و انت بارك الله فيك أخي الكريم علما و أني لا أنفي الإعجاز العلمي و لا أنفي الإجتهاد و لكن أنبه على الخلل المنهجي في نظريات نشأة الكون و الحياة
قد سبق و بينت للأخ الدكتور قواسمية في موضوع سابق الخلل في نظرية الإنفجار الكبير و الذي يمنعنا من قبولها و كل ما في جنسها من النظريات و كان مما قلت
و هذا الخلل الفلسفي هو اصل كثير من نظريات نشأة الكون و الذي نبهت عليه اكثر من مرة فلا يكفي صحة النموذج الفيزيائي للجزم بصحة النظرياتالقول بنموج الإنفجار الكبير لا دليل عليه إلا كما قلت تأويل لرصد إنزياح الطيف الضوئي لا أكثر و لكن هناك إشكالات أخرى تحيط بالنظرية من الناحية الفلسفية مثل إستطراد القوانين الطبيعية فهل القوانين الطبيعية بدأت بعد الإنفجار أم قبله و كلا القولين به مشاكل فالقول بإستطراد القوانين قبل الإنفجار يعني القول بازلية العدم قبل الإنفجار الكبير (دهرية العدم او دهرية الجوهر) و كلا الفرقتين تسقطان الإستدلال بنموذج الإنفجار الكبير على حدوث الكون و المادة و القول بحدوث القوانين بعد الإنفجار الكبير يسقط الإستدلال بإنزياح الطيف الضوئي على نموذج الإنفجار الكبير لان الإنزياح الضوئي قائم على قوانين هي من الأساس حادثة بعد الإنفجار يعني لم تكن موجودة وقت الإنفجار
ثم اخي لم اقل ابدا أن نسقط هذا الرأي على كافة المجالات بل لا يصح ذلك أصلا و لما امكننا ان نخطو خطوة في العلم و لكن التنبيه على أن إعمال مبدأ الإستمرارية لا يجوز إسقاطه على حدث النشأة و إلا وقعنا في معتقد الدهرية فتنبه
و من قال ذلك اخي الكريم و هل رد نظرية لخلل منهجي في نموذجها يجعلنا بهذا نرد امر الله عز و جل بالنظر في آيات الله في الكون أليس النظر في دقة خلق الإنسان و الحيوان و النبات بما فتح الله علينا من العلم نظرا في آيات الله أليس النظر في تصريف أحوال البشر بما يحير فيه عقل البشر أليس تدبرا في خلق الله ...لا يصل بنا ذلك إلى تعطيل العمل بما أمرنا الله به من النظر في الكون و في آياته القريبة و البعيدة و بالتالي إلى الإخلال بمنهجية التفسير و أصوله المتفق عليها ذاتها
يبدو اني فهمت خطأ بخصوص تفسيرك للعدم
بقيت مسألة الثقوب السوداء فتبقى في إطار النظرية و استعمالها يجب أن يكون بحذر
أظنقد خانك التعبير في قولك
و الاولى ان تقول و دليلنا المنطقي على ذلك هو أن الكون المعلوم ليس هو الوجود المطلق فهناك الذات الإلهية و عوالم الغيب التي أوجدها الله في العدم قبل خلق السموات و الأرض كالعرش و غيره و إنما أوجدها في العدم المطلق الذي لا يحيط به علما إلا الله و لا يستطيع العقل الإنساني و العلم البشري الإحاطة به و لا نكرانه البتة.و دليلنا المنطقي على ذلك هو أن الكون المعلوم ليس هو الوجود المطلق و إلا فهو يحتوي الذات الإلهية و عوالم الغيب التي أوجدها الله في العدم باعتباره مكانا فارغا فراغا مطلقا قبل خلق السموات و الأرض كالعرش و غيره و إنما أوجدها في الكون المطلق أو العدم المطلق الذي لا يحيط به علما إلا الله و لا يستطيع العقل الإنساني و العلم البشري الإحاطة به و لا نكرانه البتة.
ما رأيك
لا إشكال في الأمر و لكن ما الذي يجعلنا نجزم بأن الشيئ الذي كان قبل الدخان هو المنفردة على ما في النظرية من خلل قد وضحته ؟نعم الكون مخلوق من دخان لكن هل ينفي ذلك أن الدخان نفسه خلق من شيء سابق
لو إكتفيت بالاستدلال بآثار الدخان الكوني على ان السموات و الارض كانتا في مرحلة دخان كما جائنا في الذكر لما خالفتك في ذلك و لكن أن تجعل الدخان نتيجة لإنفجار كنفردة على ما النظرية من خلل عظيم فلا اقرك عليه ثم يمكنني أن اقول لك أليس الدخان ناتجا عن إحتراق اليس واردا أيضا اليس الدخان ناتجا عن تفاعل كيميائي اليس ذلك واردا أيضا فما الذي يجعلك تأخذ بفرضية الإنفجار على غيرها ؟العلم نفسه شهد بأن الكون في مرحلة من مراحله كان دخانا أليس هذا تصديقا للقرآن و أن هذا يعطي مصداقية للإكتشافات العلمية أيضا و أنها تأتي بما أخبر به القرآن ، و الدخان أليس ناتجا عن انفجار ، ألست تؤمن بالأسباب العلمية في نشأة المادة و تحولها و أن هذه سنة الله تعالى الثابتة في الكون ؟
يا أخي الآية تتحدث عن يوم القيامة و عن أحداث عظام ستحصل هي بالنسبة لنا في إطار الغيب المطلق لا يجوز ابدا النظر فيها بمعطيات العلم الحديث و إلا كان من يمكننا القول حسب نظرية الإنكماش العظيم و حسب كذا و كذا من القياسات فإن القيامة ستكون عند الوقت الفلاني اليس هذا تدخلا في علم الله و قدرته أليس يمكن أن تكون الساعة بعد شهر أو شهرين او سنة أو سنتين و لا أظن أحدا من القائلين بنظرية الإنكماش يزعم أن ذلك سيكون في الوقت القريب ثم ألا ترى أن النظرية تخالف ما وصلنا من أن الساعة تكون فجأة و ما وصلنا من أخبارها مما يخالف ما عهدناهو على أي فأحد الوجهين الواردين عن السلف في تفسير الآية دال على ما نقول و هو إعادة خلق السماء و الكون عامة كما كان و بما أن العلم الحديث أكده و أثبته من خلال نظرية انكماش الكون و انهياره على نفسه إضافة إلى نظرية الكون المسطح المتوافقة تماما مع معنى الآية فهو الأرجح عندنا.
وفي قوله: وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ خمسة أقوال: أحدها: لموسِعون الرِّزق بالمطر، قاله الحسن. والثاني: لموسِعون السماء، قاله ابن زيد.هنا يبدو أنك أبعدت النجعة أيضا أخي مسلم بمحاولتك إبطال أحد وجوه الآية بالإعتمام على تفسير الإمام الطبري مع أنه نفسه نقل أقوالا تفيد الإختلاف حول معنى التوسع المراد و هو كما قلنا خلاف تنوع لا خلاف تضاد تستوعبه أساليب القرآن و معانيه الشاملة المعجزة المتجددة و الدالة على أبعد ما اكتشفه العلم و ما سيكتشفه بصفة قطعية.
والثالث: لقادرون، قاله ابن قتيبة. والرابع: لموسِعون ما بين السماء والأرض، قاله الزجاج.
والخامس: لذو سعة لا يضيق عمّا يريد، حكاه الماوردي.
زاد المسير ابن الجوزي
و على القول الثاني فلا إشكال عندنا في القول في أن السماء تتوسع و لكن لا يعني ذلك ابدا صحة نموذج الإنفجار الكبير لما وضحت لك من إشكالية إعمال مبدأ الإستمرارية في الماضي
هذا و الله أعلى و أعلم
Bookmarks