النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل شك إبراهيم في قدرة الله على إحياء الموتى ؟!

  1. #1

    افتراضي هل شك إبراهيم في قدرة الله على إحياء الموتى ؟!

    هل شك إبراهيم في قدرة الله على إحياء الموتى ؟!

    يقول البعض أن النبي إبراهيم عليه السلام شك في قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى، مستندين على الآيات الكريمة التالية :

    " وَإِذْ قَالَ إبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْى الموتى ، قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن، قَالَ بلى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى،قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ على كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً، وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " {البقرة : 260 }

    و الجواب المختصر :

    هذا سؤال عن كيفية الإحياء لا عن الإحياء ، لزيادة اليقين على اليقين، و لكي تكون قصة إبراهيم الذي تحدى الوثنيين و تحدى النمرود عبرة لنا نحن.

    سيدنا إبراهيم خليل الله لم يشك ابدا في قدرة الله عز وجل، بل سأل عن الكيفية، التي هي سر من أسرار الله و هذه هي سنة الحياة. و الدليل مثلا أن سيدنا إبراهيم لم كان يشك في ربه لم بقي ثابثا على الحق و لخاف و هرب من النار، و لخضع للنمرود و قومه ! فقد كان مؤمنا له اليقين بأن الله حق و أن الله يحيي و يميت. كما أن الله عز وجل يوضح لنا أن النبي إبراهيم لم يشك أبدا، لأنه كان حنيفا، يتبع الصراط المستقيم .

    و يزيد العلماء تعبيرا آخر وهو أن سيدنا إبراهيم أراد أن ينتقل من العلم باليقين إلى عين اليقين. يعني أراد أن يرى الكيفية بعينيه.

    و الله سأل إبراهيم " أَوَلَمْ تُؤْمِن " ليزيد الشبهة عن إبراهيم .

    الجواب المفصل

    في السُورةِ التي تحملُ اسمَ سيِّدِنا إبراهيمَ نفسِه يقولُ الذين كفروا:

    وَإِنَّا لَفِى شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ {9} قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى الله شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ {إبراهيم: 9-10}
    فكيف نجعلُ الشكَّ (الذي هو صفةُ الكافرين) من صفاتِ أبي الأنبياء إبراهيمِ؟ !

    معني الشك إصطلاحا في القرآن الكريم

    في لغة العرب واستخدامات القرآن فهو أوسع استعمالاً، إذ الشك خلاف اليقين، فيطلق على الظن، وعلى الجهل وعدم العلم بالشيء أيضاً.
    قال تعالى: ( وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علمٍ إلا اتباع الظن ) [ النساء: 157 ] . قال البيضاوي في تفسير هذه الآية : " الشك كما يطلق على ما لا يرجح أحد طرفيه، يطلق على مطلق التردد، وعلى ما يقابل العلم، ولذلك أكده بقوله (ما لهم بذلك من علم) ... ويجوز أن يفسر الشك بالجهل، والعلم بالاعتقاد الذي تسكن إليه النفس جزماً كان أو غيره "(6 ).

    وقال تعالى أيضاً عن الكافرين: ( بل ادراك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون ) [ النمل ]. قال ابن جرير الطبري: " أي لم يتتابع بذلك ولم يعلموه، بل غاب علمهم عنه، وضل فلم يبلغوه ولم يدركوه. بل هم في شك منها يقول : بل هؤلاء المشركون الذين يسألونك عن الساعة في شك من قيامها لا يوقنون بها ولا يصدقون بأنهم مبعوثون من بعد الموت "(7 ).
    وكذا قوله تعالى في على لسان رسوله مخاطباً المشركين: ( إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ) [ يونس: 104 ] فليس الشك هنا بمعنى التردد فإنهم كانوا جاحدين كافرين به وبدينه.
    وكذا قوله تعالى مخاطباً رسوله : ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك ) [يونس: 94] أي: إن كنت يا محمد لا علم عندك بما جاء في التوراة والإنجيل من صفاتك وشأنك

    الشك إذا يمكن أن يعني الجهل بالشيء، وليس بالضرورة التردد .

    و القرآن الكريم لم يذكر أبدا أن إبراهيم شك في قدرة الله، كما يؤكد على أن كل الأنبياء لا يشكون ولهم اليقين أن الله يحيي و يميت و قادر على كل شيء.

    بالنسبة للآية الكريمة ، فمعنى ( أولم تؤمن ): ألست قد آمنت. لتقرير إيمان إبراهيم عليه السلام، ليزيل الله الشبهة عن خليله إبراهيم.

    و النبي إبراهيم أكد إيمانه و أنه لا يشك قائلا " بلا " . ولكنه فقط يريد أن يعرف و يرى كيفية إحياء الموتى.

    فقد فسر المفسون سبب سؤال إبراهيم لربه كيف يحيي الموتى بعدة تفسيرات:

    الأول لكي يزيد إيمان إبراهيم ، و لكي يطمئن قلبه يعني ينتقل من علم اليقين إلى عين اليقين فيزيد إيمانا على إيمانه.

    و الثاني هو ليطمئن قلبي أي: بالخلة وعلو المنزلة ، لأن ملك الموت زار إبراهيم في بيته ليبشره بأن الله إتخذه خليل . لهذا يقال : إبراهيم خليل الله .

    و التفسير الثالث : أن سبب سؤاله : المناظرة والمحاجة التي جرت بينه وبين النمرود، فطلب إبراهيم من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى؛ ليتضح استدلاله عياناً بعد أن كان بياناً. 1



    قوله صلى الله عليه وسلم : (نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف تحيي الموتى)

    نص الحديث :

    أخرج الشيخان عن أبي هريرة : أن رسول الله قال: " نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال : ( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) [ البقرة : 260 ]، ويرحم الله لوطاً، لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديد، ولو لبثتُ في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي"(1 ).

    هذا الحديث هو أحد طرق تفسير الآية، لكن أولها البعض و جعل الحديث ينتقص من قدر الأنبياء ، لأنه يجعل الأنبياء يشكون !

    وهذا غير صحيح فالحديث له معنى آخر، و كما ذكرنا الأنبياء لا يشكون، و هم مؤمنين إيمانيا يقينيا بالله عز وجل .

    و المعنى الحقيقي للحديث هو تنزيه إبراهيم ونبينا محمد عن الشك في قدرة الله على إحياء الموتى. وتفسير الحديث على قولين :

    القول الأول : أن المراد بهذا الحديث نفي الشك عن إبراهيم ، فكأنه قال: إن إبراهيم لم يشك، ولو كان الشك متطرقاً إليه لكنا نحن أحق بالشك منه، فإذا كنا نحن لم نشك في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، فإبراهيم من باب أولى ألا يشك. قال ذلك على سبيل التواضع وهضم النفس.
    وإلى هذا القول ذهب جمهور العلماء كابن قتيبة(22 )، والطحاوي(23 )، والخطابي(24 )، والحميدي(25 )، وابن عطية( 26)، وابن حزم( 27)، والقاضي عياض( 28)، وابن الجوزي(29 )، والنووي(30 )، وصفي الرحمن المباركفوري(31 )، وابن عثيمين(32 )، وغيرهم(33 ).
    قال الخطابي: " مذهب الحديث التواضع والهضم من النفس، وليس في قوله : ( نحن أحق بالشك من إبراهيم )؛ اعتراف بالشك على نفسه، ولا على إبراهيم ، لكن فيه نفي الشك عن كل واحد منهما"( 34).
    وقال ابن الجوزي: " مخرج هذا الحديث مخرج التواضع وكسر النفس"(35 ).

    القول الثاني: أن النبي سمّى التفاوت بين الإيمان والاطمئنان شكاً، فأطلق على ما دون طمأنينة القلب التي طلبها إبراهيم اسمَ الشك، وإلا فإبراهيم كان مؤمناً موقناً، ليس عنده شك يقدح في يقينه، ولكن الرسول عبّر عن هذا المعنى بهذه العبارة.
    وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية(36 ) وابن القيم(37 ).
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " ومعلوم أن إبراهيم كان مؤمناً كما أخبر الله عنه بقوله: ( أولم تؤمن قال بلى ) ولكن طلب طمأنينة قلبه كما قال: ( ولكن ليطمئن قلبي ) فالتفاوت بين الإيمان والاطمئنان سماه النبي شكاً لذلك بإحياء الموتى"(38 ).

    الجواب المفصل الثاني

    و الله عز وجل يعلم ما في الصدور و يعلم الغيب، و لكن سأل إبراهيم " أَوَلَمْ تُؤْمِن " ليزيل الله الشبهة عن خليله إبراهيم، و كأن الآية موجهة لنا نحن القراء مباشرة، و هي أيضا ردا على الوثنيين. لأن الله عز وجل لا يحتاج أن يسأل فهو علام الغيوب يعلم ما في الصدور و يعرف كل شيء، و يعلم المستقبل و كل صغيرة و كبيرة، لكنه أسلوب قرآني و كأن السؤال قريري و شهادة و ليس إستفسار، فهو شهادة للعالم على أن إبراهيم لم يشك، بل أراد المعرفة .

    فإبراهيم عليه السلام لم يشك و لم يسأل هل الله عز وجل يحيي و يميت، بل سأل عن كيفية إحياء الموتى . و هذا السؤال مرتبط بقصة إبراهيم ضد الوثنيين المشكرين، فقد تحدى قومه الوثنيين، و حطم الأصنام، و قال أن الأصنام لا تغني و لا تسمن من جوع و أن الأصنام لا تحيي و تميت، كما أكد إبراهيم أن الله عز وجل هو الذي يحيي و يميت، وهو خالق كل شيء، وهو الذي جعل الشمس تشرق من المشرق و تغرب من المغرب، و لا يمكن للنمرود القيام بذلك . فبهت النمرود.

    و غضب الوثنيون و حاولوا حرق سيدنا إبراهيم، و لم يخف لأنه كان له اليقين بأن الله حق و أنه يحيي و يميت، و أنه فالطريق الصحيح.

    إلا أن هناك مسألة مهمة، وهي أن القرآن لا يجيب فقط قوم إبراهيم بل كل الناس بما فيهم الوثنيون اليوم، فممكن أن يتكبر شخص و يدعي أن القرآن لا يوضح هل الله حق، و هل إبراهيم كان يتكلم مع الله أم مع شيطان، أو كان يتخيل و كأنه سكران أو مخدر، و الوثنيون يسألون أين ذكر في القرآن أن الله يحيي و يميت، فالجواب هو الحوار الذي دار بين إبراهيم و النمرود و إبراهيم و اللخ عز وجل. فالقرآن يؤكد أن إبراهيم عليه السلام مؤمن بالله عزو جل و بدون أي شك، و يؤكد أن إبراهيم كان واعيا عارفا ربه، و إن إله إبراهيم هو الله الحق خالق كل شيء يحيي و يميت، بينما النمرود لا يحي و لا يميت، و الأصنام لا تحيي و لا تميت .

    و كأن سؤال إبراهيم ربه كان من أجلنا نحن قراء القرآن و الباحثين عن الحق !

    فالله عز وجل بين لإبراهيم أن الملائكة حق، و الأنبياء حق، و الله حق، و حقق له معجزات، و بين له أنه ( الله ) قادر على إحياء الموتى.

    فقد رآى إبراهيم الهيئة التي يتغير بها ملك الموت، و رآى عودة طيور فوق رؤوس الجبال حية متجمعة تتجه نحوه، و رآى النار وهي تتحول بردا وسلاما . وتحدى الملوك و الأقوام الوثنية و هزمهم . فرفض إبراهيم عبادة النجوم و الشمس و القمر و الأصنام و البشر، و توجه لعبادة الله عز وجل.

    المصدر بنقدور نبيل من موقع الشرق نيوز http://wp.me/p4MLXp-3vc
    بنقدور نبيل
    ---
    أغلقت موقعي بعد أن حاربه جوجل
    4000 مقالة منها 250 موضوع دعوي للدفاع عن الإسلام
    أول المواضيع كان التشكيك يف الهولوكوست و هذا أزعج موظفوا جوجل !!!
    سقطت من حوالي 350 ألف إلى 9 مليون في ساعتين !!!!
    كان هذا منذ سنوات
    www.acharknews.com
    ---

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    فقط تعليقا على قولك
    هذا الحديث هو أحد طرق تفسير الآية، لكن أولها البعض و جعل الحديث ينتقص من قدر الأنبياء ، لأنه يجعل الأنبياء يشكون !

    وهذا غير صحيح فالحديث له معنى آخر، و كما ذكرنا الأنبياء لا يشكون، و هم مؤمنين إيمانيا يقينيا بالله عز وجل .

    فإن كنت تقصد تفسير ابن عباس
    قال أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية ما صح به الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : وهو قوله : " نحن أحق بالشك من إبراهيم قال رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن " وأن تكون مسألته ربه ما سأله أن يريه من إحياء الموتى لعارض من الشيطان عرض في قلبه ، كالذي ذكرنا عن ابن زيد آنفا من أن إبراهيم لما رأى الحوت الذي بعضه في البر وبعضه في البحر ، قد تعاوره دواب البر ودواب البحر وطير الهواء ، ألقى الشيطان في نفسه فقال : متى يجمع الله هذا من بطون هؤلاء ؟ فسأل إبراهيم حينئذ ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ؛ ليعاين ذلك عيانا ، فلا يقدر بعد ذلك الشيطان أن يلقي في قلبه مثل الذي ألقى [ ص: 492 ] فيه عند رؤيته ما رأى من ذلك . فقال له ربه : ( أولم تؤمن ) ؟ يقول : أولم تصدق يا إبراهيم بأني على ذلك قادر ؟ قال : بلى يا رب ! لكن سألتك أن تريني ذلك ليطمئن قلبي ، فلا يقدر الشيطان أن يلقي في قلبي مثل الذي فعل عند رؤيتي هذا الحوت .
    تفسير القرطبي

    و تأويل الشك واضح في تفسير ابن عباس و هو ما يعرض على نفس المؤمن من وساوس الشيطان بما لا يضره و لا ينزع عنه اليقين أبدا

    فقط للتوضيح

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء