النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: من أقوى ما قرأت:الميكانيزمات النفسية الدفاعية كصوارفَ عن الحق..(1)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي من أقوى ما قرأت:الميكانيزمات النفسية الدفاعية كصوارفَ عن الحق..(1)

    للفاضل ابن عبدالبر

    مقدمة لابد منها:



    تسمّى آليات الدفاع النفسيّة Mécanismes de défense psychologiques، أو آليات التكيّف النفسي، وهي مجموع العمليّات اللاشعوريّة التي يستعملها الإنسان " الأنا" le moi ، التي يهدف من خلالها الوعي النفسيّ إنقاص، أو إزالة، أو تغيير كل ما من شأنه أن يمسّ الصحة النفسيّة للإنسان، لتجنب القلق والحيرة والشك ...

    هاته الميكانيزمات les mécanismes، كما تستعمل في الخير تستعمل في الشرّ، وغالباً ما تكون في حالات معيّنة تمسّ وضعيات مختلفة في حياة الإنسان، خاصة في مجال النقاش الفكري والمناظرة الثقافية التي تكون بين شخصينِ، وغرضنا هنا أن نبيّن للملاحدة واللادينيين، تلك الآليات نعرضها لهم ونكشفها أمامهم، حتى يعلموا أن تلك الميكانيزمات قد تكون سبباً رئيساً في إعراضهم عن الحقّ، وعدم اعتناقهم للإسلام العظيم، وانحرافهم عن الصراط المستقيم، ومن جهةٍ أخرى هي سلسلة مقالاتٍ مهمّةٍ للدعاة، المهتمّين بميدان المناظرة والتحاور، حتى يفهموا تلك الآليات ويعملوا على هدمها لأنها تعتبر حائلاً بينهم وبين قلبِ المخالف .

    وكلّ آليةٍ من الآليات سوف نستعرضها مع ضرب أمثلةٍ ملموسةٍ لتقريبها، كما إيضاح مفاهيمها، عسى أن تتنبّه أيها الشاكّ إلى ما قد يكون سبباً في هلاكك، وضيمك، وابتعادك عن نور الإله الخالق.

    وينبغي الإشارة قبل هذا أن الأسباب التي تدفع الآليات للظهور، فد تكون أسباباً حقيقيّةً أو متوهّمةً، نظراً لأن التداخل بين الوعي النفسي وتمثّلات الشخص حول دينٍ ما أو عقيدةٍ معيّنةٍ أمرٌ مستقرّ في بواطن النّفس، وتشكل رابطاً أساسيّاً بينهما. أما أسباب ظهورها عند الملاحدة فلا يخرج عن أسبابَ معدودةٍ في حالتهم وهي :

    - الخوف من الأنا الأعلى La peur du surmoi : والأنا الأعلى كما وصفها عالم النفس سيغموند فرويد Sigmund Freud، هي الضمير الأسمى للإنسان، أي الإنسان في حالته الكماليّة والذي يدعوه إلى القيم الخيّرة ونبذ الشهوات، هذا " الأنا الأعلى" يكون متشبّعاً بما شبّ عليه المرء من ثقافة ودين وعاداتٍ وتقاليدَ أخذها عن والديه كما أصدقائه ومجتمعه بصفةٍ عامّة، شرطَ أن تكون هاته القيم خيّرةً بطبيعتها، فالملحدُ خوفاً من تلك الأنا الأعلى بصفةٍ لا شعوريّة قد يستعمل آليةً من آليات الدفاع النفسي لتبرير معتقده، وتسفيه معتقد الآخر، ومردّ ذلك حسب التحليل النّفسي أن الإنسان في صراعٍ بين " الأنا الأعلى"، و " الهُو" le ça، والذي يمثل مجموع الغرائز التي يصبو الإنسان إلى إشباعها بصفةٍ محرّمةٍ دون ضوابطَ أو قيودٍ، وبهذا الاعتبار إن كان الدين هو المزوّد الأساسي لثقافة " الأنا الأعلى" وهو ممثلّه واقعاً، فإن الإلحادَ هو التمثيل الواقعيّ لـ "الهو" بكافة غرائزه!

    فبالتالي حينما يخشى الإنسان أن يعتنق الدين الذي لطالما حاربه ورفضه، وجاءته حجّة ليست قابلةً للرفض أو للنقض، فستنطلق بصفة لاشعوريّة آليةٌ من آليات الدفاع لكي تضمن تبريرا لمعتقد الإلحاد، هروباً من الإلزام ونصرةً للهُو !

    - العُجب "بالأنا" Le Moi : والأنا هي الشخصيّة الإنسانية المتوسطة بين " الأنا الأعلى" و "الهو"، فيكون أن الملحد مثلاً درسَ سنواتٍ فكراً معيّنا أو فلسفةً، فكان أنه أثناء حواره مع أحد أهل الإسلام – مثلا- فإنه يدخل للحوار واثقاً بنفسه وبمعارفه، معجباً بها مزهوّاً بثقافتها، فإن أعيته حجج محاوره يكون عجبه بنفسه سبباً في اندفاع تلك الآليات الدفاعيّة، فعوض أن يناقش الحجة يقول في نفسه " أنا درستُ وبلغتُ مبلغا من الثقافة بحيث لا يأتي مسلمٌ ويغيّر معتقداتي" فهنا تمّ استعمال آليةٍ من آليات الدفاع -التي سوف نأخذها بالتفصيل في لاحق المقالات-، لكي يبرر استمراره على معتقده، فعوض أن يناقش الحجة استهون من معارف محاوره وأعلى من شأن نفسه !

    - النبضات اللاشعوريّة pulsions inconscientes : وهي المحركّ الأساسي لمختلف المشاعر الإنسانيّة، كالغضب، التكبر، السخرية، الدونية، العناد وغيرها .. فحينما تنطلق تلك المشاعر أثناء المناظرة حينها، بصفةٍ لاشعوريّة تنطلق تلك الآليات الدفاعيّة، لكي تحبط من سير المناظرة، فتتحول من مناظرة يرجى فيها الحق إلى مناظرة عنديّةٍ يحاول فيها طرفٌ إلزام آخر عبر شتى الطرق !!

    فتلكَ جماع الأسباب التي استقيناها من خلال حواراتنا معهم، وملاحظتنا لهم، وفي لاحق المقالات إن شاء الله تعالى، سنأخذ كل آليةٍ من هاته الآليات الدفاعيّة بالتحليل والبرهنةِ، مع ضربِ مثالٍ لتيسير فهمها، وكيفيّة معرفتها وتجاوزها، سواءٌ بالنسبة للإنسان الملحد أو المسلم، بغيةَ عدم الانجرار وراءها كصارفٍ أساسيٍّ يصرف عن الحق، ويمدّ الشاكّ بالباطل، ويملي له موقفه، ويبرّره له، فما الحياة إلا فرصةٌ ذهبيّة للإنسان لكي يفتح قلبه لنور الله تعالىَ، فرصةٌ تقاس بالسنوات الأرضيّة نعم، لكن يترتّب عليها سنوات لا محدودة من الخلود الأبديّ، وكلّ نفسٍ مخلّدةٍ بعد هاته الحياة، فإما نعيمٌ وإما جحيم !

    http://articles.islamweb.net/media/i...ng=A&id=215533
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  2. #2

    افتراضي

    للأمانة لا أتفق كثيرا مع ما قيل هنا
    تقسيم فرويد يحمل غلو مشط وانحياز كبير لمنطقة اللاوعي ولا يمكن التأسيس لحرية الإختيار والمسؤولية الكاملة في الدنيا والآخرة في ضوء أقانيم فرويد..والتسليم بهذه المقدمات والإنطلاق منها يمنح الملحد حق الكفر بل ويجعل له حجة أمام الله طالما أن كفره أو كبره ما هو إلا ردة فعل لاشعورية أشبه ما تكون بقانون من قوانين الفيزياء الكلاسيكية //إذا كان..فإن// أو //مثير..استجابة.
    فالملحدُ خوفاً من تلك الأنا الأعلى بصفةٍ لا شعوريّة قد يستعمل آليةً من آليات الدفاع النفسي لتبرير معتقده، وتسفيه معتقد الآخر
    فإن أعيته حجج محاوره يكون عجبه بنفسه سبباً في اندفاع تلك الآليات الدفاعيّة
    بصفةٍ لاشعوريّة تنطلق تلك الآليات الدفاعيّة
    التعديل الأخير تم 03-07-2017 الساعة 07:49 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    جميل هذا التباحث
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    كتكملة للمقال و حتى يقرأه الملاحدة و اللادينيون قراءة سليمة. بغض النظر عن الميكانيزمات التي تعمل على مستوى نفسية الكافر، و بغض النظر عن اللاوعي أو الأنا الأعلى أو الأنا أو الهو هذه المسميات التي يُعبّر بها حديثا عن طبقات النفس الإنسانية عامة إذ ألهمها الله تعالى الفجور و التقوى و لا تقتصر على نفسية الكافر، أريد القول أن ليس هناك كفر اضطراري مع بلوغ الرسالة إلى المكلف، الكفر كفران : كفر جهل أو عدم إحاطة و كفر جحود مع المعرفة و الإحاطة.

    - أولا : لأن الحقيقة واحدة لا تتعدد و ليس بعد الحق إلا الضلال و ليس بعد العلم إلا الجهل.

    - ثانيا : لأن الله تعالى أقام للحقيقة حججا في الواقع متمثلة في دلائل الوحي و النبوة و في نفسية كل إنسان سوي من آليات يستدل بها عليها مع بعض التفاوت طبعا و المعتبر في الحساب الإلهي كما في قوله تعالى : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. و قوله : لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ . و يندرج تحت ذلك المرض العقلي الذي قد يحول بين المرء غير السوي و بين خاصية الإدراك السليم. فمن أدرك الحقيقة إدراكا تاما و لم يؤمن بها فلا يقال إن الآليات النفسية حالت بينه و بين الإيمان و الإعتراف و أدت به إلى الجحود لأنه مع ذلك لا يزال مختارا و بإمكانه أن يقبل الحق و أن لا يتبع هواه. و من كفر على غير إدراك للحقيقة على وجهها أو عن جهل بتفاصيلها لا عذر له أيضا لأنه تجرأ على إنكار شيء فطري فيه و عنده مقدماته العقلية و المنطقية الكافية لتحمله على مجرد المضي في التساؤل و البحث أو على الأقل أن يتصرف بتواضع و إنصاف إزاء ما ظهر له من الحقيقة و لا ينساق وراء الإنكار الأعمى و التعالم على كبريات الحقائق بجهل في أسوء الأحوال هو جهل نسبي و ليس مطلقا.

    - ثالثا : أن الحقيقة لا تكون مُدرَكة دائما حتى مع العلم بها ما لم يكن هناك استعداد نفسي و بذل جهد عقلي في الطريق إلى قبولها بالنظر فيها و إعمال العقل في دلائلها بإنصاف و تجرد. و لأن الهداية أعظم استحقاق يناله بشر فهناك صوارف عنها – من ضمنها الآليات المذكورة – و ذلك عند كل أحد حتى لا يحتج بها كافر : صوارف من النفس (الهوى و الغفلة و الإغراق في الدنيا) و أخرى من الشيطان (الشبهة و تزيين الباطل و التيئيس من رحمة الله بسبب ابتلاءات) فتجب مغالبتها و مجاهدتهما لنيل هذا الإستحقاق الأعظم على الأقل بطلب الهداية كما فعل المؤمنون فلم تصدهم تلك الصوارف. و لذلك قال الله تعالى فيمن اعترض على الوحي زمان النبوة : {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنعام : 25
    وقال تعالى : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)
    و قال تعالى : {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان : 44]

    رابعا : الذي لا يستجيب للحق بعد إدراكه يُخشى عليه أن يحول بينه و بين قلبه و أن ينشئ الله تعالى صوارف نفسية تمنعه من الإيمان بعد تفويت الفرصة على نفسه كما حدث لقوم إبراهيم عليه السلام و لكل من انتكس عن الحق بعدما تبين له. و كما قال تعالى : {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [آل عمران : 86]
    و كما قال تعالى في الكافرين في سورة البقرة و هي من آخر ما نزل من الوحي :
    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)
    و كما قال تعالى عن اليهود و هم رواد الكفر على علم في كل زمان : فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155)


    و في سياق استحقاق الهداية و وجود صوارف عنها قد لا يسلم منها حتى المؤمن و لذلك نسأل الله تثبيت قلوبنا على دينه و نستعيذ به من الفتن. قال الله تعالى : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة : 214]
    وقال تعالى : {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [المائدة : 71]
    و قال النبي صلى الله عليه وسلم : (حُفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره)
    و قال : (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة)

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    للأمانة....لا أسلّم لك في مجمل ما انتقدتَه...خصوصاً قولك:
    تقسيم فرويد يحمل غلو مشط وانحياز كبير لمنطقة اللاوعي ولا يمكن التأسيس لحرية الإختيار والمسؤولية الكاملة في الدنيا والآخرة في ضوء أقانيم فرويد
    فليس انحيازاً ألبتّة....ولا يتناقض مع مبدأ حريّة الاعتقاد...

    إنما الحاصل هو التفريق بين "التفسير" و "التبرير"...

    المقالات المتحدّثة عن الميكانيزمات تتحدّث عن تفسير ردّات فعل بعض المحاورين...وليست تبريراً لها....

    مثلاً...تأتيك مقالة اجتماعيّة تتحدّث عن شعور الفقير بالظلم الاجتماعي ورؤيته لمظاهر الفساد والرشوة ووقوعه أسفل السلّم في النظام الطبقي....وهذا الشعور كان محرّكاً له في سرقته ووقعه بين يدي الشرطة...

    السؤال: هل شعوره هذا يسقط جنايته أو يلغيها أو يكون أداة نافعة للدفاع عنه وتبرئته؟؟ الجواب كلا

    لكن المقالات تؤسس كلّها مفاهيم نفسية أو اجتماعيّة من المفيد معرفتها واستحضارها أثناء الحوارات حتى نفهم ردات فعل المخالفين ودوافعها...سأضرب لك مثالاً في المداخلة التالية:
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    مرّ على محاورٍ أعرفه مثالٌ لمخالفٍ ترك الدين لأسبابٍ سخيفةٍ جداً...وفي ثنايا الحوار وأثناء معرفة مواطن التوهّم والاشتباه كان يقول لمحاوره؟: أرجو ألا تنسى أنني درست الشريعة أربعة سنوات وامتلكت شهادةً فيها...كأنه يقول: لا تحاول...لقد خبرتُ كلّ شيء وأنا لا أتحدث عن جهل....طبعا أسلوب نفسي بامتياز يحاول أن يبرّر به موقفه الديني...أظنه يُسمّى الإسقاط (أرجو من الفاضل ابن عبدالبر أن يصحّحني...

    وبعد حوارات قصيرة جداً تم نسف كل شبهاته...حتى كلمة نسف كبيرة على وصف الموقف...لنقل: تم النفخ عليها....وهوووووب....عاد للإسلام

    وهناك الكثير من المواقف التي نراها عند المخالف والتي تستحق التحليل لنفهم منها كيف يفكّرون...وهو ما جاءت لأجله هذه السلسلة
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  7. #7

    افتراضي

    علم النفس يحب الأمثال كما يقول أحد المختصين ..مثال السرقة وما يلحقها من عقوبة لا يعبر عما أريد قوله لأن المثال ينطلق من الوعي أو من الشعور..وعي السارق بسرقته وشعوره بما يفعل -رغم التأثيرات- بدليل أننا لو وضعنا أشخاصا آخرين في نفس تلك الظروف والتأثيرات فلن نحصل على نفس النتيجة. هذا دليل أن التأثيرات الخارجية اللاَّوعية غير حتمية التأثير..في فكر فرويد تنقلب الصورة هو ينطلق من نقطة تقع خارج الوعي في اللاشعور هي المتحكمة في السلوك على حساب الغاية والقصدية وربما أقرب مثال يمكن التعبير به عن هذه الفكرة هو لشخص ارتكب جريمة تحت تأثير الكحول أو المخدر..يعني ارتكبها في حالة اللاشعور بالواقع هل يتحمل المسؤولية كاملة أم يكون لغياب الوعي دور في تخفيف الحكم. وحتى مثال السرقة لو أثبتنا أن الواقعة متعلقة بالسرقة الغير مقصودة لذاتها إن صح التعبير كلبتومانيا وليست السرقة العادية فأظن الإجابة عن سقوط العقوبة من عدمها ستختلف قطعا أقلها ستكون موضع جدل.
    هذا ما أردت الإشارة إليه وهو أن لا تؤخذ منطقات فرويد عن اللاوعي كمنطلق للتعميم وليس هو قصد الأستاذ الحبيب بن عبد البر ولا خلاف حول دراسة طرق التفكير أو في تأثير المحيط فعليا على بعض الحالات
    المثال الثاني أظنه يتحدث عن عقدة إثبات الذات أو إرادة القوة في علم النفس الفردي لآدلر أحد تلامذة فرويد
    التعديل الأخير تم 03-09-2017 الساعة 07:19 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء