بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
===فضائل المسجد الأقصى===
====================
حديث أبي ذر رَضِي الله عنْهُ قال: تذاكرنا ونحن عند رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم أيهما أفضل: أمسجد رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم أم بيت المقدس؟ فقال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: «صلاةٌ في مسجدي أفضلُ من أربع صلوات فيه، ولَنِعمَ المُصَلَى هُو، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعًا». قال: أو قال: «خيرٌ له من الدنيا وما فيها» (أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني).

دلالات هذا الحديث: -
================

هذا الحديث من أعلام النبوة، لأن فيه بشارة بفتح بيت المقدس قبل أن يُفتَح. - اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم في السؤال عن المسجد الأقصى وأجر الصلاة فيه. -

الحديث فيه دلاله بالغة على مكانة المسجد في نفوس المسلمين، بل مكانة الأقصى في الشرع الإسلامي. - فيه ثناء النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم على المسجد الأقصى المُبارك. - فيه أجر الصلاة في المسجد الأقصى بـ(250) صلاة. -

فيه دلالة واضحة على أن قضية الأقصى ستبقى حية في نفوس أبناء هذا الدين لا يُزعزع اعتقادنا بذلك إنكار الأعداء وافتراءات المعتدين. - فيه إشارة إلى عِظم المسئولية الموكلة لأهل الأقصى. -

وهناك لفتة مهمة في أنه قد يأتي زمان لا يستطيع أحد من المسلمين الإقامة حول الأقصى. - أن نسخ القبلة الأولى (المسجد الأقصى) لم يُلغِ منزلتها الشرعية في الإسلام، ولم يجعل المسجد الأقصى كغيره من المساجد؛ بل بقيت منزلته محفوظة.

- أن قضية بيت المقدس والمسجد الأقصى لا تنفصل أبدًا عن قضية الإسلام الكبرى. وها نحن نعيش زمن نلمس فيه صدق ما أخبر به النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم مما سيكون عليه وضع المسجد الأقصى.. والمُتتبع لأحواله في ظل الاحتلال اليهودي الحاقد، والأحداث اليومية، والممارسات الصهيونية يوقن بصدق ما أخبر به النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم.. حيث يحاول اليهود بكل الطرق تفريغ بيت المقدس من المسلمين وتهجيرهم والتضييق عليهم.. وهذا الأمر لم يعد خافيًا. من كتاب: (المسجد الأقصى.. الحقيقة والتاريخ)