النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الشذوذ/المثلية الجنسية..مُناقَشَة عقلية

  1. #1

    افتراضي الشذوذ/المثلية الجنسية..مُناقَشَة عقلية

    افتراض..
    احتمال واحد بالألف من احتمالية إسقاط قنبلة نووية على كوكب الأرض بعد قرن ونيف من الآن قنبلة بحجم يسمح بإبادة كل البشر..افتراض نسعى لإدراجه في خانة الحقوق والحريات الفردية والعمل عليه وجعله مبدأ من المبادئ الكونية..افتراض يبدو من الوهلة الأولى وكأنه نوع من التهويل وخروجٌ عن رحاب المعقول إلى نطاق اللامعقول والخيال الجامح أو أقلها هو نوع من القياس الفاسد خاصة إذا ما أردنا إسقاط هذا الفرض النظري على مسألة الشذوذ الجنسي أو المثلية.

    مؤكد لا يوجد على وجه الأرض من يسمح بهكذا افتراضات ولو حتى على المستوى النظري فضلاً أن يسمح بحصوله واقعًا فإبادة جميع البشر ولو باحتمال ضئيل أو بمجرد فكرة فرضية ذهنية لا يمكن أن يُدرَج إلا في خانة جرائم الإبادة..لكن المفارقة أنه يوجد أناس ممن يتبنون هذا المنطق الإنساني نجدهم يتبنون نقيض هذا الموقف بتأسيسهم للمثلية الجنسية والدعوة إلى جدولتها ودسترتها في باب الحقوق والحريات الفردية والحال أن احتمال ممارسة جميع البشر للمثلية الجنسية من منطلق حق فردي وحرية شخصية يعني آليًّا اندثار جميع البشر في مدة لن تزيد عن قرن ونيف من الزمان في أقصى الحالات وهي ذات النتائج التي قد تحدثها قنبلة نووية عملاقة انفجارها يحدث بعد انقضاء نفس هذه المدة الزمنية.
    تسقط المثلية الجنسية من جدول الحقوق والحريات وتدخل باب جرائم الإبادة في اللحظة التي نتخيل فيه جموع البشر بدون استثناء وهم وقوفًا طوابير مطالبين بممارسة هذا الحق باسم ما نصت عليه المنظمات العالمية للحقوق والحريات أو ما دونته الدساتير ودعمته بعض الأقلام..هل يوجد مانع عقلي يحيل دون تبنى البشرية جمعاء مقولة القذافي حول المدرجات الرياضية وهي مقولته بأن المدرجات ستُلغى يوم تزحف الجماهير وتمارس الرياضة جماهيرياً في قلب الملاعب والميادين الرياضية وتدرك أن الرياضة نشاطٌ عام ينبغي أن يمارس لا أن يُتفرج عليه..فكرة قد تبدو في ظاهرها خيالية بحجة أن البشرية لا يمكن لها أن تجتمع على فكرة مرتبطة أساسًا بالميولات الفردية والشخصية وهو اعتراض لا بأس به من منطلق حجاجي جدلي لكن عند التدقيق قد لا يبقى الأمر على ما هو عليه فالفكرة تتعارض مع قضيتين هامتين تقدح في هذا المنطق الحجاجي..أولاهما هو الواقع التاريخي وأن فكرة الإجماع والتقاء الميولات قد حدثت بالفعل في ركن من أركان التاريخ فقوم لوط قد مارسوا هذه "الحرية" جماعيًّا واتفقت ميولاتهم على ذلك وبالتالي لا يكون هناك أي عائق عقلي أمام إمكانية حدوث مثل هذا الإتفاق مجددا خاصة وأن العالم اليوم يعتبر أصغر حتى من قريةِ قوم لوط بالنظر لسرعة انتقال المعلومة وللتقنين الدولي لمثل هذه السلوكيات تحت بند القوانين الكونية التي تُخضع لها جميع الشعوب والحكومات على اختلافها..أما القضية الثانية فهي تُعنَى بالتناقض الداخلي الذي ستحويه مسألة الحقوق والحريات فيما لو أرادت أن تأخذ بعين الإعتبار مسألة وجود الجنس البشري وبالتالي سيكون أنصار المثلية مجبرون على حصر ممارسة هذا الحق وهاته الحرية في فئة بشرط أن لا تؤدي هاته الممارسة إلى التعميم التام. فكأني بأنصار المثلية يؤسسون لحرية المثليين بمصادرة حرية الآخرين وهضم حق جميع البشر فيما لو أرادوا أن يكونوا هم أيضا مثليين وهذا امتناع عقلي قائم على حظر ما تم التأكيد ابتداءا أنه غير محظور.

    حصر المثلية الجنسية في فئة معينة دون أخرى لا يمكن التأسيس له من منطلق الحقوق والحريات لما فيه من تصادم مع الحق العام للبشر في الوجود ولهذا يسعى بعض أنصار المثلية لكسر هذا التصادم من خلال التأسيس لها من منطلق مرضي جيني أو نفسي. وليس اعتباره مرضًا -بعيدًا عن منطق البحوث والبحوث المضادة ودوافعها- هو ما سيشرعن قيام تلك الممارسات واقعًا أو ما سيقضى على النظرة الدونية ويُنظر إليها على أنها ممارسة طبيعية أقرَّتها الجينات أو النفس البشرية وليس أدلّ على ذلك وجود بعض الأمراض التي لم تنل حظ الشذوذ فلم يُبحث لها عن أنصار ونقابات تدافع عنها وتدعو إلى دسترة ممارستها ولنأخذ مثلاً مرض هوس السرقة الكلبتومانيا kleptomania فلو قلنا أن هذا السلوك له ما يدعمه جينيا ونفسيا فبمنطق أنصار المثلية يجب أن نوفر لهؤلاء المرضى فضاءات للسرقة والنهب ولما لا نقابة للدفاع عن حقهم الطبيعي -والجيني- في السرقة بل ودسترة ذلك نصًّا وقانونًا! ولا يقول بمثل هذا الكلام عاقل لأن المنطق الطبي يدعو دومًا إلى الحد من انتشار الأمراض ومعالجتها لا المساهمة في انتشارها. وهناك أيضا مثال الإدمان على المخدرات لم نسمع أن لهم نقابة أو مشروع قانون لدسترة حق استهلاك المخدرات بحجة أن التحاليل المخبرية أكدت الحاجة والدوافع. ولعل هذه الأمثلة أقوى حُجِّيَّةً من مثال الشذوذ أو المثلية لأنه لا توجد علاقة حتى بالإستناد إلى الدراسات الداعمة لها بين وجود الجينات وبين ممارستها واقعا جبرًا وقسرًا بدليل أنه ليس كل من له خلل جيني -فَرَضًا- نجده يمارس المثلية على أرض الواقع! يقول تيودور رايك في كتابه سيكولوجيا العلاقات الجنسية وهو أحد أبرز تلامذة فرويد «لا شك أن الرغبة الجنسية غير المشبعة يمكن أن تسبب مصاعب بل واضطرابات من النوع النفسي. ولكن بالطريقة ذاتها التي يسببها الجوع الشديد الذي لا يعرف للشبع طريقا. وعلي أن أقول فضلا عن ذلك أن الإضطرابات الناجمة عن الرغبة الجنسية هي أقل من الإضطرابات الأخرى.» (1) وبالإمكان مراجعة أقوال الفرويدية الحديثة عمومًا الرافضة للدوافع الجنسية في التأثير على سلوك الإنسان معتبرة إياها دوافع لم يقم عليها دليل. ولهذا لو كان الأمر كما يأمل أنصار المثلية لاتخذت الجينات حجة وذريعة في المحاكم للإفلات من قضايا الإغتصاب مثلاً وهو ما لم يحدث أبدًا على الرغم من أن بعض الناس لهم شهوة جنسية أعلى من المعدل العادي! ومع ذلك لم يُشفع لها قضائيًّا وجزائيًّا لانعدام تأثير ذلك على مراكز الإدراك والوعي ..

    ------
    (1) / ثيودور رايك سيكولوجيا العلاقات الجنسية 91
    التعديل الأخير تم 03-23-2018 الساعة 07:00 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    والله كل مصاب وكل كارثة تحل بالبشر من عند الله أو بأيديهم ولو عمت نصف البشرية لهي أهون ألف مرة من مصاب هؤلاء في عقولهم و بصائرهم وفي دينهم وأخلاقهم .. وقليل منهم تفرس بنهاية الحضارة بل الجنس البشري على أيدي هؤلاء الذين يعملون جاهدين على خرق حدود المنطق والفطرة أو السفينة التي تقلنا جميعا ليغرقونا جميعا لكن الله من ورائهم محيط. فلو اجتمعوا على شرعنة هذا الضلال في الغرب وصارت بلادهم حضيرة حيوانات بل أسوء فأمة الإسلام بحمد الله لا تجتمع على ضلالة. عجبا كل فساد صار ممنهجا وفجأة بات يبرر جينيا مع أنه قبل عقود ولنقل قبل قرون كان الغرب مضاهيا للمسلمين في العفة وفي روائع الأدب الإنساني .. الخير عندهم كان حينها مكتسبا إلى أن انحسر رويدا رويدا مع طغيان المادية وفي سبيل اجتثاته أعتبروا الشر جبلة.
    هناك مشاهد جديرة بالمشاهدة من برنامج خواطر - لعل ذلك في آخر جزء - تبين بالإحصائيات والمبيانات مدى التسارع المهول للإنحدار الأخلاقي في المجتمعات الغربية بعد الحرب العالمية الثانية والذي أصبح يبرر جينيا ويا للعجب !!
    جزاك الله خيرا أخي محمد

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء