله تعالى : " الله الذي خلق سبع سموات و من الأرض مثلهنّ " لا يعني بالضرورة أنّ الله قد خلق من جنس الأرض سبع أرضين ، بل قد يعني أنّ الله قد خلق من جنس الأرض سبع سموات ، و هي طبقات الغلاف الجوّي. و في حال قصد سبع أرضين فهي ليست بالضرورة في باطن الأرض ؛ إذ الروايات المعتبرة الدالّة على ذلك تتكلّم عن يوم القيامة ، كما أنّ القول بأنّ النّار في باطن الأرض يحوي إشكالات عديدة تؤكّد ضعف هذا القول. كما أنّ العلم الحديث قسّم باطن الأرض إلى طبقات جيولوجيّة ، و الطرح السائد لا يعتبرها تمثّل الأراضين السبع.
    و بالتالي فالقضيّة الجوهريّة في النّقاش تتمثّل في الآية القرآنيّة : " و من الأرض مثلهنّ " ؛ باعتبارها حلقة الوصل بين الطرح القرآني و بين حقائق الواقع. و الفكرة الجوهريّة التي يدور حولها طرحي هي ضرورة الربط بين الآيات القرآنيّة و الآيات الكونيّة . فكما أنّ آيات الله القرآنيّة تساعدنا على فهم آياته الكونيّة ، فكذلك آيات الله الكونيّة تساعدنا في فهم آياته القرآنيّة. و من الخطأ الفصل بينهما أو الاكتفاء بأحدهما دون الآخر. و حيث أنّ العلم الحديث قد وصل إلى معرفة جيّدة بكوكب الأرض ، فلا بدّ أن يكون التصوّر الصحيح لذلك الشيء الذي خلقه الله من جنس الأرض سبعا ، أن يكون له علاقة بالطبقات السبعة المحيطة بالأرض أو الطبقات السبعة في باطن الأرض أو سبعة كواكب من جنس الأرض فيها حياة كما الأرض . أمّا القول بأنّها خلاف كلّ ذلك ، فهذا يعني أنّنا نعزل الآية القرآنيّة عن عالم الواقع ؛ بحجة عدم الحيد عن فهم من قد سبقنا ! و بذلك تكون عقيدة السموات السبع و عقيدة الأراضين السبع ، مجرّد عقيدة تخصّ أصحابها ، و لا علاقة لها بالعلم أو الواقع ؛ إذ ليس في الواقع ما يؤكّدها !! و هذا أمر غير معقول و غير مقبول ...

    و بعد هذه الخلاصة ، سأقوم بالردّ على أهمّ النهقاط التي طرحها الأخ " ابن سلامة " في الموضوعين .
    الموضوع الأوّل : السّموات السّبع

    موضوع النقاش ليس عن مسائل الشهادة و إنما عن مسألة غيبية محضة وجب التقيد فيها بالنص و اللغة و بما فهمه السلف و جمهور الخلف.
    أختلف معك اختلافاً جذريّا في هذه النقطة ! فالآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن السّماء و الأرض و الشّمس و القمر و النجوم و الشّهب و الكواكب و الحيوانات و الجبال و البحار كلّها في عالم الشّهادة. و ما دخول الجانب الغيبي فيها إلا دخولا عرضيّا .. و إن لم تكن هذه المواضيع ضمن عالم الشّهادة ، فما هي قضايا الشهادة ؟؟!!
    ألم تقرأ قول الله تعالى : " لَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) " الملك. فلو كانت السّماوات الطّباق ضمن عالم الغيب ماكان الله ليطلب من النّاس أن يشاهدوا بأبصارهم كرّتين ، فيروا إبداعه ، فينقلب البصر خاسئا و هو حسير .. فعالم الغيب ليس من شأن البصر الحكم عليه أصلا ! و حيث أنّ السماء من عالم الشّهادة كما هو واضح من خلال هذه الآية ، فلابدّ أن يكون فهمنا لكلام الله منسجما مع أهم حقائق علم الكونيّات و علوم الطبيعة التي تبحث في حقيقة السّماء و حقيقة الأرض و حقيقة الأجرام السماويّة. أمّا القول بأنّنا غير ملزمين بتلك الحقائق ، بل ملزمين بما كان يفهمه السّابقون بناء على معطيات اللغة و معطيات المعرفة البشريّة في ذلك الوقت ، فهو قول أرى أنّه يغرّد خارج الصواب ، و إن كان هو السائد للأسف ! فالسّابقون لا يلامون إن اعتقدوا أنّ الأرض مسطّحة أو أنّ الشمس تدور حول الأرض أو غير ذلك ؛ إذ لم تكن هناك حقائق علميّة تمنعهم من هذه الأقوال . بل كانت لديهم اللغة و معارفهم المحدودة هي التي تشكّل فهمهم و تصوّراتهم لنصوص الوحي. أمّا نحن فنلام إن قلنا ما يخالف الواقع ؛ لأنّ العلم الآن حسم قضايا لم تكن محسومة في ذلك الوقت ، و بالتالي فليس المعيار في الفهم اللغة فحسب !

    بل لو قال الله تعالى : في الأرض مثلهن لكان من مقتضى هذا القول أنها سبع سموات أخرى جعلها الله في الأرض مثل السموات العلوية .. و لكن الله تعالى قال : من الارض مثلهن، أي من جنس الأرض.
    كلام جميل جدا ..
    و حيث أنّ المثليّة المقصودة هنا هي مثليّة عدد فقط ، قال تعالى :" و من الأرض مثلهنّ " أي و من جنس الأرض خلقت سموات بمثل عددهنّ. و لا شكّ أنّ طبقات الغلاف الجوي تعتبر من جنس الأرض ، فطبقات الغلاف الجوّي تحيط بالأرض و تحميها.

    كما أن من هنا ليست للتبعيض ليجعل جزءا من الأرض في شكل سموات مثل السموات السبع، فهذا لا يستقيم :
    أولا : لأن الله تعالى لم يخاطبهم بشيء لا يفهمونه فقد فهم العرب جميعا من الأية أنها تحدثت عن جنس الأرض و ليس عن شيء خُلق و تجزأ منها لا يرونه
    ثانيا : أنه ليس في الآية و لا في غيرها ما يفيد هذا المعنى الخاص و لا جاء به خبر صريح أو حتى بالتلميح
    ثالثا : أن السنة جاءت مفسرة للقرآن، فتكلمت الأحاديث بصراحة عن خلق الله تعالى لسبع أرضين فسرت هذه الآية فحصل بذلك اليقين الذي ينقطع معه أي تفسير آخر، فهي أحاديث محكمة ، و النص القرآني محكم أيضا عند اللغويين فلم يقل أحد منهم قط أنها تعني ما تعنيه أنت.
    أولا : إستشكالك يقع عليك قبل أن يقع على غيرك ! فالأراضين السبع بالمفهوم الذي تقوله هو جزء من الأرض ، و جزء غير مرئي أيضا . فالعرب لم يرووا الأرض السابعة و لا الأرض السادسة و لا حتى الخامسة ! فإن جاز أن يفهموا تلك الأرضين برغم عدم رؤيتها ، جاز فهم تلك السموات برغم عدم رؤيتها !
    ثانيا : المعنى الخاص للمفردات القرآنيّة يحدّدها السّياق القرآني ، من خلال الوصف و العطف و غيرها من المحدّدات. فعلى سبيل المثال ، عندما قال الله تعالى : " و علامات و بالنجم هم يهتدون " النحل: 16 ، و قال أيضا : " و النجم و الشجر يسجدان " الرحمن: 6 . فهمنا من الآية الأولى أنّ المقصود بالنجم هو الجرم السّماوي الذي نهتدي به و نستدلّ به على الطريق . بينما فهمنا من الآية الثانية أنّ النجم هو النبات الذي لا ساق له ، لأنّه معطوف مع الشجر .. فالسيّاق نفسه حدّد ؛ إذ من المستبعد أن يكون قصد الله هو النجم الذي في السماء ، إذ لا وجه لعطفه مع الشجر ، برغم أنّ نجم السماء أيضا يسجد لله ، لكنّه حتما ليس المقصود هنا ...
    و بالمثل ،، عندما نقرأ قوله تعالى : " ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا " نوح: 15 ، و يقول أيضا : " الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور " الملك: 3 ، فكلمة " طباقا " يعني معنى محدّدا للسّماء غير المعنى العام من السموات السبع التي لم توصف بهذا الوصف. و بالمثل كلمة " السّماء " بالمفرد له معنى مختلف تماما عن " السّماوات " بالجمع. فلم يرد في القرآن آية واحدة تقول بأنّ الله ينزل المطر من " السماوات " بل دائما يقول من " السّماء " بالمفرد . كما في قوله تعالى : " إنّ في خلق السّموات و الأرض و اختلاف الليل و النّهار و الفلك التي تجري في البحر بما ينفع النّاس و ما أنزل الله من السّماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها " الفرقان:164. فرغم أنّ الآية بدأت بكلمة " السّموات " ، إلاّ أنّه حين أراد الحديث عن إنزال المطر ، تكلّم بلفظة المفرد " السّماء "، و بالتالي فالمعنى الذي أراده الله من كلمة " السّماء " يختلف عن المعنى الذي عناه من كلمة " السموات " .. و بالتالي فمحدّدات المعنى كثيرة من سياق الآيات نفسها و بتدبّرها و تأمّلها.
    ثالثا : لا يوجد حديث صحيح عن الرسول قام بتفسير كيفيّة خلق الأرضين السبع أو تفسير الآية محلّ النّقاش. بل ما حدث هو أنّ الفقهاء قاموا بإسقاط أحاديث تتكلّم عن عقوبة الظالمين يوم القيامة ، و ربطها بآثار ، و قالوا بأنّها تمثّل تفسيرا للآية. و قد أوضحت أنّ هذا الربط غير لازم ؛ إذ القضيّتين مختلفتين.
    هذا مردود من وجوه :
    الأول : أنه لم يرد في أي نص الإخبار بأن الله تعالى يخلق أرضين في الآخرة لم يخلقها في الدنيا، هذا عدا أنه ليس فيه حكمة ظاهرة، خاصة أن هذا الرأي لا يجتمع مع قول الله تعالى : (و دكت الأرض دكا دكا) لا يجتمع معه رأسا.
    ثانيا : السياق اللفظي لبعض الأحاديث الواردة في الأرضين في أحوال القيامة، كحديث الصحيحين المتواتر و اللفظ للبخاري رحمه الله :
    إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ...
    فهو يتحدث عن الأرضين بأل التعريف ، أي على أنها مخلوقة معلومة للسامع.
    ثالثا : لم ترد كل الأحاديث عن الأرضين في سياق الإخبار عن الآخرة. فقد وردت أحاديث أخرى مثل :
    ما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذ أحدنا مضجعه أن يقول اللهم رب السموات ورب الأرضين وربنا ورب كل شيء وفالق الحب والنوى ... الحديث و صححه الألباني في صحيح الكلم الطيب
    أولا : ما علاقة دكّ الأرض بإعادة خلقها ! ثم عن أيّ حكمة ظاهرة تتحدّث ! و هل علمت الحكمة الظاهرة من خلق سبع أرضين في الدنيا ، حتى تطالب بالحكمة الظاهرة في الآخرة . ففي الآخرة علمنا الحكمة و هي خسف الظالمين فيها ، فماذا عن الدنيا ؟! لا وجه لاستشكالك هنا ؛ فالله قد خلق كواكب كثيرة في هذه الدنيا و لم يخبرنا بها ، فلماذا نطالبه أن يخبرنا بعدد الكواكب التي سيخلها مرّة أخرى في الآخرة ؟!
    ثانيا : أيضا لا وجه لاستشكالك هنا ، فوجود " ال " لا يعني بالضرورة أن المتلقّي يعلم ، بل يعني بالضرورة أنّ المتكلّم يقصد معيّنا. فلمّا ذكر الله اسم " تبّع " في قوله : " أهم خيرٌ أم قوم تبّع و الذين من قبلهم أهلكناهم إنّهم كانوا مجرمين " الدخان: 37 . و ما دلّ ذكر اسم العلم " تبّع " أنّه كان معروفا عند العرب ! و بالتالي كون الاسم معرفة أو علم ، لا يدلّ بالضرورة أنه معلوم عند المخاطَب !
    ثالثا : الأحاديث المعتبرة سندا تحدّثت عن يوم القيامة ، أمّا التي تحدّثت عن الدنيا ، فأفضلها ذات الإسناد الحسن ! و المقام لا يسع تفنيد أسانيدها .
    و هنا مجددا أسألك : إلى أين تريد أن تصل بهذه الإفتراضات المتناقضة !؟
    أريد أن أصل إلى الفهم الصحيح لمراد الله.
    إذ لا يُعقل أن يكون تدبّر القرآن محصور على تكرار ما قد قيل ! كما أنّه لا يعقل أن تكون السموات السبع مجرّد شأن غيبي محض لا علاقة لها بعالم الشهادة ! كما لا يعقل أن نعزل تصوّراتنا في الأرض و في السّماء عن حقائق العلم و اكتشافاته.
    و إلّا فهناك من يصرّ حتّى الآن بأنّ الشمس هي التي تدور حول الأرض و بأنّ الأرض لا تتحرّك ، و يقول بأنّ ظاهر القرآن يقول ذلك .. ! و سيجد من أقوال السابقين من يؤيّد قوله ، و مع ذلك نخطئه ؛ لأنّه خالف حقائق لا مجال للتشكيك فيها الآن ...
    و عليه ،، فالأصل أنّ ما يتعلّق بعالم الشهادة ، يوزن بحقائق العلم ، ثم بعد ذلك ننظر إلى أقرب التفاسير لتلك الحقائق .. و ليس المعيار شهرة التفسير أو كثرة القائلين به ؛ إذ القضيّة متعلّقة بعالمنا المشاهد ...
    الحمد لله أنك تقول أن وجود السموات السبع خارج الأرض مقدم على الرأي الشاذ الفاسد المحدث الذي لا أصل له !
    و الجمع بين القولين أشذ، إذ ليس هناك ما يخصص عاما في آيات السموات السبع، و التخصيص بغير دليل مردود و كذا بمجموع الأدلة.
    و القول بوجود اشتباك بين التفسيرات دعوى منك عاري الصحة !!
    الجمع بين القولين ليس شاذا ! فنحن أمام خيارين : الأوّل : أن نعتقد بوجود سبع سموات دون أن يكون لهذا شواهد من الواقع ! الثّاني : أن نعتقد بوجود سبع سموات و يكون لهذا شواهد من الواقع ! المسلم ملزم بالاعتقاد بوجود سبع سموات ؛ لأنّ النص القرآني صريح بهذا ... لكن المسلم له خيار أن يفهم تلك السموات السبع بمعزل عن الواقع ، و له خيار أن يفهم تلك السماوات متناسقا مع الواقع ..فإن كنت ترى بالخيار الأوّل ، فلغيرك الحق بالخيار الثاني.
    و أنا أجد أنّ القرآن الكريم دقيق في هذه المسألة ، حيث يتكلّم عن السّماء بأكثر من طريقة .. فمرّة بالإفراد و مرّة بالجمع دون عدد و مرّة بالسموات السبع بالعموم و مرّة بالسموات السبع الطباق ... فهذه أربعة أقسام لطريقة معالجة القرآن لقضيّة " السّماء " .
    أنا أرى أنّ القسم الأخير من الآيات ، يتوافق مع مفهوم طبقات الغلاف الجوي إلى حدّ كبير ...
    و ضرورة الفصل و الدقّة مبعثه ليس لتأكيد وجود إعجاز علمي ، فالقرآن غنيّ بأمثلة الأعجاز ؛ و لكن لأنّي أجد أنّ هذا الفصل يزيل العديد من الإشكالات المطروحة حول القضيّة.
    فمثلا ،، إذا اكتفينا بالقول بأنّ السماء في القرآن هو ذلك الجرم الكوني الذي سيطويه الله يوم القيامة و سينشق ، و قد يأتي بالإفراد أو بالجمع دون أن يكون في ذلك اختلاف في المعنى ...
    هذا القول يفرض إشكالات عديدة منها : كيف يمكن للسماء أن تقع على الأرض ، و السماء هو الكون كلّه و الأرض هو هذا الكوكب الصغير في أحد مليارات النجوم ؟؟ فكيف يسقط ذك على هذا ؟؟!! بل كيف يمكن للمطر أن ينزل من ذلك الجرم السماوي و المطر ينزل من الغيوم ؟؟!!
    في حين لو قلنا بأنّ السّماء بالمفرد يعني " العلوّ " و معناه يأتي من سياق الآية. يمكن حينها القول بأنّ قوله تعالى :" و أنزلنا من السّماء ماء بقدر " المؤمنون:18 ، و قوله تعالى :" و أنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا " النبأ:14 .. " السّماء " في الآية الأولى تعني " المعصرات " في الآية الثانية .. أي السحب. و سمّيت سماء لكونها في العلوّ .. و كذا السماء التي تقع على الأرض هي النيازك باعتبارها في العلوّ كالمعصرات ..
    فهذا الفصل و التدقيق مع الآيات القرآنيّة ضرورة ملحّة ، لأني فعلا أجد القرآن دقيق في استخدام كلمة " السماء " و كلمة " السموات " و كلمة " السموات السبع الطباق " ، مما يؤكد أنّ لكل مفردة معناها الخاص بها ..

    ثانيا : الأراضين السبع
    إجابة على سؤالك الأول : الأرضين سبع بمعنى طبقات بعضها فوق بعض و لست أقول هي متباينة و لكنها ملتصقة لأن الدليل في ذلك أقوى و أصح و أصرح. و الخلاف حول الصفة و المكون و المحتوى و حدود كل منها .. و لا خلاف في أن الأرض التي نحن عليها هي الأرض العليا و في أن سجّين هي الأرض السفلى و هي أضيق الأرضين و هي مكان الجحيم. و نسبتها إلى قعر الأرض غيبيا كنسبة حفرة النار الغيبية إلى قبر الكافر و الفاجر حيث يرى مد البصر و يرى مقعده من النار في بعد آخر فيزيائي حقيقي وسط البعد المادي شاء الله أن لا نحيط به علما و لو حاولنا.
    و إجابة على سؤالك الثاني : حرام عليك ، هل أرسلتني إلى العصور الوسطى ؟ بالتأكيد هي كروية ، و من طبقات بعضها في جوف بعض. ألم يظهر لك ذلك واضحا أبدا من كلامي !
    السماوات السبع الطباق ، لو فهمناها على أنّها السموات الخارجيّة المحيطة بالكون ... فنحن لا نعرف شكل السماء إن كان كرويا أو اسطوانيا أو مسطّحا .. فلك أن تتصوّر الطباق على أنّها خطوط متوازية كلّ خط فوق الآخر ! و لك أن تتصوّر أنّها دوائر متداخلة كل دائرة داخل الأخرى ! و لك أن تتصوّر أنّها سبع اسطوانات كل اسطوانة تقع داخل الأخرى .. لك ذلك باعتبار أنّ العلم لم يعرف شكل الكون بعد و لم يحسم هذه المسألة !
    أمّا بالنسبة للأرض فالقضيّة محسومة ؛ لأنّ الأرض كرويّة . فإن كانت هناك سبع أرضين أو ستّ أرضين بداخلها ، فهي ستكون دوائر أصغر من الدائرة الكبرى التي تحيط بها . إذ لا يمكن رسم ستّ دوائر داخل دائرة واحدة و تكون جميع تلك الدوائر متطابقة متماثلة ، بل كلّ واحدة أكبر من التي تليها بالضرورة الرياضيّة. من أجل ذلك أخبرتك أنّ الأرض السابعة ستكون أصغر الأراضين السبع بنصف قطر صغير جدا مقارنة بأرضنا التي نعيش عليها . مما يجعل وجود النّار فيها دالا على أنّ النار صغيرة أو غير ماديّة.
    لذا أحببت أن أذكّرك بالحقيقة الكونيّة التي نعيش فيها ، بأن تستحضر كرويّة الأرض و أنت تتحدث عن الأراضين السبع الطباق ، و ليس الهدف إرجاعك إلى العصور الوسطى !
    فقط لينضبط الكلام، قلت لقد خلطت و فرقت ، و جعلت لرد العقائد و ما يترتب على ذلك من الحكم بالكفر مقياسا غير المقياس الذي عليه السلف و هو : درجة التبين من كون المعتقد أي معتقد و خبر الوحي أي خبر إن كان له أدلة قائمة صحيحة صريحة أم لا. و كأني فهمت من كلامك أن إنكار الكليات عندك (أو أصول الإيمان الستة) وحده الذي يتوقف عليه التكفير و ليس إنكار ما جاء به الوحي قرآنا أم حديثا من تفاصيل الأخبار
    هناك فرق بين " تكذيب الله " و بين " سوء فهم مراد الله " ، فالأوّل كفر أمّا الثاني فلا . لكن من الواضح أنّ هناك من يساوي بين الأمرين !
    في حين أنّ المساواة لا يجب أن تكون إلّا إذا كان النصّ لا يحتمل إلا معنى واحدا ، بحيث يكون فهم غير ذلك المعنى هو تكذيب للمتكلّم ، و هذه حالات قليلة.. و ليس هنا محلّ بحث هذه المسألة !
    فمن يقول بأنّه لا يوجد جنّ يعتبر كافر ؛ لأنّ الله صرّح قائلا : " قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ " ، فإنكار وجود الجنّ كفر ، برغم أنّ الإيمان بالجنّ ليس من أركان الإيمان ، على غرار الإيمان بالملائكة .
    فالضابط ليس انكار ستّة عقائد أو ستّة عشر أو ستّين ، بل إنكار صريح كلام الله كفر أيّا كان الموضوع ! لكن ما ليس بكفر ، هو مخالفة فهم ذلك النص عن ماهو مشهور ، و هذه مسألة دقيقة جدا ، لا أحب أن نتطرّق إليها ..
    بما أنك تعتقد بأن الجنة لا تظل في مكانها يوم القيامة لم لا تعتقد ذلك بالمنطق نفسه في النار ؟ فهذه تكون في مقابل تلك.
    لماذا تلزمني بشيء في موضع و لا تلتزم به أنت في موضع آخر ؟
    لا يوجد نصّ صحيح صريح يتكلّم عن مكان النّار في الدنيا ، بينما الجنّة فيها النص القرآني " عندها جنّة المأوى " و قوله أيضا : " يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنّة " .. و بغض النظر عن جنّة آدم هي نفس الجنّة التي في سدرة المنتهى أو جنّتان مختلفتان .. لكن نجد للقضيّة أساس قرآني .. أما مسألة النّار فتعود إلى آثار معظمها بأسانيد لا تصحّ !
    و حيث أنّ الدليل على مكان النّار غير موجود ، فعقيدتي في النّار أنّها في عالم الغيب ، أي خارج كوننا هذا ... و كما أنّ الجنّة لا تظلّ في مكانها فكذا النّار ؛ إذ لم أقل بأنّ النّار ستظّل في السّماء !
    و من ثمّ ،، أراك تكرّر الاستشهاد بقوله تعالى :" إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين. و ما أدراك ما سجّين . كتابٌ مرقوم . ويل يومئذ للمكذّبين. " المطففين:7-10. فلازلت تقول بأنّ النّار في سجّين من الأرض السفلى في الدنيا ! في حين أنّ الآية الكريمة تتحدّث عن يوم القيامة ! " ويلٌ يومئذ للمكذّبين " ، من أجل ذلك أخبرتك أنّك تخلط بين الآخرة و الدنيا في كثير من كلامك ...!

    أخي الحبيب، من الواضح هنا أنك عقلاني مادي زيادة على اللزوم و يُخشى عليك رد كثير من نصوص الغيب بناء على عقلانيتك المادية هذه !
    لا تخف ، فأنا أستطيع الفصل بين عالمنا المادّي و غير المادّي حين يختلطان ...
    أبسط طرق الفصل هو أن نقول بأنّ الشيء الذي نتحدّث عنه غير مادّي ؛ أي لا يشغل حيّزا من الفراغ حين يكون موجودا في المكان ... فالملائكة كما أخبرتك وصفت بأنّها غير مادية ، و بالتالي لا تشغل حجما حين تكون موجودة في المكان .. و بالتالي يمكن للمسجد أن يكون ممتلئ بسبب وجود مئة مصلي ، و غير ممتلئ برغم وجود ألف من الملائكة ، كل ملك منهم يملأ جناحه السماء .. و ذلك لأن طبيعة الملك غير ماديّة فالقضيّة معقولة جدا ..
    لذا سألتك : هل النّار ماديّة أو غير ماديّة ؟ و أنت تجيبني : النار غيبيّة !
    و هذه الإجابة لا تحلّ الإشكال ، فالملائكة غيبية و غير ماديّة فلا إشكال ، لكن النّار غيبيّة و مادّية ، فالإشكال قائم ..
    و إن قلت بأنّ النّار غير ماديّة ، ستفتح إشكالات أكبر ؛ إذ معنى ذلك أن عذاب النّار في النّار هو عذاب غير مادّي ، برغم أنّ جلودهم تبدّل ، مما يدلّ أن عذاب الجلد عذاب مادّي ...
    دعك من مسألة وجود النّار في باطن الأرض في الدنيا ، فالقول بأنّها تحت المحيطات أهون !
    الله تعالى على كل شيء قدير، فالمستحيلات عندك عقلا في العالم المادي الذي خلقه الله على هذه الهيئة ممكنات عنده
    هذا الكلام يحتاج إلى موضوع مستقلّ ؛ فهو يتطرّق إلى أحد القضايا الفلسفيّة الكبرى المتعلّقة بالله عزّ و جلّ !
    و هي قضيّة قدرة الله و المستحيلات .. فالقضيّة تقول : هل يقدر الله على المستحيلات العقليّة ؟ كالجمع بين النقيضين ؟
    و ينقسم النّاس في علاج هذا السؤال الفلسفي الكبير إلى قسمين :
    الأول : نعم ، الله يقدر على كلّ شيء بما فيه المستحيلات العقليّة . فهو يقدر على جعل الشمس على كبرها بداخل بيضة الدجاجة على صغرها ، دون أن يقوم بتصغير الأول أو تكبير الثّاني !
    الثاني : لا ، الله يقدر على كلّ شيء ، و المستحيلات ليست بشيء و بالتالي فالقدرة لا تتعلّق به . فالله قد قال : " إنّ الله على كلّ شيء قدير " و كلّ ما ليس بشيء فهو " لا شيء " ، و المستحيلات العقليّة ليست بـ " شيء " بل هي " لا شيء " .. و الله لم يقل : إنّ الله على كلّ لا شيء قدير .. بل قال : على كلّ شيء .. فيجب إثبات أنّ المستحيلات شيء ، ثم بعد ذلك نستخدم الآية للدلالة أنّ قدرة الله متعلّقة بها ...
    هذه إشارة عابرة على المسألة ، و إلا فالبحث في هذه القضيّة شائك ، و لا أرى المقام يتسّع له ...

  10. #40

    افتراضي


    ألم تقرأ قول الله تعالى :
    الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) " الملك. فلو كانت السّماوات الطّباق ضمن عالم الغيب ماكان الله ليطلب من النّاس أن يشاهدوا بأبصارهم كرّتين ، فيروا إبداعه ، فينقلب البصر خاسئا و هو حسير .. فعالم الغيب ليس من شأن البصر الحكم عليه أصلا ! و حيث أنّ السماء من عالم الشّهادة كما هو واضح من خلال هذه الآية ، فلابدّ أن يكون فهمنا لكلام الله منسجما مع أهم حقائق علم الكونيّات و علوم الطبيعة التي تبحث في حقيقة السّماء و حقيقة الأرض و حقيقة الأجرام السماويّة. أمّا القول بأنّنا غير ملزمين بتلك الحقائق ، بل ملزمين بما كان يفهمه السّابقون بناء على معطيات اللغة و معطيات المعرفة البشريّة في ذلك الوقت ، فهو قول أرى أنّه يغرّد خارج الصواب ، و إن كان هو السائد للأسف ! فالسّابقون لا يلامون إن اعتقدوا أنّ الأرض مسطّحة أو أنّ الشمس تدور حول الأرض أو غير ذلك ؛ إذ لم تكن هناك حقائق علميّة تمنعهم من هذه الأقوال . بل كانت لديهم اللغة و معارفهم المحدودة هي التي تشكّل فهمهم و تصوّراتهم لنصوص الوحي. أمّا نحن فنلام إن قلنا ما يخالف الواقع ؛ لأنّ العلم الآن حسم قضايا لم تكن محسومة في ذلك الوقت ، و بالتالي فليس المعيار في الفهم اللغة فحسب !

    _______________________________
    رفعت الأقلام وجفت الصحف
    أحسنت أخي أبو عمر النفيس

  11. #41
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ألم تقرأ قول الله تعالى :
    الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) " الملك. فلو كانت السّماوات الطّباق ضمن عالم الغيب ماكان الله ليطلب من النّاس أن يشاهدوا بأبصارهم كرّتين ، فيروا إبداعه ، فينقلب البصر خاسئا و هو حسير .. فعالم الغيب ليس من شأن البصر الحكم عليه أصلا ! و حيث أنّ السماء من عالم الشّهادة كما هو واضح من خلال هذه الآية ، فلابدّ أن يكون فهمنا لكلام الله منسجما مع أهم حقائق علم الكونيّات و علوم الطبيعة التي تبحث في حقيقة السّماء و حقيقة الأرض و حقيقة الأجرام السماويّة. أمّا القول بأنّنا غير ملزمين بتلك الحقائق ، بل ملزمين بما كان يفهمه السّابقون بناء على معطيات اللغة و معطيات المعرفة البشريّة في ذلك الوقت ، فهو قول أرى أنّه يغرّد خارج الصواب ، و إن كان هو السائد للأسف ! فالسّابقون لا يلامون إن اعتقدوا أنّ الأرض مسطّحة أو أنّ الشمس تدور حول الأرض أو غير ذلك ؛ إذ لم تكن هناك حقائق علميّة تمنعهم من هذه الأقوال . بل كانت لديهم اللغة و معارفهم المحدودة هي التي تشكّل فهمهم و تصوّراتهم لنصوص الوحي. أمّا نحن فنلام إن قلنا ما يخالف الواقع ؛ لأنّ العلم الآن حسم قضايا لم تكن محسومة في ذلك الوقت ، و بالتالي فليس المعيار في الفهم اللغة فحسب !

    أولا أنقل لك تفسير الآيات

    الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3)

    ثم قال : ( الذي خلق سبع سماوات طباقا ) أي : طبقة بعد طبقة ، وهل هن متواصلات بمعنى أنهن علويات بعضهم على بعض ، أو متفاصلات بينهن خلاء ؟ فيه قولان ، أصحهما الثاني ، كما دل على ذلك حديث الإسراء وغيره .
    وقوله : ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) أي : بل هو مصطحب مستو ، ليس فيه اختلاف ، ولا تنافر ، ولا مخالفة ، ولا نقص ، ولا عيب ، ولا خلل ; ولهذا قال : ( فارجع البصر هل ترى من فطور ) أي : انظر إلى السماء فتأملها ، هل ترى فيها عيبا ، أو نقصا ، أو خللا ; أو فطورا ؟ .
    قال ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، والثوري ، وغيرهم في قوله : ( فارجع البصر هل ترى من فطور ) أي : شقوق .
    وقال السدي : ( هل ترى من فطور ) أي : من خروق . وقال ابن عباس في رواية : ( من فطور ) أي : من وهي ، وقال قتادة : ( هل ترى من فطور ) أي : هل ترى خللا يا ابن آدم ؟ .


    ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)

    وقوله : ( ثم ارجع البصر كرتين ) قال : مرتين . ( ينقلب إليك البصر خاسئا ) قال ابن عباس : ذليلا ؟ وقال مجاهد ، وقتادة : صاغرا .
    ( وهو حسير ) قال ابن عباس : يعني : وهو كليل . وقال مجاهد ، وقتادة ، والسدي : الحسير : المنقطع من الإعياء .
    ومعنى الآية : إنك لو كررت البصر ، مهما كررت ، لانقلب إليك ، أي : لرجع إليك البصر ، ( خاسئا ) عن أن يرى عيبا أو خللا ( وهو حسير ) أي : كليل قد انقطع من الإعياء من كثرة التكرر ، ولا يرى نقصا .


    هذا بالنسبة لتفسير الآيات

    بالنسبة لقولك

    فلابدّ أن يكون فهمنا لكلام الله منسجما مع أهم حقائق علم الكونيّات و علوم الطبيعة التي تبحث في حقيقة السّماء و حقيقة الأرض و حقيقة الأجرام السماويّة. أمّا القول بأنّنا غير ملزمين بتلك الحقائق ، بل ملزمين بما كان يفهمه السّابقون بناء على معطيات اللغة و معطيات المعرفة البشريّة في ذلك الوقت ، فهو قول أرى أنّه يغرّد خارج الصواب ، و إن كان هو السائد للأسف
    فلا نقرك عليه لأن الحق لا يمكن أن يخرج عن اقوال المفسرين بحال فلو فرضنا آية إختلف العلماء في تفسيرها على ثلاثة أقوال (أ-ب-ج) فلا يمكن بحال أن يكون مراد الله عز و جل بخارج عن أحد تلك الأقوال و لو إفترضنا أن تفسير (س) لآية من القرآن خالف جميع تلك التفاسير فلا يمكن بحال من الأحوال أن يكون مراد الله عز و جل و لكن لو كان تفسير (س) وافق احد التفاسير القديمة (أ) مثلا لجاز لنا إعتبار التفسير (س) من جملة مرجحات التفسير (أ) بضوابط شديدة

    انقل لك كلاما نفيسا للأخ ابو الفداء من مقال له بعنوان (في قولهم إن كلام علماء الشريعة لا يلزمنا لأنه نتاج "عملية بشرية"!!
    )
    أنتم مخاطبون بعين ما خوطب به من قبل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإن فهم الواحد منكم خلاف ما فهموه جميعا، وزعم أن فهمه هو الحق، فأي شيء يلزم من ذلك يا عقلاء؟ لازم ذلك أنهم جميعا قد ضلوا وجهلوا بمراد الرسول عليه السلام مما أبلغهم به من الوحي، فلو صح هذا وأمكن أن يقع مثل ذلك فيهم، فكيف إذن يصح أن يقول الملك جل وعلا في القرءان: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا))؟ وكيف يتصور في العقل أن يتركهم النبي الذي بعثه الله لهدايتهم، ليجمعوا على فهم باطل لخطاب ربهم، فلا يتبين بطلانه لأحد من الناس إلا قدرا في عقل رجل يأتي من بعدهم بقرن أو بقرون عدة؟ وكيف يصح مع ذلك أن يكون الله تعالى قد حفظ الذكر، وأن يكون قد جعل للمؤمنين سبيلا واحدة من اتبع غيرها استحق أن يصلى الجحيم وسوء المصير؟؟ بل إن وقوع مثل هذا في وجود النبي عليه السلام (وهو معلم الصحابة وإمامهم وهم تلامذته)، حقيقته الطعن في صدق الوحي أصلا وفي كون القرءان كتاب هداية للعالمين!! كيف يقع في الصحابة فهم باطل لنص من النصوص فينعقد عليه إجماعهم بلا مخالف منهم، ويكون ذلك تحت نظر أمين الوحي عليه السلام فلا يأتي من السماء نسخ ولا إصلاح لذلك الباطل، ثم يموت النبي ويبقى الناس من بعده على ذلك الضلال ينسبونه إلى مراد رب العالمين زورا وبهتانا، ويتوارثه الناس على أنه سبيل المؤمنين وليس هو كذلك؟؟
    هل يعقل هؤلاء ما يلزم من نفي حجية إجماع القرن الأول – أو إجماع الأمة بعموم - على ما فهموه من نصوص هذا الدين؟ هل يعقلون أن حقيقته هدم الدين نفسه وتكذيب القرءان؟

    فإن تبرأ القوم من نفي حجية هذا الإجماع، لزمهم قبول القول بتقدم فهم الأولين للنصوص (إجمالا) على أفهام من جاء بعدهم، لأن المتأخر إنما تتلمذ على المتقدمين، يتلمس منهم الوقوف على "سبيل المؤمنين" ومعرفة ما كان عليه القرن الأول من فهم لمراد صاحب الشرع من خطابه! وأقول "إجمالا" حتى لا يفهم أحدهم أن فهم الأولين محصور في رجل بعينه من بعد النبي عليه السلام، أو أن كلام أحد من الصحابة يكون حجة معصومة لا تعارض! هذا ليس ديننا ولا نقول كما تقول الروافض إن الأئمة موصولون بالوحي والراد عليهم كالراد على الله! وإنما ينظر العلماء عندنا في مدى دلالة كلام الصحابي على ما كان عليه الصحابة بعموم، فإن دلت القرائن على ذلك بلا معارض من دليل يرقى للمعارضة، قالوا به ولم يخالفوه لأن موافقة فتواه لمراد الله تعالى من النصوص أرجح من موافقة من يخالفه من المتأخرين في القرون اللاحقة لكونه أقرب إلى تعليم النبي عليه السلام، ولاعتبار سكوت أقرانه من علماء الصحابة والتابعين على فتواه بمثابة إقرار له عليها، لا سيما إن رأينا العمل قد جرى على ذلك القول في بلاد المسلمين (فهذه بعض القرائن التي أشرنا إليها آنفا).
    والمتأخر في ديننا لم يأخذ عن المتقدم أحكاما شرعية وفقط، وإنما أخذ منه منهجا متكاملا لاستنباط الأحكام وتنزيلها على النوازل والمستجدات، فما كان فيه إجماع من الأولين فلا ينقضه برأيه، سواء كان ذلك الإجماع في أصل كلي أو في مسألة فرعية، وما كان فيه خلاف بينهم، لم يأت فيه بقول جديد يخالف جميع أقوالهم، فإن قولا كهذا لو كان الحق فيه لما كان من شأنه أن يخفى على علماء الأمة الذين بحثوا تلك المسألة نفسها في القرون الأولى، مع توافر الداعي إلى نقله إن قال به من يعتبر المجتهدون بخلافه بينهم، فيأتينا فيما ورثناه من جملة المذاهب المعتبرة التي انحصر فيها الخلاف! وأما ما استجد من النوازل مما لم يسبق أن مر الأولون عليه، فإن للنظر فيه واستنباط حكمه من الشرع قواعد كلية ما كان لميراث خاتم النبيين أن يخلو منها! فأين تلك القواعد ومن أين نتحصل عليها؟ عند العلماء الذين تخصصوا في دراستها وأفنوا فيها أعمارهم!
    لذا فإن الله تعالى يقول: ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)). والعقل كذلك يوجب على العقلاء أن يرجعوا إلى أهل كل صنعة من صناعات العلم فيما يحسنون، فيقلدوهم فيما يقولون به ولا يقدموا آراءهم على علم العلماء المختصين، مع كونهم يعلمون أنهم لم يتأهلوا كما تأهل أولئك المختصون!
    و أما قولك

    فالسّابقون لا يلامون إن اعتقدوا أنّ الأرض مسطّحة أو أنّ الشمس تدور حول الأرض أو غير ذلك ؛ إذ لم تكن هناك حقائق علميّة تمنعهم من هذه الأقوال . بل كانت لديهم اللغة و معارفهم المحدودة هي التي تشكّل فهمهم و تصوّراتهم لنصوص الوحي. أمّا نحن فنلام إن قلنا ما يخالف الواقع ؛ لأنّ العلم الآن حسم قضايا لم تكن محسومة في ذلك الوقت ، و بالتالي فليس المعيار في الفهم اللغة فحسب !
    فقد ذكرت مسألتين الاولى كروية الارض و هذه فيها إجماع سلفي قديم و ليس كما تقول

    سُئِلَ ابن تيمية : - عَنْ رَجُلَيْنِ تَنَازَعَا فِي " كَيْفِيَّةِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ " هَلْ هُمَا " جِسْمَانِ كُرِّيَّانِ " ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا كُرِّيَّانِ ; وَأَنْكَرَ الآخَرُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ وَقَالَ : لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ وَرَدَّهَا فَمَا الصَّوَابُ ؟

    فَأَجَابَ :

    (( السَّمَاوَاتُ مُسْتَدِيرَةٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ حَكَى إجْمَاعَ
    الْمُسْلِمِينَ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَئِمَّةِ الإِسْلامِ .


    مِثْلُ : أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي أَحَدِ الأَعْيَانِ الْكِبَارِ مِنْ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَصْحَابِ الإِمَامِ أَحْمَد وَلَهُ نَحْوُ أَرْبَعِمِائَةِ مُصَنَّفٍ .


    وَحَكَى الإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ وَأَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ وَرَوَى الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ بِالأَسَانِيدِ الْمَعْرُوفَةِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَذَكَرُوا ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَبَسَطُوا الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ بِالدَّلائِلِ السَّمْعِيَّةِ .


    وَإِنْ كَانَ قَدْ أُقِيمَ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا دَلائِلُ حِسَابِيَّةٌ .


    و َلا أَعْلَمُ فِي عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الْمَعْرُوفِينَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ ; إلا فِرْقَةٌ يَسِيرَةٌ مَنْ أَهْلِ الْجَدَلِ لَمَّا نَاظَرُوا الْمُنَجِّمِينَ فَأَفْسَدُوا عَلَيْهِمْ فَاسِدَ مَذْهَبِهِمْ فِي الأَحْوَالِ وَالتَّأْثِيرِ خَلَطُوا الْكَلامَ مَعَهُمْ بِالْمُنَاظَرَةِ فِي الْحِسَابِ وَقَالُوا عَلَى سَبِيلِ التَّجْوِيزِ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُرَبَّعَةً أَوْ مُسَدَّسَةً أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ; وَلَمْ يَنْفُوا أَنْ تَكُونَ مُسْتَدِيرَةً لَكِنْ جَوَّزُوا ضِدَّ ذَلِكَ .


    وَمَا عَلِمْت مَنْ قَالَ إنَّهَا غَيْرُ مُسْتَدِيرَةٍ - وَجَزَمَ بِذَلِكَ - إلا مَنْ لا يُؤْبَهُ لَهُ مِنْ الْجُهَّالِ .


    وَمِنْ الأَدِلَّةِ عَلَى ذَلِكَ قوله تعالى : (( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )) .


    وَقَالَ تَعَالَى : (( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )) .


    قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ : فِي فَلْكَةٍ مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ ، وَهَذَا صَرِيحٌ بِالاسْتِدَارَةِ وَالدَّوَرَانِ وَأَصْلُ ذَلِكَ : أَنَّ " الْفَلَكَ فِي اللُّغَةِ " هُوَ الشَّيْءُ الْمُسْتَدِيرُ يُقَالُ تَفَلَّكَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ إذَا اسْتَدَارَ وَيُقَالُ لِفَلْكَةِ الْمِغْزَلِ الْمُسْتَدِيرَةِ فَلْكَةٌ ; لاسْتِدَارَتِهَا .


    فَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ عَلَى أَنَّ " الْفَلَكَ " هُوَ الْمُسْتَدِيرُ وَالْمَعْرِفَةُ لِمَعَانِي كِتَابِ اللَّهِ إنَّمَا تُؤْخَذُ مِنْ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ : مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ الْمَوْثُوقِ بِهِمْ مِنْ السَّلَفِ وَمِنْ اللُّغَةِ : الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا وَهِيَ لُغَةُ الْعَرَبِ .


    وَقَالَ تَعَالَى : (( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ )) .


    قَالُوا : وَ " التَّكْوِيرُ " التَّدْوِيرُ يُقَالُ : كَوَّرْت الْعِمَامَةَ وَكَوَّرْتهَا : إذَا دَوَّرْتهَا وَيُقَالُ : لِلْمُسْتَدِيرِ كَارَةٌ وَأَصْلُهُ " كورة " تَحَرَّكَتْ الْوَاوُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَقُلِبَتْ أَلِفًا .

    وَيُقَالُ أَيْضًا : " كُرَةٌ " وَأَصْلُهُ كُورَةٌ وَإِنَّمَا حُذِفَتْ عَيْنُ الْكَلِمَةِ كَمَا قِيلَ فِي ثُبَةٍ وَقُلَةٍ .

    وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَسَائِرُ أَحْوَالِ الزَّمَانِ تَابِعَةٌ لِلْحَرَكَةِ ; فَإِنَّ الزَّمَانَ مِقْدَارُ الْحَرَكَةِ ; وَالْحَرَكَةُ قَائِمَةٌ بِالْجِسْمِ الْمُتَحَرِّكِ فَإِذَا كَانَ الزَّمَانُ التَّابِعُ لِلْحَرَكَةِ التَّابِعَةِ لِلْجِسْمِ مَوْصُوفًا بِالاسْتِدَارَةِ كَانَ الْجِسْمُ أَوْلَى بِالِاسْتِدَارَةِ .

    وَقَالَ تَعَالَى : (( مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ )) .

    وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ إلا أَجْسَامُ مَا هُوَ مُتَشَابِهٌ .

    َأَمَّا التَّثْلِيثُ وَالتَّرْبِيعُ وَالتَّخْمِيسُ وَ التَّسْدِيسُ وَغَيْرُ ذَلِكَ : فَفِيهَا تَفَاوُتٌ وَاخْتِلافٌ بِالزَّوَايَا وَالأَضْلاعِ لا خِلافَ فِيهِ وَ لا تَفَاوُتَ ; إذْ الاسْتِدَارَةُ الَّتِي هِيَ الْجَوَانِبُ .

    وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ فِي سُنَنِ أَبِي داود وَغَيْرِهِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ جهدت الأَنْفُسُ وَهَلَكَ الْمَالُ ; وَجَاعَ الْعِيَالُ فَاسْتَسْقِ لَنَا ; فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِاَللَّهِ عَلَيْك وَنَسْتَشْفِعُ بِك عَلَى اللَّهِ : فَسَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ وَقَالَ : (( وَيْحَك إنَّ اللَّهَ لا يُسْتَشْفَعُ بِهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ شَأْنُ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ إنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَوَاتِهِ هَكَذَا وَ قَالَ بِيَدِهِ مِثْلُ الْقُبَّةِ وَ أَنَّهُ يَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ بِرَاكِبِهِ )) .

    فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْعَرْشَ عَلَى السَّمَوَاتِ مِثْلُ الْقُبَّةِ وَهَذَا إشَارَةٌ إلَى الْعُلُوِّ وَالإِدَارَةِ .

    وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( إذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ الْجَنَّةَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَسَقْفُهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ )) .

    وَ الأَوْسَطُ لا يَكُونُ أَوْسَطَ إلا فِي الْمُسْتَدِيرِ .

    وَ قَدْ قَالَ إيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ : السَّمَاءُ عَلَى الأَرْضِ مِثْلُ الْقُبَّةِ .

    وَ الآثَارِ فِي ذَلِكَ لا تَحْتَمِلُهَا الْفَتْوَى ; وَإِنَّمَا كَتَبْت هَذَا عَلَى عَجَلٍ .

    وَالْحِسُّ مَعَ الْعَقْلِ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّهُ مَعَ تَأَمُّلِ دَوَرَانِ الْكَوَاكِبِ الْقَرِيبَةِ مِنْ الْقُطْبِ فِي مَدَارٍ ضَيِّقٍ حَوْلَ الْقُطْبِ الشَّمَالِيِّ ثُمَّ دَوَرَانِ الْكَوَاكِبِ الْمُتَوَسِّطَةِ فِي السَّمَاءِ فِي مَدَارٍ وَاسِعٍ وَكَيْفَ يَكُونُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ وَفِي آخِرِهِ ؟ يُعْلَمُ ذَلِكَ .

    وَكَذَلِكَ مَنْ رَأَى حَالَ الشَّمْسِ وَقْتَ طُلُوعِهَا وَاسْتِوَائِهَا وَغُرُوبِهَا فِي الأَوْقَاتِ الثَّلاثَةِ عَلَى بُعْدٍ وَاحِدٍ وَشَكْلٍ وَاحِدٍ مِمَّنْ يَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ عَلِمَ أَنَّهَا تَجْرِي فِي فَلَكٍ مُسْتَدِيرٍ وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ مُرَبَّعًا لَكَانَتْ وَقْتَ الاسْتِوَاءِ أَقْرَبَ إلَى مَنْ تُحَاذِيهِ مِنْهَا وَقْتَ الطُّلُوعِ وَالْغُرُوبِ وَدَلائِلُ هَذَا مُتَعَدِّدَةٌ .

    وَأَمَّا مَنْ ادَّعَى مَا يُخَالِفُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَهُوَ مُبْطِلٌ فِي ذَلِكَ وَإِنْ زَعَمَ أَنَّ مَعَهُ دَلِيلا حِسَابِيًّا .

    ( مجموع الفتاوى ، 6 / 587 فما بعدها )

    بالنسبة لدوران الشمس حول الارض
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=226582

    ثم ما الذي يجعلك تعتبر النظريات العلمية على ما فيها من قصور دليلا و ما أدراك أصلا أن الله عز و جل أراد ذلك من كلامه بل لازم قولك إن كنت لا تدري أن الدين لم يحفظ لأن من لازم حفظ النص حفظ فهمه معه (راجع كلام الأخ أبو الفداء) و لكن أن تأتي النظريات العلمية (بضوابط) للإنتصار لقول من الأقوال فيمكن في هذه الحال اعتبارها احد التفاسير المعتبرة و هذا لا ينفي أن الحق قد يكون في أحد باقي الأقوال

    --------------------------------------------
    مقال الاخ أبو الفداء (http://www.eltwhed.com/vb/showthread...%ED%C9-quot-!!)

    يراجع كتاب (آلة الموحدين لكشف خرافات الطبيعيين ) للاخ أبو الفداء بداية من الصفحة 290
    التعديل الأخير تم 03-23-2016 الساعة 03:50 AM

  12. افتراضي

    [QUOTE=muslim.pure;2942904]
    أولا أنقل لك تفسير الآيات
    نقطة الخلاف التي جعلتني أستشهد بهذه الآيات هي في كون موضوع السماوات الأرض ضمن عالم الغيب أو عالم الشهادة ، فاستشهدت بهذه الآيات كدليل على أنها ضمن عالم الشهادة ؛ بدليل أن الله طلب النظر إليها بالبصر.
    فهل نقلك لتفسير الآيات جعلها ضمن عالم الغيب ؟؟!

    فلا نقرك عليه لأن الحق لا يمكن أن يخرج عن اقوال المفسرين بحال فلو فرضنا آية إختلف العلماء في تفسيرها على ثلاثة أقوال (أ-ب-ج) فلا يمكن بحال أن يكون مراد الله عز و جل بخارج عن أحد تلك الأقوال و لو إفترضنا أن تفسير (س) لآية من القرآن خالف جميع تلك التفاسير فلا يمكن بحال من الأحوال أن يكون مراد الله عز و جل و لكن لو كان تفسير (س) وافق احد التفاسير القديمة (أ) مثلا لجاز لنا إعتبار التفسير (س) من جملة مرجحات التفسير (أ) بضوابط شديدة
    ما هو دليلك الشرعي أو العقلي على أن فهم مراد الله في جميع آياته القرآنية محصور على حقبة زمنية معينة ؟!
    أتمنى أن تحضر لنا الدليل ؛ لأن هذه المسألة في غاية الأهمية !
    ثم هل تدرك خطورة الكلام الذي تقوله ؟!!
    فلازم كلامك هو أن الله مضطر أو مجبر - و العياذ بالله - أن يكون كلامه لا يخرج عن دائرة فهم المفسرين في زمن بعينه ، و لا ينبغي له أن يقول كلاما سيفهمه المفسرون في أزمنة لاحقة !!هذا كلام خطير جدا يا أخي فانتبه له !

    فقد ذكرت مسألتين الاولى كروية الارض و هذه فيها إجماع سلفي قديم و ليس كما تقول
    و ماذا عن مسألة دوران الشمس حول الأرض ، هل فيها إجماع أيضا ؟!
    وهل يكون الشيخ ابن عثيمين - في الرابط الذي أحلتني إليه - مخالفا لإجماع السلف في دوران الأرض ، و كذا الشيخ ابن باز ؟!

    (( السَّمَاوَاتُ مُسْتَدِيرَةٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ حَكَى إجْمَاعَ
    الْمُسْلِمِينَ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَئِمَّةِ الإِسْلامِ .
    العلم لم يحسم بعد مسألة شكل السماء أو شكل الكون !
    ثم لماذا أرهقت نفسك في نقل آراء السابقين حول شكل السماء ، في حين كان كلامي عن شكل الأرض ؟!
    ثم أنت تؤكد من خلال نقلك أن معظم السابقين كان يعتقد أن الأرض مسطحة و السماء عبارة عن قبة فوقها !!

    وَ قَدْ قَالَ إيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ : السَّمَاءُ عَلَى الأَرْضِ مِثْلُ الْقُبَّةِ .
    هذا بالضبط التصور الذي كان سائدا !
    مثل صحن الطعام المستوي الذي يغطيه صحن محدب على شكل قبة ! لهما نفس الطول ، الصحن هو الأرض و القبة هي السماء !
    هل يعقل أن نقول بأنه إن لم نجد تصورا مختلفا في وقتهم ، فيجب أن يكون هذا مراد الله في كلامه بالضرورة ؟؟؟!

    ثم ما الذي يجعلك تعتبر النظريات العلمية على ما فيها من قصور دليلا و ما أدراك أصلا أن الله عز و جل أراد ذلك من كلامه بل لازم قولك إن كنت لا تدري أن الدين لم يحفظ لأن من لازم حفظ النص حفظ فهمه معه
    الذي بجعلني أعتبر النظريات العلمية هو يقينيي أن الكون هو كتاب الله المنظور كما أن القرآن هو كتابه المسطور المقروء. فكما أن جمل الكتاب الثاني عبارة عن آيات ، فكذالك حقائق الكتاب الأول عبارة عن آيات. وكما أن الله أمرنا بتدبر آياته القرآنية فهو كذلك امرنا بتدبر آياته الكونية.
    فعندما نفهم آية قرآنية تتكلم عن الجبل بناء على نظريات جيولوجية غير ثابتة ، فهذا أفضل من الفهم المبني على الاستخدام اللغوي للمفردات فقط ، دون استقراء ميداني لطبيعة الجبل.
    و ثم ،، لماذا تريد إلزام ما ليس بلازم و تخلط المسائل ؟!
    هل ضاع الدين عندما لم يعرف المسلمون مراد الله من قوله " طسم " و " الر " ؟؟!!
    هل ضاع الدين عندما لم يعرف المسلمون مراد الله من اسم " تبع " فيما لو كان رسولا أو ملكا أو قرية ؟؟!!
    فلماذا بضيع الدين إذا قلنا أن المسلمين فهموا جريان الشمس أو طبيعة السماوات السبع فهما خاطئة في حقبة زمنية ، ثم فهموا الفهم الصحيح حقبة زمنية أخرى نتيجة لتطور العلم ؟؟!!
    التعديل الأخير تم 03-23-2016 الساعة 11:26 AM

  13. #43
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    نقطة الخلاف التي جعلتني أستشهد بهذه الآيات هي في كون موضوع السماوات الأرض ضمن عالم الغيب أو عالم الشهادة ، فاستشهدت بهذه الآيات كدليل على أنها ضمن عالم الشهادة ؛ بدليل أن الله طلب النظر إليها بالبصر.
    فهل نقلك لتفسير الآيات جعلها ضمن عالم الغيب ؟؟!
    الرد كان على رد الأخ كريم و السبب أنه يعتبر البحث في علم الكونيات لازما للبحث في مسألة السموات السبع كما يظهر من كلامه
    فلابدّ أن يكون فهمنا لكلام الله منسجما مع أهم حقائق علم الكونيّات و علوم الطبيعة التي تبحث في حقيقة السّماء و حقيقة الأرض و حقيقة الأجرام السماويّة
    و أما قولك
    ما هو دليلك الشرعي أو العقلي على أن فهم مراد الله في جميع آياته القرآنية محصور على حقبة زمنية معينة ؟!
    أتمنى أن تحضر لنا الدليل ؛ لأن هذه المسألة في غاية الأهمية !
    ثم هل تدرك خطورة الكلام الذي تقوله ؟!!
    فلازم كلامك هو أن الله مضطر أو مجبر - و العياذ بالله - أن يكون كلامه لا يخرج عن دائرة فهم المفسرين في زمن بعينه ، و لا ينبغي له أن يقول كلاما سيفهمه المفسرون في أزمنة لاحقة !!هذا كلام خطير جدا يا أخي فانتبه له !
    لو قرات ما نقلت لك اعلاه لوجدت الدليل ثم لا يلزم من كلامي أبدا إتهام الله عز و جل -و العياذ بالله- و لكن من لازم حفظ الذكر حفظ فهمه معه فيسر لذلك الاسباب و ليس هذا بإجبار او عجز و لكن تمام قدرة و حكمة و لاحظ أني لم أنكر تفسير القرآن بالعلم ما كان موافقا لفهم السلف الاول و لكن أنكرت إعتماد النظريات العلمية لفهم النص دون إعتبار لفهم العلماء بل إتهام فهم العلماء بالجهل و القصور في الطبيعيات ما يجعلهم يخطؤون في فهم مراد ربههم و يغيب عنهم فهم النص حتى ياتي بعد 14 قرن من يفسر النص ثم لو قرات ما أشرت إليه في الكتاب لوجدت تفصيلا

    بقي ان انقل لك من كلام شيخ الإسلام

    1- قال الفتاوى(243/13): ( وَقَدْ تَبَيَّنَ بِذَلِكَ أَنَّ مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ أَوْ الْحَدِيثَ وَتَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ التَّفْسِيرِ الْمَعْرُوفِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ مُلْحِدٌ فِي آيَاتِ اللَّهِ مُحَرِّفٌ لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَهَذَا فَتْحٌ لِبَابِ الزَّنْدَقَةِ وَالْإِلْحَادِ وَهُوَ مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ).

    2- وقال في (مقدمة التفسير) :
    ( من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك، كان مخطئاً في ذلك، بل مبتدعاً، وإن كان مجتهداً مغفوراً له خطؤه، ثم قال: فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعاً .
    3- (... فمن لم يأخذ معاني الكتاب والسنة من الصحابة التابعين ومن أخذ عنهم لم يكن له طريق أصلا إلا ما يَرِدُ عليه من الآفات أضعافُ ما يرد على هذا الطريق , فلا يجوز له ترجيح غيرها عليها فيكون أحد الأمرين لازما له :
    إما أن يستبدل الذي هو أدني بالذي هو خير.......إلى أن قال
    وإما أن يعرض عن ذلك كله ولا يجعل للقرآن معنى مفهوما وقد قال تعالى:
    (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) فلا يعقله,
    وقال (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) فلا يتدبره ,
    وقال (لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) فلا يتدبر ولا يتذكر
    وقال (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) فلا يكون من العالمين العاقلين لها.
    وإذا سلك هذا استطار شرره وتعدّى ضرره فيلزم تعطيل معاني الكتاب والسنة و فتورُ الرسالة , إذ الرسول الذي لم يبين بمنزلة عدم الرسول , والكلام الذي بلَغه الرسول ولم يعقل معناه يدخل في حد الأصوات المسموعة التي ليس فيها حروف مبيِّنة للمعاني وقد ذم الله تعالى في كتابه من كان حاله هكذا وجعلهم كفارا بمنزلة الأموات وحمد من سمع كلامه فعقله ووعاه وجعل ذلك صفة المؤمن الحي فقال: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)
    وقال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا )
    وقال تعالى أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
    وقال ....(( وإذا كان من عدل عما فسّر به رسول الله وأصحابه والتابعون القرآنَ فأخذ الأمرين لازم له: إما أن يعدل إلى تفسيره بما هو دون ذلك , فيكون محرف للكلم عن مواضعه , وإما أن يبقى أصمَّ أبكم لا يسمعُ من كلام رسوله إلا الصوت المجرد الذي يَشرَكه فيه البهائم ولا يعقله. وكل ذهين الأمرين باطل محرم, ثبت تعيّنُ الطريقة النبوية السلفية وبطلان الطريقة التحريفية والأمّيّة, فالتحريفية لها الجهل المركب والكفر المركب, والأمية لها الجهل البسيط والكفر البسيط)) .( ص 20)
    وقال :
    ((... فهذه أربعة أمور ذمها الله تعالى:
    1- تحريف ما أنزل الله,
    2- وكتمانه
    3-وكتابة ما ينسب إليه مما يخالفه,
    4- والإعراض عن تدبر كلامه.
    فمن الناس من يجمع الأربعة وهمرؤوس أهل البدع وأئمتهم الذين وضعوا مذاهب تخالف الكتاب والسنة وجعلوها من دين الله وأصول الدين وفروعه التي أوجب الله قولها واعتقادها.... ) (ص22)

    و ماذا عن مسألة دوران الشمس حول الأرض ، هل فيها إجماع أيضا ؟!
    وهل يكون الشيخ ابن عثيمين - في الرابط الذي أحلتني إليه - مخالفا لإجماع السلف في دوران الأرض ، و كذا الشيخ ابن باز ؟!
    لم أفهم وجه الإعتراض تحديدا هل على إجتهاد العالمين فإن كان لذلك فأقول لا عصمة إلا لنبي
    أنقل لك كلام الشيخ بن باز
    ((أما ما نشرته عني مجلة " السياسة " نقلا عن البيان الذي كتبه كتاب وأدباء التجمع التقدمي في مصر من إنكاري هبوط الإنسان على سطح القمر وتكفير من قال بذلك ، أو قال إن الأرض كروية ، أو تدور ، فهو كذب بحت لا أساس له من الصحة ، وقد يكون الناقل لم يتعمد الكذب ولكن لم يتثبت في النقل ، ومقالي مطبوع ومنشور وقد أوضحت فيه الرد على من أنكر هبوط الإنسان على سطح القمر ، أو كفر من صدق بذلك ، وبينت أن الواجب على من لا علم لديه التوقف وعدم التصديق والتكذيب حتى يحصل له من المعلومات ما يقتضي ذلك .

    كما أني قد أثبت في المقال فيما نقلته عن العلامة ابن القيم رحمه الله ما يدل على إثبات كروية الأرض ، أما دورانها فقد أنكرته وبينت الأدلة على بطلانه ولكني لم أكفر من قال به ، وإنما كفرت من قال إن الشمس ثابتة غير جارية لأن هذا القول مصادم لصريح القرآن الكريم والسنة المطهرة الصحيحة الدالين على أن الشمس والقمر يجريان...))

    أما قولك
    العلم لم يحسم بعد مسألة شكل السماء أو شكل الكون !
    ثم لماذا أرهقت نفسك في نقل آراء السابقين حول شكل السماء ، في حين كان كلامي عن شكل الأرض ؟!
    ثم أنت تؤكد من خلال نقلك أن معظم السابقين كان يعتقد أن الأرض مسطحة و السماء عبارة عن قبة فوقها !!
    بالنسبة للعلم
    وَأَمَّا مَنْ ادَّعَى مَا يُخَالِفُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَهُوَ مُبْطِلٌ فِي ذَلِكَ وَإِنْ زَعَمَ أَنَّ مَعَهُ دَلِيلا حِسَابِيًّا .

    لو قرات الكلام جيدا لوجدت دليلا على كروية الارض
    وَكَذَلِكَ مَنْ رَأَى حَالَ الشَّمْسِ وَقْتَ طُلُوعِهَا وَاسْتِوَائِهَا وَغُرُوبِهَا فِي الأَوْقَاتِ الثَّلاثَةِ عَلَى بُعْدٍ وَاحِدٍ وَشَكْلٍ وَاحِدٍ مِمَّنْ يَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ عَلِمَ أَنَّهَا تَجْرِي فِي فَلَكٍ مُسْتَدِيرٍ وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ مُرَبَّعًا لَكَانَتْ وَقْتَ الاسْتِوَاءِ أَقْرَبَ إلَى مَنْ تُحَاذِيهِ مِنْهَا وَقْتَ الطُّلُوعِ وَالْغُرُوبِ وَدَلائِلُ هَذَا مُتَعَدِّدَةٌ .

    على العموم و لدفع الإشكال
    قال أبو محمد ابن حزم رحمه الله : " مطلب بيان كروية الأرض :
    قال أبو محمد وهذا حين نأخذ إن شاء الله تعالى في ذكر بعض ما اعترضوا به ، وذلك أنهم قالوا : إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية ، والعامة تقول غير ذلك ، وجوابنا وبالله تعالى التوفيق : أن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ، ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة ، بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها ... " وساق جملة من الأدلة على ذلك "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (2/78) .

    ومن الأدلة على كروية الأرض :
    قوله تعالى : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) الزمر/5 .
    وقد استدل ابن حزم وغيره بهذه الآية .
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " الأرض كروية بدلالة القرآن ، والواقع ، وكلام أهل العلم ، أما دلالة القرآن ، فإن الله تعالى يقول : ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) ، والتكوير جعل الشيء كالكور ، مثل كور العمامة ، ومن المعلوم أن الليل والنهار يتعاقبان على الأرض ، وهذا يقتضي أن تكون الأرض كروية ؛ لأنك إذا كورت شيئاً على شيء ، وكانت الأرض هي التي يتكور عليها هذا الأمر لزم أن تكون الأرض التي يتكور عليها هذا الشيء كروية .

    ثم أنت تؤكد من خلال نقلك أن معظم السابقين كان يعتقد أن الأرض مسطحة و السماء عبارة عن قبة فوقها !!
    هذا بالضبط التصور الذي كان سائدا !
    مثل صحن الطعام المستوي الذي يغطيه صحن محدب على شكل قبة ! لهما نفس الطول ، الصحن هو الأرض و القبة هي السماء !
    هل يعقل أن نقول بأنه إن لم نجد تصورا مختلفا في وقتهم ، فيجب أن يكون هذا مراد الله في كلامه بالضرورة ؟؟؟!
    لا يلزم من كون السماء عبارة عن قبة أن تكون الأرض مسطحة و مثالك باطل فيمكن أن يكون الصحنين محدبين يغطي أحدهما الآخر

    الذي بجعلني أعتبر النظريات العلمية هو يقينيي أن الكون هو كتاب الله المنظور كما أن القرآن هو كتابه المسطور المقروء. فكما أن جمل الكتاب الثاني عبارة عن آيات ، فكذالك حقائق الكتاب الأول عبارة عن آيات. وكما أن الله أمرنا بتدبر آياته القرآنية فهو كذلك امرنا بتدبر آياته الكونية.
    و تدبر الآيات الكونية لا يعني ابدا الإفتراء على كتاب الله بالباطل تدبر كما تشاء و أنظر كما تشاء و لكن لا تفتري على كتاب الله أنظر إلى النجوم في ليلة صافية و سترى عظمة الله أو أنظر إلى القمر عند تمامه أو البحار أو الأشجار كل هذا تدبر في خلق الله أما الإفتراء على كتاب الله بنظريات هي عند أهلها محل شك فهذا هو المرفوض

    فعندما نفهم آية قرآنية تتكلم عن الجبل بناء على نظريات جيولوجية غير ثابتة ، فهذا أفضل من الفهم المبني على الاستخدام اللغوي للمفردات فقط ، دون استقراء ميداني لطبيعة الجبل.
    و هل أترك كتاب الله كما فهمه رسول الله صلّ الله عليه و سلم بابي هو و أمي و بفهم صحبه الكرام و أخذ بنظريات أنت نفسك تقول عنها غير ثابتة إذا فقد سفهت عقلي

    و ثم ،، لماذا تريد إلزام ما ليس بلازم و تخلط المسائل ؟!
    هل ضاع الدين عندما لم يعرف المسلمون مراد الله من قوله " طسم " و " الر " ؟؟!!
    هل ضاع الدين عندما لم يعرف المسلمون مراد الله من اسم " تبع " فيما لو كان رسولا أو ملكا أو قرية ؟؟!!
    هذا من متشابه القرآن يرد إلى المحكم لا إلى نظريات غير ثابتة
    (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)

    فلماذا بضيع الدين إذا قلنا أن المسلمين فهموا جريان الشمس أو طبيعة السماوات السبع فهما خاطئة في حقبة زمنية ، ثم فهموا الفهم الصحيح حقبة زمنية أخرى نتيجة لتطور العلم ؟؟!!
    انظر أعلاه

  14. افتراضي

    [QUOTE=muslim.pure;2942926]
    لو قرات ما نقلت لك اعلاه لوجدت الدليل
    لم أجد فيما نقلته الدليل ! فيا حبذا تضع الدليل على هذا الكلام الخطير !
    فلا بد أن يكون هناك دليل واضح أن تدبر القرآن محصور على فترة زمنية معينة فقط ، أما الباقي فليس لهم إلا التكرار !!

    ثم لا يلزم من كلامي أبدا إتهام الله عز و جل -و العياذ بالله- و لكن من لازم حفظ الذكر حفظ فهمه معه فيسر لذلك الاسباب و ليس هذا بإجبار او عجز و لكن تمام قدرة و حكمة و لاحظ أني لم أنكر تفسير القرآن بالعلم ما كان موافقا لفهم السلف الاول و لكن أنكرت إعتماد النظريات العلمية لفهم النص دون إعتبار لفهم العلماء بل إتهام فهم العلماء بالجهل و القصور في الطبيعيات ما يجعلهم يخطؤون في فهم مراد ربههم و يغيب عنهم فهم النص حتى ياتي بعد 14 قرن من يفسر النص ثم لو قرات ما أشرت إليه في الكتاب لوجدت تفصيلا
    بل لازم كلامك أن الله يجب عليه أن لا يقول شيئا في القرآن إلا إذا كان المعاصرون لرسوله قادرين على فهمه حق الفهم !
    .
    بقي ان انقل لك من كلام شيخ الإسلام
    1- قال الفتاوى(243/13): ( وَقَدْ تَبَيَّنَ بِذَلِكَ أَنَّ مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ أَوْ الْحَدِيثَ وَتَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ التَّفْسِيرِ الْمَعْرُوفِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ مُلْحِدٌ فِي آيَاتِ اللَّهِ مُحَرِّفٌ لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَهَذَا فَتْحٌ لِبَابِ الزَّنْدَقَةِ وَالْإِلْحَادِ وَهُوَ مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ).
    هل هذا الكلام يستدل به أو يستدل له ؟!
    هل هذا هو الدليل الشرعي الذي تقدمه لي ؟!

    لم أفهم وجه الإعتراض تحديدا هل على إجتهاد العالمين فإن كان لذلك فأقول لا عصمة إلا لنبي
    وجه الاعتراض هو في قول الشيخ ابن عثيمين بدوران الشمس حول الأرض ، هل قوله مخالف لإجماع السلف أم أن السلف أصلا لم يتفقوا في المسألة؟
    فإن كان الثاني لماذا تخطئ الشيخ ؟! فقد يكون مصيبا !!!

    لو قرات الكلام جيدا لوجدت دليلا على كروية الارض
    قرأت الكلام جيدا ، معظمه يتكلم عن كروية السماء أو الفلك وأنه على شكل قبة !

    لا يلزم من كون السماء عبارة عن قبة أن تكون الأرض مسطحة و مثالك باطل فيمكن أن يكون الصحنين محدبين يغطي أحدهما الآخر
    لكن الواقع ليس كذلك !
    فالسماء ليست قبة على الأرض ! بل الأرض مجرد نقطة في فضاء الكون..


    و تدبر الآيات الكونية لا يعني ابدا الإفتراء على كتاب الله بالباطل تدبر كما تشاء و أنظر كما تشاء و لكن لا تفتري على كتاب الله أنظر إلى النجوم في ليلة صافية و سترى عظمة الله أو أنظر إلى القمر عند تمامه أو البحار أو الأشجار كل هذا تدبر في خلق الله أما الإفتراء على كتاب الله بنظريات هي عند أهلها محل شك فهذا هو المرفوض
    عندما يتم ربط كلام الله بالواقع تعتبره افتراء !!!!
    عندما يقرأ أحدهم قوله تعالى : " مرج البحرين يلتقيان. بينهما برزخ لا يبغيان " . فيبحث في كوكب الأرض عن المنطقة التي يلتقي فيها بحر عذب ببحر مالح ، فيذهب إلى تلك المنطقة و يفحص الخط الفاصل بين البحرين و الذي يمنع امتزاجهما ، فيكتشف مثلا أنها مادة كيميائة معينة. فيفسر كلمة ' برزخ ' بأن المقصود هي تلك المادة الكيميائية الفاصلة.
    هل يكون هذا الرجل مفتري على الله فقط لأنه لم يأخذ بأحد التفسيرات اللغوية القديمة ؟؟!!!
    التعديل الأخير تم 03-24-2016 الساعة 01:50 AM

  15. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله،
    الأخوة الذين يرفضون رؤية الاخ كريم،لى سؤال لهم:ماذا تقولون فى التشابه الشديد بين السماوات السبع والغلاف الجوى من هذه الوجوه:
    اولا السماوات سبع،والغلاف الجوى من حيث الطبقات ستة مضافا إلى الفضاء الكونى يصبح سبعة وقد نشأت هذه الطبقات السبع من غلاف جوى ابتدائى او سماء ابتدائية تماما كما قال القرأن الكريم فى اية البقرة29 وفصلت12
    ثانيا نشأ الغلاف الجوى بعد نشأة الارض بل فى اليومين الاخيرين من الايام الستة من الابخرة الناتجة من البراكين وبخار الماء المتصاعد وهو بعينه ووصفه وصف القرأن الكريم ووصف الصحابة لخلق السماوات السبع فعلى حين يقرر العلم الكونى تقريرا جازما أن المجموعة الشمسية التى بها كوكبنا متأخرة النشأة فى مجرتها وأن السماء سابقة النشأة بملايين السنين عن الارض.
    ثالثا نشأة الغلاف الجوى ادت لظهور الاضواء ليلا وهو بعينه وصف القرأن الكريم والصحابة لتزيين السماء الدنيا بمصابيح(راجع تفسير الطبرى للاية12 من سورة فصلت).
    رابعا الغلاف الجوى طبقات متصلة وهو بعينه اللفظة القرأنية:"السبع الطباق"و"السبع طرائق"وقد اتفق المفسرون على ان الطباق تقتضى تلاصق الطبقات ولكن حاولوا التوفيق بين هذه الايات وبين حديث المعراج وهم معذورون فى هذا فلم تكن علومهم تسمح بفهم حقيقة الطباق وانها السماوات.
    خامسا واخيرا الادلة القرأنية كثيرة على ان السماوات الطباق او ملكوت السماوات مرئية منظورة مبصرة وليست غيبية او لا تُرى وهذا لاينطبق الا على الغلاف الجوى فنحن لانرى بأعيننا طبقات الكون العليا.

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء