جزاك الله كل خيرعلى هذا البحث.
ولعلي أنقل هذه المشاركة المفيدة من المنتدى والتي يتوصل فيها الى علاقة الرواسي بالقوة المغنطيسية الارضية ...
القلم الحر :
اعجاز لا ينتهى
ان اعجاز القران العظيم و دلائل نبوة ابى الزهراء صلى الله عليه و اله و سلم لا تنتهى
و هنا مثال ناصع لاعجاز الكتاب العزيز
يقول تعالى :
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسيَ مِنْ فَوقِهَا فصلت 10
يستخدم المنهج اللفظي الطريقة التالية في خطوات:
(من فوقها)
نستخدم الاقترانات اللفظية لمعرفة الفرق بين (الفوق) و(من فوق) ففي قوله تعالى:
أَحمِلُ فَوقَ رَأسي خُبْزَاً يوسف 36
وقوله تعالى:
بَنَينَا فَوقَكُم سَبعَاً شِدادا النبأ 12
يظهر التضاد لأوّل وهلة.
ففي الآية الأولى لامسَ الخبز فروة الرأس. بينما في الثانية فقد ارتفع حتى كان الفضاء بين السماء والخَلق.
لكن هذا التضاد هو وهمٌ منّا، ذلك لأَنَّ السماءَ تبدأ كاسمٍ وحقيقةٍ من الأرض.
وإذن فالفوق هو ما لامسَ الذي تحته وعلا عليه.
أمَّا (من فوق) فقد ورد هذا التركيب في مثل قوله تعالى في الآيات:
لأكَلوا مِنْ فَوقِهِم المائدة 66
فَخَرَّ عَلَيهِم السَقفَ مِن فَوقِهِم النحل 26
يَغشاهُمُ العَذَابُ مِنْ فَوقِهم العنكبوت 55
وهذا يعني أنَّ (من فوق) هو بحركةٍ عكسيةٍ، أي الآتي من الأعلى ليلامس الأسفل
(الرواسي)
انَّ الرواسي شيء، والجبال شيء آخر، فماذا عن حقيقة الرواسي وحقيقة الجبال.
من استقراء عددٍ قليلٍ من الآيات بشأن الجبال مثل:
وإلى الجِبَالِ كَيفَ نُصِبَتْ الغاشية 19
وهي الآية التي جاءت بعد الأمر (أفلا ينظرون).. فإنَّه يعلم فوراً أنَّ الجبال هي الجبال المعهودة والمعروفة والمنظورة، والتي هي منصوبةٌ على الأرض. أمَّا الرواسي فلم يلفت النظر إليها، لأنَّها غير منظورة بالعين.
المقارنة اللغوية الأولية والاقتران اللفظي الأولي
نلاحظ الفرق اللغوي بين كلٍّ من الألفاظ (رسا) و(أرسى) و(جبل) كأفعالٍ أو أسماءٍ أو مصادر.
فبالنسبة للفظ (جبل) فإنَّ قوله تعالى:
والجبِلّة الأولين
يستلزم أن تكون الجبال من تراب الأرض، لاشتراك اللفظ نفسه في عملية إنشاء الإنسان والجبال.
وقوله تعالى:
وَكَانَتْ الجِبَالُ كَثيباً مَهيلا المزمل 14
هو دليلٌ آخر على أنَّ الجبال هي كثبانٌ من تراب الأرض.
أمَّا اللفظ (أرسى).. فهذا الفعل يعني ثبات الشيء المتحرّك أصلاً ليكون مستقرَّاً في حركةٍ منظّمةٍ. ومنه (مرسى) السفن على سواحل البحار، و(الراسي) اسم فاعل، أي ما له قدرةٌ على هذا الفعل. فيمكن أن تكون (الراسية) هي قوّةً معيّنةً لا شيئاً منظوراً.
ولغرض التفريق بين لفظين فإنَّه يستخدم طريقة الاقتران. فهو يبحث عن الآية أو الآيات التي تجمع بينهما على أيّة صورةٍ كان فيها اسماً أو فعلاً أو مصدراً. وبتطبيق ذلك على لفظي (الجبال) و(الرواسي) نجد أن الآية التي تجمع بينهما هي قوله تعالى:
وَالجِبَالَ أرسَاها النازعات 32
إذن الجبال جزءٌ من كتلة الأرض وهي تحتاج إلى (إرساء) أو (رسو).
متابعة الاقتران لألفاظ أخرى
إذا كانت الرواسي هي قوّة، والجبال هي تلك المعهودة التي تحتاج إلى إرساء. فهذا يعني أنَّ تثبيت الأرض يجب أن يكون بالرواسي لا بالجبال.
وحيث أنَّ لفظ الأرض قد اقترن بلفظ آخر هو (المَيَدان)، فإنَّ المنهج يستعرض الآيات ليعلم: هل اقترن (المَيَدان) بأحد اللفظين أم بكليهما؟ أي بالجبال أو بالرواسي أو بكليهما؟.
يجد المنهج في كتاب الله ثلاث آياتٍ فقط تتحدّث عن عملية تثبيت الأرض من المَيَدان أو هي تتحّدث عن احتمالية المَيَدان الفعلي بنفس الرواسي. وهذه هي الآيات:
وَجَعَلنَا في الأرضِ رَوَاسيَ أنْ تَميدَ بِهِم الأنبياء 31
وَألقَى في الأرضِ رَوَاسيَ أنْ تَميدَ بِكُم لقمان 10
وَألقَى في الأرضِ رَوَاسيَ أنْ تَميدَ بِكُم النحل 15
فهذا اقترانٌ بين الرواسي والمَيَدان. في حين لا يوجد أي اقتران بين الجبال والمَيَدان. هذا يعني أنَّ الرواسي هي التي لها علاقةٌ بالمَيَدان. أمَّا الجبال فهي من لواحق الأرض وليس شيئاً منفصلاً عنها.
كما يُلاحَظ هنا أنَّ (الإلقاء) اقترنَ بصيغة المخاطب، و(الجعل) اقترن بصيغة الغائب (أنْ تميدَ بهم).
المقارنات اللغوية المتّصلة
يعود المنهج إلى اللغة مرَّةً أخرى ليتأكَّد من أنَّ الرواسي ربَّما تكون قوّةً معيّنةً. فيلاحظ أنَّ الجبال (نُصِبت) باعتبارها هيكلاً من الحجر، بينما هذا اللفظ (أي نُصبت) لم يقترن بالرواسي، بل اقترن لفظ الرواسي بـ (الإلقاء) مرّتين وبـ(الجعل) مرّةً واحدةً وبـ(الميدان) ثلاث مرّات. وبملاحظة عمل اللفظين (جعل) و(ألقى) في كتاب الله، فإنَّنا نجد أنَّهما استعملا كثيراً مع القوى والأشياء غير المادية كالحبّ والرعب والظلمات والنور. فالشيء المُلقى هو شيءٌ منفصلٌ عن المُلقى عليه، في حين أنَّ الشيء المنصوب هو جزءٌ من الشيء المنصوب عليه ارتفع منتصباً فوقه. ففي قوله تعالى:
وإلى الجِبَالِ كَيفَ نُصِبَتْ الغاشية 19
تنبثق الحركةُ من نفس الأرض لتكوين الجبال، في حين أنَّ القوى الخارجية تُلقى من الأعلى إلى الأرض إلقاءً كالرواسي. وكذلك كلُّ شيءٍ يُلقى، فإنَّما تكون الحركة من جهةٍ إلى جهةٍ أخرى منفصلةٍ عنها. لا حظ بعض الموارد:
وَألقيتُ عَليكَ مَحبَّةً منِّي طه 39
يُلقي الروحَ مِن أمرهِ على من يَشَاء غافر 15
سَنُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَروا الرّعبَ آل عمران 151
فَلِيلْقِهِ اليَمُّ بالسَاحِلِ طه 39
ولمَّا كان لفظ (ألقى) هو المستعمل مع الرواسي، فيدلُّ ذلك على أنَّها شيءٌ منفصلٌ عن الأرض، بخلاف الجبال التي هي جزءٌ من الأرض.
ثم يلاحظ المنهج اللفظي الموارد الكليّة لإلقاء الرواسي أو جعلها، فيرى أنَّ الإلقاء ورد مرّتين أخريين، فالمجموع أربعة موارد. والجعل ورد خمس مرّاتٍ. فجميع موارد الرواسي هي تسع آياتٍ منها ثلاثة موارد اقترنت بالمَيَدان.
الخطوة التالية: مقارنة مع علم خارجي (العلم الحديث)
في هذه الخطوة يذهب المنهج إلى العلم الحديث ليستأنس برأيه في آخر ما توصّل إليه بشأن القوّة المغناطيسية، وهو إذ يذهب فهو يؤكِّد على (أنَّ العلم التجريبي لا يفسِّر القرآن لأنَّه علمٌ استقرائيٌّ ناقصٌ، وعلم القرآن علمٌ يقينيٌّ).
ويُعتبر هذا القانون إحدى قواعده.
لكنه يذهب إلى العلم الحديث لهدفين: الأول: ليتعرّف على ما أمكن التوصّل إليه من حقائق بشأن تلك القوّة بشكلٍ يقينيٍّ ثابت. والثاني: ليتعرّف على أماكن الخطأ عند علماء الطبيعيات.
إنَّ لتفسير القوّة المغناطيسية الأرضية ثلاثة اتجاهات علمية. وهذه الاتجاهات لا زالت فروضاً، إذ نصّت النشرة العلمية الأخيرة (نشرة علوم الفيزياء) وكذلك (89 The Universe) على ما يلي: (من المستبعد وضع نظرية حصيفة تفسّر نشوء القوّة المغناطيسية الأرضية وقادرة على تفسير كافة الظواهر قبل ثلاثمائة سنة من الآن).
وهذه الفروض هي:
1. أنَّها ناشئة عن اللف المحوري للأرض حول نفسها.
وعورضت الفرضية بشدّةٍ في الآونة الأخيرة، وكانت سابقاً يؤخذ بها كفرضٍ علميٍّ وحيدٍ.
2. أنَّها ناشئة عن دوران وحركة المعادن المنصهرة في قلب الأرض المغناطيسي. وقد فشلت في تفسير أكثر الظواهر.
3. نظرية القصف أو الإلقاء: وهي نظرية شديدة التعقيد وشرحها يطول. خلاصتها أنَّ منشأ المغناطيسية هو الفضاء الخارجي حيث يتمُّ (إلقاء) أجسام موجبة الشحنة (بروتونات) بسيلٍ كثيفٍ، وأجسامٍ سالبةٍ بثلاثة اتجاهات تتشكّل منها سطوح مشحونة على هيئة جبال عظيمة، تؤدي في المرحلة الثالثة إلى تشكيل الخطوط المغناطيسية في حقل مغناطيسي ذي قطبين.
أمَّا علاقة القوّة المغناطيسية بحركة الأرض، فالمؤكَّد علمياً هو أنَّها تسيطر على زاوية الميل الأرضي، أي وضع المحور الطولي للأرض.
أمَّا علاقتها بالزلازل فهناك اتّجاهان لوصف العلاقة بينهما:
الأول: إنَّ القوّة المغناطيسية تمنع نشوء الزلازل.
الثاني: إنَّ القوّة المغناطيسية هي التي تسبّب الزلازل.
المقارنة مع ما هو مؤكّدٌ علمياً ومنطقياً:
يأخذ المنهج الموضوع المؤكَّد علمياً والصحيح منطقياً وهو أنَّ القوّة المغناطيسية تتحكّم بزاوية الميل.
وإذا كان الأمر كذلك فإنَّ زاوية الميل هي التي تعرّض الأرض بصورةٍ مختلفةٍ لأشعّة الشمس وبذلك تنشأ حركة الرياح بسبب التباين الضغطي للهواء.
والريح هي التي تحرّك الأمطار وتثير السحاب وتسوقه إلى أماكنه فتتكوّن بذلك الأنهار والغابات والزروع. وإذن فالحياة كلها مرتبطة بزاوية الميل هذه.
ويرى المنهج اللفظي أنَّ الفرض إذا كان صحيحاً فيجب اقتران قضايا الحياة (الرياح والمياه والأمطار والنبات والكائنات) مع ذكر الرواسي مع حتمية عدم ذكر الجبال لتحقيق الأمرين التاليين سويةً: (كون الرواسي قوّةً مرتبطة بالحياة وكون الحياة شيئاً آخر غيرها). ولهذا فإنَّه يستعرض آيات الرواسي والجبال كلٌّ على انفراد:
أ. موارد الجبال: وهي موارد كثيرةٌ ولكثرتها فإنَّنا سنسوقها وصفياً على شكل مجموعات:
المجموعة الأولى: الموارد التي ذكر فيها أن الجبال تُنسفُ أو تدكُّ أو تكون كالعهن، وهي أحوالها في أيام الله المنتظرة. وهي (15) مورداً.
المجموعة الثانية: الموارد التي ذكر فيها الجبال على أنَّها من جملة النعم كونها أكناناً، أو لنحت البيوت، أو أنَّها من الآيات لاختلاف ألوانها. وهذه الموارد هي بحدود (7) موارد.
المجموعة الثالثة: الموارد التي ذَكَرَت الجبال موضوعاً للأمثال أو للتشبيه أو للتسبيح. وهي بقية الموارد.
ويظهر من تتبّع هذه الموارد أنَّ عوامل الحياة كالماء والزرع والأنهار والرياح لم تُذكر مطلقاً مقترنةً بالجبال.
ب. موارد الرواسي: وهذه هي موارد الرواسي التسعة (دون باقي المشتقات):
1. والأرْضَ مَدَدنَاهَا وَألقَينَا فيهَا رَواسيَ وَأنبَتْنَا فِيها مِن كُلِّ زَوجٍ بَهيج ق 7
2. وَجَعَلَ خِلالَهَا أنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَواسيَ وَجَعَلَ بَينَ البَحرينِ حَاجِزاً النمل 61
3. وَأَلقَى في الأرضِ رَواسيَ أن تميدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأنبَتنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوجٍ كَريم لقمان 10
4. وَأَلقى فِي الأرضِ رَواسيَ أن تميدَ بِكم وأَنهَاراً وَسُبُلاً لَعلَّكُم تَهتدون النحل 15
5. والأرْضَ مَدَدنَاهَا وَألقَينَا فيهَا رَواسيَ وَأنبَتْنَا فِيها مِن كُلِّ شيءٍ مَوزون وجَعَلنَا لَكُمْ فيهَا معَايشَ وَمَنْ لَستُم لَهُ بِرازقين الحجر 19 ـ 20
6. وَهو الَّذي مَدَّ الأرضِ وَجَعَلَ فِيهَا رَواسيَ وَأنهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيهَا زَوجَينِ اثْنين يَغشَى اللَّيلُ النَّهَارَ إنَّ في ذَلك لآيَاتٍ لِقَومٍ يَتَفكَّرون الرعد 3
7. وَجَعَلنَا في الأرضِ رَواسيَ أن تميدَ بِهم وَجَعلنا فِيهَا فِجَاجَاً سُبُلاً لَعلَّهُم يَهتَدو ن وَجَعلنَا السَّمَاءَ سَقفَاً مَحفوظَاً وَهُم عن آياتِهَا مُعرضُون وَهوَ الَّذي خَلَقَ اللَّيلَ والنَّهَارَ الأنبياء 31 ـ 32 ـ 33
8. وَجَعَلنَا فِيهَا رَواسيَ شَامِخَاتٍ وأسقَينَاكُم مَاءً فُرَاتا المرسلات 27
9. وَجَعَلَ فِيها رَواسيَ مِنْ فَوقِها وَبَاركَ فِيهَا وَقَدَّر فِيهَا أقوَاتَها في أربَعةِ أيامٍ سَواءً للسَائِلين فصلت 10
وينتج من استعراض آيات الرواسي أنَّ عناصرَ الحياة ارتبطت مع الرواسي في جميع الآيات التسعة وهي: الليل والنهار والماء والأنهار والزوجية في الكائنات والنبات والثمار والبركات والأقوات ونشوء الطرق والمعايش والأرزاق وامتداد الأرض والأوزان والمَيَدان. وهي أربعة عشر موضوعاً مختلفاً تمثّل أسس وعناصر الحياة على الأرض. وليس في الآيات أي تكرار، بل تفصيلٌ لهذه العناصر، ولا تظهر هذه التفاصيل والقوانين إلاَّ عند استخدام هذا المنهج مع كل تركيبٍ وكلِّ لفظٍ في كلِّ آيةٍ على حدةٍ.
تصحيح أخطاء
في هذه الخطوة وبعد إن تأكّد المنهج من معنى الرواسي على أنَّها قوّةٌ مسيطرةٌ على حركة الأرض، فإنَّه يعود لتصحيح الأخطاء التي ارتكبها أثناء البحث وهي:
1. ارتكب المنهج خطأً لغوياً، إذ سار على معاني المعجم عندما قال (أرسى بمعنى ثبت) وذلك في أوّل البحث. فالتثبيت هو منع الشيء من الحركة وتسكينه، بينما معنى (أرسى) هو حرّكَ الشيء حركةً منتظمةً. فالمرسى ليس هو الموضع الذي تثبت فيه السفن، بل الموضع الذي تتمّ فيه السيطرة على حركتها وتنظيم دخولها وخروجها. وإذن.. فالرواسي لا تثبِّت الأرض، بل العكس تحرِّكها حركةً منتظمةً لتكوين الليل والنهار والمعايش والأنهار. وبهذا نقرّر أنَّ القلّة من العلماء الألمان الذين قالوا أنَّ اللف الأرضي ناشئٌ عن المغناطيسية لا المغناطيسيةُ ناشئةٌ عن اللف، هو الصحيح.
إنَّ المنهج يرى أن الذي يفسّر القرآن باللغة والعلم يرتكب عملاً إجرامياً. فهو هنا يعتبر الأكثرية العلمية على خطأٍ على حساب القلّة، ويعتبر المعنى المعجمي معنىً خاطئاً ولو أجمعوا عليه. ويقرّر هذا اعتماداً على صرامة اللفظ القرآني.
شواهد قرآنية:
أ. وَالجِبَالُ أَرسَاها ـ يكون المعنى جعلها في حركةٍ منتظمةٍ، لا بمعنى ثبَّتها. وعليه تزول إحدى مسائل التناقض مع قوله تعالى:
وَتَرَى الجِبَالَ هَامِدةً وَهيَ تمرُّ مَرَّ السَّحَابِ النمل 88
حيث أنَّها تتحرّك حركةً منتظمةً ولطيفةً.
ب. قَالَ اركَبُوا فِيهَا بِسمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمَرسَاهَا هود 41 ـ ليس معنى مرساها هو توقّفها عن الحركة، بل إمكان السيطرة على حركتها، لأَنَّ مجراها هو مرحلة فقدان السيطرة: وَهيَ تَجري بِهِم في مَوجٍ كَالجِبَالِ هود 42.
ج. وَقُدورٍ رَاسياتٍ : قال المفسِّرون (ثابتات لعظمتها)، ولكن إذا كانت ثابتة ما أمكن استعمالها للطعام. فالمعنى الصحيح هو أنَّها تتحرّك بحركةٍ لطيفةٍ منتظمةٍ بإمكانياتٍ علميةٍ أوتِيَت لسليمان عليه السلام.
د. آيات في الساعة 1. أيَّانَ مَرسَاهَا الأعراف 187: وإذا كانت الساعة تعبيراً عن الزمان فإنَّ توقّف الزمان يعني انتهاء الحياة، بينما الساعةُ ومرساها هي بدء الحياة الحقيقية. قال تعالى:
وَإنَّ الدَّارَ الآخرةَ لَهيَ الحَيَوان العنكبوت 64
2. تصحيح الخطأ في الاعتقاد أن قوله تعالى أنْ تَميدَ بِكم حيث ورد مرّتين، وقوله تعالى أنْ تَميدَ بِهم حيث جاء مرّةً واحدةً هما بمعنى (كي لا تميد) أو (كراهية أن تميد).
ويرى المنهج أنَّ وضع مفردةٍ بدلَ أخرى في المعنى هو أمرٌ مرفوضٌ في قواعده، لهذا فإنَّه يرفض أن يكون معنى الآية السابقة (كي لا تميد) أو (كراهية أن تميد) لنفس السبب. وإذا كان المَيدان هو الزلزال نفسه، فالمعنى الأول (كي لا تميد) يعني أنَّ الزلزال لا يحدث أبداً وهو خلاف الواقع، والمعنى الثاني أنَّ الزلزال يحدث أبداً وهو خلاف الواقع أيضاً. وبالنسبة للمنهج اللفظي فإنَّ المعنى هو أنَّه تعالى ألقى رواسي وأنَّ الأرض تميد بالخلق أحياناً، وهو المعنى المتحقّق من التركيب (أن تميد). وهذا يعني أنَّ الاتّجاهين المتعاكسين بشأن الزلازل كلاهما صحيحٌ، ومثل ذلك مثل المهد الذي تربطه بخيطٍ مطّاطٍ عاليَ المرونةِ، فهو يحرّك المهد بلطفٍ، وهو يحرّكه إذا شئت بعنفٍ.
ويتحقّق في المثال هذا معنى المغناطيسية إذ هي جذبٌ من جهةٍ ودفعٌ من جهةٍ لوجود قطبين. فمعنى (أرسى) يُتأكَّد بذلك من أنَّه ربطُ الحركةِ: شدّها وجذبها، أي السيطرة عليها، وليس معناه تثبيت الجسم.
هذه هي بعض النتائج التي تظهر للمنهج من تركيبٍ قرآني واحدٍ هو " وَجَعَلَ فِيها رَواسيَ مِنْ فَوقِها " عند استخدام قواعده سقناها كمثالٍ على طريقة تدبِّر ألفاظ القرآن الكريم.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...AD%D9%85%D8%AF
المشاركة رقم 116.
Bookmarks