قول الله تعالى فى شأن ذى القرنين : " حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ".. يمكن حمله على أنه رأى الشمس على وجه الحقيقة وليس كما يبدو للرائى أنها تغرب فى العين الحمئة لكن علينا أن نفهم أولا ماذا يقصد بالشمس ..فالشمس قد تطلق و يقصد بها جرم الشمس كما فى قوله تعالى : " لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ".. و قد تطلق و يقصد بها شعاع الشمس كما فى قوله تعالى " وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ " ..فالذى يميل يمنة و يسرة عن باب الكهف هو شعاع الشمس وليس جرمها .. أو كما فى الحكمة القائلة " البيت الذى تدخله الشمس لا يدخله الطبيب " ..و المقصود شعاع الشمس و ليس جرمها ..و الشمس عندما تكون بمحازة أفق البحر أو المحيط وقت الغروب فإن الشعاع الصادر منها يغرب أو يغيب ، و غرب أى غاب و اختفى ، على وجه الحقيقة فى البحر إلى الأعماق فيغيب جرم الشمس عن الأنظار لأن أشعتها تحتجب بحجاب الأفق الذى يشكله البحر بموجاته وانحناء سطحه نتيجة لانحناء و تقوس سطح الأرض ذلك أن الموجات التى عند سطح البحر تنكسر عندها الأشعة نحو عمق البحر أو المحيط ... و عليه فقوله "وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ" .. هو حقيقة حيث تغيب الأشعة التى خلف أفق البحر أو بمحازاة سطحه بفعل الموج إلى باطن البحر
Bookmarks