النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: ما بعد العلمانية (2) : غروب الدين -مفهوم التنبؤ-

  1. #1

    افتراضي ما بعد العلمانية (2) : غروب الدين -مفهوم التنبؤ-

    عندما يتحدث العلماني العربي تحديدًا في المواضيع المتعلقة بجدلية العلمنة والدين أو في سياق رده عمن يحاول إيجاد موضع قدم للدين في السياسة نجده يتبنى لاشعوريًّا أنموذجًا هرميًّا يُقسِّم فيه التاريخ الإنساني إلى مراحل. معيار التقسيم لديه هو القديم يقابله الحديث..الرجعي يقابله العقلاني أو العلمي. ثم وفي ركن خفي يخلع عن نفسه عباءة العلم ليتقمص شخصية الكاهن فيمدنا بوجهات نظر هي أقرب للنبوءة من التفسير العلمي الرصين كقوله مثلاً تلك حقبة قد ولى أمرها ولن تعود نحن اليوم في القرن كذا أو نحن اليوم في زمن العلم والعقلانية انتهى زمن الأديان والطوائف والإنقسامات فتراه يستبق الأحداث محاولاً وضع نهاية للتاريخ تتماشى والخلفية الفكرية التي لديه مستبعدًا سيناريوهات أخرى قابلة للدخول حيز الوجود.
    هذا الموقف مبني في الحقيقة على فكرة أو نبوءة قامت عليها العلمانية منذ بداياتها. وتتمثل أساسا في التنبؤ بتلاشي الأديان عبر الزمن والتبشير بمرحلة أعلى تندثر فيها الأديان أو تنحسر ثم تكون اليد العليا للعلم والعقلانية وصُوِّرَ الدين كأنه جزءًا من مرحلة إنسانية منقضية وأنه في طريقه ّإلى التلاشي. الشيء الذي ساهم وبشكل كبير في منح العلمانية المشروعية وأحاطها بالأنصار خاصة بعد إضفاء الصبغة العلمية على النبوءة التي رُوِّجَ لها على أنها مصير البشرية المحتوم وأنها أشبه ما تكون بالقوانين الطبيعية. وقد نَظَّر لهذا المفهوم كبار دعاة العلمانية في الغرب من الفلاسفة وعلماء الإجتماع رغم اختلافهم في المقدمات من ماركس إلى نيتشة إلى فرويد إلى أوجست كانت ودوركايم. فقد قسم أوجست كانت المجتمعات الإنسانية إلى ثلاث أطوار أساسية وفق ما أسماه قانون "الحالات الثلاث" دينية فلسفية ووضعية جاعلًا من المرحلة الدينية مرحلة بدائية متجاوَزَة لصالح المرحلة الوضعية مرحلة نضج المجتمع واكتماله..وبنفس التقسيم تقريبًا وضع كارل ماركس مراحله الخمس جاعلاً من أدناها مرحلة ظهور الأديان وهي المرحلة البدائية ومن أعلاها مرحلة نضج المجتمع واكتماله وتطور وسائل الإنتاج وكذلك مرحلة القضاء على الأديان واندثارها..وبآليات مغايرة نَظَّر فرويد لذات النبوءة من منظور نفسي عندما اعتبر الدين مرضًا نفسيًّا نتج عن عقدة اوديب في مرحلة بدائية عرفتها المجتمعات ثم يتنبأ فرويد انطلاقاً من هذه التصورات أنه: "يمكننا أن نتوقع أن يتم العزوف عن الدين عبر سيرورة النمو المحتومة التي لا راد لها"..ويرى دوركايم صاحب نظرية الطوطمية أن الدين اخترعته المجتمعات في مرحلة بدائية حيث مَثَّلَ أخلاقًا جمعية شاملة لتلك المجتمعات ولكن كلما تطور المجتمع احتلَّ الدين نطاقاً أضيق على حساب جوانب أخرى من الأخلاق الجمعية كالقانون والعلم..ونيشته بإعلانه موت الإله وتبشيره بالإنسان السوبر المان الذي سيحل محله لم يكن إلاَّ استباقًا للأحداث وتبشيرًا بتلاشي الأديان فالإنسان الأعلى عند نيتشه هو إنسان متحرر من الأخلاق والأديان.
    وفي ضوء هذه النبوءة سادت العلمانية في أروبا وامريكا واعتبرت تمثيلاً لذروة التطور الاجتماعي والإنساني والأنموذج المستقبلي لباقي المجتمعات التي ماتزال قابعة في مرحلة أدنى هي المرحلة الدينية وهي الحقبة التي جسدتها الحداثة حيث يعتبر التنبؤ بالمستقبل سمتها البارزة -انظر مقال ماوراء الفيزياء-

    بيد أن ما بدا واعدًا قد أخلف وعده فما لبثت تلك الوعود أن تلاشت مع نهاية القرن العشرين. فإذا كان القرن العشرون هو عصر الأحزاب والإيديولوجيات المادية التاريخية أو القومية ذات الأحكام المعيارية المتأثرة بقيم الحداثة المائلة نحو الضبط والتحكم والتنبؤ واستطلاع المجهول، فإن القرن الحادي والعشرين هو عصر التجمعات والتكتلات الدينية الطائفية والقبلية والمذهبية والعرقية. لقد حققت هذه التكتلات طفرة في اللحظة التي أخبرنا نيلز بور neils bohr " أن التنبؤ أمر صعب خاصة بشأن المستقبل" وكذلك تضمين حالة المراقب في التجارب الشيء الذي كسر احتكار العلمانية للعلم التجريبي يقول الدكتور هوستن سميث صاحب كتاب أديان العالم والأستاذ المحاضر في الفلسفة وعلم الأديان في عدد من الجامعات الأمريكية: «أحد التطورات الأخيرة المثيرة في الفيزياء إدراك العلماء أن يجب أن يتم تضمين حالة المراقب في التجارب في ذلك الحقل الدقيق...عندئذ فقط تعطينا التجربة موقعها. يبرز هذا أهمية "العنصر الفاعل" في المعرفة the active component of knowing. كيف يؤثر هذا على مسألة مستقبل الدين. إن التنبأ بزوال الدين ونهايته الذي تم التعبير عنه بعبارة "موت الإله" تمت روايته من خلال أعين سجلت معطيات متوفرة ومتاحة لكل شخص. أما الدين فإنه ينظر إليه من خلال عيون الإيمان وهو يرى بذلك عالما مختلفًا أو بتعبير أفضل يرى العالم ذاته في ضوء مختلف. تبدو الأشياء في هذا الضوء الجديد مختلفة بطرق مقنعة بشكل كبير جدا...عندما ننظر من خلال عيون الإيمان فإن مستقبل الدين يظهر مضمونًا أكيدًا مادام هناك بشر فسيكون هناك دين» [1] هذه النظرة الجديدة للعلوم دعمتها الدراسات الأنثربولوجية الحديثة المتعلقة بمستقبل الأديان ففي نهاية القرن العشرين أثبت الأنثروبولوجي روي رابابورت roy rappaport الرئيس السابق للجمعية الأنثروبولوجية الأمريكية في كتابه الطقوس والدين في صناعة البشر Ritual and religion in the making of humanity أن الدين كان ذا مقام مركزي في التطور منذ أن ظهر النوع الإنساني وسيستمر في بقاءه في مركز أي تقدم ثقافي قد نحققه بعد الآن وفي المستقبل.[2]

    تغير العالم الغربي بداية من الربع الأخير من القرن العشرين فبدل أن تتلاشى الأديان كما بشر بذلك منظرو العلمانية الأوائل شاهدنا النبوءة هي من يتلاشى ولهذا يرى يورغن عابرماس أن فكرة المراهنة على الإختفاء التدريجي للديني في خضم التحديث المتسارع هي فكرة بدأت تتآكل وهو انطباع مرده الظهور العالمي الجديد للدين متمثلاً بالإمتداد التبشيري والراديكالية الأصولية والتوظيف السياسي للخطابات الدينية. فالإتحاد السفياتي ورغم استخدامه لمدة سبعين سنة كل الوسائل المتاحة لإخماد الدين واستئصاله وتثبيت العلمانية لم يقدر على تحطيم الكنيسة الروسية الأرثوذكسية التي استنهضها حديثا بوتين ملك الأرتودكسية ليجعلها سندا ومستندا له ولهذا يعتبر عديد الباحثين أمثال مالكوم موغريدج malcolm muggeridge أن الواقعة السياسية الأكثر أهمية في القرن العشرين هو هذا الفشل السفياتي في استئصال الدين فشل تأكد بعد سقوط الإتحاد السفياتي حيث انقلبت أروبا الشرقية بعد أربعين سنة من الإلحاد الرسمي إلى التأكيد على كاثوليكيتها لتجعلها معيار هويتها السياسية. وفي أمريكا برزت الحركات الدينية في أواسط السبعينات حتى أن مجلتا التايم والنيوزويك الأمريكيتين جعلتا من عام 1976 عام الإنجيليين تعبيرًا عن الظاهرة التي اجتاحت الولايات المتحدة..وفي أروبا الغربية بدا الأمر وكأنه تنصيرا ثانيا لأروبا تعزز منذ أواسط السبعينات نتيجة الإنقلاب الذي حدث في سبتمبر 1978 حين رُفع إلى سدة البابوية في الكنيسة الكاثوليكية الكاردينال البولوني كارول فويتيلا -يوحنا بولس الثاني- الذي ساهم في إسقاط الشيوعية في بلده بولندا ورفع لواء إعادة تنصير أروبا وإعادة التأكيد على الهوية الكاثوليكية إجتماعيا وسياسيا. ليتغير العالم في سنوات قليلة فنجد في أمريكا عودة إلى البروتستانتية وفي أروبا وأمريكا الجنوبية عودة إلى الكاثوليكية وفي الصين والهند عودة للبوذية وهيمنة للقومية الهندوسية .

    مغامرة استطلاع المجهول التي رفع لواءها منظرو العلمانية الأوائل لم تستطدم بعودة الأديان التقليدية الكبرى وحسب بل استطدم كذلك بما يسميه بعض الباحثين: "السوبرماركت الروحي" وهو تعبير عن الإنفجار الذي يشهده الغرب على مستوى الإنخراط في ماوراء الطبيعة بظهور تيارات روحية مختلطة كالإيمان بالأبراج والنجوم وظهور ما يعرف بالتيارات الدينية الجديدة التي تعتمد ما يسمى بالبراسيكولوجيا والوعي الداخلي والفيزياء الكمية في سبيل خلق ما يعتبرونه روحانية بدون حدود فهي نظرة جديدة للعالم تحاول أن تضم العلم للروحانية مثل جماعة "العصر الجديد" وجماعة "الهاري كريشنا" وجماعة "العلمولوجيا" أو ما يعرف بديانة الساينتولوجي والتي تضم عددا من مشاهير العالم..بالإضافة إلى النمو والتطور السريع الذي شهدته الوثنية في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفي أجزاء متفرقة من العالم كندا واسكندنافيا وبلدان تشمل شرق وغرب أروبا وهي وثنية ترتبط بمجموعة تقاليد كانت موجودة في أجزاء من أروبا قبل ظهور المسيحية كاليونان ومصر سكندينافيا وبريطانيا وهو ما يسمى بالوثنية الجديدة وهي مزيج من تعدد الآلهة ووحدة الوجود وتقديس الطبيعة. كما ظهرت حركات أخرى انتشرت في غير بيئتها نتاجا للعولمة العابرة للحدود أو ما يعرف بما بعد الدولة القومية كجماعة أتباع مون (كنيسة التوحيد) وهي حركة كورية انتشرت في السبعينات في الولايات المتحدة الأمركية وغيرها من الدول الغربية وجماعة السوكاغاكاي اليابانية التي انتشرت كذلك في الغرب في السبعينات والثمانينات ونبتت البوذية القادمة من آسيا في التربة الغربية، وازدهر التصوف والروحانيات والفلسفات الغنوصية القديمة، وأطل التفكير السحري والخرافي من جديد وروجت ثقافة الأبراج والأفلاك وعبادة الشيطان والملائكة والجن وسكان الكواكب البعيدة وغيرها وتضاعف إقبال الناس بشكل ملحوظ على أفلام وقصص ومؤلفات ذات طبيعة روحية وخرافية وسحر وأساطير..تخمة ماورائية يعيشها الغرب تنبئ عن سقوط النزعة الوضعية والمادية والتي صاحبت أروبا لعقود طويلة.

    أما على المستوى الفكري والسياسي فهناك انبعاثًا للإيمان بالله بدأ يأخذ حيزًا بين المثقفين صاحبه توجه نخب الدولة نحو الديانة المسيحية المحافظة حتى أن مجلتا التايم والنيوزويك الأمريكيتين جعلتا من عام 1976 عام الإنجيليين حيث تأسست في الربع الأخير من القرن العشرين وتحديدا سنة 1978 جمعية الفلاسفة المسيحيين society of christian philosophers وتشتمل هذه الجمعية في عضويتها على آلاف أغلبهم من الشباب من جملة عشرة آلاف عضو منضوين تحت المنظمة الشاملة والأوسع أي الجمعية الفلسفية الأمريكية the american philosophical association وفي أروبا نجد ديدرش فون هلدبراند Dietrich von Hildebrand الأب الروحي للفينومينولوجيا الواقعية التي حملت على عاتقها منذ البداية مهمة النبش ودراسة ماتركه هوسرل بين قوسين عند الإعلان على تأسيس الفينومينولوجيا ونعني هنا موضوع الدين لتكلل مهمته بحصول تلميذه جوزيف سايفرت سنة 1998 على الميدالية الذهبية الأروبية للفلسفة التي يمنحها البرلمان الأروبي ببروكسل اعترافا له بما قدمه من دراسات فلسفية تتوزع بين الميتافيزيقا والفلسفة النسقية والأخلاق ونظرية المعرفة وهو مثال من أمثلة كثيرة تعلن اختراق الدين لمجال الفكر الفلسفي والتنظير السياسي. والمجال الفكري والفلسفي هو المدخل لاختراق قلوب الرؤساء والوزراء وذوي القرار السياسي في الحصون العلمانية ويظهر هذا جليا في قدرة الحركات الإنجيلية على تحريك الولايات المتحدة الأمريكية في أعماقها حيث لعبت الجماعات المعمدانية والإنجيلية دورا بارزا في انتخاب ثلاثة رؤساء دخلوا البيت الأبيض كارتر ريغان وبوش مرورا بالكاثولوكية في أروبا الغربية والشرقية لا سيما بولندا عندما عينت رئيس وزراء كاثوليكي عام 1989 وكأنها أنجلة سياسية أروبية ثانية وهو أحد الأهداف الرئيسة ليوحنا بولس الثاني الذي عمل على دعم الحركات الدينية في أروبا الطامحة للضغط على السلطة السياسية والوصول إليها. كما يلاحظ حديثا وبشكل ملحوظ انبعاث السياسة الدينية في كامل أروبا والعالم وبدت حملات الأحزاب الإنتخابية أقرب ماتكون للحملات الدينية ولعل الإنتخابات الفرنسية الأخيرة أقرب مثال حيث تجمّعَ الكاثوليك حول المرشّح فيون واستنجد ماكرون ولوبان بالكاثوليكية وقام كل منهما بزيارة كاتدرائية وزار ماكرون كل من الجزائر وتونس في حملة دينية لاستمالة أصوات المسلمين في فرنسا وهو انخراط صريح للكاثوليكية والإسلام في الحياة السياسية الفرنسية وهو الشيء الذي تحدث عنه هابرماس عندما أشار إلى تزايد التوظيف السياسي للخطابات الدينية ما يتناقض مع فكرة الإختفاء التدريجي للديني كما تنبأ منظرو العلمانية الأوائل. أما في أمريكا الجنوبية فقد عمل مثقفيها على التوحيد بين الثورة الماركسية والتعاليم المسيحية بتبنيهم أفكار الفيلسوف الماركسي أرنست بلوخ الذي رأى في الدين قوة محرضة على العدالة والإصلاح وهي المقدمات التي بُنِيَ عليها مؤتمر أساقفة أماريكا اللاتينية في كولومبيا عام 1968 الذي أفرز حركة لاهوت التحرير liberation theology وهي حركة لاهوتية دينية ماركسية ظهرت في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي على يد مجموعة من رجال الدين الكاثوليك في أمريكا اللاتينية بتعاونهم وتفاعلهم مع النخب المثقفة في بلدانهم في السعي والكفاح لانهاء الظلم الاقتصادي والإجتماعي والإستبداد وقلب البنية السياسية الفاسدة في دول أمريكا اللاتينية النامية.

    لم يُقض إذن على الفكر الكلاسيكي اللاهوتي الغربي بمجرد قيام ثورات وإعلان انفصال الكنيسة عن الدولة ولم تتلاشى الأديان نتيجة تطور العلم والتقنية وسطوع نجم العقلانية النقدية بل ضل هذا الفكر ينشط في العمق إلى أن آن الأون ليبعث من جديد من رماد الفكر النقدي في أواخر القرن الماضي حاملاً الجديد من القديم في محاولة بناء فهم جديد للواقع الرمزي للإنسان الأروبي بالإضافة إلى تخمة روحية طغت على السطح متمثلة في الوثنية الجديدة وانبعاث الحركات الروحية الجديدة ..ومن يتأمل واقع المجتمع الغربي اليوم على مستوى الفكر والممارسة سيجده عبارة عن رسائل..رسالة إلى أوجست كانت تخبره عن مرحلة رابعة لم يطلها قانون مراحله الثلاث مرحلة ألقت بالوضعية من أعلى الهرم..ورسالة إلى ماركس تخبره أن التاريخ يتقهقر وأن المجتمع الشيوعي المنشود قد اختار العودة إلى مرحلة بدائية..ورسالة إلى نيتشه تخبره أن الإله لم يمت إنما الموتى من ظنوا ان الإله قد مات..ولكن يبدو أن هذه الرسائل لم تصل بعد إلى كهنة العلمانية العربية فهم إلى اليوم يطوفون حول النبوءة ويروجون لمسلمات خاطئة يقول حميد الأشهب وهو مترجم الحوار الشهير لهابرماس مع راتسنغر: «من المسلمات الخاطئة التي ورثناها نحن العرب عن العقود السابقة وزمان الإيديولوجيات والنظريات الفضفاضة هي كون الفكر الديني وخاصة المسيحي منه قد عرف تقهقرًا واضحًا وقضي عليه إلى غير رجعة على يد الفكر النقدي. والحقيقة أن مثل هذه الإدعاءات التي آمنا بها واعتقدنا انها قد تساعدنا على بناء غد قومي أفضل بعلمنة المجتمعات وتنويرها وتحريرها من سلاسل وقيود العادات والتقاليد والشعائر الإيمانية المملوءة بعناصر شتى من الخيال الشعبي والثقافة الشفاهية قد هوت بعد سقوط المعسكر الشرقي وانحسار ما كنا نسميه الفكر التقدمي في عقر داره وماكان لهذا العالم الإيديولوجي الفكري أن يسقط لو لم يكم محاطًا بنقيض له قضى عليه من الداخل»[3]
    -------
    [1] لماذا الدين ضرورة حتمية؟ ص192-193// د. هوستن سميث
    [2] لماذا الدين ضرورة حتمية؟ ص204 -205// د. هوستن سميث
    [3] جدلية العلمنة العقل والدين حوار ليرغن هابرماس وراتسنغر ص19// ترجمة حميد الأشهب

    ------
    مواضيع ذات صلة:
    ما بعد العلمانية (1) : مفهوم الحياد
    ما بعد العلمانية (3) : العَصرنَة والعَلمنَة -مفهوم التقدم-
    ما بعد العلمانية (4) : المثقفون الجدد والسياسة -مفهوم التجاوز-
    التعديل الأخير تم 12-13-2017 الساعة 02:41 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء