صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 32

الموضوع: أنت تسأل...والدكتور حسام الدين حامد يجيب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي أنت تسأل...والدكتور حسام الدين حامد يجيب

    أسئلة مبثوثة في غير هذا المنتدى...أجاب عنها الدكتور حسام الدين حامد أحد أعمدة المنتدى...وفي أجوبته الكثير من الفوائد...أحببت تقييدها هنا ليستفيد منها السائلون...وبالله التوفيق
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي



    س:سيد حسام..بعد تجربة الدوام القصيرة في قسم ال psychiatryتبادر الى ذهني التساؤل عن حكمة الله في إذهاب عقل أحدهم وتغييبه عن الواقعة ودفعه الى فعل كل ما هو لا منطقي والكثير منهم يصل لحد الأذيّة لنفسه ولمن حوله...هل ترى تفسيراً لذلك،لطفاً!


    ج:هل جربت الحكم على لوحة فنية لم تكتمل، أو جربت كتابة مراجعة لقصة دون أن تتم قراءتها؟!

    هل تستطيع الحكم على إجابتي على سؤالك من هذه المقدمة؟!

    الشر والفساد الذي في الأرض لا يمكن أن تفهمه إلا من خلال موضعه النسبي من الخير والصلاح في الدنيا، ثم استيعاب موضع الدنيا من الآخرة، واستحضار وظيفة الدنيا بالنسبة للثواب والعقاب في الآخرة،

    عندئذٍ فقط تكتمل نظرتك للأمر.

    متى يحدث الارتباك والغلط؟!

    عندما ننسى الآخرة ثم نترك العصور الفائتة من عمر الدنيا ثم نغمض عن سائر الأحياء في هذا العصر ثم نختار شخصًا واحدًا فلا نكتفي حتى نغفل معظم حياة هذا الشخص ونسلط الضوء على لحظات معينة في حياته ونحن لا نعرف الكثير عن ماضيه ولا نعرف شيئًا عن مستقبله

    أي اجتزاء هذا الذي من خلاله نطمع أن نعرف الغاية من الموضوع كاملًا؟!!

    الشعور التلقائي بالشفقة والتعاطف شيء والحكم العقلاني بغياب الحكمة شيء آخر، والأول لا يتنافى مع الثاني، بل الأول ثمرة للثاني

    لولا المرض لم تكن أنت لتختار مهنة الطب وتعمل لتخفف عن المرضى وتساعدهم ويملأ قلبك الشفقة والتعاطف تجاههم وغير ذلك مما تحياه الآن

    أما الثاني -وهو الحكمة- فلن تستطيع إدراكها إلا باستحضار أن الدنيا زائلة وأنها دار ابتلاء واختبار وأن الآخرة هي دار الجزاء والخلود وأنّه لولا وجود المرض عمومًا لما كملت معرفة الصحة والشفقة والصبر والطب وغير ذلك من المعاني الكثيرة التي كانت لتغيب عنا دون وجود المرض في دنيانا!

    نتفق جميعًا أنه ليس من الحكمة أن نحكم على لوحة لم تكتمل ولا قصة لم تنتهِ ولا جوابٍ لم نُتم قراءته!!

    كذلك ليس من الحكمة أن ننفي الحكمة لأن الشفقة التي ملأت القلب أذهلته عن استحضار سائر اللوحة ونهاية القصة وتمام الجواب!
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    س:أنا في حياتي كل ماتحصل مشكلة معايا اقول ان الجاي احلى وخير وهتتعدل وكنت بتفائل بس كل شوية بيحصل العكس لغاية مابطلت خالص ان اتفائل او اتوقع الاحسن مش متوقعة غير الاسوأ وشايفة كل اللي جاي ظلام وإن كل اللي حواليا ماشية الامور معاهم تمام إلا أنا، أنا مخنوقة بسبب كدة ومش عارفة أغير نظرتي واتوقع الافضل.


    ج:"يقضي بعضهم كامل حياته في انتظار أن يبدأها"

    كلمة طريفة مخيفة تلخص طريقة تعامل كثيرين مع الحياة

    بعضنا ينتظر اللحظة التي تبدأ فيها حياة خالية من المشكلات والقرارات المصيرية ويبدأ فيها تحصيل الثمرة والاستمتاع

    هو ينتظر اللحظة التي ينتهي فيها من الدكتوراة ويسافر ويبدأ في التمتع

    وهي تنتظر اللحظة التي تتزوج فيها من فتى الأحلام الثري بعد أن أنهت كلية القمة وتبدأ في التمتع!!

    الحياة لا تكون هكذا خصوصًا مع أولئك الذين يفكرون بهذه الطريقة!

    تعودي أن تتعايشي مع الحياة بمشكلاتها ومتطلباتها وإخفاقاتها وطموحك فيها

    تمتعي بها على علاتها واقبليها على عوجها ما لم يكن للتقويم سبيل

    استمتعي بالطريق كما تستمعي بلحظة الوصول

    ليست كل المشكلات قابلة للحل، وليس هناك لحظة يكون ما بعدها خاليا من المنغصات

    تخلصي من الأفكار الخيالية التي تبثها في النفوس تهويلات التنمية البشرية ورسائل الأفلام والمسلسلات الخفية وقصص مواقع التواصل الاجتماعي المنتقاة بعناية!

    لا تنظري إلى غيرك

    اللي أموره ماشية تمام أنت لا ترين منها إلا الظاهر، لا تعرفين ما الذي يحدث معه حتى تصير الأمور تمام، ثم لا تدرين هل كل الأمور تمام أم هناك ما ينغص حياته كعلاقة أبيه بأمه مثلا أو مرض ابنه أو غير ذلك، ثم لا تدرين هل الأمور فعلا تمام أم هو الذي يتظاهر بكونها كذلك أو أنت التي يهيّأ لك أنها كذلك بسبب الضغوطات عليك!!

    عيشي حياتك بعيدًا عن المفاهيم الخيالية لأنك -هكذا- تركضين بأقصى سرعة خلف سراب

    وستدركين ذلك في لحظة اصطدام أشفق عليك منها!
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي



    س:هل يجب الايمان بان كل الكوارث الطبيعية تقع عقابا لأهل مدينة ما؟ أنا أرى صراحة ان الكوارث الطبيعية نتيجة طبيعية للظروف وتاثيرات تغير المناخ التي تكون في الكرة الارضية..؟


    ج:لا يجب ذلك..

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم"، قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله! كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟ قال: يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياته"

    فهذا جيشٌ يغزو الكعبة نزل بهم الخسف، فكان هذا الخسف لقومٍ عقوبةً أماتتهم فيبعثون فيعذبون، وقومٍ آخرين -معهم- أماتتهم فبعثوا بنيةٍ أخرى فكان أمرهم إلى الله، هل هناك أشد من جيشٍ يغزو الكعبة وصحبته!!؟

    ومع ذلك فلم تكن كارثة الخسف بهم برهانًا على عقوبة كل من خسف به!

    ثم تأمل أن السيدة عائشة عليها الرضوان بادرت بالسؤال عمن ليس فيهم، رغم أن السياق في خسف بجيشٍ يغزو الكعبة

    ثم تأمل كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم أجابها ولم ينهرها أنّه يحدثها في شأنٍ وهي تحدثه في شأنٍ آخر، أو يعنّفها أن العاطفة لا موضع لها هنا!

    هذا ونحن نتحدث عن جيشٍ يغزو الكعبة!!

    فإن رأيت مدينةً يصيبها كارثةً طبيعية، فلا عليك أن يكون في قلبك تجاهها مشاعر شتى، أسفٌ على الأطفال والصغار ومن كنت تتمنى موته بعد إسلامه، وفرحٌ بمهلك الفسدة والظالمين، وحزنٌ لموت الصالحين، واتعاظٌ بموت الفجأة والموت الجماعي، وإن غلب شيءٌ من هذا على ما سواه لطبعٍ فيك وفي شخصيتك فاحذر أن تلوم من غلب عنده شأنٌ آخر!

    "الموت كاس وكل الناس شاربه" فهو في حق الصالحين نقلةٌ لدار الثواب وفي حق الطالحين نقلةٌ لدار العقاب وكل يبعث بعمله ونيته!

    أما كون الكوارث الطبيعية نتيجة تأثيرات وتغيرات فهذا لا ينافي كون تلك الكوارث عقوبة أو عظة أو آية أو ما شابه، فالله تعالى إذا يقدر الأمر بأسبابه كما يشاء، ولا مانع في الطريقة العلمية التجريبية من وجود عدة مستويات لتفسير حدث معين أو عدة زوايا Explanatory Pluralism وانظر في تفصيل ذلك وأمثلته وبيان عدم وقوع التعارض بين الدين والعلم الطبيعي به كتاب الإلحاد وثوقية التوهم صفحة 188 فما بعدها
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  5. افتراضي

    فكرة ممتازة........اكمل بارك الله فيك
    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى

    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))

  6. افتراضي

    و لو هنا فى اسئله نفس الطراز .....س و ج هنا فى التوحيد للدكتور حسام

    يا ريت لو تجمعها هنا بردو
    قال الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى

    (( كان يقال : ما من مسلم إلا و هو قائم على ثغرة من ثغور الإسلام ، فمن استطاع ألاّ يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل ))

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي



    س:لو سمحت حضرتك .. كنت عاوزه ارد ع صاحبة البوست بشكل مقنع دا البوست باختصار 👇 ع فرض شخص عاش ٢٠ سنه ف معصيه لله ثم مات .. ماذا سيكون مصيره ؟ ولو شخص تاني عاش ٢٠ سنه ف معصيه ثم تاب وعاش ٣٠ سنه ومات .. ماذا سيكون مصيره ؟ أين العداله ؟ أليس من المفترض أن يكون زمن الاختبار واحد للجميع ؟!

    ج:لا أعرف ما سيكون مصير هذا ولا ذاك!!

    الذي أعرفه أن الله حكيم عليم قدير سميع بصير قريب، لا يظلم الناس شيئًا، ولا يعزب عنه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وسيحاسب هذا وذاك ويقضي فيهم بقضائه العادل ويغفر لمن يشاء ويعفو، حتى ينصرف أحدهم إلى الجنة يغمره الفضل أو إلى النار يُلجمه العدل كما قال الحسن البصري "دخل أهل النارِ النارَ وإنّ الله عز وجل لمحمودٌ في صدورهم، ما وجدوا على الله من حجة ولا سبيل!"

    ما ينبغي لابن آدم أن يشغل قلبه وفكره بأحكامٍ أخروية لا يشرك الله فيها أحد، ولو تركت لك الحكومة في رجلٍ عاش خمس دقائق عُرض عليه الإسلام فيها ثم تردد ثم همّ بالشهادة ثم مات قبل النطق لما عرفت كيف تحكم في هذه الدقائق الخمسة! فكيف بك تجرؤ أن تتحمل الحكم في سنين عددًا يتخللها آلاف الآلاف من أعمال القلوب والجوارح؟!

    كثيرٌ من هؤلاء ينادون دومًا بترك الحكم على الناس في الدنيا بزعم أنّ الأمور معقدة جدّا حد أن الحكم فيها عسيرٌ بل مستحيل، رغم أنّ الحكم يكون على فعلٍ ظاهر ولا يستلزم الحكم بغيًا أو ظلمًا، فما بال هؤلاء أنفسهم يصرون على وضع هذه المعادلات ليتطوع أحدنا بالحكم الأخروي ثم يجد نفسه مطالبًا بالتسويغ وسرد المبررات!

    ليس من المفترض أن يكون الزمن واحدا لتتحقق العدالة! وأنا لا أعرف مصير هذا ولا ذاك! والله الموعد!
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    س: بنتي 5 سنين ، سالتنى مرة ربنا خلقنا ليه قولتلها عشان نعبده ونطيعه وندخل الجنة ، بعد كام اسبوع قالتلى وليه ربنا عاوز حد يعبده ؟ مش عاوزة ارتجل ، فى حاحة ممكن تفهمها او مصادر ادور فيها
    ج:لو قلت له "يريد أن نعبده لنكون مؤدبين طيبين محبوبين كما أريد منك أن تسمع كلامي لتكون مؤدبا" سترضيه هذه الإجابة .. وعموما لا تحاولي الدخول في تفاصيل كثيرة في هذا السن، عليك فقط بالخطوط العريضة للعقيدة والاهتمام بالأخلاق الحسنة، ولا تتوقعي أن الطفل ينتظر إجابات فلسفية عميقة، كل الذي يحتاجه إجابة بسيطة واضحة يفهمها ليس أكثر.. ولا تتركيه بأسئلة معلقة دون إجابة لأن هذا مع الوقت سيترك أثرًا سيئًا في ذاكرته ونفسه وفكره!
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    س: عايز اعرف الكتب المهمة في الرد على الشبهات المثارة حول الدين اي شبهة خاصة بالدين يطرحها العلمانيون اوالملاحدة او غيرهم انا لا اتحدث عن كتاب او كتابين ارجوك عايز اعرف كل الكتب الممكنة والحلقات في هذا المجال وهل ان كان هناك قسم معين للدراسة في اي كلية او موقع يؤهل لذلك

    ج:

    ما تطلبه في الحقيقة -مع أسفي- ليس إلا سراب، الشبهات ليست علمًا مستقلا يحاط به وتستطيع استيعاب مصادره، وليس في وسعك -ولا وسعي- أن تحيط علمًا بكافة الشبهات والجواب عليها، وهذا الذي تسعى إليه قد سبقك إليه كثيرون -ممن لم يتدرج في بناء نفسه علميا بطريقة منهجية- في بداية اصطدامهم بالشبهات، فإن كانت الشبهات هي نتاج اشتباه الحق بالباطل في بعض النقاط، فكيف يميّزها من لا يدري الحق الخالص ولا الباطل المحض في سائر النقاط؟!

    وفّر جهدك إلى تحصيل المعارف بطريقة منهجية، وخلّص نفسك من الانقياد للهوى في حكمك على الأشياء، واعمل على تزكية نفسك بالطاعات والقربات، ولا تكن بطّالًا فارغًا من عملٍ ينفعك وينفع الناس... عندئذٍ ستجد نفسك -من قلة الفراغ- لا تستوقفك إلى أقل الشبهات على النقيض من حالك أوان الفراغ فقد كنت تستعظم كل شبهة، ثم ستجد يسرًا في البحث والحكم من واقع المعرفة المنهجية وطرد الأهواء، ثم ستجد ثباتًا يؤهلك لتأجيل مسألة أو اثنتين لا تجد لهما جوابًا حتى تستكمل آلة الجواب بمعونة التزكية بالطاعات.

    قلتُ قبل ذلك مما يناسب استدعاؤه هنا: من المواقف الحرجة الثقيلة على نفس الجرّاح لحظات حدوث نزف أثناء الجراحة، كلٌّ بحسب تخصصه معرّض لحدوث هذا النزف أثناء عمله، ويحتاج التعامل مع الموقف عدة أمور من أهمها بالنسبة للجراح رباطة جأشه وألا يفقد أعصابه (وهو أمرٌ خارج عن مجرد العلم، كالحاجة للجدل والذكاء والثبات في رد الشبهات).. ومن الجمل المتداولة في وصف هذا الموقف -موقف النزف- أنّ النزف لو حدث والجراح وحده هو الذي يعرف اسم الوعاء الدموي النازف فالأمر عادي، أما لو كان اسم الوعاء النازف يعرفه الجرّاح وطبيب التخدير فالأمر جد، أما لو كان اسم الوعاء النازف يعرفه الجرّاح وطبيب التخدير والتمريض فالأمر خطير، أما لو كان التمريض يعرف اسم الوعاء الدموي النازف والجرّاح لا يعرفه فهذا معناه أنّ المريض قد مات! (الجهل بالأساسيات يعني عدم أهلية الطبيب، وكذلك بعض الردود على الشبهات تستشف منها عدم أهلية من يرد)!

    بسّ! لكن مفيش حاجة في الجراحة اسمها جرّاح تخصصه نزف، الجرّاح يكون له تخصصه التام الذي يتقنه ويدرسه بعد إلمامه بأساسيات الطب عموما، كجراح القلب والصدر أو الأورام أو ما شابه، ثمّ يكون النزف أمرًا طارئًا يضطر للتعامل معه، ولو تعرض لموقفٍ لا يستطيع فيه التعامل مع النزف يمكنه استدعاء جرّاح أمهر منه يتعامل مع الموقف! (النزيف أمرٌ عارض وليس هو الأصل ولا يصح أن يكون تخصصًا في الواقع، وكذلك الشبهات)!
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي


    س:ماذا لم تكن حياتنا اخيار لنا من البداية، انا مثلا إنسان ضعيف و خطاء، اقع كثيرا في الذنوب، مهما تبت رجعت للذنوب حتى كرهت حياتي كلها، و دائما أقول يا ربي فرضت علي حياة لم اردها، فلو خيرت من البداية لما اخترت الحياة، لأنها صعبة و انا لا اقدر على حمل الأمانة،هل في هذا كفر و الحاد؟

    ج:صدقني يا أخي لو كان عرض عليك الاختيار كنت ستختار الحياة، تصور أنّه قيل لك أمامك فرصة أن تعيش وتمكث في الدنيا تسعى وتجرّب وتنجح وتفشل وتتزوج وتنجب وتنتج ويصير لك أقارب ومعارف وأصدقاء وستتعرض لبعض الابتلاءات والاختبارات في أثناء ذلك أو تكون عدمًا لا ولم ولن تكون شيئًا مذكورا، هل تتوقع أن الإنسان الضعيف الخطّاء كان سيختار العدم؟!! بالطبع لا!

    ثم إنّه قد ورد عن الكثير من السابقين الأولين أقوال من مثل "ليت أمي لم تلدني" "ليتني كنت خضرة أكلتها البهائم" "ليتني كنت شعرةً في صدر امرئٍ مؤمن"، وورد عن سحرة فرعون قولهم لما أسلموا وخافوا الفتنة "ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين"، ومريم عليها السلام لما خشيت من فتنتها في نفسها وفتنة قومها في حملها من غير زوج قالت "يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيا"، ويوسف عليه السلام دعا ربه "توفني مسلما وألحقني بالصالحين"، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لابد متمنيًا فليقل اللهم أحيني ما دامت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي" أو كما قال.

    ما أقصده أن رغبتك في الاختيار من البداية ليست هي الحل، لأنك كإنسان كنت ستختار الحياة، ألا ترى أحدنا لا يمتنع من الفعل إلا إذا جربه بنفسه وإن حذره الناس ونصحوه؟! فهل تتوقع أنه كان ليمتنع من الحياة وهو لم يجربها؟! وكذلك فالرغبة التي تغزوك في عدم الحياة لخوفك من الفتنة في دينك هي أمر عاديّ سبقك إليه من هم أفضل منك وليست من الكفر والإلحاد!

    ولكن ما الفرق بينك وبين أولئك السابقين أخي الفاضل؟!
    الفرق أنك تعلّق نفسك بضعفك فتقنط وتنسى رحمة الله وسعة فضله وعظيم وده، بينا هم كانوا يدركون ضعف أنفسهم مع ارتكانهم إلى فضل الله ورحمته ووده ولذلك كانوا يدعونه ويتعلقون ببابه، وهذا الفرق بين خوف العابد وخوف القانط..

    "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"

    وقال رجلٌ "يا رسول الله أحدنا يذنب الذنب"، قال "يكتب عليه"، قال الرجل "ثم يستغفر ويتوب"، قال الرسول "يُغفر له ويُتاب عليه"، قال الرجل "ثم يعود فيذنب"، قال "يكتب عليه"، قال "ثم يستغفر ويتوب"، قال النبي صلى الله عليه وسلم "يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله حتى تملوا"!
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    س:كيف نستدل بعدم امكانية تعلم النبي صلى الله عليه و سلم القرآن من غيره لاستحالة اللقاء مع من يعلمه دون علم احد لكن معلوم كون النبي و الصحابة كانوا يجتمعون سرا لسنوات في دار الارقم و لم يعرف احد ؟

    ج:القضية ليست في سرية الاجتماع من عدمه، القضية أنك تتكلم عن أرض العرب التي لم يظهر فيها نجمٌ يُعرف قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تتكلم عن رجلٍ أتى بما لم يأتِ به واحدٌ من العالمين جمعًا بين الأثر الديني والدنيوي، لتقول إن هذا المنتج الذي لم يُسبق مثله أتى من أرضٍ لم يسبق لها أن أنتجت شيئًا ذا بال بالتعليم السري، هذا خيال، هذا مثل أن ترى رجلًا برع في الفلك وقد نشأ في جماعةٍ من العميان فتقول إنّه تعلم منهم.. "وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ" .. ما ينبغي لهم، وما يستطيعون.. كذلك من يُقال فيه إنه علّم الرسول صلى الله عليه وسلم ..ما ينبغي له، وما يستطيع!
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    انا محتاج حد يرد عليا انا مش حاسس بربنا مقتنع او مش مقتنع بوجوده انا مش قادر احبه انا شايف نفسي غبي و ما بعرفش افكر مجرد بردد كلام و ما بعرفش افرق بين الصح و الغلط لو بقرا لملحدين او متدينين ما بعرفش افرق بين ردودهم ممكن كل واحد شايف الموضوع من زاوية انا مش عارف احكم انا فاشل في حياتي كمان اعمل ايه؟

    شوف يا حبيبي.. أهم حاجة توقف عن الانبهار!

    مش مطلوب منك إنك تكون عارف فيزياء الكم ولا نظرية التطور ولا قوانين الثيرموديناميكا ولا فقه الأولويات ولا تاريخ الأديان ولا الأنثروبولوجي ولا فقه اللغة واللسانيات، مش معنى إن واحد حط كلمة أو كلمتين من دول في كلامه إنه صح أو إنك المفروض تجري وتدوّر وتحكم، مفيش حد في الدنيا بيعمل كده، وكثير كثير ممن يتكلم بهذه الكلمات لا يدري أكثر منها وغالبا هو ينقل عن غيره مع تعديلات يسيرة بحسب فهمه ..

    س:أنت في مرحلة البناء، يعني المفروض إنك تكون بتبني معارفك بهدوء وبتدرج في الوقت الحالي، حافظ على إيمانك وصلاتك وسكينة نفسك، ولا تستعجل، اهتم بالأساسيات ومع الوقت ستكون لديك القدرة على الحكم، ولو أشكل عليك شيء ستكون عندك القدرة على البحث، ولو لم تصل لجواب بالبحث سيكون عندك رباطة جأش وقوة نفس تستطيع بها أن تحافظ على عقيدتك حتى تجد الجواب، كلنا عنده أمور مازال يبحث عن جوابها، وممكن يكون عندك مسائل مُشكلة عليك وتقرأ الإجابات عليها ولا تقتنع بها ثم تجد جوابها بعد عشر سنوات أو أكثر..

    ج:حالك في المعرفة كحال طفل يحبو، ويرى اثنين في سباق للجري وينبهر بهما جدا، فيرى أنه عاجز فاشل، رغم أنه مش فاشل ولا حاجه ولكن دا عمره، مش بس كده، دا بيحاول إنه يعرف بنفسه مين في الاثنين دول سريع فعلا ومين بياخد منشطات .. الخلاصة لا تستعجل، حافظ على إيمانك وصلاتك، وركز على بناء نفسك معرفيا بعيدًا عن الشبهات والملحدين والردود عليهم .. ومع الوقت ستجد فرقًا يرضيك إن شاء الله!
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    س:المرأة مخلوق جميل، وهي تحب أن تبدو جميلة. فلماذا إذن واجب عليها أن تخفي جمالها؟ إن كان الله لا يريد لهذا الجمال أن يظهر فلماذا خلقها هكذا؟ وإذا كان رأي الإسلام أن جمال المرأة يجب إخفاؤه، فهل من حق المسلمين تخطئة الفسلفات الأخرى التي ترى بأن جمال المرأة يجب إظهاره لإضفاء الجمال على الكون؟!

    ج:الإشكال في النظر للمرأة على أنها مخلوق جميل فحسب، ثم على أنها لبنة لإضفاء الجمال على الكون ليس إلا، فكيف إن كانت غير جميلة؟! وكيف إن كانت مسنة أو ذهب جمالها بسببٍ من صروف المعاش؟! وكيف إن كانت فقيرة لا تستطيع أن تتزين لضيق اليد والوقت؟! وكيف إن كانت المرأة تريد أن تكون هي هي لا أن تكون شيئًا يضفي الجمال على الكون؟! هل تتحجب المرأة القبيحة وتخفي وجهها لتضفي الجمال على الكون؟! وأين موضع الحياء في المعادلة؟! وإن كان الجمهور من الفقهاء على جواز كشف المرأة لوجهها وكفيها فما هو الجمال الذي تقول إنه يجب عليها إخفاؤه؟!

    وأصدقك أني لا أبالي بتلك الفلسفات الأخرى لأنها لن تعدم لسانًا ذليقًا يغري ويزيّن، بل ربما تكون امرأةٌ هي التي تنظّر لتلك الفلسفات، لا أبالي إلا بتجارب الناس والمجتمعات وهي كفيلة بإيقاظ الوسنان، أنا أرى وأدرك كل يومٍ أن هذا الدين هو الأمثل والأعلى، وسيظل عسيرًا أن يدرك ذلك من لا يخالط الناس وهمومهم ويكتفي بصورة المرأة في الرسم والإعلانات والروايات لا يرى فيها إلا "أيقونة" تروِّج وتحسِّن وتلعب في الحياة دور المقبّلات!
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    س:واحد دكتور اجنبي بيكشف علي اهل بلدته كلها ببلاش ومجانا ومتبرع بالطب بتاعه كله ليهم.وواحد مسلم بيعمل عمليات لناس عارف انها هتموت علشان ياخد منهم فلوس ازاي الاجنبي الكافر يدخل النار والمسلم يدخل الجنة ف الاخر؟ هل ده عدل "وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا"

    ج:سؤال عجيب حقيقة ..

    فمن المفترض في رأيك أن يشكر من؟

    هل الطبيب الأجنبي الذي هو في نعمة العقل والتصدر وعدم الحاجة هو المطالب أن يشكر الإله على نعمته عليه؟ هل المريض الذي يحسن إليه الطبيب الأجنبي هو المطالب أن يشكر نعمة الطبيب عليه؟ أم أنك ترى أن الله هو الذي ينبغي أن يشكر للطبيب حسن استعماله لفضله عليه؟

    المتبادر إلى الذهن أنك حين ترى مشهد الطبيب الأجنبي الكافر بالله ترى أنّه في نعمة من الله وإمهال، وأنه هو الذي يجب عليه أن يشكر الله، وأن المرضى الذين يعالجهم يقومون بشكره، فيكون الإشكال عندك في موقف الطبيب الأجنبي لا في حكم الله فيه..

    يا أخي الفاضل إن كنت أنتَ وأنت مسلم لا ترى في صلاتك وزكاتك وحجك وبرك للناس إلا أنها أداء للواجب عليك تجاه ربك، وأن دخولك الجنة ليس إلا فضلًا من الله تعالى، هذا قاله رسولنا صلى الله عليه وسلم نفسه في الحديث المشهور، فكيف ترى أن أعمال غير المسلم يستحق عليها الثواب عند الله؟! ثمّ إن كان الكافر نفسه لا ينتظر هذا الثواب فلماذا تكون ملكيا أكثر من الملك؟!

    ثمّ لماذا اختزال المشهد في أفضل ما في الأجنبي الكافر وأسوإ ما في المسلم؟ هل يمكننا أن نسأل مثلًا لماذا هو كافر؟! هل وصلته الحجة فردها وتكبر؟ هل يمكن أن نعكّر على نقاوة مشهد الكافر بشيءٍ من أسباب رفضه للإيمان كأن يكون معاندًا غير مكترثٍ برضا الإله مغرورًا لا يرى إلا نفسه ومجده الشخصي ويحسب أن هذا هو الصنيع الحسن؟! ثم يأتي مسلمٌ من دولة أخرى يريد من الإله أن يكافئ هذا الكافر به؟!

    دعك من هذه الاختزالات أخي الفاضل.. وإن شئت شيئًا تختزل فيه عقيدتك في هذه الأمور فاعلم أن الله عدل حكيم وأن أفعال الناس القلبية والبدنية أكبر من أن يحيط بها عقلك وهي ليست شيئًا قابلا للاختزال في كلمات ولا صفحات، فإن علمت ذلك فالله أعلم بحال هذا الكافر وهل بلغته الحجة أم لا، وأعلم بسبب رده لها، وأعلم بنيته من فعله الخيرات، وعدل في جزائه في الدنيا والآخرة، واعلم -يسر الله لك- أنه لن يدخل أحد الجنة بعمله ولكن بفضل من الله ورحمة، وما العمل إلا سبب عسى أن يرضى به ربنا، واعلم أن الله لن يترك أهل الكبائر وآكلي حقوق العباد، والقصاص يومئذ شديد، وغمسة واحدة في النار يزول معها نعيم أهل الدنيا كله فلا تستهن بعذاب الله ولو كان مؤقتا ..

    أي أنك في حاجة إلى أن تزيد من ثقتك في علم الله وعدله ورحمته، وتقلل من استهانتك بعذاب الله المؤقت، وتقلل من اختزالك لأعمال الكافر في الخير، وتزيد من قيمة الإيمان بالله في ميزان تقويمك للمسلم والكافر..

    وفقك الله..
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    مسألة مهمة:

    طرح الصدفة كخيار لتكون الخلية الأولى مثلًا قد يكون احتمالا مهملا في غاية الضعف، فهنا سيقول لك ولكنه يبقى احتمالا موجودا مهما كان ضعيفا ومع وجود الزمن يمكن أن يزيد الاحتمال، فسيكون غاية الحوار أن يكون كلامه محتملا احتمالا ضعيفا واهيا.. مع أن الحقيقة أن كلامه ليس محتملا احتمالا ضعيفًا ولا واهيا وهو غير ممكن أصلًا .. لأن الصدفة ليست فاعلًا ولا محدِثًا حتى ينسب إليها الفعل، فسواء أكان وجود الخلية الأولى صدفويا أو لا فلابد من مرجح لحدوث هذا، ولابد من موجد لمكونات الخلية، هذه أمور قطعية لا يدخلها الاحتمال.. فترك هذه القطعيات لأجل الاحتمالات هو تطويل للحجة بل ضعف للحجة من القطع إلى مجرد الاحتمال... وأكرر أن لغة الاحتمالات هذه تنفع في مقامات معينة ولكنها لا تصلح مع كل أحد، مثلها مثل رهان باسكال والذي يمثله قول المعري:
    قال المنجِّم والطبيب كلاهما ... لا تُحشَر الأجساد قلت إليكما!
    إن صحَّ قولُكما فلستُ بخاسرٍ ... أو صحَّ قولي فالخسارُ عليكما!

    فهذا يصلح لتحريك الرهبة في النفوس وإثارتها للنظر والبحث، ولكن لا يصلح حجة في مقام المناظرة، ولا يصلح أن يُبنى عليه الإيمان!
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء