النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الزمن يهدم الأكوان المتعددة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    مصر - القاهرة
    المشاركات
    35
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي الزمن يهدم الأكوان المتعددة

    الدقائق الأولى تهدم الأكوان المتعددة
    ما يلبث العلماء أن يضعوا نظرية منها ما يثبت صحتها ومنها ما يثبت خطائها وعلى هذا أقترح فكرة إضافية لما قام به العلماء من نقد الأكوان المتعددة فلقد تم استدعاء فكرة الأكوان المتعددة لحل معضلة الثوابت الكونية والتصميم فى الكون الفكرة باختصار( إذا تبين أن الثوابت الكونية و الظبط الدقيق لها قد حدث بعد مدة زمانية فى جزء من الثانية أو الدقائق أو السنوات بعد الانفجار الكبير فهذا يعني أن فكرة الأكوان المتعددة أصبحت معدومة لأن الظبط لم يأتى مع الانفجار الكبير و هذا يستلزم ان يكون ضبطها أحد ) بهذه الفكرة يعود تفسير الثوابت الكونية و الظبط الدقيق و التصميم الكونى لدى الملحدين إلى الصدفة التراكمية التى يسهل ردها بالمستحيل الرياضى
    و من يستطيع أن يأتى ببحث علمى موثوق يؤكد أو ينفى هذه الفكرة فاليأتى به
    وسوف أنقل لكم جزء مقتبس من مقال لملحد و مع كل هذا يصر على الحاده #لا داعي لذكر إسم الكاتب الملحد (تعديل إشرافي)
    ولكن يبدو الكون المرئي محكمًا ومرتبًا ومنظمًا على نحو دقيق جدًا organisé، structuré، et ordonné، وعلى نحو تدرجي وتسلسلي أو مراتبي hiérarchisation مقصود سلفًا وبصورة تتعدى مقدرتنا الإدراكية المحدودة. ففي عصر التنوير كان يكفي الفيلسوف كانط kant أن يرفع نظره إلى السماء المظلمة لكي يرى كونًا منظمًا ومتقنًا ومتناسقًا يعمل وفقًا لقوانين الطبيعة الضابطة له حسب مبدأ العلة والمعلول والسبب والنتيجة la causalité.
    إن هذا النظام اللغزي الغامض الذي يجعل الأشياء تبدو كما هو عليه حالها، يستند إلى مجموعة من الثوابت الكونية والفيزيائية constantes physiques الغامضة والتي لا نعرف إلا الجزء اليسير منها كسرعة الضوء والثابت الثقالي وزمن بلانك وكتلة الإلكترون... إلخ. لقد أعطيت هذه الثوابت أرقامًا ذات قيم رياضية ثابتة ودقيقة للغاية، إذ إن تلك الأرقام موجودة ومنذ الأزل، أي منذ اللحظة الأولى للانفجار العظيم Bing Bang ولم يفعل الإنسان سوى اكتشافها والتوصل إليها بعد جهد دؤوب. ولا أحد يدري من أين جاءت تلك الأرقام وقيمها والتي بقيت ثابتة منذ بدء الزمن الذي نعرفه. فمن الذي وضعها ومن الذي حدَّدها بتلك القيم الرياضية الدقيقة في الكون المرئي لكي تبدو الأشياء كما هي على صورتها الحالية؟ الذي نعرفه، أو بالأحرى نفترضه اليوم، أنه في كل مكان في الكون المرئي، من أبعد مجموعة سديمية وحشود مجراتية إلى أصغر جسيم أو جزيء داخل أجسادنا، لا شيء يفلت من سلطة وتحكم هذه الثوابت الفيزيائية الكونية الشاملة دون أن نعرف من أين جاءت هذه الثوابت ولماذا وضعت ومتى وبأي طريقة ومن قبل من؟ كما أنه ليس بالإمكان التأثير عليها أو تغييرها أو تعديلها، وبفضلها يستقيم كل شيء ولا ينهار أو يتفتت الورق الذي نكتب عليه أو الحاسوب الذي نقرأ من خلاله ما نكتب، ولا يتحول إلى رماد أو غبار. ويعتقد العلماء بأن هذه الثوابت الفيزيائية هي التي سمحت للكون المرئي بالتطور إلى درجة أنها أتاحت له أن يولد الحياة العاقلة بداخله، مما دفع بالعديد من العقول الفذة إلى التفكير بأن هناك مشروع كوني مسبق projet cosmique ومعد سلفًا وليس وليد الصدفة، فلو تغيرت فارزة أو تغير رقم واحد بسيط في تلك القيم والثوابت الكونية، كما يقول عالم الفيزياء الفلكية روبرت ديك Robert Dick، فإن الكون برمته كما نعرفه، بما في ذلك الحياة المتولدة في داخله، سينعدم وجودهما كليًا ولما كان بالإمكان انبثاقه أو ظهوره. وقد ثبت ذلك من خلال تجارب المحاكاة التي أجريت في هذا المجال على الكومبيوترات العملاقة وكانت النتائج متطابقة مع الاستنتاجات النظرية والرياضية، أي استحالة إجراء أي تغيير أو تعديل مهما كان طفيفًا على تلك الثوابت الفيزيائية والكونية، كثابت سرعة الضوء الذي حدد بـ 299792458 كلم/ثانية، والثابت الثقالي constante de gravitation الذي حدد بـ 6.76384، ولا أحد يعرف لماذا هذه القيم الرياضية الدقيقة وليس غيرها.
    هناك مجموعة أخرى من الثوابت الكونية الغريبة المعروفة باسم الثوابت الخالية من الأبعاد constantes sans dimensions لأن قيمها الرقمية valeurs numériques شمولية universelles أي أنها تبقى هي ذاتها أيضًا أيًا كان نظام القياس المتبع لحسابها. وقد توصل العلماء إلى أن النموذج القياسي أو المعياري للفيزياء modèle standard de la physique يستند على حوالي العشرين من هذه الثوابت الفيزيائية الجوهرية fondamentales المكتشفة لحد الآن والخالية من الأبعاد، وأحدها هو ثابت البنية الدقيقة constante de structure fine الذي يدير ويتحكم بالقوة الكهرومغناطيسية force électromagnétique. تم اكتشاف هذا الثابت سنة 1916 على يد العالم الألماني آرنولد سومرفيلد Arnold Somerfeld الذي كان مقربًا من أينشاتين Einstein وأستاذًا للعالمين الفائزين بجائزة نوبل فولفغانغ بولي Pauli Wolfgang وفيرنر هيزنبيرغ Werner Heisenberg، وتم تأكيده بشكل نهائي سنة 2006 وتحديد قيمته القطعية بواحد مقسوم على 137.035999074 حيث يعطي الرقم التالي 0.0072973525698، ولو تم تغيير عدد واحد من هذا الرقم فسوف تنتفي القوة الكهرومغناطيسية مع ما سيترتب على ذلك من تداعيات كارثية ليست أقلها أن يتوقف الكون المرئي كله عن الوجود، وهو الأمر الذي حير عقل العالم الفيزيائي الألماني ماكس بورن Max Born الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء سنة 1954، وهو أحد آباء نظرية الكوانتا أو ميكانيك الكم mécanique quantique، والذي صرح بهذا الخصوص:
    لو كان لثابت البنية الدقيقة constante de structure fine قيمة أعلى بصورة طفيفة جدًا عما هي عليه الآن لما كان بإمكان أحد التمييز بين المادة والعدم، وسيكون من المستحيل الفرز بين قوانين الطبيعة، وبالتالي فإن قيمة هذا الثابت هي بكل تأكيد ليست وليدة الصدفة بل هي ناجمة عن أحد قوانين الطبيعة الأزلية. ومن هنا يمكننا القول إن شرح هذا الرقم يجب أن يكون أحد المشاكل أو المسائل المركزية للفلسفة الطبيعية.
    وهذا هو أيضًا رأي عالم الفيزياء الشهير ريشارد فينمان Richard Feynman حيث عبَّر عن رأيه بطريقة إيمانية عندما قال:
    أعتقد أن يد الله هي التي تقف وراء هذا السر لأن هذا الثابت هو أحد الألغاز الكبرى للفيزياء، وهو رقم سحري أعطي للإنسان أو لنقل أتيح له أن يكتشفه دون أن يفهم أي شيء عنه وعن كيفية تحديده وتثبيته، لذلك يمكننا أن نقول إن يد الله هي التي خطت هذا الرقم ولا نعرف لماذا ولا متى لكننا نعرف الطقوس التجريبية المتبعة لقياسه، ولا يوجد برنامج حاسوبي كومبيوتري على الأرض كلها قادر على إخراج مثل هذا الرقم. ولو قسمنا هذا الثابت على الثابت الذي يتحكم بالجاذبية أو الثقالة gravitation فسوف نحصل على ثابت جديد من نوع عديم البعد sans dimension ذو أهمية قصوى ومصيرية، وهو الثابت ذو القيمة التالية 1036. والحال أننا لو أسقطنا صفرًا واحدًا من هذا الرقم فسوف يتجمد توسع الكون ويبقى الكون محصورًا في حجم ضئيل مما يعني استحالة نشوء الحياة فيه، وإذا أضفنا صفرًا أو صفرين لهذا الثابت فسول لن يكون بوسع النجوم والكواكب والمجرات أن تتكون أو تتشكل.
    أما عالم الفلك والفيزياء الفلكية الإنكليزي مارتن ريس martin rees فيقول إن الكون المرئي يستند على ستة ثوابت خالية الأبعاد، والتي كرَّس لها العديد من الكتب والأبحاث والتجارب والمحاضرات والمؤتمرات حتى يخيل إلينا أنه كرس لها حياته كلها.
    وفي إحدى المرات صرَّح أمام مجلس اللوردات البريطاني أنه لو مس شخص ما أحد الأعداد في تلك الثوابت الستة الجوهرية فإن ذلك سوف يؤدي إلى اختفاء مجلس اللوردات فورًا عن الوجود ومعه الكون بأكمله. من الثوابت الستة المشار إليها يوجد الثابت الشهير المسمى بـالثابت الكوني constante cosmologique الذي يشكل أحد أهم المفارقات في الفيزياء المعاصرة والذي يقف وراء درجة الضبط القصوى، إلى حد الإعجاز، للكون المرئي le réglage absolu de l’univers منذ لحظة ولادته إلى يوم الناس هذا وحتى آخر لحظة من حياة الكون المرئي. فالانفجار العظيم، حسب رأي العالم جورج سموت George Smoot، هو الحدث الأكثر كارثية الذي يمكننا تخيله ومع ذلك يبدو في غاية الضبط والتنظيم والتنسيق والهارمونية finement orchestra. والجدير بالذكر أن قيمة هذا الثابت الكوني هي التي مكنت الكون المرئي لكي يبلغ هذه الدرجة من الكثافة القصوى أو الحرجة densité critique المحاذية للقيمة واحد حيث يبدو الكون المرئي بفضلها وكأنه مسطح plat. وهناك نتيجة مدهشة أخرى لحالة الضبط الكوني القصوى في لحظة الولادة أشار إليها العالم الروسي غاموف Gamow والعالم الأمريكي وينبيرغ Weinberg، صاحبا الكتاب الرائع الدقائق الثلاثة الأولى للكون les trois premières minutes de l’univers، حيث، وحسب هذين العالمين، فإنه بعد مرور 200 ثانية على الانفجار العظيم البيغ بانغ Big Bang فإن متوسط الكثافة كان يعادل كثافة الماء، أي بمعدل غرام واحد لكل سنتمر مكعب، مما يعني أن العلاقة بين متوسط الكثافة والكثافة القصوى المشار إليها أعلاه والمسماة أوميغا Oméga تختلف بقيمة واحد فقط إلى 10-13 وفي زمن بلانك أي 10-43 كانت قيمة أوميغا Oméga مذهلة وقريبة من واحد وهي كالتالي 1.100000000000000000000000000000000000000000000000 0000000000، وهي قيمة valeur كما نرى قريبة من واحد بحيث لا يمكن أن تكون بفعل الصدفة، وبالتالي يحق لنا القول إن شيئًا ما أرغم الأوميغا Oméga أن تكون قريبة جدًا من واحد، وبأن هذا الشيء يمكن أن يكون هو الثابت الكوني constante cosmologique. ولكن لماذا وصل الثابت الكوني بقيمته إلى هذا الرقم بالذات وليس إلى رقم آخر؟ هناك حالة من التعادل والتوازن بين المساهمات الإيجابية contributions positives الناجمة عن القوى الجوهرية الأربعة الجاذبية أو الثقالة، والكهرومغناطيسية، والقوة النووية الضعيفة، والقوة النووية الشديدة والمساهمات السلبية contributions négatives الناجمة عن المادة وهي تنفي أو تفني بعضها البعض إلى حدود أو درجة الكسر العشري décimal 120، مما يعني حسب وحدات بلانك القياسية unités de planck أن الثابت الكوني المذكور يحدد بصفر وبعده فارزة وبعدها 119 صفر إلى أن نصل إلى الرقم non nul في الصف rang الـ 120. وبعيدًا عن وجع الرأس بهذه الأرقام والحسابات الرياضية المدوخة، من شبه المستحيل أن يصل الثابت الكوني هذا إلى هذه القيمة بمحض الصدفة، وإن نسبة وقوعه على هذه القيمة هي واحد من 20 مليار، وهذه أرقام فلكية يصعب تصورها من قبل القارئ الكريم. فلو كان هناك صفر أكثر لتمدد الكون بسرعة أكبر كثيرًا من سرعته التي قسناها ولما توفر له الوقت اللازم لتشكل النجوم والمجرات، ولو كان هناك صفر أقل لانهار الكون على نفسه فور ولادته. لذلك يطرح السؤال الأزلي الدائم: هل ظهر الكون هكذا ذاتيًا وبفعل الصدفة أم أن هناك خطة محكمة ومسبقة تقف وراء ظهوره، وبالتالي توجد قوانين خفية لم نكتشفها بعد هي التي تجعل المادة، في سياق ظروف معينة من الطاقة، تدفع المادة إلى تنظيم نفسها لكي تصل إلى درجة المادة الحية vivante؟
    لقد كرَّس عالم الكيمياء الحائز على جائزة نوبل سنة 1977 إليا بريجونين ilya prigonin جزءًا كبيرًا من حياته العلمية لكي يثبت وجود نوع من التركيبة واللحمة أو النسيج trame المستمر الذي يجمع ويوحد بين الجماد inerte أو المادة الجامدة والمادة التي توجد في الحالة التي تسبق الشيء الحي pré vivant والمستوى الحي vivant أو المادة الحية. فالمادة حسب هذا العالم المتخصص تنمو من خلال الفعل البنيوي إلى تنظيم وبناء ذاتها بذاتها auto structurer لكي تغدو مادة حية وعضوية على عكس ما أسماه العالم بريجونين بـالبنية العاصية أو الطائشة structure Dissipatives. فهو يعتقد أن الكون المرئي ليس فقط كم هائل من مادة النجوم والكواكب فحسب، بل هو بالأخص تنظيم مذهل stupéfiant وتراتبي iérarchique يقود حتمًا وبالضرورة قسم من الجزئيات والخلايا الجامدة inanimées نحو الحياة. بعبارة أخرى تبدو الحياة وكأنها التعبير الضروري لكون ينطوي على إمكانية أن تكون الخلايا البسيطة فيه قابلة لكي تنظم نفسها في أنظمة أكثر تعقيدًا وتركيبًا إلى أن تولد الحياة بداخلها أو توجد العنصر الحي الذي ينبثق منها engendrer du vivant.
    أما العالم الفيزيائي الأمريكي من أصل إنكليزي فريمان ديسون Freeman Dyson فقد مضى خطوة أعمق في حدسه وهو المعروف عنه أنه الأب الحقيقي لمفهوم الكروموديناميك الكوانتي أو الكمومي chromodynamique quantique وقال: "كلما حللت ودرست الكون أكثر فأكثر وتعمقت في تفاصيل هيكليته أو معماريته كلما عثرت على دلائل وقرائن تقول لنا أن الكون يعمل وكأنه "يعرف" مسبقًا بأننا سوف نظهر فيه ككائنات عاقلة وذكية ومفكرة وواعية". وهناك أمثلة كثيرة وملفتة للانتباه في قوانين الفيزياء النووية تتخللها حوادث وتغيرات رقمية accidents numériques تبدو وكأنها تتواطأ conspirer من أجل جعل الكون قابلاً للحياة ويمكن العيش فيه habitable. وبخصوص هذا النظام اللغزي الغامض ordre mystérieux الممتد داخل الواقع، يعتقد علماء كبار، من أمثال ستيفن هاوكنغ stephen Hawking وفريمان ديسون Freeman Dyson وغيرهم، أن قوة الثقالة أو الجاذبية النووية force d’attraction nucléaire كامنة بقدر كاف لكي تكون معادلة أو معارضة s’opposer لقوة النبذ الكهربائي répulsion électrique التي تحدث بين الشحنات الموجية للنواتات أو نوى الذرات الاعتيادية كذرات الحديد أو الأوكسجين. وهناك حوادث ومتغيرات accidents أخرى محظوظة في الفيزياء الذرية وبدون هذه الحوادث والطوارئ ما كان بإمكان الماء بصيغته السائلة أن يوجد، ولا لسلسلة ذرات الكاربون أن تتركب أو تتجمع بصورة معينة se combiner على شكل خلايا عضوية مركبة ومعقدة molécules organiques complexes، ولا كان بإمكان ذرات الهيدروجين أن تلعب دور الجسور الرابطة بين الخلايات molecules. لذلك وبفضل كل هذه الحوادث الفيزيائية والفلكية يصبح الكون المرئي مكانًا حاضنًا للمخلوقات الحية حتمًا، وهنا يعقب العالم فريمان ديسون Freeman Dyson قائلاً: إنني كعالم عقلاني يتحدث بلغة القرن العشرين وليس بلغة القرن الثامن عشر، لا أدعي أن هيكيلية أو معمارية الكون المنظمة والمتجانسة جدًا تشكل دليلاً قطعيًا على وجود الله بل أقول فقط إن هذه المعمارية أو الهيكيلية المذهلة والمتناسقة والمنتظمة تتوافق وتتساوق أو تتلائم compatible مع الفرضية التي تقول إن "الروح l’esprit" تلعب دورًا جوهريًا في وظيفة وطبيعة عمل الكون المرئي. وأعتقد أن الكون يميل أو يهدف التوجه نحو الحياة والوعي وأن هناك معنى خفيًا يبرر وجوده والدليل على ذلك أننا موجودون فيه لنراقب ونرصد وندرس تكوينه ونتعاطى أو نتفهم وندرك appréhender جماليته الهارمونية المتناسقة. ولكن علي أن أعترف أن هذا الرأي هو من اختصاص الميتافيزيقيا وليس طريقة تفكير علمية بحتة. لذلك وعلى عكس ما روج له عالم الأحياء Biologiste البيولوجي الفرنسي الشهير جاك مونود jacques Monod بما أسماه فكرة الصدفة الكونية hasard universel فإن الحياة لا تبدو وكأنها ناتجة عن سلسلة من الحوادث التي وقعت صدفة. فالعالم جيمس غاردنر James Gardner لا يعتقد بأن الأنظمة المعقدة والمركبة في الكون، كالحياة، ظهرت بفعل الصدفة في الكون المرئي حيث من شبه المستحيل تخيُّل أن تقوم طائرة بوينغ 747 بصنع نفسها وتجميع مكوناتها ذاتيًا وعفويًا داخل حزام النيازك انطلاقًا من المواد المحيطة المتوفرة حتى لو استغرق مثل هذا الحدث زمنًا لانهائيًا. أي أن كل شيء يبدو وكأنه محضر سلفًا وبعناية ودقة لامتناهية ومنظم تمامًا organisé داخل مسرح الكون لكي يتيح ظهور الوعي والعقل والذكاء أي الحياة العاقلة المنتشرة على مسرح الكون، وعلى نحو منظم مقصود ومن مادة مرتبة matière ordonné حيث يظهر من خلالها الحياة والوعي. إن هذا الضبط والتنظيم الدقيق والمذهل يسمح لنا بالاعتقاد بوجد ذكاء لامحدود مدبر ومنشئ intelligence organisatrice، متسام وعظيم ومتعال transcendant ومتفوق على واقعنا، وربما يكون هذا الذكاء أو العقل الأول هو الذي قصده آينشتين سنة 1936 عندما أجاب برسالة على سؤال لأحد الأطفال الذي سأله هل يعتقد بوجود الله وقال فيها:
    كل من كان معنيًا بشكل جدي بالعالم سيفهمون يومًا ما أن هناك "روح esprit" تتموضع خلف قوانين الطبيعة الجوهرية، وهي ماهية أكبر بكثير مما يمكن أن يتخيله أحد من بني البشر.
    التعديل الأخير تم 04-21-2016 الساعة 09:27 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    مصر - القاهرة
    المشاركات
    35
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ( إذا تبين أن الثوابت الكونية و الظبط الدقيق لها قد حدث بعد مدة زمانية فى جزء من الثانية أو الدقائق أو السنوات بعد الانفجار الكبير فهذا يعني أن فكرة الأكوان المتعددة أصبحت معدومة لأن الظبط لم يأتى مع الانفجار الكبير و هذا يستلزم ان يكون ضبطها أحد )
    لإثبات أى نظرية يتم إثباتها إما تجريبيا أو بالاستدلال المنطقي و لصعوبة إثبات تلك الفكرة تجريبيا لصعوبة محاكاة اللحظات الأولى للانفجار العظيم فالطاقة و الحرارة عالية جدا فى تلك اللحظات وصعوبة قياس ذلك تقنيا لأنه يتطلب مصادم أكبر و أعقد مما هو موجود الأن و أجهزة قياس شديدة التعقيد و الحساسية فلم يتبقى لنا إلا إثبات الفكرة منطقيا ، ثابت الجاذبية مثلا غير ممكن أن يتكون إلا في وجود مادة و لم تتكون المادة الا بعد لحظات من الانفجار العظيم و هذا يعنى أن ثابت الجاذبية وجد بعد أن كان غير موجود و هذا يتبين من تعريف الجاذبية
    .

    ما هي الجاذبية

    الجاذبية هي ميل (الكتل والأجسام) للتحرر والانجذاب نحو بعضها البعض -كما في الجاذبية بين الأرض والشمس مثلا- كمحاولة لوصف قوى الجاذبية بين الأجسام غير المشحونة، استنبط نيوتن قانون الجذب العام من خلال مشاهدات فلكية عديدة.

    حيث ينص قانون الجذب العام لنيوتن: “إنّ كل جسم يجذب جسمًا آخر في الكون بقوة محمولة على الخط الواصل بين المركزين، وشدتها متناسبة طرديًا مع كتلتيهما وعكسيًا مع مربع المسافة بينهما“.

    الصورة القياسية لقانون الجذب العام لنيوتن، حيث:
    – هي عبارة عن القوة الناتجة عن الجاذبية

    – هو ثابت الجذب العام بين الكتل

    – هي كتلة الجسيم الأول

    – هي كتلة الجسيم الثاني

    – هي البعد بين الجسيمين

    يتبين لنا من التعريف السابق أن الجاذبية ناشئة عن المادة، طارئة عليها، حيث وُجدت الأجسام (الكتل) أولًا ثم عملت الجاذبية على ربطها ببعض..! وهذا هو مفهوم نيوتن عن الجاذبية.
    “قوة بين أجسام مادية“، وبالتالي فإنها وجدت بعد وجود الأجسام لا قبلها، فوجودها
    مترتب على غيرها، لا العكس.. ولأن فهم نيوتن عن الجاذبية لم يكن مكتملا، لنذهب إلى أينشتاين ومفهومه الأوضح وتفسيره الأصح عن الجاذبية. ففي أوائل القرن العشرين، وفي بحثين نُشر أولهما في عام 1905، وثانيهما في عام 1915، قام الفيزيائي الشهير ألبرت أينشتاين بتغيير مفهوم الجاذبية. فحسب نظرية نيوتن كانت الجاذبية هي قوة، بينما أثبتت النسبية أن الجاذبية هي مجال، فحسب النسبية: (الجاذبية هي عبارة عن انحناءات في الفراغ تُسببها الكتلة، فكلما كانت كتلة الجسم أكبر كلما كان انحناء الفضاء حوله أكبر. والأجسام الأقل كتلة سوف تقع في هذا الانحناء الذي صنعه الجسم الأول، وبالتالي سيأسرها بجاذبيته). وهو ما يعرف بنظرية النسبية لأينشتاين، وبالتدقيق في تعريف أينشتاين، نجد ثلاثة أشياء في غاية الأهمية قد ذكرها واستنتجها من مفهومه للجاذبية:

    أما الأول: فهو الفراغ؛ وهنا ربما يتصور البعض أن الفراغ هو العدم، وهذا خطأ بالطبع لأن العدم هو اللاشيء، أي ليس هناك شيء لا مادة ولا طاقة، بل ولا حتى فراغ، فالفراغ الذي يقصده أينشتاين هو الفراغ الفيزيائي، ويمكن تعريفه بأنه “المكان أو الحيز الخالي من أي مادة أو طاقة، سوى جزء ضئيل جدا من الطاقة” حيث لا يوجد ما يسمى فراغًا كاملا، فلم يستطع أحد إفراغ حيِّز ما من كل جزيئات الطاقة (المادة)، أي في كل الأحوال فإنه سيحتوي على جزء -ولو ضئيل جدا- من الطاقة.

    وأما الشيء الثاني الذي أثبته أينشتاين: فهو المجال؛ والمجال هو المنطقة التي تظهر فيها آثار الشيء، كالمجال المغناطيسي مثلا، فهو المنطقة التي تظهر فيها آثار المغناطيس، ولأنه لا يوجد مجال دون شيء ناتج عنه بالمثل، فالجاذبية هي الأخرى لا يمكن أن توجد دون أن يوجد ما نتجت عنه، وهو المادة (الكتلة).

    ثالثا: حسب نسبية أينشتاين؛ فالجاذبية هي عبارة عن انحناءات في الفراغ تُسببها الكتلة، وبإلقاء الضوء على هذه الجملة جيدا، وبالأخص آخر كلمتين (تُسببها الكتلة)، والضمير في تسببها عائد على الجاذبية، نجد أن الجاذبية ناتجة عن وجود الكتلة وليس العكس! فعلى حسب كلام كلا من نيوتن وأينشتاين، يتبين أن الجاذبية ما هي إلا قوة ناشئة عن الكتلة (مفهوم نيوتن)، أو مجال ناتج عن وجود الكتلة (مفهوم آينشتاين)، وهو ما يجعل كلام هوكينج غير مقبول لأنه جعل الجاذبية المتولدة بسبب وجود المادة خالقة للمادة.

    وكما أنه من المعروف أن بداية الكون والزمان، والقوى الأربع بما فيها الجاذبية هو الانفجار الكبير، فالحديث عن ما قبل الانفجار الكبير هو شيء خارج
    نطاق قوانين الفيزياء
    (١)

    ٢_ الطريقة التى تمدد بها الكون بعد الأنفجار العظيم تعتمد أعتمادا كليا على كم كانت كتلة و طاقة الكون فى ذلك الوقت ، وهو أمر يعتمد أيضا على قوة ثابت الجاذبية . الدقة العجيبة لهذه المعاملات الفزيائية كانت مصدر إعجاب لعديد من الخبراء . كتب هوكنج قائلا " لماذا بدأ الكون بنسبة حرجة من التمدد الذى فصل النماذج التى إنهارت مرة أخرى عن تلك التى أستمرت فى التمدد الى الأبد، بحيث أنه بعد عشرة ملايين سنة من ذلك لازالت تتمدد بنفس النسبة ؟ لو كان تمدد الكون بعد ثانية واحدة من الأنفجار العظيم أقل بحجم أقل من 100 الف بليون لأنهار الكون قبل أن يصل الى حجمه الحالى "
    من جهة اخرى ، لو كانت نسبة التمدد أكبر بجزء من المليون لما كان بإمكان الكواكب و النجوم أن تتكون ، النظريات الحديثة توفر لنا تفسيرا جزئيا عن سبب تراجع نسبة تمدد الكون السريع فى الأيام الأولى بعد الأنفجار العظيم الى نسبة مقاربة للنسبة الحرجة . و مع ذلك فإن بعض علماء الفلك يقولون أن ذلك يعيد الى الواجهة السؤال عن السبب الذى جعل الكون يتوفر على مقدار مناسب من الخصائص المطلوبة لحدوث هذا التمدد المتضخم . (٢)


    و فى النهاية يجب أن نعلم أنه حتى لو تم إثبات فكرة الأكوان المتعددة فلا يمنع أن الله خلقها ففرضية الأكوان المتعددة لم تجيب على كيف جاءت تلك الأكوان .

    ثانيًا؛ لا توجد طريقة معروفة لتوليد طاقم من العوالم؛ لم يستطيع أحد إلى الأن تفسير كيف أو لماذا يبغي وجود مجموعة من الأكوان كهذه. ومع ذلك؛ فإنّ المحاولات نفسها التي تم بذلها تثبت الحاجة إلى الضبط الدقيق. على سبيل المثال؛ على الرغم من ميل بعض علماء الكونيات إلى نظريات التضخم الكوني لتوليد طاقم من العوالم، فقد وجدنا أنّ التضخم نفسه يتطلب ضبطًا دقيقًا.​​ كما يكتب روبرت براندنبورغر من جامعة براون​​ "إنّ المجال الذي أدى إلى التضخم ... يُتَوَقَعُ أن يوّلِدَ ثابتًا كونيًا كبيرًا بشكل غير مقبول والذي لابد أن يتم ضبطه إلى الصفر يدويًّا، وهذه هي المشكلة التي اجتاحت كل نماذج الكون المتضخم.​​
    ، حتى لو أمكن وجود أكوان أخرى، فيلزم أن يكونوا قد ضبطوا ضبطًا دقيقًا لكي تبدأ كما بدأ كوننا ، لذلك فإنّ افتراض الأكوان المتعددة لا يُسقط الحاجة إلى وجود مصمم -ولكن بالأحرى يزيد من ضرورة وجود مصمم!​​ أه بتصرف





    (١) مصطفى نصر قديح
    (٢) ص٨٤ كتاب لغة الأله

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء