مقدمات فى علم التوحيد والعقائد

[ابوالمنذر]

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )آل عمران(102)
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) النساء(1)
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)الأحزاب (70-71)(1)
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة فى النار 0
أما بعد 000

فإن الناظر فى مجتمعاتنا الإسلامية نظرة فاحصة لما يجرى على الألسن من ألفاظ ومصطلحات نستخدمها فى كلامنا سواء فى المحاضرات أو الخطب أو الكلمات العابرة التي نلقيها في منتدياتنا أو اجتماعاتنا ، يجد هذه الألفاظ أو المصطلحات بديهيات مسلمة قد أتفق عليها بين المتكلم والمتلقي فلا يتطرق إليها المتكلم موضوحاً شارحاً ولا السامع سائلاً مستفسراً 0
فأنه قد يكون اللفظ المتكلم به يحتمل معاني ، أو مستقر فى ذهن السامع خلاف ما ذهن المتكلم أو ربما لا يعرف السامع معناه بالكلية 0
ومما قد يسبب هوة فى الفهم والحكم على الشئ الواحد بإحكام مختلفة(2) ، لأن المتكلم والسامع لم تتضح عندهم معاني الألفاظ المتكلم بها 0
من هذه الألفاظ :
الدين ، والعقيدة ، والتوحيد ، والعبادة ،................... وغيرها
بل وحتى أعظم كلمة أغلاها على قلب كل مسلم ألا وهى كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) ، كثير من المنتسبين إليها المرددين لها صباح مساء لا يحسنون فهم معانيها والالتزام بمقتضياتها ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
وهذه الألفاظ وتلك الكلمة أهم منطقاً ومتعلقاً ، فلو أغفل الناس معانيها أو تغافلوا عنها على أساس أنها من البديهات والمسلمات ، مع ما في بعض المنتسبين للإسلام من جهل بالمعاني الشرعية لهذه الألفاظ ، ولن نتكلم على ما أصاب الألسن من عُجمةٍ وبُعدٍ عن اللسان العربي فما أدراك بالمعاني المتوقدة فى الأذهان من فهم مغلوط لهذه الألفاظ .
فبالله عليك : كيف تُفهم هذه الألفاظ بمنأى عن لغة القرآن ؟ !
بل : كيف تُفهم هذه الألفاظ بمنأى عن السياق الشرعي الموضوعة له ؟ !
فكان ينبغى على كل عامل فى حقل الدعوة إلا أن يقف وقفة مع هذا الزخم من الأوهام المتولدة عن غربة الإسلام فى زماننا ، حتى لا تُفرغ هذه الألفاظ من محتواها الشرعى ، أو يتلاعب به المتلاعبون ، أو يحاول ليها المتفهيقون المتعالمون .
فيكون من ضياع هذه المعاني من الشرور والكوارث لا حصر لها ، فإن الصبغة الشرعية ينبغي أن تسود وتعلو كما قال عز وجل(صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً)[البقرة :138] فلا محيد عنها أو مَعدِل إلى ما سواها من ألفاظ محتملة لمعان قد يراد بها خير أو يراد بها سوء .
وبما أن هذه الألفاظ هى من أوليات الدين الخاصة بالتوحيد والأعتقاد لذا كانت هذه المقالات التى توضح هذه الألفاظ فى لغة الشرع مستصحبة معانيها من اللسان العربي المبين .

وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً
وكتبه
أبو عبد الرحمن سلطان على
غفر الله له ولوالديه

ــــــــــــــــــــــــ
1) هذه خطبة الحاجة المأثورة عن النبى التى كان يعلمها أصحابه . راجع : خطبة الحاجة – رسالة مطبوعة للشيخ محمد ناصر الدين الألبانى رحمه الله .
(2) لأن الحكم على الشيئ فرع من تصوره .

[move=up]يتبع إن كان فى العمر بقية إن شاء الله تعالى[/move]