صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 42

الموضوع: قساوسة في لحظة صدق نادرة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2013
    الدولة
    في حضن الإسلام
    المشاركات
    201
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي قساوسة في لحظة صدق نادرة






    اللهمّ صلّ وسلّم وزد وبارك على نبينا وشفيعنا محمد ،،


    شهادة المطران جورج خضر:

    القرآن الكريم وحي إلهي .





    الأنبياء جميعهم مسلمون :



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هلا ترجمت لنا يا أستاذنا .

    وهذا مقطع انقله من موضوع لك فى منتدى اتباع المرسلين


    https://youtu.be/6FpJH08wh3U
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  3. #3

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا
    هل هناك نسخ عربية و انكليزية من تلك الأفلام؟
    اللهم ارفع علم الجهاد، واقمع أهل الشرك والزيغ والشر والفساد والعناد و الإلحاد؛ وانشر رحمتك على العباد.
    قال سيدُنا علي (رضي الله عنه): الناسُ ثلاثة عالمٌ رباني ومتعلمٌ على سبيل نجاة وهمجٌ رَعاعٌ اتباعُ كُلِ ناعقٍ يميلون مع كُل ريح.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2013
    الدولة
    في حضن الإسلام
    المشاركات
    201
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خطاب أسد الدين مشاهدة المشاركة
    [SIZE=5]
    هلا ترجمت لنا يا أستاذنا .
    على الرّحب و السّعة أستاذنا :

    المقطع الأول :


    المطران جورج خضر المتكلم بإرشاد وتوجيه من الرّوح القُدُس يقول :
    المتكلم في القرآن هو الله نفسه ، القرآن ليس كلامًا بشريّاً ، و هو ليس كلام الرّسول .

    المقطع الثاني :

    الشهادة الأولى : اليهود يسألوننا دائما : هل إله الإسلام هو ذاته و عينه الذي تعبدون ؟؟
    الإجابة هي نعم ، الله هو الإسم العربي للربّ المعبود .


    الشهادة الثانية :
    محمد ( صلّى الله عليه و سلّم ) أعلن منذ البداية أنّه هو خاتم سلسلة الأنبياء المُرسَلين .

    الشهادة الثالثة : المطران جورج خضر المسوق بالروح القُدُس يقول بفصيح اللّسان : عندنا التأكيد الدّائم على كون الأنبياء جميعهم مسلمون : آدم مسلم ، موسى مسلم وعيسى مسلم ( عليهم سلام وصلوات ربّي أجمعين ) . بمعنى أنّ محمّد ( صلّى الله عليه و سلّم ) جاء ليؤكّد الرسالتين السّابقتين .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2013
    الدولة
    في حضن الإسلام
    المشاركات
    201
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أخوكم مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا
    وخيراً جزاكم أخونا الكريم .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أخوكم مشاهدة المشاركة
    هل هناك نسخ عربية و انكليزية من تلك الأفلام؟
    للأسف الشّديد هذه هي النسخ الوحيدة التي بحوزتي ( مترجمة للغة الفرنسية )
    لو يتفضّل أحد الإخوة الأفاضل / الأخوات الفضليات بترجمتها للغة الإنجليزية نكون له من الشّاكرين .

    بارك الله فيكم .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2013
    الدولة
    في حضن الإسلام
    المشاركات
    201
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    في سياق متصل :



    الحاخام ديفيد روزن يقول : اليهودية تعترف صراحة او تلميحا بوجود أنبياء من غير جنس اليهود .
    بصفتي حاخام يهودي أرى أن محمد ( صلّى الله عليه وسلّم ) هو واحد من أعظم هؤلاء الأنبياء الأُمَمِيّين (من غير جنس اليهود)



    و هي ذي أيضاً شهادة أحد أحبار اليهود السامرة :


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2013
    الدولة
    في حضن الإسلام
    المشاركات
    201
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي



    أحد القسُس المتكلّمين بإرشاد و إلهام و توجيه من الرّوح القُدُس - رغم هلع المذيع تلميذ بولُس ومكره الشّديد - يمتدح القرآن الكريم :



    القسّ عينه وذاته في مداخلة تليفزيونية ثانية يقول :

    الإسلام سينتشر ، المسلمون هم من سيرث الأرض !



    نسأله تعالى أن يختم لكلّ كتابيّ منصف بالدّخول تحت عباءة الإسلام العظيم .
    آمين ياربّ العالمين .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك وزادك علما

    و قد وقعت على بعض الشخيات التى اسلمت


    أ_قصة اسلام يوسف استيس

    كنت مسيحيا متفانياً

    و مواطنا من تكساس

    كرهنا كل شيء وأي شيء عن المسلمين

    كما هو المفروض في الغرب

    قيل لنا أنهم لا يؤمنون بالله

    يقدسون صندوقا أسود في الصحراء ويقبلون الأرض خمس مرات يوميا

    المسلمون= إرهابيون، خاطفون، خاطفو طائرات، ووثنيون

    يسألني العديد من الناس عن كيفية دخول قسيس أو واعظ مسيحي إلى الإسلام وخاصة إذا أخذنا في عين الاعتبار جميع الأفكار السلبية التي تقال كل يوم عن الإسلام والمسلمين.

    أود شكر الجميع على اهتمامهم بسرد قصتي المتواضعة.

    في الحقيقة قام رجل مسيحي طيب، بمراسلتي عن طريق البريد الالكتروني وسألني لماذا؟

    وكيف؟ .. تركت الديانة المسيحية ودخلت في الإسلام؟

    لذا ما سوف أسرده الآن هو تقريباً نسخة عن الرسالة التي بعثتها إليه.

    كيف حصل هذا؟

    اسمي يوسف استيس، وأنا الرئيس المسلم العام للمسلمين الأمريكيين برعاية مجموعة من المؤسسات في واشنطون وعلى هذا فإنني أسافر حول العالم لأتكلم واذكر رسالة المسيح المذكورة في القران والإسلام.

    ونحن نقوم بإجراء حوارات وتنظيم مجموعات للنقاش مع جميع المعتقدات ونستمتع بالفرصة المتاحة لنا للتحاور مع الحاخامات والكهنة والقسيسون والوعاظ في جميع الأماكن، اغلب عملنا هو ضمن المؤسسات والجيش والجامعات والسجون.

    هدفنا في المقام الأول هو تعليم وإيصال الرسالة الصحيحة للإسلام ومن هم المسلمون حقاً، بالرغم من أن عدد المسلمين قد زاد ليتعادل مع المسيحية كأكبر ديانة على وجه الأرض إلا إننا نرى العديد ممن يدّعون الإسلام لا يفهمونه بشكلٍ صحيح أو لا يمثلون رسالة السلام والاستسلام وإطاعة الله.

    معذرة، لقد تكلمت عن نفسي كثيراً ولكنني أحاول أن أعطي خلفية عن تجربتي الخاصة لكي تكون ذا فائدة للذين يمرون بنفس التجربة التي مررت بها عند حل بعض القضايا في الديانة المسيحية.

    ما سأقوله قد يبدو غريباً ربما لاختلاف وجهة نظرنا ومفاهيمنا عن الإله والمسيح والنبوة والخطيئة والخلاص، ولكنني في فترة ما كنت على الجانب الآخر كبقية الأشخاص اليوم... دعوني اشرح لكم....

    ترعرعت ضمن عائلة مسيحية محافظة في الغرب الأوسط الأمريكي ولقد شيد أجدادي الكنائس والمدارس في أنحاء هذه البلاد وكانوا أيضاً من أوائل الذين سكنوا هذه المنطقة، أقمنا في هيوستن وتكساس منذ عام 1949 عندما كنت في المرحلة الابتدائية( أنا كبير في السن)!

    لقد عمدت(1) في سن الثانية عشر في باسادينا في ولاية تكساس، وفي فترة المراهقة أردت أن ازور كنائس أخرى لأطلع على تعاليمهم ومعتقداتهم كالطقوس المعمدانية وأعضاء الطائفة البروتستانتية( التي أسسها جون وزلي) وأعضاء الكنيسة الأسقفية البروتستانتية الناصرية وكنيسة المسيح وكنيسة الرب وكنيسة الرب المسيح والإنجيل الكامل وال Agapeوالكاثوليكية وأعضاء المشيخة والكثير غيرهم.

    ألممت بالإنجيل وبحثي في الأديان لم يتوقف عند المسيحية فحسب، بل شملت الهندوسية واليهودية والبوذية والميتافيزيقيا ومعتقدات سكان أمريكا الأصليين لكن الديانة الوحيدة التي لم انظر لها بجدية هي الإسلام- تسألون لماذا؟ سؤال منطقي.



    لقد أصبحت مهتما بأنواع مختلفة من الموسيقى وخاصة الجوسبيل(2) والكلاسيكية أيضا، ولأن أفراد عائلتي متدينون ويحبون الموسيقى كان من الطبيعي أن ابدأ دراساتي في هذين الحقلين وبفضل هذا تبوأتُ منصب قسيس الموسيقى عند كثير من الكنائس التي التحقت بها عبر سنتين.

    بدأت ادرس كيفية استخدام المفاتيح الموسيقية في عام 1960 وبحلول عام 1963امتلكت استوديوهات قي لوريل وماري لاند سميتها " استوديوهات استيس الموسيقية"، عبر الثلاثين سنة الماضية قمنا أنا ووالدي بمشاريع عدة وكانت لدينا برامج للترفيه كإقامة العروض ومتاجر للبيانو والاورغن بدءً من تكساس وأوكلاهوما إلى فلوردا. جنيت الملايين من الدولارات في هذه السنوات ولكنني لم أجد السلوى ولا الاطمئنان الذي لا يكون إلا بمعرفة الحقيقية وإيجاد الطريق الصحيح للخلاص، إنني متأكد من انك قد سألت نفسك" لماذا خلقني الرب؟وماذا يريدني أن افعل"؟ أو" من هو الرب بالتحديد؟ لماذا نؤمن بالخطيئة الأصلية"؟ "لماذا يجبر أبناء آدم على تحمل أخطاءهم؟ وبالتالي يعاقبون للأبد...

    ولكن إذا سالت أي شخص هذه الأسئلة فانه في الغالب سوف يخبرك انه يتوجب عليك أن تؤمن بهذه الأشياء من دون سؤال أو أنها لغز غامض لا يُعرف حله، ولنأخذ مصطلح التثليث

    فإذا طلبت من الوعاظ والكهنة أن يعطوك فكرة عن الكيفية التي يصبح " الواحد" يساوي "ثلاثة" أو عدم استطاعة الرب الذي بيده كل شيء وقادر على كل شيء أن يغفر خطايا البشر، عوضاً عن ذلك يصبح رجلاً وينزل إلى الأرض ليعيش كالبشر ثم يتحمل جميع أخطاء الناس دون أن ننسى انه خالق الكون ويستطيع أن يفعل ما يشاء.

    إلى أن جاء يوم...

    كان ذلك في عام 1991 عرفت فيه أن المسلمين يؤمنون بالتوراة والإنجيل، أصابتني الدهشة كيف يعقل هذا ! ليس هذا فحسب بل إنهم يؤمنون بالمسيح وأنه:

    _ رسول حق بعثه الرب

    -نبي

    -ولادته معجزة حيث انه ولد بدون أب

    -تُنبأ بظهوره في التوراة

    -رفع إلى السماء

    هذا ما لم استطع تصديقه خاصة أن المبشرين الذين كنا نسافر معهم يبغضون المسلمين والإسلام لدرجة أنهم لفقوا كلاماً مشيناً عن الإسلام حتى يرهبوا الناس، ولهذا لم أحبذ فكرة الاختلاط بهؤلاء" المسلمين". كان والدي شديد الفعالية في دعم أعمال الكنيسة وخاصة البرامج المدرسية للكنيسة وتم تنصيبه قساً في السبعينات، عرف هو وزوجته ( زوجة أبي) العديد من المبشرين والوعاظ في مجال التلفاز حتى أنهم زاروا اورال روبرتز وساهموا في بناية برج العبادة في مدينة تيولا وكانوا من اشد المؤيدين لجيمي سواجرت، تامي وجيم بيكير، جيري فول ويل، جون هاقي.

    عمل أبي وزوجته في تسجيل الأشرطة التبشيرية وتوزيعها مجاناً على منازل المتقاعدين والمستشفيات ودور العجزة وفي عام 1991 بدأ أبي العمل مع رجل قدم من مصر وطلب مني أن أقابله فخطرت ببالي الأهرامات وأبو الهول ونهر النيل... بعدها ذكر والدي انه مسلم، لم اصدق ما سمعته مسلم !مستحيل. ذكرته عن الأشياء التي سمعناها عن هؤلاء الناس وأنهم إرهابيون وخاطفو طائرات ومفجرون... من يدري ماذا ايضا

    أضف أنهم لا يؤمنون بالرب ويقبلون الأرض خمس مرات يومياً ويقدسون صندوقا اسوداً في الصحراء ! لم أشأ أن أقابل هذا المسلم ولكن والدي أصر على ذلك وطمأنني أن الرجل طيب جدا، في النهاية انصعت لمقابلته ولكن على شروطي

    حدد الموعد يوم الأحد بعد انتهاء الصلاة في الكنيسة وكنت كعادتي حاملا للكتاب المقدس تحت ذراعي والصليب متدلي على صدري وعلى راسي قبعة مكتوب عليها المسيح هو الرب، رافقتني زوجتي وابنتاي وكنا مستعدين لأول مواجهة مع المسلم. عندما دخلت المتجر سالت والدي:" أين المسلم"؟ وأشار إلي انه هناك، نظرت إليه حائراً وقلت في نفسي مستحيل أن يكون هذا هو الرجل المسلم كنت أظن أنني سأرى رجلاً ضخماً يرتدي رداءً فضفاضاً وعمامة على رأسه، ذا لحية طويلة تصل إلى قميصه وحواجب كثة تغطي جبينه.هذا الرجل بدون لحية ليس لديه شعر في رأسه أصلاً يميل إلى الصلع وودود، حياني بتحية دافئة ومصافحة هذا لا يعقل اعتقدت أنهم إرهابيون ومفجرون ما الذي أراه هنا؟ يجب أن أنقذ هذا الشخص سريعاً من الضلال الذي هو فيه لذا بعد مقدمة سريعة سألته:

    هل تؤمن بوجود الرب؟

    قال: نعم

    (جيد )!

    هل تؤمن بآدم وحواء؟

    نعم

    ماذا عن إبراهيم؟ وتضحيته بابنه لأجل الرب؟

    نعم

    وعن موسى والوصايا العشر وحادثة شق البحر؟

    نعم

    ( حسنا هذا سيكون أسهل مما توقعت)

    إن تنصيره أمر لا يتطلب جهداً وأنا الشخص المناسب لفعل ذلك !

    لقد أدخلت العديد إلى المسيحية ولكن هذا سيكون إنجازاً كبيراً بالنسبة لي أن انصر واحداً من هؤلاء المسلمين. سألته إذا كان يحب أن يشرب قدحاً من الشاي فوافق، أخذته إلى مقهى صغير لنجلس ونتحادث عن موضوعي المفضل" المعتقدات" تحدثنا طويلاً( كنت أنا المتكلم اغلب الوقت) وأدركت انه مستمع جيد، لطيف وهادئ وخجول بعض الشيء استمع إلى كل كلمة قلتها ولم يقاطعني مرة واحدة أحببت هذا الرجل وفكرت أن لديه إمكانات جيدة ليصبح مسيحياً صادقاً ولم يخطر ببالي أنه هناك تغيرات قادمة ستحدث أمام عيني وأنها في طريقها إلي.



    في البداية وافقت على أن اعمل مع الرجل حتى أنني تحمست لفكرة سفره معي للعمل في ولاية تكساس، خلال رحلاتنا تكلمنا عن المعتقدات المختلفة للناس وتحينت هذه الفرصة لوضع أشرطتي المفضلة عن العبادة والشكر لكي تهدي هذا الرجل المسكين وأيضاً عن مفهوم الرب ومعنى الحياة والهدف من الخلق، وعن الأنبياء ومهماتهم وكيف أن مشيئة الرب فوق البشر وعرض كل منا تجاربه وأفكاره على الآخر. في يوم من الأيام عرفت أن صديقي محمد سوف ينتقل من منزله الذي يتشارك فيه مع صديق له ليمكث في المسجد لفترة مؤقتة فذهبت إلى والدي وسألته إذا أمكن دعوة محمد ليعيش في منزلنا في القرية وبذلك يستطيع أن يساعدنا في العمل ويشاركنا في النفقات والاهم يكون متواجداً إذا أردنا أن نسافر، وافق والدي وانتقل محمد وبالطبع داومت على زيارة أصدقائي الوعاظ والمبشرين الذين يقطنون في ولاية تكساس احدهم يعيش على الحدود ما بين تكساس والمكسيك والآخر قرب حدود أوكلاهوما.

    احد الوعاظ كان يملك صليباً خشبيا ضخماً يحمله على كتفيه حتى يصل به إلى الطريق العام وكان الناس يوقفون سياراتهم ويسألونه ما الأمر فيعطيهم منشورات وكتيبات عن الديانة المسيحية، جاءت فترة أصيب صديقي فيها بأزمة قلبية ونقل إلى مستشفى فيتيرانس اعتدت أن أزوره عدة مرات في الأسبوع مصطحباً محمد معي لنتحاور في موضوع الديانات والمعتقدات ولكن صديقي لم يكن مهتماً وكان من الواضح انه لا يريد أن يعرف أي شيء عن الإسلام، وفي يوم من الأيام قدم الرجل الذي يشارك صديقي في الغرفة بكرسيه المتحرك اقتربت منه وسألته عن اسمه رد علي: هذا لا يهم عاودت الكرة وسألته من أين هو فقال من كوكب المشتري عندها قلت لنفسي هل أنا في قسم الأمراض القلبية أم العقلية !

    أدركت أن الرجل مصاب بحالة اكتئاب ويشعر بالوحدة وانه محتاج إلى الصحبة لذا حدثته عن الرب وقرأت له عن النبي يونس في العهد القديم وكيف أن الخالق بعثه إلى قومه ليهديهم إلى الطريق الصحيح وعندما لم يستمعوا إليه تركهم وركب سفينة ليبتعد عنهم، بينما هم في عرض البحر هبت عليهم عاصفة قوية كادت أن تهلكهم فرمى طاقم السفينة يونس في البحر فالتقمه الحوت وغاص إلى الأعماق وبقي لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالي في جوفه ولكن بفضل رحمة الرب أمر الحوت أن يتركه على جزيرة ليعود إلى قوم مدينة نينوى والمغزى الذي نستفيد منه هو أننا لا نستطيع الهروب من مشاكلنا لأننا نعلم أن الرب محيط بنا، بعدما انتهيت من رواية القصة رفع الرجل بصره إلي واعتذر عن تصرفه الفظ واخبرني انه يمر بظروف صعبة وانه يريد أن يعترف لي بشيء قلت له إنني لست قسا كاثوليكيا وليست مهمتي الأخذ باعترافات الناس فقال:" إنني اعلم ذلك فانا قسيس كاثوليكي" ! صدمت فها أنا ذا أحاول أن أعظ قسيساً ماذا يجري بحق السماء ! قال لي القسيس انه مبشر للكنيسة منذ اثنتا عشرة سنة في جنوب ووسط أمريكا ومنطقة المكسيك ونيويورك، حينما خرج من المستشفى أراد أن يجد مكانا للنقاهة فبدلا من المكوث مع عائلة كاثوليكية اقترحت أن يأتي ليسكن مع عائلتنا ومحمد في القرية وانتقل على الفور. خلال الرحلة تكلمت مع القس على المعتقدات الإسلامية ولدهشتي الشديدة شاركني الرأي وتكلم معي عن الإسلام وزودني بمعلومة غريبة وهي أن القساوسة الكاثوليكيين يدرسون الإسلام وان بعضهم يحملون شهادات دكتوراه في هذا المضمار. بعد استقرارنا في المنزل أصبحنا نجتمع حول مائدة الطعام بعد العشاء كل ليلة لمناقشة الديانات، والدي كان يحضر نسخة الملك جايمز للكتاب المقدس وأنا لدي النسخة المراجعة أما زوجتي فلديها نسخة أخرى وبالطبع فان القس يملك النسخة الكاثوليكية والتي تشتمل على سبعة كتب بداخله ويوجد أيضا كتاب للبروتستانت والنتيجة أننا أمضينا معظم الوقت نقرر أي منها هو الصحيح أو الأكثر صحة بدلاً من أن نقنع محمد ليصبح مسيحياً !

    أتذكر أنني سالت محمد كم عدد نسخ القرآن على مر أربعمائة وألف سنة الماضية أجابني انه قرآن واحد فقط لم يتغير قط وقد حفظه مئات من صحابة رسول الله وانتشر في بلدان مختلفة وحفظه الملايين من الناس وعلموه آخرين بدون أي أخطاء، هذا لم يبدو معقولا بالنسبة لي لان اللغات الأصلية للكتاب المقدس هي لغات قديمة وغير مستخدمة لقرون أما الكتب الأصلية فقدت من مئات السنين فكيف تم نقل القرآن كاملا بهذه السهولة. جاء القس وسأل محمد حول إمكانية أخذه إلى المسجد ليرى ماذا يوجد هناك وعند عودتهما لم نستطع الانتظار حتى نسأل القس عما رآه وكيفية طقوسهم الدينية، قال بأنهم لم يفعلوا شيئا فقد رأى المسلمين يؤدون الصلاة ويغادرون بعدها قلت مستغربا: ذهبوا من دون إلقاء أي خطب أو غناء؟ قال نعم. وبعد مضي بضعة أيام سال القس محمد مرة أخرى أن يصطحبه إلى المسجد ولكن هذه المرة لم تكن كسابقتها تغيبوا لفترة طويلة جاء الليل وبدأنا نقلق من أن مكروها أصابهم وأخيرا رأيناهم عند الباب وفورا عرفت محمد ولكن من الشخص الذي بجانبه؟ رجل يرتدي قبعة وعباءة بيضاء، انه القس قلت له: أيها القس هل أصبحت مسلماً؟ اخبرنا انه قد دخل الإسلام تصوروا القس أصبح مسلما! ماذا بعد؟( سوف ترون)

    صعدت إلى غرفتي وتناقشنا أنا وزوجتي عن الذي حدث، وكانت المفاجأة أنها تود أن تدخل الإسلام لأنها علمت انه الحق نزلت لأوقظ محمد وطلبت منه أن نسير في الخارج، مشينا وتكلمنا طوال الليل إلى أن جاء وقت صلاة الفجر عرفت حينها انه الحق وجاء دوري لأن افعل شيئاً ذهبت إلى الفسحة الخلفية للمنزل وهناك وضعت جبهتي على الأرض مواجها لقبلة المسلمين في الصلاة وأنا في ذلك الوضع سألت ربي يا رب إذا كنت تراني دلني دلني، بعد فترة رفعت رأسي ولاحظت شيئاً لم أر مجموعة من العصافير أو ملائكة من السماء أو سمعت أصواتاً ولم أر أنواراً ساطعة، الذي حصل هو تغير في نفسي عرفت أكثر من أي وقت مضى انه آن لي أن توقف عن الكذب والغش والقيام بأعمال أبعد ما تكون عن الأمانة حان الوقت لأن أكون رجلاً صادقاً وصريحاً..

    صعدت إلى غرفتي واغتسلت حتى انقي نفسي من أخطاء ارتكبها شخص عبر السنين وأصبحت الآن مقدماً على حياة جديدة، حياة أسست على الصدق والحقيقة.

    في حوالي الساعة الحادية عشر صباحاً وقفت أمام شاهدين هما القس السابق الذي يعرف باسم الأب بيتر جاكوب والآخر محمد عبد الرحمن ونطقت بالشهادتين " اشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله" وبعد دقائق فعلت زوجتي نفس الشيء ولكن أمام ثلاثة شهود أنا الثالث بينهم، كان والدي أكثر تحفظاً اتجاه الموضوع إلا انه بعد أشهر قليلة نطق بالشهادتين وأصبح يرافقنا لأداء الصلوات في المسجد أما بالنسبة لأطفالنا فقد أخرجناهم من مدارسهم وأدخلناهم مدارس إسلامية وبعد مضي عشر سنوات حفظوا اغلب آيات القران وعرفوا تعاليم الإسلام أما زوجة والدي فكانت الأخيرة التي أيقنت أن المسيح لا يمكن أن يكون ابنا لله وانه نبي وليس إله.

    الآن توقف قليلا وتفكر، عائلة كاملة من خلفيات وأعراق مختلفة اجتمعوا على شيء واحد كيف تؤمن وتعبد خالق الكون، قسيس كاثوليكي، قسيس للموسيقى وواعظ ، ومؤسس للمدارس المسيحية جميعهم دخلوا في الإسلام وهذا من رحمة الله الذي دلنا إلى الصراط المستقيم وقشع الغشاوة التي على أعيننا. إذا توقفت في سرد قصتي هنا فانا متأكد من أنكم سوف تعتبرونها قصة مذهلة فهاهم ثلاثة رجال دين من خلفيات مختلفة يغيرون مسارهم إلى طريق مختلف تماما في نفس الوقت وبعد فترة يلحق بهم ذويهم، ولكن هذا ليس كل شيء . في نفس السنة بينما كنت في ال" Grand prairie"في ولاية تكساس( قريباً من دالاس) قابلت طالباً في معهد التعميد واسمه جو دخل في الإسلام بعد قراءته للقرآن الكريم وهو في كلية التعميد، اذكر أيضا قصة قسيس كاثوليكي أثنى على التعاليم الإسلامية لدرجة أنني سألته لماذا لم يسلم فأجابني: ماذا؟ .. واخسر وظيفتي" اسمه الأب جون وما يزال هناك أمل في إسلامه، في العام الذي يليه قابلت قساً كاثوليكياً سابقاً كان داعية في أفريقياً منذ ثماني سنوات وقد اطلع على الإسلام هناك وأصبح مسلماً وغير اسمه إلى عمر وعاش في ولاية تكساس

    بعد مرور سنتين كنت في مدينة انطونيو في تكساس وتعرفت على الأسقف الرئيسي للكنيسة الاورثودوكسية لروسيا والذي قرأ عن الإسلام ودخل فيه وترك منصبه .

    منذ دخولي للإسلام وانا الرئيس المسلم العام للمسلمين في الدولة(أي الولايات المتحدة الأمريكية) وقمت بمواجهة ومناقشة العديد من الأفراد عبر أنحاء العالم كرؤساء ومعلمين وعلماء ومنهم من عرف الإسلام ودخل فيه من هندوس ويهود وكاثوليكيين والبروتستنت وشهود يهوه، اورثودوكس من اليونان وروسيا وأقباط مسيحيين من مصر ومن كنائس غير طائفية وحتى علماء ملحدين. لماذا دخلوا في الإسلام؟

    سوف اقترح على الذين يريدون معرفة الحقيقة إتباع تسع خطوات لتنقية العقل:

    أولاً:تنقية العقل والقلب والروح تماماً.

    ثانياً : ابعدوا جميع ما يعتري نفوسكم من تحيز وتحامل

    ثالثاً:اقرؤوا القرآن بتدبر.

    رابعاً: أمهلوا أنفسكم بعض الوقت

    خامساً : تفكروا فيما قرأتموه

    سادساً: اخلصوا نيتكم في الصلاة

    سابعاً : اللحو في الدعاء وسؤال الخالق الذي أوجدكم بان يدلكم إلى الطريق الصحيح

    ثامناً: استمروا في فعل ذلك لعدة أشهر

    تاسعاً: والأهم أن لا تدع الآخرين ذوي التفكير المسمم يؤثروا عليك وأنت في حالة " ولادة جديدة للروح"

    و الباقي هو بينك وبين الخالق إذا كنت تحبه حقاً فهو يعلم ذلك وسوف يهدي كل فرد على حسب قلبه.

    و الآن لديكم مقدمة عن قصة دخولي في الإسلام وهناك المزيد عن هذه القصة في الانترنت مدعمة بالصور أيضا أرجو أن تتمكنوا من تصفح الموقع

    www.islamtomorrow.com

    رجاء راسلوني على البريد الالكتروني ودعونا نتشارك ونحدد هدفنا في هذه الحياة وفي الحياة الآخرة، ودعوني اشكر الرجل الذي راسلني لأنه من دونه لم أكن لأستطيع أن أكمل قصتي " قسيسون ووعاظ يدخلون الإسلام"



    ادعوا الله أن يدلكم على الحقيقة آمين وأن يشرح قلوبكم وينور عقولكم إلى الغاية التي من أجلها خلقت الحياة.

    أخوكم

    يوسف استيس

    الرئيس المسلم العام للمسلمين الأمريكان

    ــــــــــــــــــــــــ

    (1)التعميد الديني هو احتفال ليصبح الشخص فيه عضوا في الكنيسة المسيحية بوضعه لفترة قصيرة تحت الماء أو برش قطرات من الماء على رأسه.

    (2)موسيقى يحبها الأفارقة الأمريكيون.


    http://quran-m.com/quran/article/209...84%D8%A7%D9%85
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قساوسة ومنصرون أسلموا





    1-رئيس لجان التنصير بأفريقيا القس المصري السابق اسحق هلال مسيحه

    2-ابراهيم خليل فلوبوس أستاذ اللاهوت المصري السابق

    3- يوسف استس القس الأمريكي السابق

    4- الدكتور وديع أحمد الشماس المصري سابقاً

    5- كينيث جينكينز القسيس الأمريكي السابق

    6- رئيس الأساقفة اللوثريِّ السابق التنزانيِّ أبو بكر موايبيو

    7-الراهب السابق الفليبيني ماركو كوربس

    8-عالم الرياضيات والمنصر السابق الدكتور الكندي جاري ميلر

    9-القس المصري السابق فوزي صبحي سمعان

    10-الشهيد القس السابق الأثيوبي ملقاه فقادو

    11-القس السابق الإندونيسي من أصل هولندي رحمة بورنومو

    12- القمص السابق المصري عزت اسحاق معوض

    13-القس السابق الفليبيني عيسي بياجو

    14-القس السابق الفرنسي جان ماري دوشمان

    15-معلمة اللاهوت السابقة الأمريكية ماري واتسون

    16-معلم النصرانية السابق السريلانكي ألدو دمريس

    17-معلم النصرانية السابق الهندي كرست راجا

    18-الشماس السابق المصري سيف الإسلام التهامي

    19-المنصر السابق الألماني جي ميشيل

    20-معلم اللاهوت الدكتور آرثر ميلاستنوس

    21-معلم اللاهوت السابق عبدالأحد داود

    22-القس السابق محمد فؤاد الهاشمي

    23- القس السابق ثاني أكبر قسيس في غانا

    24-كبير أساقفة جوهانسبرج فردريك دولامارك

    25-القس السابق الأيرلندي يبكي عند قبر النبي

    فى الرابط يوجد قصص اسلامهم مرفقة بالمقطع الصوتى

    http://investigate-islam.com/convert/1.htm
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    رئيس الإتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية يعلن إسلامه على يد الشيخ عوض القرني


    أعلن رئيس الاتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية الدكتور وايت ود سمول إسلامه على يد فضيلة الشيخ الدكتور عوض بن محمد القرني في البحرين، حيث طلب الدكتور "وايت ود سمول" أن يشهر إسلامه على يد فضيلة الشيخ د. عوض القرني، أثناء المؤتمر العالمي للبرمجة اللغوية العصبية المنعقد في البحرين تحت عنوان: "البرمجة اللغوية العصبية ما لها وما عليها" بتاريخ: 29/6- 1/7/1428هـ الموافق: 14-15/7/2007م ، وقد ألقى فضيلة الشيخ د. عوض القرني على أعضاء المؤتمر محاضرة بعنوان: "البرمجة اللغوية العصبية والدين" كما ألقى محاضرة أخرى للمدربين والمدربات في مملكة البحرين.
    الجدير بالذكر أن الدكتور وايت ود سمول سمّى نفسه بعد إسلامه"عبد الحكيم" باسم الابن الأكبر لفضيلة الشيخ د. عوض القرني، وقد دعا الشيخ د.القرني صديقه الدكتور"عبد الحكيم" لأداء فريضة الحج والعمرة على نفقته الخاصة، ولبّى د."عبد الحكيم" "وايت ود سمول" سابقا الدعوة، وسيكون للدكتور "عبد الحكيم" زيارة خاصة عائلية إلى مدينة أبها لزيارة عائلة الشيخ الدكتور عوض القرني.
    وفي حوار أجراه الشيخ د. عوض القرني مع رئيس الاتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية الدكتور وايت ود سمول يقول:
    "قضيت مع هؤلاء المدربين الساعات الطوال في نقاش وردود عليهم ومنهم (وايت ود سمول) لقد اختل توازنه في الكلام من كثرة النقاش والحوار الذي دار بيني وبينه، وأخيرا تحدثت معه عن الإسلام وقد كانت في آخر جلسة، وقد نزلت دموعه وقال إن كان هذا الإسلام فأنا مسلم، وذلك بحضور 60 ممارسا، وبحضور أربعة أساتذة من جامعات المملكة".
    وتحدث المدرب فهد الفيفي قائلاً: "أنا ممن حضروا هذا الموقف مع وايت وود سمول الذي يحمل الدكتوراه في فلسفة العلوم، والشيخ عوض دخل له من تخصصه هذا، فقد استطاع الشيخ عوض أن يتحدث عن فلسفة العلوم وأسهب، ثم تحدث عن الإسلام، وقال: إن الدين الإسلامي جاء ليجيب على ثلاثة أسئلة إحتارت في الإجابة عنها عقول البشرية، وهي: من أنا ؟؟ لماذا خلقت ؟؟ ما هو مصيري ؟؟
    فأعجب وايت بطرح الشيخ عوض، وكيف أنه استطاع أن يجمل الإسلام كاملا في هذه الكلمات الوجيزة، ثم استفاض الشيخ عوض بعد ذلك في الحديث عن الإسلام، فتأثر د. وايت بهذا الكلام... لكنه كان متحفظا.
    وكان د."وايت" قد سمع القرآن الكريم فأعجب به أيما إعجاب.. وكأن القرآن سحره أو سلبه لبه.. لقد تكلم لنا عن استخدام المدرب للموسيقى في دوراته.. ثم عقب قائلا: طبعا أعلم أن كلامي هذا لا يهمكم لأنكم لستم بحاجة لأي موسيقى.. أنتم تملكون القرآن.. أعظم موسيقى بشرية سمعتها من قبل.. لها تأثير غير عادي على أعصاب الإنسان وراحته.
    كان د. وايت معجبا جدا بالشيخ عوض القرني وعلمه وتواضعه، لقد طلب وايت أن يكون الشيخ عوض نائبه في الخليج.. فتمنّع الشيخ عوض بحكم مشاغله وارتباطاته.. فأصر د."وايت" على ذلك، فاشترط الشيخ عوض عدة شروط أهمها: أن يوافق جميع المدربين على هذا.. فقام وايت وعمل تصويتا بسيطا.. فوافق الجميع بلا استثناء.. وهكذا فالشيخ عوض القرني هو نائب رئيس الاتحاد العالمي في الخليج، وهو المسئول عن مدربي الاتحاد العالمي في الخليج.
    في اليومين الأخيرين : جاء وايت وصلى بجانبي، لقد علمه أحد الإخوة الوضوء، فجاء يصلي كما أصلي.
    تكلم الأستاذ محمد عاشور في ختام الدورة وقال: بأن كل ما نبذله من جهد هو لصالح الأمة ككل، ولصالح إخواننا في فلسطين. وأسهب الأستاذ: محمد عاشور حتى تأثر الجميع.
    بعثت ببصري نحو وايت وروبرت. فوجدت المترجم واقفا بجانبهما يترجم لهما كلام الأستاذ محمد عاشور، وكان وجه وايت صعب المعايرة، إلا أنني لاحظت شيئا غريبا لم أستطع تفسيره ، قام وايت، وأخذ اللاقط بعد محمد عاشور، وبدأ يتكلم بتلعثم لم نعهده من قبل عليه، ثم تكلم كلمات موجزة وهو يبكي بمرارة، ثم اضطرب وكاد يسقط، هرع إليه روبرت سميث واحتضنه حتى لا يسقط.
    أرجو من كل من يقرأ كلماتي هذه أن يدعو لوايت بالهداية.. وأن يشرح الله صدره للإسلام.. وأن يوفقنا الله جميعا لهداه وطاعته..
    وهاهو وايت سمول يشهر إسلامه الليلة الأحد 2/7/1428هـ في البحرين على يد الشيخ الدكتور: عوض بن محمد القرني.
    نسأل الله لنا وله الثبات.
    المصدر: موقع الرسالة: http://www.al-resalah.n
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قصة إسلام الدكتور بلال فيلبس وإسهاماته


    المولد و النشأة:

    وُلِدَ بلال فيلبس عام 1947م في جامايكا, ونشأ في كندا التي يحمل جنسيتها، وفي الخامسة والعشرين من عمره أعلن بلال إسلامه، وذلك في عام 1972م.

    اجتهد بلال في تحصيل العلوم الشرعية، وعلوم اللغة العربية؛ فحصل على دبلوم اللغة العربية من كلية الدراسات الإسلاميّة في الجامعة الإسلاميّة بالمدينة المنورة في عام 1979م، وأتم دراسة الماجستير في أصول الدّين الإسلامي من جامعة الرّياض في عام 1985م, وفي قسم الدراسات الإسلامية بجامعة واليز أكمل الدكتوراه في أصول الدّين الإسلامي في 1994م.

    قصة إسلامه

    يعود السبب الرئيسي لإسلام بلال فيلبس بعد إرادة الله إلى حُبِّه للاطلاع، ونهمه الشديد للقراءة؛ حيث قرأ بلال كل ما هو متاح من كتب عن الإسلام باللغة الإنجليزية، واقتنع أنه هو العلاج الناجع لكل مشاكل البشرية، ومن ثَمَّ اتخذ هذا القرار، الذي يَعُدُّه أهم قرار في حياته.



    صورة لغلاف أحد كتب الدكتور فلبس

    إسهاماته

    عمل بلال فيلبس على نقل ما تعلمه من علوم الشرع واللغة إلى غيره من الناس؛ فقام بتدريس الدين الإسلامي واللغة العربية بمدارس الرّياض لمدّة امتدت إلى عشر سنوات، كما قام بإلقاء محاضرات عن أصول الدين الإسلامي لطلبة M.Ed في قسم الدراسات الإسلاميّة بجامعة Shariff Kabunsuan Islamic University في مدينة (مينداناو) بالفلبّين مدةَ ثلاث سنوات.

    وفي عام 1994م أنشأ الدكتور بلال مركز المعلومات الإسلامية في دبي بالإمارات العربية المتحدة، والمعروف الآن بمركز Discover Islam.

    وله كتابات في العقيدة الإسلامية، والبيوع، والدعوة، والإيمان، والجنائز، والجهاد، واللباس، والنكاح، والرِّقَاق، والصلاة، والصوم، والزكاة، والطهارة.

    وفي الوقت الحالي يلقي الدكتور بلال محاضرات عديدة عن الأدب العربي وأصول الدين الإسلامي بجامعتي عجمان، والجامعة الأمريكية في دبي بالإمارات العربيّة المتّحدة.

    في 4 من إبريل 2007م منعت السلطات الأستراليّة الداعية الإسلامي الدكتور (بلال فيلبس) من دخول أراضيها بزعم صلته بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وكان الشيخ (بلال فيلبس) قد دُعِي لإلقاء كلمة في مؤتمر إسلامي في ملبورن.

    جدير بالذكر أن كتابات الشيخ (بلال فيلبس) في الماضي كانت قد تضمنت انتقادات كبيرة للغرب، ومنها قوله: "الحضارة الغربية بقيادة الولايات المتحدة عدوٌّ للإسلام". كما تمَّ ترحيله من الولايات المتحدة عام 2004م، بمزاعمٍ مشابهة.



    الموقع الشخصي للداعية بلال فيلبس

    http://www.bilalphilips.com/

    http://quran-m.com/quran/article/259...A7%D8%AA%D9%87
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قصة إسلام الإمام زيد شاكر

    التعريف به الإمام زيد شاكر (ريكي ميتشل)وُلِدَ ريكي ميتشل بمدينة بيركلي في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية مسيحيًّا، ثم اعتنق الإسلام أثناء خدمته بسلاح الجو الأميركي عام 1977م، وتسمى بزيد شاكر.

    حصل زيد على البكالوريوس الشرفي في العلاقات الدولية من جامعة واشنطن، ثم الماجستير في العلوم السياسية في جامعة روتجرز[1].

    شرح الله صدر الشيخ زيد للإسلام بعد فترة طويلة من الحيرة والتفكر في حياته والغرض من وجوده، والتفكر في الموت وما بعده، وقد كانت خدمته بسلاح الجو حيث يقترب الموت كثيرًا من الطيار سببًا دافعًا له للتفكر. إسهاماته اقتحم الشيخ زيد مجال الدعوة الإسلامية، وأثبت وجودهدرس زيد العلوم الإسلامية في كل من سوريا والمغرب، وعمل كإمام لمسجد كونيكتيكت من عام 1988م إلى عام 1994م[1].

    اقتحم الشيخ زيد مجال الدعوة الإسلامية، وأثبت وجوده، وهو يعمل الآن محاضرًا في معهد الزيتونة بمدينة هايوارد في كاليفورنيا، وله دورات منتظمة عن الشريعة الإسلامية، والتاريخ الإسلامي.

    وللشيخ زيد باع طويل مع المؤلَّفات والإسهامات للدين منها التفسير والعلوم القرآنية، ومقاومة العولمة بالأخوَّة الصحيحة، والثقافة والإسلام في أمريكا.

    كما أصبح الشيخ زيد متخصصًا في الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام ودحضها بالعقل والمنطق، مثل شبهة ظلم الإسلام للمرأة بالسماح بضربها، وإباحة تعدد الزوجات، ويقول بصراحة: "إنَّه لا يزال يأمل في اليوم الذي تصبح فيه الولايات المتحدة الأمريكية دولة إسلامية تُحكَم بالشريعة الإسلامية"، ويكمل: "إنَّ ذلك يمكن حدوثه عن طريق الإقناع، وليس بالوسائل العنيفة"

    [1] جريدة الوطن القطرية، 25 ديسمبر 2006م، الرابط

    المراجع:

    http://www.zaidshakir.com/

    http://www.islamstory.com/

    http://quran-m.com/quran/article/261...A7%D9%83%D8%B1
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قصة إسلام مراد هوفمن


    يقول هوفمان: لم تمر سوى ايام معدودات قبل ان اشهر اسلامي بنطق الشهادتين يوم 25 سبتمبر 1980، وليس من الامور الهينة ان يقدم المرء كشف حساب وتقييما لتطوره الفكري. لقد كتب هيرمان هسه في احدى رواياته القصيرة "نوفاله" Klein und Wagner عام 1919: "التحدث هو اضمن السبل لإساءة فهم كل شيء وجعله ضحلا ومجدبا". وكتب ايضا في روايته "لعبة الكرات البللورية" محذرا من صياغة معنى داخلي في كلمات، اذ يقول على لسان قائد الاوركسترا: "اظهر المهابة للمعنى، ولكن لا تظنه قابلا للتعلم". لقد فشل عظماء كثيرون في هذه المحاولة. فعمر القوي، ثاني الخلفاء، كان يضطهد المسلمين الى ان اعتنق الاسلام، ولا يمكن حقا فهم كيفية اقتناعه بالاسلام على نحو مفاجئ بعد ان قرأ سورة طه إثر مشاجرة مع اخته. ويستشهد هوفمان في هذا الصدد بقول ابي حامد الغزالي (القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلادي) في اعترافاته: "ان العقيدة لم تتغلغل في نفسه من خلال دليل واحد واضح بعينه، وانما من خلال عدد لا يحصى من اسباب الايمان، وخبرات ومواقف مصاحبة يمكن تعديد تفصيلاتها". ويقول اخيرا: ان عودته الى الاسلام كانت بفعل "نور القاه الله في صدره".
    وفي كتابه الرائع "الطريق الى مكة"، يعرض لأمر هدايته الى الاسلام، اذ يصفه بما لو كانت "ضربة من السماء" قد اصابته. اما انا، فكنت لسنوات، بل لعقود، منجذبا الى الاسلام كالمغناطيس، لانني ألفت افكاره، كما لو كنت قد عايشته من قبل. لقد وجهتني على هذا الدرب ثلاثة احداث اساسية، ذات طبيعة انسانية، وجمالية فنية، وفلسفية، ويرتبط اول هذه الاحداث ارتباطا عجيبا بالجزائر. ففي عام 1960، امضيت شهرين في Chateau Neuf sur Loire لأتمكن من اجادة اللغة الفرنسية، استعدادا لامتحانات القبول بوزارة الخارجية، وهناك، كنت اقرأ يوميا تقارير الصحافة الفرنسية عن حرب الجزائر.
    المسألة الجزائرية
    وقال هوفمان: في اختبار القبول بوزارة الخارجية الألمانية، كان على كل متقدم ان يلقي محاضرة لمدة لا تتجاوز خمس دقائق في موضوع يحدد عشوائيا، ويكلف به قبلها بعشر دقائق. ولكم كانت دهشتي عندما تبين لي ان موضوع محاضرتي هو "المسألة الجزائرية". وكان مصدر دهشتي هو مدى علمي بهذا الموضوع، وليس جهلي به. وبعد شهور قليلة من الاختبار، وقبل ان اتوجه الى جنيف بوقت قصير، اخبرني رئيس التدريب، عندما التقينا مصادفة اثناء تناولنا للطعام، ان وجهتي قد تغيرت الى الجزائر. في اثناء عملي بالجزائر في عامي 61/1962، عايشت فترة من حرب استمرت ثماني سنوات بين قوات الاحتلال الفرنسي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، وانضم اثناء فترة وجودي هناك طرف ثالث هو "منظمة الجيش السري"، وهي منظمة ارهابية فرنسية، تضم مستوطنين وجنودا متمردين. ولم يكن يوم يمر دون ان يسقط عدد غير قليل من القتلى في شوارع الجزائر. وغالبا ما كانوا يقتلون رميا بالرصاص على مؤخرة الرأس من مسافة قريبة. ولم يكن لذلك من سبب، الا كونهم عربا، او لأنهم مع استقلال الجزائر. وكنت عند سماعي صوت سلاح آلي، اتصل تليفونيا بزوجتي الاميركية لتسرع الى شراء ما تحتاج اليه، لان الهجوم التالي في المنطقة نفسها لا يتوقع حدوثه قبل عشرين دقيقة.
    وكانت انبل مهماتي هي اعادة افراد الفرقة الاجنبية من الالمان الفارين الى الوطن بمعاونة من السلطات الفرنسية. وكان عدد هؤلاء الرومانسيين المساكين غير قليل، منذ فر قائد قوات المظلات في العام السابق. وكم كان الموت يجذبهم! وكانت منظمة الجيش السري قد جندت عددا منهم ضمن قوات خاصة (كوماندوز). ومن ثم وجدوا انفسهم بين نارين. كما أن فرص نجاتهم من الموت كانت ضئيلة جدا. وكنت، بصفتي ممثلا للقنصلية العامة الالمانية، اضع الزهور على قبور الكثير منهم. كنت، وأنا ابحث عن ألمان بين الجرحى في المستشفيات، احمل سلاحي معدا للاستخدام. وكنت ادقق النظر في وجه من يقابلني، بل وفي يديه. وعندما كانت القامات تتقابل، كان كل شخص يبتعد عن الآخر عائدا الى الخلف، طلبا للامان، وفي بعض الاحيان كانت زوجتي المذعورة تصر على حماية ظهري، فكانت تسير خلفي على مسافة عدة خطوات حاملة في كم ثوبها سكينا حادة.
    ويسترجع هوفمان بعض الذكريات قائلا: "وما يزال بعض ذكريات تلك الايام يثير كآبة في نفسي حتى الآن. فعندما كنت في طريقي الى مقر اذاعة فرنسا 5، حيث كان من المقرر ان القي، تنفيذا لتكليف من القنصل العام، محاضرة عن "وضع الرقص المسرحي" في المانيا، تعطلت مضخة البنزين في سيارتي الفولكس فاجن من طراز "الخنفسة" في شارع ايزلي الضيق، كثير المنحنيات. وسرعان ما اصطفت السيارات خلف سيارتي، مطلقة اصوات النفير، وفي تلك الاثناء، كان امامي رجل يعبر الشارع، واطلق عليه شخص الرصاص من الرصيف المقابل، فسقط جريحا امام رفرف سيارتي الايسر، واذا بالمهاجم يشير لي بسلاحه آمرا ان اواصل سيري، كي اخلي ساحة اطلاق الرصاص. ولم اكن ارغب في ذلك، بل ولم اكن استطيعه ايضا، واخيرا، تقدم الشخص الذي يحمل السلاح من الرجل المصاب واطلق عليه رصاصة اخرى اردته قتيلا، ثم اختفى في زحام البشر في تؤدة وعلى مهل. ولقد استأت كثيرا ايضا، عندما رأيت مضطرا اعضاء منظمة الجيش السري، وهم يشعلون النار في سيارات شحنوها سلفا ببراميل من الوقود، ويدفعونها من فوق منحدر الى حي يسكنه العرب. ولا بد للمرء من ان يتوقع ان يكون على قائمة القتلى، اذا ما اصبح شاهدا غير مرغوب فيه. وكان حلاقي في الابيار يدرك ذلك جيدا، فحين هاجمت قوات "منظمة الجيش السري" مكتب التلغراف المقابل لمحله في شارع جاليني، ادار مقعده حتى لا يكون شاهدا على ما يجري. ولم يكن تصرفه اقل غرابة من تصرف احد افراد الشرطة الذي عرض عليّ في مايو (ايار) عام 1962 ان يحرس سيارتي، بينما كانت النيران مشتعلة خلف ظهره في مكتبه بالابيار.
    عندما توصل الرئيس الفرنسي شارل ديجول، في ايفيان في مارس (اذار) عام 1962، الى اتفاق مع الحكومة المؤقتة لجبهة التحرير الوطني الجزائري على وقف اطلاق النار في يوليو (تموز) التالي، صعدت منظمة الجيش السري من اعمالها الارهابية، بهدف استفزاز الجزائريين لخرق الاتفاق، فبدأ افرادها في تصفية النشء الاكاديمي الجزائري، وراحوا يقتلون، رميا بالرصاص، النساء اللاتي يرتدين الحجاب. وقبل تحقيق الاستقلال بأيام قلائل، اطلقوا الرصاص على آخر بائع جزائري جائل في الابيار، فأردوه قتيلا امام مكتبي مباشرة. وكان هذا البائع قد عاش ينادي على اسماكه منذ عقود طويلة، دون ان يلحق اذى بأي انسان كائنا من كان. وفي الشارع الذي كنت اقطنه، كان جيراني من الفرنسيين يلقون من النوافذ على المنتصرين بكل ما لا يبخلون به. وكانت الثلاجات التي يلقون بها تسقط على اكوام من القمامة التي لم تزل منذ اسابيع، وهو ما كان من حسن حظ الفئران.
    الاحتكاك عن قرب بالإسلام
    شكلت هذه الوقائع الحزينة خلفية اول احتكاك لي عن قرب بالاسلام المعيش. ولقد لاحظت مدى تحمل الجزائريين لآلامهم، والتزامهم الشديد في رمضان، ويقينهم بأنهم سينتصرون، وسلوكهم الانساني، وسط ما يعانون من آلام. وكنت ادرك ان لدينهم دورا في كل هذا. ولقد ادركت انسانيتهم في اصدق صورها، حينما تعرضت زوجتي للاجهاض تحت تأثير "الاحداث" الجارية آنذاك. فلقد بدأت تنزف عند منتصف الليل، ولم يكن باستطاعة سيارة الاسعاف ان تحضر الينا قبل الساعة السادسة صباحا، بسبب فرض حظر التجول، وبسبب شعار "القتل دون سابق انذار" المرفوع آنذاك. وحينما حانت الساعة السادسة، ادركت وانا اطل من نافذة مسكني في الطابق الرابع، ان سيارة الاسعاف لا تستطيع العثور علينا، لان منظمة الجيش السري كانت قد غيرت في تلك الليلة اسماء كل شوارع الحي الذي اقطنه، بحيث اصبحت كلها تحمل اسماء مثل شارع "سالان" وشارع "يهود" وشارع "منظمة الجيش السري".
    بعد تأخير طال كثيرا، كنا في طريقنا متجهين الى عيادة الدكتور شمعون (قبل ان تنسفها منظمة الجيش السري بوقت قصير)، حيث صادفنا حاجزا اقامته الجمعية الجمهورية للامن، وعلى الرغم من صفير البوق الذي كان السائق يطلقه، فانه لم يكن باستطاعته ان يشق طريقه الا ببطء شديد، وكانت زوجتي تعتقد، في تلك الاثناء، انها ستفقد وعيها. ولذا، وتحسبا للطوارئ، راحت تخبرني ان فصيلة دمها هي O ذات RH سالب. وكان السائق الجزائري يسمع حديثها، فعرض ان يتبرع لها ببعض من دمه الذي هو من نفس فصيلة دمها. ها هو ذا العربي المسلم يتبرع بدمه، في اتون الحرب، لينقذ اجنبية على غير دينه. لكي اعرف كيف يفكر ويتصرف هؤلاء السكان الاصليون المثيرون للدهشة، بدأت اقرأ "كتابهم".. القرآن في ترجمته الفرنسية لـPesle/Tidjani. ولم اتوقف عن قراءته منذ ذلك الحين، حتى الآن، وحتى تلك اللحظة، لم اكن قد تعرفت على القرآن الا من خلال النوافذ المفتوحة لكتاتيب تحفيظ القرآن في ميزاب جنوب الجزائر، حيث يحفظه اطفال البربر، ويتلونه في لغة غريبة عنهم، وهو ما دهشت له كثيرا. وفي ما بعد ادركت ان حفظ وتلاوة القرآن، باعتباره رسالة الله المباشرة، فرض تحت الظروف كافة. ولقد ازعجني رد الفعل الغاضب من جانب احد الجزائريين، عندما حدثته في بار فندق ترانس ميدترانيان في غرداية، عن قراءتي للقرآن، اذ استنكر في صراحة لا ينقصها الوضوح، وجود ترجمات له. واعتبر محاولة ترجمة كلام الله الى لغة اخرى بمثابة تجديف. ولم استغرق وقتا طويلا قبل ان استوعب رد فعله. فاللغة العربية تشتمل على مفردات لا تدل على وقت محدد بعينه. فالمفردات التي تشير الى مستقبل مؤكد يمكن ان تدل على امر حدث في الماضي ايضا. ناهيك عن ان اللغة العربية تتضمن بعض ما يمكن للعربي ان يفهمه تلميحا. وبغض النظر عن ذلك، فهناك المشكلة المعتادة التي تكمن في ان الكلمات التي تعبر عن ذات المعنى في لغتين لا تتطابق في ما يختص بتداعي الخواطر الا نادرا. ومن ثم، فان كل ترجمة للقرآن ان هي الا تفسير يفقر المعنى ويجرده من مضمونه. وهكذا كان الرجل في البار على حق.
    لم تشأ هذه الجزائر، التي ادين لها بالكثير، ان تتركني لحالي، وانما تبعتني كالقدر. فعندما اصبحت سويسرا ترعى مصالحنا في الجزائر، في عام 1966، كان عليّ ان اعمل من السفارة الالمانية في برن على استمرار الاتصال مع من تبقى من بعثتنا الدبلوماسية في الجزائر، من خلال القسم السياسي في السفارة السويسرية. وكان البريد المرسل من بون الى الجزائر، يمر من خلالي اسبوعيا. وبعد 25 عاما من عملي بالجزائر لأول مرة، عدت اليها سفيرا في عام 1987. ومنذ اعتمدت سفيرا في المغرب، المجاور للجزائر، في عام 1990، يندر ان تفارق مخيلتي صورة الجزائر التي ما تزال تعاني آلاما مأساوية، فهل يمكن ان يكون ذلك كله محض مصادفة؟!
    الفن الإسلامي
    وقال هوفمان: هدتني الى الاسلام ايضا، تجربة مهمة، ذات طبيعة جمالية متصلة بالفن الاسلامي، ولهذه التجربة، قصة تتلخص في انني "مولع بالجمال"، وكنت منذ صباي معجبا بالجانب الشكلي للجمال، وارغب الغوص في اعماقه حتى عندما كانت حماتي الاميركية تقول ـ استنادا الى المنهج البيوريتاني ـ ان الجمال مجرد امر سطحي، وانه ليس الا خداعا على السطح. عندما تلقيت في عام 1951 الدفعة الاولى من منحة التفوق، التي تمنحها وزارة الثقافة في بافاريا "للموهبين جدا"، دفعتها بأكملها ثمنا لشراء نسخة مطبوعة على قطعة من الجوت من لوحة بول جوجان: "الفتاة وثمار المانجو". وبما انني لم اكن ممن يقطنون حي Maximilianeum الواقع على اليمين من نهر ايزار Isar، وانما كنت اقيم في المستوطنات السكنية للثوريين الديمقراطيين، عند ميدان ماسمان، حيث يتقاسم العمال والطلبة غرفها، فقد نقلت لوحة جوجان التي اشتريتها الى مسكني هناك، ورحت احللها، ولم ألبث ان اقتنعت بأن الفن الساكن (غير المتحرك)
    ـ الرسم والنحت والعمارة والخط والاعمال الفنية الصغيرة ـ مدين بالفضل في تأثيره الجمالي للحركة المجمدة، ومن ثم، فانه مشتق من الرقص. ولذلك، يزداد احساسنا بجمال الفن التشكيلي كلما ازدادت قدرته على الايحاء بالحركة. وهذا هو ما يفسر انبهاري الشديد بالرقص الذي دفعني الى مشاهدة عروض الباليه كافة في مسرح برينزرجنتن في ميونخ. ومنذ ذلك الحين ازداد اهتمامي بالرقص، واتسع ليشمل كل ما يتصل به. وكنت اقضي كل ساعة فراغ بين مواعيد المحكمة في صالات عروض الباليه، بالقرب من قصر العدل. وحصلت على تمارين للباليه، لكي اتعلم ـ ولو على نحو متخلف ـ رقص الباليه الكلاسيكي، حتى اعرف ماهية ما اكتب عنه. ويعتمد هذا الفن اللطيف، في نهاية الامر، على جهد بدني خارق، وهكذا تعلمت ان اميز، على سبيل المثال، بين الحركات المختلفة واساليب ادائها.
    كان اكثر ما يروق لي هو مدرسة لونافون زاخنوفسكي الروسية، التي تعيش في المنفى، ولقد تربت في هذه المدرسة تلميذات نجيبات مثل انجيلا البريشت، ومنها تكونت في منتصف الخمسينات فرقة "باليه زاخنوفسكي"، التي قدمنا بواسطتها عروضا راقية في ميونخ وفي مدن اخرى في بافاريا. وكنت مسؤولا عن التعاقدات، والدعاية والاضاءة، ووحدة الماكياج. وفي عام 1955، أسست في ميونخ بالاشتراك مع كارل فيكتور برينتس تسوفيد، جماعة اصدقاء الباليه، وتوليت معه باب نقد الرقص في صحيفة ميونخ المسائية.
    كانت المراحل التالية في حياتي هي بايجاز: العمل في ما بين عامي 1954 و1980 ناقدا متخصصا للباليه في صحف في المانيا وبريطانيا واميركا، والعمل محاضرا لمادتي تاريخ وعلم جمال الباليه بمعهد كولونيا للباليه في ما بين عامي 1971 و1973، وتقدمت بمذكرات الى وزير الثقافة الألماني حول تأسيس باليه قومي الماني. ولم يكن بعض معارفي يعلم ان القانون والدبلوماسية هما مهنتي الاساسية، وليس الباليه. وكان الكتاب الاثير حقا عندي، هو كتاب جيلبرت وكونز عن تاريخ علم الجمال كعلم فلسفي. وكعاشق للباليه، ذلك الفن المجرد الذي يجسد الموسيقى، كنت في الواقع ابحث عن الاسباب التي ترغمنا على الاحساس بجمال اشياء او حركات بعينها. ولهذا السبب، كنت اقبع لأسابيع طويلة في احدى الغابات البافارية باحثا في اسس علم جمال الحركة. وهناك تبين لي اننا كبشر لا نملك الا ان نحس جمال الجسد البشري الصحيح وما يتطابق مع مقاييسه. وهو ما ينطبق ايضا علينا كمحللين بصريين لما تفرزه الطبيعة من صور وانواع. يضاف الى ذلك اننا نقرأ الصور في ذات الاتجاه الذي نكتب فيه. وتبين لي اخيرا ان الحركات تستحوذ على انتباهنا بسبب ما يمكن ان تنطوي عليه من مخاطر. وتبين لي آخرا اننا نعجب بحركات الطرد المركزي، لاننا نستطيع ان نتخيلها ممتدة في ما لا نهاية. عبر هذا الطريق، صار الفن الاسلامي بالنسبة لي تجربة مهمة ذات قيمة عالية ومثيرة، ألا يماثل في سكونه تماما ما اسعدني في حركات الباليه، التجريدية: القدرة الانسانية، والحركة الداخلية، والامتداد في ما لا نهاية؟ وذلك كله في اطار الروحانية التي يتسم بها الاسلام.
    وألهمتني اعمال معمارية، مثل الحمراء في غرناطة والمسجد الكبير في قرطبة، اليقين بأنها افراز حضارة راقية رفيعة. واستوعبت جيدا ما كتبه راينر ماريا ريلكا بعد زيارته لكاتدرائية قرطبة، اذ كتب: "... تملكني منذ زيارة قرطبة عداء وحشي للمسيحية، انني اقرأ القرآن وهو يتجسد لي صوتا يستوعبني بقوة طاغية، واندفع بداخله كما تندفع الريح في الارغن". وصار الفن الاسلامي لي وطنا جماليا، مثلما كان الباليه الكلاسيكي من قبل، واصبحت ارى الاعمال الفنية للعصور: الاغريقي والروماني والقوطي، ولعصر النهضة والروكوكو مثيرة، وعريقة، واصيلة، بل وعبقرية، ولكنها لا تنفذ الى داخلي، ولا تحرك عواطفي ولا مشاعري.

    هوفمان يدعو المسلمين إلى إدراك قوة جاذبية الفن الإسلامي
    المفكر الألماني: وضعت الديانة الكاثوليكية لدرايتي التامة بها محل تساؤلات وشكوك
    أدرك المفكر الالماني الدكتور مراد هوفمان ان للدين الاسلامي جاذبية خاصة ما ان يبدأ الشخص في دراسة الاسلام حتى يندفع الى الايمان بمبادئه وقيمه التي تعمل على اصلاح المجتمعات الانسانية. ويدرك تماما ان هذا الدين الرباني مصلح لكل زمان ومكان.
    وروى لي الدكتور هوفمان عندما التقيته في مدينة شيكاغو الاميركية في اغسطس (آب) الماضي جوانب مهمة في قصة اسلامه، مشيرا الى ضرورة الرجوع الى كتابه "الطريق الى مكة" الذي لخص فيه مسيرة رحلته الايمانية الى الاسلام.
    وقال لي هوفمان انه يحرص حرصا شديدا على حضور الملتقيات الاسلامية باعتبارها مدخلا مهما في تقارب المسلمين ومن ثم تفاعلهم وانفعالهم بهذا الدين. وكذلك ضرورة مشاركة المفكرين الاسلاميين في الملتقيات الفكرية الغربية لتصحيح صورة الاسلام المشوه عند هؤلاء الغربيين وابراز الاسلام بصورته السمحة التي تؤكد دوره الاصلاحي للمجتمعات الانسانية كافة.
    يتابع هوفمان حديثه عن جاذبية الاسلام: "انني ادرك قوة جاذبية فن هذا الدين الآن افضل من ذي قبل، حيث انني محاط في المنزل الآن بفن تجريدي، ومن ثم بفن اسلامي فقط. وادركها ايضا عندما يستمر تاريخ الفن الغربي عاجزا عن مجرد تعريف الفن الاسلامي. ويبدو ان سره يكمن في حضور الاسلام في حميمية شديدة في كل مظاهر هذا الفن، كما في الخط، والارابيسك، ونقوش السجاد، وعمارة المساجد والمنازل والمدن. انني افكر كثيرا في اسرار اضاءة المساجد وفي بنائها الديمقراطي، وفي بناء القصور الاسلامية، الذي يوحي بحركة متجهة الى الداخل، بحدائقها الموحية بالجنة بظلالها الوارفة وينابيعها ومجاريها المائية، وفي الهيكل الاجتماعي ـ الوظيفي المبهر للمدن الاسلامية القديمة (المدينة) الذي يهتم بالمعيشة المتجاورة تماما كما يهتم بابراز موقع السوق وبالمواءمة او التكيف لدرجات الحرارة وللرياح، وبدمج المسجد والتكية والمدرسة والسبيل في منطقة السوق ومنطقة السكن. وان من يعرف واحدا من هذه الاسواق ـ وليكن في دمشق، او اسطنبول او القاهرة او تونس او فاس ـ يعرف الجميع، فهي جميعا، كبرت ام صغرت، منظمات اسلامية من ذات الطراز الوظيفي. فما اكثر ما تجولت في سوق مدينة سالي المؤاخية للرباط لكي استعيد حيويتي. انه ذروة مجتمعية حيوية يجد فيها كل انسان مكانا له، شيخا كان ام شابا، صحيحا كان ام مريضاً، فقيرا ام غنيا، ابيض ام اسود، ولا يوجد به عجلة، ولا ازمة ضيق وقت، ولا مبالغة في تقييم الذات، ولا خمور ولا وسائل نقل ثقيل، ولا سياج ولا ابتزاز، وحيث الجميع سواسية، وكل عملية شراء ترتبط بـ"دردشة"، وحيث تغلق الحوانيت ابوابها وقت الصلاة.
    كان ما احسست منذ البداية انه اسلامي وباعث على السعادة هو في واقع الامر التأثير الناضج للتناغم الاسلامي، وللاحساس بالحياة والمكان الاسلاميين على العقل والروح. وهذا ما احسست به في متحف جولبينكيان الاسلامي في لشبونة، مثلما احسست به في المسجد الاموي بدمشق، وفي مسجد ابن طولون بالقاهرة، وفي مسجد القيروان القديم او المسجد السليمي في درنة. وقبل ان يقودني الدرب الفلسفي الى الاسلام، الذي قادني بدوره الى تجربة اساسية ثالثة في حياتي، كنت قد حصلت، وانا بعد في سن المراهقة في مدينة اشفنبرج، على قسط وافر من التعليم الجيزويتي، من خلال عضويتي لجمعية Congregatio Mariana وهي المقابل لحركة "المانيا الجديدة" المتمركزة في الشمال.
    ويعود ارتباطنا، بل تعلقنا الرومانسي، بهذه المنظمة الى فترة حكم النازي، وذلك لان الجستابو لم يتمكن من الكشف عنها عندما كانت تقاوم هذا الحكم سرا. ولم يكن حتى ابي المشتت الفكر يعلم بعضويتي لهذه المنظمة. وكنا نجتمع اسبوعيا مع احد القساوسة الجيزويت في احدى المقابر، في ظل اجراءات امنية مشددة. فكان كل فرد منا لا يعرف سوى افراد مجموعته فحسب. ولكننا تمكنا بمرور الوقت من استقطاب افضل عناصر تلاميذ المدارس الثانوية. وقطعنا بذلك الطريق على منظمة "شبيبة هتلر"، اي اننا منعنا هذه العناصر الجيدة من ان تنضم الى منظمات الشباب التابعة للحكم النازي، ولقد ادهشنا ان عدد افراد المنظمة بلغ عند انتهاء الحرب 80 فردا. بعد ان انقضت الحرب، عدنا الى الاستمتاع بحياة واساليب منظمات الشباب التي كانت سائدة في عشرينات هذا القرن.
    ونظرا لما سبق ذكره، فقد كنت على دراية تامة بالديانة الكاثوليكية، وبأدق شؤونها من الداخل، ولكنني في الوقت ذاته، كنت قد بدأت اضع هذه الديانة محل تساؤلات وشكوك. كنت انا وCarl Jacob Burckherdt نتساءل دوما عما اذا كان من الصواب ان يكون عالم اللاهوت ودارس الاديان مسيحيي الديانة. وبالرغم من اعجابي بفلسفة Ludwig Wittgenstein فاني كنت على يقين تام من عدم وجود دليل ينفي وجود الله. وكنت شديد التمسك بالرأي القائل بأن عدم وجود الله غير مؤكد بشكل قاطع، وان الاعتقاد بوجود الله او نفي وجوده يظل مسألة تحسمها العقيدة ويقين الفرد. ولقد حسمت هذا باعتقادي في وجود الله. وبعد ذلك، ثار سؤال عن ماهية الاتصال بين الله الانسان. ولقد كنت شديد الاقتناع بامكانية، بل قل بضرورة، تدخل الله وتسييره لمجريات الامور. ويرتكز اقتناعي هذا على دراستي ودرايتي بتاريخ الانسانية والعلوم والحق، التي استنتجت من خلالها ان مجرد مراقبة الطبيعة وتتبعها فقط لن يقودنا الى ادراك حقيقة علاقتنا ببيئتنا وبالله. الا يشهد تاريخ العلوم على حقيقة مفادها ان الحقائق العلمية يغير بعضها بعضا بسرعة شديدة؟! كنت بهذه الخطوة قد حسمت يقيني بامكانية، بل بضرورة، الوحي والدين، ولكن اي دين؟ واي عقيدة؟ هل هي اليهودية، او المسيحية او الاسلام.
    وجاءتني الاجابة من خلال تجربتي الثالثة التي تتلخص في قراءتي المتكررة للآية 38 من سورة النجم: "لا تزر وازرة وزر اخرى"، ولا بد من ان تصيب هذه الآية بصدمة شديدة كل من يأخذ مبدأ حب الآخر الوارد في المسيحية مأخذ الجد، لانه يدعو في ظاهر الامر الى النقيض. ولكن هذه الآية لا تعبر عن مبدأ اخلاقي، وانما تتضمن مقولتين دينيتين تمثلان اساسا وجوهرا لفكر ديني، هما:
    1 ـ انها تنفي وتنكر وراثة الخطيئة.
    2 ـ انها تستبعد، بل وتلغي تماما، امكانية تدخل فرد بين الانسان وربه، وتحمل الوزر عنه.
    3 ـ والمقولة الثانية هذه تهدد، بل وتنسف مكانة القساوسة وتحرمهم من نفوذهم وسلطانهم الذي يرتكز على وساطتهم بين الانسان وربه وتطهيرهم الناس من ذنوبهم. والمسلم بذلك هو المؤمن المتحرر من جميع قيود واشكال السلطة الدينية.
    اما نفي وراثة الخطيئة وذنوب البشر، فقد شكل لي اهمية قصوى، لانه يفرغ التعاليم المسيحية من عدة عناصر جوهرية، مثل: ضرورة الخلاص، التجسيد، الثالوث، والموت على سبيل التضحية. وبدا لي ان تصور فشل الله في خلقه، وعدم قدرته على تغيير ذلك الا بانجاب ابن والتضحية به ـ اي ان الله يتعذب من اجل الانسانية ـ امر فظيع ومروع، بل وتجديف واهانة بالغة. وبدت لي المسيحية وكأنها تعود لترتكز في اصولها على اساطير متنوعة ومتعددة. وتبين لي جليا الدور الخطير والشرير الذي لعبه بولس الرسول. لقد قام بولس، والذي لم يعرف المسيح ابدا ولم يصاحبه في حياته، بتغيير بل وبتزوير التعاليم اليهودية ـ المسيحية التي صاغها برنابه وترى في المسيح احد رسل الله وانبيائه. وتيقنت ان المجلس الملي، الذي انعقد في نيقيا (عام 325)، قد ضل طريقه تماما، وحاد عن الصواب وتعليمات المسيحية الاصلية، عندما اعلن ان المسيح هو الله، واليوم، اي بعد مرور ما يزيد على ستة عشر قرنا، يحاول تصحيح هذا الخطأ بعض علماء اللاهوت الذين يتمتعون بجرأة شديدة.
    ومجمل القول انني بدأت انظر الى الاسلام كما هو، بوصفه العقيدة الاساسية الحقة التي لم تتعرض لأي تشويه او تزوير.. عقيدة تؤمن بالله الواحد الاحد الذي "لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" (سورة الاخلاص). رأيت فيه عقيدة التوحيد الاولى، التي لم تتعرض لما في اليهودية والمسيحية من انحراف، بل ومن اختلاف عن هذه العقيدة الاولى، عقيدة لا ترى ان معتنقيها هم شعب الله المختار، كما انها لا تؤله احد انبياء اليهود. لقد وجدت في الاسلام اصفى وأبسط تصور لله، تصور تقدمي، ولقد بدت لي مقولات القرآن الجوهرية ومبادئه ودعوته الاخلاقية منطقية جدا حتى انه لم تعد تساورني ادنى شكوك في نبوة محمد. ولقد سمعت مرارا قبل اعتناقي الاسلام مقولة ان التحول من دين الى دين آخر ليس له اي اهمية، حيث ان الاديان كلها تؤمن في آخر الامر بإله واحد، وتدعو الى الاخلاقيات والقيم ذاتها، وان السلوكيات والاخلاق الحميدة، بالاضافة الى الايمان بالله في قلب الانسان، وان يتوجه الانسان الى الله سرا، لأهم من الصلاة خمسا، ومن صوم رمضان وأداء فريضة الحج، كم من مرة اضطررت الى الاستماع الى هذه المقولات من مسلمين اتراك تخلوا عن عقيدتهم دون ان يدركوا ذلك.
    ان إلها خاصا سريا ليس بإله، وكل هذه الحجج والمقولات تبدو واهية، اذا ما تيقنت ان الله يتحدث الينا في قرآنه. ومن يدرك هذه الحقيقة لا يجد مفرا من ان يكون مسلما بأعمق معاني هذه الكلمة.
    الصلاة المفروضة
    ويذهب هوفمان الى انه ربما يمكن القول: انني كنت قريبا من الاسلام بأفكاري قبل ان اشهر اسلامي في عام 1980، بنطق الشهادتين متطهرا كم ينبغي، وان لم اكن مهتما حتى ذلك الحين بواجباته ونواهيه فيما يختص بالحياة العملية. لقد كنت مسلما من الناحية الفكرية او الذهنية، ولكني لم اكن كذلك بعد من الناحية العملية. وهذا على وجه اليقين ما يتحتم ان يتغير الآن جذريا. فلا ينبغي ان اكون مسلما في تفكيري فقط، وانما لا بد ان اصير مسلما ايضا في سلوكياتي.
    اذا كان الدين يعني رباطا يربط الانسان بربه، واذا كان الاسلام يعني ان يهب المسلم نفسه لله، فقد كانت اهم واجباتي، كمسلم حديث عهد بالاسلام، في الخمسينات من العمر، ان اتعلم صلاة الاسلام. وليس من الضروري ان يكون المرء خبيرا في الحاسب الآلي ليدرك ان الامر هنا يتعلق بمسألة اتصال.. ما اصلح فنون الاتصال للاتصال به؟
    ومن المؤكد، على اي حال، انه لا شيء يعرض اسلام المرء للخطر اكثر من انقطاع صلته بربه. من ثم يصبح التسبيح بحمد الله هو العنصر المحوري في حياة كل من يعي ويدرك معنى ما يقوله، عندما يقول انه يؤمن بالله. وبناء على ذلك، فان من لا يصلي ليس بمؤمن من وجهة نظري. فمن يؤكد لامرأة غائبة حبه لها، دون ان تكون لديه رغبة في التحدث اليها تليفونيا او في الكتابة اليها، ودون ان يلقي نظرة واحدة على صورتها طوال اليوم، ليس محبا لها في حقيقة الامر. وهذا ما ينطبق تماما على الصلاة. فمن يعي ويدرك حقا المعنى الحقيقي لوجود الله، ستكون لديه بالضرورة رغبة في التأمل وفي التوجه الى الله كثيرا. وبذلك فقط، يصير ما يردده المسلم كثيرا وهو يقرأ سورة الفاتحة "إياك نعبد وإياك نستعين" حقيقة واقعة. وكنت حتى تلك اللحظات اجهل ما يجب فعله واتباعه في الصلاة. ناهيك عن قدرتي على الحفظ والتلاوة باللغة العربية، ومن ثم كانت اولى اولوياتي آنذاك هي التغلب على هذا النقص. وقبل ان امعن في دراسة مقدمة مصورة باللغة الالمانية للصلاة الاسلامية، تحظى بأكبر قدر من الثقة، طلبت من صديق تركي ان يعلمني الوضوء وكيفية الوقوف في الصلاة، والركوع والسجود، والجلوس على الارض مستنداعلى القدم اليسرى، ورفع الذراعين، واتجاه النظر، ومتى يقرأ المرء جهرا، ومتى يقرأ سرا مع تحريك الشفتين في القراءة، وكيف يقف المرء موقفا صحيحا خلف الامام، وكيف يتصرف المرء عندما يأتي متأخرا الى المسجد، وكيف يتحرك داخل المسجد، انه علم كامل! وفي الحقيقة، فانه من الخطر ان يتصرف المسلم كمسلم دون ان يكون كذلك.
    وتبدأ الصلاة الاسلامية، وان بدا ذلك امرا غريبا، في الحمام او عند مصدر المياه في الفناء الامامي للمسجد بالوضوء. وينبغي تعلم ذلك بحسب تتابعه وتسلسله، وكيف يغسل المرء اليدين، وكيف يمسح الرأس، وكيف يتأكد من غسل الكعبين، كل شيء وضع وحدد على نحو دقيق تماما. وحينما ينوي المرء الصلاة ويرفع اليدين الى الرأس مكبرا مفتتحا الصلاة، فانه ينفصل تماما عن مشاغل حياته اليومية، مما يؤكد قدسية الصلاة بالنسبة له.
    لا يمثل الوضوء مشكلة في البلدان الحارة، حيث تؤدي الحرارة المرتفعة الى سرعة الجفاف. وفي حالة عدم توفر الماء فانه يكفي تنظيف اليدين بالرمل على سبيل الرمز (التيمم)، ولقد تعرضت لمثل هذا الموقف، حينما غاصت السيارة التي يقودها سائقنا الخبير بالصحارى في السابع من شهر ديسمبر عام 1993، اثناء رحلة في منطقة ليوا الغنية بالنفط في الامارات العربية المتحدة، حيث تبدو الرمال صالحة تماما للتيمم. اما في مناطقنا الباردة، فليس من المريح حقا، في حالة عدم وجود مناشف، ان يضطر المرء الى ارتداء جواربه وقدماه مبتلتان. وتبين لي ان تعلم كيفية اداء الصلاة ايسر كثيرا مما كنت اتوقع، لان الصلاة تتكون من وحدات ثابتة تسمى "ركعة" فالركعات هي وحدات الصلاة.
    وينبغي ان يتعلم المرء ايضا عدد الركعات في كل من الصلوات الخمس: الصبح، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وان يعرف مواقيتها، وما ينبغي على المسافر ان يراعيه من احكام الصلاة.
    وتعلمت اخيرا كيفية الوقوف في صلاة الجماعة، حيث ينبغي ان يصطف المسلمون في صف مستقيم تتلاصق فيه الاقدام وتسد الفرج. وهذا التلاصق يرمز بالنسبة لي اكثر من مجرد ضم صفوف. انه يرمز الى التضامن على نحو يؤثر فيّ مجددا كل مرة. ويتجدد هذا التضامن في نهاية كل صلاة مع تحية "السلام عليكم" التي ينطقها المصلي وهو يلتفت يمينا ثم يسارا، وبعد ذلك يمسح وجهه بكلتا يديه اعلانا عن انتهاء الصلاة، وبعدها يمد يديه الى جاره في الصلاة مصافحا ومتمنيا ان يتقبل الله صلاته "تقبل الله صلاتك".
    وروى لي عبد الوهاب عبادة، السكرتير العام لوزارة الخارجية الجزائرية، انه غير هذه التحية مرة عندما كان طفلا. فلقد بدا له انه من الاقرب الى المنطق ان يقول "السلام عليك". وكانت نتيجة ذلك انه تلقى على وجهه صفعة من والده الذي علمه ان المسلم يقول دائما: "السلام عليكم" لان تحيته تشمل جميع المخلوقات المرئية وغير المرئية، تشمل الملائكة وتشمل الصراصير.

    يتبع
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قصة إسلام مراد هوفمن


    يقول هوفمان: لم تمر سوى ايام معدودات قبل ان اشهر اسلامي بنطق الشهادتين يوم 25 سبتمبر 1980، وليس من الامور الهينة ان يقدم المرء كشف حساب وتقييما لتطوره الفكري. لقد كتب هيرمان هسه في احدى رواياته القصيرة "نوفاله" Klein und Wagner عام 1919: "التحدث هو اضمن السبل لإساءة فهم كل شيء وجعله ضحلا ومجدبا". وكتب ايضا في روايته "لعبة الكرات البللورية" محذرا من صياغة معنى داخلي في كلمات، اذ يقول على لسان قائد الاوركسترا: "اظهر المهابة للمعنى، ولكن لا تظنه قابلا للتعلم". لقد فشل عظماء كثيرون في هذه المحاولة. فعمر القوي، ثاني الخلفاء، كان يضطهد المسلمين الى ان اعتنق الاسلام، ولا يمكن حقا فهم كيفية اقتناعه بالاسلام على نحو مفاجئ بعد ان قرأ سورة طه إثر مشاجرة مع اخته. ويستشهد هوفمان في هذا الصدد بقول ابي حامد الغزالي (القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلادي) في اعترافاته: "ان العقيدة لم تتغلغل في نفسه من خلال دليل واحد واضح بعينه، وانما من خلال عدد لا يحصى من اسباب الايمان، وخبرات ومواقف مصاحبة يمكن تعديد تفصيلاتها". ويقول اخيرا: ان عودته الى الاسلام كانت بفعل "نور القاه الله في صدره".
    وفي كتابه الرائع "الطريق الى مكة"، يعرض لأمر هدايته الى الاسلام، اذ يصفه بما لو كانت "ضربة من السماء" قد اصابته. اما انا، فكنت لسنوات، بل لعقود، منجذبا الى الاسلام كالمغناطيس، لانني ألفت افكاره، كما لو كنت قد عايشته من قبل. لقد وجهتني على هذا الدرب ثلاثة احداث اساسية، ذات طبيعة انسانية، وجمالية فنية، وفلسفية، ويرتبط اول هذه الاحداث ارتباطا عجيبا بالجزائر. ففي عام 1960، امضيت شهرين في Chateau Neuf sur Loire لأتمكن من اجادة اللغة الفرنسية، استعدادا لامتحانات القبول بوزارة الخارجية، وهناك، كنت اقرأ يوميا تقارير الصحافة الفرنسية عن حرب الجزائر.
    المسألة الجزائرية
    وقال هوفمان: في اختبار القبول بوزارة الخارجية الألمانية، كان على كل متقدم ان يلقي محاضرة لمدة لا تتجاوز خمس دقائق في موضوع يحدد عشوائيا، ويكلف به قبلها بعشر دقائق. ولكم كانت دهشتي عندما تبين لي ان موضوع محاضرتي هو "المسألة الجزائرية". وكان مصدر دهشتي هو مدى علمي بهذا الموضوع، وليس جهلي به. وبعد شهور قليلة من الاختبار، وقبل ان اتوجه الى جنيف بوقت قصير، اخبرني رئيس التدريب، عندما التقينا مصادفة اثناء تناولنا للطعام، ان وجهتي قد تغيرت الى الجزائر. في اثناء عملي بالجزائر في عامي 61/1962، عايشت فترة من حرب استمرت ثماني سنوات بين قوات الاحتلال الفرنسي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، وانضم اثناء فترة وجودي هناك طرف ثالث هو "منظمة الجيش السري"، وهي منظمة ارهابية فرنسية، تضم مستوطنين وجنودا متمردين. ولم يكن يوم يمر دون ان يسقط عدد غير قليل من القتلى في شوارع الجزائر. وغالبا ما كانوا يقتلون رميا بالرصاص على مؤخرة الرأس من مسافة قريبة. ولم يكن لذلك من سبب، الا كونهم عربا، او لأنهم مع استقلال الجزائر. وكنت عند سماعي صوت سلاح آلي، اتصل تليفونيا بزوجتي الاميركية لتسرع الى شراء ما تحتاج اليه، لان الهجوم التالي في المنطقة نفسها لا يتوقع حدوثه قبل عشرين دقيقة.
    وكانت انبل مهماتي هي اعادة افراد الفرقة الاجنبية من الالمان الفارين الى الوطن بمعاونة من السلطات الفرنسية. وكان عدد هؤلاء الرومانسيين المساكين غير قليل، منذ فر قائد قوات المظلات في العام السابق. وكم كان الموت يجذبهم! وكانت منظمة الجيش السري قد جندت عددا منهم ضمن قوات خاصة (كوماندوز). ومن ثم وجدوا انفسهم بين نارين. كما أن فرص نجاتهم من الموت كانت ضئيلة جدا. وكنت، بصفتي ممثلا للقنصلية العامة الالمانية، اضع الزهور على قبور الكثير منهم. كنت، وأنا ابحث عن ألمان بين الجرحى في المستشفيات، احمل سلاحي معدا للاستخدام. وكنت ادقق النظر في وجه من يقابلني، بل وفي يديه. وعندما كانت القامات تتقابل، كان كل شخص يبتعد عن الآخر عائدا الى الخلف، طلبا للامان، وفي بعض الاحيان كانت زوجتي المذعورة تصر على حماية ظهري، فكانت تسير خلفي على مسافة عدة خطوات حاملة في كم ثوبها سكينا حادة.
    ويسترجع هوفمان بعض الذكريات قائلا: "وما يزال بعض ذكريات تلك الايام يثير كآبة في نفسي حتى الآن. فعندما كنت في طريقي الى مقر اذاعة فرنسا 5، حيث كان من المقرر ان القي، تنفيذا لتكليف من القنصل العام، محاضرة عن "وضع الرقص المسرحي" في المانيا، تعطلت مضخة البنزين في سيارتي الفولكس فاجن من طراز "الخنفسة" في شارع ايزلي الضيق، كثير المنحنيات. وسرعان ما اصطفت السيارات خلف سيارتي، مطلقة اصوات النفير، وفي تلك الاثناء، كان امامي رجل يعبر الشارع، واطلق عليه شخص الرصاص من الرصيف المقابل، فسقط جريحا امام رفرف سيارتي الايسر، واذا بالمهاجم يشير لي بسلاحه آمرا ان اواصل سيري، كي اخلي ساحة اطلاق الرصاص. ولم اكن ارغب في ذلك، بل ولم اكن استطيعه ايضا، واخيرا، تقدم الشخص الذي يحمل السلاح من الرجل المصاب واطلق عليه رصاصة اخرى اردته قتيلا، ثم اختفى في زحام البشر في تؤدة وعلى مهل. ولقد استأت كثيرا ايضا، عندما رأيت مضطرا اعضاء منظمة الجيش السري، وهم يشعلون النار في سيارات شحنوها سلفا ببراميل من الوقود، ويدفعونها من فوق منحدر الى حي يسكنه العرب. ولا بد للمرء من ان يتوقع ان يكون على قائمة القتلى، اذا ما اصبح شاهدا غير مرغوب فيه. وكان حلاقي في الابيار يدرك ذلك جيدا، فحين هاجمت قوات "منظمة الجيش السري" مكتب التلغراف المقابل لمحله في شارع جاليني، ادار مقعده حتى لا يكون شاهدا على ما يجري. ولم يكن تصرفه اقل غرابة من تصرف احد افراد الشرطة الذي عرض عليّ في مايو (ايار) عام 1962 ان يحرس سيارتي، بينما كانت النيران مشتعلة خلف ظهره في مكتبه بالابيار.
    عندما توصل الرئيس الفرنسي شارل ديجول، في ايفيان في مارس (اذار) عام 1962، الى اتفاق مع الحكومة المؤقتة لجبهة التحرير الوطني الجزائري على وقف اطلاق النار في يوليو (تموز) التالي، صعدت منظمة الجيش السري من اعمالها الارهابية، بهدف استفزاز الجزائريين لخرق الاتفاق، فبدأ افرادها في تصفية النشء الاكاديمي الجزائري، وراحوا يقتلون، رميا بالرصاص، النساء اللاتي يرتدين الحجاب. وقبل تحقيق الاستقلال بأيام قلائل، اطلقوا الرصاص على آخر بائع جزائري جائل في الابيار، فأردوه قتيلا امام مكتبي مباشرة. وكان هذا البائع قد عاش ينادي على اسماكه منذ عقود طويلة، دون ان يلحق اذى بأي انسان كائنا من كان. وفي الشارع الذي كنت اقطنه، كان جيراني من الفرنسيين يلقون من النوافذ على المنتصرين بكل ما لا يبخلون به. وكانت الثلاجات التي يلقون بها تسقط على اكوام من القمامة التي لم تزل منذ اسابيع، وهو ما كان من حسن حظ الفئران.
    الاحتكاك عن قرب بالإسلام
    شكلت هذه الوقائع الحزينة خلفية اول احتكاك لي عن قرب بالاسلام المعيش. ولقد لاحظت مدى تحمل الجزائريين لآلامهم، والتزامهم الشديد في رمضان، ويقينهم بأنهم سينتصرون، وسلوكهم الانساني، وسط ما يعانون من آلام. وكنت ادرك ان لدينهم دورا في كل هذا. ولقد ادركت انسانيتهم في اصدق صورها، حينما تعرضت زوجتي للاجهاض تحت تأثير "الاحداث" الجارية آنذاك. فلقد بدأت تنزف عند منتصف الليل، ولم يكن باستطاعة سيارة الاسعاف ان تحضر الينا قبل الساعة السادسة صباحا، بسبب فرض حظر التجول، وبسبب شعار "القتل دون سابق انذار" المرفوع آنذاك. وحينما حانت الساعة السادسة، ادركت وانا اطل من نافذة مسكني في الطابق الرابع، ان سيارة الاسعاف لا تستطيع العثور علينا، لان منظمة الجيش السري كانت قد غيرت في تلك الليلة اسماء كل شوارع الحي الذي اقطنه، بحيث اصبحت كلها تحمل اسماء مثل شارع "سالان" وشارع "يهود" وشارع "منظمة الجيش السري".
    بعد تأخير طال كثيرا، كنا في طريقنا متجهين الى عيادة الدكتور شمعون (قبل ان تنسفها منظمة الجيش السري بوقت قصير)، حيث صادفنا حاجزا اقامته الجمعية الجمهورية للامن، وعلى الرغم من صفير البوق الذي كان السائق يطلقه، فانه لم يكن باستطاعته ان يشق طريقه الا ببطء شديد، وكانت زوجتي تعتقد، في تلك الاثناء، انها ستفقد وعيها. ولذا، وتحسبا للطوارئ، راحت تخبرني ان فصيلة دمها هي O ذات RH سالب. وكان السائق الجزائري يسمع حديثها، فعرض ان يتبرع لها ببعض من دمه الذي هو من نفس فصيلة دمها. ها هو ذا العربي المسلم يتبرع بدمه، في اتون الحرب، لينقذ اجنبية على غير دينه. لكي اعرف كيف يفكر ويتصرف هؤلاء السكان الاصليون المثيرون للدهشة، بدأت اقرأ "كتابهم".. القرآن في ترجمته الفرنسية لـPesle/Tidjani. ولم اتوقف عن قراءته منذ ذلك الحين، حتى الآن، وحتى تلك اللحظة، لم اكن قد تعرفت على القرآن الا من خلال النوافذ المفتوحة لكتاتيب تحفيظ القرآن في ميزاب جنوب الجزائر، حيث يحفظه اطفال البربر، ويتلونه في لغة غريبة عنهم، وهو ما دهشت له كثيرا. وفي ما بعد ادركت ان حفظ وتلاوة القرآن، باعتباره رسالة الله المباشرة، فرض تحت الظروف كافة. ولقد ازعجني رد الفعل الغاضب من جانب احد الجزائريين، عندما حدثته في بار فندق ترانس ميدترانيان في غرداية، عن قراءتي للقرآن، اذ استنكر في صراحة لا ينقصها الوضوح، وجود ترجمات له. واعتبر محاولة ترجمة كلام الله الى لغة اخرى بمثابة تجديف. ولم استغرق وقتا طويلا قبل ان استوعب رد فعله. فاللغة العربية تشتمل على مفردات لا تدل على وقت محدد بعينه. فالمفردات التي تشير الى مستقبل مؤكد يمكن ان تدل على امر حدث في الماضي ايضا. ناهيك عن ان اللغة العربية تتضمن بعض ما يمكن للعربي ان يفهمه تلميحا. وبغض النظر عن ذلك، فهناك المشكلة المعتادة التي تكمن في ان الكلمات التي تعبر عن ذات المعنى في لغتين لا تتطابق في ما يختص بتداعي الخواطر الا نادرا. ومن ثم، فان كل ترجمة للقرآن ان هي الا تفسير يفقر المعنى ويجرده من مضمونه. وهكذا كان الرجل في البار على حق.
    لم تشأ هذه الجزائر، التي ادين لها بالكثير، ان تتركني لحالي، وانما تبعتني كالقدر. فعندما اصبحت سويسرا ترعى مصالحنا في الجزائر، في عام 1966، كان عليّ ان اعمل من السفارة الالمانية في برن على استمرار الاتصال مع من تبقى من بعثتنا الدبلوماسية في الجزائر، من خلال القسم السياسي في السفارة السويسرية. وكان البريد المرسل من بون الى الجزائر، يمر من خلالي اسبوعيا. وبعد 25 عاما من عملي بالجزائر لأول مرة، عدت اليها سفيرا في عام 1987. ومنذ اعتمدت سفيرا في المغرب، المجاور للجزائر، في عام 1990، يندر ان تفارق مخيلتي صورة الجزائر التي ما تزال تعاني آلاما مأساوية، فهل يمكن ان يكون ذلك كله محض مصادفة؟!
    الفن الإسلامي
    وقال هوفمان: هدتني الى الاسلام ايضا، تجربة مهمة، ذات طبيعة جمالية متصلة بالفن الاسلامي، ولهذه التجربة، قصة تتلخص في انني "مولع بالجمال"، وكنت منذ صباي معجبا بالجانب الشكلي للجمال، وارغب الغوص في اعماقه حتى عندما كانت حماتي الاميركية تقول ـ استنادا الى المنهج البيوريتاني ـ ان الجمال مجرد امر سطحي، وانه ليس الا خداعا على السطح. عندما تلقيت في عام 1951 الدفعة الاولى من منحة التفوق، التي تمنحها وزارة الثقافة في بافاريا "للموهبين جدا"، دفعتها بأكملها ثمنا لشراء نسخة مطبوعة على قطعة من الجوت من لوحة بول جوجان: "الفتاة وثمار المانجو". وبما انني لم اكن ممن يقطنون حي Maximilianeum الواقع على اليمين من نهر ايزار Isar، وانما كنت اقيم في المستوطنات السكنية للثوريين الديمقراطيين، عند ميدان ماسمان، حيث يتقاسم العمال والطلبة غرفها، فقد نقلت لوحة جوجان التي اشتريتها الى مسكني هناك، ورحت احللها، ولم ألبث ان اقتنعت بأن الفن الساكن (غير المتحرك)
    ـ الرسم والنحت والعمارة والخط والاعمال الفنية الصغيرة ـ مدين بالفضل في تأثيره الجمالي للحركة المجمدة، ومن ثم، فانه مشتق من الرقص. ولذلك، يزداد احساسنا بجمال الفن التشكيلي كلما ازدادت قدرته على الايحاء بالحركة. وهذا هو ما يفسر انبهاري الشديد بالرقص الذي دفعني الى مشاهدة عروض الباليه كافة في مسرح برينزرجنتن في ميونخ. ومنذ ذلك الحين ازداد اهتمامي بالرقص، واتسع ليشمل كل ما يتصل به. وكنت اقضي كل ساعة فراغ بين مواعيد المحكمة في صالات عروض الباليه، بالقرب من قصر العدل. وحصلت على تمارين للباليه، لكي اتعلم ـ ولو على نحو متخلف ـ رقص الباليه الكلاسيكي، حتى اعرف ماهية ما اكتب عنه. ويعتمد هذا الفن اللطيف، في نهاية الامر، على جهد بدني خارق، وهكذا تعلمت ان اميز، على سبيل المثال، بين الحركات المختلفة واساليب ادائها.
    كان اكثر ما يروق لي هو مدرسة لونافون زاخنوفسكي الروسية، التي تعيش في المنفى، ولقد تربت في هذه المدرسة تلميذات نجيبات مثل انجيلا البريشت، ومنها تكونت في منتصف الخمسينات فرقة "باليه زاخنوفسكي"، التي قدمنا بواسطتها عروضا راقية في ميونخ وفي مدن اخرى في بافاريا. وكنت مسؤولا عن التعاقدات، والدعاية والاضاءة، ووحدة الماكياج. وفي عام 1955، أسست في ميونخ بالاشتراك مع كارل فيكتور برينتس تسوفيد، جماعة اصدقاء الباليه، وتوليت معه باب نقد الرقص في صحيفة ميونخ المسائية.
    كانت المراحل التالية في حياتي هي بايجاز: العمل في ما بين عامي 1954 و1980 ناقدا متخصصا للباليه في صحف في المانيا وبريطانيا واميركا، والعمل محاضرا لمادتي تاريخ وعلم جمال الباليه بمعهد كولونيا للباليه في ما بين عامي 1971 و1973، وتقدمت بمذكرات الى وزير الثقافة الألماني حول تأسيس باليه قومي الماني. ولم يكن بعض معارفي يعلم ان القانون والدبلوماسية هما مهنتي الاساسية، وليس الباليه. وكان الكتاب الاثير حقا عندي، هو كتاب جيلبرت وكونز عن تاريخ علم الجمال كعلم فلسفي. وكعاشق للباليه، ذلك الفن المجرد الذي يجسد الموسيقى، كنت في الواقع ابحث عن الاسباب التي ترغمنا على الاحساس بجمال اشياء او حركات بعينها. ولهذا السبب، كنت اقبع لأسابيع طويلة في احدى الغابات البافارية باحثا في اسس علم جمال الحركة. وهناك تبين لي اننا كبشر لا نملك الا ان نحس جمال الجسد البشري الصحيح وما يتطابق مع مقاييسه. وهو ما ينطبق ايضا علينا كمحللين بصريين لما تفرزه الطبيعة من صور وانواع. يضاف الى ذلك اننا نقرأ الصور في ذات الاتجاه الذي نكتب فيه. وتبين لي اخيرا ان الحركات تستحوذ على انتباهنا بسبب ما يمكن ان تنطوي عليه من مخاطر. وتبين لي آخرا اننا نعجب بحركات الطرد المركزي، لاننا نستطيع ان نتخيلها ممتدة في ما لا نهاية. عبر هذا الطريق، صار الفن الاسلامي بالنسبة لي تجربة مهمة ذات قيمة عالية ومثيرة، ألا يماثل في سكونه تماما ما اسعدني في حركات الباليه، التجريدية: القدرة الانسانية، والحركة الداخلية، والامتداد في ما لا نهاية؟ وذلك كله في اطار الروحانية التي يتسم بها الاسلام.
    وألهمتني اعمال معمارية، مثل الحمراء في غرناطة والمسجد الكبير في قرطبة، اليقين بأنها افراز حضارة راقية رفيعة. واستوعبت جيدا ما كتبه راينر ماريا ريلكا بعد زيارته لكاتدرائية قرطبة، اذ كتب: "... تملكني منذ زيارة قرطبة عداء وحشي للمسيحية، انني اقرأ القرآن وهو يتجسد لي صوتا يستوعبني بقوة طاغية، واندفع بداخله كما تندفع الريح في الارغن". وصار الفن الاسلامي لي وطنا جماليا، مثلما كان الباليه الكلاسيكي من قبل، واصبحت ارى الاعمال الفنية للعصور: الاغريقي والروماني والقوطي، ولعصر النهضة والروكوكو مثيرة، وعريقة، واصيلة، بل وعبقرية، ولكنها لا تنفذ الى داخلي، ولا تحرك عواطفي ولا مشاعري.

    هوفمان يدعو المسلمين إلى إدراك قوة جاذبية الفن الإسلامي
    المفكر الألماني: وضعت الديانة الكاثوليكية لدرايتي التامة بها محل تساؤلات وشكوك
    أدرك المفكر الالماني الدكتور مراد هوفمان ان للدين الاسلامي جاذبية خاصة ما ان يبدأ الشخص في دراسة الاسلام حتى يندفع الى الايمان بمبادئه وقيمه التي تعمل على اصلاح المجتمعات الانسانية. ويدرك تماما ان هذا الدين الرباني مصلح لكل زمان ومكان.
    وروى لي الدكتور هوفمان عندما التقيته في مدينة شيكاغو الاميركية في اغسطس (آب) الماضي جوانب مهمة في قصة اسلامه، مشيرا الى ضرورة الرجوع الى كتابه "الطريق الى مكة" الذي لخص فيه مسيرة رحلته الايمانية الى الاسلام.
    وقال لي هوفمان انه يحرص حرصا شديدا على حضور الملتقيات الاسلامية باعتبارها مدخلا مهما في تقارب المسلمين ومن ثم تفاعلهم وانفعالهم بهذا الدين. وكذلك ضرورة مشاركة المفكرين الاسلاميين في الملتقيات الفكرية الغربية لتصحيح صورة الاسلام المشوه عند هؤلاء الغربيين وابراز الاسلام بصورته السمحة التي تؤكد دوره الاصلاحي للمجتمعات الانسانية كافة.
    يتابع هوفمان حديثه عن جاذبية الاسلام: "انني ادرك قوة جاذبية فن هذا الدين الآن افضل من ذي قبل، حيث انني محاط في المنزل الآن بفن تجريدي، ومن ثم بفن اسلامي فقط. وادركها ايضا عندما يستمر تاريخ الفن الغربي عاجزا عن مجرد تعريف الفن الاسلامي. ويبدو ان سره يكمن في حضور الاسلام في حميمية شديدة في كل مظاهر هذا الفن، كما في الخط، والارابيسك، ونقوش السجاد، وعمارة المساجد والمنازل والمدن. انني افكر كثيرا في اسرار اضاءة المساجد وفي بنائها الديمقراطي، وفي بناء القصور الاسلامية، الذي يوحي بحركة متجهة الى الداخل، بحدائقها الموحية بالجنة بظلالها الوارفة وينابيعها ومجاريها المائية، وفي الهيكل الاجتماعي ـ الوظيفي المبهر للمدن الاسلامية القديمة (المدينة) الذي يهتم بالمعيشة المتجاورة تماما كما يهتم بابراز موقع السوق وبالمواءمة او التكيف لدرجات الحرارة وللرياح، وبدمج المسجد والتكية والمدرسة والسبيل في منطقة السوق ومنطقة السكن. وان من يعرف واحدا من هذه الاسواق ـ وليكن في دمشق، او اسطنبول او القاهرة او تونس او فاس ـ يعرف الجميع، فهي جميعا، كبرت ام صغرت، منظمات اسلامية من ذات الطراز الوظيفي. فما اكثر ما تجولت في سوق مدينة سالي المؤاخية للرباط لكي استعيد حيويتي. انه ذروة مجتمعية حيوية يجد فيها كل انسان مكانا له، شيخا كان ام شابا، صحيحا كان ام مريضاً، فقيرا ام غنيا، ابيض ام اسود، ولا يوجد به عجلة، ولا ازمة ضيق وقت، ولا مبالغة في تقييم الذات، ولا خمور ولا وسائل نقل ثقيل، ولا سياج ولا ابتزاز، وحيث الجميع سواسية، وكل عملية شراء ترتبط بـ"دردشة"، وحيث تغلق الحوانيت ابوابها وقت الصلاة.
    كان ما احسست منذ البداية انه اسلامي وباعث على السعادة هو في واقع الامر التأثير الناضج للتناغم الاسلامي، وللاحساس بالحياة والمكان الاسلاميين على العقل والروح. وهذا ما احسست به في متحف جولبينكيان الاسلامي في لشبونة، مثلما احسست به في المسجد الاموي بدمشق، وفي مسجد ابن طولون بالقاهرة، وفي مسجد القيروان القديم او المسجد السليمي في درنة. وقبل ان يقودني الدرب الفلسفي الى الاسلام، الذي قادني بدوره الى تجربة اساسية ثالثة في حياتي، كنت قد حصلت، وانا بعد في سن المراهقة في مدينة اشفنبرج، على قسط وافر من التعليم الجيزويتي، من خلال عضويتي لجمعية Congregatio Mariana وهي المقابل لحركة "المانيا الجديدة" المتمركزة في الشمال.
    ويعود ارتباطنا، بل تعلقنا الرومانسي، بهذه المنظمة الى فترة حكم النازي، وذلك لان الجستابو لم يتمكن من الكشف عنها عندما كانت تقاوم هذا الحكم سرا. ولم يكن حتى ابي المشتت الفكر يعلم بعضويتي لهذه المنظمة. وكنا نجتمع اسبوعيا مع احد القساوسة الجيزويت في احدى المقابر، في ظل اجراءات امنية مشددة. فكان كل فرد منا لا يعرف سوى افراد مجموعته فحسب. ولكننا تمكنا بمرور الوقت من استقطاب افضل عناصر تلاميذ المدارس الثانوية. وقطعنا بذلك الطريق على منظمة "شبيبة هتلر"، اي اننا منعنا هذه العناصر الجيدة من ان تنضم الى منظمات الشباب التابعة للحكم النازي، ولقد ادهشنا ان عدد افراد المنظمة بلغ عند انتهاء الحرب 80 فردا. بعد ان انقضت الحرب، عدنا الى الاستمتاع بحياة واساليب منظمات الشباب التي كانت سائدة في عشرينات هذا القرن.
    ونظرا لما سبق ذكره، فقد كنت على دراية تامة بالديانة الكاثوليكية، وبأدق شؤونها من الداخل، ولكنني في الوقت ذاته، كنت قد بدأت اضع هذه الديانة محل تساؤلات وشكوك. كنت انا وCarl Jacob Burckherdt نتساءل دوما عما اذا كان من الصواب ان يكون عالم اللاهوت ودارس الاديان مسيحيي الديانة. وبالرغم من اعجابي بفلسفة Ludwig Wittgenstein فاني كنت على يقين تام من عدم وجود دليل ينفي وجود الله. وكنت شديد التمسك بالرأي القائل بأن عدم وجود الله غير مؤكد بشكل قاطع، وان الاعتقاد بوجود الله او نفي وجوده يظل مسألة تحسمها العقيدة ويقين الفرد. ولقد حسمت هذا باعتقادي في وجود الله. وبعد ذلك، ثار سؤال عن ماهية الاتصال بين الله الانسان. ولقد كنت شديد الاقتناع بامكانية، بل قل بضرورة، تدخل الله وتسييره لمجريات الامور. ويرتكز اقتناعي هذا على دراستي ودرايتي بتاريخ الانسانية والعلوم والحق، التي استنتجت من خلالها ان مجرد مراقبة الطبيعة وتتبعها فقط لن يقودنا الى ادراك حقيقة علاقتنا ببيئتنا وبالله. الا يشهد تاريخ العلوم على حقيقة مفادها ان الحقائق العلمية يغير بعضها بعضا بسرعة شديدة؟! كنت بهذه الخطوة قد حسمت يقيني بامكانية، بل بضرورة، الوحي والدين، ولكن اي دين؟ واي عقيدة؟ هل هي اليهودية، او المسيحية او الاسلام.
    وجاءتني الاجابة من خلال تجربتي الثالثة التي تتلخص في قراءتي المتكررة للآية 38 من سورة النجم: "لا تزر وازرة وزر اخرى"، ولا بد من ان تصيب هذه الآية بصدمة شديدة كل من يأخذ مبدأ حب الآخر الوارد في المسيحية مأخذ الجد، لانه يدعو في ظاهر الامر الى النقيض. ولكن هذه الآية لا تعبر عن مبدأ اخلاقي، وانما تتضمن مقولتين دينيتين تمثلان اساسا وجوهرا لفكر ديني، هما:
    1 ـ انها تنفي وتنكر وراثة الخطيئة.
    2 ـ انها تستبعد، بل وتلغي تماما، امكانية تدخل فرد بين الانسان وربه، وتحمل الوزر عنه.
    3 ـ والمقولة الثانية هذه تهدد، بل وتنسف مكانة القساوسة وتحرمهم من نفوذهم وسلطانهم الذي يرتكز على وساطتهم بين الانسان وربه وتطهيرهم الناس من ذنوبهم. والمسلم بذلك هو المؤمن المتحرر من جميع قيود واشكال السلطة الدينية.
    اما نفي وراثة الخطيئة وذنوب البشر، فقد شكل لي اهمية قصوى، لانه يفرغ التعاليم المسيحية من عدة عناصر جوهرية، مثل: ضرورة الخلاص، التجسيد، الثالوث، والموت على سبيل التضحية. وبدا لي ان تصور فشل الله في خلقه، وعدم قدرته على تغيير ذلك الا بانجاب ابن والتضحية به ـ اي ان الله يتعذب من اجل الانسانية ـ امر فظيع ومروع، بل وتجديف واهانة بالغة. وبدت لي المسيحية وكأنها تعود لترتكز في اصولها على اساطير متنوعة ومتعددة. وتبين لي جليا الدور الخطير والشرير الذي لعبه بولس الرسول. لقد قام بولس، والذي لم يعرف المسيح ابدا ولم يصاحبه في حياته، بتغيير بل وبتزوير التعاليم اليهودية ـ المسيحية التي صاغها برنابه وترى في المسيح احد رسل الله وانبيائه. وتيقنت ان المجلس الملي، الذي انعقد في نيقيا (عام 325)، قد ضل طريقه تماما، وحاد عن الصواب وتعليمات المسيحية الاصلية، عندما اعلن ان المسيح هو الله، واليوم، اي بعد مرور ما يزيد على ستة عشر قرنا، يحاول تصحيح هذا الخطأ بعض علماء اللاهوت الذين يتمتعون بجرأة شديدة.
    ومجمل القول انني بدأت انظر الى الاسلام كما هو، بوصفه العقيدة الاساسية الحقة التي لم تتعرض لأي تشويه او تزوير.. عقيدة تؤمن بالله الواحد الاحد الذي "لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" (سورة الاخلاص). رأيت فيه عقيدة التوحيد الاولى، التي لم تتعرض لما في اليهودية والمسيحية من انحراف، بل ومن اختلاف عن هذه العقيدة الاولى، عقيدة لا ترى ان معتنقيها هم شعب الله المختار، كما انها لا تؤله احد انبياء اليهود. لقد وجدت في الاسلام اصفى وأبسط تصور لله، تصور تقدمي، ولقد بدت لي مقولات القرآن الجوهرية ومبادئه ودعوته الاخلاقية منطقية جدا حتى انه لم تعد تساورني ادنى شكوك في نبوة محمد. ولقد سمعت مرارا قبل اعتناقي الاسلام مقولة ان التحول من دين الى دين آخر ليس له اي اهمية، حيث ان الاديان كلها تؤمن في آخر الامر بإله واحد، وتدعو الى الاخلاقيات والقيم ذاتها، وان السلوكيات والاخلاق الحميدة، بالاضافة الى الايمان بالله في قلب الانسان، وان يتوجه الانسان الى الله سرا، لأهم من الصلاة خمسا، ومن صوم رمضان وأداء فريضة الحج، كم من مرة اضطررت الى الاستماع الى هذه المقولات من مسلمين اتراك تخلوا عن عقيدتهم دون ان يدركوا ذلك.
    ان إلها خاصا سريا ليس بإله، وكل هذه الحجج والمقولات تبدو واهية، اذا ما تيقنت ان الله يتحدث الينا في قرآنه. ومن يدرك هذه الحقيقة لا يجد مفرا من ان يكون مسلما بأعمق معاني هذه الكلمة.
    الصلاة المفروضة
    ويذهب هوفمان الى انه ربما يمكن القول: انني كنت قريبا من الاسلام بأفكاري قبل ان اشهر اسلامي في عام 1980، بنطق الشهادتين متطهرا كم ينبغي، وان لم اكن مهتما حتى ذلك الحين بواجباته ونواهيه فيما يختص بالحياة العملية. لقد كنت مسلما من الناحية الفكرية او الذهنية، ولكني لم اكن كذلك بعد من الناحية العملية. وهذا على وجه اليقين ما يتحتم ان يتغير الآن جذريا. فلا ينبغي ان اكون مسلما في تفكيري فقط، وانما لا بد ان اصير مسلما ايضا في سلوكياتي.
    اذا كان الدين يعني رباطا يربط الانسان بربه، واذا كان الاسلام يعني ان يهب المسلم نفسه لله، فقد كانت اهم واجباتي، كمسلم حديث عهد بالاسلام، في الخمسينات من العمر، ان اتعلم صلاة الاسلام. وليس من الضروري ان يكون المرء خبيرا في الحاسب الآلي ليدرك ان الامر هنا يتعلق بمسألة اتصال.. ما اصلح فنون الاتصال للاتصال به؟
    ومن المؤكد، على اي حال، انه لا شيء يعرض اسلام المرء للخطر اكثر من انقطاع صلته بربه. من ثم يصبح التسبيح بحمد الله هو العنصر المحوري في حياة كل من يعي ويدرك معنى ما يقوله، عندما يقول انه يؤمن بالله. وبناء على ذلك، فان من لا يصلي ليس بمؤمن من وجهة نظري. فمن يؤكد لامرأة غائبة حبه لها، دون ان تكون لديه رغبة في التحدث اليها تليفونيا او في الكتابة اليها، ودون ان يلقي نظرة واحدة على صورتها طوال اليوم، ليس محبا لها في حقيقة الامر. وهذا ما ينطبق تماما على الصلاة. فمن يعي ويدرك حقا المعنى الحقيقي لوجود الله، ستكون لديه بالضرورة رغبة في التأمل وفي التوجه الى الله كثيرا. وبذلك فقط، يصير ما يردده المسلم كثيرا وهو يقرأ سورة الفاتحة "إياك نعبد وإياك نستعين" حقيقة واقعة. وكنت حتى تلك اللحظات اجهل ما يجب فعله واتباعه في الصلاة. ناهيك عن قدرتي على الحفظ والتلاوة باللغة العربية، ومن ثم كانت اولى اولوياتي آنذاك هي التغلب على هذا النقص. وقبل ان امعن في دراسة مقدمة مصورة باللغة الالمانية للصلاة الاسلامية، تحظى بأكبر قدر من الثقة، طلبت من صديق تركي ان يعلمني الوضوء وكيفية الوقوف في الصلاة، والركوع والسجود، والجلوس على الارض مستنداعلى القدم اليسرى، ورفع الذراعين، واتجاه النظر، ومتى يقرأ المرء جهرا، ومتى يقرأ سرا مع تحريك الشفتين في القراءة، وكيف يقف المرء موقفا صحيحا خلف الامام، وكيف يتصرف المرء عندما يأتي متأخرا الى المسجد، وكيف يتحرك داخل المسجد، انه علم كامل! وفي الحقيقة، فانه من الخطر ان يتصرف المسلم كمسلم دون ان يكون كذلك.
    وتبدأ الصلاة الاسلامية، وان بدا ذلك امرا غريبا، في الحمام او عند مصدر المياه في الفناء الامامي للمسجد بالوضوء. وينبغي تعلم ذلك بحسب تتابعه وتسلسله، وكيف يغسل المرء اليدين، وكيف يمسح الرأس، وكيف يتأكد من غسل الكعبين، كل شيء وضع وحدد على نحو دقيق تماما. وحينما ينوي المرء الصلاة ويرفع اليدين الى الرأس مكبرا مفتتحا الصلاة، فانه ينفصل تماما عن مشاغل حياته اليومية، مما يؤكد قدسية الصلاة بالنسبة له.
    لا يمثل الوضوء مشكلة في البلدان الحارة، حيث تؤدي الحرارة المرتفعة الى سرعة الجفاف. وفي حالة عدم توفر الماء فانه يكفي تنظيف اليدين بالرمل على سبيل الرمز (التيمم)، ولقد تعرضت لمثل هذا الموقف، حينما غاصت السيارة التي يقودها سائقنا الخبير بالصحارى في السابع من شهر ديسمبر عام 1993، اثناء رحلة في منطقة ليوا الغنية بالنفط في الامارات العربية المتحدة، حيث تبدو الرمال صالحة تماما للتيمم. اما في مناطقنا الباردة، فليس من المريح حقا، في حالة عدم وجود مناشف، ان يضطر المرء الى ارتداء جواربه وقدماه مبتلتان. وتبين لي ان تعلم كيفية اداء الصلاة ايسر كثيرا مما كنت اتوقع، لان الصلاة تتكون من وحدات ثابتة تسمى "ركعة" فالركعات هي وحدات الصلاة.
    وينبغي ان يتعلم المرء ايضا عدد الركعات في كل من الصلوات الخمس: الصبح، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وان يعرف مواقيتها، وما ينبغي على المسافر ان يراعيه من احكام الصلاة.
    وتعلمت اخيرا كيفية الوقوف في صلاة الجماعة، حيث ينبغي ان يصطف المسلمون في صف مستقيم تتلاصق فيه الاقدام وتسد الفرج. وهذا التلاصق يرمز بالنسبة لي اكثر من مجرد ضم صفوف. انه يرمز الى التضامن على نحو يؤثر فيّ مجددا كل مرة. ويتجدد هذا التضامن في نهاية كل صلاة مع تحية "السلام عليكم" التي ينطقها المصلي وهو يلتفت يمينا ثم يسارا، وبعد ذلك يمسح وجهه بكلتا يديه اعلانا عن انتهاء الصلاة، وبعدها يمد يديه الى جاره في الصلاة مصافحا ومتمنيا ان يتقبل الله صلاته "تقبل الله صلاتك".
    وروى لي عبد الوهاب عبادة، السكرتير العام لوزارة الخارجية الجزائرية، انه غير هذه التحية مرة عندما كان طفلا. فلقد بدا له انه من الاقرب الى المنطق ان يقول "السلام عليك". وكانت نتيجة ذلك انه تلقى على وجهه صفعة من والده الذي علمه ان المسلم يقول دائما: "السلام عليكم" لان تحيته تشمل جميع المخلوقات المرئية وغير المرئية، تشمل الملائكة وتشمل الصراصير.

    يتبع
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    من الاهمية بمكان ان يعرف كيف يحدد موضع صلاته، بحيث يضع نظارته وحافظة اوراقه على مسافة نحو 90 سنتيمترا امامه. فلن ينتهك احد موضع صلاة احد آخر، ولن يمر احد من امام احد المصلين مباشرة، وانني لأتذكر انني هممت بمغادرة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، بعد ان انتهيت من الصلاة، يوم 26 من ديسمبر (كانون الاول) عام 1982، وعندما بلغت الباب الرئيسي، كانت حركة السير بطيئة، وكان السبب ان احد القادمين الى الصلاة متأخراً، لحق بها فور وصوله الى الباب، وما يزال يكمل صلاته على الدرج في هدوء تام، بينما انقسمت جموع المصلين المنصرفين من المسجد حوله كما تنقسم حول صخرة. ولم يجرؤ احد على ان يزعجه، او يشوش عليه في صلاته، او ان يقتحم موضع صلاته. اما ما هو اشد غرابة واثارة للدهشة، فذلك الذي رأيته اثناء الطواف حول الكعبة في عام 1992.. فلقد راحت امرأة ضعيفة البنية تؤدي الصلاة دون اكتراث، في قلب الزحام على مسافة بضعة امتار من الكعبة، محاطة بأربعة رجال اشداء يصنعون حولها سياجا بسواعدهم. ومرة اخرى، يتكرر نفس رد الفعل الهادئ من جانب الناس، فلا لوم، ولا تأنيب، ولا كلمة غاضبة، وانما احترام للصلاة. ربما يكون من العسير او حتى من المستحيل، بسبب هذه القواعد الصارمة، ان يغادر المسجد احد من المصلين في الصفوف الامامية قبل ان يغادر الجميع. ولقد اضطررت في عام 1993 الى ان اترك مضيفي في ابو ظبي ينتظرني، لانني لم اجد وسيلة لمغادرة المسجد تتفق مع القواعد. فلكي اغادر المسجد عبر طريق جانبي، كان لا بد من ان امر افقيا من امام المصلين، وهذا هو "الحرام" بعينه.

    هوفمان: خطب الجمعة في العالم الإسلامي تخاطب المشاعر أكثر من مخاطبتها للعقل
    المفكر الألماني أحب أن أؤدي الصلاة بمفردي للتحكم في سرعة ايقاعها واكتشفت أنها تفيد في علاج أعراض التوتر المعاصر
    يواصل المفكر الإسلامي الدكتور مراد هوفمان السفير الألماني السابق حديثه عن مسيرة رحلته الإيمانية إلى الإسلام. وفي هذه الحلقة يتوقف في محطات مهمة ليروي تفاصيل هذه الرحلة الإيمانية، مشيراً إلى حبه لأداء الصلاة بمفرده ليتسنى له التحكم في سرعة إيقاعها مع إقراره بفضل الجماعة والحرص علىها.
    كما يروي لنا هنا قصة أدائها في جماعة إمامته للصلاة في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، عندما كان مشاركاً في الاحتفال السنوي لتجمع شمال الأطلسي الذي أقيم في تلك المدينة في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1985، والمشاعر المضطربة التي انتابته في أول إمامة له لجماعة صغيرة من الأميركيين السود.
    كما يتطرق هوفمان إلى خطب صلاة الجمعة في العالم العربي من خلال خبرته لسنوات طويلة، مشيراً إلى أنها للأسف لا تحقق ما كان يمكن أن تحققه، لأنها تخاطب المشاعر أكثر من مخاطبتها العقل.
    فلنواصل معاً متابعة هذه الرحلة الإيمانية التي قادت هوفمان إلى الإسلام، دين الله رب العالمين.
    استهل الدكتور مراد هوفمان حديثه عن حبه لأداء الصلاة بمفرده، حيث يقول: احب كثيرا ان اؤدي الصلاة بمفردي، حتى استطيع ان اتحكم في سرعة ايقاعها الذي يتسم عادة بالسرعة الى حد ما عند الصلاة في المسجد، بسبب مراعاة ظروف المرضى ومن يكونون على عجلة من امرهم، ومع ذلك، فان لصلاة الجماعة فضلا على الصلاة منفردا.
    بعيدا عن المساجد التي لها امام محدد، يؤم الصلاة فيها، ينبغي قبل كل صلاة جماعة ان يختار في لحظتها من يومها، ويتمتع المضيف بالحق في ان يؤم الصلاة، ومع ذلك فاني احب بشدة ان افوض في امامتها واحدا من ضيوفي (مثل السفير السعودي، او رئيس حزب الاستقلال المحامي محمد بوستة، عندما نلتقي معا على مائدة الافطار في رمضان بمقر اقامتي في الرباط).
    وذات مرة، اقتضت ظروف غريبة ان اصلي انا نفسي إماما، فعند وصولي الى سان فرانسيسكو في العاشر من اكتوبر (تشرين الاول) عام 1985، للمشاركة في الاحتفال السنوي لتجمع شمال الاطلسي، رحت ابحث في دفتر الهاتف وفي سجل الكنائس عن مسجد. وكنت موقنا انني سأجد في عاصمة المذاهب الاميركية جماعة اسلامية. وشد ما كانت دهشتي حينما قرأت: "المركز الاسلامي، 850 شارع ديفيزاديرو، تقام شعائر الصلاة يوميا في الساعة الثانية عشرة، وايام الأحد في الساعة الثالثة عشرة"، تماما كما هو معتاد في الكنائس التي لا تحدد مواعيد الصلاة بها تبعا لوضع الشمس كما هو الحال عند المسلمين. وعندما وصلت الى هناك، وجدت جماعة تتألف من ثلاثة اعضاء من السود. وانتظارا لارتفاع الاذان مناديا للصلاة راح شيخ اشيب الشعر، يضع على عينيه نظارة واسعة مائلة الى اسفل، يقرأ في نسخة عربية من القرآن واضعا الاصبع على السطور. وينضم الى الحاضرين عضو آخر من اعضاء الجماعة، انه يوسف سيمون.. شاب شيعي اسود يدرس العلوم السياسية، ولقد قابل دهشتي بالصمت، اذ لا بد من انه اعتاد ان يعاني التفرقة كأسود بين بيض، وكمسلم بين مسيحيين، وكشيعي بين سنة.
    لم تفارقني الدهشة على الاطلاق، فها هو ذا المؤذن يؤذن للصلاة، ولكنه يبدأ بالاقامة قبل الاذان، ولأن بلالا اول مؤذن للاسلام بالمدينة المنورة كان اسود، فقد شعرت بحرج شديد في ان اصحح خليفته في سان فرانسيسكو. ولكني ما كنت لأستطيع الصمت ازاء كل هذه التطورات المتناقضة، فرحت اروي بحرص شديد انه سبق لي ان كنت في مكة، وانهم هناك يبدأون بالاذان ثم الاقامة.
    ولم يدهشني رد الفعل لما قلت، بل اعتبرته رد فعل طبيعيا، اذ دعتني الجماعة الصغيرة على الفور للصلاة بها إماما، لانني "الاكثر علما" بين المسلمين الموجودين. ولم يؤثر في ذلك بأي حال كوني المانيا ابيض وانني جئتهم لاول مرة. وهكذا وجدت نفسي على غير انتظار في مواجهة القبلة. وتمنيت لو انها كانت، على الاقل، موجهة توجيها صحيحا نحو مكة، وصففت جماعتي الصغيرة جدا في صف مستقيم، ورفعت يدي مكبرا "الله اكبر". وان للمعرفة وحدها وزنا يعتد به. وهذا ما تؤكده ايضا واقعة اخرى، ففي ديسمبر (كانون الاول) عام 1982، أمّ صبي عربي في الخامسة عشرة من العمر، بفندق شيراتون المدينة، صلاة مجموعة من المعتمرين الباكستانيين الاميين. فيما يختص بصلاة الجمعة، التي تتألف بصفة اساسية من خطبتين قصيرتين ثم صلاة ركعتين، فانه لا بد لأدائها من الذهاب الى المسجد، وينهي الخطيب خطبته في العادة برفع يديه بالدعاء الى الله.
    مخاطبة المشاعر لا العقل
    وبناء على خبرتي لسنوات طويلة، لا تحقق هذه الخطب، للاسف، في العالم العربي ما كان يمكن ان تحققه، لانها تخاطب المشاعر اكثر من مخاطبتها للعقل. فهي تردد ما يؤمن به المؤمنون اكثر مما تعمقه. ويظهر ذلك في نبرة صوت الخطباء. فبعضهم يصرخ كما لو كان يستثير حماسة جيش لخوض معركة، وينبغي مع ذلك ان اقر، على الجانب الآخر، انه لا مجال في العالم الاسلامي للوعظ بأسلوب حديث، لانه لا يكاد يوجد به من يدعي الالحاد، فلماذا ينبغي على المرء اذن ان يدعم اسس ومبادئ العقيدة بحجج وبراهين عقلية ومعقدة، بدلا من ان يوظف تربويا ما يسود العالم الاسلامي من إيمان؟ (وهناك ايضا استثناءات ايجابية، فكما يتحمل بعض المسيحيين في ميونيخ مشقة الوصول عبر طرق اطول الى خطيب بعينه، كنت في فترة وجودي بالرباط اذهب حتى مشارف المدينة لأستمع الى إمام مسجد لالا "السيدة" سكينة، المثقف في خطبة صلاة الجمعة).
    اثناء عملي الوظيفي، كان عليّ، تنفيذا لقاعدة بروتوكولية، ان اصلي صلاتيّ عيديّ الفطر والاضحى خلف قادة دول، مثل الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، والملك الراحل الحسن الثاني ملك المغرب. وكان ذلك يجري امام عدسات كاميرات التلفزيون، وكنت في كل مرة المس الروح الديمقراطية التي تضفيها الصلاة الاسلامية حتى على مثل هذه الاجواء. فسجود ملك على الارض مرتديا جواربه امر جد مختلف عن خطو رئيس فرنسا في كاتدرائية ريمس نحو موضع جلوسه المميز.
    يتسم حفظ النصوص العربية، التي تتلى اثناء الصلاة، ومن بينها مقاطع قصيرة او طويلة من سور القرآن، بالنسبة للبعض، بقدر من الصعوبة، يفوق ذلك الذي يتسم به تعلم كيفية اداء حركات الصلاة. ولقد ساءني الا استطيع ان احفظ جيدا النصوص العربية، مما جعلني اشبه بمساعد قس يفتقر الى المعرفة اللاتينية. ولذلك، قررت مثل المسلمين كافة، منذ الازل الى الابد، ان اتعلم من اللغة العربية ما يكفي على الاقل لفهم الصيغ النحوية واصول المتون. (ولقد استفدت كثيرا من هذه المعرفة الاولية، عندما عملت في ما بعد سفيرا في الجزائر). وكان اول ما تعلمته بطبيعة الحال هو سورة "الفاتحة"، اول سور القرآن وفاتحة الكتاب، وهي مكون رئيسي لكل ركعة، ومن ثم، فانها تتلى يوميا 17 مرة على اقل تقدير. وبعد الفاتحة تعلمت السور رقم 112، اي سورة الاخلاص، التي تعادل من حيث مضمونها، وفقا لما يروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثلث القرآن بأكمله، على الرغم من قصر آياتها الاربع: بسم الله الرحمن الرحيم "قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد".
    وتلا ذلك المعوذتان، وهما: سورة الفلق (رقم 113)، وسورة الناس (رقم 114)، ثم سور مكية اخرى قصيرة مثل سورة الفيل (رقم 105)، وسورة قريش (رقم 106)، وسورة الكافرون (رقم 109)، وسورة النصر (رقم 110)، وكذا الآيات من 1 الى 5 من اول سورة نزل بها الوحي، وهي سورة العلق رقم (96): بسم الله الرحمن الرحيم "إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم، الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم". ولم اغامر بعد ذلك بمحاولة تعلم (حفظ) مقاطع اطول من القرآن مثل آية الكرسي (سورة 2 ـ آية 255)، وآية النور (سورة 24 ـ آية 35)، وكذا المقاطع الخاصة بأسماء الله الحسنى، اي صفات الله، (سورة 59 ـ الآيات 22 ـ 24 ـ 35)، الا بعد تقدمي المتنامي في المعارف العربية.
    جوهر سلوك المسلمين
    ان من يحلل نصوص الصلاة، يصل الى اليقين بأن جوهر الصلاة هو ذكر الله ودعاؤه. وهذا يتفق مع ارشاد القرآن الى ان اسمى واجبات الانسان: ان يهتدي بفضل قدراته الذهنية الى معرفة الله والتسبيح بحمده. وهذا هو جوهر سلوك المسلمين. فاذا سألت احدهم عن احواله، فلن يجيب: جيدة او سيئة، وانما سيقول: الحمد لله.
    بعد الصلاة، يقوم المرء بشغف شديد بالتسبيح بحمد الله، مستخدما إما مسبحة مكونة من ثلاث وثلاثين او من تسع وتسعين حبة، واما اصابع يده مرددا في همس: "سبحان الله وبحمده" او "الشكر لله" و"الحمد لله"، و"الله اكبر"، ولعلنا نلاحظ انه ـ خلافا للمسيحية ـ تتعدد اشكال التسبيح والدعاء في الاسلام.
    واذ كانت للدعاء مكانته الرئيسية، فان الانصراف عن الدعاء الى الله يصير نوعا من نقص الايمان، لان "الله قريب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه". (انظر: سورة 2 آية: 186).
    وكما انه ليس للدعاء صورة او قالب محدد، فليس له ايضا موقع او زمن محدد، ولا يشترط ان يكون باللغة العربية، وهو في حالته المثلى ذكر دائم لله. وهذا الذكر الدائم لله هو ما يجتهد فيه متصوفة المسلمين. ولقد قمت انا ماري شيميل بجمع قدر كبير من هذه الاذكار والادعية الاسلامية الجميلة.
    ويرجع الى التصوف الاسلامي الفضل في تماسك وعدم تفكك الاذكار والادعية الاسلامية شكلا ومضمونا، بدءا من المتصوف الاندلسي ابن عربي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي وحتى فريثجوف شؤون في عصرنا الراهن. فلم يتحلل الصوفيون الاسلاميون الحقيقيون على الاطلاق من الشكليات المفروضة، وانما قاموا بعقلنتها. فها هو ذا شوؤن يقول في موضع آخر: "ان المسلم ـ وبصفة خاصة من يتبع السنة حتى في ادق واصغر تفريعاتها ـ يعيش في شبكة من الرموز..."، ومن يحمل هذا في قلبه لا يترك صلاته تتحول الى روتين. وسواء اديت الصلاة في مسجد شيعي في هامبورج، او في مسجد مبني بالطوب اللبن (الطوب الاخضر) وجذوع النخيل في واحة فيجيج شرق المغرب، او في المسجد الاموي في دمشق بفسيفسائه المبهرة، فان الصلاة واحدة، فقد تعلموها على يد معلم واحد (وهو ما حدث بالفعل). وهذا التوحد الشكلي يوفر الهدوء والطمأنينة اللازمين للتركيز التام.
    علاج أعراض التوتر المعاصر
    تنطوي الصلاة في الاسلام، بالاضافة الى جانبها الروحي، على بعد مادي ملموس، فضلا عن بعد سياسي محتمل. فالمرء يحتاج الى وقت طويل حتى يتعلم كيف يجلس على قدميه مسترخيا على ارض صلبة، دون ان يتعرض لتقلصات عضلية، مدركا ان وضع القدمين عاريتين في الوضع المناسب أيسر منه وهما داخل الجوارب. ولكن الجلوس على الارض دون حراك لساعات طويلة على نحو ما يفعله اخوتنا في الشرق امر لم يعد بمقدورنا ان نتعلمه في سن متقدمة.
    ومن المؤكد، ان الصلاة في الاسلام تفيد في علاج اعراض التوتر المعاصر، الذي لا يحتاج الى وقت طويل لتحليل ومعرفة اسبابه. فالانسان المعاصر لا يعمل من حيث الكم، فيما يختص بالعمل العضلي بصفة خاصة، اكثر مما كان يعمل في ما مضى من الزمن، بل ان العكس هو الصحيح. اما الجديد، فهو السرعة التي تجري بها كل الاحداث وتجري بها كل الاعمال، بواسطة التلكس والفاكس والبريد الالكتروني والانترنت والبريد السريع ـ والتي ترهق المرء. فالناس يساورهم القلق من احتمال فقدان السيطرة على الامور ومداهمة المواعيد لهم، والخوف من الفشل، ويزيد تعاطي الخمور والتدخين والاقراص المخدرة والاقراص المنشطة الامر سوءا. ولقد ارتفعت تكاليف علاج انسداد الشرايين عند من يشغلون وظائف الادارة العليا، الى درجة انهم اصبحوا يرغمون على القيام باجازات اجبارية. وكذلك تتناول البرامج التدريبية لمديري شؤون العاملين التغذية الحيوية المرتدة، والتأمل الاستشرافي، وضرورة اكتشاف الفرد بنفسه لطقوس الشاي اليابانية كوسائل للتخلص من التوتر والقلق.
    التحرر الداخلي
    ومقولتي في المقابل، هي ان الصلاة الاسلامية تحقق كل هذا واكثر منه، اذ انها لا تساعد المؤمن على التوقف عن التفكير والاسترخاء فحسب، وانما تساعده ايضا على تحقيق تحرره الداخلي من سحر المال والجاه والمنصب. فبينما يجد الاميركي الذي يعيش تحت ضغوط مختلفة انه امام خيارين لا ثالث لهما: اما الحرب واما الهروب بالانتحار، يختار المسلم اختيارا ثالثا هو ان يفيض مع الاشياء، أي يتوكل المسلم على الله. فبفضل الصلاة الاسلامية لا يستطيع مسلم حقيقي ان يكون متوترا مؤرقا، ولا ان يكون مصدرا للتوتر والارق.
    انني اعرف تماما عما اتحدث. فلقد كان بمقدوري ان اعرف كل العوامل التي تسبب الضغط والتوتر والارق من خلال عملي مديرا لقسم حلف شمال الأطلسي والدفاع في وزارة الخارجية الألمانية في الفترة من عام 1979 إلى عام 1983، ومن خلال عملي مديرا لادارة المعلومات الخاصة بخطر التهديدات بالعدوان في حلف شمال الاطلسي ببروكسل في الفترة من عامي 1983 ـ 1987.
    ابتداء من عام 1980، لم اعد احمل معي في رحلات العمل سوى سجادة للصلاة وبوصلة (صنع تايوان)، لتحديد اتجاه القبلة، وان كنت على يقين بأن منشفة نظيفة تفي بالغرض، وان الله ليس غربيا ولا شرقيا، اذ (فأينما تولوا فثم وجه الله) (سورة البقرة: الآية 115). وراحت ايامي تتشكل اكثر فأكثر تبعا لمواقيت الصلاة، وليس تبعا للساعة التي تسبب القلق والتوتر. فعندما يتواعد المرء مع مسلمين، فانه لا يواعدهم "الساعة الثالثة والربع"، وانما يواعدهم لوقت غير محدد الى حد ما "بعد صلاة الظهر"، او "بعد صلاة المغرب".
    ومجمل القول انني وجدت عين الصلاة تلك الطمأنينة والتحرر الداخلي الذي ينتزع المسلم من الضغوط كافة، لانه يستطيع ان ينتزعه من عالم يقاس الوقت فيه بالمال، والمال فيه هو كل شيء.
    عندما تعرضت في عام 1992 لحملة طعن وتجريح شرسة في وسائل الاعلام بسبب ايماني، لم يستطع بعض من زملائي ان يفهم عدم اكتراثي بهذه الحملة (او انهم اعتبروه نوعا من الكبرياء والغطرسة)، وكان من الممكن العثور على تفسير لهذا السلوك من جانبي في الآية الخامسة من سورة الفاتحة (إياك نعبد وإياك نستعين).
    في تلك الاثناء، صارت الصلاة بالنسبة لي عنصر تنظيم لحياتي على جانب كبير من الاهمية، حتى انني لم اعد ارغب العيش في بلد لا استطيع ان اسمع فيه نداء المؤذن الجميل للصلاة كما هو الحال في فاس، وفي اسطنبول مرة اخرى اخيرا.
    لاحظت مرارا ان الصلاة المنزهة عن الغرض يمكن، بحكم طبيعتها، ان تصير عنصرا سياسيا. فإلى ما قبل اقدام الجبهة الاسلامية في الجزائر على العمل العلني في عام 1988، كان اتباعها قد بدأوا يتجنبون المساجد الخاضعة لاشراف الحكومة (كما يتجنب كثيرون من الاتراك العاملين في المانيا المؤسسات التابعة لوزارة الاديان التركية)، فاسلامهم الموازي ينعكس في صلاة موازية ايضا. ففي البليدة، على سبيل المثال، ادينا الصلاة في عام 1987 في مسكن خاص مجاور للمسجد مباشرة، بدلا من ان نصلي في المسجد. وبالمثل، كان من المظاهر المميزة ان تدخل المسجد مجموعات من الشباب، قبل او بعد صلاة الظهر بوقت قصير، لتصلي في احد الاركان كمجموعة مغلقة، وخلف امام خاص، وهذه هي ذات الظاهرة التي لاحظتها في سبتمبر (ايلول) عام 1994 في مسجد سنان باشا بحيى بارباروس في اسطنبول.
    كانت النتائج السياسية باهرة، عندما ارادت حكومة جبهة التحرير الوطني الجزائري ان تدلل، في احد المساجد بالقرب من ميناء الجزائر يوم عيد الاضحى عام 1988، على مدى ما صارت اليه من تدين وورع. فلقد غضب الشعب بأكمله (او سخر)، عندما تبين له على شاشات التلفزيون ان عناصر قيادية من حزب الوحدة الاشتراكي تجهل بشكل واضح كيفية اداء الصلاة، ولم تمض سوى شهور قلائل حتى اصيبت جبهة التحرير الوطني في شهر اكتوبر (تشرين الأول) عام 1988 بهزيمة قاسية، في انتفاضة شعبية، بينما اكتسبت الجبهة الاسلامية للانقاذ وضع حزب شرعي.
    لإنسان بفضل قدرته على التفكير وإعمال عقله يفاخر بأنه أعظم المخلوقات

    يتبع
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء