النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: مـحـمـد شخص عادي أم رسول الله حقًّا ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي مـحـمـد شخص عادي أم رسول الله حقًّا ؟

    قال الجاهلون عن محمد صلوات الله عليه و سلامه إنه دجال ادعى النبوة باطلاً. و معنى دجال : أي مكثر من الكذب و التلبيس و يغطي الحق بالباطل. فهو عندهم :

    شخص عادي ادعى أنه شخص غير عادي ، نبي مرسل من الله
    أتى بكلام عادي – يعنون القرآن – على أنه غير عادي ، كلام الله
    و زعموا أن كل ما نطق به قرآنا أم حديثا أو فعله أو أمر به أو نهى عنه كدين أو أخبر به في هذا السياق مختلق ومؤلف تأليفا أو مقتبس إقباسا أو حاكى فيه الأديان التي سبقته بل العلوم و الحضارات البشرية السابقة و أخذ من كل فن طرف و من كل دين أو معرفة بشرية جزءا فلفّق و فبرك و اختار من هذا و ذاك ما وافق هواه و ترك ما لم يوافق هواه و صبر على ذلك و أصر رغم تكذيب قومه له و جاهدهم عليه حتى ظهر عليهم و اشتهر أمره.

    و هو مع هذا كله – مع اختراع دين عظيم تابعه عليه الملايير - لم يكن له معلم و لا قرأ الكتب و لا أكثر السفر طلبا لعلم (سافر مرتين خارج جزيرة الأميين) و لا قال شعرا أو حفل بمجالس الشعراء كما يحفلون. و لا نسب القرآن لنفسه و كان في الفصاحة و البيان أعلى منزلة من الشعر بما لم يعهد البشر مثيلا له و كان الأجدر و الأولى أن يفخر به.
    و مع الإفتراء العظيم بأنه دجال فهو لم يكذب كذبة ولم يثبت أنه قال خلاف الواقع.
    و لم يقترف جريمة أو حتى أدنى منها بل كان يحذر من الإجرام أشد تحذير و ما هو أقل منه و يأمر بأحسن الأخلاق بل كان كما شهد الناس أحسن الناس أخلاقا فلم يكن أحد أعظم منه أمانة و لا أوفى منه عهدا حتى مع الأعداء و لا أصبر منه على الأذى و لا أحلم على المسيء و لا أطهر منه لسانا عن الفحش أو التأفف أو الشكوى و لا أبعد عن الغضب و مساوئ الغضب و الفجور و الفسوق فعُرف بالبشاشة و طلاقة الوجه في وجه من عرف و من لم يعرف و حين عبس إنما عبس مرة في وجه ابن أم مكتوم الأعمى لسبب وجيه حين جاءه و كان عنده صناديد قريش يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم أقرئني وعلمني مما علمك الله وكرر ذلك فكره رسول الله قطعه لكلامه وأعرض عنه فنزلت الآية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآه يقول مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، ويقول هل لك من حاجة. و قد استخلفه بعد ذلك على المدينة و في ذلك إكرام له بلا شك.
    و قد حكى القرآن عبوسه ذلك ينهاه عنه و يلومه فيه و بالله عليكم هل يلوم دجال نفسه ؟، و قد رفع الله بحسن الأخلاق ذكره في العالمين في كل قرن و في كل أمة بما لم يُعرف به و لا بمقدار عُشر عُشره أحد من الدجالين و لا كانوا أهله بل كانت الفضائح و المطامح و المطامع عنوان سيرتهم و المساوئ و المعايب و الإضطرابات و التناقضات علامة غيهم و ضلالهم و دجلهم و نفاقهم و اتباع أهواءهم و من ثمارهم عُرفوا، و لم يعرف التاريخ حبا كحب أصحاب النبي محمد محمدا صلى الله عليه و سلم و قد كان قبل ذلك يتيما مغمورا في قومه و لا اختص في عشيرته بشيء اشتهر به أو ذكر به دونهم.
    فلم يتصرف صلوات الله و سلامه عليه كما يتصرف الدجالون أو على الأقل كما يتصرف الملوك و أصحاب الشهوات : لم يستعلي على أحد أو طمح في مكسب دنيوي فلم يتكبر بل نهى الناس عن إطرائه أو مجرد القيام له و إنما اختار صحبة ضعاف الناس و مساكينهم على علية القوم حتى كان يعير بذلك كما عيروا نوحا قبله. و كان مغمورا لم يكن له مأرب في الذكر و الشهرة و كان يتحاشى مجالس القوم و لهوهم و لغوهم و شرابهم و قمارهم و سخافاتهم و بذاءاتهم. و لا كان شهوانيا يتخير الأبكار و الحسناوات و إلا لما تزوج بعد خديجة أرملة إسمها سودة بنت زمعة لها ستة أبناء كبيرة السن خلت من ملامح الجمال. و لا مطمع له في الأموال و القصور و الحواشي و الحراس و الخدم بل كان واحدا من الناس لا يبتغي أكثر من قوت يومه و لا أكثر من لبسه و كان يخدم أهله ونفسه فيغسل ثوبه و يخيطه و يخصف نعله و يحلب شاته حتى لقد احتج عليه المشركون بأنه بشر مثلهم يمشي في الأسواق و لا عليه ملامح العظمة و لا يلبس لبوسها و لم يفرق بين غني و فقير و لا بين كبير و صغير و لا بين قوي و ضعيف و لا بيم أبيض و أسود و لا بين أهل قرابته في الحق و العدل و بين أصحابه و عامة الناس.

    قالوا دجال ، و هو يأمر بالصدق سرا و جهرا ليلا و نهارا و يحذر من الكذب و لا يصحب إلا صديقا أو صادقا و لا يتبعه إلا الصادقون الذين اختاروا نقاء عقيدة الإسلام و طهر أخلاق الإسلام على خرافات الشرك و جهالات المشركين.
    قالوا دجال و هو أول المسلمين في كل ما أمر به أو نهى عنه دينا و خلقا فما قال إلا فعل و لا فعل إلا أحسن و فاق الناس في الأفعال فكان أكثر الناس لله ذكرا و أحسنهم له عبادة فكان يقوم لله تعالى إحدى عشرة ركعة كما نزل به القرآن و لو كان دجالا لم يجعل ذلك بحقه فريضة بنص القرآن و بحق غيره نافلة. و كان أحسن الناس جهادا بنفسه و ماله ، فأي كذاب يختار هذا الطريق الشاق الطويل فقط ليثبت للناس أنه عبد الله و رسوله ؟
    ثم ما سر إصراره على دعوة الناس لما دعا إليه بل و تحديه لهم بل و تعرضه للقتل، خصة بعد تكذيبه و إخراجه من بيته و كيد قومه له ، ثم دعوته للملوك و الأسياد و هومنهم على خطر مثلما دعا العبيد و ضعاف الناس و كانت دعوته كل دعوته : لا إله إلا الله ، أعبدوا الله ما لكم من إله غيره و أحسنوا و لا تسيئوا و أعداو لليوم الآخر عُدّته، و إني مثلكم محاسب لا أملك لنفسي نفعا و لا ضرا و لا أدري ما يُفعل بي و لا بكم و لا أستحق على الله شيئا و أنا رسوله إلا أن يتغمدني منه برحمة منه و فضل.

    فصلى الله على محمد خاتم أنبياءه و رسله و إمام الأتقياء و سيد الأبرار و الصديقين و قدوة الشهداء و الصالحين إلى يوم القيامة.
    التعديل الأخير تم 02-10-2017 الساعة 11:22 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء