السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته :
يثيرُ أعداءُ الإسلامِ هذه الشبهةَ الواهيةَ التي تبينُ مدى حقدِهِم وجهلِهِم ، هذه الشبهةُ حولَ قولِهِ تعالى :
" وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ"
وأن الملائكةَ خُلقت من نورٍ ، والجانَّ خُلِقَ من نارٍ
فقال الجاهلون كيف يجتمعُ الأمران؟
والجوابُ على هذه الشبهةِ كالتالي :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي وَقَرَّتْ عَيْنِي فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ فَقَالَ : ( كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنْ المَاءٍ ) .
رواه أحمد ( 13 / 314 ) ، وقال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 5 / 29 ) : إسناده صحيح ، وصححه محققو مسند أحمد .
والحديثُ صححه الحاكمُ ووافقه الذهبي
إذاً بهذا الحديثِ " كلُّ شئٍ خُلِقَ من الماءِ "
فهل إذا قُلتُ أنا : أنَّ النارَ خُلِقَتْ من الماءِ ، والنورَ خُلِقَ من الماءِ ، هل أكونُ مُخطئاً؟
لفظُ " كلِّ " يفيدُ العمومَ ، ولا يوجدُ في السياقِ ما يخرجُهُ عن العمومِ ، كذلك ولا يوجد نصٌ صريحٌ في القرآنِ أو السنةِ يُقيدُ هذا العمومَ
ليتضحَ أنَّ التعارضَ إنما قام في ذهنِ صاحبِ الشبهةِ ، وأنه لا وجودَ له في الواقعِ
Bookmarks