خالد بهاء الدين
==========
الحمد لله وحده.

هل تعبت؟
هل بدأ الشيطان الرجيم يقول لك: استرح، الدّين يُسر، وأنت "رجليك بتنقح عليك"؟
هل بدأَت نفسُك الأمّارة بالسوء تقول لك:" اتفرّج ع المسلسل أو البرنامج، بعد التراويح، ولو لقيت كاسيات عاريات أو شيئا خادشا أو حراما، ابقا اقفل".

هل؟
في الحقيقة، فأنت بدأت اختبارك الحقيقي الآن فقط.
وليس في أول رمضان، حين كنت في عنفوان الحماس والقوّة الإيمانية.

الآن فقط.
وفي كل عام في مثل هذا الوقت تقريبا من رمضان، بعد خمسة أيام وحتى عشرة أيام من رمضان.
أحب أنا أن أسمّيها "فترة الصراع".
حينئذ يختفي كثير من الناس من المسجد.

** حين تستقرّ نفسيّتك، وتعود لحالتها الطبيعية، وتتخلّص من حماسة أوّل الشهر، وتكتشف أن التّعب موجود، سواء وجدت اللذة بالعبادة أو لم تجدها.

وتكتشف أن السأم يأتيك.. فأنت لم تتعود على استمرار العبادة بهذا التركيز.. سواء كنت ممن استعد لرمضان أو لم تكن.
معاينة الحقيقة مختلفة.

** أخطر مراحل الشهر الكريم هي الآن، فإذا طردت وساوس الشيطان، وخواطر النفس، ستسعد وتكمل الشهر بنجاح بإذن الله.

** اسمع:
أشد التعب في الصيام، يذهب بعد ربع ساعة من أذان المغرب، كأنه لم يكن، ينمحي تماما من ذاكرتك.

وأشد التعب من القيام والصلاة، يذهب بعد جلوس ربع ساعة، يمكنك بعدها أن تلعب مباراة كرة قدم عنيفة، لم تتكسر أقدامك.

وكل السأم والملل من إمساك المصحف والمجاهدة على خواطر الشيطان، وحججه لترك المصحف؛ ليس له أي أثر في آخر اليوم.
ولا الطبيخ فسد، ولا صاحبك زعل منك لعدم الاتصال، ولا المشاغل العظيمة التي تهجم عليك في هذا الوقت تأثرت..
كل شيء على ما يرام، وتم إضافة عدد لا يعلمه إلا الله من الحسنات.
غدا تسعد به في وقفتك أمام الميزان، لتعدّ حسناتك وتزنها.

* اسمع:
الدنيا كلها كذلك، صبر ساعات.
مع أول غمسة في النار، يقول أنعم أهل الدنيا: لم أجد نعيما قط.
ويقول أشقى أهل الدنيا من أهل الجنة بعد دخولها: لم أجد شقاء قط.
كما جاء في الحديث.

مثلهما واحد، وأنت جربت بنفسك مثالا في الدنيا.
الاختيار لك.

أعن عبادك يا رب.