السؤال القائل : لماذا لم يستشرنا الله قبل أن يخلقنا ؟!
هو سؤال متناقض يستلزم الدور !!
فلكي يستشيرنا الله لا بد أن نكون موجودين أصلا ! ومادمنا موجودين فلاداعي للاستشارة ! ﻷن هدف الاستشارة هو الإيجاد و قد تحقق أصلا !
فأصبح الإيجاد مرهون على تحقق الاستشارة ، و تحقق الاستشارة مرهون على الإيجاد !!! وهذا هو الدور !!
كقولنا لولا البيضة ماجاءت الدجاجة و لولا الدجاجة ماجاءت البيضة ! لولا أن استشارنا الله ما خلقنا و لولا أن خلقنا الله ماستشارنا !! و الدور محال عقلي ! فلا بد من بداية ، فإما يستشير أولا ثم يخلق و إما يخلق أولا ثم يستشير !! و الاحتمال الأول غير ممكن ، إلا إذا كان المقصود استشارة الملائكة ! أما استشارة البشر فلا يكون إلا بعد إيجادهم !!!!
وبالتالي فالسؤال الصحيح هو : لماذا لم يستشرنا الله قبل أن يختبرنا ؟!
وقد أجاب الله على هذا السؤال في قوله تعالى : " إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقنا منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ". الأحزاب:72 ، وهذا معناه أن الله سبحانه و تعالى عندما خلق المخلوقات ، خيرها في أن يعطيها حرية الطاعة و المعصية في مقابل الثواب و العقاب ، لكن المخلوقات رفضت الدخول في هذا الاختبار الصعب الخطير. أما الإنسان فقد وافق على دخول الاختبار !!
فإن كان السؤال مشكلا عند بعض الأديان ، فهو ليس مشكلا على الإسلام ؛ ﻷن الإسلام قد أجاب على السؤال بإجابة واضحة.
Bookmarks