النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: حادثة الاسراء والمعراج جاءت من ضمن البشارات

  1. افتراضي حادثة الاسراء والمعراج جاءت من ضمن البشارات

    حادثة الاسراء والمعراج جاءت من ضمن البشارات


    ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، وءآتَيْنا موسى الكِتابَ وَجّعَلْناهُ هُدْىً لِبَني إسْرائيلَ، ذُرِّيَّة مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوح " تَقْدِيره يَا ذُرِّيَّة مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوح فِيهِ تَهْيِيج وَتَنْبِيه عَلَى الْمِنَّة أَيْ يَا سُلَالَة مَنْ نَجَّيْنَا فَحَمَلْنَا مَعَ نُوح فِي السَّفِينَة تَشَبَّهُوا بِأَبِيكُمْ " إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا.﴾
    لقد جاء توقيت حادثة الإسراء والمعراج توقيتاً له دلالته وحكمته، مرتبطاً بما قبله، ومبشراً بما بعده من أحداث عظام وذات تأثير سياسي سيكون له وقع التأثير الفاعل على الموقف الدولي، ومغيراً للخارطة السياسة في العالم أجمع، وذلك أنّهُ في الوقت الذي فقد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم سندين فاعلين في سنة واحدة، أمّا أول السّندين فكان فقد الزوجة الصالحة – خديجة بنت خويلد - التي يسكن إليها وتسكن، وأول من آمن برسالته وأسلم، من كانت عزاءه ومعينه عن جحود المجتمع وتكذيبه له ولرسالته. وصحبة العشير الحسنة تقوي النفسية وتزيد الطمأنينة، وتعطي الحماس اللازم للعمل، وهكذا كانت منذ لحظة أول نزول للوحي، فأعطته الدفعة الخيرة والعون الشديد. أمّا ثانيهم فكان موت عمه أبو طالب بن عبد المطلب، ذلك السند الذي غطى له وأمن له الحماية المانعة للأذى وأعطته الحماية من جبروت وطغيان الاستبداد في المجتمع القرشي ، فحصنه من أذى الكفار والمشركين بمكة. فكان الرجل بالرغم من كفره ، له مكانة مرموقة وشرف رفيع في الكيان القرشي ، فهو من أعيان القوم ووجهائهم ومن أشراف القوم وقادتهم ، وأبن قائدهم وزعيمهم عام الفيل، فهو والحالة على ما رأينا أهل لأن يجامله القرشيون قادة وأفراد، فما دام أحد قادة المجتمع المشاهير، فله بقوانينهم وأعرافهم وتقاليدهم وعاداتهم أن يبسط حمايته الفاعلة على ابن أخيه ، يحميه ويبعد عنه الأذى. وبموت هذين السندين العظيمين في سنة واحدة ، فَقَدْ فَقَدَ الرسول صلى الله عليه وسلم السند ألبيتي الداخلي الذي يسكن إليه ويعزيه خيراً على جحود المجتمع الخارجي، وينسيه همومه ولو إلى حين. كما فقد سند الحماية الخارجي المتمثل بعمه أبا طالب، ذلك السند الذي كفاه أذى وتعرض سفهاء الكيان له، فكما يقولون بالأمثال فقد وصل بهذا لمنزلة الوقوع بين السندان والمطرقة. والسند البشري معرض عادة للتغيير والتبديل، ومعرض أن تعصف به عواصف تبدل وتغير المزاج والأهواء، ومعرض لتقلب درجات الحب والكراهية، كما أنه متعرض للزوال والفقدان بموت السند أو فقدانه الوجاهة والنقابة والشرف، ومع تلك المصائب التي تزاحمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أثر على حمايته في المجتمع، فقد بقي له السند الحقيقي الأكبر، نعم السند الحقيقي الأكبر الذي لا يفنى ولا يموت، ولا يخضع لتقلبات المزاج وعوامل الفناء، ذلك السند العظيم الذي بعثه رسولاً وباركه وأنعم عليه بالهداية والرسالة ، والذي لا يمكن أن يتخلى عنه بحال.ومع إيمان الرسول صلى الله عليه وسلم بأنّ الله تعالى وقد أرسله رسولاً مبشراً ونذيراً للبشرية جمعاء، لن يخذله أبداً، بل هو ناصره ومظهر دينه ولو كره الكافرون، فوعد الله قائم ولا بُدّ، وعد الله المتضمن الاستخلاف في الأرض، والمتضمن التمكين، مما يحقق ولا بد تبديل خوف المسلمين أمناً. وإيمان الرسول صلى الله عليه وسلم مؤمن بضرورة تحقق الوعد الحق ما شاء الله، ومؤمن أن الله تعالى ناصره ولن يخذله بتاتاً، لذا فقد توجه لربه مناجياً ، مناجاة المؤمن بتحقق الوعد ، مهما طال الزمن:
    ( اللهم إليكَ أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس. يا أرحم الرّاحمين: أنتَ رَبُّ المُسْتَضعين وأنتَ ربي. إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ! أم إلى عدو ملكته أمري ؟ ربِ إن لم يكن بي علي غضبٌ فلا أبالي . ولكنّ عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل عليَّ غضبك، أو تحل علي سخطك. لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلاّ بك.)

    مع إيمان الرسول صلى الله عليه وسلم بتحقق الوعد، وعد من ناجاه مناجاة من يرى نفسه ضعيف القوة أمام قوة الله، وقليل الحيلة إن لم يسنده الله، وهوانه على الناس إن لم يتحقق الاستخلاف والتمكين، حيث سيتبدل الخوف أمناً. فكان لزاماً ولا بد من ربط الأسباب بمسبباتها، وكان لزاماً ولا بد من له بعد أن فقد السّند البشريّ ، والحماية البشريّة ، ، وكان لزاماً ولا بد وقد بدأ يتعرض لأذى الكفار وعدوانهم، كان لزاماً ولا بد من أن يفتش عن سند أرضي بشري آخر يعطيه ودعوته الحماية البشرية، أي النصرة والتمكين. وفي طريق تحقق الحماية البشرية، أي النصرة والتمكين: فقد عرض نفسه على القبائل ومراكز القوى التي تحقق النصرة والتمكين. تلك القبائل التي أصمت آذانها عن سماعه، وأدرات له ظهرها، وأغلقت الأبواب أمام أي حوار في ذلك، فتوجه إلى قبيلة ثقيف بالطائف، علها تكون مركز القوة والمنعة التي تبسط حمايتها ونصرتها له ولدعوته، وثقيف وهي إحدى مراكز القوى المشركة الملحدة، لم تكن النصير الذي يبغي، ولم تكن المنطلق للدعوة الذي أراد، فقد أصمّت آذانها عن سماع دعوة الحق، فآذته بالقول، بل آذته بالفعل واضطهدته، مرسلة خلفه صبيانها وسفهائها بالحجارة يرشقونه، وبالطرد من الطائف يلاحقونه، وبالشتائم بأذونه. أمّا وقد أعيته الحيلة في نصرة البشر – بعد استكماله ربط الأسباب بمسبباتها – ففي السماء تتحقق ولا بُدَّ النصرة الحقيقية – نصرة ربُّ البشر - ، وإنَّ له من الإيمان القطعي بأنَّ من أرسله لن يخذله أبداً، وإن اتفق كافة البشر على خذلانه. فتوجه إلى ربه ومصطفيه بالرِّسالة ومحمله الأمانة ضارعاً متذللاً مبتهلاً، يبث له همومه وآلامه، شاكياً له ظلم البشر وتحجر قلوبهم وعقولهم على الشرك والكفر، مما أضفى على نفسيتهم العناد والعقوق، وشاكياً له عقوقهم وما قابلوه به من أذىً وسفاهات، شاكياً له ما يعلم ونعلم، وما يعلم ولا نعلم، مناجياً إياه مناجاة المؤمن صاحب العزيمة الحديدية التي لا تفتر ولا تكل ولا تمل، ومعاهداً ربّه على مواصلة المسيرة بلا توقف، مسيرة الخير المرتكزة على كلمة التقوى’، التقوى العقائدية الباعثة للآمال والمطمأنة لنتائج الأعمال؛ بالرغم مما شاهد ورأى من عقوق البشر وتحجر قلوبهم، وشدّة أذاهم له ولصحبه. فهو لم يحمل أبداً لواء دعوة مادية، تفتر همته لصد الناس عنها، كما أنه ما حمل لواء دعوة للزعامة والنفوذ، وقد عرضها عليه القوم سابقاً ورفضها بكل إباء، ولا أراد المال الوفير يملكه ولا النفوذ يصاحبه. فلم يكافح من أجل تحقيق مكاسب آنية لنفسه، بل إنّه يجاهد لنشر دعوة التوحيد ، صادعاً بما يُأمر، مؤمناً برسالة الخير الحامل لوائها، لذا فقد حمل المشعل الخالد، مشعل الهداية والنور، مشعل سعادة البشرية وتحقق سلامها وأمنها، المستحيل التحقق إلا في دعوته وتحت لواء رايتها. فما دام الأمر كذلك، وما دام يحمل لواء دعوة لإسعاد البشرية جمعاء، فهو لا يريد لمن آذوه وخذلوه وعذبوه، وحالوا بينه وبين نشره لدعوته.

    ( اللهم إليكَ أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس. يا أرحم الرّاحمين: أنتَ رَبُّ المُسْتَضعين وأنتَ ربي. إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتجهمني ! أم إلى عدو ملكته أمري ؟ ربِ إن لم يكن بي علي غضبٌ فلا أبالي . ولكنّ عافيتك أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل عليَّ غضبك، أو تحل علي سخطك. لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلاّ بك.)

    كان هذا دعاء وابتهال ومناجاة ، وبث هموم وآلام وعجز، وإعلام من العاجز للعليم علام الغيوب، إعلام له بما هو أعلم، ايصال رسالة وصلت قبل ارسالها، والمقصود من الرسالة المناجا ة والاعتذار ، وبث واقع ما يعتريه من قلة الحيلة والوسيلة، مناجاة تحمل في سطورها وبين طياتها أقوى درجات الإيمان ومراحله. نعم: دعاء كلّه ايمان بالخالق السميع البصير العليم، عالم السِّر وأخفى، دعاء الضعيف الذي لا يملك من أمر نفسه شيئاً ، إلى من يملك بيده ناصية الأمور، دعاء من استنفذ الأسباب إلى من أوجد الأسباب والمسببات، دعاء المضطهد المعذب إلى المعز الناصر المنتقم الجبار ، دعاء من آمن بأنّ الناس مهما بلغت كياناتهم قوة وجبروتاً وطغياناً ، وملأ انفسهم بذرة الشر والانتقام والجبروت موصلة اياهم لحالة العزة بالأثم ، فإنّ فوقهم المالك الحقيقي للعزة والجبروت، ومن له وحده القوة الحقيقية، ومن هو قادر على التغيير متى وأين شاء. بعد تلك المناجاة الفريدة في نوعها، الرائعة في أسلوبها، المؤثرة في مناسبتها، مناجاة العبد المتذلل للخالق المعين المنتقم الجبار، مناجاة لا للانتقام والثأر ، لا بل مناجاة ودعاء وتوجه إلى الذي حُقَّ للجبال أن تخرَّ لهُ سُجّداً، فكان لا بُدَّ أن يأتيه جواب السّماء، فمن يسأل ينتظر الجواب، وكان الجواب الحق من ربّ السماء بأنّ الله قد سمع دعاء وابتهالات وتضرع رسوله ، لذا فسيُعَلمَهُ من آياته الكبرى أنّ النصر لا يأتي إلاّ بعد تعسر والأمور وتعقدها، وبعد أن تشتد المحن والكروب والمصائب، والنصر يأتي من الله لا من عمل العبد، فيأتي بعد أن تعيي الانسان الحيلة، ومن البديهي أنَّ الله قادر على أن أن ينعم على رسوله بالنصر المؤزر والتمكين دون أي عناء أو جهد، وبدون امتحان يعقبه صبر، وبدون صبر جائزته المغفرة........
    ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾

    ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ﴾

    ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾


    ولكنها سنة الله وإرادته، ولن تجد لسنة الله تبديلا، فكما أنّ جفاء البشر ومقاومتهم للدعوة لا يعني نقطة المنتهى، وهنا جوهر الرسالة : بشارة السماء أتت بعد استفراغ الجهد في ابتكار الارهاصات : سيُسرى بك إلى القدس لتصلي بالأنبياء في المسجد الأقصى المبارك وما حوله، وإلى السّماء سيعرج بك ، وسترحب بك السماء وتحف بك ملائكتها، وسأريك من آياتي وقدرتي ما يعطيك القوة والدفعة المحركة على معاودة الكفاح والدعوة، والصبر على الصد والأذى، وهذا حصل وكان، فقد اختصرت له المسافات الزمنية المتعارف عليها فيُسرى به للمسجد الأقصى ويصلي بالأنبياء فيه ليعرج للسماء ويخترق الحجب والسماوات العلى ويعود في ليلته للمسجد الحرام، وتلك كانت المعجزة المبشرة بالنصر والتمكين. ولتعلم أنّ الله الذي أنعم عليك بالمعجزة لقادر على أن ينصرك ويعزك ويمكنك ، وقادر على أن يدك عروش الشرك والطاغوت وكيانات الجهل وعمي البصيرة. ولكنه تشريع السماء ، تشريع لك طريق سير ملزم لمن يأتي بعدك أن يتعلم منه، وأن يتقيد به لا يحيد عنه قيد أنملة. تشريع بأن يكلك أن تنتهج في عملك الأسباب تربطها بمسبباتها، مجتهداً ومكافحاً وداعياً إلى الله بالحق، حتى إذا آن الأوان أرسلنا اليك النصر، وأنعمنا عليك بالأمن، وتبديل الخوف أمنا.

    ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾
    ( وفي رواية لأم هانئ - هند ابنة أبي طالب - تقول: إنّ رسول الله نام عندي تلك الليلة في بيتي فصلى العشاء الآخرة ثمّ نام فنمنا . فلما كان قبيل الفجر أهبنا رسول الله ، فلما صلى الصبح وصلينا معه، قال: يا أم هانئ . لقد صليت معكم العشاء لالآخرة كما رأيت بهذا الوادي، ثمّ جئت بيت المقدس فصليت فيه، ثمّ صليت صلاة الغداة معكم كما ترين، فقلتله : يا بني لا تحدث به الناس فيكذبوك ويأذوك. قال: والله لأحدثنموه. )

    قال البيهقي : وفي هذا السياق ، أنّ المعراج كان ليلة اسري به عليه الصلاة والسلام من مكة إلى بيت المقدس. وصدقه ايبن كثير قائلاً : وهذا الذي قاله هو الحق الذي لا شك فيه ولا مرية. الآن ، ماذا كان وقع الحادث على المشركين من قريش ؟ فيما رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس بطريق زرارة بن أوفى :
    (‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ‏ ‏وَرَوْحٌ ‏ ‏الْمَعْنَى ‏ ‏قَالَا حَدَّثَنَا ‏ ‏عَوْفٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ‏ ‏عَنِ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏ لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي وَأَصْبَحْتُ ‏‏ بِمَكَّةَ ‏ ‏فَظِعْتُ بِأَمْرِي وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ فَقَعَدَ مُعْتَزِلًا حَزِينًا قَالَ فَمَرَّ عَدُوُّ اللَّهِ ‏ ‏أَبُو جَهْلٍ ‏ ‏فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نَعَمْ قَالَ مَا هُوَ قَالَ إِنَّهُ أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ قَالَ إِلَى أَيْنَ قَالَ إِلَى ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏قَالَ ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَلَمْ يُرِ أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ إِذَا دَعَا قَوْمَهُ إِلَيْهِ قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ قَوْمَكَ تُحَدِّثُهُمْ مَا حَدَّثْتَنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نَعَمْ فَقَالَ هَيَّا مَعْشَرَ ‏ ‏بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ‏ ‏قَالَ فَانْتَفَضَتْ إِلَيْهِ الْمَجَالِسُ وَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا قَالَ حَدِّثْ قَوْمَكَ بِمَا حَدَّثْتَنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ قَالُوا إِلَى أَيْنَ قُلْتُ إِلَى ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏قَالُوا ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمِنْ بَيْنِ مُصَفِّقٍ وَمِنْ بَيْنِ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُتَعَجِّبًا لِلْكَذِبِ زَعَمَ )

    نعم : التكذيب والاستنكار من كفرة قريش، يقابله إيمان الواثق المطمئن لصدق الرسالة والرسول أتت بجملة من أبلغ الأقوال ( إن قالها فقد صدق ) تلك كانت مقولة الصديق، تصديق جازم لا يتخلخل، يقابله ردة عن الدين الحق من ضعاف إيمان لم يفهموا معاني وروعة الحدث، وعلم السماء المبشرة لنا بشارات التمكين والنصر قائمة للآن منها فتح روما ، ومن القوم من يراه بعيداً بل مستحيلا، ومنهم من يراه قريباً ويتحكم في ذلك نوعية وحجم الايمان. فمن الناس من يصمد للتعذيب ووقع السياط وقطع الأعناق والأرزاق يثبتهم على ذلك حسن الأمل وحسن تقبل بشائر السماء، ومنهم من لم يصل ايمانه بوعد الله التصديق فخذل نفسه حين شكك وتشكك ورفض بشارات السماء. نعم. لقد كانت حادثة الإسراء والمعراج بشارة من بشارات السماء لتزيد ايمان المومنين رسوخاً ولتثبت وعد الله الحق، وبشارات السماء لنا في واقعنا الحالي لا زالت قائمة وسيتم التمكين ان شاء الله قريباً حيث سترتفع راية العُقاب مرفرفة فوق سماء روما كما بشر رسول السماء ويومئذ سيفرح المؤمنون بنصر الله وتحقق بشارات التمكين.

    حاتم الشرباتي - ابو ناصر -

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الإسراء كان بالروح والجسد




    ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أفَتُمارونَهُ على ما يرى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عندها جنّة المأوى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾

    [align=justify]أبتلي المسلمون في هذ القرن بمرض ممالئة الكفار ، ومحاولة التوفيق بين الفكر الإسلامي وبين أفكار الكفر، بحجة أنّهم يريدون أن يحببوا الناس بالإسلام ، وهؤلاء المضبوعون بثقافة الغرب الكافر وحضارته، قد وصلت شطحات بعضهم إلى حد مخالفة ومعارضة النص الشرعي، ووصل اجرام العملاء منهم إلى حد تأويل آيات القرآن الكريم، وذلك بتفسيرها لغير ما ترمي اليه، وبلغت الوقاحة والصفاقة بأرذلهم إلى حد تكذيب النص الشرعي والعياذ بالله . فقد فسّر "الشيخ محمد عبده" آيات كثيرة من القرآن الكريم بتأويلها على هواه، من مثل تأويله لسورة الفيل ، وأحل "الشيخ شلتوت" الربا المحرم بصريح النص – عن قصد وسابق اصرار- وتابعه حديثاً "الشيخ يوسف القرضاوي" مستحدثاً ما يخالف أصول الدين وهو ما سماه ( الفقه التيسري - التوفيقي ) فاحلّ ما حرمه الله من الربا وغيره مجترأ على شرع الله وهو يعلم، ودعا قاسم أمين إلى " تحرير المرأة – من دينها وأخلاقها " بالدعوة إلىاباحة السفور والمجون، وحاول الشيخ الأزهري " علي عبد الرازق " التطاول على النص الشرعي بنفيه وجود حكم الخلافة الاسلامية ونظام الحكم في الاسلام. وتطاول بكل صفاقة واجرام أعمى القلب والبصيرة " طه حسين " على القرآن الكريم مكذباً إياه ونافياً ما ورد فيه من أخبار وقصص رسل الله ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ورفعهما قواعد البيت العتيق،

    ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ).

    كما شطخ الدكتور محمد حسين هيكل ، متأثراً بالواقع الذي عاشه قبل تأليفه " حياة محمد " و "في منزل الوحي " فحاول التوفيق بين واقعة الاسراء وبين العلم الحديث ، مُدَّعِياً أنّ الأسراء كان بالروح فقط دون الجسد،أي رؤيا مناميّة . فقد جاء في كتابه " حياة محمد " صفحة (195) ما نصه: ( .... والعلم في عصرنا الحديث يقر هذا الإسراء بالروح، ويقر المعراج بالروح، فحيث تتقابل القوى السّليمة يُشع ضياء الحقيقة......... فإذا بلغ روح من القوة والسلطان ما بلغت نفس محمد فأسرى الله به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليريه من آياته، كان ذلك مما يقر العلم.) أي أنّ الميزان عنده هو العلم وليس قدرة الله تعالى، فجرّد المعجزة الإلهية من محتواها، حين أخضع الحادثة للعلم.

    والحقيقة التي لا يمكن أن يُماري فيها عاقل أنّ الإسراء والمعراج كان كلاهما بالروح والجسد، وأنهما قد حدثتا فعلاً، فليستا رؤيا منامية، بل رؤيا العين عن يقين، وذلك واضح بصريح النص النص القطعي الدلالة الذي لا يحتمل التأويل: ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً) فالله تعالى يءكد حادثة الإسراء بقوله ( أسرى بعبده ) فعبده تشمل الروح والجسد كلاهما قطعاً ولا بد، وواضح أيضاً في قوله (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أفَتُمارونَهُ على ما يرى)،هذا في صريح القرآن، أمّا في السُّنة الشريفة فقد جاء في رواية الإمام أحمد ( فأسري بي حتى أتيت بيت المقدس ) ولما روي عن ابن عباس ( هي رؤيا عين).

    وفي ذلك يرد الشيخ محمد متولي الشعراوي قائلاً: ( لو لم يقف كفار قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم موقفهم هذا ليقولوا له :- " أتدعي أنّك أتيتها في ليلة واحدة ونحن نضرب اليها أكباد الإبل شهراً ؟ " !!!! ربّما قال قائلٌ " لقد ظنوه مناماً " ، والمنام لا يُمارى فيه ، فإذا رأيت إني ذهبت إلى لندن هذه الليلة فلا يناقشني أحد أنّ المسألة رؤية. فإذاً موقفهم هذا الذي وقفوه قديماً أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤكد أنّه فهموا أنها لم تكن مناماً ولا روحاً، وإنّما كانت يقظة بروحه وجسده، وإلا لما صدر هذا الاعتراض، لأننا نقول لو كانت رؤيا منامية لما ناقش فيها أحد، لأنّ أي واحد يقص عليك رؤية ، فقانون المرائي فوق قانون المادة اليقظيّة، فما دام قد ناقشوا فيها ووقفوا منها هذه الوقفة ، فهم قد فهموا أنها يقظة وبالجسم والروح. والذي يقول هذا القول يحاول أن يُسنده بشئ، فيبحث حتى يجد نصاً قرآنياً: ( " وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ" فيدعي أنّها رؤية منامية، ونحن نقول لهم: إذا كانت رؤية منامية فكيف تكون فتنة للناس؟ ومعنى " فتنة للناس " أنّ بعضهم يصدق وبعضهم يكذب، ولو كانت رؤيا منامية فلا يناقشها أحد – لا تصديقاً ولا تكذيباً - ) ويستطرد قائلاً ) وإلا لو كانت منامية ما كانت فتنة للناس وما اختلف الناس فيها، وإلا هل قوماً اختلفوا مع واحد من الناس رأى مناماً في أنّه رأى رؤية وبأي شكل ما رآهان وبأي صورة وبأي وقت وبأي سرعة، فما دامت فتنة للناس فهو دليل على أنّها رؤية منامية.)
    أمّا الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر السابق، فله ردٌ على زعم بعضهم أنّ الإسراء والمعراج كانتا باروح دون الجسد قائلاً:

    ( ذهب الجمهور من علماء المحدثين والفقهاء والمتكلمين أنّ الإسراء والمعراج وقعا في ليلة واحدة في اليقظه بجسد النبي وروحه بعد البعثة. ولقد توارد على ذلك كما يقول الإمام إبن حجر العسقلاني ظواهر الأخبار الصحيحة، ولا ينبغي العدول عن ذلك، لإذ ليس في العقل ما يحيله – يفرضه مستحيلاً – حتى يحتاج إلى تأويل. ولو كان ذلك مناماً ، أو بالروح فقط، لما كذَّبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مكذب، لجواز وقوع مثل ذلك وأبعد منه لآحاد البشر.
    إنّ الناس يرون في الرؤيا أنهم سافروا وأبعدوا، وذهبوا وعقدوا العقود، ورأوا نتائج عقودهم وثمار عهودهم، فلو كانوا بصدد رؤيا لما ارتاب في صدق الصادق الصدوق صلوات الله وسلامه عليه إنسان. ولما أشفقت أم هانئ رضي الله عنها على رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا أخبرها الخبر وقال أنّه سيحدث الناس به، فأرادت أن يعدل عنه قائلة : إنّهم سيكذبونك. فلم يستجب صلى الله عليه وسلم لنصيحتها لأنّ الحق ينبغي أن يُذاع، وأذاعه صلى الله عليه وسلم بين الناس وحدث ما حدث)


    أخرج إبم مردويه عن طريق قتاده عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم فرضت عليه الصلاة ليلة أسري به. وأخرج أبن أبي حاتم عن يزيد بن أبي مالك عن أنس رضي الله عنهم قال: ( ..... فلما سمع المشركون قوله أتوا أبا بكر فقلوا: يا أبا بكر، هل لك في صاحبك يخبر أنّه أتى في ليلته هذه مسيرة شهر ثمّ رجع في ليلته ؟ فقال أبو بكر: إن كان قالها فقد صدق. وإنّا والله لنصدقه فيما هو أبعد من هذا. نصدقه على خبر السماء.)

    فسلام الله وصلواته عليك يا سيدي يا رسول الله ، يا صاحب الإسراء والمعراج بالروح والجسد، سلام عليك من حملة الدعوة الإسلامية في بلد الإسراء والمعراج ، ومن رحاب المسجد الأقصى الأسير، موطن الاسراء والمعراج الذي يرزح في أغلال الإحتلال، موطن عباد الله ترنو أفئدتهم لنصر من الله وفتح قريب، وسلام الله عليك يا صاحب الصادق الصدوق ورفيق هجرته ومصدق رسالته وإسرائه حين كذبه القوم، وأول خلفاء الاسلام. [/align]

    حاتم ناصر الشرباتي
    الموقع الشخصي
    http://www.sharabati.org/

  3. افتراضي

    ‎ ‎سورة الإسراء‎

    صراع بين رسالتين‎:-‎
    ‎ ‎قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا ‏حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائيلَ ‏أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً))ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً) (الاسراء:1-3) ‏لسورة‎ ‎الإسراء اسم توقيفي آخر هو سورة بني إسرائيل ، وقد بدأت بالحديث عن إسراء ‏الرسول‎ ‎صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في ‏بيت‎ ‎المقدس ، ثم أشارت إلى البركة التي جعلها الله في المسجد الأقصى وما حوله، ثم‎ ‎انتقلت ‏مباشرة انتقالاً تاريخياً من الرسالة الإسلامية إلى رسالة موسى نبي بني‎ ‎إسرائيل عليه السلام، ‏وإلى التوراة وما كلف الله بني إسرائيل فيها. وأخبرتنا عن‎ ‎إفسادين كبيرين مقترنين بالعلو ‏الكبير يقعان على أيدي اليهود، وأطلعتنا على وضع‎ ‎اليهود في كل منهما ، وحددت ملامح ‏الرجال العباد الربانيين ، الذين يزيلون‎ ‎الإفسادين اليهوديين ، وكان تركيزها على الإفساد ‏الثاني اليهودي أكبر.‏‎
    إن الله‎ ‎يريد تعريفنا على طبيعة صراعنا مع اليهود وهو صراع بين رسالتين : رسالة الحق ‏التي‎ ‎يمثلها المسلمون ورسالة الباطل التي يمثلها اليهود وسيبدأ على أرض المدينة وينتهي‎ ‎على ‏الأرض المباركة.‏‎ ‎
    مظاهر البركة حول الأقصى‎ ‎‏:-‏
    قد يخطيء بعض الناس في فهم‎ ‎البركة فيما حول المسجد الأقصى ، فيقصرها على البركة ‏الزراعية فهي الأرض التي تدر‎ ‎لبناً وعسلاً . صحيح أن هذه البركة موجودة لكنها بركة من ‏بركات كثيرة ، ومظهر من‎ ‎مظاهر البركة العديدة، فهي مباركة بركة إيمانية ، فللإيمان فيها ‏وجود راسخ ثابت‎ ‎أصيل ، قبل إبراهيم عليه السلام وبعده ، وهي بلاد نبوات ورسالات ، ‏وهي مباركة بركة‎ ‎إيمانية قديمة ومعاصرة ومستقبلية ، فتاريخها الأصيل هو تاريخ للإسلام ‏والإيمان‎ ‎والعبودية لله ، وهي مباركة بركة جهادية حضارية حركية ، فعليها كان يسجل ‏التاريخ‎ ‎الإيماني منعطفاته الخطيرة وأحداثه العظيمة ، وعليها كان يسجل التاريخ الجاهلي‎ ‎هزائمه ونكساته وزواله .‏‎
    التاريخ عليها حي فاعل متحرك لا يتوقف ، وتُقدم أعوامه‎ ‎وشهوره وأيامه مفاجآت عجيبة ‏وأحداثاً خطيرة ومعارك فاصلة ، وزوال دول وأنظمة وولادة‎ ‎أخرى .‏‎
    عليها قُصم الرومان والفرس والصليبيون والتتار ، وعليها سيقصم الله‎ ‎اليهود ويدمر كيانهم ، ‏وعليها سيقتل الله المسيح الدجال وعليها سيبيد الله جحافل‎ ‎يأجوج ومأجوج .‏‎
    وهي مباركة بركة سياسية ، فهي أرض الإبتلاء والإمتحان ، وهي أرض‏‎ ‎الكشف والفضح ، ‏هي التي تكشف الخونة ، وتفضح العملاء والرايات والشعارات والدعوات.‏‎
    سر الربط بين المسجدين‎ ‎‏:-‏‎
    ربطت سورة الإسراء ربطاً دقيقاً بين المسجد الحرام‎ ‎والمسجد الأقصى ، وهناك سر بديع ‏لطيف للربط بين المسجدين ، فمن بعض حِكم هذا الربط‎ :- ‎
    ‏1- المسجد الأقصى وما حوله شهد وجود رسالات سابقة ، منها اليهودية‎ ‎والنصرانية ، كان ‏أصحابها هم الخلفاء على الناس ، والأمناء على الدين والإيمان ،‎ ‎والوارثين للأرض المباركة ‏‏. والمسجد الحرام شهد بداية الرسالة الجديدة الخاتمة ،‎ ‎وولادة الأمة الإسلامية أمة الخلافة ‏والوراثة والأمانة . فبما أن الأمة الجديدة‎ ‎تقيم حول المسجد الحرام ، فلا بد لها كي تحقق ‏خلافتها وأمانتها على البشرية من أن‎ ‎تتملك ما حول المسجد الأقصى ، وأن ترثه هي من ‏الذين يقيمون حوله.‏‎ ‎
    ‏2- أن السورة‎ ‎تريد من المسلمين أن يُحسنوا النظر للمسجد الأقصى وما حوله فهو مبارك ‏ومقدس كبركة‎ ‎وقدسية المسجد الحرام وما حوله .‏‎ ‎
    ‏3- تحذير المسلمين من المؤامرات المعادية ضد‎ ‎المسجدين ، ومن أطماع الأعداء الكافرين ‏في المسجدين ، وأن الخطر الذي يتهدد المسجد‎ ‎الأقصى ، هو الخطر الذي يتهدد المسجد ‏الحرام.‏‎
    فلما أخذ الصليبيون الأقصى وما‎ ‎حوله ، واستقروا فيه ، توجهت أنظارهم وبرامجهم ‏ومطامعهم نحو المسجد النبوي في‎ ‎المدينة المنورة ، والمسجد الحرام في مكة المكرمة ، فقام " ‏أرناط ، ملك الكرك‎ ‎الصليبي ، بعدة محاولات لاحتلال بلاد الحجاز ، كادت تنجح لولا أن الله ‏هيأ لهذه‎ ‎الأمة صلاح الدين الأيوبي.‏‎ ‎
    ‏4- أن السورة تقدم للمسلمين المستضعفين في مكة‎ ‎المحاربين هناك بشرى ربانية ، بالفرج ‏والنصر والتمكين ، فستنتهي تلك المرحلة الحرجة‎ ‎التي يعيشونها في مكة ، وسيكتب الله لهم ‏التمكين ، فيفتحون البلاد ، ويصلون للمسجد‎ ‎والأرض المباركة ، متابعين خطى رسولهم صلى ‏الله عليه وسلم ليلة الإسراء ، ويفتحون‎ ‎تلك البلاد ، ويقيمون عليها حكم الله ، ويعيدون تشييد ‏المسجد الأقصى وبناءه .‏‎ ‎فالرسول صلى الله عليه وسلم كان ممهداً لفتح بلاد الشام ، وكان ‏إسراؤه إلى المسجد‎ ‎الأقصى إرهاصاً ربانياً بفتح المسلمين الحقيقي القادم لهذه الأرض .‏‎
    إفسادان‎ ‎لبني إسرائيل‎ ‎‏:-‏‎
    قال سبحانه (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً ‏كَبِيراً) (الاسراء:4) ‏‏(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً ‏مَفْعُولاً)(ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)(إِنْ أَحْسَنْتُمْ ‏أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا ‏دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً)(عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ ‏لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) (الاسراء 5-8) ‏‏ أول مرة " وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً "- "عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ "- "وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ ‏حَصِيراً " (الاسراء: من الآيات 4-8)‏
    وقال تعالى في آخر السورة عن الإفساد الثاني )وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ ‏فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً) (الاسراء:104) ‏اختلف العلماء في تفسيرهم للإفسادين ولكن جميع التفاسير السابقة لا تنطبق‎ ‎عليها الأحداث ‏التي وردت في الآيات فلا بد من إعادة النظر في فهم النصوص وأحداث‎ ‎التاريخ . لقد علا ‏اليهود قديماً وأفسدوا إفسادات كثيرة ، ونظراً لربط الآيات‎ ‎الكريمة بين المسجد الأقصى ‏والتاريخ اليهودي فإننا نؤكد أن الإفسادين متعلقان‎ ‎بالمسلمين بعد بعثة نبينا محمد صلى الله ‏عليه وسلم.‏‎
    إفسادهم الأول في المدينة‎ ‎‏:-‏‎
    أتى اليهود إلى يثرب هاربين من الإضطهاد الروماني واليوناني الذي صُب عليهم في‎ ‎بلاد ‏الشام ، وأُعجب العرب بما عند اليهود من مال وعلم وثقافة ، وتفنن اليهود في‎ ‎التحكم بالعرب ‏والإفساد بينهم وامتصاص خيراتهم وإخضاعهم ، وكانوا يبشرونهم بقرب‎ ‎ظهور نبي ، ‏ويهددونهم بأنهم سيتبعونه ويقتلون العرب معه ، ولكنهم لما بُعث محمد صلى‎ ‎الله عليه وسلم ‏كانوا أكثر الناس عداوة له ، وتآمروا على قتله وحاربوه مع القبائل‎ ‎العربية الجاهلية .‏‎
    ‎ ‎‏“فإذا جاء وعد أولاهما….. "‏‎ ‎‏:-‏‎
    ‎" ‎إذا " ظرف لما يستقبل من‎ ‎الزمان ، أي أن المجيء يأتي بعد نزول آيات الإسراء المكية ، ‏وبالتالي فإن عباد الله‎ ‎الربانيين سيكونون أيضاً بعدها .‏‎
    ‎ ‎‏“بعثنا عليكم …."‏‎ ‎‏:-‏‎
    إن التعبير بالبعث‎ ‎مقصود ومراد ، فالله بعث الصحابة بعثاً من العدم فلم يكن للعرب في ‏الجاهلية أية‎ ‎منزلة. كما أن كلمة " بعثنا توحي أن مجيء هؤلاء الربانيين لم يكن متوقعاً فقد ‏بعث‎ ‎الله الصحابة بعثاً فأزالوا إفساد اليهود وورثوا قوة اليهود ، الصغيرة في المدينة ،‏‎ ‎وقوة ‏فارس والروم الكبيرة في العالم .‏‎
    ‎" ‎عباداً لنا….."‏‎ ‎‏:-‏‎
    هذه الجملة لا‎ ‎تنطبق إلا على الصحابة لأن الله سماهم " عباداً " وأضافهم إليه " لنا "‏‎
    إن كلمة‎ " ‎عباد " لا تنطبق على الكافرين السابقين الذين نسب لهم المؤرخون إزالة الإفسادين‎ ‎مثل بختنصر وغيره.‏‎
    هناك فرق بين كلمتي عباد وعبيد لأنه لا ترادف في كلمات‎ ‎القرآن ، فكلمة " عبيد " ذُكرت في ‏القرآن الكريم خمس مرات في الكلام عن الكفار‎ ‎ومعظمها بصيغة : " وما ربك بظلام للعبيد " ‏أي أن الله يحاسب الكفار بعدله.‏‎
    أما‎ ‎كلمة " عباد " فهي مذكورة خمساً وتسعين مرة منها أكثر من تسعين مرة عن المؤمنين .‏‎ ‎إن الألف في هذه الكلمة توحي بالعزة والكرامة وهي صفات المسلم .‏‎
    ‏“أولي بأس‎ ‎شديد…."‏‎ ‎‏:-‏
    كانت قوة الصحابة وبأسهم في مواجهة اليهود في جانبين : الجانب المادي‎ ‎الذي تمثل في شدة ‏قتالهم لليهود ويشهد عليه حصارهم لبني قينقاع وبني النضير وقتل‎ ‎بني قريظة ومحاربتهم في ‏خيبر وإخراجهم منها .‏‎
    والجانب المعنوي الذي تمثل في‎ ‎تحديهم لليهود وإذلالهم لهم ، ويشهد عليه مواقف أبي بكر ‏وعمر وعلي وعبادة بن الصامت‎ ‎وعبدالله بن رواحة وغيرهم .‏‎
    لقد حكم " سعد بن معاذ " على بني قريظة حكماً‎ ‎ربانياً بقتل رجالهم وسبي نسائهم وأطفالهم ‏ومصادرة أموالهم واستملاك بيوتهم‎ ‎وأراضيهم وأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه .‏‎ ‎
    ‎" ‎فجاسوا خلال الديار…"‏‎ ‎‏:-‏‎
    الجوس هو تخلل الشيء والتغلغل فيه، وقد دخل الصحابة ديار اليهود، واحتلوها‎ ‎وجاسوا ‏خلالها في ديار بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة وفي خيبر وفي وادي القرى‎ ‎وفدك ‏وتيماء.‏‎
    لقد أزالوا كيانهم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم أجلى‎ ‎الفاروق بقاياهم عن جزيرة ‏العرب.‏‎
    وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الجوس بقوله‎ ‎تعالى )وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ‏مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) (الأحزاب:26) ‏‏ )وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) ‏‏(الأحزاب:27) ‏نحن نعيش الإفساد الثاني‎ ‎لليهود‎ ‎‏:-‏‎
    إذا علمنا أن إفساد اليهود الأول كان في المدينة، وأن المسلمين هم الذين‎ ‎قضوا على ذلك ‏الإفساد ، نعلم أن الكَرّة تعود لليهود في الإفساد الثاني على الأجيال‎ ‎اللاحقة من المسلمين، ‏وهي الأجيال التي تعيش في هذا الزمان :" ثم رددنا لكم الكرة‎ ‎عليهم" . ولم تكن لليهود كرة ‏على الأقوام السابقين الذين حاربوهم .‏‎ ‎
    ‎" ‎وأمددناكم‎ ‎بأموال وبنين….."‏‎ ‎‏:-‏‎
    أي أن قوة اليهود ليست ذاتية بل خارجية، أمدهم الله بها ليقضي‎ ‎عليهم ، ويتم بوسيلتين هما ‏الأموال والبنين، وهذا ما نراه واضحاً في أيامنا هذه ،‎ ‎فالغرب يمدهم بالمال ويسهل هجرة ‏اليهود إلى فلسطين.‏‎ ‎
    ‎" ‎جئنا بكم لفيفاً….."‏‎ ‎‏:-‏‎
    لقد مضى على اليهود أكثر من قرن وهم يأتون ملتفين في هجرات متتابعة إلى فلسطين‎ ، ‎ولن ‏يتوقف ذلك حتى يتم تجميع كل اليهود في هذه المنطقة تمهيداً للقضاء عليهم.‏‎ ‎
    ‎" ‎وجعلناكم أكثر نفيراً…"‏‎ ‎‏:-‏‎
    أي أن الله عز وجل سيجعل اليهود الأكثر أعواناً‎ ‎ومؤيدين ، وهذا يبدو واضحاً من مواقف ‏العالم معهم.‏‎ ‎
    ‎" ‎إن أحسنتم أحسنتم‎ ‎لأنفسكم…"‏‎ ‎‏:-‏‎
    هذا رد على زعم تفرد اليهود على البشرية، وتفضيلهم على باقي الناس ،‎ ‎فهي أوهام ‏اخترعوها ولا أساس لها .‏‎
    هذا هو الإفساد الأخير لليهود‎
    تحدث‎ ‎القرآن عن الإفساد الثاني لليهود بقوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ )‏
    وبقوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً)‏
    فكلمة " الآخرة " لا يراد بها‎ ‎يوم القيامة ، فليست هي المقابلة للدنيا ، وإنما الآخرة هنا هي ‏المقابلة للأولى ،‎ ‎الأولى في قوله " فإذا جاء وعد أولاهما " أي المرة الأولى ، والآخرة " فإذا ‏جاء وعد‎ ‎الآخرة " أي المرة الثانية في الإفساد ، وتدل على أنه سيكون الإفساد الأخير .‏‎
    لماذا قال : " ليسوءوا وجوهكم " ؟‎
    إن المعركة بين المسلمين واليهود لا ينتج‎ ‎عنها إبادة اليهود وإفناؤهم والقضاء عليهم ، وإنما ‏ينتج عنها إزالة فسادهم وتدمير‎ ‎كيانهم ، وتحويلهم إلى مجموعات يهودية ذليلة مهزومة ‏مسحوقة، فإساءة وجوه اليهود لا‎ ‎تعني إفناؤهم .‏‎
    اليهود والمسيح الدجال‎ ‎‏:-‏‎
    سيظهر الدجال - وهو يهودي - في آخر‏‎ ‎الزمان من أصفهان بإيران ، وسيتبعه منها سبعون ‏ألف يهودي ، ثم يحاربهم المسلمون‎ ‎ومعهم عيسى عليه السلام الذي سيقتل الدجال بيده الشريفة ‏، وسيقضي المسلمون على كل‎ ‎يهودي تحقيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لن تقوم ‏الساعة حتى تقاتلوا‎ ‎اليهود ، فتقتلوهم حتى ينطق الشجر والحجر فيقول :" يا مسلم يا عبدالله : ‏هذا يهودي‎ ‎ورائي تعال فاقتله".‏‎ ‎
    ‏( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ )‏‎ ‎‏:-‏‎
    يعود الضمير‎ ‎الفاعل في " ليدخلوا " على الضمير الفاعل في " ليسوءوا " ، فالذين يسوءون ‏وجوه‎ ‎اليهود هم الذين يدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة ، والمراد بالمسجد هنا المسجد‎ ‎الأقصى ، وهم المسلمون الذين دخلوه فاتحين أول مرة عندما حرروه من الرومان ، وتم‎ ‎لهم ‏فتح الشام ونشر الإسلام فيه.‏‎
    فالمعركة عند الإفساد الثاني بين اليهود‎ ‎والمسلمين ستكون معركة إسلامية إيمانية ، وليست ‏معركة قومية أو يسارية أو إقليمية‎ ‎وليست معركة فلسطينية أو عربية أو غير ذلك.‏‎

    لطائف قرآنية من الآيات‎ ‎‏:-‏‎
    الأفعال‎ ‎التي تشير إلى تمكن اليهود ثلاثة هي : " رددنا " - " أمددناكم " - " جعلناكم "‏‎
    الفاعل في الأفعال الثلاثة " نا " يعود إلى الله عز وجل فهو يفعل لهم تلك‎ ‎الأفعال ، وفق ‏حكمته ومشيئته تمهيداً لقضاء المسلمين عليهم.‏‎
    وعند كلام الآية عن‎ ‎فعل المسلمين بهم ، فقد عرضت ثلاثة أفعال مسندة للمسلمين المجاهدين ‏هي : " ليسوءوا‎ " - "‎وليدخلوا " - " وليتبروا "‏‎
    الفاعل في الأفعال الثلاثة " الواو " يعود على‎ ‎المسلمين ، صحيح أن الله هو الذي يقرر ويقدر ‏، لكن إسنادها للمسلمين تكريم من الله‎ ‎لهم ، وتشريف لهم . إذاً هي أفعال ثلاثة لليهود تقابلها ‏أفعال ثلاثة للمسلمين .‏‎

    وهناك لطيفة قرآنية أخرى فعندما تكلمت الآية عن تحقق الإفساد الثاني لليهود ،‎ ‎وعن تدمير ‏المسلمين له عبرت بحرف الشرط " إذا " فقالت " فإذا جاء وعد الآخرة ،‎ ‎ليسوءوا وجوهكم ‏وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً ".‏‎
    بينما عبرت بحرف الشرط " إن " عند كلامها عن إحسان اليهود " إن أحسنتم أحسنتم‎ ‎لأنفسكم ‏وإن أسأتم فلها ".‏‎
    كما عبرت بحرف الشرط " إن " عند كلامها عن عودة‎ ‎اليهود للإفساد " وإن عدتم عدنا " ‏وهناك فرق بين " إذا " و " إن " الشرطيتين .‏‎
    تدخل " إذا " على فعل الشرط إذا كان متحققاً وقوعه متأكداً منه ، لا شك فيه ،‎ ‎وتدخل " إن " ‏على فعل الشرط غالباً إذا كان مستحيل الوقوع أو مشكوكاً في وقوعه .‏‎
    أي أن الإفساد الثاني لليهود سيتحقق وأن إحسانهم لن يتحقق.‏‎
    وبما أن عودة‎ ‎اليهود للإفساد بعد تدمير كيانهم في إفسادهم الثاني مستحيلة ، عبر عنها بحرف ‏‏" إن "‏‎ ‎التي تدل على هذا المعنى " إن عدتم عدنا "‏‎

    عن كتاب "حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية"‏
    تأليف : د.صلاح‎ ‎الخالدي

  4. افتراضي

    بارك الله في muslimah على هذه المشاركة القيمة ، ونتابع مع هذه الحادثة الشريفة:

    الاِسراء والمعراج

    (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الاَْقْصَى ا لَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) . (الاسراء / 1)
    حادثة الاسراء (61) والمعراج من الحوادث المعجزة الّتي اُعطِيَت لِنبيّ الرّحمة ومنقذ البشرية محمّد ، وقد اختلف المؤرّخون في الزّمن الّذي وقعت فيه هذه المعجزة الكبرى ، كما اختلفوا في مكان الانطلاق .
    وفي ذلك يتحدّث ابن الاثير ويقول :
    « اختلف الناس في وقت المعراج فقيل : كان قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل بسنة واحدة ، واختلفوا في الموضع الّذي اُسري برسول الله منه ، فقيل : كان نائماً بالمسجد في الحجر ، فاُسري به منه ، وقيل : كان نائماً في بيت اُمّ هانئ بنت أبي طالب » (62).
    وكما اختلف المؤرّخون في زمان الاسراء ومكانه ، فقد اختلف العلماء وأصحاب الرأي في كيفية المعراج ، فذهب بعضهم إلى أنّه معراج روحي ، وقال آخرون : إنّ رسول الله عرج إلى السماوات العُلى بروحه وبدنه .
    والّذي يتأمّل آية الاسراء الكريمة ينكشف له أنّ الله قد أسرى بشخص الرّسول الكريم وليس بروحه مجرّدة عن الجسد ، فالآية صريحة في دلالتها : أنّ الله أسرى بعبده ، وليس بروحه ، كما أنّه أسراء ، وليس رؤيا صادقة كما يقول البعض .
    ويذهب معظم المسلمين إلى القول بأنّ الله سبحانه أسرى برسوله الكريم بروحه وبدنه إلى السماوات العُلى ليرى آيات ربّه الكبرى ، المتجلِّية في تلك العوالم ، ولم يخالف هذا الرأي إلاّ قليل من المسلمين ، مثل بعض الفلاسفة والمعتزلة .
    نقل لنا ابن إسحاق في هذا الشأن ما نصّه :
    «وحدّثني بعض آل أبي بكر : أنّ عائشة زوج النبيّ كانت تقول : ما فُقِدَ جسد رسول الله ولكن الله أسرى بروحه ، قال ابن إسحاق وحدّثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الاخنس أنّ معاوية بن أبي سفيان كان إذا سُئِلَ عن مسرى رسول الله قال : كانت رؤيا من الله تعالى صادقة » (63).
    أمّا أتباع مدرسة أهل البيت (ع) ، فيُحدِّثنا عن معتقدهم في هذه المسألة أحد أكابر علمائهم السيِّد عبد الله شبّر :
    «والّذي عليه الامامية انّه كان ببدنه الشريف لا بالروح فقط ، وفي اليقظة لا في المنام ، وإلى السّماء لا إلى المسجد الاقصى فقط ، والاخبار الواردة بذلك عن العترة الطّاهرة متكاثرة متضافرة مذكورة في مظانها » (64).
    كما يرجِّح كثير من الباحثين أنّ الاسراء كان قبل الهجرة النبويّة في حين يرى البعض حدوثه بعد الهجرة ، ويرجِّح عبد الله شبّر أنّ المعراج وقع قبل الهجرة :
    « واعلم أنّ المشهور أنّ المعراج وقع قبل الهجرة » (65).
    إنّ حادثة الاسراء والمعراج كانت لها أهداف ونتائج عقائدية كبرى تجلّت في تمحيص الناس والكشف عن مدى اليقين والثبات على الايمان بنبوّة محمّد ، فقد ذكر المؤرِّخون أنّ الرسول عندما اُسرِي به من المسجد الحرام في مكّة إلى المسجد
    الاقصى في فلسطين ، اهتزّ بعض المسلمين واضطرب ضعاف الايمان ، فارتدّوا عن الاسلام ، ولم يثبت إلاّ من رسخ الايمان في نفوسهم .
    واستغلّت قريش جهل الناس وعجزهم عن فهم المعجزة وعظمة الخالق وقدرته ، فراحوا يشكِّكون في صدق محمّد ، فطلبوا منه أن يثبت لهم ذلك بأدلّة حسِّيّة ، فأخبرهم الرّسول بأنّه شاهد قافلة متوجِّهة إلى مكّة يتقدّمها جمل أورق ، وحدّد لهم وقت وصولها ، فخرجوا ينتظرون قدوم القافلة ، فجاءت في الموعد الّذي ذكر لهم ، يتقدّمها الجمل الاورق ، وطلبوا منه أن يصف لهم بيت المقدس ، ولم يكن قد رآه من قبل ، فوصفه لهم وصفاً دقيقاً ، فبهت الّذي كفر .
    وممّا يجدر ذكره أنّ الاسراء قد حصل من المسجد الحرام في مكّة إلى المسجد الاقصى في فلسطين ، وقد تحدّثت عنه آية الاسراء في سورة الاسراء .
    أمّا المعراج فقد حدث في ليلة الاسراء من المسجد الاقصى إلى السّماوات العُلى ، وقد تحدّثت سورة النجم عن هذه المعجزة الكبرى :
    (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى * ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالاُْفُقِ الاَْعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَـيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ المُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ المَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّـدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ا لْكُبْرَى ).(النّجم/1ـ18)

    منقول عن : مطبوعات
    http://www.balagh.com/matboat/sirah/29/qy0o40a5.htm
    ومع الاسراء والمعراج والمشاركات الفاعلة نسير بحول الله

  5. افتراضي

    محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) بشارة الانبياء


    من الواضح أنّ رسالة الانبياء الكبرى ودعوتهم الجامعة هي (الدِّين) . فهم جميعاً بُعِثوا ليبشّروا به ديناً واحداً هو دين الاسلام ، دين الخضوع والاستسلام لامر الله ، دين الهداية والانقاذ للبشرية مع تفاوت في درجات التبليغ ، واختلاف في منهج التعبّد والبناء الاجتماعي . ومع هذا التفاوت في الرسالات والدعوات الالهيّة ، فإنّ معالمها الرئيسة جميعاً تتركّز في الرسالة الشاملة لهذا الدين ، رسالة محمّد .
    فهي جميعاً قبس من أنوار هذا الدين ، وتشكيلة عقائدية وتشريعية من مادّة هذا المنهاج الكبير ، وهي جميعاً تُسلَك كخطوات تمهيدية ، ومبادئ تحضيرية لاعداد البشرية من أجل حمل رسالة هذا الدين ، والايمان بدعوته .
    لذا كان طبيعياً أن يوجّه الانبياء ـ أصحاب الرسالات الكبرى ، كموسى وعيسى (ع) ـ أتباعهم إلى انتظار هذا الدين العظيم ، لاعتناق دعوته ، والتصديق برسالته ، والايمان بنبيِّه محمّد . فقد أشارت الكتب الالهيّة المقدّسة ـ التوراة والانجيل ـ إلى مجيء هذا النبيّ العظيم ، موجِّهة أتباعها إلى انتظار الدِّين ، والانضـواء تحت دعوته ، والتصديق برسالته .
    ولقد كان اليهـود ينتظرون بعثة نبيّ ، يبعثه الله مُنقذاً وهادياً للبشرية ، ويعرفونه في كتبهم وتباشير مستقبلهم .
    وكانوا يصرّحون بذلك وينتظرون بعثته لينتـصروا به على العرب من الاوس والخزرج .
    وقد سجّل القرآن هذه الحقيقة وذكّر اليهود بها فخاطبهم بقوله :
    (وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى
    الَّذِينَ كَفَرُوْا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الكَافِرِينَ ). (البقرة / 89)
    ولقد حدثت أحداث ووقائع تاريخية مشهورة في التاريخ اليهودي من قبلِ مجيء محمّد ، دلّت على المعنى ذاته الّذي أشارت إليه الآية الكريمة من بعد البعثة :
    (وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوْا فَلَمَّا جَاءهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ) .
    فقد ورد عن ابن عباس في تفسير هذه الآية قوله :
    « كانت اليهود يستفتحون أي يستنصرون على الاوس والخزرج برسول الله قبل مبعثه ، فلمّا بعثه الله من العرب ولم يكن من بني إسرائيل ، كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه ، فقال لهم معاذ بن جبل ، وبشر بن البراء بن معرور : يا معشر اليهود ! اتقّوا الله وأسلموا فقد كنتم تسـتفتحون علينا بمحمّد ، ونحن أهل الشرك وتصفونه وتذكرون أنّه مبعوث ، فقال سلام بن مشكم ، أخو بني النضير : ما جاءنا بشيء نعرفه ، وما هو بالّذي كنّا نذكر لكم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية » .
    وروى العياشي بإسناد رفعه إلى أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) ، قال :
    « كانت اليهود تجد في كتبها أن مهاجر محمّد رسول الله ما بين عير واُحُد ، فخرجوا يطلبون الموضع فمرّوا بجبل يقال له حداد ، فقالوا : حداد واُحُد سواء ، فتفرّقوا عنده فنزل بعضهم بتيماء ، وبعضهم بفدك ، وبعضهم بخيبر ، فاشتاق الّذين بتيماء إلى بعض إخوانهم ، فمرّ بهم اعرابي من قيس فتكاروا منه ، وقال لهم : أمرّ بكم ما بين عير واُحد ، فقالوا له : إذا مررت بهما فآذنّا بهما ، فلمّا توسّط بهم أرض المدينة ، قال : ذلك عير ، وهذا اُحُد ، فنزلوا عن ظهر إبله ، وقالوا له : قد أصبنا بغيتنا ، فلا حاجة بنا إلى إبلك ، فاذهب حيث شئت ، وكتبوا إلى إخوانهم الّذين بفدك وخيبر : إنّا قد أصبنا الموضع ، فهلمّوا إلينا ، فكتبوا إليهم : إنّا قد استقرّت بنا الدار واتّخذنا بها الاموال ، وما أقربنا منكم ، فإذا كان ذلك فما أسرعنا إليكم ، واتّخذوا بأرض المدينة أموالاً ، فلمّا كثرت أموالهم بلغ ذلك تُبَّع ، فغزاهم ، فتحصّنوا منه فحاصرهم ، ثمّ أمّنهم فنزلوا عليه ، فقال لهم : إنّي قد استطبت بلادكم ، ولا أراني إلاّ مقيماً فيكم،
    فقالوا له : ليس ذلك لك ، إنّها مهاجِر نبيّ ، وليس ذلك لاحد حتّى يكون ذلك . فقال لهم : فانِّي مخلف فيكم مِنْ اُسرتي مَنْ إذا كان ذلك ساعده ونصره ، فخلّفَ حيين تراهم الاوس والخزرج ، فلمّا كثروا بها كانوا يتناولون أموال اليهود ، فكانت اليهود تقول لهم : أمّا لو بعث
    محمّد لنُخْرِجَنّكم من ديارنا وأموالنا ، فلمّا بعث الله محمّداً آمنت به الانصار ، وكفرت به اليهود ، وهو قوله تعالى :
    (وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ... ) إلى آخر الآية » (25).

    منقول: مطبوعات
    http://www.balagh.com/matboat/sirah/29/qy0o409v.htm


  6. افتراضي

    من الجدير بالذكر وجود نصوص في كتاب النصارى تدل على حدوث الإسراء والمعراج كما فسرها بعض العلماء ومنهم المسلم عبدالأحد داود وهو النصراني السابق "ديفيد بنجامين كلداني" :-

    سفر دانيال الإصحاح 7 : ‏13وَشَاهَدْتُ أَيْضاً فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا بِمِثْلِ ابْنِ الإِنْسَانِ مُقْبِلاً عَلَى سَحَابٍ حَتَّى بَلَغَ الأَزَلِيَّ فَقَرَّبُوهُ مِنْهُ. 14فَأَنْعَمَ ‏عَلَيْهِ بِسُلْطَانٍ وَمَجْدٍ وَمَلَكُوتٍ لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ مِنْ كُلِّ لِسَانٍ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ لاَ يَفْنَى، وَمُلْكُهُ لاَ ‏يَنْقَرِضُ‎.‎
    ابن الإنسان الذي كان على السحاب هو خاتم أنبياء اللله محمد صلى الله عليه وسلم.


    ملاخي 3 ‏«1 هَا أَنَا أُرْسِلُ رَسُولِي فَيُمَهِّدُ الطَّرِيقَ أَمَامِي وَيَأْتِي الرَّبُّ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ فَجْأَةً إِلَى هَيْكَلِهِ وَيُقْبِلُ أَيْضاً ‏مَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ» يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ ‏

    ‏هذا النص أكد على أن هذا الرسول المبشر به لا بد أن يصل بصورة مفاجئة إلى بيت المقدس، ‏منطلقاً من الحرم الأول "مكة" وهذا ما تحقق في ليلة الإسراء، وهذا يعني أن مهمة هذا الرسول ‏تطهير هذه البقاع من الوثنية، ويلقن روادها الوحدانية، والإيمان بالله الواحد الأحد. وإذا تحقق هذا ‏فهو بمثابة بناء طريق جديد يربط العبد بربه، وهذا الطريق الذي شرعه هو دين عالمي شامل يدعو ‏إلى إلغاء الوسائط بين الله وعباده، فلا قديس ولا قسيس، ولا سر مقدس. وهذا لم يتحقق إلا على يد ‏الرسول المنعوت بأنه "محمد صلى الله عليه وسلم ".

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة muslimah مشاهدة المشاركة
    من الجدير بالذكر وجود نصوص في كتاب النصارى تدل على حدوث الإسراء والمعراج كما فسرها بعض العلماء ومنهم المسلم عبدالأحد داود وهو النصراني السابق "ديفيد بنجامين كلداني" :-

    سفر دانيال الإصحاح 7 : ‏13وَشَاهَدْتُ أَيْضاً فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا بِمِثْلِ ابْنِ الإِنْسَانِ مُقْبِلاً عَلَى سَحَابٍ حَتَّى بَلَغَ الأَزَلِيَّ فَقَرَّبُوهُ مِنْهُ. 14فَأَنْعَمَ ‏عَلَيْهِ بِسُلْطَانٍ وَمَجْدٍ وَمَلَكُوتٍ لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ مِنْ كُلِّ لِسَانٍ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ لاَ يَفْنَى، وَمُلْكُهُ لاَ ‏يَنْقَرِضُ‎.‎
    ابن الإنسان الذي كان على السحاب هو خاتم أنبياء اللله محمد صلى الله عليه وسلم.


    ملاخي 3 ‏«1 هَا أَنَا أُرْسِلُ رَسُولِي فَيُمَهِّدُ الطَّرِيقَ أَمَامِي وَيَأْتِي الرَّبُّ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ فَجْأَةً إِلَى هَيْكَلِهِ وَيُقْبِلُ أَيْضاً ‏مَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ» يَقُولُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ ‏

    ‏هذا النص أكد على أن هذا الرسول المبشر به لا بد أن يصل بصورة مفاجئة إلى بيت المقدس، ‏منطلقاً من الحرم الأول "مكة" وهذا ما تحقق في ليلة الإسراء، وهذا يعني أن مهمة هذا الرسول ‏تطهير هذه البقاع من الوثنية، ويلقن روادها الوحدانية، والإيمان بالله الواحد الأحد. وإذا تحقق هذا ‏فهو بمثابة بناء طريق جديد يربط العبد بربه، وهذا الطريق الذي شرعه هو دين عالمي شامل يدعو ‏إلى إلغاء الوسائط بين الله وعباده، فلا قديس ولا قسيس، ولا سر مقدس. وهذا لم يتحقق إلا على يد ‏الرسول المنعوت بأنه "محمد صلى الله عليه وسلم ".
    الأخ الحبيب مع بالغ الاحترام

    أشكر لك مداخلتك القيمة، وألفت نظرك أنّ حادثة ( الاسراء والمعراج ) تدخل في دائرة العقائد، والعقائد واجبة التصديق الجاذم بناء على دليل قطعي أورد الحادثة، وهو القرآن الكريم والأحاديث المتواترة، مما يعني عدم جواز الشك والظن بخلافه،
    وبما أنّ الخبر أتانا من الله تعالى مباشرة في القرآن الكريم وعلى لسان المصطفى فلا نحتاج لتوثيق اعتقادنا، كما لا يجوز لنا أن نبحث ما يُثبت هذا الاعتقاد، لسبب بسيط وهو انتفاء التصديق الجاذم في هذه الحالة.
    الأخ الحبيب مع بالغ الاحترام
    لا بعنينا تصديق أو تكذيب الكفار بما فيهم اليهود والنصارى لحادثة الاسراء والمعراج، ولا نطلب منهم ذلك ما دامو على كفرهم، فالكافر لا نبحث معه الأحكانم الشرعية، كما لا نبحث معه أحكام العبادات ولا الأخلاق ولا الاقتصاد ولا غيرهم من الأحكام، كما لا نبحث معهم أفراد العقائد ولا متعلقات العقائد بناناُ، فلا نبحث معهم الا مسألة واحدة فقط : الايمان والدخول في دين الله. ومن هذا المنطلق أتت حرمة وعدم جواز الدخول في حوارات الأديان التي يقوم بها مدعو العلم من رجالنا مع دهاقنة الكفر الموجهون من عدو الله بابا الفاتيكان.
    الأخ الحبيب:
    يُعلمنا الله تعالى أنّ المطلوب من أهل الكتاب هو الدخول في دين الله، لذا فقد لفت نظرنا بشارة عيسى برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، ومن رفض منهم الاسلام فلن يُقبل منه عمل على الاطلاق .
    سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)

  8. افتراضي

    كلامك سليم أخي الفاضل

    ما أوردتُ ليس إلا لإقامة الحجة على أهل الكتاب
    وللتأكيد على عنوان مداخلتك #5
    والسلام عليكم

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة muslimah مشاهدة المشاركة
    كلامك سليم أخي الفاضل

    ما أوردتُ ليس إلا لإقامة الحجة على أهل الكتاب
    وللتأكيد على عنوان مداخلتك #5
    والسلام عليكم

    بارك الله في الأخ الحبيب

    وما قصدت بردي سوى تأكيد هذا المفهوم لمن يجهله من المسلمين وهم كُثر، ولكي أنبه الأخوة لإجرام من يُروج للمؤتمرات والاجتماعات المعروفة بحوار الأديان من أشباه العلماء من سفهاء الأمه

    وبارك الله فيك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عن الاسراء والمعراج..
    بواسطة tarek1 في المنتدى خنفشاريات
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 12-24-2010, 09:43 PM
  2. مباحث في الاسراء والمعراج
    بواسطة ماكـولا في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-05-2010, 02:38 PM
  3. المحاضرة 22 من السيرة والجزء الثانى من الاسراء والمعراج
    بواسطة سمير السكندرى في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-14-2010, 05:24 AM
  4. الاسراء والمعراج والسنة
    بواسطة faouzidz في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 04-21-2010, 02:44 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء