مما جادت به قريحة بعض الحداثيين أن الصحابي الجليل أبا هريرة كان عنده عقدة من النساء وهذه انعكست على رواياته

واستدلوا على ذلك بما في تاريخ ابن أبي خيثمة 1561- حدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا أبو معشر، عن محمد بن قيس؛ قال: كان أبو هريرة يقول لا تكنوني أبا هريرة؛ كناني رسول الله: أبا هر"، قال: ثكلتك أمك والذكر خير من الأنثى.

ولك أن تتساءل أين هي روايات أبي هريرة التي فيها إزراء على الناس فيما يزعمون وعامتهم يجدون إشكالات في أحكام في القرآن مثل المواريث والتعدد ؟

الحداثي المنتسب لملة الإسلام والذي لا يصدق روايات الثقات المتواترة هل كلف نفسه عناء النظر في إسناد هذه الرواية ليعلم صدقها من كذبها ؟

أم أنه ينظر في الكتب فيصحح ويعتمد ما يوافق هواه وما يمكن أن يبني عليها تحليلاته النفسية العجيبة ويرفض كل ما سوى ذلك

هذا أنموذج لما يتكرر في كتابات القوم والتي كثير منها يكون مأخوذاً من كتب المنصرين والإمامية

الرواية المذكورة هنا في سندها أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي هو ضعيف في الحديث وتغير قبل موته تغيراً شديداً وقد تكون هذه الرواية بعد التغير

ومحمد بن قيس الذي يروي عن أبي هريرة لم يسمع منه وروايته عنه مرسلة ولم يسمع من أي صحابي لهذا هو مذكور في التهذيب في الطبقة السادسة الذين عاصروا صغار التابعين وما سمعوا من الصحابة

ثم إن رواية ( كناني رسول الله أبا هر ) رواية لها طرق كثيرة وليس فيها زيادة ( الذكر خير من الأنثى )

وقال البخاري في صحيحه باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفا وقال أبو حازم عن أبي هريرة قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا هر

وقد تواتر عن تلاميذ أبي هريرة أنهم كانوا يسمونه ( أبا هريرة ) وهكذا اسمه في عامة المصادر الحديثية فلو كان يغضب من هذا الاسم ما تتابع الناس على نعته به بل هو كان ينعت نفسه به بروايات لا تحصى

ثم إن حديث ( أمك ثم أمك ثم أمك ) من رواية أبي هريرة في الصحيحين

وحديث أن المرأة تموت بنفاسها شهيدة روي من حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم الشهداء خمسة الحديث وفيه المرأة تموت بجمع رواه مالك والترمذي

وحديث ( خياركم خيركم لأهله ) والذين دائماً يستدل به هذه الأيام على الزوجة من رواية أبي هريرة عند أبي داود والترمذي

وحديث المرأة البغي التي دخلت الجنة بسقي الكلب رواه أبو هريرة واليوم الناس يحملون هذا الحديث ما لا يحتمل وكذلك حديث ( تصدق الليلة على زانية ) والذي في آخره ( أما الزانية فلعلها يعني أن تستعف به) وهذا الحديث مداره على أبي هريرة فقط

ولكن أبا هريرة كفر إحسانه كما كفر إحسان غيره ، والكلمة التي بينا ضعفها لا شيء فيها ولكن لبيان انعدام المنهجية عند القوم بل على قواعدهم ينبغي أن يكون أبا هريرة من أنصار المرأة والواقع أن السلف ما كانوا أنصار امرأة أو رجل بل كانوا ينصرون الشرع الذي يبين حقوق وواجبات الجميع ولكن ما تصنع بالهوس العصري بالمظلومية

هذا الملف الأول انتهينا منه ثم يأتي الملف الآخر وهو ما ذكره أحمد عبده ماهر من أن أبا هريرة كان عنده عقدة من الكلاب ! ولهذا الأحاديث في الكلاب من وضعه !

وقد مر معنا المرأة البغي التي سقت كلباً وأن راويه هو أبو هريرة

وأما حديث نجاسة سؤر الكلب ( سبع مرات إحداهن بالتراب ) فهذا رواه أبو هريرة ولكن رواه معه عبد الله بن مغفل فلم ينفرد به أبو هريرة

وأما حديث النهي عن اتخاذ كلب غير كلب الحراسة والصيد فهذا رواه سفيان بن أبي زهير وعبد الله بن عمر وأحاديثم في الصحيحين وتابعهم أيضاً عبد الله بن مغفل

وأما حديث يقطع الصلاة ثلاثة فرواه أبو ذر والحكم الغفاري وقال الترمذي في جامعه : وفي الباب عن أبي سعيد، والحكم الغفاري، وأبي هريرة، وأنس،: حديث أبي ذر حديث حسن صحيح.

واللطيف أن حديث التخفيف في سؤر الهرة وقوله ( إنها من الطوافين عليكم والطوافات ) لم يروه أبو هريرة وإنما رواه أبو قتادة الأنصاري وهو في الموطأ والسنن الأربعة

وهؤلاء الذين يتهمون الصحابة إنما يسقطون نفسياتهم المريضة على الصحابة الكرام فهو لما كان متحيزاً للثقافة الغربية ويرفض كل ما سواها ويفتري الكذب في نصرتها افترض ذلك في غيره ، كمثل المتأخرين الذين فشا فيهم التحاسد على الدنيا فصاروا يتهمون أئمة الجرح والتعديل أنهم يتتابعون على جرح بعض الناس حسداً ! وهذا المحسود المزعوم دونهم باتفاق العقلاء

——————————————

قناة التليجرام : https://t.me/alkulife