النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: " الربوبيون " تلك الخدعة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,970
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي " الربوبيون " تلك الخدعة

    " الربوبيين " تلك الخدعة
    فر كثير من ملاحدة الماضي القريب تحت ضغوطات الردود واللوازم من الإلحاد أو "صدفة " العالم الى ظنون قديمة توهموها جديدة ومريحة فصار المرء منهم ينعت نفسه "الربوبي ".


    (1) أبرز مزاعمهم
    يختلفون عن الملاحدة في أعتقاد أن للعالم خالق ومنهم من يظهر ذلك حتى لا يطول النقاش ويختصر المسافات ولكنه لا يعتقد ذلك ، غير أنهم يزعمون أن هذا الخالق ترك العالم بعد الخلق ولم يعد يدبر أمره .
    من وجوه : الرد على ذلك (2)
    (
    الوجه الأول )

    لا يمتلك هولاء ولا الملاحدة أي دليل على ذلك إلا ظنونهم وما تمليه عليهم الشياطين من الأهواء ليجادلوا المؤمنين ، وما قام على الظن لا يفيد شيئاً .
    (وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا )
    وفي رد قوي على مزاعمهم وعدم أعتقادهم بالبعث يقول رب العالمين جل وعلا :
    (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ )




    (الوجه الثاني )

    تبدل أحوال العالم من سقوط ملوك ودول أو قيامها وحدوث تغيرات من عز أو ذل
    (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
    هذه التغيرات المستمرة في أحوال العالم والمتسارعة الحدوث كل ثانية تبطل مزاعمهم بعدم تدبير الخالق أمر خلقه.
    (الوجه الثالث )


    تغير الليل والنهار وحدوث تجدد الكائنات والرزق
    (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)

    وجاء في تفسير ابن كثير رحمه الله : (وقوله : ( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ) أي : تأخذ من طول هذا فتزيده في قصر هذا فيعتدلان ، ثم تأخذ من هذا في هذا فيتفاوتان ، ثم يعتدلان . وهكذا في فصول السنة : ربيعا وصيفا وخريفا وشتاء .
    وقوله : ( وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ) أي : تخرج الحبة من الزرع والزرع من الحبة ، والنخلة من النواة والنواة من النخلة ، والمؤمن من الكافر والكافر من المؤمن ، والدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة ، وما جرى هذا المجرى من جميع الأشياء ( وترزق من تشاء بغير حساب ) أي : تعطي من شئت من المال ما لا يعده ولا يقدر على إحصائه ، وتقتر على آخرين ، لما لك في ذلك من الحكمة والإرادة والمشيئة والعدل).
    قلت : ومن يزعم أن العالم لا خالق له يدبر أمره في كل لحظة لا يمكنه تفسير ذلك التجدد الحادث والمتغير أيضاً الغير ثابت .ويبين ذلك الوجوه التالية.

    ( الوجه الرابع )
    حدوث البسط في الرزق والتضييق وحدوث الغنى بعد الفقر والفقر بعد الغنى كل هذا دليل على أن الأمر يسير بحكمة وبتدبير متقن وأن هناك أمتحانات وأختبارات بالغنى أو الفقر
    (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ )
    جاء في تفسير البغوي : (قوله عز وجل : ( الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) أي : يوسع على من يشاء ويضيق على من يشاء.

    ( ( الوجه الخامس )
    حدوث الذرية وأختلاف النسل لحكمة
    ( لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ )
    فهو سبحانه الذي يرزق بالذرية ويدبر أمر النسل ويهب لخلقه الذكور أو الإناث
    فالبشر يسلكون الأسباب من أسباب الغنى أو الفقر أو أسباب أنجاب الذكور أو الإناث غير أن تقدير ذلك كله وحدوثه من الله وحده وفقاً لحكمة من وضع الأمور في موضعها الصحيح ورب سالك للأسباب طالباً لأمنية معينة فيمنعها الله عنه فترة لحكمة وحفظ من شر.


    الوجه السادس ))

    عمل أجهزة الجسم دون تدخل من الإنسان في إنشائها منذ خلق ولا يملك أن يجعلها تعمل إذا ما قدّر الله جل وعلا المهيمن أن تتوقف .
    بيان ذلك :

    أن القلب يعمل دون تدخل بشري ! وكذا المخ والجهاز التنفسي والهضمي وكثير من أجهزة الجسم فلا نجد مثلاً المرء يأمر معدته أن تتوقف عن الهضم ! ، وكذا لا يأمر القلب أن يستريح من عمله الدؤوب المتواصل ! ، فإذا عُرف هذا أدرك المرء أنه لم يخلق نفسه من البداية وكذا لا سيطرة له على النهاية إذا حان موعدها ! فدل ذلك على تدبير رب العالمين أمر خلقه في كل لحظة وكل ثانية وما هو أقل من ذلك وما هو أكثر والحمد لله رب العالمين .




    (الوجه السابع )
    النجاة في البر والبحر


    ( قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)

    إن ناظراً الى الحوادث وعجائبها سيدرك أن الأمر أعمار مقدرة وتدبير حكيم من رب العالمين ، فأنت ترى بعينك هذا الذي أتته أسباب الموت من كل جانب إثر أرتضام سيارات حوله ثم في حدود سنتميترات تبتعد عنه السيارت المرتطمة تجده يخرج من بينها أو بعيداً عنها سليما بلا خدش ! ، فهل هذا إلا من تدبير رب العالمين وتقديره أن لا يموت هذا الشخص دون غيره من الذين أرتضمت بهم السيارات من حوله فتأمل ستجد حولك أمور تستدعي تفكيرك وتدبرك ولله في خلقه جميل من تدبير حكيم وقل من يتفكر .

    قيل أنه لا يوجد ألحاد في الخنادق لأن الناس في اللأزمات تدرك جيداً أن لها رب يستغاث به
    عند المصائب، غير أن هولاء من أغترارهم بأسباب الدنيا المادية تراهم ينسون تلك الحقيقة في الغفلة ، والعبد يحتاج الى الله جل وعلا في كل لحظة أن يعينه ويهديه ويوفقه ويصلح له حاله ويحميه ويبارك في ما أنعم ويحفظه من شرار خلقه وشرور الدنيا فهل من مفتقر إلى الله عائد إليه الآن يخلع عنه فساد الكبر والمتكبرين ويطيعه جل وعلا محبة ورهبة . اللهم نسألك عفوك ورضاك ومغفرتك وهداية الحائرين وردهم الى الحق رداً جميلاً .

    الوجه الثامن ))
    عمل أجهزة الجسم بلا تدخل بشري :

    (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ )
    كعمل القلب بلا توقف الى أن يأتي الأجل ، وعمل الجهاز الهضمي ، والجهاز التنفسي ، والدماء وحركتها ، والأعصاب وأستشعارها ، والمناعة ومقاومتها للأمراض الى غير ذلك من أجهزة الجسم المختلفة .

    فهل هناك عاقلا يدّعي قدرته على أن يبدأ عمل هذه الأجهزة أو إيقافها كما يحلو له ثم يشغلها مجدداً ؟!
    وهل يدل هذا إلا على أن نفسه ليست بيده وأن الله جل وعلا هو القاهر فوق عباده يملك أمرهم وحياتهم ويدبر أمرهم كل لحظة وثانية يأمر بحياتهم أو بمماتهم ؟

    ولنا مع أهل الباطل صولات وجولات والوجوه كثيرة والله يهدي الحائرين لصراطه المستقيم .

    التعديل الأخير تم 11-08-2018 الساعة 11:12 PM
    الإنسان - نسأل الله العافية والسلامة والثبات - إذا لم يكن له عقيدة ضاع، اللهم إلا أن يكون قلبه ميتا، لان الذي قلبه ميت يكون حيوانيا لا يهتم بشيء أبداً، لكن الإنسان الذي عنده شيء من الحياة في القلب إذا لم يكن له عقيدة فإنه يضيع ويهلك، ويكون في قلق دائم لا نهاية له، فتكون روحه في وحشة من جسمه
    شرح العقيدة السفارينية لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2017
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    340
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
    السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    جزاك الله خيرا على الموضوع القيّم والمفيد ..
    "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ .." ... صدق الله العظيم ..
    هناك إنسان .. صمت كلّ لحظات الحياة .. متفكّرا في صنع الله جلّ في علاه .. الّذي خلقه وعدله وفطره وسوّاه .. حتّى أنطقه الله سبحانه وتعالى آخر لحظة من لحظات حياته فقال: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أنّ سيّدنا محمّدا صلّى الله عليه وسلّم عبد الله ورسوله !!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,970
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    مرحباً بمرورك اخي الكريم شكراً لك وإياك جزاك الله خير الجزاء .
    الإنسان - نسأل الله العافية والسلامة والثبات - إذا لم يكن له عقيدة ضاع، اللهم إلا أن يكون قلبه ميتا، لان الذي قلبه ميت يكون حيوانيا لا يهتم بشيء أبداً، لكن الإنسان الذي عنده شيء من الحياة في القلب إذا لم يكن له عقيدة فإنه يضيع ويهلك، ويكون في قلق دائم لا نهاية له، فتكون روحه في وحشة من جسمه
    شرح العقيدة السفارينية لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء