كنت أتوقع بشكل غير مباغت أن لفظة "الفاشيون" التى دشنها فضيلة الكابتن بوش ستلقى رواجاً من نوع خاص فى عالمنا العربى ، فيكفى زعيم العالم الحر أن يعبث فى مدخراته الفقهية بشئ من الإبداع .. كى يخرج لنا بصك جديد لعتق رقبة المسلمين من ذل الدنيا وعذاب المعتقلات .. ونقلهم عبر قطار الآخرة السريع إلى موطنهم الأصلى ! ..
وإلى هنا انتهت العملية البوشية.. بإنتهاء الزفير الذى حمل الحروف عبر الميكروفون !
وانطلقت صواريخ الإعلام .. حاملة رؤوس التزوير العابرة للقارات !
لتستقر على مكاتب رؤوساء التحرير .. فى كل بقاع الكوكب العربى !!


لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة.. والتى تتعلق بتعريب اللفظ ..
وتحويلة إلى "حئيئة" إعلامية لا تحتاج إلى قرائن ..!
ثم مدحها وتغليفها.. ومن ثم إعادة إنتاجها بلسان عربى مبين.. ولهجة كنانية قحة..
لتربط على قلب المصطلح الجديد.. وتثبت أقدامه فى دنيا الإعلام الموجه لهجاء المسلمين والإسلام !


ما أن انتهى عزيز العالم المتحضر .. مستر بوش .. من ولادة متعسرة لمصطلح إسلامى جديد.. حتى سارعت أقلام خرجت توها من "البراية" الوطنية ، عديدة كثيرة كالبراغيث .. لتؤكد على حرفية المعلم بوش .. وقدرته على تشخيص الخلل فى هذا الدين الذى يؤرق شعيراته الدموية عى مدار اللحظة ، وهى موهبة لها سوابق وصحف وسجلات بكل تأكيد .. فعلاقتنا مع قواميس العالم الجديد لم تولد اليوم ، فقد أثبت لنا الزعيم من قبل أنه مشخصاتى بارع .. إستطاع توصيف المسلمين بأمور ثبت بعد ذلك أنها "حئيئية" هى الأخرى : "كالإرهاب الجينى" .. و"قابلية التطرف" .. و"تراث العنف".. "المنهج الدموى" .. ومناهج "نفى الآخر" ..!.. إلى آخر تلك القائمة التى ليس لها آخر !


أضاف القديس بوش مؤخراً هذا الـ "تيرم" الجديد بشكل حماسى معقد ، لم يستطع أثناء تدشينه إعلامياً أن يخفى حجم الإحتقان القلبى.. والتصدع العقدى ، الذى تسرب عبر دهاليز الصدور .. ليزاحم لسانه الطاهر !!.. وما يُحسب له فى هذا الصدد .. أن الرجل يبذل مجهوداً ضخماً -على الاقل إعلامياً- لإخفاء هذا الإرث الضخم من الكراهية والبغض للإسلام ، فابتسامته التى يوزعها مجاناً أثناء تأكيده على إحترامه (التام) لمادة الدين الإسلامى ، تصيب الدنيا بحالة من الإصفرار الغبارى كريه الرائحة ، وهو معذور فى ذلك تمام المعذرة .. فالتحول من إدمان الخمور لإدمان التدمير الموجه للإسلام ، قد حوله إلى كائن شديد اللزوجة .. يحاول بين الحين والآخر أن يحرز نصراً كلامياً ولو من قبيل التنفيس !


اللفظ الجديد فى حد ذاته "أعجوزة" !..
لابد أن أشهد بذلك .. حتى وإن اختلفنا فى الطريقة المثلى لتدمير العالم
إلا أنى أحيى فيه روح الإبتكار !!
يحمل مدلولاً إزدرائياً لقطائع المسلمين المنتشرة بطول السكين !
ولا أدرى ما الذى يقوله شخص كهذا لحلفائه الإستراتيجيين من دولة يعرب عندما يختلى بهم خلوة شرعية :
- هل الحديث يدور مثلاً .. وأقول مثلاً.. عن مدى ملائمة حقده وتعصبه لخدمة قضايا المسلمين !
- أم عن دور الحلفاء فى تفسير آراؤه المتقيحة على نحو مقبول عربياَ !
- أم عن وجوب إلتزام الصمت الرسمى والوطنى .. حيال هذه الإجتهادات الأصولية الجديدة !
ام ربما..
يتحدثون عن قضية الفياجرا الكبرى وتأثيرها على مسيرة الإصلاح الديموقراطى فى الوطن العربى !
من يدرى .. لعلهم يناقشون قضايا أخرى عن شئ آخر لا يهم !!


ولكن دعنا من بوش وما يمليه عليه ضميره الدينى من ضرورة قذف الإسلام بصواريخه الحنجرية !
لنمرَ إلى جزيرة هادئة يسكنها خفافيش الجرائد والمجلات والخرابات والحاويات الضخمة لنفايات العقول !
رؤوساء التحرير وكتاب المارينز من فدائى أمريكا ولاعقى الأحذية !

قطعاً كتابنا الاشاوس لم يمروا بتلك المرحلة الصعبة التى مر بها رئيس تاريخى كبوش..
إذ انهم ليسوا بحاجة للإقلاع عن إدمان الخمور .. لأنها ليست حراماً !.. أضف إلى ذلك قدرتهم على الجمع بين التدين الصافى غير المؤدلج.. وبين ساديتهم الشبقة للنيل من الإسلام وأهله ، وهو الأمر الذى يحترفه شخص مقرف بحجم "بوش بن بوش" !..

اللهم لا إعتراض على علاقة العشق التى ربطت بين قلوب تآلفت على الكيد للعرب والمسلمين ، ولا تأفف من تطارح الغرام على قارعة الطريق الإعلامى ، إلا أننا نلوم عليهم فى تناقل آرائه الفقهية بلا حاجة إلى سند أو رواة ثقات .. وتحويل تلك الآراء إلى عقيدة فاعلة فى هويتنا وسياستنا الإعلامية دون غطاء شرعى ! .. فاللاقط الذى يستعمله رؤوساء التحرير العرب ، لإستقبال الشفرات الخاصة بتحرير المواد الإعلامية ، لاشك أنه مبرمج على تقشير المكسرات الأمريكية بعناية باهظة التكاليف .. ونحن ندرك ذلك دون الحاجة لمراجعة حساباتهم البنكية .. واستخراج الفوائد والعبر بمهارة الحواة .. من بين فرث ودمٍ .. هجصاً خالصاً زئاماً على العاقلين !!

يكتب أحدهم ..
ويسمى عبد الرحمن الراشد .. وهو شئ ما أشبه بجريمة منظمة لدهس الذات بسيارة نقل .. ما معناه :
مادحاً ومزغرداً .. لحلاوة الفاشية وإستحقاقنا لها عن جدارة منقطعة الرقبة !
ولا دهشة فى ذلك.. ولا مناص من تمرير الكلام دن نزف أو رغبة فى الإنبعاج أسفاً .. فى لا مبالاة تامة أشبه بالطناش !
والسبب لا يعود بالضرورة إلى "فسقية" هذا الطباخ .. وترويجه لعبارات الإستهبال دون وعى .. أو لمعرفتنا بذلك !
بل يعود لكونه يكتب فى جريدة شبه منحرفة .. تروج للقوادة فى زمن الإنبطاح المعلن.. ورفع السراويل !
فالأمر ليس بحاجة إلى تبرير أو تفسير.. أو سؤال عن النوايا من هذا التقريظ العلنى لمخلفات مستر بوش الفكرية !
فقط أحترم مادة التخصص فى هذا الشأن..
فالزبالون لا يبحثون إلا عن القمامة بين أرفف العالم !


والفاشيون -لمن لا يتابع تصانيف الأسرة الدولية- لا علاقة لها بحبنا المفرط للفشة والكلاوى وخلافه !
بل تعنى بمختصر الكلام أننا مجموعة من القتلة.. نـَقتل دون حبة عرق تتفصد .. ونروى الأرض بدماء "الآخرين" !
وهو وصف صحيح إذا أخذنا فى الإعتبار أننا نروى -الأرض حقيقة لا مجازاً- بالدماء الطازجة
دماء أبناءنا وأهلينا وجيراننا فى العقيدة .. !
ونشارك فى التنفيس عن صدور المحتقنين غلاً وحقداً على الإسلام وأهله .. بإعانتهم على إحسان القتلة لإخواننا !
فنوفر لهم الخرائط .. والمطارات.. والشفاة المطبقة.. ومعتقلات مشرعة الأبواب .. ووداعة الحملان !!


نعم نحن فاشيون أيها العالم المتحضر..
نحن فاشيون لم نفش حقدنا بعد .. !

حكمة اليوم :
قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. تكون أكبر مساحة لورق التواليت فى العالم !


مفروس