المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسماعيل المسلم
و ها أنا ذا في منتداكم اسعى لمناقشة حجية المذاهب و بالأخص مذهبكم السني على ضوء الدليل القرآني
و أول نقطة أود الخوض فيها هي كون القرآن تبيان لكل شيء
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) سورة النحل
فكيف يكون هنالك مجال لوجود وحي تشريعي خارج القرآن و هذه الآية الكريمة تؤكد العكس ؟
فأما أن يكون القرآن تبيان لك شيء و بالتالي لا وجود لوحي تشريع ثاني
و أما أن القرآن ليس تبيان لكل شيء و بالتالي فهناك وحي تشريعي إضافي لكن هذا سيضع القرآن في محل تناقض
فما رأيكم
أهلا بك يا أخ إسماعيل ،،
المباني العقلية التي تجعلك تؤمن بأن القرآن كلام الله و هو حجة ، ينبغي أن تجعلك تؤمن بحجية السنة ؛ وذلك لعدة أسباب سأكتفي بذكر ثلاثة أسباب فقط :
أولا : لا يمكن حصر الوحي في القرآن الكريم !
فلو قرأت قصة موسى عليه السلام ستجد أن الله كلمه و أمره بالذهاب إلى فرعون ، قبل أن ينزل عليه التوراة ! و بالتالي لا يمكن حصر الوحي في التوراة ! كما أن الله كان يوحي إلى عيسى عليه السلام قبل أن ينزل عليه الإنجيل ، و بالتالي لا يمكن حصر الوحي في الإنجيل ! كما أن الله أوحى إلى نوح عليه السلام أن يصنع السفينة دون أن يكون الوحي عبارة عن كتاب سماوي !! و بالتالي نجد أن وحي الله للرسل السابقين لم يكن محصورا في الكتب التي أنزلت عليهم. فلما تريد أن تحصر وحي الله لرسوله الخاتم صلى الله عليه و سلم في الكتاب الذي أنزل عليه ؟؟؟!!! مع العلم أنه ليس بدعا من الرسل !!
ثانيا : إثبات النبوة لا ينحصر في القرآن !
هناك طريقان للوصول إلى الإسلام ، الأول بالقول : ' ثبت بالإعجاز أن القرآن الكريم كلام الله ، و بالتالي يكون محمدا رسول الله ؛ ﻷن الله قال ذلك في القرآن '. الثاني بالقول : ' ثبت بالنبوة أن محمدا رسول الله ، و بالتالي يكون القرآن كلام الله ؛ ﻷن الرسول قال ذلك في السنة '. فلك أن تسلك أحد الطريقين إلى الإسلام ، و لكن ليس لك أن تحجر على أحدهما !! و النبوة ثبتت عن طريق تنبؤ الرسول بأمور مستقبلية ، و حدثت هذه الأمور كما أخبر !! و لا يتحقق ذلك إلا أن يكون تنبؤه صادرا عن وحي من الله ؛ إذ لا يليق بالرسول أن يخمن و يرجم بالغيب !
ثالثا : الرسول مسلم مكلف بالعبادات التوقيفية !
فالرسول مأمور بأن يصلي و يزكي و يحج كباقي المسلمين. فإن كان المسلمون سيصلون كما رأووا الرسول يصلي ، فالرسول يحتاج إلى من يعلمه الصلاة و نصاب الزكاة و شعائر الحج ! فأمام الرسول ثلاثة خيارات : الأول : أن يسأل أهل الكتاب فيتعلم منهم الصلاة و الزكاة و الحج ! الثاني : أن يجتهد و يؤلف طريقة الصلاة و يستنبط من القرآن نصاب الزكاة و شعائر الحج ! الثالث : أن يوحي الله إلى رسوله ، فيرسل جبريل على هيئة إنسان فيصلي جبريل أمامه ، فيصلي الرسول كما صلى جبريل ، ثم يصلي المسلمون كما صلى الرسول. و يتعلم من جبريل نصاب الزكاة و شعائر الحج. و من الواضح أنه لا يصح شرعا إلا الخيار الثالث ؛ فالخيار الأول مرفوض لأن القرآن نسخ التوراة و الإنجيل فلا يصح اقتباس صلاتهم ! و الخيار الثاني مرفوض ﻷن العبادات التوقيفية لا يصح الاجتهاد فيها. بهذا يثبت حاجة الرسول إلى الوحي غير القرآن.
بالجمع بين الأسباب الثلاثة نجد أن العقل يقر بوجود وحي على الرسول بغير القرآن ؛ ﻷن الرسل السابقين كان يوحى إليهم بغير كتبهم السماوية ؛ و ﻷن الرسول تنبأ بنبوءات مستقبلية متحققة ؛ و لأن العبادات التوقيفية لا تتحقق بالاجتهاد المحض.
و عليه فحجية السنة ثابتة عقلا في أفعال الرسول المتعلقة بالعبادات التوقيفية ، و في أقوال الرسول المتعلقة بالغيب.
و من ثم نذهب إلى النقل لنرى إن كان يثبت حجية السنة في هذه الدائرة فقط أم يوسعها لتشمل جميع أفعاله و أقواله و تقريراته ؟!
و بالتالي فقبل البحث في الأدلة القرآنية الدالة على حجية السنة ، ينبغي عليك الإقرار بحجية السنة في الدائرة العقلية على أقل تقدير !
ثم بعد ذلك سأثبت لك أن النقل وسع دائرة حجية السنة إلى أكبر مساحة ممكنة !
Bookmarks