(قلبت عبارتك السابقة في ذهني لساعات , ثم وجدت نفسي أنهض من الفراش و أكتب هذا الرد أبين فيه جانباً لم أتحدث عنه في مشاركاتي السابقة و هو عن علاقتي بالفكر الصوفي :
رغم أنني لم آخذ العهد على يد شيخ , إلا أنني كنت من ضمن من يسمون بالأحباب , أحضر مجالسهم و أذكر بذكرهم و أقرأ كتب التصوف الفلسفي بنهم .
كنت أجهد نفسي في التعبد في كثير من الأحيان , و أنا أمني النفس أن يُفتح علي و أصير من أهل الكشف , أن أصل إلى مرحلة لا أرى فيها فاعلاً في الوجود إلا الله , ثم ألا أرى موجوداً حقاً إلا الله ..
كنت أطمع بأن تنكشف لي أسرار المشيئة و القدر , و أن أكون عند الله بمكان .. و لكن للأسف لم يحدث لي ما تمنيت ..
و بدأت همتي تفتر عن التعبد و عن قراءة كتب التصوف الفلسفي , ثم بعدها كان ما ذكرت لكم من اتجاهي للقراءة في المنطق ثم في فلسفة اليونان خاصة ما كتب أرسطو .. و البقية تعرفونها .. كان لسان حالي يقول : لم نصل إلى مبتغانا بطريق الروحانيات , إذاً فلنسلك طريق العقل و الفلسفة لعله يكون هو الموصل و لكنني للأمانة خرجت من التجربة الصوفية بمرارة الخيبة و الفشل و لأكون صريحاً أكثر : كان السخط هو العاطفة التي سيطرت علي بعدها ..فما علمت أسراراً و لا شاهدت أنواراً و لا حدث معي شئ من الأمور التي يتحدث بها القوم ..
لقد كنت حتى في فترة تديني .أحب النقاش في مواضيع تخص الذات الإلهية من جهة و العلوم اللدنية من جهة أخرى ..
فمثلاً كانت العلاقة بين ذات الله و صفاته و تنازع فرق المسلمين حول هذه القضية من المواضيع التي شغلت ذهني زمناً طويلاً.
و كنت أحاول كبح نفسي عن الخوض في هذه الأمور , و لكن دون جدوى)
Bookmarks