النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: و أخو الجهالة في الشقاوة ينعم .. لماذا نُوَسوس و غيرنا لا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي و أخو الجهالة في الشقاوة ينعم .. لماذا نُوَسوس و غيرنا لا


    سألت إحدى الأخوات :

    ازاى المسيحين بيبقو حاسين بقرب ربنا منهم ؟
    هو مش المفروض ان ديينهم اصلا غلط؟
    طيب ازاى فى منهم متدينين تدين حقيقى و بيبقو حاسيين فعلا انهم فمعيه ربنا و ان ربنا معاهم دايما و كده؟
    ازاى و هما مش صح اصلا


    الجواب :

    حسنا، هؤلاء في كتاب الله هم الأخسرون أعمالا و قد وقعوا في باب عظيم من تلبيس إبليس و زيّن لهم سوء أعمالهم، و لتقريب الفكرة إليك فدين النصارى أشبه بدين المتصوفة عندنا و هي أيضا فرقة ضالة و إن لم تكن كافرة، لكنها ضالة لمشابهتها النصارى في تدينها على الصفة التي ابتدعها النصارى بعد رسولهم و ذلك لأنهم يعبدون الله بالحب و الهوى و الجهل بالأساس و ليس بالعلم و كما أمر الله و ارتضى على لسان رسوله و على منهج الصحابة رضي الله عنهم، ففي دين الله لا يُقبل منك أبدا أن تقول و تعتقد في الله ما تشاء بغير علم و لا تثبُّت فيما تقول و تعتقد أو تعبد الله مثلا بالحب و لا تعبده بالخوف و الخشية فالشأن ليس في مجرد أن تحِب الله و لكن في أن يحبك الله و يقبل منك صنيعك و الشأن أن تتقرب إلى الله بما يرضاه منك لا أن تعتقد أنه قريب منك راض عنك و أنت قائم على أعظم ذنب يسخطه عليك و هو الشرك أو الكفر بصفاته المثلى و بما أنزل أو المعاصي و الذنوب التي حرّمها، الشأن أن تعبد الله على صراط مستقيم و هو الإسلام لله من كل وجه و إلا فأنت على ضلال دريت أم لم تدري، الشأن في أن ترضي الله و تبتغي وجهه بنيتك و بعملك و ليس أن تتخذ الأحبار و الرهبان و الشيوخ و الأحزاب أربابا يحلون و يحرمون لك من دون الله و يملون عليك ما تعتقده في الله حقا أم باطلاً و قد قامت الحجة بكتاب الله و رسوله على العالمين، و نحن نعلم أن من المشركين أنفسهم من كان يحسب أنه على شيء و يعتقد أيضا أن الله مُنعمٌ عليه و مُكرِمُه و هو غارق حتى اللجج في سخط الله لماذا لأنه كفر بالحق و حسِب مع ذلك أنه يحسن صنعا، و في ذلك نزلت الآيات من آخر سورة الكهف : قال الله تعالى :
    قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)

    فمن كان يرجو لقاء الله عليه أن يخلص عمله لله و كذلك اتباعه فلا يتبع من هب و دب ّ، فالمشركون كانوا يحسبون أنهم يحسنون صنعا و عُبّاد البقر اليوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، و إذا تساءلت لماذا مع أن الحق أوضح و هو أولى بالإتباع ، أو لماذا وُجد الضلال، أجيبك أن مدار المسألة على أمرين :
    - حديث النبي صلى الله عليه و سلم الذي رواه البخاري في صحيحه أنه قال: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ) فالأصل أن الناس جميعا يولدون بمنطق الإسلام الحق الذي لا مرية فيه و الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه لكن بعضهم قد يضل على أيدي أقرب الناس إليه و هما والداه فيربيانه على الباطل فيقبله على أنه الحق إلا أن يأخذ الله بيده.
    - و الثاني : أن الأصل في الناس هو اتباع الصدق و الصدق بأدلته و لن تجدي أصدق من الإسلام و رسوله و صحابته و من تبعهم و لن تجدي أكذب من اليهود و النصارى و الفرق الضالة عندنا فدين أولئك بلا سند و لا يستند إلى الصدق و قواعد الصدق أصلا ، و نحن عندنا الكذب من الكبائر بل المؤمن قد يفعل أي شيء إلا الكذب خاصة الكذب على الله و رسوله لذلك فكتاب ربنا لم يُحرف و سنة نبينا أيضا حُفظت بعلم الحديث و معالمه الذي يجلي لك أصدق الرواة من أكذبهم. أما دين اليهود و النصارى و الروافض و الصوفية فكل هذه الأديان و أمثالها قائم الكذب و الاختلاق و الابتداع مع الجرأة على الله في القول عليه و على كتبه و رسله بغير علم و ما لا يليق بجلاله العظيم، و لذلك فالأكاذيب و الأوهام عندهم منتشرة و أكثر ما هم عليه هو الهرطقة و اللامنطق و لذا تجدين أن كثيرا من الناس عادة بل ألوفا كل عام يخرجون من تلك الأديان و يدخلون في الإسلام و ليس العكس و حتى لو حدث العكس يكون ذلك بجهل فقط و ليس بعلم.

    و الله الموفق


    أجاب أخونا الفاضل مسلم بيور :

    لأنهم على باطل
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

    ''والوِسوَاسُ يَعْرِضُ لكلِّ مَن تَوَجَّهَ إلى الله تعالى بذكرٍ، أو غيره، فينبغي للعبد أن يَثبُتَ، ويصبِرَ، ويُلازِمَ ما هو فيه مِن الذكر، والصلاة، ولا يضجر؛ فإنه بمُلازمة ذلك، يَنصَرِفُ عنه كيدُ الشيطان: ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]، وكلما أراد العبد توجُّهًا إلى الله تعالى بقلبه، جاء من الوَسَاوِسِ أمورٌ أُخْرَى، فإن الشيطان بمنزلَةِ قاطِعِ الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله تعالى أَرَادَ قَطْعَ الطريق عليه؛ ولهذا قيل لبعض السلَف: إن اليهود والنصارى يقولون: لا نُوسوس، فقال: صَدَقُوا، وما يصنع الشيطان بالبيتِ الخَرَابِ؟!".
    أما كونُ الوسواس يُسلَّطُ على أهل الإيمان، فتأمَّلي - رعاكِ اللهُ - ذلك الأثَرَ؛ حيثُ قيل لابن عباس: "إنَّ اليهود يقولون: نحن لا نوسوس في الصلاة، قال: فما يصنع الشيطان بقلبٍ خَرِبٍ؟!"؛ فالشيطان لا يأتي ليخرب المهدوم، ولكن يأتي ليخرب المعمور؛ ولهذا لما شُكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الرجل يجد في نفسه ما يستعظم أن يتكلم به؛ قال: "وجدتم ذلك؟"، قالوا: نعم، قال: "ذاك صريح الإيمان"؛ أي: إن ذاك هو العلامةُ البينةُ على أنَّ إيمانكم صريحٌ؛ لأنه ورد عليه، ولا يرد إلا على قلبٍ صحيحٍ خالصٍ بخلافِ الكفارِ الذين قلوبهم مغمورةٌ في الكفرِ والشهواتِ؛ وما لجرحٍ بميِّتٍ إيلامُ.''
    التعديل الأخير تم 05-31-2016 الساعة 01:59 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هذا الفيديو أيضاً ل د.زيد قاسم الغزاوي رحمه الله يعطي القارئ الكريم فكرة لماذا كثير من الناس الأخيار الطيبين المؤمنين يبتلون بالوساوس و الأعراض النفسية المرهقة و ليس غيرهم ، مع وجود علاج أكيد لها في ديننا طبعا بحمد الله :




معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء