صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 48

الموضوع: لماذا تسمونها شبهات ؟

  1. افتراضي

    أعجبني كلامك وأنا متفائل بأنك ستهتدي للحق ان شاء الله تعالى ليس بشرط أن يكون ذلك بشيء تقرأه هنا أو هناك
    ولكن بسبب توافر العقل الراجح والرغبة في الحق
    أشكركم أستاذنا الفاضل , و أتمنى استمراركم معي في الحوار و بقية الزملاء حتى و إن طال . أطيب التحيات .

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر فوزى مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله
    اولا ارحب بالاستاذ الكريم د/ قواسيمه .. حياك الله


    ارى ذلك زميلى العزيز ان نبدأ فى ذلك الموضوع
    مشيئته تعالى هى مشيئة العلم او الاعانة على الفعل اما مشيئة العبد فهى مشيئه النية والتدبير للفعل
    انقل لك من كتاب دقائق التفسير
    ( وَقَوله تَعَالَى {وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله} لَا يدل على أَن العَبْد لَيْسَ بفاعل لفعله الِاخْتِيَارِيّ وَلَا أَنه لَيْسَ بِقَادِر عَلَيْهِ وَلَا أَنه لَيْسَ بمريد بل يدل على أَنه لَا يشاؤه الا من يَشَاء الله وَهَذِه الْآيَة رد على الطَّائِفَتَيْنِ الْمُجبرَة والجهمية والمعتزلة الْقَدَرِيَّة فَإِنَّهُ تَعَالَى قَالَ {لمن شَاءَ مِنْكُم أَن يَسْتَقِيم} فَاثْبتْ للْعَبد مَشِيئَة وفعلا ثمَّ قَالَ {وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله رب الْعَالمين} فَبين ان مَشِيئَة معلقه بِمَشِيئَة الله وَالْأولَى رد على الجبرية وَهَذِه رد على الْقَدَرِيَّة الَّذين يَقُولُونَ قد يَشَاء العَبْد مَا لَا يشاؤه الله كَمَا يَقُولُونَ ان الله يَشَاء مَا لَا يشاؤون

    وَإِذا قَالُوا المُرَاد بِالْمَشِيئَةِ هُنَا الْأَمر على أصلهم وَالْمعْنَى وَمَا يشاؤون فعل مَا أَمر الله بِهِ ان لم يَأْمر الله بِهِ قيل سِيَاق الْآيَة يبين انه لَيْسَ المُرَاد هَذَا بل المُرَاد وَمَا تشاؤون بعد ان امرتم بِالْفِعْلِ ان تفعلوه الا أَن يَشَاء الله فَإِنَّهُ تَعَالَى ذكر الْأَمر وَالنَّهْي والوعد والوعيد ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك {إِن هَذِه تذكرة فَمن شَاءَ اتخذ إِلَى ربه سَبِيلا وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله} وَقَوله {وَمَا تشاؤون} نفي لمشيئتهم فِي الْمُسْتَقْبل وَكَذَلِكَ قَوْله الا ان يَشَاء الله تَعْلِيق لَهَا بِمَشِيئَة الرب فِي الْمُسْتَقْبل فَإِن حرف (أَن) تخلص الْفِعْل الْمُضَارع للاستقبال فَالْمَعْنى الا أَن يَشَاء بعد ذَلِك والامر مُتَقَدم على ذَلِك وَهَذَا كَقَوْل الانسان لَا افْعَل هَذَا الا ان يَشَاء الله) ...

    والله أعلم
    في الحقيقة زميلي الكريم موضوع المشيئة أعقد المواضيع التي واجهتني على الإطلاق في بحثي عن الإله . كما ذكرت في بداية الموضوع أنا قد درست العقيدة الإسلامية على منهج الأشاعرة , ثم و بدافع الفضول و رغم أنه ليس مقرراً في معهد الدراسات الشرعية , قرأت الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي .
    ما استطعت فهمه من ردك هو التالي :

    {لمن شَاءَ مِنْكُم أَن يَسْتَقِيم} تثبت لي كإنسان المشيئة .
    {وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله رب الْعَالمين} تثبت إن صح التعبير سيطرة المشيئة الإلهية على مشيئتي كإنسان .
    المشكلة هنا أن المشيئة يترتب عليها أن أقوم بفعل , فهل فعلي هو فعلي أنا حقيقة لا مجازاً ؟ أم نرجع لآية : (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ )) ؟
    إذا كان الله هو خالق الفعل , فنكون فعلياً - و أنا أستشعر هذا الشعور في أحيان كثيرة - أشبه ما نكون بالدمى التي تحركها الخيوط في مسرح العرائس ,
    أو كما عبر بعض المتصوفة : كريشة في مهب الريح تحركها كيف شاءت ..
    أقلب في ذهني العوامل المساهمة في أي فعل أقوم به فأجد :
    1- التنشئة الأولى و التربية خصوصاً السنوات الثلاث الأولى من العمر , و هذه لا يد لي فيها.
    2- المورثات : فكثير من سلوكياتنا موروثة , طبائعنا و أنماط شخصياتنا.
    3- المعلومات التي بين يدي : و هذه أيضاً وصلني منها ما أعلم و لم يصلني ما أجهل بدون إرادة مني.
    4- المشاعر و العواطف : و هذه كذلك مما لا أملك تصرفاً فيه .

    لنأخذ مثالاً عن النقطة الرابعة :
    لماذا مثلاً ينشرح صدرك أنت للإسلام فيما يضيق صدري أنا به و بتعاليمه و شرائعه ؟ من يتحكم في هذه العاطفة تجاه الدين ؟

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Apr 2016
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    441
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    دعنا نقول ان الموضوع من الأمور البحثية واسعة الاختلاف متشعبة الاراء ولكن اجيبك على قدر معرفتى بالامر والله الموفق
    (لمن شَاءَ مِنْكُم أَن يَسْتَقِيم} تثبت لي كإنسان المشيئة .
    {وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله رب الْعَالمين} تثبت إن صح التعبير سيطرة المشيئة الإلهية على مشيئتي كإنسان)
    ومن أعلمك بمشية الله
    عندنا مثل يقول ( أنت تريد وانا اريد والله يفعل مايريد)
    ارادة الله ومشيئته سر من اسراره وغيبه لا يظهره لاحد الا من ارتضى
    فتعلق نفسك بالشر ما هو الا ارادته تعالى لك بسبب علمه بخبايا نفسك المريده للشر والعكس صحيح ...

    (المشكلة هنا أن المشيئة يترتب عليها أن أقوم بفعل , فهل فعلي هو فعلي أنا حقيقة لا مجازاً ؟)
    لا فعلك حقيقى انت من فعله ونويت له ورتبت له ولذلك ستحاسب عليه
    وكما يقولون ان اردت ان تعرف هل فعلك حقيقى ام مجاز فضع يدك فى النار وستخبرك يدك انه حقيقى
    (
    ؟ أم نرجع لآية : (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ )) ؟
    إذا كان الله هو خالق الفعل , فنكون فعلياً - و أنا أستشعر هذا الشعور في أحيان كثيرة - أشبه ما نكون بالدمى التي تحركها الخيوط في مسرح العرائس ,
    أو كما عبر بعض المتصوفة : كريشة في مهب الريح تحركها كيف شاءت ..)
    دعنى اوضح لك الامر بمثالك السابق انت من اختار ان يكون ربوبيا ثم اخترت الالحاد ولو اخترت ان ترجع الى الاسلام او تصبح مسيحيا او بوذيا فلن يجبرك احد انت سيد قرارك , الله تعالى يعلم ما ستؤل اليه امورك لانه يعلم نفسك وتفكيرك وهواك
    هو خلقك وهداك النجدين طريق الخير وطريق الشر وانت من ستختار بحسب هل انت ممن زكى نفسه ام انت ممن دساها ..
    (أقلب في ذهني العوامل المساهمة في أي فعل أقوم به فأجد :
    1- التنشئة الأولى و التربية خصوصاً السنوات الثلاث الأولى من العمر , و هذه لا يد لي فيها.
    2- المورثات : فكثير من سلوكياتنا موروثة , طبائعنا و أنماط شخصياتنا.
    3- المعلومات التي بين يدي : و هذه أيضاً وصلني منها ما أعلم و لم يصلني ما أجهل بدون إرادة مني.
    4- المشاعر و العواطف : و هذه كذلك مما لا أملك تصرفاً فيه)
    لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به ... لكل منا اهواءه ومشاعره وتقاليده وعاداته لكن لا تحكم فيك الا ما جاء من الله , والا لما يبدأ الحساب الا من بعد البلوغ حتى تكون مهيئاً ان تعتمد على تصرفاتك وقرارتك التى تفعلها بما يمليه عليه هواك

    (لنأخذ مثالاً عن النقطة الرابعة :
    لماذا مثلاً ينشرح صدرك أنت للإسلام فيما يضيق صدري أنا به و بتعاليمه و شرائعه ؟ من يتحكم في هذه العاطفة تجاه الدين ؟
    ذلك اذاً من نفسك الاماره لان الاسلام لا يأمر الا بما هو خير ولا يكون تشريعه الا موافقا لمصلحة النفس – انت تريد ان تنظر لما حرم الله عليك ولكن الشرع قد منعك فتضيق لذلك ولكن ان علمت انها لمصلحتك حتى لا تقع فى الهوى والفتن وحتى لا ينظر غيرك الى ما تملكه انت فلن تضيق لذلك
    كذلك لكى لا تضيق بالشرع فيجب ان تعلم مقاصد الشرع وحتى ان لم تعلمها فاتبع لانه فيه مصلحتك -
    والله تعالى يوفقنا واياكم والله تعالى اعلم
    بأيِّ شيءٍ تحرِّكُ شفَتَيكَ يا أبا أمامةَ ؟ . فقلتُ : أذكرُ اللهَ يا رسولَ اللهِ ! فقال : ألا أُخبرُكَ بأكثرَ وأفضلَ من ذِكرِك باللَّيلِ والنَّهارِ ؟ . قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال : تقولُ : ( سبحان اللهِ عدَدَ ما خلق ، سبحان اللهِ مِلْءَ ما خلَق ، سبحان اللهِ عدَدَ ما في الأرضِ [والسماءِ] سبحان اللهِ مِلْءَ ما في الأرضِ والسماءِ ، سبحان اللهِ عدَدَ ما أحصى كتابُه ، سبحان اللهِ مِلْءَ ما أحصى كتابُه ، سبحان اللهِ عددَ كلِّ شيءٍ ، سبحانَ اللهِ مِلْءَ كلِّ شيءٍ ، والحمدُ للهِ مثل ذلك ) . صحيح

  4. افتراضي

    ومن أعلمك بمشية الله
    قلبت عبارتك السابقة في ذهني لساعات , ثم وجدت نفسي أنهض من الفراش و أكتب هذا الرد أبين فيه جانباً لم أتحدث عنه في مشاركاتي السابقة و هو عن علاقتي بالفكر الصوفي :
    رغم أنني لم آخذ العهد على يد شيخ , إلا أنني كنت من ضمن من يسمون بالأحباب , أحضر مجالسهم و أذكر بذكرهم و أقرأ كتب التصوف الفلسفي بنهم .
    كنت أجهد نفسي في التعبد في كثير من الأحيان , و أنا أمني النفس أن يُفتح علي و أصير من أهل الكشف , أن أصل إلى مرحلة لا أرى فيها فاعلاً في الوجود إلا الله , ثم ألا أرى موجوداً حقاً إلا الله ..
    كنت أطمع بأن تنكشف لي أسرار المشيئة و القدر , و أن أكون عند الله بمكان .. و لكن للأسف لم يحدث لي ما تمنيت ..
    و بدأت همتي تفتر عن التعبد و عن قراءة كتب التصوف الفلسفي , ثم بعدها كان ما ذكرت لكم من اتجاهي للقراءة في المنطق ثم في فلسفة اليونان خاصة ما كتب أرسطو .. و البقية تعرفونها .. كان لسان حالي يقول : لم نصل إلى مبتغانا بطريق الروحانيات , إذاً فلنسلك طريق العقل و الفلسفة لعله يكون هو الموصل .
    و لكنني للأمانة خرجت من التجربة الصوفية بمرارة الخيبة و الفشل و لأكون صريحاً أكثر : كان السخط هو العاطفة التي سيطرت علي بعدها ..فما علمت أسراراً و لا شاهدت أنواراً و لا حدث معي شئ من الأمور التي يتحدث بها القوم ..

    لقد كنت حتى في فترة تديني .أحب النقاش في مواضيع تخص الذات الإلهية من جهة و العلوم اللدنية من جهة أخرى ..
    فمثلاً كانت العلاقة بين ذات الله و صفاته و تنازع فرق المسلمين حول هذه القضية من المواضيع التي شغلت ذهني زمناً طويلاً.
    و كنت أحاول كبح نفسي عن الخوض في هذه الأمور , و لكن دون جدوى ..
    و ربما سيكون التالي آخر ما أكتبه حول موضوع المشيئة الإلهية حتى ننتقل بعدها إلى قضية أخرى حسب ما يرى الإخوة المحاورون.
    يبدو واضحاً أنه في التصور الإسلامي عن الله فإن كل الصفات الإلهية مرتبطة بالمشيئة , حيث نقول : ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن. إن شاء عذب و إن شاء غفر .
    و المشيئة ينجم عنها فعل , و لكن أفعال الله يصفها القرآن كما يلي :
    ((فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ))
    ((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ))
    و هذا التصور مخيف بصراحة .. فأنت هنا تتحدث عن إله قد يدخل العاصي الجنة و يدخل الطائع النار إذا سبق عليه الكتاب أنه من أهل هذه أو تلك . و قد حاول العدلية وضع حل لهذه القضية في أصل : الوعد و الوعيد , لكنهم أنكروا –و هذا منهجهم – أحاديث صحيحة في أن الله خلق الجنة و النار و خلق لهذه أهلها و لتلك أهلها ..
    فتعلق نفسك بالشر ما هو الا ارادته تعالى لك بسبب علمه بخبايا نفسك المريده للشر والعكس صحيح ...
    هذه النقطة تحتاج مني مراجعة لنفسي , فأنا في الوقت الحالي لا أرى نفسي شريراً لأنني لم أتسبب بأذى لمخلوق .. و لكن قد يكون الأمر غير ذلك .. من يدري ..

    بقي أن أقول أنني فعلاً أنفي أن تكون للإنسان إرادة حرة مستنداً إلى ما ذكرت في مشاركتي السابقة و التي لم تعطني عنها إجابة شافية , العوامل التالية :
    1- التنشئة الأولى و التربية خصوصاً السنوات الثلاث الأولى من العمر , و هذه لا يد لي فيها.
    2- المورثات : فكثير من سلوكياتنا موروثة , طبائعنا و أنماط شخصياتنا.
    3- المعلومات التي بين يدي : و هذه أيضاً وصلني منها ما أعلم و لم يصلني ما أجهل بدون إرادة مني.
    4- المشاعر و العواطف : و هذه كذلك مما لا أملك تصرفاً فيها .

    و أطرح هنا مثالاً عن الدين : س من الناس ولد لأبوين مسلمين فصار مسلماً , بينما ع ولد لأبوين بوذيين فصار بوذياً ,قد تقول لي : بإمكان الإنسان تغيير دينه , و أقول هذا صحيح, و لكنه ليس القاعدة السائدة بين بني البشر .. نسبة المتحولين دينياً في مختلف الأديان لا تكاد تذكر .. و الغالبية العظمى من البشر تعيش و تموت على الدين الذي ولدت عليه ..
    فأين حرية الإرادة هنا ؟

  5. #20

    افتراضي

    تحياتى راجي الشفاء :
    جاء فى الاثر: ( جاء ابليس لأحد الانبياء وقال: ألست تقول لن يصيبك إلا ما كتب الله لك!
    قال النبى: بلى
    قال ابليس: إذن ارمى نفسك من أعلى الجبل ولنرى ماسيفعل الله بك؟
    فقال النبى : يا هذا إن للرب ان يختبرعبده وليس للعبد ان يختبر ربه.)

    وأرى قناعتك تميل لإله أرسطو ، وأنت في حيرة من إله المسلمين !!
    وللتوضيح نضرب مثل وليكن هذا المثل هو شخصك الكريم :
    1- هل مشيئتك أن تؤمن بإله أرسطو أم أن تؤمن بإله المسلمين ؟,,, أظن انك لا تعلم أو أرجو أن تجيب .
    2- اذا أمنت بإله أرسطو فقد ضللت وسيحاسبك الله على ضلالك.
    3- واذا أمنت بإله المسلمين فقد اهتديت وسيجازيك الله على هدايتك.
    4- اذن عملك هو كاشف لك لمشيئة الله فيك.
    5- فهل تريد ان تحاسب الله على مشيئته وانت لا تدرى ما مشيئتك ؟؟!!
    6- والله يحاسبك على عملك ولا ولم ولن يحاسبك عن مشيئته فيك ، فأنتبه.

  6. افتراضي

    تحية طيبة لك زميلي الفاضل aboabd :

    في الواقع منذ البارحة و أنا أفكر بعبارة : و من أعلمك بمشيئة الله فيك , ثم جاءت عبارتك في وقتها بالضبط لتتمم الجملة حين قلت لي :

    والله يحاسبك على عملك ولا ولم ولن يحاسبك عن مشيئته فيك
    فاتضحت الصورة في ذهني . واجهت نفسي فقلت : لم تهرب من تحمل مسؤولية أفعالك و قراراتك و تحتج بالمشيئة الإلهية و القدر ؟
    فأنا أقر و أعترف الآن بمسؤوليتي عن أفعالي و قناعاتي . أنا الذي كنت أذهب إلى المكتبات و أنتقي كتباً معينة لأقرأها , و ما لا أجده مطبوعاً كنت أنا من يحمله من النت و يطبعه .
    و قناعاتي و أفكاري تشكلت مما قرأت . و لنكن صرحاء : المسؤولية عبء , و أغلبنا يود أن يجد من يتحملها بدلاً عنه , و في حالتي كانت المشيئة الإلهية هي الشماعة التي علقت عليها الحال الذي وصلت إليه ..

    و هناك نقطة مهمة أود الإشارة إليها :
    خلال بحثي في المنتدى وقعت على موضوع عن بطلان التسلسل اللانهائي و الدور , موضوع أجاب عن سؤالي : لماذا نؤمن بالسببية كقانون يشمل كل شئ ثم نتوقف عندما يصل الأمر إلى الإله .. قرأت الموضوع عدة مرات و وجدت فيه الجواب , و أقتبس خلاصة الموضوع حيث قال الكاتب :

    يُعتبر دليل الحدوث من أقوى البراهين الدالة على وجود الله تعالى وقد استعمله الكثير من العلماء في القديم والحديث وهو مما دل عليه النقل والعقل والعلم كما سبق أن بينت، وخلاصة ما جمعنته : أن كل موجودات العالم تقبل الوجود والعدم، فهي إذن حادثة، والحادث مالا يقتضي لذاته أن يكون موجودا ولا أن يكون معدوما، فالوجود والعدم سيان بالنسبة إليه فإذا وُجد وُجد لعلة، وتسلسل العلل محال إذ يلزم منه عدم الوجود، وهو خلاف المشاهد فوجب إذن وجود محدِث قديم لا يسبقه العدم،و هو الله سبحانه وتعالى الخالق الحكيم الأول والآخر
    أنا هنا أسجل تراجعي عن موقفي كملحد , و أعلن نفسي ربوبياً لا دينياً من جديد , إذ لم يثبت عندي بعد أن واجب الوجود هو بالضرورة إله الإسلام .. و لنجعل من هذا محوراً لنقاشنا كما أتمنى على الإخوة المحاورين . و لكم خالص التحية ..

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Apr 2016
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    441
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله
    (قلبت عبارتك السابقة في ذهني لساعات , ثم وجدت نفسي أنهض من الفراش و أكتب هذا الرد أبين فيه جانباً لم أتحدث عنه في مشاركاتي السابقة و هو عن علاقتي بالفكر الصوفي :
    رغم أنني لم آخذ العهد على يد شيخ , إلا أنني كنت من ضمن من يسمون بالأحباب , أحضر مجالسهم و أذكر بذكرهم و أقرأ كتب التصوف الفلسفي بنهم .
    كنت أجهد نفسي في التعبد في كثير من الأحيان , و أنا أمني النفس أن يُفتح علي و أصير من أهل الكشف , أن أصل إلى مرحلة لا أرى فيها فاعلاً في الوجود إلا الله , ثم ألا أرى موجوداً حقاً إلا الله ..
    كنت أطمع بأن تنكشف لي أسرار المشيئة و القدر , و أن أكون عند الله بمكان .. و لكن للأسف لم يحدث لي ما تمنيت ..
    و بدأت همتي تفتر عن التعبد و عن قراءة كتب التصوف الفلسفي , ثم بعدها كان ما ذكرت لكم من اتجاهي للقراءة في المنطق ثم في فلسفة اليونان خاصة ما كتب أرسطو .. و البقية تعرفونها .. كان لسان حالي يقول : لم نصل إلى مبتغانا بطريق الروحانيات , إذاً فلنسلك طريق العقل و الفلسفة لعله يكون هو الموصل و لكنني للأمانة خرجت من التجربة الصوفية بمرارة الخيبة و الفشل و لأكون صريحاً أكثر : كان السخط هو العاطفة التي سيطرت علي بعدها ..فما علمت أسراراً و لا شاهدت أنواراً و لا حدث معي شئ من الأمور التي يتحدث بها القوم ..

    لقد كنت حتى في فترة تديني .أحب النقاش في مواضيع تخص الذات الإلهية من جهة و العلوم اللدنية من جهة أخرى ..
    فمثلاً كانت العلاقة بين ذات الله و صفاته و تنازع فرق المسلمين حول هذه القضية من المواضيع التي شغلت ذهني زمناً طويلاً.
    و كنت أحاول كبح نفسي عن الخوض في هذه الأمور , و لكن دون جدوى)
    أنار الله قلبك وازال الغشاوة عنك أرى من كلامك كما ذكر د / قواسيمه بصيص امل قوى فى عودتك للاسلام بمشيئة الله تعالى ..
    يحزننى انك تعجلت جدا او اخطأت الطريق الموصل الى الله
    وصولك اليه تعالى لا يحتاج جلسات صوفيه ولا قراءات متعنته بقدر ما يحتاج ثقه فى الله اولا وصدق مع النفس والله ثانيا واخلاص بحث ثالثاً ومداومة لا تفتر رابعاً
    "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه "
    اجدنى وكثير منا قد وقع فى باكورة شبابه فى هذا المنعطف اسأل نفسى لماذا وكيف وهل
    واتجهت الى قراءات كثيره ليس لى بها باع ولا طاقه ولا حتى تناسب ظروفى وقدراتى وكنت اقرأ ان الامام الفلانى تظهر عليه علامات التجلى وتنكشف له الاسرار ولكنى لم اجد ذلك فهل تركت الدين ؟
    كلا بل تتبعت الدين اكثر وتعمقت فيه اكثر وفى لحظه بدأ ضميرى وعقلى يقول لى وهل فى الله شك؟
    فرددت بيقين لا والله ليس فى الله شك ...
    (و ربما سيكون التالي آخر ما أكتبه حول موضوع المشيئة الإلهية حتى ننتقل بعدها إلى قضية أخرى حسب ما يرى الإخوة المحاورون.
    يبدو واضحاً أنه في التصور الإسلامي عن الله فإن كل الصفات الإلهية مرتبطة بالمشيئة , حيث نقول : ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن. إن شاء عذب و إن شاء غفر .
    و المشيئة ينجم عنها فعل , و لكن أفعال الله يصفها القرآن كما يلي :
    ((فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ))
    ((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ))
    و هذا التصور مخيف بصراحة .. فأنت هنا تتحدث عن إله قد يدخل العاصي الجنة و يدخل الطائع النار إذا سبق عليه الكتاب أنه من أهل هذه أو تلك . و قد حاول العدلية وضع حل لهذه القضية في أصل : الوعد و الوعيد , لكنهم أنكروا –و هذا منهجهم – أحاديث صحيحة في أن الله خلق الجنة و النار و خلق لهذه أهلها و لتلك أهلها)
    هذا التصور مخيف .. يااخى انت تتحدث عن الله الذى هو العدل المطلق الرحمة المطلقه الحكمه المطلقه لا ينبغى ان تخاف ولا ان تشك انك قد بلغت الى القمه فى كل صفات الخير بوصولك الى الله تعالى .. اعلم تماما لله ارحم بعبده من الام برضيعها
    فتعلق نفسك بالشر ما هو الا ارادته تعالى لك بسبب علمه بخبايا نفسك المريده للشر والعكس صحيح ...
    (هذه النقطة تحتاج مني مراجعة لنفسي , فأنا في الوقت الحالي لا أرى نفسي شريراً لأنني لم أتسبب بأذى لمخلوق .. و لكن قد يكون الأمر غير ذلك .. من يدري)
    ان لم ترد الخير لنفسك اولا وتحرص عليه اشد الحرص فقد فعلت الشر لنفسك
    ومن يغنيك ان اضررت نفسك ونفعت المخلوقين جميعا ..
    (بقي أن أقول أنني فعلاً أنفي أن تكون للإنسان إرادة حرة مستنداً إلى ما ذكرت في مشاركتي السابقة و التي لم تعطني عنها إجابة شافية , العوامل التالية :
    1- التنشئة الأولى و التربية خصوصاً السنوات الثلاث الأولى من العمر , و هذه لا يد لي فيها.
    2- المورثات : فكثير من سلوكياتنا موروثة , طبائعنا و أنماط شخصياتنا.
    3- المعلومات التي بين يدي : و هذه أيضاً وصلني منها ما أعلم و لم يصلني ما أجهل بدون إرادة مني.

    (المشاعر و العواطف : و هذه كذلك مما لا أملك تصرفاً فيها
    دعنى اولا اذكرك بايه قرأنيه تثبت ان الامر ليس استاتيكيا ولكنه ديناميكى متغير
    قال تعالى ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )
    قال عنها ابن عباس رض الله عنه يدبّر الله أمرَ العباد فيمحو ما يشاءُ, إلا الشقاء والسعادة والحياة والموت وقال البعض بل معنى ذلك أنه يمحو كل ما يشاء, ويثبت كل ما أراد وفى حديث ان الدعاء والبلاء يتصارعان مايؤكد ذلك
    دعنا نسلسل الاحداث
    الطفل يولد لا يدرك اى شىء حوله ثم تبدأ التنشئه والتعليم وغرس الاسس والمبادىء التى ينشىء عليها ويستمر الى ان يكبر وهو على تلك الحاله ولكن قل لى لو ان والد ذلك الطفل اراد له ان يأكل شىء لا يرغبة الابن فلا تقول لى ان التنشئه والموروثات والمعلومات ستجبر الطفل على اكل ذلك الشىء بل انه اختار ان لا يأكل لانه لا يريد
    فلماذا تقول ان الانسان يبحث عن مايريده فى حياته ولا يبحث عن ما يريده لاخرته.

    (
    و أطرح هنا مثالاً عن الدين : س من الناس ولد لأبوين مسلمين فصار مسلماً , بينما ع ولد لأبوين بوذيين فصار بوذياً ,قد تقول لي : بإمكان الإنسان تغيير دينه , و أقول هذا صحيح, و لكنه ليس القاعدة السائدة بين بني البشر .. نسبة المتحولين دينياً في مختلف الأديان لا تكاد تذكر .. و الغالبية العظمى من البشر تعيش و تموت على الدين الذي ولدت عليه ..
    فأين حرية الإرادة هنا ؟)
    قال تعالى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)
    لم يقل فاشهد بدون علم ولكن اعلم أولا ثم اشهد انه لا اله الا الله
    تلك الطامة الكبرى ان انغمس الناس فى اصلاح دنياهم وتعقب سعادتهم فيها وعدم الاكتراث لاخراهم واسباب نجاتهم فيها ...
    اراح الله قلبى وقلبك وثبتنى واياكم على صراطه المستقيم - والله تعالى أعلم
    بأيِّ شيءٍ تحرِّكُ شفَتَيكَ يا أبا أمامةَ ؟ . فقلتُ : أذكرُ اللهَ يا رسولَ اللهِ ! فقال : ألا أُخبرُكَ بأكثرَ وأفضلَ من ذِكرِك باللَّيلِ والنَّهارِ ؟ . قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال : تقولُ : ( سبحان اللهِ عدَدَ ما خلق ، سبحان اللهِ مِلْءَ ما خلَق ، سبحان اللهِ عدَدَ ما في الأرضِ [والسماءِ] سبحان اللهِ مِلْءَ ما في الأرضِ والسماءِ ، سبحان اللهِ عدَدَ ما أحصى كتابُه ، سبحان اللهِ مِلْءَ ما أحصى كتابُه ، سبحان اللهِ عددَ كلِّ شيءٍ ، سبحانَ اللهِ مِلْءَ كلِّ شيءٍ ، والحمدُ للهِ مثل ذلك ) . صحيح

  8. #23

    افتراضي

    أحسنت زميلنا راجي الشفاء وفتح الاله الحقيقي عليك.
    وحسب علمي إن إله الاسلام هو الوحيد الذي أخبر أنه هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ، فهل في تصورك إله أخر إدعى تلك الالوهية ؟؟

  9. افتراضي

    الزميل الفاضل ياسر فوزي :
    ربما لم تلحظ مشاركتي السابقة التي كتبت فيها :

    فاتضحت الصورة في ذهني . واجهت نفسي فقلت : لم تهرب من تحمل مسؤولية أفعالك و قراراتك و تحتج بالمشيئة الإلهية و القدر ؟
    فأنا أقر و أعترف الآن بمسؤوليتي عن أفعالي و قناعاتي . أنا الذي كنت أذهب إلى المكتبات و أنتقي كتباً معينة لأقرأها , و ما لا أجده مطبوعاً كنت أنا من يحمله من النت و يطبعه .
    و قناعاتي و أفكاري تشكلت مما قرأت . و لنكن صرحاء : المسؤولية عبء , و أغلبنا يود أن يجد من يتحملها بدلاً عنه , و في حالتي كانت المشيئة الإلهية هي الشماعة التي علقت عليها الحال الذي وصلت إليه .
    لم أعد منكراً لمشيئتي و مسؤوليتي عن أفعالي , إضافة إلى ذلك فقد درست موضوعاً في المنتدى يناقش دليل الحدوث على وجود الله فكان أن وجدت إجابة سؤالي عن السببية.
    فأنا لم أعد أصنف نفسي ملحداً , بل أقر بوجود إله .

    الزميل الفاضل aboabd :
    الأديان كثيرة , و ربما يستغرق البحث فيها عمراً بأكمله , لذا كان سؤالي هو : كيف نتأكد أن الإله واجب الوجود الذي عرفناه بالدليل العقلي هو ذاته إله الإسلام ؟
    هذه هي النقطة الأساسية الآن في الحوار.

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Apr 2016
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    441
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    من الجيد ذلك التقدم
    وكما ذكر الفاضل ابو عبد لم يوجد اله ادعى الالوهيه الا اله الاسلام ... يتبع انشاء الله غدا لبعض المشاغل وفقكم الله
    بأيِّ شيءٍ تحرِّكُ شفَتَيكَ يا أبا أمامةَ ؟ . فقلتُ : أذكرُ اللهَ يا رسولَ اللهِ ! فقال : ألا أُخبرُكَ بأكثرَ وأفضلَ من ذِكرِك باللَّيلِ والنَّهارِ ؟ . قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال : تقولُ : ( سبحان اللهِ عدَدَ ما خلق ، سبحان اللهِ مِلْءَ ما خلَق ، سبحان اللهِ عدَدَ ما في الأرضِ [والسماءِ] سبحان اللهِ مِلْءَ ما في الأرضِ والسماءِ ، سبحان اللهِ عدَدَ ما أحصى كتابُه ، سبحان اللهِ مِلْءَ ما أحصى كتابُه ، سبحان اللهِ عددَ كلِّ شيءٍ ، سبحانَ اللهِ مِلْءَ كلِّ شيءٍ ، والحمدُ للهِ مثل ذلك ) . صحيح

  11. افتراضي

    الزملاء الأفاضل , تحية طيبة و بعد :
    بعد تفكير مطول قررت فعل الآتي : سأعيد قراءة القرآن كاملاً من الفاتحة إلى الناس مستعيناً بموسوعة التفاسير , و بناء على النتيجة التي أصل إليها سأتخذ هذا القرار المصيري ..
    لذا سأتغيب عن المنتدى لمدة .. أراكم بخير و أشكر ما بذلتموه في محاورتي من وقت و جهد .

  12. #27

    افتراضي

    مرحبا بك في كل وقت أستاذ راجي ..
    لكن في الحقيقة كنت أود توضيح عقيدة أهل السنة في القضاء والقدر، لكنك على وشك المغادرة للأسف ..
    لهذا سأقوم بعمل فيديو صغير أوضح فيه هذه المسألة وكيف ينظر إليها أهل السنة بخلاف سواهم من القدرية والجبرية ..
    ولك أطيب التحيات، وأسأل الله أن يهيديك ويشرح صدرك للحق ..
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  13. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي مشاهدة المشاركة
    مرحبا بك في كل وقت أستاذ راجي ..
    لكن في الحقيقة كنت أود توضيح عقيدة أهل السنة في القضاء والقدر، لكنك على وشك المغادرة للأسف ..
    لهذا سأقوم بعمل فيديو صغير أوضح فيه هذه المسألة وكيف ينظر إليها أهل السنة بخلاف سواهم من القدرية والجبرية ..
    ولك أطيب التحيات، وأسأل الله أن يهيديك ويشرح صدرك للحق ..
    حضرة الأستاذ الفاضل الدكتور هشام عزمي :
    قطعاً ستكون استفادتي من كلامكم أكبر بكثير من دراستي منفرداً , فخوضي في هذه المسائل لوحدي قد أوصلني إلى الحال الذي ترون , و المرشد عزيز في هذا الزمان ..
    متابع لكم و بشدة .. أطيب التحيات

  14. #29

    افتراضي

    أسأل الله تبارك وتعالى أن يشرك صدرك وينير قلبك ويصلح شأنك كله ويرشدك إلى كل خير ويصرف عنك كل سوء ..

    البعض فعلا يستشكل كيف يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء، ويحسب أن هذا تحكم محض ..
    لكن الحقيقة أن ‍إرادة الله تبارك وتعالى ليست ‍إرادة ‍عبثية ولا تحكم محض..
    بل هي مبنية على علمه المطلق وحكمته الواسعة غير المحدودة..
    فهي إرادة عليمة حكيمة إن صح التعبير..
    والله عندما يريد أن يضل عبدًا ما، فهذا يكون لما سبق في علمه من كون هذا العبد يحب الضلال ويسعى فيه ويأخذ بأسبابه..
    فيكون إضلال الله لمن يستحق الإضلال وليس على سبيل التحكم المحض ..
    ولهذا قال تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
    وقال: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ}
    وقال: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}
    وقال: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ}
    وقال: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}
    وقال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ}

    إذن الموضوع ليس أن الله طالبك بالإيمان ثم سلبك القدرة على الإيمان أو أمرك بالطاعة ثم منعك السبيل إليها، كما يقول البعض: كيف يأمرنا بأمر ثم يحول بيننا وبينه ويعاقبنا عليه وقد منعنا من فعله وكيف يكلفنا بأمر لا قدرة لنا عليه وهل هذا إلا بمثابة من أمر عبده بالدخول من باب ثم سد عليه الباب سدا محكما لا يمكنه الدخول معه البتة ثم عاقبه أشد العقوبة على عدم الدخول وبمنزلة من أمره بالمشي إلى مكان ثم قيده بقيد لا يمكنه معه نقل قدمه ثم أخذ يعاقبه على ترك المشي.
    لا طبعا!!
    فإن ربنا أمرك بالدخول من الباب وأنت الذي ترفض، مرة واتنين وثلاثة، فلما كان الأمر كذلك، أغلق الباب وحرمك من دخول الباب! وهذا هو مقتضى الحكمة وما يفعله حتى العقلاء من البشر، وهي سنة كونية، بل وأخروية ..
    ألا تقرأ في القرآن: يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43) سورة القلم
    هذه هي عقوبة تارك الصلاة الذي كان يدعى إلى الصلاة في الدنيا فيأبى!
    {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} ..

    وهذه في الحقيقة سنة كونية: الكفر في البداية يكون قرارًا صعبًا، ثم تركب الزحليقة (كما في تعبيرنا المصري العامي)، أي: تنزلق إلى المستنقع ..
    كذلك مدمن المخدرات في البداية يكون تعاطي الهيروين هو قراره بإرادته الكاملة، ثم جرعة بعد جرعة تضعف هذه الإرادة حتى يفقدها تماما ..
    كذلك مدمن الخمر، ومدمن التدخين، ومدمن الإباحية!
    لكن رغم هذا يرسل الله للغارق في الكفر أو الذنوب رسائل، لعله يتذكر أو يخشى!
    لهذا نقول إذا وجدت نفسك بعيدًا عن الله، فاعلم أن هذا عقوبة من الله لخبث نفسك وميلك للمعاصي، فأدرك نفسك وأصلحها وطهرها حتى تكون محلاً لهداية الله وعونه، وربنا لو وجد منك صلاحا، فسوف يهديك ..
    والله يرسل لك رسائل:
    ألا ترى أن مدمن الإباحية في ذروة انغماسه في اللذة قد يقف مع نفسه للحظات ويقول: ما هذا الذي أفعله؟!!
    أو مدمن التدخين أحيانًا يقف مع نفسه ويقول: ما نهاية هذا الذي أفعله بنفسي؟!! ..

    هدى الله أقواما من الكفار لم نكن نتصور هدايتهم مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الله بن أبي السرح ومعاوية بن أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل، وهؤلاء حسن إسلامهم ولهم بعد إسلامهم أعمال عظام ساد بها الإسلام في الأرض ..
    لماذا هداهم وختم مثلا على قلوب أبي جهل وأبي لهب؟ لأن الله علم أنهم يستحقون الهداية ويستأهلونها بينما كان غيرهم لا يستحقونها بكفرهم وطغيانهم ..
    هؤلاء في لحظة صدق مع النفس، عرفوا الحق واتبعوه، بينما غيرهم أعرض بجانيه وأعطى ظهره لرسالة الله ..
    كذلك أنت اجتهد من نفسك لتكون محلا لهداية الله لا محلا للإضلال ، فأفعال الله ليست ظلما ولا تحكما محضا، بل عن حكمة وعدل!
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  15. #30

    افتراضي

    مقال جميل للأستاذ عبد الواحد: درء تعارض الخلق و التخيير
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء