الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وعلى اله وصحبه ومن تبعه
فأنا اعلم ان كثيرا من المسلمين قياسا على اراء علماء الاثار والحفريات التوراتيين والانجيليين يعتقد اعتقادا جازما بأن الاسرائيليين قد ظهروا فى التاريخ القديم فى منتصف القرن الثانى عشر قبل الميلاد وان خروجهم من مصر كان مصاحبا لعصر الرعامسة،وهذه الرؤية التى يتبناها كثير جدا من المسلمين تناقض شواهد قرأنية بأن فرعون الخروج كان يستخدم الطين لبناء الصروح كفراعنة الدولة الوسطى ولم يكن عنده عجلات حربية بل اتبع بنى اسرائيل بغيا وعدوا ولم يكن له سيطرة على فلسطين حيث هرب موسى عليه الصلاة والسلام الى مدين وهذه الرؤية تناقض المؤرخين الكبار كمانيتون المصرى الذى اكد أن قصة ابن الماء(موسى) هى قصة حقيقية من الدولة الوسطى وأن الهكسوس او الهاكوشاسو او ملوك الرعاة هم من نسل بنى اسرائيل وهذه الرؤية ايضاتتناقض مع الكشوفات الاركيولوجية التى اكدت أن احداث فتح فلسطين على يد يوشع بن نون وتدمير اريحا وفتح اورشاليم كان معاصرا للهكسوس وكذلك الحقائق الاركيولوجية فى ارض مصر التى اثبتت ان النبى يوسف عليه السلام كان معاصرا للدولة الوسطى وفى عاصمتها اللشت بالفيوم ومازال بحر يوسف بالفيوم يحمل اسمه إلى الأن،وانا اعلم ان كثيرا من الناس من الافاضل وممن نثق بغيرتهم على الاسلام العظيم سيرفض هذه المقدمة ولكننى لا ارجع عن قول الحق مهما كان ثمنه، ولكن فى هذا الموضوع نطرح اسئلة تتعلق بموضوع اخر غير موضوع الخروج وإن كان يخص بنى اسرائيل الا وهو المملكة الموحدة التى اسسها طالوت رحمه الله،او شاول فى القصة التوراتية فقد بذل الصهيونيون جهودا رهيبة ولجئوا لتزييف التاريخ وانفضحوا فلم يستطيعوا قط اثبات اى دليل حقيقى أن المملكة الاسرائيلية بملوكها طالوت وداوود وسليمان كانوا فى فلسطين التاريخية خصوصا فى القرنين الحادى عشر والعاشر قبل الميلاد مما دعا أهل الزيغ والضلال للتشكيك فى حقيقة ملك النبى سليمان عليه الصلاة والسلام واثناء قراءة التاريخ وايضا قراءة العهد القديم نجد فقرة عجيبة تقول بأن مملكة بنى اسرائيل كانت تضم الاشوريين ففى الاصحاح الاول من سفر صموائيل الثانى نقرء:
8وَأَمَّا أَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرٍ، رَئِيسُ جَيْشِ شَاوُلَ، فَأَخَذَ إِيشْبُوشَثَ بْنَ شَاوُلَ وَعَبَرَ بِهِ إِلَى مَحَنَايِمَ، 9وَجَعَلَهُ مَلِكًا عَلَى جِلْعَادَ وَعَلَى الأَشُّورِيِّينَ وَعَلَى يَزْرَعِيلَ وَعَلَى أَفْرَايِمَ وَعَلَى بَنْيَامِينَ وَعَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ.
وبالعودة الى تاريخ مملكة اشور وهى مملكة سامية قديمة عريقة فى التاريخ نجد عصرا اسمه العصر الاشورى الوسيط ولى عدة اسئلة بشأنه
السؤال الاول:اسماء ملوك العصر الاشورى الوسيط هم بالترتيب:اشور اوباليط ثم انليل انرارى ثم اريك دئن ايلى او ادريمى ثم ادد نيرارى ثم شلمناصر
وهذه الاسماء تشبه كثيرا اسماء الملوك الاسرائيليين بدقة شديدة فاشور اوباليط لو حذفنا اشور الذى كان مجرد لقب يضاف للاسم لصار اوباليط او طالوت،وانليل انرارى يشبه ابنير بن نير خليفة طالوت وقائد جيشه الذى امسك زمام المملكة وقاوم داوود واما الملك التالى اريك دئن ايلى والاريك هو السلطان او الكرسى الملكى ومعناها "صاحب الكرسى دئن عبدايل" او"صاحب السلطة دئن عبد ايل" او"داوود ذا الايد عبد الله" فنقرء من العهد القديم عن داوود عليه السلام
سفر صموئيل الثاني 3: 10
لِنَقْلِ الْمَمْلَكَةِ مِنْ بَيْتِ شَاوُلَ، وَإِقَامَةِ كُرْسِيِّ دَاوُدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ».
سفر صموئيل الثاني 7: 13
هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ.
سفر صموئيل الثاني 7: 16
وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتًا إِلَى الأَبَدِ».
سفر صموئيل الثاني 14: 9
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ التَّقُوعِيَّةُ لِلْمَلِكِ: «عَلَيَّ الإِثْمُ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ وَعَلَى بَيْتِ أَبِي، وَالْمَلِكُ وَكُرْسِيُّهُ نَقِيَّانِ».
وهناك ملك كنعانى له نفس اسم الخليفة الذى لاريك دئن ايلو وهو الذى تسميه بعض المصادر ادريمى بن ايلليش يشبه اسم ادوارد بن يشى وهو الاسم الارامى او العبرانى لداوود عليه السلام كما أن قصتهما فى العهد القديم والحفريات متشابهة
ttp://www.marefa.org/index.php/%D8%A5%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D9%85%D9%8A
واما ادد نيرارى فهو يشبه ادونيا الاخ الاكبر لسليمان والحاكم الفعلى للمملكة الاسرائيلية عندما شاخ داوود وكان على وشك وراثة العرش لولا مجئ الوحى لداوود عليه السلام بأن يكون الوريث سليمان
واما شلمناصر فمعناها بالسامية القديمة سليمان المنصور او سليمان الفاتح،والسؤال لماذا هذا التشابه؟
السؤال الثانى يستدل الملاحدة على ان التوراة صناعة بشرية بالتشابه الشديد بين بعض المزامير التى للنبى داوود عليه السلام وبين اناشيد اتون للملك المصرى المثير للجدل اخناتون وهناك تشابه بين الاله اتون المصرى والاله ادون العبرانى وهذا يعنى أن احد الطرفين اقتبس من الاخر والمفاجأة أن اخناتون الذى لم يكن له اهتمام بالسياسة كان معاصرا لاشور اوباليت القريب جدا من عصر ادريمى وارسل له ما يشبه برقية تهنئة على اسقاط مملكة ميتان على يديه وكان فى بلاط اخناتون مساعد له اسمه"دودو"او"داوود"ولا يلزم كونه النبى داوود وفوق ذلك اسم القائد الارامى الذى حارب القوات المصرية فى فلسطين زمن اخناتون هو عزيرو وهو نفس اسم لوزراء وكهنة ورجال دولة ذكرتهم التوراة فى عهدى داوود وسليمان والسؤال هل كل هذه مصادفات؟؟
ثالثا نجد فى سجلات مملكة ميتانى ان المملكة فى عهدها الاخير تسمت بإسم خانى جاليات وبحذف خانى يصير امامنا اسم جاليات او جالوت،ولو اخذنا فى الاعتبار ما جاء فى كتب التراث ان طالوت رحمه الله كان يحارب قوم مدين وما جاء من وثائق اركيولوجية تؤكد أن مملكة ميتان كانت تضم الاردن الحالية وشمال شبه الجزيرة العربية فهل ميتان هى مدين؟
السؤال الرابع لماذا لانجد فى التراث الانسانى كله حديث عن استخدام الجن فى البناء والخيل المجنحة ولا حتى فى التراث اليهودى إلا فى التراث الاشورى فقط؟ولا يوجد ذكر لملكة جاءت لزيارة ملك إلا فى الاسطورة الاشورية عن سميراميس وشلمنصر مع ملاحة تشابه اسم سميراميس مع بلقيس ولماذا نتفاجأ بأن كل المدن التى نسبت التوراة بناءها الى سليمان عليه الصلاة والسلام كتدمر واورشليم تم بناؤها فى القرنين الثالث عشر والرابع عشر قبل الميلاد معاصرا للعصر الاشورى الوسيط وتحديدا لعصر شلمناصر الاول؟ وحتى ميناء عصيون جابر الذى عثر عليه الصهاينة اثناء احتلال سيناء وكانوا واثقين أنه الميناء المذكور فى قصة سليمان بالكتاب المقدس ثبت انه ايضا كان قد تم بناؤه فى القرن الرابع عشر قبل الميلاد؟
السؤال الخامس والاخير لماذا تتحدث التفاسير الاسلامية عن سليمان عليه السلام بإعتباره ملكا على الارض لا على فلسطين فالتفاسير تؤكد انه قابل ملكة سبأ بالقرب من الكوفة والتفاسير تؤكد ان سليمان عليه السلام وصل بجيوشه الى كابل فى افغانستان واصطخر فى ايران وهذا لم يحدث فى القصة العبرانية مع ملاحظة ان القرأن الكريم اكد ان سليمان كان يسافر الى الشام وليس من الشام؟
Bookmarks