النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: كيف نفهم أن السنة وحي من عند الله و أُمرنا باتباعها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي كيف نفهم أن السنة وحي من عند الله و أُمرنا باتباعها


    كيف نفهم أن السنة وحي من عند الله و أُمرنا باتباعها

    كيف يستقيم فهم معاني هذه الآيات في أذهاننا، و كيف نفهم أمر الله تعالى لنا بطاعة رسوله صلى الله عليه و سلم ، و ما خصوصية هذه الطاعة مع اعتبارها طاعة لله و ليس للنبي ذاته كما قال الله تعالى :
    ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا. (النساء: 59).
    و قال :
    ـ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا. (النساء: 80).

    فطاعة الرسول صلى الله عليه و سلم مفروضة ليس لأنه مشرع مع الله و لكن لأنه أفضل من امتثل أمر الله و بلغه إلينا على وجهه ، فجبريل قبل النبي صلى الله عليه و سلم كان مبلغا عن الله و في اتباع النبي له طاعة ضمنية لجبريل عليه السلام هو مأمور بها ليس لذات جبريل و لكن طاعة لله تعالى، فكان أول أمر له من الله إذ قال له : إقرأ، بل لقد وصفه الله تعالى بالمطاع فقال : إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) فهل طاعة جبريل في أمر الله شرك ؟

    و هكذا علينا أن نفهم وجه طاعتنا لرسول الله صلى الله عليه و سلم في أمر الله.

    و هنا سنتكلم إن شاء الله في ضوء هذه المعاني ، و درءا لما يقتضيه جحود السنة بالضرورة من توهم التناقض بين آيات الكتاب و ردها أخيرا دون وجه حق.
    فلو لم يكن هناك شيء يخص النبي صلى الله عليه و سلم نطيعه فيه لم يكن لذكر طاعته في القرآن معنى و لا لزوم و لا وجه حق !
    بحيث إذا كانت الغاية هي طاعة الله فما الحكمة من ذكر طاعة الرسول بعدها و هو بشر و هو نفسه مطيع لله متبع لوحيه لا يحيد عنه إلا أن يكون بالفعل أمر بشيء نطيعه فيه و نتبعه عليه :
    قل أطيعوا اللهَ والرّسول فإن تولّوا فإنّ الله لا يحب الكافرين
    آل عمران 32
    وقال تعالى
    مَن يُطع الرسول فقد أطاع اللهَ، ومَن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظا
    النساء 80
    وقال تعالى
    ومن يُطع الله والرسولَ فأولئك مع الذين أنعم اللهُ عليهم من النّبيّين والصّدّيقين والشهداءِ والصّالحين وحَسُن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما
    النساء 69،70
    وقال تعالى
    ومَن يُطع الله ورسوله يُدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم، ومَن يعص اللهَ ورسوله ويتعدّ حدوده يُدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين
    النساء 13،14
    وقال تعالى
    يسألونك عن الأنفال، قل الأنفال لله والرسول، فاتّقوا الله وأصلحوا ذات بينِكم، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين،
    الأنفال 1،
    يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسولَ لعلكم تُرحمون
    آل عمران 132
    وأطيعوا اللهَ ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، واصبروا إن الله مع الصّابرين
    الأنفال 46
    إنّما كان قول المؤمنين إذا دُعوا إلى اللهِ ورسوله ليحكُم بينهم أنْ يقولوا سمِعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون، ومع يُطع اللهَ ورسوله ويخشَ الله ويتّقْهِ فأولئك هم الفائزون
    النور 51،52
    وقال تعالى
    قل أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ، فإن تولّوا فإنّما عليه ما حُمّل وعليكم ما حُمّلتم، وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسولِ إلاّ البلاغ المبين،
    النور 54
    يا أيها الذين آمنوا اتّقوا اللهَ وقولوا قولا سديداً، يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومَن يُطع اللهَ ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً
    الأحزاب 70،71
    والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويُقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ويطيعون الله ورسوله،
    أولئك سيرحمهم الله إنّ الله عزيز حكيم
    التوبة 71
    وقال تعالى
    قل إن كنتم تُحبّون اللهَ فاتّبعوني يُحببكم اللهُ ويغفر لكم ذنوبكم واللهُ غفور رحيم
    آل عمران 31
    وقال تعالى
    لقد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخرَ وذكر الله كثيرا
    الأحزاب 21
    وقال تعالى
    وما أتاكمُ الرسولُ فخذوهُ وما نهاكم عنه فانتهوا
    الحشر 7

    صفة النبي في القرآن :

    أولا النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن بشرا عاديا تلقى القرآن وحده كشأن حفظة القرآن فتلقّنه و لقّنه للناس لا غير، كما أنه لم يتكلم بالقرآن وحده أو كان الوحي يأتيه آيات فحسب سمعها من جبريل كما نسمعها نحن إذن لكان موسى عليه السلام أعظم منه مقاما باختصاص الله له بتكليمه، كما لا يعقل أبدا أنه لم يتكلم كلاما غير القرآن و لم يعمل أعمالا في مقتضاه ويقر عليها، هذا مستحيل صدوره حتى من شخص عادي حافظ للقرآن يتعلم دينه فكيف يعقل ذلك من رجل جاء رسولا من رب العالمين إلى الناس كافة و وصفه الله تعالى في كتابه بأوصاف تدل على أنه أكثر من مجرد مبلغ للقرآن الكريم كبلاغ وحيد عن الله تعالى و أولى تلك الصفات هي كونه نبيا ينبئ عن كثير من الأمور التي فيها خير للناس مما في القرآن و غير القرآن كما أنبأ يوسف و المسيح و أنبياء كثيرون و كونه رسولا أرسله الله رحمة للعالمين هاديا و سراجا منيرا :

    و من تلك الأوصاف :

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    (وَإنكَ لعَلى خُلقٍ عَظيم)القلم آية 4

    فأين ما أُثِر عن النبي صلى الله عليه و سلم من أخلاق و شمائل و هو أكرم الخلق على الله مبعوث إلى الناس جميعا بأعظم كتاب أُنزل ؟
    هل يعقل أن يصف الله تعالى نبيه بالخلق العظيم ثم لا يتواتر عنه وصف بذلك من قبل صحابته و من تبعهم بإحسان ؟
    و إذا كان الله تعالى يأمرنا باتباعه و التأسي به كما قال في كتابه :
    (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) الأحزاب: 21

    ألا يعني ذلك حفظ سنته لمن يريد التأسي بها بعده ؟ أم أنه أسوة حسنة فقط في نقل القرآن إلينا و ليس في امتثال معانيه على الوجه الأكمل ؟
    سيقول جاحد السنة : إنما كان النبي ممتثلا لمعاني القرآن فهو نسخة عنه كما قالت عائشة رضي الله عنها (كان خلقه القرآن).

    لكن كيف لا تكون هناك أحداث قولية أو فعلية تترجم ذلك و يتحقق فيها هذا الوصف ، أم أن سيرة النبي صلى الله عليه و سلم خلت من الأحداث و الأقوال التي تخصه و الأعمال التي تخصه ؟ هل ذكر القرآن جميع تفاصيل ما عاشه النبي صلى الله عليه و سلم في حله و ترحاله في سلمه و حربه في عبادته و في خلقه و معاملته لأهله أو لصحابته أو لأعدائه ؟ هل اشتمل القرآن على كل مواقف الرسول صلى الله عليه و سلم اليومية مع المؤمنين أو مع الكافرين و مع الناس جميعا على اختلاف أجناسهم و أعمارهم و طبائعهم و لغاتهم و دياناتهم و حتى مع الحيوانات و الجمادات و قبل قيام دولة الإسلام في المدينة أو بعده ؟

    فلو كان القرآن تبيانا لكل شيء بهذا المعنى فهو لم يعد كتاب هداية ، و على جاحد السنة أن يفهم ذلك. عليه أن يفهم بأن تبيان القرآن الكريم لكل شيء هو في معنى التأصيل و التقعيد لحياة الأفراد و الجماعات و أنه منارة يهتدى بها في كل موقف و سبيل و ليس أنه ذكر كل شيء مطلقا ، فالقرآن تبيان لكل شيء بمعنى لا شيء إلا و مرده إلى هذا القرآن الكريم كتاب المنارة و الهداية الربانية حتى وإن كان هذا الشيء هو سنة النبي صلى الله عليه و سلم ذاتها فالقرآن شامل لها مستوعب لحيثياتها و ظروفها و ملابساتها مهيمن عليها جميعا كما هيمن على كتب الوحي قبله من توراة و إنجيل و غيرهما فهو يسعها جميعا بحكمته لا أنه ذكر كل شيء أتت تلك الكتب على ذكره من كبائر الأمور و صغائرها فهذا شأن اللوح المحفوظ فيه تفاصيل كل شيء و ليس شأن القرآن.

    و من أوصاف النبي صلى الله عليه و سلم في القرآن قول الله تعالى :

    (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) الجمعة: 2

    لنقف عند هذه الآية لحظة و لنتدبرها :
    فالرسول صلى الله عليه و سلم قد بُعث في الأميين ، و الأمي هو من لا قراءة يقرأها و لا كتابة يكتبها و لا علم تعلمه ليعلمه ، لقد كانوا تقريبا كما ولدتهم أمهاتهم حينما أسلموا عدا أن حولهم أعراب حملوا معهم أخلاق سيئة و عادات جاهلية، فهل الصحابة رضي الله عنهم تعلموا من القرآن وحده تنزيل آياته على واقعهم بحيث استغنوا في تطبيقها عن الرسول صلى الله عليه و سلم أم تعلموا ذلك من الرسول نفسه فتعلموا الحكمة و هي كيفية إسقاط الآيات على مواقعها و على وجهها دون غلو و لا تفريط و لا زيادة و لا نقصان، إذ شتان بين النظرية و التطبيق في الواقع العملي ، لذا فلا غنى عن هداية الرسول صلى الله عليه و سلم العملية بهداية القرآن العلمية لأنه أفضل من امتثله و طبقه و أسقطه على واقعه و على حياة أصحابه و الناس جميعا، فعلمنا صلى الله عليه و سلم :
    الحكمة إلى جانب الكتاب و هي الحكمة في تنزيل الكتاب على الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة بما فيها أعمال القلوب ، و الحكمة في القول و التصرف بمقتضى الكتاب كالحكمة في المنح و الأخذ و في العطاء والمنع و الحكمة في الموازنة بين العزة و التواضع و بين اللين و الشدة و بين الرضى و الغضب و بين الرفض و القبول و بين الحب و الكراهية و بين الرحمة و القسوة و بين السخاء و التبذير و بين الجد و الهزل .. و الحكمة في القضاء و الحكمة في البيع و الحكمة في الأهل و في مجامع الأصحاب و المجامع العامة .. و الحكمة هي وضع الشيء في محله و هي التي قال الله تعالى عنها : (يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) و لا يتصور أن هناك أحكم من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لذلك أمرنا باتباعه و التأسي به، و من دون سنته و هديه ما كنا لنعرف حدود تطبيق الكتاب و لا متى و لا كيف و لا مع من و لا ضد من ، و لا قدرنا الأشياء التي نزل بها أو فيها قدرها.

    و لا أحد ينكر و لو جاحدا للسنة أن القرآن ذكر مواقف كثيرة للنبي صلى الله عليه و سلم تدل على أنه مبعوث بالحكمة من رب العالمين في كل ما جاء به و عنه و أن مدار حياته كلها فعلا على القرآن لكن ليست مقتصرة على القرآن فحسب فهو كثيرا ما تكلم بغير القرآن كثيرا ما أمر و نهى و خطب و وعظ و بشّر و أنذر بغير آيات القرآن و أوتي في ذلك جوامع الكلم صلى الله عليه و سلم، و لم ينطق أبدا عن الهوى، و من الهوى فضول الكلام و ما لم يؤمر به و لا يقربه إلى الله ،
    مواقف كثيرة من الحكمة التي علّمها لأصحابه و لأمته بعده ذكرها القرآن و منها ما جاء في قوله تعالى :
    فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)
    ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾[43]

    ومما نجده من الإشارات القرآنية الواضحة إلى وجود هداية عملية و تفصيلية في حياة الرسول صلى الله عليه و سلم، قول الله تعالى من سورة الأعراف :

    الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)

    و هذه المعاني لا تستقيم في الذهن لدى من يُجرّد الرسول صلى الله عليه و سلم من هذه الصفات و يقيدها بما جاء في القرآن فحسب مع العلم بأنها صفات مطلقة فالقرآن ذكر معالم المعروف لكنه لم يذكر كل معروف و ذكر معالم المنكر لكنه لم يذكر كل منكر كما لم يذكر كل الطيبات و لا كل الخبائث و لا وجوه التخفيف و التيسير في العبادات و المعاملات مقارنة مع ما افترضه الله على الأمم قبلنا في التوراة و الإنجيل.


    يتبع إن شاء الله مع أوصاف أخرى للنبي صلى الله عليه و سلم في الكتاب

    التعديل الأخير تم 05-13-2016 الساعة 01:21 PM

  2. افتراضي

    لكننا نجد اختلافا فى السنة بين العلماء

    مثال

    الحديث ( جزء من السنة )

    نحن نجد انة هناك احاديث اختلف عليها العلماء وعلى صحتها

    فكيف تكون وحيا من الله ؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    معنى كلامك يا أخي علاء أن معظم الأحاديث و السنن المروية بالسند عن النبي صلى الله عليه و سلم مصنف في خانة الضعيف أو المختلف فيه ، و هذا ليس صحيحا ، فهناك الأحاديث المتواترة التي رواها الجمع عن الجمع و تجدها مبثوثة في كتب الصحاح جميعا أو معظمها و هناك الأحاديث المتفق على صحتها و ثبوتها كأحاديث البخاري و مسلم و هي حوالي 3000 حديث إلا ما استُثني و هو قليل قليل، و هناك ما يقرب من 1500 إلى 2000 حديث صحيح لم يخرجاه، و هذه الأحاديث الثابتة تشمل العقيدة الصحيحة الواجب على المسلم معرفتها و اعتقادها و تشمل الفرائض و الحلال و الحرام و أهم ما يلزم المسلمين في الحياة الإسلامية الفردية أو الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية في قضايا المعاملات و التربية و الأخلاق. و هناك أحاديث مختلف في صحة أسانيدها نعم و هذا يدل على حرص علماء الحديث على صحة السند و التثبت فيما يُروى عن النبي صلى الله عليه و سلم و يدل على متانة هذا العلم الذي حفظ الله به الدين على غير ما عليه اليهود و النصارى و الروافض في الرواية عمن هب و دب و الحطب بليل، و مع ذلك ففي الصحيح غنية عن الضعيف و لله الحمد و المنة.

    و لقد حفظ الله على هذه الأمة دينها بعد أن أكمله لها، على أيدي علمائها من القراء و المفسرين و المحدثين و الأصوليين و الفقهاء الذين هم ورثة نبيّها و صحابته و لم يزل يبعث فيها مجددين في كل قرن حتى يومنا هذا متفقين على قواعد هذا الدين و أصوله و لم يشذ عنهم إلا الروافض و المعتزلة و الخوارج و المتصوفة و من شاكلهم من الفرق، و من قال أن الدين لم يُحفظ فهو جاهل و قد اتهم دينه بالنقص و عدم التمام .. و هو في ذلك يشبه اللادينيين الذين يؤمنون بالرب و يزعمون أنه ترك عباده هملاً ..


    '' قال الله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر/9.

    قال الإمام ابن حزم رحمه الله :" فمضمون عند كل من يؤمن بالله واليوم الآخر أن ما تكفل الله عز وجل بحفظه : فهو غير ضائع أبدا ، لا يشك في ذلك مسلم ، وكلام النبي صلى الله عليه و سلم كله وحي ، بقوله تعالى : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) النجم/3، 4 . والوحي ذكر بإجماع الأمة كلها ، والذكر محفوظ بالنص ؛ فكلامه عليه السلام محفوظ بحفظ الله عز و جل ضرورة ، منقول كله إلينا لا بد من ذلك " . انتهى . "الإحكام في أصول الأحكام" (2/201) .

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" ولكن هذه الأمة حفظ الله لها ما أنزله ، كما قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فما في تفسير القرآن ، أو نقل الحديث ، أو تفسيره ، مِن غلط : فإن الله يقيم له من الأمة مَن يبينه ويذكر الدليل على غلط الغالط وكذب الكاذب ، فإن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة ، ولا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة ، إذ كانوا آخر الأمم ، فلا نبي بعد نبيهم ، ولا كتاب بعد كتابهم " انتهى.

    " الجواب الصحيح " (3/38-39)'' *

    * https://islamqa.info/ar/140359

    و الحمد لله رب العلمين

    التعديل الأخير تم 05-13-2016 الساعة 12:57 AM

  4. افتراضي

    شكرا لك اخى ابن سلامة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء