صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 25

الموضوع: ازلية الوجود

  1. افتراضي ازلية الوجود

    السلام عليكم
    اريد تفنيد ورد منطقي وعلمي يغلق باب الجدل لو امكن عن موضوع ازلية الكون وانه لا بداية له أو انه غير مخلوق بمعنى اخر وان ذلك لا يمكن ان يكون بالادلة

    مع الشكر

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أخي قاصد الحق، و عليكم السلام و رحمة الله

    برأيك هل في حال فنّدت لهم بالدليل القاطع أزلية الكون سيغلقون معك باب الجدل أم سيستمرون في اختلاق تفسيرات أخرى مادية فيزيائية لوجود الكون طالما أن كل ما هنالك نظريات فيزيائية ينطح بعضها بعضا و الباب مفتوح على مصراعيه للظنون و التخرصات ؟ ألم تروا أنهم يطالبونك كأسلافهم بأن يروا الله تعالى جهرة أو بأن يكلمهم الله فلم تكفهم الآيات في أنفسهم و لا في الآفاق و لا في دلائل النبوة و شواهد الرسالة .. !!
    هم في الواقع ليسوا متمسكين بالدليل المادي على وجود الله إذ لا يكفيهم ما يرون في أنفسهم و في الآيات دليلا ماديا على وجوده لأنها تحمل آثارا ظاهرة على صفاته من علم مبثوث في كل جزئية من الكون من أعظم الأجرام السماوية إلى أدق الكائنات إلى أغرب الأجهزة و الأنظمة الفيزيائية أو الفيزيولوجية التي لا يمكنهم مضاهاتها أومحاكاتها و بالكاد يحاولون فهم عملها المركب و المترابط.

    ثم أي كون يريدونك أن تقطع لهم بالدليل العلمي القاطع ببدايته ، هل هو الكون القائم حاليا بعناصره الكيميائية المعروفة و التي لم تخلق مع بداية الكون باتفاق علماء الفيزياء، نعلم يقينا أن الكون قد تحول و تبدل و تغير و تطور على مدى مليارات السنين من صفات خلقية غير مكتسبة طبعا إلى أخرى و لو أنها صفات محسوبة بدقة لامتناهية .. إلى أن وصل إلى الحالة شبه المستقرة التي هو عليها اليوم بمعنى أنه ليس أزليا من حيث ما يحتوي عليه من عناصر أو حتى من أجرام متولدة كالشمس و الأرض و ما على الأرض من أحياء عمرها ليس بشيء مقارنة مع عمر الكون ، فهل يعتبرون هذه الكائنات و تراكيبها البديعة أزلية أيضا ؟

    ثم إن إثبات أزلية الشيء لا تنافي خلقه و يد الصنعة الظاهرة فيه مطلقا بالنظر إلى حالة التعقيد و دقة الصنع التي تسود الكون كله من أضخم الكائنات إلى أدقها من حشرات و كائنات مجهرية بالغة التعقيد كالخلايا و البروتينات، ففي حال أنكرت أن له خالقا نسبت الخلق مباشرة للصدف النكراء و القوى العمياء التي لا تخلق نظاما بديعا و لو عرضيا فضلا عن أن يكون ذلك حالة كونية تشهدها كل جزئيات الكون.

    وهم بالمقابل لم و لن يستطيعوا أن يثبتوا لك أزلية الكون فكلها نظريات كما قلنا ينطح بعضها بعضا و لا يمكنهم أيضا أن يثبتوا لك أزلية الحياة المبثوثة في هذه الكائنات المخلوقة منذ أمد قصير لا يساوي في الأزلية شيئا .. و ما تقطع به عليهم طريق الجدل هو أن يبرهنوا لك على وجود قانون في الفيزياء إسمه قانون الصدفة أو القوة العمياء يستطيع فعل شيء أو النشوء الذاتي و التلقائي للحياة بالأدلة العلمية فما لم يثبتوا ذلك و لن يثبتوه فهم متخرصون يرجمون بالغيب.

    و في هذين المقالين أخي ستجد ما يكفي من الأدلة لدحض تمسكهم بالقشة التي هي نظرية أزلية المادة :

    الملحد ووهم أزلية المادة والكون

    نموذج "الانفجار الكبير"
    التعديل الأخير تم 11-02-2016 الساعة 12:07 PM

  3. #3

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة القادري مشاهدة المشاركة
    أخي قاصد الحق، و عليكم السلام و رحمة الله



    الملحد ووهم أزلية المادة والكون
    ألفت انتباه القارئ الى وجود أخطاء أو هفوات داخل المقال أعلاه لان الكاتب غير متخصص ولم يطلع بشكل جيد.
    نظرية الانفجار الكبير هي التي دحضت فكرة الكون الأزلي والساكن الذي بنيت عليها الفيزياء الكلاسيكية حيث توصل العلماء بأدلة علمية الى حدوث الكون والمادة من لاشيء وأن هذا الاخير ليس ساكنا بل في توسع مستمر.
    1- نظرية الانفجار الكبير لا تعني -كما يعتقد العامة من غير المتخصصين- أن هناك شيئا ما قد انفجر لأنه لم يكن هناك شيء اصلا كي ينفجر بل تعني الظهور المفاجئ للمادة والطاقة وللمكان والزمان بشكل مكثف داخل وحدة واحدة اصطلح على تسميتها بالمفردة الكونية التي بدأت بالتوسع منذ لحظة خلق الكون.
    يقول المختصون عن الانفجار العظيم (والذي كان ظهورا مفاجئا لحظيا للمادة والطاقة والزمان معا : أي الزمكان) : the Big Bang was NOT an explosion. We don't know what, exactly, happened in the earliest times, but it was not an explosion in the usual way that people picture explosions والمعنى التقريبي لمن لا يتقن الإنجليزية :
    " الانفجار الكبير : لم يكن انفجارا بالمعنى المفهوم .. نحن لا ندري بالضبط ماذا حدث في هذه الأوقات الأولى للزمن .. ولكنه في النهاية ليس انفجارا كما يتصوره الناس " !!..

    فالانفجار هنا يعني : الظهور المفاجيء .. وهو شبيه بوصفهم لفترة (الانفجار الكمبري) .. حيث يشيرون به إلى الظهور المفاجئ الكائنات الحية المعقدة مرة واحدة في السجل الحفري الزماني في فترة وجيزة جدا.
    .................................................. ..........................
    2-قانون لافوازيه لانحفاظ الكتلة الذي ينص على مبدأ لا شيء يفنى ولا شيئ يستحدث وكل في تجدد لا علاقة له بحدوث المادة والكون
    ولكن يعبر عن انحفاظ الكتلة داخل تفاعل كيميائي مغلق بمعنى ان كتلة المتفاعلات تساوي كتلة النواتج داخل تفاعل كيميائي.
    وبصفة عامة جميع القوانين الفيزيائية مثل قانون الديناميكا الحرارية لا يبدأ بالعمل الا بعد حدوث الكون أي بعد أي يكون هناك مادة وطاقة وزمان ومكان.

  4. #4

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاصد الحق مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    اريد تفنيد ورد منطقي وعلمي يغلق باب الجدل لو امكن عن موضوع ازلية الكون وانه لا بداية له أو انه غير مخلوق بمعنى اخر وان ذلك لا يمكن ان يكون بالادلة

    مع الشكر
    فرضية الكون الأزلي والساكن هي فكرة قديمة انهارت بظهور أدلة الانفجار العظيم الذي أثبت حدوث الكون من لاشيء وانه كون متوسع وليس ساكن .
    وقد قدر العلماء عمر الكون بحوالي أربعة عشرة مليار سنة.
    فالمكان والزمان والطاقة والمادة كلهم ظهروا بشكل مفاجئ بعد زمن بلانك .(هو يساوي جزء صغير جدا ًمن الثانية 10 أس -43)
    هناك من يحاول احياء أزلية الكون والمادة بنظريات غير معتبرة في الوسط العلمي مثل نظرية الكون الدوري لكن تلك النظريات تبقى تخمينات فلسفية هامشية وخارج مجال العلم
    في حين أن النظرية الوحيدة التي تملك أدلة علمية مرصودة وتجريبية وتفسر كم هائل من الملاحظات ومحل اجماع علمي هي نظرية الانفجار العظيم....
    .......................................
    نتيجة للأدلة الوفيرة التي اكتشفها العلماء، ألقيت فرضية ''الكون الازلي '' في ركام نفايات تاريخ الأفكار العلمية· ومع ذلك، فقد توالى طرح المزيد من الأسئلة المهمة مثل: ما الذي كان موجودا قبل الانفجار العظيم ؟ وما القوة التي استطاعت أن تحدث الانفجار العظيم الذي أدى إلى ظهور كون لم يكن موجودا من قبل؟
    أدى ثبوت نظرية الانفجار العظيم بالادلة العلمية لارباك الملاحدة الذين يتبعون الفلسفة المادية القائمة على أزلية المادة والكون
    فقد قال الفيلسوف الملحد المعروف أنطوني فلو :Anthony Flew ''والذي رجع عن الحاده بعد اكتشاف نظرية الانفجار العظيم
    "من المعروف أن الاعتراف يفيد الروح، لذا سوف أبدأ بالاعتراف بأن الملحد العنيد يجب أن يربكه الإجماع الكوني المعاصر· إذ يبدو أن علماء الكونيات يقدمون إثباتات علمية على ما رأى القديس توماس أنه لا يمكن إثباته فلسفياً؛ أي، أن للكون بداية· وطالما أمكن التفكير في الكون بشكل مريح بوصفه ليس فقط بدون نهاية ولكنه بدون بداية أيضا، يظل من السهل المجادلة بأن وجوده غير المنطقي، وسماته الأساسية الغالبة أيا كانت، لا بد من قبولها بوصفها التفسير النهائي لوجوده· وعلى الرغم من أنني أؤمن بأن ذلك لا يزال صحيحا، فإنه ليس من السهل بالتأكيد ولا من المريح الاستمرار على هذا الموقف في مواجهة قصة الانفجار العظيم''·
    كما اعترف بعض العلماء من أمثال الفيزيائي المادي البريطاني إتش· بي· ليبسون H. P. Lipson بأنهم مضطرون لقبول نظرية الانفجار العظيم سواء رغبوا في ذلك أم لم يرغبوا :
    ''إذا لم تنشأ المادة الحية نتيجة تفاعل الذرات، والقوى الطبيعية والإشعاع، فكيف نشأت؟ أنا أعتقد، مع ذلك، أننا ينبغي أن نعترف بأن التفسير الوحيد المقبول هو الخلق· أنا أعلم أن هذا أمر بغيض بالنسبة إلى الفيزيائيين، كما هي الحال بالتأكيد بالنسبة إليّ، ولكننا ينبغي ألا نرفض ما نكرهه إذا أيدته الأدلة التجريبية''
    وفي هذا الفيديو مثلا نلاحظ ارتباك الملحد الكوميدي ريتشارد دوكينز وهو يحاول شرح كي نشأ الكون من العدم من غير خالق ....
    http://www.youtube.com/watch?v=qMZ3YqfNx-k
    .................................................. ......
    اذا لم تكن تفهم المواقع العلمية المتخصصة فيمكنك الاكتفاء بمشاهدة هذا الفيديو المفيد...


    .........الخ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم دكتور قواسمية ، قلت إن المقال به أخطاء و هفوات فحبذا لو تذكرها زيادة في الفائدة ..

    ثانيا من خلال اطلاعي المتواضع وجدت أن كل المواقع العلمية أو الثقافية التي تناقش هذه النظرية تتوافق مع ما ذهب إليه الدكتور ربيع - و على فكرة هو عضو معنا هنا في المنتدى و له بحوث و دراسات و ردود مطولة على أهل الإلحاد و العلمانيين تم تثبيتها في قسم المذاهب الفكرية - أقول لم أجد من يتبنى الرأي أو التفسير الذي جئت به هنا بصيغة الجزم مبطلا خلافه ما يعني أن لديك سندا قويا و حجج متينة لدعم هذا الرأي فحبذا لو تدلي بها لنا و للقراء أو تحيلنا عليها أو على مصدرها تأكيدا و زيادة في الفائدة.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    في النهاية أعتقد أنه خلاف لفظي فقط حول توصيف لحالة متفق عليها و هي تمدد الكون من نقطة أو حيز أو كتلة واحدة ـ أنظر هنا

    على فكرة موقع الباحثون المسلمون تحت إشراف الأستاذ أبو حب الله و فريق متخصص متتبع لأحدث المستجدات على الساحة العلمية.

  7. #7

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة القادري مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم دكتور قواسمية ، قلت إن المقال به أخطاء و هفوات فحبذا لو تذكرها زيادة في الفائدة ..

    ثانيا من خلال اطلاعي المتواضع وجدت أن كل المواقع العلمية أو الثقافية التي تناقش هذه النظرية تتوافق مع ما ذهب إليه الدكتور ربيع - و على فكرة هو عضو معنا هنا في المنتدى و له بحوث و دراسات و ردود مطولة على أهل الإلحاد و العلمانيين تم تثبيتها في قسم المذاهب الفكرية - أقول لم أجد من يتبنى الرأي أو التفسير الذي جئت به هنا بصيغة الجزم مبطلا خلافه ما يعني أن لديك سندا قويا و حجج متينة لدعم هذا الرأي فحبذا لو تدلي بها لنا و للقراء أو تحيلنا عليها أو على مصدرها تأكيدا و زيادة في الفائدة.
    لقد أعدت قراءة المقال وتبين لي أني تسرعت في الحكم لكن العيب الذي فيه أنه لا يجعل القارئ يفهم بشكل جيد أن الكون حادث من لاشيء
    فيعتقد القارئ ان لم يقرأ المقال عدة مرة أن الكون خلق من المفردة الكونية
    في حين أنه لم يكن قبل لحظة خلق الكون لا مكان ولا زمان ولا مادة ولا طاقة وأن المفردة الكونية ظهرت بشكل مفاجئ بعد زمن بلانك..
    وأصلا الفضاء والزمان وجدوا مع الانفجار العظيم، والمادة هي كل ما له كتلة وحجم، ويَشغَل حيزًا في الفراغ؛ أي: المادة تحتاج إلى مكان أو حيز ليحويها، وبالتالي لا مادة دون وجود المكان الذي سيحويها.
    .................................................. ....
    يقول المختصون عن الانفجار الكبير (والذي كان ظهورا مفاجئا لحظيا للمادة والطاقة والزمان معا : أي الزمكان) : the Big Bang was NOT an explosion. We don't know what, exactly, happened in the earliest times, but it was not an explosion in the usual way that people picture explosions والمعنى التقريبي لمن لا يتقن الإنجليزية :
    " الانفجار الكبير : لم يكن انفجارا بالمعنى المفهوم .. نحن لا ندري بالضبط ماذا حدث في هذه الأوقات الأولى للزمن .. ولكنه في النهاية ليس انفجارا كما يتصوره الناس "

    ويؤكد هذا المعنى عن الانفجار الكبير وأنه لم يكن انفجارا بالمعنى الشائع : العالم Bill Bryson حيث يقول : Although everyone calls it the Big Bang, many books caution us not to think of it as an explosion in the conventional sense. It was, rather, a vast, sudden expansion on a whopping scale - المرجع : Bryson, B. (2004) A Short History of Nearly Everything, p. 31 والمعنى التقريبي لمن لا يعرف الترجمة : " على الرغم من أن الكل يسمونه الانفجار الكبير ..إلا أن العديد من الكتب تحذرنا من تصوره كانفجار بالمعنى المعروف .. فالحقيقة أنه : توسع عظيم ومفاجيء على نطاق ضخم "

    المادة والطاقة والزمكان لم يكونوا معروفين قبل لحظة الانفجار الكبير أو ما يعرف بما قبل زمن بلانك (وهو يساوي جزء صغير جدا ًمن الثانية 10 أس -43) .. حيث نقرأ من الـ Models of Earlier Events ومن أحد أشهر المواقع الفيزيائية العالمية hyperphysics.phy-astr.gsu.edu الكلام القيم الواضح التالي :Before a time classified as a Planck time, 10^(-43) seconds, all of the four fundamental forces are presumed to have been unified into one force. All matter, energy, space and time are presumed to have exploded outward from the original singularity. Nothing is known of this period. والمعنى التقريبي لمَن يريد الترجمة : " أن الكون الذي نعرفه وتتبعه القوانين التي نعرفها اليوم : لم يكن له وجود قبل زمن بلانك !!!!.. وحتى القوى الأربعة (وهي قوى الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية الضعيفة والنووية القوية) : كانت قوة واحدة !!.. وأنه لم يُسجل أو يُعرف أي شيء عن المادة أو الطاقة أو الزمان أو المكان قبل هذا الزمن "

    لعالم فريتز مثلا Henry Fritz Schaefer - وهو بروفيسور الكيمياء الحاصل على جائزة نوبل والذي يصنفه البعض كثالث كيميائي عالمي في العصر الحديث - ينقل لنا تأكيد العالم الروسي المولد جورج جامو George Gamow : على أنه مع ذلك الانفجار الكبير : فقد وُلدت كل المادة الموجودة في الكون اليوم : ومعها كل الطاقة بالطبع والأربعة أبعاد للفراغ والزمن من حالة أولية واحدة كانت لا متناهية في الكثافة والحرارة والضغط ...! والنص بالإنجليزية : In 1946, George Gamow, a Russian-born scientist, proposed that the primeval fireball, the "big bang," was an intense concentration of pure energy. It was the source of all the matter that now exists in the universe. The theory predicts that all the galaxies in the universe should be rushing away from each other at high speeds as a result of that initial big bang. A dictionary definition of the hot big bang theory is "the entire physical universe, all the matter and energy and even the four dimensions of time and space, burst forth from a state of infinite or near infinite density, temperature, and pressure
    والمصدر هي مقالته في الرد على إلحاد ستيفن هاوكينج العالم الفيزيائي Stephen Hawking, The Big Bang, and God .. بل ويؤكد العالم فريتز في نفس المقالة أنه من النادر جداً أن تجد عالماً في الفيزياء ملحداً (أي بسبب اصطدامه بكل هذه الأدلة على وجود خالق حكيم قدير) ..

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور قواسمية مشاهدة المشاركة
    لكن العيب الذي فيه أنه لا يجعل القارئ يفهم بشكل جيد أن الكون حادث من لاشيء
    فيعتقد القارئ ان لم يقرأ المقال عدة مرة أن الكون خلق من المفردة الكونية
    في حين أنه لم يكن قبل لحظة خلق الكون لا مكان ولا زمان ولا مادة ولا طاقة وأن المفردة الكونية ظهرت بشكل مفاجئ بعد زمن بلانك..
    وأصلا الفضاء والزمان وجدوا مع الانفجار العظيم، والمادة هي كل ما له كتلة وحجم، ويَشغَل حيزًا في الفراغ؛ أي: المادة تحتاج إلى مكان أو حيز ليحويها، وبالتالي لا مادة دون وجود المكان الذي سيحويها.
    .................................................. ....


    هل خلق الله الكون من مفردة كونية أم من عدم محض هذا سؤال آخر ، ما يهمنا هل للكون بداية أم أنه كما كان يفترض ملاحدة القرن العشرين ثابت و أزلي بالخصائص التي هو عليها اليوم.
    أن الكون مخلوق من مفردة واحدة وُجدت في جزء خيالي من الثانية فوُجد معها الزمن و المادة و الطاقة هذا إثبات كاف للجزم بأن الكون مخلوق و ليس أزليا كما يدعون ، و لا يهم بعد ذلك أنه خلق من شيء آخر أم خلق من عدم محض لأنه كما علمنا بنص الوحي و من استقراء معاني الصفات الإلهية أن الله تعالى يخلق ما يشاء مما يشاء و لا يعجزه أن يخلق شيئا من عدم محض مثلما خلق العرش العظيم الذي هو أكبر من الكون بمقاييس خيالية و مثلما خلق الله الماء حتى إن هناك خلاف بين أول الخلق هل هو العرش أو الماء و تجده في كتب العقيدة ، المقصود أن الله تعالى يخلق ما يشاء فيخلق شيئا من شيء أو يخلق الشيء من عدم لكن السماء و الأرض (الكون المعلوم لدينا) مخلوق كما نعلم من كتاب الله من مفردة أولية - كما في نصين سأذكرهما - و الله أعلم بماهيتها كما يقول الفيزيائيون أنفسهم، هل خلقه الله في مكان نعم لكن لا نفترض أن المكان له مقاييس مادية أو فيزيائية فالله تعالى قادر على أن يجعل المكان عدما محضا لا شيء فيه و لدينا مثال من الفيزياء يدل على ذلك و هو الثقوب السوداء حيث تنعدم المادة و الطاقة و الزمن.

    و كما قلت لدينا في نصوص الوحي ما يثبت خلق الكون من جزئية قد تكون متناهية الصغر طالما توصل إليها العلم يشير إليها قول الله تعالى في آيتين :
    يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)

    و قد أشارت آية أخرى إلى التوسعة

    و هناك آية الرتق و الإنفتاق الكوني في قوله تعالى :

    أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)


  9. #9

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة القادري مشاهدة المشاركة
    هل خلق الله الكون من مفردة كونية أم من عدم محض هذا سؤال آخر ، ما يهمنا هل للكون بداية أم أنه كما كان يفترض ملاحدة القرن العشرين ثابت و أزلي بالخصائص التي هو عليها اليوم.
    أن الكون مخلوق من مفردة واحدة وُجدت في جزء خيالي من الثانية فوُجد معها الزمن و المادة و الطاقة هذا إثبات كاف للجزم بأن الكون مخلوق و ليس أزليا كما يدعون ، و لا يهم بعد ذلك أنه خلق من شيء آخر أم خلق من عدم محض لأنه كما علمنا بنص الوحي و من استقراء معاني الصفات الإلهية أن الله تعالى يخلق ما يشاء مما يشاء و لا يعجزه أن يخلق شيئا من عدم محض مثلما خلق العرش العظيم الذي هو أكبر من الكون بمقاييس خيالية و مثلما خلق الله الماء حتى إن هناك خلاف بين أول الخلق هل هو العرش أو الماء و تجده في كتب العقيدة ، المقصود أن الله تعالى يخلق ما يشاء فيخلق شيئا من شيء أو يخلق الشيء من عدم لكن السماء و الأرض (الكون المعلوم لدينا) مخلوق كما نعلم من كتاب الله من مفردة أولية - كما في نصين سأذكرهما - و الله أعلم بماهيتها كما يقول الفيزيائيون أنفسهم، هل خلقه الله في مكان نعم لكن لا نفترض أن المكان له مقاييس مادية أو فيزيائية فالله تعالى قادر على أن يجعل المكان عدما محضا لا شيء فيه و لدينا مثال من الفيزياء يدل على ذلك و هو الثقوب السوداء حيث تنعدم المادة و الطاقة و الزمن.

    و كما قلت لدينا في نصوص الوحي ما يثبت خلق الكون من جزئية قد تكون متناهية الصغر طالما توصل إليها العلم يشير إليها قول الله تعالى في آيتين :
    يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)

    و قد أشارت آية أخرى إلى التوسعة

    و هناك آية الرتق و الإنفتاق الكوني في قوله تعالى :

    أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)

    بارك الله فيك أخي ابن سلامة لقد فهمت جيدا من توضيحك الاخير...
    لا أعرف كيف أحذف تعليقي على موضوع الأستاذ القدير ربيع لاني تسرعت دون امعان في التعليق عليه.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    رفع الله قدرك أخي الدكتور قواسمية و بارك فيك على سعة صدرك و فيئك إلى الحق ، و أبدا لا أرى بأسا في مداخلتك لأنها أثرت الموضوع ، نسأل الله الهدى و السداد و الإنصاف.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تنبيه مهم بخصوص مسألة حدوث العالم
    -إن القول بقدم العالم مع أنه قول باطل إلا أنه لا يلزم منه نفي وجود الله ، وذلك أن قدم العالم إنما ينفي تفرد الصانع بصفة القدم لا وينفي الصانع نفسه ، فيحتاج نفي الصانع إلى أمر زائد على إثبات قدم العالم ، وهو ما لا يثبت بمجرد نفي حدوث العالم
    ناصر الشريعة
    الإخوة الدكتور قواسمية و ابن سلامة ارى أنكما قد جاوزتما الصواب في مواضع اذكرها

    -الأخ الدكتور قواسمية قد سبق و كان بيننا نقاش بخصوص الإنفجار الكبير على هذا الرابط فأرجو أن تراجعه
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...C3%CC%D1%C7%E3

    -الأخ ابن سلامة قلت
    لكن السماء و الأرض (الكون المعلوم لدينا) مخلوق كما نعلم من كتاب الله من مفردة أولية - كما في نصين سأذكرهما - و الله أعلم بماهيتها كما يقول الفيزيائيون أنفسهم، هل خلقه الله في مكان نعم لكن لا نفترض أن المكان له مقاييس مادية أو فيزيائية فالله تعالى قادر على أن يجعل المكان عدما محضا لا شيء فيه و لدينا مثال من الفيزياء يدل على ذلك و هو الثقوب السوداء حيث تنعدم المادة و الطاقة و الزمن.

    و في قولك خطأين
    خطاك الاول في تعريفك للعدم على انه شيئ و العدم هو توصيف لإنعدام الشيئ و لا وجود له في الواقع و ضربك المثل بالثقوب السوداء خطأ لسبب أن النظرية يمكن ان تكون صحيحة رياضيا و لكن لا توافق الواقع ثم حسب علمي ففي الفيزياء الحديثة العدم يرد عادة بمعنى العدم الفيزيائي لا العدم المحض و العدم الفيزيائي هو حيز يحتوي اقل مقدار ممكن من الطاقة و المادة و قد أسهب الشيخ ابو الفداء في شرح الإشكاليات الفلسفية و العقلية في النماذج العلمية الحديثة في كتابه آلة الموحدين و مقالاته على المنتدى فأرجو أن تراجع ذلك

    خطأك الثاني قولك أن الكون المعلوم لدينا مخلوق من ممفردة أولية فالكون مخلوق من دخان و استدلالك بالآيتين خطأ
    يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)
    قال تعالى ذكره ( كما بدأنا أول خلق نعيده ).
    فالكاف التي في قوله (كَما) من صلة نعيد ، تقدّمت قبلها ، ومعنى الكلام: نعيد الخلق عُراة حفاة غُرْلا يوم القيامة ، كما بدأناهم أوّل مرّة في حال خلقناهم في بطون أمَّهاتهم ، على اختلاف من أهل التأويل في تأويل ذلك.
    وبالذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل ، وبه الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلذلك اخترت القول به على غيره.
    ذكر من قال ذلك والأثر الذي جاء فيه: حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى -وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ) قال: حُفاة عُراة غُرْلا.
    حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قوله ( أول خلق نعيده ) قال: حفاة غلفا ، قال ابن جريج أخبرني إبراهيم بن ميسرة ، أنه سمع مجاهدا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحدى نسائه: " يَأْتُونَهُ حُفاةً عُرَاةً غُلْفا، فاسْتَتَرتْ بِكُمِّ دِرْعِها ، وقالَتْ وَا سَوأتاهُ" قال ابن جريج: أخبرت أنها عائشة قالت: يا نبيّ الله ، لا يحتشمُ الناس بعضهم بعضا؟ قال: " لكُلّ امْرئٍ يَوْمَئذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه ".
    حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، قال : ثنا سفيان ، قال: ثني المغيرة بن النعمان ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " يُحْشَرُ النَّاسُ حُفاةً عُرَاةً غُرْلا فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهيمُ" ثم قرأ ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) .
    حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا إسحاق بن يوسف ، قال : ثنا سفيان ، عن المغيرة بن النعمان ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، قال: " وقام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة ، فذكره نحوه " .
    حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن المغيرة بن النعمان النخَعيّ ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: " قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره نحوه " .
    حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن شعبة ، قال : ثنا المغيرة بن النعمان النخَعيّ ، عن سعيد بن جُبير ، عن أبن عباس ، نحوه.
    حدثنا عيسى بن يوسف بن الطباع أبو يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: " إنكم مُلاقُو اللهِ مُشاةً غُرْلا ".
    حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن عائشة ، قالت: " دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي عجوز من بني عامر ، فقال: مَنْ هَذه العَجُوزُ يا عائِشةُ؟ فقلت: إحدى خالاتي ، فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة ، فقال: إنّ الجَنَّةَ لا يَدْخُلُها العَجَزةُ ، قالت: فأخذَ العجوز ما أخذها ، فقال: إنّ اللهَ يُنْشِئُهُنَّ خَلْقا غيرَ خَلْقِهِنَّ، ثم قال: يُحْشَرُونَ حُفاةً عُرَاةً غُلْفا ، فقالت: حاش لله من ذلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بَلى إنّ الله قال: ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا ) ... إلى آخر الآية ، فأوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الله ".
    حدثني محمد بن عمارة الأسدي ، قال : ثنا عبيد الله ، قال : ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عطاء ، عن عقبة بن عامر الجهني ، قال: يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ، ويسمعهم الداعي ، حفاة عراة ، كما خلقوا أول يوم.
    حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال: ثني عباد بن العوام ، عن هلال بن حبان ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يحشر الناس يوم القيامة حُفاة عراة مشاة غرلا قلت: يا أبا عبد الله ما الغرل؟ قال: الغلف ، فقال بعض أزواجه: يا رسول الله ، أينظر بعضنا إلى بعض إلى عورته؟ فقال لِكُلّ امْرئٍ يَوْمَئذٍ ما يَشْغَلُهُ عَن النَّظَر إلى عَوْرَة أَخِيهِ" ، قال هلال: قال سعيد بن جبير وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ قال: كيوم ولدته أمه ، يردّ عليه كل شيء انتقص منه مثل يوم وُلد.
    وقال آخرون: بل معنى ذلك: كما كنا ولا شيء غيرنا قبل أن نخلق شيئا ، كذلك نهلك الأشياء فنعيدها فانية ، حتى لا يكون شيء سوانا.
    ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ) . . . الآية ، قال: نهلك كل شيء كما كان أوّل مرّة. وقوله ( وَعْدًا عَلَيْنَا ) يقول: وعدناكم ذلك وعدا حقا علينا أن نوفي بما وعدنا ، إنا كنا فاعلي ما وعدناكم من ذلك أيها الناس ، لأنه قد سبق في حكمنا وقضائنا أن نفعله ، على يقين بأن ذلك كائن ، واستعدوا وتأهبوا.
    تفسير الطبري

    وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)
    القول في تأويل قوله تعالى : وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)
    يقول تعالى ذكره: والسماء رفعناها سقفا بقوة.
    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    * ذكر من قال ذلك:
    حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ) يقول: بقوة.
    حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( بِأَيْدٍ ) قال: بقوة.
    حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ) : أي بقوّة.
    حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا محمد بن جعفر, قال: ثنا شعبة, عن منصور أنه قال في هذه الآية ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ) قال: بقوة.
    حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ) قال: بقوة.
    حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ) قال: بقوة.
    وقوله ( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) يقول: لذو سعة بخلقها وخلق ما شئنا أن نخلقه وقدرة عليه. ومنه قوله عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ [البقرة: 236] يراد به القويّ.
    وقال ابن زيد في ذلك ما حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) قال: أوسعها جلّ جلاله.
    تفسير الطبري

    أقول حتى على القول بتوسع الكون استدلالا بانزياج الطيف الضوئي و قياس الاشعة الواردة اقول حتى على هذا الوجه لا يصح الإستدلال بذلك على صحة النظرية

    أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)
    للمفسرين في المراد به ثلاثة أقوال :

    أحدها : أن السماوات كانت رتقا لا تمطر ، وكانت الأرض رتقا لا تنبت ، ففتق هذه بالمطر وهذه بالنبات ، رواه عبد الله بن دينار عن ابن عباس ، وبه قال عطاء ، وعكرمة ، ومجاهد في رواية ، والضحاك في آخرين .

    والثاني : أن السماوات والأرض كانتا ملتصقتين ، ففتقهما الله تعالى ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ، وسعيد بن جبير ، وقتادة .

    والثالث : أنه فتق من الأرض ست أرضين فصارت سبعا ، ومن السماء ست سماوات فصارت سبعا ، رواه السدي عن أشياخه ، وابن أبي نجيح عن مجاهد .

    أقول و ليس في هذا ما يوحي بما جاء في النظرية من تصور لبداية الخلق

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بالنسبة للأخ صاحب الموضوع اقول الإستدلال على حدوث العالم يكفي فيه النظر في الكون و تقلبه و تغيره فما كانت هذه صفته لا يمكن إلا أن يكون حادثا

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أخي مسلم بيور، بارك الله فيك و نشكر لك حرصك على فهم نصوص الوحي فهما سلفيا خالصا ينبذ كل مقاربة مع النظريات أو حتى الحقائق العلمية الحديثة. و هي منهجية الأستاذ أبو الفداء فيما يظهر، و مع حبنا لهذا الرجل و احترامنا لمساعيه في العلم الشرعي لكننا نأخذ عليه تحفظه الشديد و مبالغته في التحرز من كل وافد من الغرب و لو كان أجمع عليه علماؤه أو كان هو السائد عندهم من معطيات و مكتشفات العلم الحديث. فهذا سيؤدي بنا حتما إلى قطيعة بين العلم و القرآن و سيسد باب الإجتهاد و التوفيق و النظر بين ما جاء في كتاب الله المسطور و كونه المنظور فقط لأن هناك اختلافا أول نظرية راجحة و أخرى مرجوحة. و لو كانت هذه هي منهجية علماء المسلمين للجأوا إلى التفويض في فهم كثير من الآيات و لعطلوا البحث و النظر و التقريب و التسديد في ما يشكل عليهم منها و لم يحتجوا بدليل أو رأي غالب و لم يأخذوا بقرينة بحجة ورود الخلاف في الفهم أو المعطى من الأدلة.
    إضافة إلى أن المسائل العلمية الحديثة و الحسم فيها يُرد فيها إلى أهل الإختصاص و ليس إلى علماء العلم الشرعي تماما كمسائل الطب التي يتوقف فيها الفقهاء على ما ثبت أو ترجح عند الأطباء و ليس عندهم، و مجرد العمل برأي الشيخ أبو الفداء و إسقاطه على مختلف مجالات العلم يعني تعطيل الفكر و النظر و التحليل و الإجتهاد و هذا كاف لإسقاط رأيه و هو رأي فلسفي محض يخصه على فكرة و ليس رأيا سلفيا محضا أو رأي غالبية المفسرين المحدَثين و لا ننكر مع هذا أن التحفظ و التحرز بمقدار ضروري و تصرف حكيم لكن إلى حد معقول حتى لا يصل بنا ذلك إلى تعطيل العمل بما أمرنا الله به من النظر في الكون و في آياته القريبة و البعيدة و بالتالي إلى الإخلال بمنهجية التفسير و أصوله المتفق عليها ذاتها. و كأمثلة على ذلك ما نحن بصدد بحثه و مناقشته بيننا الآن، و لأبدأ بالرد على الآتي من كلامك أخي :
    خطاك الاول في تعريفك للعدم على انه شيئ و العدم هو توصيف لإنعدام الشيئ و لا وجود له في الواقع و ضربك المثل بالثقوب السوداء خطأ لسبب أن النظرية يمكن ان تكون صحيحة رياضيا و لكن لا توافق الواقع ثم حسب علمي ففي الفيزياء الحديثة العدم يرد عادة بمعنى العدم الفيزيائي لا العدم المحض و العدم الفيزيائي هو حيز يحتوي اقل مقدار ممكن من الطاقة و المادة

    لا أخي لم أقل إن العدم شيء ، أين قلت ذلك ؟ قلت إما أن الله تعالى خلق الكون من شيء آخر أو من عدم محض ، و لم أسم العدم شيئا، و أما حديثي عن المكان و استشهادي على العدم بمثال الثقوب السوداء فقلت : الله تعالى قادر على أن يجعل المكان عدما محضا لا شيء فيه و لدينا مثال من الفيزياء يدل على ذلك و هو الثقوب السوداء حيث تنعدم المادة و الطاقة و الزمن.اهـ

    استشهدت هنا بالثقوب السوداء عند من يؤمنون بها و هم غالبية المنتسبين للعلم باعتبارها مثالا واضحا على إمكان وجود مكان خارج عن نطاق المادة و الزمن (الزمكان) حيث تختفي المعلومات و تنعدم القوانين الفيزيائية تماما بفعل إنسحاق النجم و تبعثره إلى ما يشبه اللاشيء أو صفة العدمية و لم أقل هنا إن الثقب الأسود هو العدم المحض و لكن هو تشبيه دال عليه نحتج به على الذين يؤمنون بأن الكون كله مادة صرفة لا يتخلله شيء يناقضها أو ينفي وجودها. كما أننا لسنا بحاجة لإثبات ذلك و عندنا كتاب الله و نصوص وحي تخبرنا بقدرة الله على الخلق مما يشاء و إعدام أو إفناء ما يشاء و أنه ليس بحاجة إلى خلق مادة من مادة مماثلة.
    و دليلنا المنطقي على ذلك هو أن الكون المعلوم ليس هو الوجود المطلق و إلا فهو يحتوي الذات الإلهية و عوالم الغيب التي أوجدها الله في العدم باعتباره مكانا فارغا فراغا مطلقا قبل خلق السموات و الأرض كالعرش و غيره و إنما أوجدها في الكون المطلق أو العدم المطلق الذي لا يحيط به علما إلا الله و لا يستطيع العقل الإنساني و العلم البشري الإحاطة به و لا نكرانه البتة.
    فحتى عندما يتحدث العلماء اليوم عن الكون و الفضاء باعتبار مكانا لا يتكلمون عن المفهوم الفلسفي المطلق للوجود بمعنى أنهم لا يتحدثون عما وراء الكون و لا ما هو موجود على حافته و لا يستطيعون لكننا نحن من منطلق عقيدتنا نستطيع.
    و بالتالي عندما أقول – أنا العبد الضعيف الجهول - بالعدم المحض أقصد به العدم في المكان و ليس في اللامكان أو اللاإمكان كالعدم المتصور في الأذهان و لا يوجد في الأعيان فهذا ليس عدما محضا و لكنه الغيب المحض.

    و في قولك خطأين

    خطأك الثاني قولك أن الكون المعلوم لدينا مخلوق من مفردة أولية فالكون مخلوق من دخان

    نعم الكون مخلوق من دخان لكن هل ينفي ذلك أن الدخان نفسه خلق من شيء سابق ؟ مثلا لقد أخبرنا ربنا جل و علا أن الإنسان خُلق من طين أو تراب فهل معنى هذا أن الطين أو التراب هو أصل مادة الأرض أو الكون أم أنه فقط جنس المادة التي خلق منها الإنسان ؟
    مثال آخر : قوله تعالى : و الله خلق كل دابة من ماء . و قوله : و جعلنا من الماء كل شيء حي، فهل هذا ينفي كون الإنسان مخلوق من التراب أولا أم يدل فقط على مرحلية الخلق و كذلك قوله تعالى عن خلق السموات و الأرض من دخان فهذا دال على مرحلية أيضا، قال تعالى : ثم استوى إلى السماء و هي دخان فقال لها و للأرض اتيا طوعا أو كرها. الآية

    ثم ليس في الآية ما يدل لغة على أن الدخان كان هو الأصل بل العكس تماما فالآية صريحة في الكلام عن حالة آنية و عن ظرفية مسبوقة بشيء بعبارة ''و هي'' كقوله تعالى في الآية الأخرى : {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا[البقرة : 259]
    أي حال خوائها على عروشها لا أن خوائها كان هو الأصل فيها و حالتها البدئية.
    و قوله تعالى : {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} [هود : 102]
    أي في حال ظلمها و ليس لأن الأصل فيها هو الظلم
    و كذا قوله تعالى : {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس : 78]

    و بالتالي يطرح سؤال علمي منطقي لدينا القرائن العلمية و المنطقية التي تجيب عليه : ''ماذا قبل الدخان ؟''
    العلم نفسه شهد بأن الكون في مرحلة من مراحله كان دخانا أليس هذا تصديقا للقرآن و أن هذا يعطي مصداقية للإكتشافات العلمية أيضا و أنها تأتي بما أخبر به القرآن ، و الدخان أليس ناتجا عن انفجار ، ألست تؤمن بالأسباب العلمية في نشأة المادة و تحولها و أن هذه سنة الله تعالى الثابتة في الكون ؟

    يقول أحد كبار علماء الفيزياء الكونية الدكتور وينبيرغ في كتابه :
    الثلاثة دقائق الأولى، نظرة حديثة لأصل الكون .
    ص 94-108
    & One of the biggest scientists of the universal physics called professor Weinberg in his Book which called :
    The First Three Minutes, a Modern View of the Origin of the Universe
    pg 108-94

    يقول : "إن علم الفلك الحديث، النظري منه والقائم على الرصد يدل بوضوح و جلاء أنه في نقطة زمنية محددة لم يكن الكون فيها سوى سحابة من دخان."

    و يقول قول العالم ستيفن هوكينج يقول في هذا الفيديو الدقيقه 12:39 we are made of " smoke of big bang
    وبالعربية " لقد صنعنا من دخان البيغ بانغ"

    و قد ثبت علميا أن الإنفجار وحده يولد الدخان و أنه إنما يتشكل بفعل انفجار ، يقول الدكتور الكحيل على موقعه : في بحث بعنوان Supernovae Produce Dust More Efficiently Than Previously Thought يتحدث الكاتب عن اكتشاف عظيم لأول مرة عام 2003 ويعتبره حلاً للغز الغبار الكوني، ويقول:

    We have just discovered that some supernovae have bad habits – they belch out huge quantities of smoke, known as cosmic dust. This solves a long-standing mystery over the origin of cosmic dust and suggests that supernovae, which are exploding stars, were responsible for producing the first ever solid particles in the Universe.

    وهذا يعني أننا اكتشفنا للتو أن الانفجارات النجمية تنشر كميات هائلة من الدخان الذي يدعى الغبار الكوني، وهذا يحل لغزاً استمر طويلاً حول هذا الغبار ومنشئه، حيث إن هذه الانفجارات هي المسؤولة عن إنتاج أول جزيئات صلبة في الكون!
    ...
    في بحث نشر على مجلة الطبيعة Nature تبين أن الكون في بدايات خلقه (عندما كلن عمره أقل من مليار سنة) أنتج كمية هائلة من الدخان الذي يسميه العلماء الغبار الكوني من خلال الانفجارات التي يسميها العلماء السوبرنوفا. لقد كان الدخان هو أول منتج صلب للكون ومنه تشكلت الكواكب والأرض والشمس.. انتهى من موقع الكحيل

    أقول : و ثبوت ما أثبته العلم هنا يعني أن الله تعالى هدى العلماء بعلمهم إلى رؤية آياته و معرفتها كما وعد ليبين للناس أن ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم هو الحق. فلا داعي لمحاولة الإعتراض على كل نظرية علمية أو لكل ما توصل إليه العلم من حقائق خاصة فيما يتعلق بالخلق المادي للكون فهذا يمكن أن يُتوصل إليه بالدلالات و القرائن و التجارب و الحسابات العلمية الفيزيائية و الرياضية و الفلكية و ثبت قرآنيا و علميا و بالتوافق بين العلم و القرآن في غيرما مناسبة أنه ليس بمستحيل فلا داعي لإنكاره و حشره في زاوية الظنون و التخرصات. خاصة و أن الله تعالى حثنا على النظر في الكون و استكشاف آياته بل و وعد بأنه سيبينها لنا و يرينا إياها بقوله :
    ﴿سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)﴾. [ سورة فصلت ]
    و قوله تعالى : {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)} [ سورة النمل].


    و استدلالك بالآيتين خطأ
    يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)
    قد أخطأ نعم لكن المفسر أيضا قد يخطأ و قد يتبنى تفسيرا مرجوحا و قد يعتمد على دليل غير قطعي كحديث ضعيف أو صحيح لكن لا يخصص عموم الآية كما سنبين.
    و على العموم فالمفسرين إنما يتبعون الدليل و العلم الذي انتهى إلى مسامعهم و فوق كل ذي علم عليم، و الدليل القرآني يُستشهد فيه بعموم اللفظ طالما لم يرد نص قطعي يفيد الخصوص القطعي من القرآن أو من السنة بل ربما جاءت الآية بخصوص فاستُدل بها على العموم و قد كان هذا من النبي صلى الله عليه و سلم نفسه كما سنرى، و منها أنه عندما لا يرد وجه وحيد من وجوه التفسير بحيث لا يكون هناك إجماع أو قطع فالأمر فيه سعة و مرده إلى احتمالات اللفظ المتوافقة مع معاني اللغة الشاسعة التي نزل بها القرآن :

    يقول الشيخ خالد بن عثمان السبت في سلسلة '' المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير '' :
    فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر هذه الآية على المنبر كما في هذا الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد، وهو حديث ثابت صحيح: (إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غُرْلاً) يعني: غير مختونين، ثم قرأ هذه الآية: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أوردها في هذا السياق، بمعنى أن الإنسان حينما يبعث يبعث كما ولدته أمه، إن كان فقد عضواً في حياته يرجع إليه، ليس عليه ثياب، ولا معه متاع ولا غير ذلك، كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ فالآية في ظاهرها وعمومها تشمل هذا المعنى، وإن كان قد يتبادر إلى الذهن أنها سيقت أولاً لتقرير مسألة البعث، ولذلك ذكرت في القواعد قاعدة وهي: أن الآية قد ترد في سياق فتدل على معنى، ولكنها قد تحمل على غيره مراعاةً لعموم اللفظ، وإن كان السياق في معنى معين، مثل لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ سورة التوبة:108، سياق هذه الآية في مسجد قباء، لكن لما اختصم الرجل العوفي والآخر الخدري، العوفي يقول: مسجد قباء، والخدري يقول: مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: (هو مسجدي هذا)([3])، مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن لا ينفي ذلك عن مسجد قباء، ولكن ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- الأحق، وهكذا في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما أيقظ علياً وفاطمة -رضي الله تعالى عنهما-: (ألا تصليان؟) يعني من الليل، فقال علي -رضي الله تعالى عنه-: إن أرواحنا بيد الله متى ما شاء أن يبعثها بعثها، فرجع -صلى الله عليه وسلم- كالمغضب يلطخ فخذه ويقول: (وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا سورة الكهف:54)([4])، مع أن هذه الآية جاءت في الكافرين والمجادلين في الوحدانية والنبوة، والبعث، والوحي، واستدل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا المقام، أخذاً من عموم اللفظ، وإن كان السياق في معنى، فهنا هذه الآية السياق في قضية تقرير البعث، والنبي -صلى الله عليه وسلم- ذكرها في صفة حشرهم، فالعموم يشمل هذا جميعاً، وهذا يفيد في مسألة توسيع المعاني، والعلم عند الله -عز وجل. انتهى

    هذا و قد قال الشيخ خالد السبت في مطلع تفسير الآية : من أهل العلم من يقول: إن المراد بقوله -تبارك وتعالى-: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ أن السماء لما تطوى ويحصل ما يحصل كما قال الله -عز وجل-: يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ سورة إبراهيم:8، قالوا: إن الإعادة كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ معناها إعادة هذا الخلق بعد الطي، والمشهور أن هذه الآية إنما هي في إعادة الخلق من جديد بعد أن تفرقت أبعاضهم وأجسادهم في التراب. اهـ

    و هو الوجه الذي ذهبنا إليه و يؤيد رجحانه وجود خلاف بين المفسرين حول معنى آية الطي نقله الإمام الطبري في تفسير الآية بقوله :
    فقال تعالـى ذكره: { كمَا بَدَأْنا أوَّلَ خَـلْقٍ نُعِيدُهُ } فـالكاف التـي فـي قوله: { كمَا } من صلة { نعيده } ، تقدّمت قبلها ومعنى الكلام: نعيد الـخـلق عُراة حُفـاة غُرْلاً يوم القـيامة، كما بدأناهم أوّل مرّة فـي حال خـلقناهم فـي بطون أمهَاتهم، علـى اختلاف من أهل التأويـل فـي تأويـل ذلك. وبـالذي قلنا فـي ذلك قال جماعة من أهل التأويـل، وبه الـخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلذلك اخترت القول به علـى غيره. اهـ
    و قلما يقول الطبري مثل قولته هذه بخلاف قوله المعهود ''و بالذي قلنا قال أهل التأويل'' ما يدل على وجود خلاف واسع حول فهم الآية طالما أنها جاءت في سياق البعث و أحوال القيامة عموما كآيات أخرى تصف ما يؤول إليه الكون بما يحتويه.

    و قد حكى الطبري وجها آخر في تفسير الآية ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما و يؤيد ما ذهبنا إليه باعتبار إعادة الكون إلى أصله، فقال :
    وقال آخرون: بل معنى ذلك: كما كنا ولا شيء غيرنا قبل أن نـخـلق شيئاً، كذلك نهلك الأشياء فنعيدها فـانـية، حتـى لا يكون شيء سوانا.اهـ

    و لاحظ ''بل'' هذه و هي حرف إضراب فقد عمل لها الطبري حسابا كما في مطلع تفسير الآية.

    و قد ذكر ابن كثير هذا الوجه و كذا القرطبي قال : وقال ابن عباس: المعنى نهلك كل شيء ونفنيه كما كان أوّل مرة؛ وعلى هذا فالكلام متصل بقوله: { يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ } أي نطويها فنعيدها إلى الهلاك والفناء فلا تكون شيئاً.
    و إلى هذا القول ذهب الزمخشري و الرازي و الشوكاني أصحاب أمهات التفسير و غيرهم قولا واحدا و زادوا في بيانه وفق ما ذكرنا حتى إنهم لم يستشهدوا بالقول المخالف كأنهم اكتفوا بدلالة اللغة و عموم القرآن.
    بل ذهب البيضاوي و هو أيضا من أصحاب أمهات التفسير إلى أبعد من ذلك فوافق ما قلناه ، قال في قوله تعالى : { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } أي نعيد ما خلقناه مبتدأ إعادة مثل بدئنا إياه في كونهما إيجاداً عن العدم، أو جمعاً بين الأجزاء المتبددة.اهـ

    و على أي فأحد الوجهين الواردين عن السلف في تفسير الآية دال على ما نقول و هو إعادة خلق السماء و الكون عامة كما كان و بما أن العلم الحديث أكده و أثبته من خلال نظرية انكماش الكون و انهياره على نفسه إضافة إلى نظرية الكون المسطح المتوافقة تماما مع معنى الآية فهو الأرجح عندنا.

    و هناك قاعدة سلفية يجب أن نأخذها بعين الإعتبار في فهم الكتاب العزيز من خلال المكتشفات العلمية الحديثة، بناء على ما تقرر من أن القرآن الكريم نفسه كما أسلفنا أخبرنا بأن الله تعالى سيرينا آياته في الأنفس و في الآفاق و أنه سرينا آياته فنعرفها و هي بالتأكيد الآيات التي لم يسع الأوائل معرفتها و لا رؤيتها و اختلف المفسرون حول دلالتها القطعية ، و قد رأينا اليوم بل أرانا الله تعالى و أرى الملحدين الكافرين كثيرا من الآيات التي لا خلاف في قطعية دلالتها التوافقية مع العلم الحديث كآيات خلق الأجنة و كآية البرزخ و الأمواج الداخلية و آية السحب و آية الجبال و آية الدخان و أن الكون كان في مرحلة ما دخانا و هي الصفة الدقيقة بل الأدق التي أعطاها العلماء اليوم للكون بعد مرحلة الإنفجار و قد استشهدنا على ذلك من المواقع و الروابط و المقالات العلمية بما يكفي، و كذا آية توسع السماء و هنا يبدو أنك أبعدت النجعة أيضا أخي مسلم بمحاولتك إبطال أحد وجوه الآية بالإعتمام على تفسير الإمام الطبري مع أنه نفسه نقل أقوالا تفيد الإختلاف حول معنى التوسع المراد و هو كما قلنا خلاف تنوع لا خلاف تضاد تستوعبه أساليب القرآن و معانيه الشاملة المعجزة المتجددة و الدالة على أبعد ما اكتشفه العلم و ما سيكتشفه بصفة قطعية.

    و شاهد آخر آية طي السماء التي نحن بصددها و هذان رابطان لبيان ذلك :

    ناسا تشهد بصدق القرآن الكريم
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E1%DF%D1%ED%E3

    http://www.kaheel7.com/ar/index.php/...04-19-16-25-16

    و القاعدة هي أنه ما دام هناك سعة في المعنى فلا مشاحة بل لا يكون الرأي إلا مع الدليل العلمي المباشر للتأويل الذي يأتي بمعنى التحقق و هو المشاهدة أو التجربة أو النظرية المدعومة بالحساب الدقيق خاصة مع غياب التعارض بحيث يكون الخلاف للمشهور من التفسير لا يكون خلافا للمقطوع به أو المجمع عليه و إنما فقط خلاف تنوع يعضده الدليل و ليس خلاف تضارب و تضاد.

    و قاعدة أخرى تخص التفسير العلمي للقرآن الذي نقول به و هي قاعدة سلفية بحمد الله و هي أن أي تفسير علمي يجب - إلى جانب مراعاة عدم التعارض مع اللغة و الوحي نفسه - أن ينبني على الحقائق العلمية أو أصح النظريات العلمية و أقواها حججا و هي تلك المدعومة بحقائق علمية و هذا شرط هام معلوم تقرر عند العلماء عامة لأجل فهم القرآن فهما سليما و غير مخل بمنهجية التفسير و قواعده.

    و أما ما نحن بصدده فننصح بهذه المراجع للإلمام بآخر ما توصل إليه العلم في مسألة نهاية الكون و الذي أشارت إليه الآية في سياقها العام :

    الانهيار الكوني
    http://kaheel7.com/pdetails.php?id=1113&ft=2

    نهاية العالم – تمدد الكون في القرآن
    http://www.atheerknow.com/2015/08/bi...xy-system.html

    و الله الموفق و هو أعلى و أعلم

  14. افتراضي

    شكرا للاخ القادري والدكتور قواسمية والاخ مسلم
    وارجو توضيح قضية الكون الدوري او المتذبذب لان الملحدون يتمسكون بها لاثبات ازلية الكون وارجو بيان مصادر رسمية علمية لا تعترف بهذه النظرية ان كانت فعلا لم تلاقي قبول علمي
    ومن ناحية اخرى يدعون ان الانفجار الكبير حصل من مادة اساسية ازلية كانت ساكنة او في موت حراري نتيجة لكون سابق وهكذا يتوالى الموت الحراري والانفجارات الى مالا نهاية
    ارجو وضع مصادر علمية تؤيد هذا او ترفضه
    وشكرا

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأخ قاصد الحق بلغك الله مقصدك
    هو كما قلت لك الأصل ان الملاحدة مطالبون بتقديم الدليل لأنهم هم من إحتجوا بالنظرية و اقول لك إلى الآن لا يوجد دليل واحد على صحة نظرية الكون الدوري أو المتذبذب و حتى على فرض أنهم أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أن النظرية صحيحة و انى لهم هذا فهذا لا يعني أبدا أن الله غير موجود
    -إن القول بقدم العالم مع أنه قول باطل إلا أنه لا يلزم منه نفي وجود الله ، وذلك أن قدم العالم إنما ينفي تفرد الصانع بصفة القدم لا وينفي الصانع نفسه ، فيحتاج نفي الصانع إلى أمر زائد على إثبات قدم العالم ، وهو ما لا يثبت بمجرد نفي حدوث العالم
    ناصر الشريعة
    أخي أنصحك أن تكف عن محاورة الملحدين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء