مدينة فرعون التى دمرها الله
استنادا للرأى الراجح من أن فرعون الذى عبَّد بنى إسرائيل و ذبَّح أبناءهم و استحيا نساءهم هو رمسيس الثانى أو ابنه مرنبتاح فمن المعلوم تاريخيا أن رمسيس الثانى قام ببناء عاصمة جديدة فى الموضع الذى يعرف الآن بقرية قنطير بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية و كانت تسمى هذه العاصمة مدينة "بى رمسيس" Pi Ramesses و التى تعنى "بيت رمسيس" و قد خربت هذه المدينة بفعل انطمار الفرع البيلوزى Pelusiac لنهر النيل حيث حول النهر مساره عن المدينة تاركا إياها بدون مياه إلى جهة الغرب مكونا ما يعرف بالفرع التانيتى Tanitic نسبة لمدينة تانيس التى شيدت نهاية عصر الأسرة العشرين و قامت الأسرة الحادية و العشرون بجعلها كعاصمة لمصر السفلى وقاموا بتقويض المعابد و المسلات و التماثيل التى شيدها رمسيس فى بى رمسيس و قاموا بنقلها للعاصمة الجديدة وهى فى موضع صان الحجر القبلية الحالية بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية حيث كانت على ضفاف الفرع التانيتى قبل أن ينطمر هو الآخر بدوره و من المعلوم تاريخيا أنه كان للنيل العديد من الفروع فى دلتا النيل وصل عددها لسبعة وهى البيلوزى و التانيتى و المنديسى و الفاتنتى (فرع دمياط) و السبنتينى و البلبتى (أو البلبتينى) و الكانوبى (فرع رشيد) على أن الفرع التانيتى لم يتكون إلا بعد انطمار الفرع البيلوزى و ربما هذا يفسر القول الذى حكاه القرآن على لسان فرعون : أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي..
و فى إطار ما تقدم يمكن أن نفهم قول الله تعالى : وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ..أى المدينة التى شيدها وما فيها من قصور وبنيان و حدائق و جنان بأن نضّب الفرع الذى كان يغذيها بالمياه حتى خربت و هجرت و زالت من الوجود
أما قوله تعالى : وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ.. فالأرض المقصوده هى أرض الشام كما فى قوله تعالى عن إبراهيم ولوط : ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ....
منقول