بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
سؤال يرد بخاطر المسلم هل الأجر الذي كتبه الله لمن ينتظر الصلاة في المسجد يعطى لمن ينتظرها في بيته مثلا أو مكان آخر جاء في باب (فضل انتظار الصلاة)
1/1061- عنْ أَبي هريرةَ  أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: لا يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلاةٍ مَا دَامتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلى أَهْلِهِ إِلاَّ الصَّلاةُ متفقٌ عَلَيْهِ.
2/1062- وعنه أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: المَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ الَّذي صَلَّى فِيهِ مَا لمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ رواه البخاري.
3/1063- وعن أَنس  أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ أَخَّرَ لَيْلَةً صلاةَ الْعِشَاءِ إِلى شَطْرِ اللَّيْلِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ بَعْدَ ما صَلَّى فَقَالَ: صَلىَّ النَّاسُ وَرَقَدُوا ولَمْ تَزَالُوا في صَلاةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُموها رواه البُخَارِيُّ.

واعلم أن أجر الرباط الموعود به من انتظر الصلاة بعد الصلاة لا يختص بانتظارها في المسجد، بل مهما كان قلبك معلقا بالصلاة وفكرك مشتغلا بها حصل لك هذا الأجر ـ إن شاء الله ـ وإن كنت في بيتك، وهذا بعض كلام أهل العلم في شرح حديث: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات.... وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط. أخرجه مسلم.

قال القاري في المرقاة: وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ ـ أَيْ: وَقْتُهَا أَوْ جَمَاعَتُهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ: يَعْنِي إِذَا صَلَّى بِالْجَمَاعَةِ أَوْ مُنْفَرِدًا، ثُمَّ يَنْتَظِرُ صَلَاةً أُخْرَى وَيُعَلِّقُ فِكْرَهُ بِهَا بِأَنْ يَجْلِسَ فِي الْمَسْجِدِ أَوْ فِي بَيْتِهِ يَنْتَظِرُهَا، أَوْ يَكُونَ فِي شُغْلِهِ وَقَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِهَا فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ. انتهى.

وقال المباركفوري في المرعاة: وانتظار الصلاة بالجلوس لها في المسجد، أو تعلق القلب بها والتأهب والاهتمام لها مع اشتغاله بكسبه في بيته، كما ورد: ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود. انتهى.

وقال المناوي في فيض القدير: وانتظار الصلاة بعد الصلاة. سواء أدى الصلاة بجماعة أو منفردا في مسجد أو في بيته. انتهى.

ثم إن الله تعالى متى علم منك صدق النية والرغبة في المكث في المسجد في هذا الوقت، وأنه لم يمنعك من ذلك إلا ما لا قدرة لك على دفعه كتب لك الأجر بنيتك.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم