أنا لا أتحدث عما يعني الأفراد ، فهذه مسائل تخصهم ، انت قلت العقد الاجتماعي في الاسلام ، ولم تقل في أحد المذاهب او حسب رايك أنت ، وعندما تقول الاسلام فهو عقيدة جميع مذاهبه بقطع النظر عن خصوصيات كل مذهب ، العقود والاتفاقيات تبرم منذ عهد حمورابي و ليس منذ القرن 7 م ، اما العقد الاجتماعي مفهوم خاص بالدولة الحديثة وبجان جاك روسو وهي مسائل معلومة في الدول التي تدرس ابنائها هذه المناهج ، هذا لا يعني أن وثيقة المدينة لم تكن اطارا للاتفاق والتعايش بين مختلفين دينيا .
أبرم النبى صلى الله عليه وسلم عقداً مع غير المسلمين وهو المسمى (وثيقة المدينة) ..
وأصل العقد فى اللغة هو: نقيض الحل وإستعير لمعنى توكيد اليمين والعهد ..
فالعقد أشد العهود توكيداً ..
يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ] .. [المائدة: 1] ..
وتعد بنود هذه الوثيقة من أهم مبادىء الدولة فى الإسلام ..
والإسلام سابق بهذه الوثيقة لفكرة (العقد الإجتماعى) التى نادى بها فلاسفة الغرب ..
فقد نصت فى مقدمتها على: [هذا كتاب من محمد النبى (رسول الله صلى الله عليه وسلم) بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن اتبعهم فلحق بهم وجاهد معهم .. انهم أمة واحدة من دون الناس] إهـ ..
وهذا النص يشير بوضوح لمفهوم المواطنة ..
كما نصت على: [وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم .. وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين .. وأن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم] إهـ ..
وهذا النص يشير إلى مبدأ الدفاع المشترك ضد الأعداء ..
وأن لكل من المسلمين واليهود دينهم ..
وهذا معناه ألا يفرض أحد دينه على الآخر أو يصادر حريته فى الإحتكام لشريعته ..هذا غير صحيح ..
بل نابع من صفتهم وهويتهم التى تميزهم عن غيرهم والمشترك الوحيد بينهم هو المشترك الإنسانى ..
والمواطنة لا تعنى إلغاء الهوية أو الخصوصية الثقافية ..
- صحيح المشترك بينهم هو المشترك الانساني والعقود تقوم على المشترك وتنظم المختلف ولا تجعل من جهة أكثر هيمنة على أخرى .
Bookmarks