المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد محمد حامد
نقلا عن كتاب الاسهام ببيان منهج ابن حزم في تعليل الاخبار , تحت عنوان العلة في المتن :
الحديث الذي اخرجه مسلم في صحيحه [كتاب الصلاة رقم 339] من رواية الوليد بن مسلم: حدثنا الاوزاعي, عن قتادة أنه كتب إليه يخبره عن أنس بن مالك أنه حدثه قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان, فكانوا يستفتحون بـ {الحمد لله رب العالمين} (الفاتحة:2), لا يذكرون: {بسم الله الرحمن الرحيم} (الفاتحة:1) في أول القراءة ولا في آخرها.
ثم رواه مسلم أيضا [كتاب الصلاة رقم 399] من رواية الوليد عن الأوزاعي: أخبرني إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنسا يذكر ذلك.
قال ابن الصلاح في علوم الحديث (ص 72): "فعلل قوم رواية اللفظ المذكور لما رأوا الاكثرين إنما قالوا فيه: فكانوا يستفتحون القراءة بـ {الحمد لله رب العالمين}, من غير تعرّض لذكر البسملة, وهو الذي اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في الصحيح.
ورأوا أن من رواه باللفظ المذكور رواه بالمعنى الذي وقع له, ففهم من قوله: "كانوا يستفتحون بالحمد لله" أنهم كانوا لا يبسملون, فرواه على ما فهم, وأخطأ, لأن معناه ان السورة التي كانوا يفتتحون بها القراءة هي الفاتحة, وليس فيه تعرض لذكر البسملة. وانضم الى ذلك أمور؛ منها: أنه ثبت عن أنس أنه سأل عن الافتتاح بالتسمية؟ فذكر أنه لا يحفظ في شيئا عن رسوال الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم". (الاسهام ببيان منهج ابن حزم في تعليل الاخبار لأبي الفضل بدر العمراني الطنجي – ص 12)
Bookmarks