المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمضان مطاوع
أولا - جزاكم الله خيرا أخي الفاضل على هذا الرد الوافي , جعله الله في ميزان حسناتك .. آمين
ثانيا - أشكرك وأحييك على أسلوبك الراقي المحترم , وبكل صدق وأمانة .. أشهد لك بأنك نموذج للمسلم الحقيقي الصبور الذي يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة
ثالثا - العبارة المشار إليها باللون الأحمر في المقتبس , هي فقط التي أعترض عليها .. لماذا؟ :
لأن الإسلام شرّع جهاد الطلب
لفتح ( باب الحرية الدينية ) وترسيخ مبادئها في جميع دول العالم في ما يُسمى بالفتح الإسلامي , يعني فرض الحرية الدينية بهدف تخليص هذه الشعوب من استعباد واستضعاف الحكّام الطغاة .. طيب .. ولماذا فتح باب الحرية الدينية؟ :
1-
تمكين السلطة الدينية السياسية ( السلطة الإسلامية الفاتحة ) من الحكم وممارسة دينها ونشره بكل حرية وبلا إكراه , لأن الله تعالى قال للقائد الأعلى لهذه السلطة الدينية السياسية الإسلامية الفاتحة , قل للكافرين في الدول المفتوحة ( بعد عرض الإسلام عليهم ) اطمئنوا : لكم دينكم ولي دين , فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
2-
تمكين الشعوب الغير مسلمة المتحررة ( أصحاب الأديان الأخرى ) من ممارسة أديانهم ونشرها بكل حرية وبلا إكراه , في ظل سلطة دينية سياسية غير مستعبدة ولا مستضعفة لشعوبها ولا تقبل إلا الحرية الدينية والسياسية , وبالطبع لم ولن توجد سلطة دينية سياسية تتمتع بهذه المواصفات سوى السلطة الدينية السياسية الإسلامية
وبناءا عليه فإن الإسلام هو دين السلام الوحيد من بين الديانات المعروضة على الناس في الأرض , بل هو الدين الحق يعني الرسالة العالمية , فإن قبل الإنسان اللي نال حريته (
الموجود في دولة من الدول المفتوحة) الدين الإسلامي المعروض عليه (
والذي تعتنقه السلطة السياسية الفاتحة) كدين له خير وبركة , وإن رفض وظل على دينه الذي كان عليه , أو حتى اختار دين آخر غير الإسلام .. فلا بأس (
فإن الإسلام أمر المسلمين بالتعايش مع غير المسلمين ومنحهم الحرية الدينية! , وأيضا لا ينهاهم الله عن الذين لم يقاتلوهم في الدين ولم يخرجوهم من ديارهم أن يبروهم ويقسطوا إليهم ) , كل ما في الأمر هو أن هذا الإنسان الذي نال حريته والرافض للإسلام , فقط عليه أن يدفع الجزية (
ضريبة الحرية والحماية ) لأولي الأمر
لذلك شُرع القتال أو الحرب لفرض الحرية الدينية لا لفرض الدين وتشريعاته , فرض الحرية الدينية أولا لتخليص الشعوب المستعبدة والمستضعفة من تسلط السلطات القاهرة لهم , ثم يأتي بعد ذلك عرض الدين فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر , الإكراه في فرض الحرية الدينية على غير المسلم ولا إكراه عليه في فرض الدين وتشريعاته , فرض الدين وتشريعاته داخل الدولة الإسلامية أي على من قبل الإسلام واعتنقه بعد أن نال حريته في ظل حكم الدولة الإسلامية
الشعراوي يقول
https://www.youtube.com/watch?v=suPGwVe590E
أعداء الإسلام يفهمون من هذا الكلام أن صاحب فكرة جهاد الطلب يريد أن ينشر الدين الإسلامي بالعافية ويفرض تشريعاته بقوة السلاح على الناس!! , لكن الأمر ليس كذلك
الفتوحات الإسلامية فيما يسمى بجهاد الطلب :
كانت لفرض الحرية أولا بالسيف ( وفي ذلك إكراه للسلطات المستعبدة والمستضعفة لشعوبها ) , ثم نشر الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة وبلا إكراه هو مرحلة تالية لفرض الحرية
إذ لا يمكن نشر دين من الأديان بالحكمة والموعظة الحسنة وبلا إكراه في دولة تحكمها سلطة مستعبدة ومستبدة ومستضعفة لشعبها لا تقبل حرية ممارسة ونشر الأديان , فلابد من فرض الحرية أولا ثم عرض الإسلام على الناس في الدولة المفتوحة فيدخلون فيه أفواجا
نسف شبهة جهاد الطلب
https://www.youtube.com/watch?v=_-XLSIhQ6xc
شيخ الأزهر يقول
https://www.youtube.com/watch?v=v0w7UE5xT1E
سورة القصص :
طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)
لو كان فيه في زمن فرعون وموسى فتوحات إسلامية , كانت مصر أولى الدول بهذا الفتح بسبب استعباد واستضعاف فرعون وجيشه لشعب مصر وخصوصا بني إسرائيل , ولأن شريعة موسى لم تشرع الفتوحات الإسلامية (جهاد الطلب) لبني إسرائيل , لكن الله تعالى منّ على بني إسرائيل وخلصهم بنفسه من يد فرعون مصر بحسب وعده لخليله إبراهيم , أما شريعة محمد لكونها شريعة عالمية فقد شرع الله فيها هذا النوع من الجهاد لأنها رسالة عالمية , لا بهدف فرض الإسلام ولكن بهدف فرض الحرية الدينية لكي يتمكن المسلمين من لنشر الإسلام
ويقول تعالى :
وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)
لمثل هذا شُرع جهاد الطلب .. ولابد أن نفرق بين فرض الحرية الدينية وفرض الدين الإسلامي , فرض الحرية بالسيف ( صواب ) , أما فرض الدين بالسيف ( خطأ )
فرض الدين على غير المسلم بالسيف خطأ , لكن فرض الدين على المسلم بإقامة الحدود عليه صواب
والله تعالى أعلم
تحياتي
Bookmarks