النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الأَخطاءُ الأُصولية لِعَدنان إبراهيم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2013
    الدولة
    http://ahmad-mosfer.com/
    المشاركات
    118
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي الأَخطاءُ الأُصولية لِعَدنان إبراهيم

    لا يختلف اثنان أنَّ عِلم أُصول الفقه هو العِلم الذي يَقضي ولا يُقضى عليه ،كما أفاده ابن دقيق العيد(ت: 702هـ) رحمه الله تعالى ، فبه تُعرفُ الأحكام والأدلة وأسباب الإستنباطِ والدلالات والترجيح

    وبعض الذين تصدَّروا الساحةَ اليومَ ممن لا يَلزمون جادَّة السلف ، ينطبقُ عليهم قولُ الله تعالى : ” ويتعلَّمون ما يضرُّهم ولا ينفعهم ” ( البقرة : 102) .

    ومن المؤسف أنَّ عُلوم السنة اليوم أضحت تُلاكُ في الحَنكِ بلا وقار ولا خشية من الله ، وهذا معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : “يُوشكُ أن يقعد الرجل منكم على أريكتهِ يُحدِّث بحديثي فيقول : بيني وبينكم كتابُ الله ، فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه ، وما وجدنا فيه حراماً حَرَّمناه ، وإنما حرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرَّم الله ” أخرجه أبو داود والترمذيُّ والحاكمُ بإسنادٍ صحيح .

    وظهور المُتمشيخِ المدعو ” عدنان إبراهيم ” في الأوساط العلمية قبل بضع سنوات ، كان سبباً في فتح قنوات جديدة من الشرِّ تُنسبُ إليه ، وأستغفر الله تعالى من سردها لبشاعتها ، ومنها : القول بنفي إيمان الملائكة ، والجرأة على الكلام حول الحدود ، والتشكيك في بعض ثوابت الدِّين ، والحكم على الكافرين بحكم المؤمنين ، ونبش نظرية التطور وتعظيم الكلام حولها بالإطراء والتفخيم ، وتهوينِ سبِّ الصحابة رضي الله عنهم، وإنتهاك كرامتهم بقصص مدسوسة منحولة ، والتفنُّن في القدح في معاوية رضي الله عنه برواياتٍ مُغرضةٍ خبيثةٍ ، والقدح في كُتب أهل الحديث الصِّحاح ، والحكم على أخبار الآحاد بالضعف وأنها ظنية ، وإستصغارُ مصنفات العلماء المتقدِّمين لا سِّيما في باب التصحيح والتضعيف والجرح والتعديل ، وتحكيم العقل في مسائل الشرعِ ، وتحريضِ الناس على مخالفة الإجماع ، والدعوة إلى التجديد في دين الله بغير منهج الأنبياء ، وتبرير أعمال الروافض لعنهم الله ، والتشكيك في خروج الدجال ، والتشكيك في رجوع عيسى ابن مريم عليه السلام ، والتكذيب بأحاديث المهدي المنتظر.

    وغيرها الكثير من البوائق التي نصبَ لها الرايات وطارت بها القنوات ، وفحواها أن الرسول صلى الله وسلم قد خان شريعة ربِّه ! ، وحاشاه من ذلك .
    وقد قال الإمامُ مالك (ت: 179هـ) رحمه الله تعالى في مثل حال ذلك المتمشيخ : “من ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنةً فقد زعم أن محمداً قد خان الرسالة ، لأن الله تعالى يقول ” اليومَ أكملتُ لكم دِّينكم”( المائدة: 3 ) فما لم يكن يومئذٍ دينٌ ، فلا يكون اليومَ دينٌ” .

    وتبصير الناس بمنهج العلماء في أمثال أولئك الذين لا يدرون أنهم لا يدرون ، من الواجبات المُتحتِّمات لمن قَدَر على ذلك .
    فقد قال الحميدي (ت: 219هـ )رحمه الله تعالى :” والله لأن أغزو هؤلاء الذين يردُّون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحبُّ إليَّ من أغزو عِدَّتهم من الأتراك” .

    ولأنَّني لم أقف على من تتبَّع الأُخطاء الأصولية – رغم أهمِّيتها – للمدعو عدنان إبراهيم ، فقد استنفدتُ وسعي واستفرغتُ طاقتي لبيان ذلك ، رغم ضعفي وضِّيق وقتي ، ولستُ والله بطلَّاع أنجُد وقَطاَّع مَرصد ، ولكن نصحاً للأمة وكشفاً لبعض سواد هذه الغُمَّة ، وليعلم ذلك المغرور أن مرتعهُ وبيلٌ ومصرعه وخيمٌ ، وبالله تعالى التوفيق .

    (أ): الكليات المنهجية لِفقه عدنان إبراهيم :
    الكليات المنهجية عنده ثلاث : تعظيم العقل ، تبنِّي الفكر الإعتزالي ، الدعوة إلى التجديد الإسلامي ، بمنظور عصري .

    وهذه المسائل التي يتحرَّزُ هو من البوح بها علناً ، سَبَقهُ إلى الترويج لها في العصر الحديث ، الشيخان جمال الدِّين الأفغاني (ت: 1315هـ)، ومحمد عبده(ت: 1323هـ ) وهما من أعلام ما يُسمَّى بالنهضة المصرية .

    فقد قاما بخلط مذهب المعتزلة بمذهب الفلاسفة ، ونتج عن ذلك تذويبُ كثيرٍ من القطعيات والمُسلَّمات من قلوبِ كثيرٍ من المسلمين ، نسأل الله العافية .
    وقد حصرهما العلامة محمود شاكر(ت: 1418هـ) رحمه الله تعالى في مضيقٍ ، وألجأهما إلى أضيق طريقٍ ، في كثيرٍ من مقالاته وكتاباته .

    وهذه الكليات التي تتردَّدُ على لِسان عدنان إبراهيم في موادِّه المُسجَّلة والمكتوبة وما ينقلهُ عنه المَغرورون به ، هي التي إلتزمها في كلامه وَحِواراته .

    وطريقتهٌ في توظيف هذه الكليات هي : شرح النصوص بالرأي وليس بالنقل ، وتفخيم الألفاظ والعبارات لإبعاد معاني السلف ، وتقريب معاني الخَلف ، والتمسُّك بالأقوال الشاذَّة ، يُنظر تسجيل : (الدجال والمهدي وعودة المسيح خُرافة ) وتسجيل : (هل خُلقت حواء من ضلع آدم ؟ ) وتسجيل الردُّ على حُلم الخلافة الراشدة ).
    والمُتتبِّع لكلام هذا الرجل وكتاباته ، يَلحظٌ أنه يُريدُ تمثيل الإسلام برؤية الغرب الذي يُقدِّس حضارته بِحلوها ومُرِّها .
    وهذه نظريةٌ قال بها بعض ُالمستشرقين والمستعربين في العصر الحاضر .
    فالقصدٌ منها إظهار العلمانية والليبرالية بالمظهر الإسلاميِّ المُلفت للعامة و الخاصة .

    وتلك النظرية الخبيثة تبدأُ أولاً بتسكين المسلمين عن فعل الخير ، ثم بزرع الشكِّ في نُفوس الناس في مذاهبهم وعُلمائهم ، ثم بإشغالهم بنقد التاريخ وصفحاته وأعلامه ، ثم بتمرينهم على قبول الافكار الغربية المسمومة واظهار عجز المسلمين عن ادراك كنهها ، ثم باستحضار الرموز الغربية وتنصيبها في ذاكرة المسلمين بدلاً عن الرموز الاسلامية المألوفة ، ثم باشغالهم عن أمجادهم وفتوحاتهم بالفنِّ الرخيص الذي ُيجسِّد أعلام الصحابة ومن بعدهم ، ثم بالتشويش عليهم في المنابر في أحكامهم وثوابتهم ، ثم باستئصال كُّل مظهر اسلاميِّ في أبدانهم ونواديهم ، ثم بتأويل نصوص الوحي على أهوائهم ، ثم بترسيخ عقيدة التحاكم الى العقل في أُمور دينهم .

    والملاحظُ في السنوات الأخيرة تكتُّل الليبراليين والعلمانييِّن تحت خندقٍ واحدٍ وهم يهتفون : مستقبلنا أن نكون أو لا نكون ! ، والقصد من ذلك المساومة على البقاء أو الفناء .

    وقد نجحوا في اختراق الإعلام الاسلامي والاقتصاد والقانون وبعض مناهج التعليم ، واليوم لهم صولةٌ وجولةٌ لتطويع العلوم الاسلامية لفلسفتهم المسمومة . وقد ظهر ذلك في التصريح بنقد الذات الالهية ، و التطاول على الأنبياء والرسل عليهم الصلاة و السلام، وسبِّ بعض كبار الصحابة والغضِّ من شأنهم والقدح في عدالتهم .

    ومن الأسلحة الخبيثة التي يتقوَّون بها على العامة : التشكيكُ في فقه المذاهب الأربعة ، ووصفها بالاستعباد للعقلية الاسلامية المعاصرة ، وضرورة التحرُّر من فقه الأئمة الحفاظ الذين ملأوا الدنيا ضجيجا بفتاويهم، أو الفقه البدويِّ كما يلمزون ! سواء من القدامى أو من المعاصرين .

    ومن أسلحتهم ترويعُ الناس من التشدُّد والغلو في فهم التعاليم الاسلامية وتطبيقها على النوازل المعاصرة ، بحجة التمدُّن والحوار مع الآخر ! .

    ومن أسلحتهم نبشُ الِفتنِ التي دارت بين السلف رضي الله عنهم ومَن بعدهم ،وتنزيلُها على الواقع المعاصر بحجج سياسية واجتماعية .

    وهذه العقلية تستمدُّ فِكرها من الفلسفة الغربية الحديثة ، وأعلام الألمان اليهود الذين أسَّسوا الفِكر الليبرالي والعلماني ، وفُلول المرتزقة المتمشيخة الذين جنَّدهم الغرب لتسميم الشباب المسلم ، والإعلام الغربيِّ الذي يدوِّن كل صغيرٍ وكبيرٍ مُستطر، لوأد الإيمان من قلوب الناس ،والثقافة الاستعمارية التي يقصف بها الغرب الطلاب المبتعثين في الجامعات والمعاهد الاجنبية . وإلى الله المشتكى .

    ومن الأخطاء التي وقع فيها بعضُ الدُّعاة اليوم : عدم التصدِّي لفلسفة الفكر الليبرالي والعلمانيِّ ، بحجة ضعفه وهوانه وقُدرة الناس على كسر شوكته . وواجب الوقت الآن يُحتِّم تغييِّر مسار الخطاب الوعظي للحدِّ من نفوذ ذلك الفكر المسموم ، فشياطين الإنس لم يتركوا قرآناً ولا سنةً ولا فِقهاً ولا تأريخاً إلا وطوَّقوا حولها حَبلاً متيناً لوأدها .

    وإذا كان الحُكمُ على الشي فرعٌ عن تصوُّره ،فإن فهم ذلك الفكر المسموم والتحذير منه وتوقِّي إنتشاره من الرُّشد الذي وعد الله تعالى أصحابه بالفوز والفلاح : ” فمن أسلمَ فُأولئك تحرَّوا رشدا ، وأما القاسطون فكانوا لجهنم حَطبا” ( الجن : 14- 15) .

    إنَّ سائمة الليبراليِّين والعلمانيِّين وجدت مرعاً خَصباً ، لتطويع الدِّين لمصالحهم وشهواتهم ، وهم كما قال الله تعالى : “وإن يروا سبيل الرُّشد لا يتخذوه سَبيلا ، وإن يروا سبيل الغيِّ يتخذوه سبيلا ” ( الأعراف:146)،ورضي الله عن ابن مسعود حين قال كلمته المتينة : ” عليكم بالأمر العتيق فقد كُفيتم ” .

    ورحم الله عِظام الحسن البصري حين قال :” رأس مال المسلم دِّينهُ، فلا يُخلِّفه في الرِّحال ولا يأتمن عليه الرِّجال”

    (ب) : منهجية عدنان إبراهيم في الإستدلال :

    الإستدلالُ بابٌ من أبواب أصول الفقه . والأخطاءُ الأصولية عند هذا الرجل تظهر في منهجيته عند النظر والحُكم على الأدلة والنُّصوص والأخبار .

    وعند تأويلهِ وتفسيراته التي لا تُبنى على أصلٍ شرعيِّ مُتفق عليه عند العلماء ، فهو يُؤسِّس كلاماً مُرسلاً بلا ضوابط وتقييِّدات تُفيد السامعَ ، وأعتقدُ أنه يرمي من ورائها إلى غاياتٍ الله وحده الكفيل بإظهارها ، لكن من قرائن أحواله فإن له مقاصدَ غيرُ حميدةٍ وغير مُسدَّدة .

    ولأنه قد تقرَّر عند الأصولييِّن أنه لا يُنسب إلى ساكتٍ قولٌ ، كما وضَّحه الإمامُ الشافعي (ت: 204هـ )رحمه الله تعالى في كتابه
    الأُم ، فقد تتبعتُ واستقريتُ كثيراً من الموادِّ الصوتية والمُسجلة لِعدنان إبراهيم، وبعض كتاباته المنشورة والمتواترة عنه .

    يُنظر على سبيل المثال تسجيل: ( كيف إستطاع جبريل عبور ملايين السنين ؟) و( نظرية التطور ) و( لا يوجد إعجاز علمي في القرآن ) و( الحروف المُقطَّعة في القرآن ) و( يجب تعديل الميراث ) و( الخُمينيُّ ليس شيعياً )و( أفكار ابن تيمية المجنونة )و(ابن تيمية ومرض التكفير )و( تطاول ابن تيمية على الإمام عليِّ رضي الله عنه ) و( ابن تيمية وتقسيم التوحيد ) و( زيارة عدنان إبراهيم لمفتي عمان) ! .

    فمنهجيته في الإستدلال تقومُ على تعظيم المُتشابه ونبذ المُحكم ، ونفي ما يتعارضُ مع العقل بغض النظرٍ عن صحته نقلاً وتواتراً . وهذه طريقة المعتزلة والجهمية ومن وافقهم من المعاصرين .

    ومن منهجيته ردُّ المتنِ إن لم يُوافق هواهُ حتى وإن كان السند صحيحاً ، ومن منهجيته أن الحُكم الشرعيَّ قد يكون مُتغيِّرا وثابتاً في حُكمٍ واحدٍ ، ومن منهجيته أن بعض الأحاديث والآثار لها وجهان ظنِّي وقطعيِّ ، ومن منهجيته أن بعض الأحكام يجوز إسقاطها بدعوى المصلحة والضرورة .

    ومن منهجيته التلبيسُ والتدليسُ على السامعِ أو القارىِء بالألفاظ المُشتركة ،التي تحتمل معاني مُتعدِّدة مما يُورث عند ضعيف العلم : الشكَّ والظنَّ بالدليل أو الحُكم القطعيِّ.

    ومن منهجيته إغفالٌ القرائن في الأحكام فلا يأخذٌ بها أو أنه يتعامى عن معرفتها ، ومن منهجيتهِ في فهم الشريعة أنه يطرح إتَّباع معهود الأُميِّين الذي إستعمله الرسول صلى الله عليه وسلم في خطابه للناس ، بمخاطبتهم بما يعرفونه ويعهدونه ، ومن منهجيته إغفاله للعمومات والمُخصِّصات التي تَرِدُ في النصوص .

    ومن منهجيته إجتهادهُ في مخالفة ما بيَّنه الرسولُ صلى الله عليه وسلم من الأمور المجملة ، فلا يُفسِّرها بميزان الشرع بل بميزان عقله ، ومن منهجيته مُعاملة النُّصوص القطعيات كأنها ظنيات ، ومعاملة النُّصوص الظنيات كأنها قطعيات ، ومن منهجيته أنه لا يردُّ المجهولات إلى المعلومات بل العكس .

    ومن منهجيته أنه لا يردُّ غير الثابت إلى الثابت بل العكس ، ومن منهجيته أنه لا يردُّ المظنون إلى المقطوع بل العكس ، ومن منهجيته أنه لا يردُّ المُختلف فيه إلى المتفق عليه بل العكس .
    ومن منهجيته أنه لا يردُّ النظريَّ إلى الضروريِّ بل العكس ، ومن منهجيته أنه لا يردُّ الغيبَ إلى الشهادة بل العكس ، ومن منهجيته أنه يُقدِّم النفي على الإثبات في أغلب فتاويه ، وقد نصَّ الإمام النوويُّ على خطأ هذه القاعدة في الفتوى ، كما في ” المجموع شرح المُهذَّب ” ( 3/219).

    ومن منهجيته أن الأمر بالحقيقة المطلقة عندهُ أمرٌ بقيودها ،وقد نصَّ ابن قيم الجوزية على خطأ هذه القاعدة في الإستدلال ، كما في ” إعلام الموقعين ” ( 3/175) ، ومن منهجيته أن النظريَّ عندهُ يُعارض الضروريَّ ، وقد غلَّط الإمامُ ابن تيمية (ت: 728هـ) رحمه الله تعالى من إعتقد ذلك كما في ” مجموع الفتاوى ” ( 6/ 532) .

    ومن أخطائه الأصوليةِ إفراطهُ في إستعمال القياس في المُعتقدات والعبادات والغيبيات ، وإستشهاده بالأسانيد الضعيفة التي تُوافق منهجه وطريقته في الإستدلال ، انظر تسجيل : ( عبد الله ابن عمر زير نساء )، فقد إتَّهم ابن عمر رضي الله عنهما بضعف الشخصية والتعلُّق بالنساء ، وأنه لا يصلح للسياسة .
    ومن أخطائه الأصولية زيادةً على ما تقَّدم : الإيغالُ في إعمال الإجتهاد دون تعظيم النُّصوص
    والوقوف عندها ، والضرب بأقوالِ أهل العلم بعرض الحائط ، حتى كأنهم لم يُخلقوا ولم يكتبوا حرفاً في العِلم ، انظر تسجيل : ( مشكلتي مع البخاري ) ! .

    ومن أخطائه الأصوليةِ عدم تقريره لفحوى الأحكام الشرعية التي تعبَ العلماءُ وسهروا في تنقيحها وتهذيبها ، فلا هو شَكر فضلهم ، ولا هو كفَّ لسانه عن غيبتهم وبهتانهم ، بل هو يُعلِّلُ من رأسه لإبطال الدليل ، وقد تقرَّر عند الأصولييِّن أن كل تعليل يتضمن إبطال النصِّ فهو باطلٌ ، كما أفاده الحُصيري في ” القواعد والضوابط ” ( ص/492) .

    ومن أخطائه الأصولية أن أقواله وتقريراته تُخالفُ عَملهُ ، فتكون النية حينئذ ٍفاسدةً ، وهذه قاعدة أصولية قرَّرها السرخسي في ” المبسوط” ( 1/ 239) ، ودليل فسادها توهينه للأدلةِ وتصنيفها بهواه ، وقدحهِ في أعلام الأمة وعلى رأسهم بعضُ الصحابة رضي الله عنهم ، ولا يصدر هذا من قلبٍ من يُريد وجه الله ، كما دلَّت عليه النصوص ، وقد قال ابن عباس رضي الله عنه : ” إن لله عباداً أسكتتهم خَشيتهُ من غير عَيِّ ولا بَكم، إنهم لهم الفُصحاء النُّطقاء النُّبلاء العلماء بأيام الله ، غير أنهم إذا ذكروا عَظمة الله طاشت عقولهم من ذلك، وانكسرت قلوبهم وانقطعت ألسنتُهم ، حتى إذا استقاموا من ذلك سارعوا إلى الله بالأعمال الزاكية ، فأين أنتم منهم ؟ ” أخرجه السيوطيُّ في الدُّر المنثور.

    ومن أخطائه الأصولية أنه يَحكمُ على المسائل في الغالبٍ بحكم التيسير والإباحة ، وهذا مزلقٌ فقهيٌّ خطير، لأنه يُفضي إلى تضييِّع الأحكام في قلوب الناس، انظر تسجيل: ( حكم اللحية- خدعوك فقالوا تشبها بالكفار ) ، وقد تقرَّر عند الأصوليِّين أنه إذا تعارض المقتضي والمانع، يُقدَّم المانع إلا إذا كان المقتضي أعظم ، وقد وضَّح هذه القاعدة السيوطيُّ رحمه الله تعالى في ” الأشباء والنظائر ” ، فلتراجع.

    ومن أخطائه الأصولية أنه يقُرِّر الأحكام العقلية على المسائل الشرعية ، فيكون العقلُ حاكماً والشرع محكوماً ، وهذا عين مذهبِ المعتزلة ، انظر تسجيل حكم الغناء والموسيقى – موضوع مُتعدِّد ) .

    ( ج) : أسبابُ الخطأِ عند عدنان إبراهيم :
    معرفة الأسبابِ سبيلٌ إلى الوقاية من العواقب الوخيمة لكل عَملٍ مُخالف .
    وقد جعلت هذه الأسباب خاتمةً لمقالي ، لتكون عبرةً للمُطالعِ لفكرِ عدنان إبراهيم .

    وليس كُّل من قرأَ وحَفظ وطالعَ وحقَّق يكونُ قَولهُ صوابًا ، والأخطاءُ الُأصولية التي وقع فيها المذكور، لم تُؤذه هو وحده فقط ، بل شقَّت صفوف كثيرٍ من الجماعات المؤمنةٍ السلفية الذين لا يَحيدون عن جادَّة سلف الأمة ، وجعلت كثيراً من طلبة العلم في حَيرةٍ وشكِّ وتوجُّس ، فهل عند صاحبها قدرةٌ وثِقةٌ لتحمُّل أوزارها ؟! .

    الأسباب ستة ، وهي مُستوحاة من موادِّه المسجلة المذكورة سابقاً . الأول : أنه يأخذ الدليل بدون تحرِّي لمقصد الشارع ، فيبُطل الحقَّ ويُحقَّ الباطل ، وهذا ظاهرٌ في كثير من أحكامه وفتاويه ، الثاني أنه يستدلُّ بدليلٍ لا يُناسب المُستدلَّ عليه ، فقد يكون فيه إجمال أو عموم أو إشتراك يمنع من الإحتجاج به ، الثالث : أنه لا يستوفي النظر في فحوى الدليل بل يتعجلُ في الحُكم على جزئياته بحكمٍ كُّلي ، الرابع : أنه لا يحترمُ هيبة النُّصوص وكلام من سبقه ممن أفنوا أعمارهم في طلبه وتقرير مسائله . الخامس : أن يكون في الدليل مأخذٌ لا يصح تنزيله على الحكم العام ، فيجب الترجيح على ضوء مقاصد الشريعة لا على هوى النفوس ورغباتها ، وهو لا يُقرِّر ذلك . السادس : أنه لا يستدلُّ بقواعد العلماء وتخريجاتهم بل يُضعِّفها لعدم مناسبتها لمنهجه وتصنيفاته .

    وختاماً فإنَّني أهمسُ في أذن عدنان إبراهيم بقول حمَّاد ابن زيد(ت: 179هـ ) رحمه الله تعالى : ” كان لنا قاصٌّ – واعظ – يقول في قَصصه : الوقوف عند الشُّبهة ، خيرٌ من الإقتحام على الهلكة ” . والله الهادي .

    هذا ما تيسر تحريرهُ ، والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات .

    د/ أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
    عضو هيئة التدريس بمعاهد القوات البرية

    __________________

    مؤسِّس مُدوَّنة المتوقِّد التأصيلية
    http://ahmad-mosfer.com/

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    المشاركات
    741
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم
    لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)
    وعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سله قال : ( إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ ) ، صححه الألباني رحمه الله في " صحيح سنن أبي داود " .

    بارك الله فيك دكتور أحمد العتيبي. و قد ارتأينا تثبيت الموضوع في ''قسم السنة و علومها'' نظرا لأهميته بخاصة في هذا التوقيت لانتشار فتنة هذا الدعي عدنان على النت و بلوغها الآفاق و كذا استقبال عدد من قنوات الصرف الصحي له في هذا الشهر الفضيل و لأمثاله بهدف القضاء على ما تبقى من رشد هذه الأمة ضمن برامجها مخاطبا للأسف ملايين المسلمين مع التزين لهم كما يفعل الروافض بوجه غير الذي يخفيه و استدراجهم إلى الهاوية. و لعل شباب المسلمين هداهم الله تعالى يتبينون أمره بما طُرح هنا كما في مواضيع سابقة من آليات للفهم السليم لدين الله عز و جل كما تقرر في أصول مذهب السلف.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله

    أهل الكلام لديهم فهوم وليس لديهم علوم ,وهم أذكياء وليسوا أزكياء.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    ( فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ، ولا وفى بموجب العلم والإيمان ، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ، ولا أفاد كلامه العلم واليقين )
    { درء التعارض : 1\357 }

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء