
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتيا مرح
الزميل الكريم تحية طيبة مليئة بعطر الريحان ،غايتي القول بأن الآية التي تستدلون بها ليست قطعية أي يحتمل لها أكثر من تفسير ..آية(الشمس تجري)واضحة و صريحة للغاية و لا تحتمل أي تأويل آخر بينما(ترى الجبال)آية غير واضحة فكل عصر يفسرها حسب علومه الموجودة و لا تدري ما التفسير الذي سيحصل له بعد أكثر من مئتي عام فلا يصح نسبتها الى القرآن وتطبيق آياته عليها .. إلا من باب الاحتمال فقط و كدليل علىقولي هناك من يفسّر الآية اعجازاً علمياً لشيءٍ آخر اقرأ:
و هناك من يعتقد بأنه حدث من أحداث يوم القيامة راجع هذا الموقع الذي يكّفر كل من قال بدوران الأرض.....الخ
http://www.sh-yahia.net/files.php?fi...&item_index=71
و أكرر لو كانت قطعية تماماً لما وجدت اختلاف في تفسيرها على مر العصور، التفاسير القديمة كذلك لا تقول أبداً عن أن هذا الحدث يحصل الآن في" الحياة الدنيا" و لو كان كذلك لأخبرهم الرسول الكريم ...بينما لو راجعت تفسير الشمس تجري!!فالتفسير نفسه أن الشمس تجري في الفضاء و هذا معلوم عند المسلمين منذ قرون بعيدة و حتى يومنا هذا و لا يحتاج إلى أي تأويل آخر ..هذا ما قصدته بأن الآية لا تتحدث بشكل قطعي أبداً بل
كلامكم مبني على احتمالات قد تتغير مع الزمن .نعود لموضوعنا،هل حركة السحاب و سرعتها كسرعة دوران الأرض؟الآية التي قبل و الآية التي بعد تتكلمان عن يوم القيامة و لا رابط لآية (مرور الجبال) بالأية التي تسبق ما قبلها!! تقول الآن بأن الآية في المنتصف تتكلم عن الأرض و دورانها حول نفسها؟ و لماذا تقول الآية بأن الجبال هي التي تتحرك الأرض أيضاً ثابتة تماماً و راسخة و مسطحة (الارض سطحت ، الارض قراراً) لكنها هي التي تتحرك و ليست الجبال! الأرض بكل ما تحتويه على سطحها اليابس (الثابت)وفي أعماق محيطاتها يخضعون جميعاً لذات التأثير الحركي. فالجبال لا تتحرك حركة نسبية بالنسبة إلى الأرض ..........قد تقول كلمة "تحسبها" أنها تفيد النسبية و كناية عن الارض ككل، إلا أن الآية تقرر أن حركة الجبال هي نفس حركة السحاب " تمر مر السحاب. إذا افترضنا أن كلمة تحسبها تفيد النسبية هو أن الجبال تتحرك حركة نسبية نسبة إلى المخاطب، وهو ما يعني شيء آخر غير دوران الأرض ، بل يعني أن الجبال تتحرك على سطح الأرض، ولا أعرف إن كانت جبال أطلس أو غيرها قد انتقلت من مكانها إلى أماكن أخرى ..لذلك أنا مقتنعة تماماً بان تفسير هذه الآية تعود إلى أحداث يوم القيامة...
و
إليك( تفسير الميزان ج 15)لسورة النمل الذي يؤكد كلامي بأن تلك الآية غير قطعية....,
27 سورة النمل -
وَ يَوْمَ يُنفَخُ فى الصورِ فَفَزِعَ مَن فى السمَوَتِ وَ مَن فى الأَرْضِ إِلا مَن شاءَ اللّهُ وَ كلّ أَتَوْهُ دَخِرِينَ (87) وَ تَرَى الجِْبَالَ تحْسبهَا جَامِدَةً وَ هِىَ تَمُرّ مَرّ السحَابِ صنْعَ اللّهِ الّذِى أَتْقَنَ كلّ شىْءٍ إِنّهُ خَبِيرُ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَن جَاءَ بِالْحَسنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِّنهَا وَ هُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئذٍ ءَامِنُونَ (89) وَ مَن جَاءَ بِالسيِّئَةِ فَكُبّت وُجُوهُهُمْ فى النّارِ هَلْ تجْزَوْنَ إِلا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (90)\
تفسير آية 87
قوله تعالى: و يوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات و من في الأرض إلا من شاء الله و كل أتوه داخرين النفخ في الصور كناية عن إعلام الجماعة الكثيرين كالعسكر بما يجب عليهم أن يعملوا به جمعا كالحضور و الارتحال و غير ذلك، و الفزع كما قال الراغب انقباض و نفار يعتري الإنسان من الشيء المخيف و هو من جنس الجزع، و الدخور الذلة و الصغار.
قيل: المراد بهذا النفخ النفخة الثانية للصور التي بها تنفخ الحياة في الأجساد فيبعثون لفصل القضاء، و يؤيده قوله في ذيل الآية: و كل أتوه داخرين و المراد به حضورهم عند الله سبحانه، و يؤيده أيضا استثناؤه من شاء الله من حكم الفزع ثم قوله فيمن جاء بالحسنة: و هم من فزع يومئذ آمنون حيث يدل على أن الفزع المذكور هو الفزع في النفخة الثانية.
و قيل: المراد به النفخة الأولى التي يموت بها الأحياء بدليل قوله: و نفخ في الصور فصعق من في السماوات و من في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون: الزمر: 68، فإن الصعقة من الفزع و قد رتب على النفخة الأولى و على هذا يكون المراد بقوله: "و كل أتوه داخرين رجوعهم إلى الله سبحانه بالموت.
و لا يبعد أن يكون المراد بالنفخ في الصور يومئذ مطلق النفخ أعم مما يميت أو يحيي فإن النفخ كيفما كان من مختصات الساعة، و يكون ما ذكر من فزع بعضهم و أمن بعضهم من الفزع و سير الجبال من خواص النفخة الأولى و ما ذكر من إتيانهم داخرين من خواص النفخة الثانية و يندفع بذلك ما يورد على كل واحد من الوجهين السابقين.
و قد استثنى سبحانه جمعا من عباده من حكم الفزع العام الشامل لمن في السماوات و الأرض، و سيجيء كلام في معنى هذا الاستثناء في الكلام على قوله الآتي: و هم من فزع يومئذ آمنون.
و الظاهر أن المراد بقوله: و كل أتوه داخرين رجوع جميع من في السماوات و الأرض حتى المستثنين من حكم الفزع و حضورهم عنده تعالى، و أما قوله: فإنهم لمحضرون إلا عباد الله المخلصين: الصافات: 127، فالظاهر أن المراد نفي إحضارهم في الجمع للحساب و السؤال لا نفي بعثهم و رجوعهم إلى الله و حضورهم عنده فآيات القيامة ناصة على عموم البعث لجميع الخلائق بحيث لا يشذ منهم شاذ.و نسبة الدخور و الذلة إلى أوليائه تعالى لا تنافي ما لهم من العزة عند الله فإن عزة العبد عند الله ذلته عنده و غناه بالله فقره إليه نعم ذلة أعدائه بما يرون لأنفسهم من العزة الكاذبة ذلة هوان.
تفسير آية 88
قوله تعالى: و ترى الجبال تحسبها جامدة و هي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون
الآية بما أنها واقعة في سياق آيات القيامة محفوفة بها تصف بعض ما يقع يومئذ من الآيات و هو سير الجبال و قد قال تعالى في هذا المعنى أيضا: و سيرت الجبال فكانت سرابا: النبأ: 20، إلى غير ذلك.فقوله: و ترى الجبال الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و المراد به تمثيل الواقعة، كما في قوله: و ترى الناس سكارى: الحج: 2، أي هذا حالها المشهودة في هذا اليوم تشاهدها لو كنت مشاهدا، و قوله: تحسبها جامدة أي تظنها الآن و لم تقم القيامة بعد جامدة غير متحركة، و الجملة معترضة أو حالية.و قوله: و هي تمر مر السحاب حال من الجبال و عاملها ترى أي تراها إذا نفخ في الصور حال كونها تسير سير السحاب في السماء.و قوله: صنع الله الذي أتقن كل شيء مفعول مطلق لمقدر أي صنعه صنعا و في الجملة تلويح إلى أن هذا الصنع و الفعل منه تعالى تخريب للدنيا و هدم للعالم، لكنه في الحقيقة تكميل لها و إتقان لنظامها لما يترتب عليه من إنهاء كل شيء إلى غايته و إيصاله إلى وجهته التي هو موليها من سعادة أو شقاوة لأن ذلك صنع الله الذي أتقن كل شيء فهو سبحانه لا يسلب الإتقان عما أتقنه و لا يسلط الفساد على ما أصلحه ففي تخريب الدنيا تعمير الآخرة.
و قوله: "إنه خبير بما تفعلون قيل: إنه تعليل لكون ما ذكر من النفخ في الصور و ما بعده صنعا محكما له تعالى فإن علمه بظواهر أفعال المكلفين و بواطنها مما يستدعي إظهارها و بيان كيفياتها على ما هي عليه من الحسن و السوء و ترتيب آثارها من الثواب و العقاب عليها بعد البعث و الحشر و تسيير الجبال.
لون بياء الغيبة أرجح من القراءة المتداولة على الخطاب.
و ترى الجبال تحسبها جامدة و هي تمر مر السحاب إلخ، قولان آخران: أحدهما: حملها على الحركة الجوهرية و أن الأشياء كالجبال تتحرك بجوهرها إلى غاية وجودها و هي حشرها و رجوعها إلى الله سبحانه.و هذا المعنى أنسب بالنظر إلى ما في قوله: تحسبها جامدة من التلويح إلى أنها اليوم متحركة و لما تقم القيامة، و أما جعل يوم القيامة ظرفا لحسبان الجمود و للمرور كالسحاب جميعا فمما لا يلتفت إليه.و ثانيهما: حملها على حركة الأرض الانتقالية و هو بالنظر إلى الآية في نفسها معنىجيد إلا أنه أولا: يوجب انقطاع الآية عما قبلها و ما بعدها من آيات القيامة و ثانيا: ينقطع بذلك اتصال قوله: إنه خبير بما يفعلون بما قبله.
وخلاصة سأقول لك ..أنت مقتنع بعد بحثك بأن مرور الجبال تحصل الآن،و أنا مقتنعة-بعد بحثي بأنها ستحصل يوم القيامة ،أنت مقتنع بأنها قطعية و أنا مقتنعة بأنها غير قطعية بدليل وجود أكثر من تفسير ،انت مقتنع بأني على خطأ و أنا مقتنعة بأن كلينا ممكن أن يخطأ لذلك يا زميلي الكريم ساقول لك كما قلت لي *قمت بشرح وجهة نظري و لك كامل الحرية في التصديق أو عدم التصديق و استمتعت كثيراً بالنقاش معك
تحياتي
Bookmarks